Sara Limona's Reviews > فكرة كمنويلث إسلامي
فكرة كمنويلث إسلامي
by
by

ما أستشفه مرارًا من نماذج مالك هو سعيه لإبراز قيمة الفكر وتغليبه إياه على قيمة الشيء. الأشياء -بمفردها- لا تعين على إقامة نموذج خاص؛ فما دام الإنسان طفيلي النزعة، يقتات على إنتاج الآخر بدون إعمال الفكر أو تحرك اليد فحتمًا سيره في اتجاه الهاوية. والشيء على كل حال وبطرق عدة يصير سهل المنال؛ سهولة تنازع القدرة على الإنتاج.
أما الفكر -في الإطار الديني والأخلاقي طبعا-؛ فهنا البداية ومنه الاستدامة، هنا التقويم والعمل، وهنا الصورة الخاصة لا التقليد الأعمى. ومن هذا أستطيع أن أفهم عدة محاور من نموذج مالك.
"كمنويلث إسلامي" هذا النموذج ببساطة،
-فكرته: فمجمع يحركه الإرادة الجماعية للعالم الإسلامي.
-رابطته العضوية: الإسلام.
-وسعيه: البحث في كل ما يهم الشأن الإسلامي، التدقيق في الأخطار التي يواجهها ومشاكله الخاصة، ثم إنتاج أفكار يُستَخلص منها حلول لهذه المشكلات وبطريقة تناسب المجتمع. والنقطة الأهم؛ أن هذا النموذج لا بد أن يكون مبدأه للبقاء؛ فلا يقتصر على ما تبدَّى من مشكلات، بل جلَّ اهتمامه لما يتبدى وستبدي منها -وهذه النقطة جعلها مالك نقطة المفارقة مع المثال البريطاني-.
ومن بعد، فهذا النموذج لم ينكر مالك صعوبته، ولم ينكر صعوبة جمع أطرافه ولا صعوبة التحديد الدقيق لطرق سيره، بل العكس صرَّح بهذا وأن ما ذكره هنا ما هو إلا فكرة وهيكل عام. لكن أيضًا فالنموذج ما زال، ولم يخرج بعد من تحت سقف الممكن.
وهذا رجع بي لشعوري الخاص بحالة الإحباط أو ربما الشفقة التي واجهتها مع نماذجه -القابلة للتطبيق- كثيرًا، وإلى تساؤل هذا لمَن، ومن يسمع؟ ما أحوجنا وأبعدنا والله! ووجدت ذكر من مالك هنا لمثل هذه الحالة وأثرها، مثلها في تغير لغة الخطابات التي لاحظها في بعض لقاءاته، والتي أرجو أن تكون بدلت محور يأسي هذا.
وأنهى بنص طويل ربما لكن كل كلمة فيه رهيبة، ارتجف منه قلبي والله:
"ويمكننا نحن أنفسنا أن نتمثل هذا التطور في صورة عملية كيميائية تتم في إناء مغلق، ومنذئذ نصبح بإزاء مشكلة ميكانيكية؛ فإذا توازنت القوى الداخلية والقوى الخارجية على جانبي حواجز الإناء أمكن للعملية أن تستمر وأن تؤول إلى نتيجتها الطبيعية، أما إذا حدث أي اختلال في التوازن فإن حواجز الإناء تتطاير شظايا بديدة في الهواء، وتتوقف العملية الكيميائية توقفًا لا يمكن تداركه.
إن الإناء المغلق يصور العالم الإسلامي في مجرى تطوره الراهن؛ فهناك قوى داخلية تعمل على تحويله بغية تكييفه مع الحياة العالمية الراهنة. فإذا لم يتح للقوى الداخلية أن توازن مفعول القوى الخارجية فإن الأمر سيؤول لا محالة إلى تطاير حواجز الإناء شظايا بديدة في الهواء؛ وحينئذ يتسنى للنزعة الاستعمارية وللشيوعية التقاط تلك الشظايا البديدة.
إلا أنه يجب علينا أن نقول بأن خطورة المشكلة قائمة في داخل ذلك الإناء بوجه خاص. وهي متوقفة على أولئك الذين يوجهون العملية الكيميائية التي تعمل على تغيير العالم الإسلامي في هذه المرحلة من تاريخه، إن أي سهو من جانبهم قد يؤدي إلى انفجار الإناء. وإذا حدث الانفجار فلن يكون مجديًا أن تقول لأولئك المتطلعين لهذه اللحظة، لا تلتقطوا شظاياه!.. ومن ثمَّ فلا ريب في أن الخطر سيظل يتهددنا طوال العشرين سنة القادمة. ولكن (الإسلام) يظل دائمًا القوة التي لا تحطم"
من 2023.
أما الفكر -في الإطار الديني والأخلاقي طبعا-؛ فهنا البداية ومنه الاستدامة، هنا التقويم والعمل، وهنا الصورة الخاصة لا التقليد الأعمى. ومن هذا أستطيع أن أفهم عدة محاور من نموذج مالك.
"كمنويلث إسلامي" هذا النموذج ببساطة،
-فكرته: فمجمع يحركه الإرادة الجماعية للعالم الإسلامي.
-رابطته العضوية: الإسلام.
-وسعيه: البحث في كل ما يهم الشأن الإسلامي، التدقيق في الأخطار التي يواجهها ومشاكله الخاصة، ثم إنتاج أفكار يُستَخلص منها حلول لهذه المشكلات وبطريقة تناسب المجتمع. والنقطة الأهم؛ أن هذا النموذج لا بد أن يكون مبدأه للبقاء؛ فلا يقتصر على ما تبدَّى من مشكلات، بل جلَّ اهتمامه لما يتبدى وستبدي منها -وهذه النقطة جعلها مالك نقطة المفارقة مع المثال البريطاني-.
ومن بعد، فهذا النموذج لم ينكر مالك صعوبته، ولم ينكر صعوبة جمع أطرافه ولا صعوبة التحديد الدقيق لطرق سيره، بل العكس صرَّح بهذا وأن ما ذكره هنا ما هو إلا فكرة وهيكل عام. لكن أيضًا فالنموذج ما زال، ولم يخرج بعد من تحت سقف الممكن.
وهذا رجع بي لشعوري الخاص بحالة الإحباط أو ربما الشفقة التي واجهتها مع نماذجه -القابلة للتطبيق- كثيرًا، وإلى تساؤل هذا لمَن، ومن يسمع؟ ما أحوجنا وأبعدنا والله! ووجدت ذكر من مالك هنا لمثل هذه الحالة وأثرها، مثلها في تغير لغة الخطابات التي لاحظها في بعض لقاءاته، والتي أرجو أن تكون بدلت محور يأسي هذا.
وأنهى بنص طويل ربما لكن كل كلمة فيه رهيبة، ارتجف منه قلبي والله:
"ويمكننا نحن أنفسنا أن نتمثل هذا التطور في صورة عملية كيميائية تتم في إناء مغلق، ومنذئذ نصبح بإزاء مشكلة ميكانيكية؛ فإذا توازنت القوى الداخلية والقوى الخارجية على جانبي حواجز الإناء أمكن للعملية أن تستمر وأن تؤول إلى نتيجتها الطبيعية، أما إذا حدث أي اختلال في التوازن فإن حواجز الإناء تتطاير شظايا بديدة في الهواء، وتتوقف العملية الكيميائية توقفًا لا يمكن تداركه.
إن الإناء المغلق يصور العالم الإسلامي في مجرى تطوره الراهن؛ فهناك قوى داخلية تعمل على تحويله بغية تكييفه مع الحياة العالمية الراهنة. فإذا لم يتح للقوى الداخلية أن توازن مفعول القوى الخارجية فإن الأمر سيؤول لا محالة إلى تطاير حواجز الإناء شظايا بديدة في الهواء؛ وحينئذ يتسنى للنزعة الاستعمارية وللشيوعية التقاط تلك الشظايا البديدة.
إلا أنه يجب علينا أن نقول بأن خطورة المشكلة قائمة في داخل ذلك الإناء بوجه خاص. وهي متوقفة على أولئك الذين يوجهون العملية الكيميائية التي تعمل على تغيير العالم الإسلامي في هذه المرحلة من تاريخه، إن أي سهو من جانبهم قد يؤدي إلى انفجار الإناء. وإذا حدث الانفجار فلن يكون مجديًا أن تقول لأولئك المتطلعين لهذه اللحظة، لا تلتقطوا شظاياه!.. ومن ثمَّ فلا ريب في أن الخطر سيظل يتهددنا طوال العشرين سنة القادمة. ولكن (الإسلام) يظل دائمًا القوة التي لا تحطم"
من 2023.
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
فكرة كمنويلث إسلامي.
Sign In »
Reading Progress
Finished Reading
November 9, 2023
– Shelved