جهاد أمين's Reviews > من حديث النفس
من حديث النفس
by
by

مقتطفات من الكتاب :
الوحدة
إن من حاول معرفة نفسه عرضت له عقبات كأداء ومشقات جسام فإن هو صبر عليها بلغ الغاية وما الغاية التي تطمئن معها النفس إلى الوحدة وتأنس بالحياة، وتدرك اللذة الكبرى، ما الغاية إلا معرفة الله. وسيظل الناس تحت أثقال العزلة المخيفة حتى يتصلوا بالله ويفكروا دائما في انه معهم وأنه يراهم ويسمعهم هنالك تصير الآلام في الله لذه والجوع في الله شبعا والمرض صحة والموت هو الحياة السرمدية الخالدة هنالك لا يبالي الإنسان ألا يكون معه أحد لأنه يكون مع الله.
.............
على عتبة الأربعين
إن متع الدنيا أوهام , من لم ينلها تشوق إليها و حسد عليها, و من نالها ملها و تمنى غيرها: المتزوج يتمنى العزوبية, و العزب يشتهي الزواج, و المقيم يرجو السفر, و المسافر يطلب المعاد والريفي يحن إلي المدينة والمدني يتشهي الريف و نحن كلنا أطفال …تشتر� للطفل اللعبة النفيسة فيفرح بها و يهش لها , ثم يلقيها و يطلب غيرها, و لو كان دونها. ثم إن الآمال لا تنتهي, فمن أعطي المليون, ابتغى المليونين, و من رفع في الوظيفة درجة طلب درجتين, فلا يزال في شقائين, شقاء بالحاضر الذي لا يقنع به , و بالآتي الذي لا يصل إليه�.
أما إن الحق الذي لابد الليلة من الصدع به أنه : لا هذه المواعظ ولا هذه المقالات هي التي توصل إلي الله ، ولكن يوصل إليه أن يعود كل إلي نفسه فيسأل : من أين جاءت ؟ وفيم خلقت ، و إلي أين المصير ؟ وأن يعلم كل أن الطريق من فوق ، فيرفع رأسه ليري الطريق . ومن منا يرفع اليوم رأسه ، ونحن كالنحلة لا نبصر إلا الأرض ؟ ومن منا هو كالفراشة تسعي إلي النار ، تحسب أنها باب الإنطلاق .
الدين أن تتصل بالعالم العلوي وأن تراقب الله و أن تعلم أنه مطلع عليك ابدا وأنه يرعاك بعينه فترعاه بقلبك وتطيعه بجوارحك.
هذه هي غاية الخلق وهذا سر الوجود : (ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون ) ، لا عبادة عادة وصلاة رياضة وصوم استشفاء وحج سياحة بل العبادة التي يحس بها القلب حلاوة الإيمان ويذوق فيها لذة العبودية ويستشعر فيها القيام بين يدي الله.
ولتغامر مع ذلك في ميدان الحياة ولتقحم لجها ولتأخذ اوفر قسط من طيباتها ومن علومها ومن فنونها ولتكن قويا ولتكن غنيا
الوحدة
إن من حاول معرفة نفسه عرضت له عقبات كأداء ومشقات جسام فإن هو صبر عليها بلغ الغاية وما الغاية التي تطمئن معها النفس إلى الوحدة وتأنس بالحياة، وتدرك اللذة الكبرى، ما الغاية إلا معرفة الله. وسيظل الناس تحت أثقال العزلة المخيفة حتى يتصلوا بالله ويفكروا دائما في انه معهم وأنه يراهم ويسمعهم هنالك تصير الآلام في الله لذه والجوع في الله شبعا والمرض صحة والموت هو الحياة السرمدية الخالدة هنالك لا يبالي الإنسان ألا يكون معه أحد لأنه يكون مع الله.
.............
على عتبة الأربعين
إن متع الدنيا أوهام , من لم ينلها تشوق إليها و حسد عليها, و من نالها ملها و تمنى غيرها: المتزوج يتمنى العزوبية, و العزب يشتهي الزواج, و المقيم يرجو السفر, و المسافر يطلب المعاد والريفي يحن إلي المدينة والمدني يتشهي الريف و نحن كلنا أطفال …تشتر� للطفل اللعبة النفيسة فيفرح بها و يهش لها , ثم يلقيها و يطلب غيرها, و لو كان دونها. ثم إن الآمال لا تنتهي, فمن أعطي المليون, ابتغى المليونين, و من رفع في الوظيفة درجة طلب درجتين, فلا يزال في شقائين, شقاء بالحاضر الذي لا يقنع به , و بالآتي الذي لا يصل إليه�.
أما إن الحق الذي لابد الليلة من الصدع به أنه : لا هذه المواعظ ولا هذه المقالات هي التي توصل إلي الله ، ولكن يوصل إليه أن يعود كل إلي نفسه فيسأل : من أين جاءت ؟ وفيم خلقت ، و إلي أين المصير ؟ وأن يعلم كل أن الطريق من فوق ، فيرفع رأسه ليري الطريق . ومن منا يرفع اليوم رأسه ، ونحن كالنحلة لا نبصر إلا الأرض ؟ ومن منا هو كالفراشة تسعي إلي النار ، تحسب أنها باب الإنطلاق .
الدين أن تتصل بالعالم العلوي وأن تراقب الله و أن تعلم أنه مطلع عليك ابدا وأنه يرعاك بعينه فترعاه بقلبك وتطيعه بجوارحك.
هذه هي غاية الخلق وهذا سر الوجود : (ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون ) ، لا عبادة عادة وصلاة رياضة وصوم استشفاء وحج سياحة بل العبادة التي يحس بها القلب حلاوة الإيمان ويذوق فيها لذة العبودية ويستشعر فيها القيام بين يدي الله.
ولتغامر مع ذلك في ميدان الحياة ولتقحم لجها ولتأخذ اوفر قسط من طيباتها ومن علومها ومن فنونها ولتكن قويا ولتكن غنيا
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
من حديث النفس.
Sign In »