زبيدة عالي's Reviews > فوضى الحواس
فوضى الحواس
by
في جزئها الثاني تستكمل مستغانمي رحلة الحب والهيام والغرام. أحب القراءة لأحلام مستغانمي لأنها تشوّق القارئ للذة خوض غمار تحدي لعبة الحب بكل ما يتخلله من صعاب وإشكاليات، إنها تصوّره باندفاعه وعنفوانه الصارخ. يحمل سردها الكثير من الأحلام والتخيلات التي تنضح بالحس المرهف والفكر المنغمس باللذة اللحظية.
لن تجد العديد من الشخصيات ولن تقرأ الكثير من الأحداث فروايتها ترتكز على البطل والبطلة وكل ما يحدث بينهما، أما ما يحدث خارج حدودهما فهو خارج النص كذلك. لكن مستغانمي ستحدثك عن السياسة والفكر والأدب والاجتماع والتاريخ عبر سردها وستجد الكثير من الاقتباسات التي توظفها في نصها.
شخصيًّا أجد نفسي مستفيدة من تلك الاقتباسات كوني أطلع على مقولات عديدة منوعة ولكني أفهم موقف البعض الذي يجد في هذا الأسلوب حشو واستعراض لمعلومات منوعة ليست الكاتبة صاحبتها فلا داعي من ذكرها. ربما يكمن سر إقبال القراء على روايات مستغانمي -وقراءتها بشغف منقطع النظير- في تعطشهم لعيش تجارب مشابهة في عالم موازي. إني أجد في رواياتها شيئًا من الواقعية لكن بالرغم من ذلك أرى جانب الخيال والحلم هو الطاغي والمسيطر والمتحكم بسير الأحداث.
الأبطال في الرواية لا يتحدثون بواقعية أو عملية بل تجدهم يتبادلون أطراف الحديث كما هو الخيال في الأدب والشعر. كلام نظري يطفو على بحر العشق والغرام بعيدًا عن واقع الحياة. في الرواية يظهر في الواقع للبطلة (حياة) الرجل ذو الاسم الغامض الذي أسمته (هو) بعد أن فصّلته في الجزء الأول كبطلًا في روايتها كونها كاتبة. ينتقل (هو) من العالم الأدب بعدما كان حبيس النص ليصبح رجلًا حقيقيًا يمكنها التفاعل معه مما يربك (حياة) بعض الشيء.
بالرغم من علمي ببعد الواقع عما أقرؤه في الرواية إلا أنني أستمتع عندما أقرأ لمستغانمي لأنني أكون على موعد مع جرعة زائدة من الأحلام حيث التلاعب بالكلمات هو المغزى واقتناص اللحظة هو السر فلا يهم ما حدث قبلها أو ما سيحدث بعدها. الكاتبة متمكنة من صياغة الجمل بطريقة تعرف كيف تكسب جمهورًا وفيًّا لها عبرها وفي ذلك ذكاء. نعم قد لا تكون كلماتها وجملها الأقوى أو الأكثر تمييزًا و إبداعًا لكن أحلام تسرد لنا ما نراه من أحلام فتحولها لرواية أملًا في أن تصبح تلك الرؤى أقرب للواقع المعاش وأكثر وقعًا لما تحمله من مشاعر.
by

في جزئها الثاني تستكمل مستغانمي رحلة الحب والهيام والغرام. أحب القراءة لأحلام مستغانمي لأنها تشوّق القارئ للذة خوض غمار تحدي لعبة الحب بكل ما يتخلله من صعاب وإشكاليات، إنها تصوّره باندفاعه وعنفوانه الصارخ. يحمل سردها الكثير من الأحلام والتخيلات التي تنضح بالحس المرهف والفكر المنغمس باللذة اللحظية.
لن تجد العديد من الشخصيات ولن تقرأ الكثير من الأحداث فروايتها ترتكز على البطل والبطلة وكل ما يحدث بينهما، أما ما يحدث خارج حدودهما فهو خارج النص كذلك. لكن مستغانمي ستحدثك عن السياسة والفكر والأدب والاجتماع والتاريخ عبر سردها وستجد الكثير من الاقتباسات التي توظفها في نصها.
شخصيًّا أجد نفسي مستفيدة من تلك الاقتباسات كوني أطلع على مقولات عديدة منوعة ولكني أفهم موقف البعض الذي يجد في هذا الأسلوب حشو واستعراض لمعلومات منوعة ليست الكاتبة صاحبتها فلا داعي من ذكرها. ربما يكمن سر إقبال القراء على روايات مستغانمي -وقراءتها بشغف منقطع النظير- في تعطشهم لعيش تجارب مشابهة في عالم موازي. إني أجد في رواياتها شيئًا من الواقعية لكن بالرغم من ذلك أرى جانب الخيال والحلم هو الطاغي والمسيطر والمتحكم بسير الأحداث.
الأبطال في الرواية لا يتحدثون بواقعية أو عملية بل تجدهم يتبادلون أطراف الحديث كما هو الخيال في الأدب والشعر. كلام نظري يطفو على بحر العشق والغرام بعيدًا عن واقع الحياة. في الرواية يظهر في الواقع للبطلة (حياة) الرجل ذو الاسم الغامض الذي أسمته (هو) بعد أن فصّلته في الجزء الأول كبطلًا في روايتها كونها كاتبة. ينتقل (هو) من العالم الأدب بعدما كان حبيس النص ليصبح رجلًا حقيقيًا يمكنها التفاعل معه مما يربك (حياة) بعض الشيء.
بالرغم من علمي ببعد الواقع عما أقرؤه في الرواية إلا أنني أستمتع عندما أقرأ لمستغانمي لأنني أكون على موعد مع جرعة زائدة من الأحلام حيث التلاعب بالكلمات هو المغزى واقتناص اللحظة هو السر فلا يهم ما حدث قبلها أو ما سيحدث بعدها. الكاتبة متمكنة من صياغة الجمل بطريقة تعرف كيف تكسب جمهورًا وفيًّا لها عبرها وفي ذلك ذكاء. نعم قد لا تكون كلماتها وجملها الأقوى أو الأكثر تمييزًا و إبداعًا لكن أحلام تسرد لنا ما نراه من أحلام فتحولها لرواية أملًا في أن تصبح تلك الرؤى أقرب للواقع المعاش وأكثر وقعًا لما تحمله من مشاعر.
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
فوضى الحواس.
Sign In »
Reading Progress
December 6, 2023
–
Started Reading
December 31, 2023
– Shelved
December 31, 2023
–
Finished Reading