عمر's Reviews > الدنيا اللي في بالي
الدنيا اللي في بالي
by
by

"قال الأمير الصغير: كونوا أصدقائي، فأنا وحيد؛ رد الصدى: أنا وحيد..أنا وحيد..أنا وحيد
هذه ليست بالضبط متتالية قصصية، هذا ري يونيون، حفل صغير خالص تدعو له كل أصدقاءك القدامى، كل أصحابك، من بقى منهم ومن فرقتكم السبل؛ الفتاة التي أتمت ثلاثة وثلاثين عاما وما زالت تحاول، الفتاة التي تحلم أن يبقى قلبها على طول الزمن أخضر، الفتاة التي تحاول مؤخرا استعادة السيطرة على حياتها المبعثرة، الطيار رقم ١٢٣، السيدة التي تزن ٨٥ كيلوجراما تجاهد دائما لفقدان بعضها، الرجل الدي هزم لتوه، الطفل الذي لا يحب الإجازة الصيفية، الفتاة التي تعد لنا الشاي اليوم وكل يوم، السيدة الأربعينية مالكة الهيونداي ماتريكس والتي تسكن التجمع الأول، الرجل الذي مل من المحاولة، صاحب الحفل اليوم، الفتاة التي لا تركب القطار عادة، الفتاة التي كانت تحب الأمطار، الفتاة التي جاورتها في اليوم الثاني للمعرض، وحبيبة نزيل آخر لا نعرفه. تجتمعون كلكم، فجأة كأنما هي معجزة ربنا، تجلسون في معزل عن الزمن، ويحكي كل واحد حكايته.
قد تتوه قليلا فلا تدري، أهم يحكون حكاياتهم فعلا فعلا، أم أنهم يحكون لك مخصوص حكايات تحب سماعها، حكايات تشعر معها كأن قلبك الملآن سيسقط على الدنيا رطبا جنيا؛ لا يهم، المهم حقا أن الأمير الصغير ليس وحيدا، أبدا.
كذب الصدى..
في الفيلم الذي أعده واحدا من عجائب الدنيا، آية ربانية، "الحياة الأخرى"، يجلس الناس أمام الكاميرا، واحدا تلو الآخر، لتسجيل ذكرى واحدة فقط، حكاية واحدة يحكيها الواحد ليتم تحويلها فيلم سينما، يتفرج عليه الواحد منهم بعد ما يموت، وياخد الذكرى دي، الحكاية دي لوحدها من سنين حياته كلها، ياخدها معاه للحياة الأخرى.
هنا، هنا تحديدا، في اختيارات الناس للذكريات، بيظهر تصور كوريدا الكامل عن السينما والحياة، واخلاصه الشديد لهما. الناس كانت بتختار أكثر لحظات حياتهم حميمية وخفة، اللحظات العابرة شديدة العادية في الحياة اليومية، زي واحدة اختارت ذكرى لما كان عندها ٤ سنين، كانت ساندة راسها على حجر مامتها، بتقول إنها فاكرة ريحة مامتها الجميلة في اللحظة دي، وفاكرة ملمس خدها على حجر مامتها، قد إيه كان ناعم وجميل، وقد إيه كانت حاسة بالدفء.
كوريدا هو المخرج الأشد اخلاصا للحياة، لذا منحته الحياة سينما خلابة، سينما مستحيلة الجمال؛ وكذلك أميرة في "الدنيا اللي في بالي" أخلصت اخلاصا شديدا للحياة، أخلصت اخلاصا شديدا للعادي والممكن والمعقول والبسيط، فمنحتها الكتابة أنشودة مستحيلة الجمال�
ثم إني سعيد، سعيد للغاية، لأني بعد ما قعدت مع الحكايات، بعد ما ضحكت، وبكيت بكاء صادق، وغضبت، وأشفقت، وأحببت وكرهت، بعد شلال جارف من المشاعر، فهمت للمعنى الأولى ربما بيت شعر أحبه كثيرا لكني لم أفهمه أبدا زي دلوقتي
"لولا الجهات لكان قلبي هدهدا
لو كان قلبك هدهدا لتبعته"
أنا الآن، في هذه اللحظة فقط، أحس أن قلبي هدهد
هذه ليست بالضبط متتالية قصصية، هذا ري يونيون، حفل صغير خالص تدعو له كل أصدقاءك القدامى، كل أصحابك، من بقى منهم ومن فرقتكم السبل؛ الفتاة التي أتمت ثلاثة وثلاثين عاما وما زالت تحاول، الفتاة التي تحلم أن يبقى قلبها على طول الزمن أخضر، الفتاة التي تحاول مؤخرا استعادة السيطرة على حياتها المبعثرة، الطيار رقم ١٢٣، السيدة التي تزن ٨٥ كيلوجراما تجاهد دائما لفقدان بعضها، الرجل الدي هزم لتوه، الطفل الذي لا يحب الإجازة الصيفية، الفتاة التي تعد لنا الشاي اليوم وكل يوم، السيدة الأربعينية مالكة الهيونداي ماتريكس والتي تسكن التجمع الأول، الرجل الذي مل من المحاولة، صاحب الحفل اليوم، الفتاة التي لا تركب القطار عادة، الفتاة التي كانت تحب الأمطار، الفتاة التي جاورتها في اليوم الثاني للمعرض، وحبيبة نزيل آخر لا نعرفه. تجتمعون كلكم، فجأة كأنما هي معجزة ربنا، تجلسون في معزل عن الزمن، ويحكي كل واحد حكايته.
قد تتوه قليلا فلا تدري، أهم يحكون حكاياتهم فعلا فعلا، أم أنهم يحكون لك مخصوص حكايات تحب سماعها، حكايات تشعر معها كأن قلبك الملآن سيسقط على الدنيا رطبا جنيا؛ لا يهم، المهم حقا أن الأمير الصغير ليس وحيدا، أبدا.
كذب الصدى..
في الفيلم الذي أعده واحدا من عجائب الدنيا، آية ربانية، "الحياة الأخرى"، يجلس الناس أمام الكاميرا، واحدا تلو الآخر، لتسجيل ذكرى واحدة فقط، حكاية واحدة يحكيها الواحد ليتم تحويلها فيلم سينما، يتفرج عليه الواحد منهم بعد ما يموت، وياخد الذكرى دي، الحكاية دي لوحدها من سنين حياته كلها، ياخدها معاه للحياة الأخرى.
هنا، هنا تحديدا، في اختيارات الناس للذكريات، بيظهر تصور كوريدا الكامل عن السينما والحياة، واخلاصه الشديد لهما. الناس كانت بتختار أكثر لحظات حياتهم حميمية وخفة، اللحظات العابرة شديدة العادية في الحياة اليومية، زي واحدة اختارت ذكرى لما كان عندها ٤ سنين، كانت ساندة راسها على حجر مامتها، بتقول إنها فاكرة ريحة مامتها الجميلة في اللحظة دي، وفاكرة ملمس خدها على حجر مامتها، قد إيه كان ناعم وجميل، وقد إيه كانت حاسة بالدفء.
كوريدا هو المخرج الأشد اخلاصا للحياة، لذا منحته الحياة سينما خلابة، سينما مستحيلة الجمال؛ وكذلك أميرة في "الدنيا اللي في بالي" أخلصت اخلاصا شديدا للحياة، أخلصت اخلاصا شديدا للعادي والممكن والمعقول والبسيط، فمنحتها الكتابة أنشودة مستحيلة الجمال�
ثم إني سعيد، سعيد للغاية، لأني بعد ما قعدت مع الحكايات، بعد ما ضحكت، وبكيت بكاء صادق، وغضبت، وأشفقت، وأحببت وكرهت، بعد شلال جارف من المشاعر، فهمت للمعنى الأولى ربما بيت شعر أحبه كثيرا لكني لم أفهمه أبدا زي دلوقتي
"لولا الجهات لكان قلبي هدهدا
لو كان قلبك هدهدا لتبعته"
أنا الآن، في هذه اللحظة فقط، أحس أن قلبي هدهد
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
الدنيا اللي في بالي.
Sign In »
Reading Progress
Finished Reading
February 6, 2024
– Shelved