ŷ������

السرّ The Secret روندا برايان

الحقيقة أنّني حين بدأت بقراءته أحببته .. لم أجد فيه الكثير ممّا أضاف لي معلومة
إنّما هو أسلوب حياة و طريقة تفكير جديدة يعلّمها هذا السّر
لفتني الكتاب بـ طريقة إخراجه و فخامة طباعته و أسلوب كتابته
على غير عادة في الكتب المترجمة التي أتململ من قراءتها سريعًا إلا ما ندر

الجميل أنّك تطّلع منذ بداية الكتاب على سرّ الأسرار العظيم كما يقولون
السرّ الذي يغير طريقة حياتك و الكون من حولك ، يجلب لك الصحة التي تريدها
و المال و البيت و الشريك الذي تحلم به ، أيّ شء تريده ، و ركّزوا على تريده " الإرادة "
فهي أهمّ ما في السرّ

ما هو السر ؟ ببساطة عميقة ! " قانون الجذب Law of Attraction "


لفتتني الفكرة بل و أعجبتني ، و لـ ألخّصها في ثلاث جمل باختصار
حياتك هي نتاج أفكارك ، أفكارك تحدّدها مشاعرك ، مشاعرك تتحكمّ بها أنت !
إذن أنتَ سيّد أفكارك ، و مشاعرك .. و حياتك
هذا هي فكرة السرّ ، و ما يدور حوله الفيلم و الكتاب
فـ كلّ ما تريده أنت ، بغضّ النظر هل هو جيد أم ممتاز أم سيء
فـ بتركيزك عليه و تفكيرك الدائم به تجتذبه إليك ليحدث لك !



كيف أفادني السرّ ؟ ،

لاحظتُ أنّها في تقديمها للسر و فريق العمل يردّدون عبارات أحفظها أنا كمسلمة عن ظهر قلب
هي جزء من ثقافتي و حضارتي الإسلامية ، التي أقرأها كلّ يوم .. و أعيش بها و معها و عليها
عرّفوها على أنّها سرّ ينكشف الآن !
و نحن من قبلهم نعرفها روحًا إسلامية حيّة

الحقيقة أنّني توقفت كثيرًا و أنا أقرأ .. فبعض الكلمات و العبارات كأنّها نُقلت نصًا من الإسلام !
وددت كثيرًا و أنا أقرأ أن أرسل لها و لفريق العمل معها مصحفًا مترجمًا
فـ السرّ كلّه يدور في فلك الإسلام ، و العبارات التي يردّدونها نحفظها نحن من قبلهم
هم قومٌ يسّر الله لهم الاهتداء إلى معنى حقّ لـ أنّهم جدّوا في طلبه و احترموه
و آمنوا به !

و هنا عدة مبادئ و معانٍ توفقت عندها لمّا شعرتُ بإسلاميتها أصلاً و مرجعًا :

* وهمية الزمن /
الزمن مجرد وهم ، هكذا أخبرنا أنيشتاين .. " صـ 62
حينما تفكّر و تركز على الخير الذي تريده فإن الأشياء الكبيرة - في نظرك- لن تأخذ وقتًا أطول
في التحقق من الأشياء الصغيرة ، فكلها موجودة أصلا .. و إنما إحساسك بها و تجليها لك هو المحكّ
إسلاميًا: يقول سبحانه و تعالى " إذا قضى أمرًا فإنما يقول له كن فيكون "
في تفسير الشعراوي يقول رحمه الله .. أن كلمة كن ليست إلا تقريبية لأذهاننا
أما الأشياء فهي موجودة أصلا و إلا كيف يقول الله عز و جل للشيء و يخاطبه بـ كُن ؟ !
فمعناه أنّه كائن من الأصل ولكنه غير ظاهر لنا ، فالقدرة الإلهية لا وقت و لا زمن لنفاد حكمها


* توقّع الخير و اشعر به /

لابد أن يكون شعورك طيبًا ، .. إن هؤلاء يتوقعون ذلك .. ابدأ بتوقع الأشياء الرائعة " صـ 65
الفكرة أن تركز مشاعرك على الخير و تلقيه ، فكر فيما تريده لا مالا تريد الوقوع فيه
لتجذبه إليك ، فالكون طاقة ، و للفكرة طاقة تجذب شبيهاتها

إسلاميًا: أليس هذا هو التفاؤل الذي يدعو إليه محمد صلى الله عليه وسلم و التشاؤم الذي ينبذه
حين يقول " تفاءلوا بالخير تجدوه " و أيضًا " لا تمارضوا فتمرضوا فتموتوا "
و كلاهما فكرة تسيطر على صاحبها .. المتفائل يجد خيرًا ، و المتظاهر بالشر المصدّق به يجده حقًا !


* طريقة عمل السر / اطلب ، آمن ، تلقّ
يتطلب الإيمان التصرف و التحدث و التفكير كما لو أنك قد تلقيت بالفعل .. " صـ 68
اطلب ما تريد ثم آمن أنك حصلت عيه و تصرف على هذا الأساس ثم تأكد أنك تتلقاه و اشعر بذلك

إسلاميًا: هذه ثلاثية يعلّمنا إياها مبدأ التوكل على الله
نحن نطلب بالدعاء ثم نؤمن و نوقن بالإجابة و نعمل على هذا الأساس
ثم ننتظر الفتح من الله سبحانه و تعالى
ألم يقل عزّ وجل في الحديث القدسي " انا عند ظنّ عبدي بي فـ ليظنّ بي ما شاء"
و " أنا عند ظن عبدي بي إن ظن خيرا فله وإن ظن شرا فله "


* مبدأ الإمتنان /
إن الامتنان هو الطريقة المثلى لجلب المزيد من الخير إلى حياتك .. في كل صباح
أنهض و أقول " الحمدلله " .. لا أخرج من الفراش حتى أكون قد شعرت بمشاعر الامتنان
لهذا اليوم الرائع و كل شيء يستحق الحمد و الثناء في حياتي .. " صـ 75
جزء كامل يتحدث عن أهمية الامتنان و كيف أنّه من العادات المهمةللقادة العظماء
للشعور بالرضا و جلب لمزيد من الخير خصوصًا عند الاستيقاظ من لنوم و بدأ اليوم

إسلاميًا : ألم يقل سبحانه "وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ " "وَإِن تَشْكُرُواْ يَرْضَهُ لَكُمْ "
"وَٱشْكُرُواْ للَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ " " و سيجزي الله الشاكرين "
و كيف أنّ الحمد مرتبط بحياتنا منذ الإصباح " الحمدلله الذي أحيانا بعد ما أماتنا و إليه النشور "
و حتى النوم و ألسنتنا في كل حال لها بالله صلة ذاكرة شاكرة حامدة


* مبدأ العطاء /
امنح المال لتحصل على المزيد منه .. وإذ يعطون فإن الله يجعل الكون وفقًا لقانون الجذب
يتفتح و يتدفق بمبالغ هائلة من المال عائدة إليهم مضاعفة صـ 108

إسلاميًا : هذه العبارة بنصّها ، توقفت كثيرًا عندها ، بل ذُهلت .. المجتمع الغربي برأسماليته
و ماديّته يكتشف أخيرًا أن الزّكاة مورد اقتصادي عظيم يعود على العالم كلّه بالوفرة و الخير !
يحثّ على العطاء من القليل ليتضاعف .. صحيح أنّ نظرتهم للعطاء مادية في مقابلها لكنّ
الفكرة و السرّ واحد !


مبدأ البركة و الثناء /
و تعرّف بعض القواميس المباركة على أنها طلب الخير الإلهي و منح السلامة أو الرخاء ..
يذهبان بكل السلبية ، فأثن و بارك أعداءك فعندما تلعن ترتد اللعنة إليك ، و إذا ما أثنيت
عليهم و باركتهم سوف تتبدد كل السلبية و الخلاف .. صـ 152

إسلاميًا : نحن نطلب البركة من الله في كل أمور حياتنا بذكر اسمه عند كل شيء
و بسؤاله البركة و أذكار الصباح و المساء و الأكل و النوم و اللباس ، في كل هذا نسأله البركة
أمّا مباركة أعداءك !! ، "ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم "



كلّ هذه المعاني الإسلامية الربّانية السامية التي نسيناها و خلّفناها
و ضعنا عن أنوراها و عظمتها .. يهتدي إليها الغرب اليوم على أنّها سر الأسرار
و أهمّ حقيقة عرفها العظماء على مرّ التاريخ ..
سبحان الله .. يؤتي مفاتيح التفكّر و الوصول لمن يشاء
و يهدي من يشاء بمن يشاء و ما يشاء

اللهم إني أشهدك أنك حق سبحانك ،
و الإسلام و القرآن حقّ ، و محمد صلى الله عليه وسلم حقّ


كتاب جميل و ممتع ، غيّر كثيرًا من طريقتي في الحياة و وضعني على التردد المثالي لتلقّي الخير
تردّد الإيمان و الحبّ و السلام و البهجة