إبراهيم عادل 's Reviews > دار خولة
دار خولة
by
by

هذه النوفيلا المدهشة .. قطرةٌ تحمل بحرًا ..
.
أعتقد أن الرهان الذي راهنت عليه بثينة العيسى هذه المرة، بعد عدد من الروايات الطويلة المليئة بالوجع والتفاصيل والشخصيات، المرسومة بدقة، والتي تجعلنا ندور حولها طويلاً، أقول أن هذا الرهان كان ناجحًا جدًا .. وذكيا،
إذا كنتم تظنون أن الرواية بشخصيات عديدة ومدى زمني وانتقالات مكانية عديدة، فتعالوا معي هذه المرة .. بين جدران بيت "دار خولة" الأربعة .. لأنقل لكم وقائع تدور في فترة زمنية قصيرة .. بضع ساعات،
ولكننا من خلالها نتعرف على عالم كامل نعيش كثيرًا من تفاصيله، ونعاني من نفس معاناته، حيث ذلك الصراع بين التقدم والأمركة، بين الحفاظ على الهوية والانفتاح على العالم، بين الشرق والغرب، .. كل هذا في حكاية عائلية .. محكومة بقوانين الأم والأب، والعلاقات بين الإخوة والأبناء ..
تنكأ بثينة العيسى الجراح كلها، وتلقي الضوء على تلك المشكلات؛ بتقنية الفلاش القصصية التي تلمح دون أن تصرح وتشير دون أن تحكي تفاصيل، ولكن القارئ يفهم،
وهي تراهن على وعي هذا القارئ وذكائه،
واعتقد أنها نجحت باقتدار في ذلك ..
كالعادة،
تضيف بثينة .. بهذه النوفيلا الشيقة المؤلمة الجميلة .. لبنة أخرى في بناء عالمها الروائي المحكم .. كما تعيد الاعتبار لذلك الفن الجميل العزيز "النوفيلا" .. رغم أنها أشارت في حوار مؤخرًا أنها تفهم تمامًا لماذا يحب القراء اليوم الرواية الضخمة في عصر السرعة،
ولكنها استطاعت من خلال نوفيلا قصيرة، أن تجعلنا نفكر لما هو أبعد وأكثر من صفحات الرواية .. مرة لنتخيل مادار في اليوم التالي، ومرات لنتأمل حياتنا اليوم في ظل الهيمنة والأمركة والعالم القبيح!
.
شكرًا بثينة العيسى دومًا،
.
بقي أن أشير إلى أن هذه النوفيلا ذكرتني برواية أحبها كثيرًا .. وهي "تحت أقدام الأمهات" .. لاسيما تلك العلاقة الخاصة بين خولة وأبنائها
.
هذه مصافحة أولى للرواية، نحتاج لأن نعود لها بشكل من التفصيل
.
أعتقد أن الرهان الذي راهنت عليه بثينة العيسى هذه المرة، بعد عدد من الروايات الطويلة المليئة بالوجع والتفاصيل والشخصيات، المرسومة بدقة، والتي تجعلنا ندور حولها طويلاً، أقول أن هذا الرهان كان ناجحًا جدًا .. وذكيا،
إذا كنتم تظنون أن الرواية بشخصيات عديدة ومدى زمني وانتقالات مكانية عديدة، فتعالوا معي هذه المرة .. بين جدران بيت "دار خولة" الأربعة .. لأنقل لكم وقائع تدور في فترة زمنية قصيرة .. بضع ساعات،
ولكننا من خلالها نتعرف على عالم كامل نعيش كثيرًا من تفاصيله، ونعاني من نفس معاناته، حيث ذلك الصراع بين التقدم والأمركة، بين الحفاظ على الهوية والانفتاح على العالم، بين الشرق والغرب، .. كل هذا في حكاية عائلية .. محكومة بقوانين الأم والأب، والعلاقات بين الإخوة والأبناء ..
تنكأ بثينة العيسى الجراح كلها، وتلقي الضوء على تلك المشكلات؛ بتقنية الفلاش القصصية التي تلمح دون أن تصرح وتشير دون أن تحكي تفاصيل، ولكن القارئ يفهم،
وهي تراهن على وعي هذا القارئ وذكائه،
واعتقد أنها نجحت باقتدار في ذلك ..
كالعادة،
تضيف بثينة .. بهذه النوفيلا الشيقة المؤلمة الجميلة .. لبنة أخرى في بناء عالمها الروائي المحكم .. كما تعيد الاعتبار لذلك الفن الجميل العزيز "النوفيلا" .. رغم أنها أشارت في حوار مؤخرًا أنها تفهم تمامًا لماذا يحب القراء اليوم الرواية الضخمة في عصر السرعة،
ولكنها استطاعت من خلال نوفيلا قصيرة، أن تجعلنا نفكر لما هو أبعد وأكثر من صفحات الرواية .. مرة لنتخيل مادار في اليوم التالي، ومرات لنتأمل حياتنا اليوم في ظل الهيمنة والأمركة والعالم القبيح!
.
شكرًا بثينة العيسى دومًا،
.
بقي أن أشير إلى أن هذه النوفيلا ذكرتني برواية أحبها كثيرًا .. وهي "تحت أقدام الأمهات" .. لاسيما تلك العلاقة الخاصة بين خولة وأبنائها
.
هذه مصافحة أولى للرواية، نحتاج لأن نعود لها بشكل من التفصيل
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
دار خولة.
Sign In »
Quotes إبراهيم Liked

“ذا ما كانته خولة وقتها، أمًّا طموحة بقراطيس جديدة، ترتشفُ الزلال السُّكريّ الذي تقطُّره أمريكا في فمِها، وتتخيّل أبناءً فارقين: يقرءون الصخب والعنف لفوكنر وأوراق العشب لوايتمان، يعشقون إدغار ألان بو، ويعزفون الجيتار ويحفظون أغنيات بوب ديلان، ويتحدثون عن الديمقراطية وحقوق الإنسان وقضايا البيئة، لكن أيًّا من ذلك لم يتحقق، لقد خيبت أمريكا أملها، وأعطتها في المقابل: «كثير من البلادة، والإحساس الزَّائفِ بالتفوُّق، والغباءِ المطبق أمام التاريخ”
― دار خولة
― دار خولة

“هذا ما كانته خولة وقتها، أمًّا طموحة بقراطيس جديدة، ترتشفُ الزلال السُّكريّ الذي تقطُّره أمريكا في فمِها، وتتخيّل أبناءً فارقين: يقرءون الصخب والعنف لفوكنر وأوراق العشب لوايتمان، يعشقون إدغار ألان بو، ويعزفون الجيتار ويحفظون أغنيات بوب ديلان، ويتحدثون عن الديمقراطية وحقوق الإنسان وقضايا البيئة، لكن أيًّا من ذلك لم يتحقق، لقد خيبت أمريكا أملها، وأعطتها في المقابل: «كثير من البلادة، والإحساس الزَّائفِ بالتفوُّق، والغباءِ المطبق أمام التاريخ”
― دار خولة
― دار خولة

“ما زال يتذكّر رؤيتها في الأعياد، وفي زيارات العائلة، ممسكةً يوسف بيد وحمد بالأخرى، وكيف كانت تقبّله على خدَّيه وتسأله عن أحواله وكأنه لا يخصُّها عرفَ منذها أنه «فرخ البط القبيح» الذي شبَّ بلا أم، وأمضى عمره كلَّه ينتظر أن يتحوّل فرخُ البط هذا إلى بجعة -على سبيل الانتقام- دون أن يفلح أرادَ أن يُقصيها من حياتِه ليتحرَّر من الألم، لكنها لم تسمح حتى بذلك، ثمَّ رآها على التلفزيون، تخصّه بالإهانات من بين الجميع، يومها اتّصل بجدَّته صائحًا: «أخبرتكِ أنها مجنونة!»، ولم يغفر لها أنه رغم ما بذله من جهد لإبقائها على مبعدة مسافةٍ كافية، كانت ما تزال قادرة على إيذائِه.”
― دار خولة
― دار خولة