Duaa Kabbany's Reviews > السيرة مستمرة
السيرة مستمرة
by
by

بعض الكتب نقرؤها فتتحرك مشاعرنا وتهتز لها قلوبنا.... وبعضها الآخر نقرؤها فتستفز عقولنا وتضعنا في خضم أفكار عظيمة وتساؤلات كثيرة.... أما أن يجتمع هذان الأمران في كتاب واحد فهو أمر نادر وخاصةً إذا كان الكتاب عن أشياء نظن أننا حفظناها وعرفناها وعن حقائق نظن أنها رسخت في أذهاننا... لتأتيك جملة من نفس الكتاب لتصفعك وتقول *الحقيقة لا تسكن بالضرورة فيما رسخ في أذهاننا* ....
كتابي اليوم كان عن السيرة النبوية الشريفة كان عن أسمى ما يمكن لإنسان تتبعه من سير البشر كافة على وجه هذه البسيطة... كان عن سيرة أعظم وأشرف الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.... كان يحكي الفترة المكية منها فقط... ويركز بشكل كبير على مالم تركز عليه كتب السيرة التي قرأتها... كان يركز على تتابع نزول السور وتقاطعها مع الأحداث في العهد المكي.... كتابي هو #السيرة_مستمرة لأحمد خيري العمري....
الكتاب عندي منذ زمن... ولا أدري لماذا لم تتح لي فرصة قرائته... حتى لا أتذكر لماذا اقتنيته... مع أني من محبي كتب وأسلوب الكاتب لكنني في كل كتاب أقتنيه كان عندي دافع أو فضول ولكنني لا أذكر تماما الدافع وراء اقتنائي له... وشاء قدر الله ان يبقى مركوناً على رفوف المكتبة ينتظرني حتى قرأته منذ فترة وأنهيته في يوم ذكرى مولده عليه أفضل الصلاة والسلام....
بالنسبة لي ولأقراني السيرة وأحداثها كانت مما عرف بالضرورة... حفظناها منذ نعومة أظفارنا.... منذ بداية بزوغ الأفكار في عقولنا كانت أحداثها تغذي عقولنا في المدرسة والمسجد والحياة... كانت دائما معنا.... ومع ذلك وللأسف اكتشفت أن معرفتنا لها كانت سطحية جدا.... لم تتجاوز سوى الأحداث... حتى الأحداث وللأسف لم تكن كلها ذات أسانيد قوية وصحيحة... كان فيها نوع من الخلط الذي لم يكن عن سوء نية من من علمنا ولكن كان بسبب ترديد ماهو سائد دون العودة لأصله وصحته... ولكن هذا ماكان... أما بالنسبة لهذا الكتاب فالأمر جديد نوعاً ما... قرأت فيه ماجعلني أقول أفعلا لم يحدث هذا... هل حقاً كان هذا... الكاتب بأسلوبه دخل في تلافيف عقلي وسبر مافيها ليوصلني في كل مرة لمرحلة أصطدم فيها مع أفكاري وذاكرتي ومحفوظاتي...
وأزيد على ذلك قدرته في تحفيز الخيال.... فقد جعل مكة وما حولها في العهد النبوي وما قبله كتاباً مفتوحا وكأنني أمشي في طرقها وأخالط سكانها.... جعلني أغوص في أعماق أفكارهم... معتقداتهم... مخاوفهم... وأطماعهم... رأيت الصورة كما لم أرها من قبل... وكأنها لوحة فنية عظيمة... معلقة على جدار كبير... يغطيها غبارٌ كثيف... فإذا بي أنفض الغبار عنها... لأراها بكل تفاصيلها وبكل جمالها وبكل ما فيها من خطوط وألوان وإبداع....
أما الجزء الخاص بتقاطعات نزول السور في العهد المكي... فكان له مني وافر الإعجاب... قرأت القرآن بعده بمزيد من الفهم لأسباب النزول وتفاعله مع الأحداث... كل كلمة في القرآن لنزولها سبب... وكل حرف فيه إعجاز لا يجب أن نقف عنده دون أن نحاول فهمه وتعقب أسبابه ومعانيه.... إنه كلام الله المعجز... معجزة رسول الله المستمرة بيننا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها...
ليس هذا فقط... لم يكن الكتاب يخاطب العقل وحسب.... بل حتى أنه كان يلمس القلب ويدغدغ المشاعر ويحرك المقل لتذرف دموعاً كانت جامدة لفترة طويلة... وجعلني أبكي مواقف وأحداثاً مررت عليها طويلاً ولم تكن بهذا الأثر.... جعلني أشعر بقربه صلى الله عليه وسلم... جعلني أشعر برغبة كبيرة في محادثته ورؤيته... أحيا في قلبي ذكريات كثيرةً لأوقات كنت أقرب فيها إليه صلى الله عليه وسلم... جعل جلدي يقشعر لذكر أحاديثه... أحسست أنني بحاجة للعودة إليه وإلى هديه... وأحسست أنني بحاجة لأن أقترب أكثر... أتعلم أكثر وأفهم أكثر... حرك الشوق في قلبي إليه... صلوات ربي وسلامه عليه....
في النهاية أتمنى أن يرزق الله الكاتب القوة والهمة وأن يفتح على بصيرته ليخرج لنا كتاباً يتحدث فيه عن باقي السيرة... لتكتمل فيها الصورة وننفض الغبار عن ما بقي من تلك اللوحة العظيمة المعلقة في عقولنا....
كتابي اليوم كان عن السيرة النبوية الشريفة كان عن أسمى ما يمكن لإنسان تتبعه من سير البشر كافة على وجه هذه البسيطة... كان عن سيرة أعظم وأشرف الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.... كان يحكي الفترة المكية منها فقط... ويركز بشكل كبير على مالم تركز عليه كتب السيرة التي قرأتها... كان يركز على تتابع نزول السور وتقاطعها مع الأحداث في العهد المكي.... كتابي هو #السيرة_مستمرة لأحمد خيري العمري....
الكتاب عندي منذ زمن... ولا أدري لماذا لم تتح لي فرصة قرائته... حتى لا أتذكر لماذا اقتنيته... مع أني من محبي كتب وأسلوب الكاتب لكنني في كل كتاب أقتنيه كان عندي دافع أو فضول ولكنني لا أذكر تماما الدافع وراء اقتنائي له... وشاء قدر الله ان يبقى مركوناً على رفوف المكتبة ينتظرني حتى قرأته منذ فترة وأنهيته في يوم ذكرى مولده عليه أفضل الصلاة والسلام....
بالنسبة لي ولأقراني السيرة وأحداثها كانت مما عرف بالضرورة... حفظناها منذ نعومة أظفارنا.... منذ بداية بزوغ الأفكار في عقولنا كانت أحداثها تغذي عقولنا في المدرسة والمسجد والحياة... كانت دائما معنا.... ومع ذلك وللأسف اكتشفت أن معرفتنا لها كانت سطحية جدا.... لم تتجاوز سوى الأحداث... حتى الأحداث وللأسف لم تكن كلها ذات أسانيد قوية وصحيحة... كان فيها نوع من الخلط الذي لم يكن عن سوء نية من من علمنا ولكن كان بسبب ترديد ماهو سائد دون العودة لأصله وصحته... ولكن هذا ماكان... أما بالنسبة لهذا الكتاب فالأمر جديد نوعاً ما... قرأت فيه ماجعلني أقول أفعلا لم يحدث هذا... هل حقاً كان هذا... الكاتب بأسلوبه دخل في تلافيف عقلي وسبر مافيها ليوصلني في كل مرة لمرحلة أصطدم فيها مع أفكاري وذاكرتي ومحفوظاتي...
وأزيد على ذلك قدرته في تحفيز الخيال.... فقد جعل مكة وما حولها في العهد النبوي وما قبله كتاباً مفتوحا وكأنني أمشي في طرقها وأخالط سكانها.... جعلني أغوص في أعماق أفكارهم... معتقداتهم... مخاوفهم... وأطماعهم... رأيت الصورة كما لم أرها من قبل... وكأنها لوحة فنية عظيمة... معلقة على جدار كبير... يغطيها غبارٌ كثيف... فإذا بي أنفض الغبار عنها... لأراها بكل تفاصيلها وبكل جمالها وبكل ما فيها من خطوط وألوان وإبداع....
أما الجزء الخاص بتقاطعات نزول السور في العهد المكي... فكان له مني وافر الإعجاب... قرأت القرآن بعده بمزيد من الفهم لأسباب النزول وتفاعله مع الأحداث... كل كلمة في القرآن لنزولها سبب... وكل حرف فيه إعجاز لا يجب أن نقف عنده دون أن نحاول فهمه وتعقب أسبابه ومعانيه.... إنه كلام الله المعجز... معجزة رسول الله المستمرة بيننا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها...
ليس هذا فقط... لم يكن الكتاب يخاطب العقل وحسب.... بل حتى أنه كان يلمس القلب ويدغدغ المشاعر ويحرك المقل لتذرف دموعاً كانت جامدة لفترة طويلة... وجعلني أبكي مواقف وأحداثاً مررت عليها طويلاً ولم تكن بهذا الأثر.... جعلني أشعر بقربه صلى الله عليه وسلم... جعلني أشعر برغبة كبيرة في محادثته ورؤيته... أحيا في قلبي ذكريات كثيرةً لأوقات كنت أقرب فيها إليه صلى الله عليه وسلم... جعل جلدي يقشعر لذكر أحاديثه... أحسست أنني بحاجة للعودة إليه وإلى هديه... وأحسست أنني بحاجة لأن أقترب أكثر... أتعلم أكثر وأفهم أكثر... حرك الشوق في قلبي إليه... صلوات ربي وسلامه عليه....
في النهاية أتمنى أن يرزق الله الكاتب القوة والهمة وأن يفتح على بصيرته ليخرج لنا كتاباً يتحدث فيه عن باقي السيرة... لتكتمل فيها الصورة وننفض الغبار عن ما بقي من تلك اللوحة العظيمة المعلقة في عقولنا....
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
السيرة مستمرة.
Sign In »
Reading Progress
Finished Reading
September 22, 2024
– Shelved