ŷ������

كتاب جميل جدا فى موضوعه و طريقته و محتواه ....

هو من نوعية كتب "الخطط" ... خطط الجبرتي ...خطط المقريزي...خطط على مبارك ....
و الخطط هو نوع من الادب ...يتناول تاريخ جغرافية مكان ما .... كان هنا ترعة كذا ...ثم رُدمت ...ثم تحولت ل ميدان كذا .... ثم طريق كذا ....ثم بُنيّ مكانها قصر كذا ....و اخيرا هو مقر للسجل المدني كذا .... مثلا

هو يتناول تاريخ تلك المنطقة الواقعة حاليا ما بين لجبل المقطم و حديقة الازهر
هي منطقة مثلثة الشكل

[image error]

لو عاوز تاخد فكرة عن تاريخ القاهرة ...الفاطمية ثم الايوبية و المملوكية و العثمانية و مصر الحديثة "محمد على و اسرته" ....
اقترح عليك ان تقرا كتابيّ خيري شلبي

هذا الكتاب
و كتاب رحلات الطرشجي الحلوجي

الكتاب بيجول بيك خيري شلبي و المعروف للكل انه هاوي العيشة ب المقابر ...فما بالك ب مقابر للافراد متداخلة فى اماكن اثرية و تاريخية لها تاريخ و قصص و حكايات ...جمع بعضها من كتب الخطط و جمع الاخر من حكايات سكان المقابر انفسهم

معرفة الجغرافيا و التاريخ و الادب و قلة الادب " نعم ف خيري شلبي " يأخذك
ف جولة حولة غرز الحشيش و اماكن بيعه
جولة حول تاريخ القهاوي
جولة حول "الوسعاية" وش البركة ....الازبكية...حيث اماكن الدعارة فى نهاية العصر المملوكي و العثماني و عصر الحملة الفرنسية و عصر محمد علي

اكثر الفقرات اللى عجبتني فى الكتاب

فقدر لي ان اشهد تجربة لا انساها ما حييت, تلك هى عملية انشاء طريق الاوتوستراد , و هو طريق مواز لصلاح سالم ,يبدأ من نفس البداة لينتهي فى حلوان من خلف القاهرة, فكانت البدوزرات تشق قلب المقابر في قسوة جهنمية بشعة , بمحاريث تغوص في قلب التربة فترمي بعظام الموتى على الجانبين, لكي يجيء وابور الزلط فيدوس الارض يبططها ليعيدها , فإذا ما حط الظلام على المنطقة انبثقت من أكوام التراب بيارق ضوء خاطف, منبعثة من العظام البيضاء و الجماجم منزوعة اللحم عن أسنان كالجواهر, أذرع وسيقان وأكفان بعضها طري لم تنله يد البلى بعد.وكان المنظر مؤلما وسخيفا , وباعثا على الحزن والكآبة ,سيما وأن أصحاب هذه المقابر لم يعرفوا بعد أن لحومهم قد ديست بالأقدام

أينما توجهت في أرض مصر الشاسعة مترامية الأطراف فأنت لا تمشي على أرض بقدر ما تمشي فوق طبقات من الأزمنة التاريخية , حيث تتراكم العصور والاحداث الحافلة , حتى ليبدو تاريخ مصر كجبل شاهق من هديم تنبت فوقه الكائنات مشبعة به وإن لم تعرف كنهه أحيانا, لكنها تحمله في السويداء كجوهرة ثمينة مكنونة

العصر كالمشاعل , والرجال هم زيتها الباعث الضوء فيها ,وهم أيضا نتاج الأمكنة بقدر ما يؤثرون في الأمكنة. والأمكنة كالبشر , تخضع للميلاد و الموت ,كما تخضع لعوامل التألق وعوامل الاضمحلال حسبما ينطوي عليه باطنها من مواهب وإمكانات

و كما يحدث في مصر دائما, لا مانع لدى نفر من المتسللين إلى دست الحكم من ردم نهر النيل نفسه في سبيل مكاسب شخصية , ففي عصرنا الراهن يسعى الكثيرون منهم لردم أجزاء من شاطيء النيل لإدخالها فيما يُسمى بـ "طرح النيل" للاستيلاء عليها بوضع اليد واستثمارها في الزرع أو البناء أو إقامة الملاهي والمشاريع التجارية.


الكتاب القادم : رعب من الدرك الأسفل - روبرت بلوخ

مجموعة قصصية رعب مترجمة