ŷ

maged senara's Reviews > يزن: ظلال الحوت

يزن by مروان كامل
Rate this book
Clear rating

by
35397629
's review

liked it

"هكذا هي قصتي، يزن أحمد السيد، الذي تجاوز كل شيء إلا نفسه، ويبحث عن وجه ضائع لا يتذكر ملامحه، ولن أتذكره، أنا واثق من ذلك".
...
يزن، ظلال الحوت/ مروان كامل.
تبدأ الرواية من خلال شخصية تنسى ملامحها، يشعر يزن أن له وجه جديد لن يتعرف عليه أحد، ورغم ذلك يتعرف عليه الجميع، لكن الأزمة نابعة من الداخل، من حاجة يزن للهروب من نفسه، ولأن الوجه يمثل الهوية الأولى للإنسان، أراد الهروب منه، من خلال تخيل أن ملامحه تغيرت، وتم استبدال وجهه بآخر..
يحاول يزن استعادة ملامحه، الإحساس بقدرته على صنع الحدث، خاصة وأنه طوال الوقت يشعر أنه مسلوب الإرادة، مجبور على السير في طريق رغمًا عنه، فهو يقول عن نفسه: "لا أستطيع المواجهة وأعشق الاستسلام"
فهو نتاج الكراهية، بذرة نبتت وترعرت في جو سام، يشعر بالرفض طوال الوقت، أبواه لا يحبان بعضهمها، يتبادلان الكراهية، كل واحد فيهما يشعر بكونه أرغم على الآخر، ومع وجود يزن أصبح الفراق من دروب المستحيل، لذلك هربا منه، وهذا ما يبرر إحساس الهروب المتواصل الذي يمارسه يزن، وشعوره المستمر بالتضاؤل، خاصة وأنه افتقر للحب من أقرب الناس إليه، ولولا عمته، ربما كان وصل لهذه للمرحلة قبل ذلك، فعمته بمثابة المخلصة، لكن مع زيادة الأعباء، حتى مفهوم المخلص لا يكفي لانتشال الإنسان من أزماته الوجودية..
ومع ذلك، حاول يزن الخروج عن الإطار المحدد، أولًا باختياره العيش وحيدًا بعيدًا عن الأهل، وثانيًا عندما انجذب لفريدة، فريدة التي رأى فيها القشة الأخيرة التي ربما تنتشله من الغرق وتعيد إليه نفسه، تكون ملاذًا آمنًا له بعدما تخبط وتاه في الأرض..
مرة أخرى يعتقد الإنسان أن الخلاص يتمثل في الحب، في الشريك، فربما نحن نشعر بوجودنا من خلال الآخر، والآخر يمثل أعلى مرحلة في الشعور بالوجود من خلال الحب، ومن ثم الجنس، لكن فريدة، جعلت منه أضحوكة، فأراد الاستمرار مرة أخرى بالعودة إلى الأهل..
لكن يكتشف عند العودة ما أراد الهروب منه، يصطدم بالواقع، يدرك ويتيقن أن الأب والأم ماتا، وأن عمته هي الملجأ الأخير له، يشعر بحالة من الغضب، الثورة، فالكلمات تراكمت عليه حتى تكاد أن تقتله، كلمات خانقة يريد إطلاقها حتى يتحرر، فالكلمة تمثل عبئًا وجوديًا في بعض الأحيان، وفي البعض الآخر تمثل أساسًا للوجود.
يترك يزن عمته مرة أخرى، لكنه يقرر في هذه المرة أن يتخلص من الحوت، الحوت الذين يربيه، أراد من خلاله أن يتخلص من الماضي، يمحوه تمامًا، يريد ميلادًا جديدًا، وحين يقتل الحوت، يجد نفسه بلا ملامح، وربما عدم وجود الملامح يضعنا أمام عدة احتمالات وأسئلة، هل غياب الملامح يطرح فرضية أن الإنسان بلا ماضي هو بالضرورة بلا ملامح أو معالم، أم أن غياب الملامح فرصة جديدة وخلق آخر يتمثل في إعادة الإحياء والتشكيل؟
كل شيء وارد..
...
ما أعجبني في الرواية:
- الفكرة لطيفة ولها أبعاد مختلفة.
- البداية جيدة، أدخلتني في الحكاية بسرعة ودون تمهيد.
- تأخير ذكر سبب الحالة النفسية التي وصل إليها البطل.
- الجملة يغلب عليها العصرية وتناسبت في الغالب مع الشخصية.
...
ملاحظات على الرواية:
- تكرار الجمل في بعض الأحيان جعلني أشعر بالملل.
- زيادة التفاصيل والشرح في السرد أصاب بعض الفقرات بالترهل.
- لا منطقية وجود الحوت، والتفاصيل المرتبطة به شعرت أنه عبئًا على الرواية أكثر منها إضافة، لأنه لم تضف شكلًا من التفاعل الحقيقي والصادقة بين الشخصية والحيوان.
- السواد المطلق لشخصيتي الأب والأم وحتى لحظة التحول للندم والمثالية لم يتم التبرير لها بشكل مقنع.
- حادثة موت الوالدين لم تكن مقنعة.
- كان يمكن تعميق شخصية فريدة من خلال خلق أحداث وصراعات أكثر تساهم في حبكة خاصة تضيف قوة للرواية..
- تحوله وهروبه من عمته كان يحتاج لبعض الشرح والتبرير.
- الحوار بين الشخصيات كان يحتاج المزيد من التكثيف وكتابته بالعامية أو بفصحى مقاربة للعامية حتى تكون أكثر صدقًا وعفوية.
...
ملاحظة أخيرة: مروان يمتلك موهبة جيدة، قادرة على التطور والإبهار، وأعتقد أنه في السنين القادمة سيكون قلمًا له وزنه، خاصة وأنه مازال في الثالثة والعشرين من عمره، وهو يملك الثقافة والموهبة والقدرة على تدارك هذه الملاحظات في الأعمال القادمة.
...
#يزن
#مروانكامل
#ريفيواتابنأبيسنارة
#قراءات2025
1 like · flag

Sign into ŷ to see if any of your friends have read يزن.
Sign In »

Reading Progress

February 5, 2025 – Shelved

No comments have been added yet.