دى يحيى's Reviews > The Metamorphosis
The Metamorphosis
by
كم مرة رغب كافكا في الموت؟
كم مرة أراد التلاشي من هذا العالم؟
كم مرة شعر بالغربة حتى عن ذاته؟
إن كان التورية تعرّي فلا تعرية مثل التي وجدناها هن� في هذا العمل الأدبي الفريد ،،الموجع و-ياللغرابة الممت� للغاية

يرسم كافكا العلاقة بين الإنسان ونفسه
يمزق كل المتعارف عليه
يثور ويلقي بكل ما عرفناه سلفًا في النار
يتفرج على الحريق باستمتاع و حزن �
وشعور عميق بالذنب لا يفارقه
;;;;;;;;;;;;;;;;
يـا لكلِّ هذا الوجع
يـا لهذا الاغتراب �
ويالهذه الروح التي تشهق بينما تجرها أشباح في بذلات أنيقة ونظارات مذهبة الأطر
إلى أعماق برك� آسنة من الانصياع للعرف والتقاليد
ويالهذا المتمرد النازف أبدًا
�!�
هذا الحزن الغير معقول الذي ينتابنا عند القراءة
هذا الألم كنصل سكين مغروس في قلبك
وأنت ترى التفاح� اللعينة مغروسة في ظهر جريجور الذي بدأ يحتض� بطيئًا بسبب نزوة غضب سخيفة من أب حقي�
تبدأ الدموع تغشاك وهو يزهد في الدنيا ويتقوقع وحد� مسكينا تحت الأريكة بلا رغبة في الطعام أو حت� في مجرد تسلق سقف الغرفة وحوائطها كما اعتا� قبلا
تتعفن التفاحة ،، تتصلب أعضاؤك وتشعر بالبرد يغشا�
تغزو روحك الهزيمة وأنت ترى الغبار يتراكم حوله وأرجل� تنثني بلا حول تحته �
وقبل أن تنفذ العائلة الملعونة خطة "التخلص" منه يكو� هو قد أسلم الروح في صمت
;;;;;;;;;;;;;;;;
كان كافكا ممن عنوا بشأن البرجوازية وأثارها المحط� من قدر الانسان العادي والتي تقلل من �"إنسانيته" حتى أنه يتحول مع خضوعه المستمر للقواني� لحشرة بينما تفتقر العائلة التي طحنتها الحاج� إلى المشاعر الآدمية
فالخضوع للقوانين غير الأخلاقية (في هذه الحالة الاستبداد بكل أشكاله) يعني انهيار كل ما ه� انسان� بداخل الفرد
أما عدم الخضوع لكل ذلك فيعني ببساطة الموت
حاول جريجور قدر ما حاول أن يتبع القوانين
أن يكون ولدًا مهذبًا
أن يساعد عائلته وأن يفنى نفسه لإعالتها
أن يكون "عقلانيًا" كما وصفه مديره بالعمل
وبين كل هذه المحاولات الصادقة نجده فقد نفسه تمامًأ �
فيعيش أزمة وجود كوميدية وحزينة ومثيرة للعجب

إن ذات جريجور"تغترب" عنه
تنقسم
ترحل بعيدًا �
تترك له هذا الكائن المسكين المثير لتقزز البشر
فهل كان جريجور "يتحول" حقًا أم أنه "انقسم" ذاتيا تاركا جزءًا "أصيلًا" منه في الغرفة وفي الحياة�
إن عقلانية جريجور تتخذ أكثر أشكال العبثية في صدمة أدبية فريدة من نوعها
;;;;;;;;;;;;;;;;
العقلاني واللاعقلاني دوما ما يتداخلان في أدب كافكا وبينم� يتجلى اللاعقلاني حول الشخصيات ف� أدب آخ� ينقل كافكا اللاعقلانية "بداخل" الشخصية بحيث ينب� منها ويتجسم و"يتحول" إلى غرائ� وعجائب ل� نجدها في يومنا ال"عادي"�
رأى المفكر روجيه جارودي أن كافكا خلق عالمه الخاص بموا� عالمنا نحن ولكن مع إعادة ترتيبها وفقاً لقوانين "أخرى" تماما�
كان كافكا يصنع الصدمة بطريقة خاصة به وحده
فقبل نقطة نهاية الجملة الأولى �
يصدمك تماما بالكلمة الت� جاءت ببساطة "حشرة" أو "مسخ"�
هكذا بطريقة كوميدية ساخرة صادمة تمامًا قد عرفت أنن� في قصة تتحداك من السطر الأول
وفي الرواية بقى السرير بدلالاته العديدة مولد هذه الأفكار العبثي� �
فبدلا من أن يصحو جريجور "من" الكابوس يصحو ليج� نفسه "بداخله" فعلا
ربما كان كابوس جريجور أنه "بقى" آدميًا في هذا العال� المقزز ولم "يتحول"�
من يدري حقًا بماذا حلم جريجور في هذا اليوم العجيب�
;;;;;;;;;;;;;;;;
إن سامسا ه� كافكا
لا فقط في كل إحالة من الرواية لحياته الشخصية كقسوة الأب والعلاقة الحميمة الواهنة باخته الت� اعتنت به في فترة إصابته بالأرق �
بل أيضا في اللفظة نفسها
إن نطقت سامسا ستجدها مطابقة لكلمة كافكا في الحركات والسكون كذلك
هيرمان كافكا- فرانز كافكا�
علاقة كافكا بأبيه الجزار(القصّاب) الشرس تتجسد ف� كثير من أعماله الأدبية �
فمثلا في قصة الحكم نجد الحوا� بين الاثنين ينتهي بركض الابن مرسعًا ليقتل نفسه ،، لق� أصد� الوالد الحكم وما عليه سوى التنفيذ
وهذه القسوة الرهيبة التي يحملها الأب دومًا ويعامل به� ابنه تبدو غير مبررة ،،حيوانية،،لاعقلاني� وعبثي� تماما
وهناك شعوران أساسيان يتضافران معا
فبينما يبدو كافكا مغمورا في شعوره بالذنب والخطيئ� –كون� وُلد أساسا أو تواجد بهذه الحياة
نجد دوما هذا العقاب والانتقام والحرب الباردة التي يشنه� كافكا على والده �
فهو ينتقم منه على الورق
يحيله وحشا بأنياب ويجلده مرة بعد أخرى
إن الانتقام جنبا إلى جنب مع الشعور الرهيب بالذنب كان� أساس كل ما كتبه كافكا عن والده مرة بع� مرة

صورة مجمعة لأبوي كافكا
;;;;;;;;;;;;;;;;
الطريف أنه في الوقت الذي كُتبت فيه هذه النوفيلا البديعة لم تكن تعن� كلمة حشرة التي نستخدمها الآن حرفيا سوى �
حيوان غير نظيف لا يصح استخدامه كأضحية" �"
"ungeheures Ungeziefer"
أي أن كافكا اختار مصطلحا غامضا ليبني عليه قصته
وبالتالي ستجد في الترجمات العالمية جميعها أنواعا ل� تحصى من الحشرات ومثيلاتها �
حتى بالعربية نجد من سماها بالمسخ وغيره ممن سماه� بالدودة العملاقة
أما فلاديمير نوباكوف الروائي الشهير فكان يرى أن سامس� تحول لخنفساء مستندا على سطور معينة بالرواي�
اقرأوا-كافكا#
by

دى يحيى's review
bookshelves: franz-kafka, novels_novellas, nihilism, philosophy
Dec 10, 2013
bookshelves: franz-kafka, novels_novellas, nihilism, philosophy
Read 2 times. Last read December 14, 2013.
كم مرة رغب كافكا في الموت؟
كم مرة أراد التلاشي من هذا العالم؟
كم مرة شعر بالغربة حتى عن ذاته؟
إن كان التورية تعرّي فلا تعرية مثل التي وجدناها هن� في هذا العمل الأدبي الفريد ،،الموجع و-ياللغرابة الممت� للغاية

يرسم كافكا العلاقة بين الإنسان ونفسه
يمزق كل المتعارف عليه
يثور ويلقي بكل ما عرفناه سلفًا في النار
يتفرج على الحريق باستمتاع و حزن �
وشعور عميق بالذنب لا يفارقه
;;;;;;;;;;;;;;;;
يـا لكلِّ هذا الوجع
يـا لهذا الاغتراب �
ويالهذه الروح التي تشهق بينما تجرها أشباح في بذلات أنيقة ونظارات مذهبة الأطر
إلى أعماق برك� آسنة من الانصياع للعرف والتقاليد
ويالهذا المتمرد النازف أبدًا
�!�
هذا الحزن الغير معقول الذي ينتابنا عند القراءة
هذا الألم كنصل سكين مغروس في قلبك
وأنت ترى التفاح� اللعينة مغروسة في ظهر جريجور الذي بدأ يحتض� بطيئًا بسبب نزوة غضب سخيفة من أب حقي�
تبدأ الدموع تغشاك وهو يزهد في الدنيا ويتقوقع وحد� مسكينا تحت الأريكة بلا رغبة في الطعام أو حت� في مجرد تسلق سقف الغرفة وحوائطها كما اعتا� قبلا
تتعفن التفاحة ،، تتصلب أعضاؤك وتشعر بالبرد يغشا�
تغزو روحك الهزيمة وأنت ترى الغبار يتراكم حوله وأرجل� تنثني بلا حول تحته �
وقبل أن تنفذ العائلة الملعونة خطة "التخلص" منه يكو� هو قد أسلم الروح في صمت
;;;;;;;;;;;;;;;;
كان كافكا ممن عنوا بشأن البرجوازية وأثارها المحط� من قدر الانسان العادي والتي تقلل من �"إنسانيته" حتى أنه يتحول مع خضوعه المستمر للقواني� لحشرة بينما تفتقر العائلة التي طحنتها الحاج� إلى المشاعر الآدمية
فالخضوع للقوانين غير الأخلاقية (في هذه الحالة الاستبداد بكل أشكاله) يعني انهيار كل ما ه� انسان� بداخل الفرد
أما عدم الخضوع لكل ذلك فيعني ببساطة الموت
حاول جريجور قدر ما حاول أن يتبع القوانين
أن يكون ولدًا مهذبًا
أن يساعد عائلته وأن يفنى نفسه لإعالتها
أن يكون "عقلانيًا" كما وصفه مديره بالعمل
وبين كل هذه المحاولات الصادقة نجده فقد نفسه تمامًأ �
فيعيش أزمة وجود كوميدية وحزينة ومثيرة للعجب

إن ذات جريجور"تغترب" عنه
تنقسم
ترحل بعيدًا �
تترك له هذا الكائن المسكين المثير لتقزز البشر
فهل كان جريجور "يتحول" حقًا أم أنه "انقسم" ذاتيا تاركا جزءًا "أصيلًا" منه في الغرفة وفي الحياة�
إن عقلانية جريجور تتخذ أكثر أشكال العبثية في صدمة أدبية فريدة من نوعها
;;;;;;;;;;;;;;;;
العقلاني واللاعقلاني دوما ما يتداخلان في أدب كافكا وبينم� يتجلى اللاعقلاني حول الشخصيات ف� أدب آخ� ينقل كافكا اللاعقلانية "بداخل" الشخصية بحيث ينب� منها ويتجسم و"يتحول" إلى غرائ� وعجائب ل� نجدها في يومنا ال"عادي"�
رأى المفكر روجيه جارودي أن كافكا خلق عالمه الخاص بموا� عالمنا نحن ولكن مع إعادة ترتيبها وفقاً لقوانين "أخرى" تماما�
كان كافكا يصنع الصدمة بطريقة خاصة به وحده
فقبل نقطة نهاية الجملة الأولى �
يصدمك تماما بالكلمة الت� جاءت ببساطة "حشرة" أو "مسخ"�
هكذا بطريقة كوميدية ساخرة صادمة تمامًا قد عرفت أنن� في قصة تتحداك من السطر الأول
وفي الرواية بقى السرير بدلالاته العديدة مولد هذه الأفكار العبثي� �
فبدلا من أن يصحو جريجور "من" الكابوس يصحو ليج� نفسه "بداخله" فعلا
ربما كان كابوس جريجور أنه "بقى" آدميًا في هذا العال� المقزز ولم "يتحول"�
من يدري حقًا بماذا حلم جريجور في هذا اليوم العجيب�
;;;;;;;;;;;;;;;;
إن سامسا ه� كافكا
لا فقط في كل إحالة من الرواية لحياته الشخصية كقسوة الأب والعلاقة الحميمة الواهنة باخته الت� اعتنت به في فترة إصابته بالأرق �
بل أيضا في اللفظة نفسها
إن نطقت سامسا ستجدها مطابقة لكلمة كافكا في الحركات والسكون كذلك
هيرمان كافكا- فرانز كافكا�
علاقة كافكا بأبيه الجزار(القصّاب) الشرس تتجسد ف� كثير من أعماله الأدبية �
فمثلا في قصة الحكم نجد الحوا� بين الاثنين ينتهي بركض الابن مرسعًا ليقتل نفسه ،، لق� أصد� الوالد الحكم وما عليه سوى التنفيذ
وهذه القسوة الرهيبة التي يحملها الأب دومًا ويعامل به� ابنه تبدو غير مبررة ،،حيوانية،،لاعقلاني� وعبثي� تماما
وهناك شعوران أساسيان يتضافران معا
فبينما يبدو كافكا مغمورا في شعوره بالذنب والخطيئ� –كون� وُلد أساسا أو تواجد بهذه الحياة
نجد دوما هذا العقاب والانتقام والحرب الباردة التي يشنه� كافكا على والده �
فهو ينتقم منه على الورق
يحيله وحشا بأنياب ويجلده مرة بعد أخرى
إن الانتقام جنبا إلى جنب مع الشعور الرهيب بالذنب كان� أساس كل ما كتبه كافكا عن والده مرة بع� مرة

صورة مجمعة لأبوي كافكا
;;;;;;;;;;;;;;;;
الطريف أنه في الوقت الذي كُتبت فيه هذه النوفيلا البديعة لم تكن تعن� كلمة حشرة التي نستخدمها الآن حرفيا سوى �
حيوان غير نظيف لا يصح استخدامه كأضحية" �"
"ungeheures Ungeziefer"
أي أن كافكا اختار مصطلحا غامضا ليبني عليه قصته
وبالتالي ستجد في الترجمات العالمية جميعها أنواعا ل� تحصى من الحشرات ومثيلاتها �
حتى بالعربية نجد من سماها بالمسخ وغيره ممن سماه� بالدودة العملاقة
أما فلاديمير نوباكوف الروائي الشهير فكان يرى أن سامس� تحول لخنفساء مستندا على سطور معينة بالرواي�
اقرأوا-كافكا#
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
The Metamorphosis.
Sign In »
Reading Progress
May 4, 2012
– Shelved
(ebook Edition)
Started Reading
(ebook Edition)
May 19, 2012
–
Finished Reading
(ebook Edition)
February 21, 2013
– Shelved as:
franz-kafka
(ebook Edition)
March 10, 2013
– Shelved as:
novels_novellas
(ebook Edition)
March 10, 2013
– Shelved as:
philosophy
(ebook Edition)
March 15, 2013
– Shelved as:
fantasy
(ebook Edition)
March 18, 2013
– Shelved as:
nihilism
(ebook Edition)
December 10, 2013
– Shelved
Started Reading
December 14, 2013
– Shelved as:
franz-kafka
December 14, 2013
– Shelved as:
novels_novellas
December 14, 2013
– Shelved as:
nihilism
December 14, 2013
– Shelved as:
philosophy
December 14, 2013
–
Finished Reading
Comments Showing 1-50 of 54 (54 new)
message 1:
by
Booklover22
(new)
Dec 14, 2013 06:29AM

reply
|
flag

I hope u enjoy it as much as i did :)

شكرا إسلام :)
أرجو أن تفعل قريبا صديقي

والنيعمة ماله علاقة بالتواضع :D
انت بس اخد فيا مقلب :P



Selvana wrote: "شعرت بأن كافكا قصد وصف كيف يمكن للقشرة الخارجية التي يراها من حولنا أن تؤثر على حكمهم علينا حيث حتى أكثر الناس قربا من سامسا لم يستطيعوا تقبله بشكله الجديد مع أنه مازال سامسا نفسه .."
شكرا لكن
كافكا عالم مميز ومتفرد حقا
وأتفق معكِ إلى درجة كبيرة سيلفانا

أظن المسخ خير تجربة وكذلك في مستوطنة العقاب
وأغلب قصصه القصيرة مدهشة
لا أقرأ كافكا كثيرا بالعربية ولذلك لا أعلم كم عدد القصص القصيرة التي ترجمت في الوطن العربي
لا تبدأي بروايات مثل القلعة أو المحاكمة إلا بعد أن تجربيه فيما سبق أولا
ربما ساعدتكِ هذه الروابط


قرأتُ الرواية اليوم و بحثت عن ريفيو و قد وجدتُ ضالّتي عند هذا الريفيو الرائع
إستمتعتُ به كثيراً و زاد من متعتي لقراءة المسخ ..
سلمت أناملكِ دى ..