ŷ

بسام عبد العزيز's Reviews > المرأة مشكلة صنعها الرجل

المرأة مشكلة صنعها الرجل by نبيل فاروق
Rate this book
Clear rating

by
13595172
's review

did not like it

من الجيد للغاية أن أعرف آراء مجموعة من المراهقين الذين يعرفون عن الأغاني أكثر مما يعرفون عن كتبهم الدراسية ( ولن أقول عن الفلسفة أو الأدب أو أي مجال ثقافي حقيقي).. ليقوم الدكتور الفاضل بجمعها و نشرها في كتاب

أهم تساؤلاتي.. من هؤلاء الذين أحفل بقراءة آرائهم؟!!!!!!!! ما أهميتهم في الحياة؟ ما قيمتهم الفكرية؟!!! طفل عمره 15 سنة و طفلة عمرها 16 سنة؟!!! فعلا؟!! هل هؤلاء هم من يجب ان نستمع إلى آرائهم بخصوص القضايا الفكرية (لي تحفظ أصلا على كلمة قضية فكرية سيظهر بعد قليل)؟! ما هى خبرتهم العملية التي تجعلني أهتم بمعرفة آرائهم "العميقة" ؟! لكن بعد تفكير بسيط أتذكر أن قراء كوكتيل 2000 (سلسلة كتب الجيب التي أخذ منها نبيل فاروق دراسته) هم مجموعة من المراهقين.. إذن هى القماشة التي في يده! ماذا يفعل؟ يشتري قماشة من محل آخر؟! لا بالطبع

ماذا عن القضية الفكرية التي يناقشها الكتاب؟ أولا هى ليست قضية فكرية.. فنحن لا نتحدث عن العولمة في غياب المضمون.. لا نتحدث عن إشكالية الحداثة .. لا نتحدث عن تعدد القدماء.. نحن نتحدث عن الموضوع الاكثر ابتذالا و تفاهة في التاريخ.. سيكون من الخطأ أن نعتبره "قضية فكرية" لأن كلمة قضية فكرية عندي ترتبط بثقافة أعمق بكثير من هذه التفاهة..

ثانيا.. الكتاب يلخص الرأي السائد لمجموعة المهووسين دينيا في الشرق.. الرجال قوامون على النساء.. المرأة خلقت من ضلع أعوج من آدم.. النساء ناقصات عقل و دين.. المرأة مكانها المنزل.. إلخ إلخ من "ثوابت" يؤمن بها المتعصبين الشرقيين.. ما الجديد؟ لا شيء؟!!! ستخرج من الكتاب بالاستنتاج التالي.. العمل في الحياة مقسم بين السعي على الرزق و هو ما يقوم به الرجل و بين العمل في المنزل وهو دور المرأة... هذا هو ببساطة الاستنتاج الفذ الذي يكتشفه الكتاب

ما رأيي؟
أولا لنتحدث عن بعض "المسلمات العقائدية" ... النساء ناقصات عقل و دين.. بفرض أن الحديث صحيح فله بقية.. ناقصة عقل لأنها عندما تختلف مع زوجها تكفر العشرة... هذا هو السبب فقط.. فإذا لم تكفر العشرة؟ فهي إذن ليست ناقصة عقل.. كذلك ماذا لو فعل هذا الزوج.. إذا تشاجر مرة مع زوجة و كانت طوال حياتها طبية معه وهو كفر بعشرتها.. ألا يعتبر أيضا ناقص عقل؟!!!! لا بالطبع التفكير الذكوري الشرقي يجب أن يسلم بأننا أقوى من تلك الكائنات الحقيرة المسماة المرأة.. أما عن نقصان الدين فببساطة لأنها غير مأمورة لا بالصلاة ولا بالصيام في فترة حيضها.. و ليس لأنها لا تعرف دينها! لكنها عادتنا الإسلامية الرائعة في تحقير المرأة لقدر الحشرات!

مسلمة أخري.. المرأة المخلوقة من ضلع أعوج في آدم.. طبقا للحديث الذي لا أقتنع بصحته.. ففي القرآن لا توجد آية واحدة تقول أن حواء خلقت من آدم.. ما المانع ان يكون خلقها الله مباشرة؟! لا بالطبع هذا مستحيل! كيف يقول الشرقي أن حواء مثلها مثله!؟!! كلا و ألف كلا!! بل هي مخلوقة من "ضلع"! مجرد "ضلع واحد"! من بين 7 ازواج من الضلوع! أي انها لا تساوي حتى 7% من صدر آدم! و بالتبعية لا تساوي أكثر من 1% من آدم نفسه!! فكر متخلف و غبي!

مسلمة ثالثة.. آدم سمى بآدم لأنه خلق من أديم الأرض و حواء سميت هكذا لأنها خلقت من كائن حي و هو آدم.. هل كان آدم وحواء يتحدثان العربية؟!! المعروف أن العربية لغة حديثة ظهرت كتطور للسريانية.. كيف تصادف أن يتحدث بها آدم و حواء والعربية من الأصل لم تكن قد ظهرت؟!! و إذا فرضنا صحة أن العربية كانت لغة آدم و حواء فلماذا إذن أسماء قابيل و هابيل الأعجمية ؟!!! هل نسي آدم و حواء اللغة العربية بهذه السرعة؟!! لكن طبعا كل تلك الاعتراضات لا مبرر لها! فيجب أن تكون حواء اسمها حواء حتى تكون مخلوقة من آدم!!!

مسلمة رابعة.. الرجال قوامون على النساء.. من أين أتت القوامة؟ أتت بسبب أن الرجل ملزم بالصرف على منزله و المراة غير ملزمة بهذا.. ماذا لو كانت المرأة هى مصدر الدخل إذن؟ هل تكون القوامة للمرأة على الرجل؟!!! لا يتحدث عن هذا شيوخنا الأفاضل.. بل و الأغرب أن القوامة تجعل الرجل هو الكائن الذكي القوي المسيطر العارف الآمر الناهي الذي لا يأتيه الباطل أبدا.. في حين أن المرأة كائن غبي جاهل ضعيف ذليل خانع يحتاج دائما للسيطرة!

كل تلك التحليلات الهزلية في الكتاب لا تمس القشرة الحقيقية للمشكلة..

المشكلة ببساطة هى مشكلة عبادة الجنس و تقديس الجسد في الشرق!

ما السبب الذي يجعل الآباء يحجرون على بناتهم؟ خوفهم من أن تقع ابنتهم في الغواية و تمارس الجنس مع أي رجل بلا زواج..
ما السبب الذي يجعل الوهابيين يجعلون المرأة بأكملها عبارة عن خيمة متنقلة؟ خوفهم من أن تظهر المرأة مفاتنها فتثير شهواتهم و وتجعلهم يفكرون في الجنس!!
ما السبب الذي يجعل السلفيين يرفضون خروج المرأة من المنزل؟ لأنهم مقتنعون أن المرأة قنبلة من الشهوة تريد فقط أن تختلط بالرجل لتنفجر و تلقي بنفسها بين ذراعي أول رجل يدعوها للسرير!
ما السبب في أن الأخ يتسلط على تصرفات أخته؟! لأنه مقتنع أن شرفه متعلق بذلك الغشاء الرقيق.. و هو يعلم أن اخته تستطيع أن تفعل أي شيء وهو لا يدري.. تماما مثلما تفعل عشيقاته مع عائلاتهن!!!
ما السبب في النظرة الدونية للمرأة في العمل؟ لأن رئيسها لا يفكر سوى في الفرصة المناسبة ليأخذ مرؤوسته إلى بيته.. و لأن زميلها متأكد أن المرأة لو نجحت فقد نجحت لأنها بذلت لنفسها لرئيسها! و يظل يتحسر على فحولته المنسية و التي لو أتيحت الفرصة ليظهرها لزميلته لعرفت كم هو أجدر بها من رئيسه!

الرجل الشرقي المسلم صحيح الإسلام المعادل الموضوعي للمرأة لديه هو الجنس.. المرأة تساوي الجنس و الجنس يساوي المرأة.. من هذا المنطلق فإنه من السهل تفسير كل ما يحدث من إجحاف للمراة و دورها...

لننظر للمجتمعات التي تحررت من عقدة الجسد و من تابو الجنس.. المرأة تجد لديها حرية تامة في عمل أي شيء.. فالجميع يدرك أن الشرف ليس هو هذا الغشاء الرقيق.. أن الشرف شيء غير هذا.. فتجد المرأة مهما كان من لبسها فلا أحد يهتم بالتعرض لها في المجتمعات الغربية الكافرة.. على العكس من مجتمعاتنا الشرقية المسلمة صحيحة الإسلام والتي تتعرض فيها الفتاة المسلمة صحيحة الإسلام أيضا للتحرش يوميا..

نجد في المجتمعات الغربية الكافرة المرأة تخرج للعمل و تساعد زوجها و لا يفكر الزوج في ان يقول لها أنه أفضل منها .. و لا تفكر الزوجة في تظن نفسها أفضل منه! بل عندما يحدث خلاف و تظهر تلك الجمل في الحوار فهو إيذانا بإستحالة العشرة بين الزوجين! على العكس من مجتمعاتنا الشرقية المسلمة صحيحة الإسلام..فالمرأة كائن لا حقوق له.. يجب ان يظل في المنزل و إن لم يعجبها هذا فلنضربها! و كله بالشرع و الشريعة!

نجد في المجتمعات الغربية الكافرة الزوج عندما يدرك خيانة زوجته فإنه ببساطة يفترق عنها... لكن في مجتمعاتنا الشرقية المسلمة صحيحة الإسلام تجد الزوج يقتل زوجته! لماذا ؟ دفاعا عن شرفه!؟! فقط هكذا! ألا يحق للزوجة أن تقتل الزوج أيضا عندما تجده يخونها؟! لا بالطبع!!! لماذا ؟ لأن خيانة الزوجة تؤثر على المنزل و تأتي بأولاد غير شرعيين أما خيانة الزوج فلا تظهر نتيجتها!!!!!!!! ماذا لو كانت الزوجة الخائنة تمارس الجنس مع عشيقها و هو يرتدي واقيا ذكريا و بالتالي فلن يحدث حمل هل نظل نقتلها؟! الإجابة معروفة!!!

فقط عندما نتخلص من عقدة الجنس و الجسد.. و ندرك أنه لا فارق بين الرجل و المرأة سوى الاختلافات الفسيولوجية فقط .. وقتها ستحصل المرأة على حقوقها!
32 likes · flag

Sign into ŷ to see if any of your friends have read المرأة مشكلة صنعها الرجل.
Sign In »

Reading Progress

January 24, 2014 – Shelved
Started Reading
January 25, 2014 – Finished Reading

Comments Showing 1-1 of 1 (1 new)

dateDown arrow    newest »

message 1: by . (new)

.  باربوسا كلام جميل ورائع اتفق في مجمله خصوصا بعقدة الجنس لدى الرجل الشرقي، لكن لا اوافق بتقليد المجتمعات الغربية الاعمى ايضا ، فهم لديهم هذه المشكلة ايضا فمثلا استخدامهم المرآة الرخيص للترويج عن منتجاتهم (لا أنكر بأن لدينا هذه المشكلة ايضا)، فاستخلصت شيئا من هذا وهو أن المرآة مظلومة في كل المجتمعات ....... نقطة آخيرة الحجاب مظهر عفة و ليس دليل عليه ،أنا لا أجبر المرآة على الحجاب لكنني أفضله فإن أرادت المرآة تركه فهذا خيارها ولا أحد يملك الحق بإجبارها


back to top