ŷ

قارئ النهضة's Reviews > ميلاد مجتمع

ميلاد مجتمع by مالك بن نبي
Rate this book
Clear rating

by
32182638
's review

really liked it


ضمن سلسلة فعاليّات الملف الاجتماعي لقارئ النهضة هذا العام 2014، ناقش الفريق في رُكن القراءة كتاب ميلاد مجتمع لمالك بن نبي .
وميلاد مجتمع كتابٌ صغيرٌ، إلاَّ أنَّه على صغره جدُّ عميق، يظهر فيه بجلاءٍ أسلوب مالكٍ المتسلسل ومذهبه الداعي إلى دراسة المشكلة بدءا من الجذور وانتهاء بالأطراف الدّقيقة.

جاءت شخصية مالك بن نبي فعالة وطامحة إلى إحداث التغيير المطلوب في بنية الذهنية الإسلامية سبيلاً إلى الإصلاح والنهضة، واتجه مساره الفكري إلى البحث عن أسباب التخلف في العالم الإسلامي، وكيفية الخروج من مأزق التخلف هذا، حيث حاول أن يخرج بالخطاب الإسلامي من مرحلة الدفاع عن الإسلام إلى مرحلة النظري العملي الموضوعي الموجه بقيم الإسلام وعقيدته لإيجاد الحلول العلمية.

في أوليات يقدم مالك بن نبي معنى المجتمع اصطلاحا ووظيفياً وينوه مالك بن نبي بداية إلى أن تعقد المصطلحات يؤدي إلى مناقشات أقرب إلى الطابع الأدبي منها إلى منطق العلم، فيبدأ بتعريف المفاهيم ــ المختلف عليها ــ من وجهة نظره فيعرّف المجتمع الطبيعي بأنه المجتمع الساكن ذي المعالم الثابتة كالمجتمعات الموجودة في مستعمرة النمل والنحل أو القبائل الأفريقية في عصر ما قبل الاستعمار، ويقارنه بالمجتمع التاريخي الذي يحقق النموذج المتحرك (المجتمع الذي يطبق قانون التغيير). ثم يتكلم بتفصيل أكثر عن التاريخي وأنه ينقسم إلى النموذج الجغرافي ( كالمجتمع الأمريكي الذي تكون نتيجة هجرة الأوروبيين وتكيفهم بالمنطقة) والنموذج الأيدويولوجي الملبي لفكرة "على اتساع هذا الوصف" ( كالمجتمع الإسلامي او المجتمع الأوروبي المسيحي، المجتمع السوفييتي والصيني ) . الخلاصة أن المجتمع ليس مجرد عناصر أو اأشخاص تدعوهم غريزة الجماعة للتكتل في إطارمعين وحسب! إنما هذه الغريزة وسيلة لإنشاء المجتمع وليست سببا لإنشائه. أي أن له ثوابت يدوم بدوامها والمجتمع يبقى ويفرض على القادمين عاداتهم وثوابتهم، أي الصفات الذاتية التي تحفظ شخصيته وكيانه عبر التاريخ.

ويشير مالك إلى أن التعريف الوظيفي هو أهم من الاصطلاحي وأهم ما يميزه هو "الزمن"، فالأفراد الذين لا يعدل الزمن من علاقاتهم الداخلية لا تتغير نشاطاتهم، فيعرف المجتمع على أنه الجماعة التي تتغير دائما خصائصها الاجتماعية بإنتاج وسائل التغيير وهو ليس مجرد أفراد بل هو تنظيم متين ذو طابع نسقي تم طبقا لنظام معين وهو يقوم على :
1- حركة يتسم بها المجموع الإنساني.
2- انتاج لأسباب هذه الحركة.
3- تحديد لاتجاهها وغايتها.

في فصل "النوع والمجتمع" يشير إلى أن الجماعة الإنسانية تكسب صفة المجتمع عندما تشرع في الحركة، أي عندما تبدأ في تغيير نفسها من أجل الوصول إلى غايتها، وهذا يتفق من الوجهة التاريخية مع لحظة انبثاق حضارة معينة. ويشير إلى أن الطبيعة توجد النوع ولكن التاريخ يصنع المجتمع، وهدف الطبيعة هو مجرد المحافظة على البقاء، بينما غاية التاريخ أن يسير بركب التقدم نحو شكل من أشكال الحياة الواقعية، هو ما نطلق عليه اسم الحضارة.

يذهب بنا بعد هذا إلى فصل "الأراء المختلفة في تفسير الحركة التاريخية" يقول أن أي وسط إنساني ينطوي في الحقيقة على نصيب من الخمود حتى يحيله إلى حركة .
ويعرض لأهم هذه التفسيرات للحركة : فهيجل: يرجعها إلى مبدأ التعارض، والفكرة ونقيضها، وتوينبي: يرجعها إلى مبدأ التحدي المناسب. ويتبنى مالك رأي توينبي ويسقطه على المجتمع الإسلامي إذ أنه وضع ضمير المسلم بين حدين : الوعد والوعيد؛ أي عوامل نفسية تؤدي إلى قوى روحية وحالة تحدّي.

أما في فصل "التاريخ والعلاقات الإجتماعية" فيقول المؤرخ جمزو أن التاريخ يصنعه علم الاجتماع وعلم النفس معاً، وبرأي مالك أن التاريخ يصنعه انطباع عالم الأفكار وعالم الأشخاص وعالم الأشياء معاً على صفحة الزمن وتؤدي هذه العوالم مجتمعة إلى ما يسميه "شبكة العلاقات اجتماعية" .

في الفصل التالي يحدثنا الكتاب عن "أصل العلاقات الاجتماعية" وأن أصلها ناشئ عن الحركات التاريخية (فهي نتيجة). والعلاقات الاجتماعية هي العمل التاريخي الأول الذي يقوم به المجتمع ساعة ميلاده مثل الميثاق بين المهاجرين والأنصار.

أما فصل "طبيعة العلاقات" فبرأي مالك أن الفرد يصبح شخصاً لا بد له من أن تتغير صفاته البدائية التي تربطه بالنوع إلى نزعات اجتماعية تربطه بالمجتمع ، وقد تكون هذه العلاقات علاقات ثقافية وعلاقات جمالية او علاقات اقتصادية حسب الماركسية ، بالنهاية يشير إلى أن التغييرات في الحياة الاجتماعية لا تعزى إلى المادة الإجتماعية أي الإقتصاد وإنما إلى العلاقات أي العمل المشترك الذي يصنع هذا الاقتصاد والتاريخ.

فصل "الثروة الإجتماعية" يطرح فيه المؤلف أهم ما عرف به، وهو أن غنى مجتمع ما لا يقاس بكمية ما يملك من أشياء بل بمقدار ما يملك من أفكار، فيقول مالك أن المجتمع بعالم أفكاره لا بعالم الأشياء ويذكر مثال روسيا وأملناني إبان الحرب العالمية وسرعان إعادة بناءهما بفضل عالم الأفكار، ثم يرجع ذلك إلى العمل المشترك لشبكة العالاقات الإجماعية التي تنظمه، وبرهن على ذلك بالرجوع إلى تاريخ العالم الإسلامي في القرن السابع الميلادي حينما بدأ المجتمع الإسلامي دخول حلبة التاريخ تلبية لفكرة. ففعالية الأفكار تخضع لشبكة علاقات، وأننا لانتصور عملاً متجانساً من الأفكار والأشخاص والألشياء دون هذه العلاقات الضرورية وكلما كانت شبكة العلاقات أوثق كان العمل فعلا ومؤثرا أكثر.

ويؤكد مالك بن نبي في "فصل المرض الإجتماعي" أفكارأً وإشارات مهمّة عن العلاقات المرضية التي تؤدي إلى انفصالات في شبكة المجتمع والذي يؤدي إلى تحلله ثم انهياره، فالأنا المتضخمة التي تغزو مجتمعاتنا تصبح فيها العلاقات الاجتماعية بسببها " فاسدة " ويصبح العمل المشترك صعباً أو مستحيلاً (مأساة اجتماعية) إذ يدور النقاش حينئذ لا لإيجاد الحلول بل للعثور على أدلة وبراهين. ويرجع ذلك الى انشغال العلماء بالمشكلات الفارغة لا الواقعية، وما أن يفسد عالم الأشخاص بتضخم الأنا حتى يُسقط ذلك على عالم، كاهتمام العلماء بقضايا وأفكار وجدليات من نسج الخيال والترف غير المفيد، كالبحث في جنس الملائكة وحكم وطأ البهيمة إن كان مفسداً للطهارة أم لا .. إلخ

ويؤكد المؤلف في فصل المجتمع والقيمة الخُلقية إلى أن للقيمة الخُلقية عنصراً جوهريًا في النشاط المشترك . ويتسائل مالك هل ينتج المجتمع تلقائياً تلك القيمة الخلقية التي تدفع تغييره في اتجاه غايته؟
ويطرح أمثلة، كوأد الإناث في الجاهلية وبعض محاولات إحيائهن، وظاهرة الزواج وطقوسه حتى في المجتمعات المدنية التي لا يوجد فيها أي انتساب ديني من نوع ما، وأيضاً القبائل الإفريقية الثابتة وغير المحكومة بنظر راشد وطقوس الزواج فيها غير المبني بدافع العلاقة الجسدية بين الجنسين في أي اختلاط يحدث بينهما ضمن تفاعلات الحياة الإجتماعية في هذا الجماعات!! يُرجع مالك بن نبي ذلك إلى أن القيم الخلقية لاينتجها المجتمع إنما تنظم نشاطه في سبيل غايته، وكلما حدث إخلال بالقانون الخلقي في مجتمع ما تمزقت شبكة علاقاته.

يتوصل مالك بن نبي في فصل "الدين والعلاقات الإجتماعية" إلى أن الظرف الإستثنائي الذي يلد مجتمعا؛ يتفق مع الفكرة الدينية، أي أن العلاقة بين الله والإنسان هي التي تلد العلاقة الإجتماعية التي تربط الفرد بالمجتمع بصورة القيمة الأخلاقية، فعلى هذا يمكننا أن ننظر إلى العلاقة الإجتماعية والعلاقة الدينية معاً من الوجهة التاريخية على أنهما حدث، ومن الوجهة الكونية على أنهما عنوان على حركة تطور اجتماعي واحد. ويبين أن العلاقة بين العلاقة الدينية والفراغ الاجتماعي "والذي يمثل عدد العلاقات المفقودة أو المبتورة في مجتمع ما" بأنها علاقة عكسية، ويستشهد بالحديث" المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا" وهي الدرجة الأمثل لكل الشرائع السماوية في أن يصل المجتمع إلى هذه المثالية في التناسق بين أفراده.

وفي فصل "شبكة العلاقات والجغرافيا" يرى أن تأثير فكرة دينية معينة رهن ببعض الشروط الجغرافية الإنسانية، فإذا لم تجدها في موطنها هاجرت لتجدها في مكان آخر؛ مثل المسيحية التي بدأت مهمتها التاريخية بعد الإسلام بستة قرون بعيدا عن مسقط رأسها "فلسطين" إلى أوروبا فأنشئت المجتمع الغربي، وكيف بنت نفسها على أنقاض الحضارة الرومانية فكل حدث في تاريخ أوروبا هو في الواقع تجسيد لفكرة المسيحية، فمثلا نهاية الحضارة الرومانية- الإقطاع- اللاتينية لغة الكنائس- الحروب الصليبة � النهضة والإصلاح وفي ذات الوقت تزامن ذلك مع عالم الأشياء حيث التجارب التي قام بها جلفاني واختراع ماركوني وغيره. كل ذلك يفسر أن الظاهرة الأوروبية ما هي إلا الظاهرة المسيحية. بعكس الفكرة الإسلامية التي أدت مهمتها بمهدها ذاته إذ كانت الجزيرة العربية أرض عذراء على عكس المسيحية التي التي ولدت على أرض مزدحمة بالديانات والثقافات، وكما قال المؤرخ جيزو: أن الفكرة المسيحية هي التي صاغت شبكة العلاقات التي أتاحت للمجتمع الغربي أن يسجل نشاطه في التاريخ، فالظاهرة المسيحية أو الظاهرة الاوروبية هما نسختين لعملة واحدة، وإذا كان هناك اختلاف ظاهر فإنه يختفي إذا مارجعنا قرنين إلى الخلف إذ أن كلمة " أوروبي" أصلا لم تدخل اللغة الدبلوماسية ولم تكن موجودة إلا منذ الحروب النابليونية 1814م.

ثم يوضح الكاتب في فصل "العلاقات الإجتماعية وعلم النفس" أن الطبيعة تأتي بالفرد في حالة بدائة ثم يتولّى المجتمع تشكيله فكل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهوّادانه أو ينصرانه أو يمجسانه. ثم يتحدث عن فكرة تكيّف الفرد فعملية "التنحية" تجعل الفرد لا يعبأ ببعض المثيرات ذات الطابع البدائي ( الثأر مثلاً) وعملية "الإنتقاء" تجعل الفرد قابلاً لمثيرات ذات طابع أخلاقي أو جمالي. ومن وجهة نظر علم النفس فإن العنصر الديني يدخل في تكوين الطاقة التفسية لدى الفرد وتنظيمها لدى وقوعها في تصرف "الأنا" الفرد ثم توجيهها تبعاً لمقتضيات النشاط الخاص بهذه " الأنا" وتبعا للنشاط الذي يؤديه المجتمع في التاريخ.

يُكمل مالك بن نبي استعراضه لفكرة شبكة العلاقات الإجتماعية ويربطها بفصل خاص مع الإستعمار، حيث يعلم الجميع العبارة القائلة (فرّق تسد)، فيتحدث مالك عن أساليب الإستعمار بأنها عسكرية بحتة، وأساليب غير مباشرة كالإغتيال وإحداث الفوضى والاستعمار الثقافي وغيرها! ويخبر ويشكك مالك تقريباً بكل تصرف أو سلوك يحدثه أفراد المجتمع من قبول بأي خطأ مهما كان صغيراً تحت مسمى "لا بأس" !! فكل هذا يخدم عمل الإستعمار في النهاية! ويتحدث بهذا الفصل ذاكراً أمثلة من الحياة الواقعية تجسد ذلك، ويحذر من ممثلين المجتمع أنفسهم ممثلين ثقافته ممثلين هويته، بأنهم هم أنفسهم أصحاب الاختصاصات هذه من يستخدمون معطفاً يختفي تحت استهتارنا وعدم اكتراثنا، ذلك أن العوام يفكرون بالواقع دون الرجوع لأي مقياس من التاريخ أو الاجتماع فتكوين عقولهم يمنعهم من أن يروا ما هو أمام عنيني الاستعمار!
وبهذا يقارن أن المجتماعت العربية والإسلامية لم تتصدى لمثل هذه المشاكل بينما المجتمع السوفييتي دافع عن علاقته ضد هذه المشاكل بإجراءات رادعة لحلها.

وفي فصل خاص يدافع عن شبكة العلاقات الإجتماعية فيؤمن مالك بن نبي أن جميع القوانين التي أملتها السماء أو وضعتها ومحاولات البشر هي في الحقيقة إجراءات لحماية شبكة العلاقات الإجتماعية وبدونها لا تستطيع الحياة الإنسانية أن تستمر لا أخلاقياً ولا مادياً وأن كلمات مثل "تصدّق" .. "أحبب أخاك" .. "إحترم مواعيدك".. هي الآثار الجذبية في الميول الإجتماعية التي توحد الأفراد في المجتمع. فالهدف الأساسي من هذه التعاليم الاخلاقية هي الدفاع عن شبكة العلاقات الاجتماعية. في هذا الفصل يعيد تعريف الحضارة والثقافة فليست الثقافة سوى تعلم الحضارة أي استخدام ملكاتنا الضميرية والعقلية في عالم الأشخاص وليست الحضارة التي يعرّفها مدّعوها الجدد بإطلاق غرائزنا من عقالها!! ويذكر برأيه أن هناك نوعين من خيانة المجتمع : نوع يهدم روحه يخلف فراغ اجتماعي حين يهدم الأخلاق، ونوع يهدم وسائله يخلف فراغ اجتماعي حين يوجه الإبداع خارج عالم الواقع. وكلمة تربية هي وسيلة لتقدير الانسان وتعليمه كيف يعيش مع أقرانه وكيف يكون معهم في شبكة علاقات اجتماعية تشترك في نشاطها، وأن هذه المصطلحات من "ثقافة وحضارة.." لا بد من أن نتجاوز تعريفها إلى مرحلة إدراكها في برنامج تربوي يصلح لتغيير الإنسان.

ختاماً يتكلّم مالك بن نبي في فصل عن "الشروط الأولية للتربية الإجتماعية" فلكي نواجه بطريقة فنية أية مشكلة اجتماعية ينبغي ألا يقتصر عملنا على افتراض الحلول التي تأكدت صحتها خارج بلادنا، إنما يجب توفير المحيط اللازم لتطبيق ما نتصوره من حلول. ويُتبع مالك بن نبي هذا الحل بمشكلة الانفصال بين العنصر الروحي والعنصر الاجتماعي، ذلك الفرق بين المبدأ والحياه ( كمثال سلوك المسلم في المسجد وسلوكه في الشارع) ولحل هذه المعضلة يجب أن تكون هناك فكرة عليا تجمع الجانب الاجتماعي والجانب الروحي، وقد أكدت الفكرة الاسلامية في عهد الرسول ذلك فيجب إعادة تنظيم وتوجيه الطاقة فهي المهمة الأولى في خطة النهضة الإسلامية. ويتكلم بعدها عن دورة الحضارة وأطوراها :

أولاً: طور ترويض الغرائز في نظام خالص يكبح جماحها .
ثانياً: طور أوج الحضارة (ازدهار العلوم والفنون فيها) ولأن آثارها المحسّة بعيدة تواصل الغريزة المكبوحة بيد الفكرة الدينية سعيها للتحرر والانطلاق وتستعيد الطبيعة سيطرتها على الفرد والمجتمع شيئا فشيئا.
ثالثاً: تحرر الغرائز التام وإعادت سيطرتها على مصير الانسان بأن تنتهي الوظيفة الاجتماعية للفكرة الدينية.

وهنا نحن بحاجة الى إعادة تنظيم طاقة المسلم الحيوية وتوجيها، وتنظيم تعليم القرآن الكريم تنظيماً يوحي إلى الحقيقة القرآنية وأخيرا تحديد رسالة المسلم الجديدة في العالم فيستيقظ باستقلاله الأخلاق حتى لو كان مجتمعه لا يتفق مع مبادئه وكل ذلك ليس حلا إنما خطوة على طريق حل المشكلة.

كتبته بدور حبيب
1 like · flag

Sign into ŷ to see if any of your friends have read ميلاد مجتمع.
Sign In »

Reading Progress

Started Reading
April 24, 2014 – Finished Reading
June 13, 2014 – Shelved

No comments have been added yet.