صالون الجمعة discussion
القراءات المنتظمة
>
كتاب شهر سبتمبر/أيلول: هكذا تكلم ابن عربي
date
newest »


تمثل التجربة الصوفية في التراث الاسلامي ,في جانب منها على الاقل , ثورة ضد المؤسسة الدينية التي حولت الدين الى مؤسسة سياسية اجتماعية مهمتها الاساسية الحفاظ على الاوضاع السائدة من خلال اليات انتاج معرفية ثابتة يقف على راسها الاجماع ويليه القياس
ص24

و أنا التي كنت أظن أن التخاطر أو توارد الأفكار لشخصين في ذات اللحظة... هو أقصى ما يمكن الوضول إليه :( :/


"فلم أزل أقول وأعمل ما أقوله وأعمله لقول رسول الله، لا لعلمي ولا لعيني ولا لشهودي، فواخيت بين الإيمان والعيان، وهذا عزيز الوجود في الأتباع"


يقول ابن عربي أن الوجود ينقسم إلى مرتبتين، وجود الذات الإلهية والوجود العام أي وجود العالم وليس بين هذين الوجودين أي مشتركات، لذلك لا يمكننا أن نفهم حقيقة الذات الإلهية قياسًا على وجودنا إذ لا مشترك بين الاثنين، فعندما نفترض أن لله صفات موجودة حقيقة كأن نقول أن الله عالم بعلم ومريد بإرادة نبني هذه الأوصاف على المعرفة والإرادة البشرية التي هي كل رصيدنا المعرفي وبالتالي نتصور الله كإنسان أزلي وهذا ما وقع فيه الأشاعرة.
لكن الواقع أن الصفات الإلهية هي صفات سلب؛ أي نفي الجهل والعجز وغيرها من صفات النقص عن الذات الإلهية وهو قول المعتزلة، ولكي لا يقع في التعطيل يأتي ابن عربي بفكرة المرتبة البرزخية وهي مرتبة وسيطة بين الوجود الإلهي ووجود العالم ويسميها مرتبة الألوهة، فالأسماء والصفات المذكورة في القرآن والسنة تقع على مرتبة الألوهة لا على الذات الإلهية نفسها، وهذه هي الوسيلة التي تمكننا من الاقتراب من الذات الإلهية المتعذر فهمها، ومرتبة الألوهة هي مرتبة خيالية ليس لها وجود مستقل بذاته، والخيال لا هو موجود ولا هو معدوم.. لا هو منفي ولا هو مثبت.
هذا فهمي لهذه الجزئية أتمنى أن يكون واضحًا.

ترجع أهمية فكر ابن عربي إلى أنه يمثل حالة نضج في الفكر الإسلامي في مجالاته العديدة، من فقه ولاهوت وفلسفة وتصوف، هذا فضلاً عن علوم "تفسير القرآن" وعلوم "الحديث النبوي" وعلوم اللغة والبلاغة... الخ
من هذه الزاوية فإن دراسته في السياق الإسلامي يكشف عن بانوراما الفكر الإسلامي في القرنين السادس والسابع الهجريين (الحادي عشر والثاني عشر الميلاديين). ومن زاوية أخرى؛ يمثل الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي همزة الوصل بين التراث العالمي والتراث الإسلامي، ومن هذه الزاوية يمكن النظر لتراث ابن عربي بوصفه تواصلاً حياً خلاقاً مع التراث العالمي الذي كان معروفاً ومتداولاً في عصره، سواء كان تراثاً دينياً، مسيحياً أو يهودياً، أو كان تراثاً فلسفياً فكرياً. وهذا ما يتضح من إصراره على استخدام مصطلحات متنوعة للدلالة على مفهوم واحد
ولكن أهمية ابن عربي كهمزة وصل لا تقف عند حدود استيعابه للتراث الإنساني وتوظيفه له في إقامة بنائه الفكري الفلسفي الشاهق، بل تتجاوز ذلك إلى المساهمة في إعادة تشكيل التراث الإنساني بالتأثير فيه تأثيراً خلاقاً بالدرجة نفسها. ويمكن للتدليل على ذلك العودة إلى دراسات المستشرق الياباني توشيكو إيزوتسو عن "ابن عربي والتاوية"، وكذلك دراسات المستعرب الإسباني آسين بلاسيوس عن تأثير كتابات ابن عربي في ريمون لول وتأثيره في دانتي اليجيري مؤلف "الكوميديا الإلهية". أما استيعابه للتراث الإسلامي السابق عليه وتأثيره في التراث التالي له فهو أوضح من أن يحتاج إلى استدلال، وتتبدى أهمية قراءة ابن عربي للتراث السابق عليه في أنها قراءة ساهمت في بلورة كثير من المفاهيم والتصورات التي كانت مضمرة في كتابات السابقين
نقرأ بمتوسط يومي 30 صفحة ولمدة 9 أيام
اثروا الحوار باقتباساتكم، آرائكم، ملاحظاتكم وانطباعاتكم