في مرحلة الثانوية نجد لنا الكثير من الذكريات الجميلة والرائعة بسبب شعورك أنك تنتقل من مرحلة إلي مرحلة مختلفة في حياتك حيث تشعر بالتغيير في مشاعرك ورد فعلك نتيجة لتغيرات فسيولوجية داخل جسدك تجعلك تشعر أنك أصبحت بالغ وأنك رجل الآن بكل معاني الكلمة رغم أنك مازلت تستلم مصروفك من والديك حتي تلك اللحظة. تعود أحداث تلك الذكري إلي وقت عندما كنا في الصف الثاني الثانوي حيث مرحلة الشعور بالتباهي بالنفس وشعورنا أننا أكثر الشباب جاذبية في العالم بالرغم أن الواقع غير ذلك بالمرة ولكنة شعور يسيطر علينا نحن الثلاثة حيث كنا دائماْ نفعل كل شيء معاْ داخل المدرسة وخارجها وكان لكل منا شخصية مختلفة وسلوك مختلف ولكننا كنا نسير معاْ لشعورنا بأننا سوف نكون أصدقاء طوال العمر وأن المستقبل سوف يكون لنا مشرقاْ بدون شك. في تلك السنة الدراسية لم نكن نهتم بالدراسة أو الدرجات لأننا كنا ندرك أن الثانوية العامة هيا الأهم وعندما تأتي يفعل الله مايريد لكن المهم الآن هو الإستمتاع بالحياة والضحك والتباهي بقوتنا العضلية بعد بعض التمارين بعصاية الغلية التي علي كل طرف منها علبة بلاستيك مملوءة بالأسمنت حيث كنا نتخيل أننا عندما نتمرن لمدة يومين أو ثلاثة أن عضلاتنا أصبحت ضخمة مثل الحاج أرنولد وكنا نقضي الكثير من الوقت أمام المرآة لنشاهد الورم الذي حدث في سواعدنا. كنت أجلس أنا وصديقي مجدي في الديسك الأمامي وكان محمد يجلس خلفنا تماماْ وذلك لنكون قريبين من باب غرفة الدراسة حتي نستغل أي فرصة للخروج والتسكع في الخارج سواء مع مدرس الألعاب الرياضية أو في غرفة الكومبيوتر. في ذلك العام جاء لنا مدرس رياضيات جديد يدعي سمير وشعرنا بعد أول حصة دراسية أننا لن نفهم منة شيء ومع مرور الوقت شعرنا أنة يضغط علي جميع الطلبة لكي يلتحقوا بالدروس الخصوصية لدية وكان هذا المبدأ مرفوض تماماْ مهما حدث فلنا مبادئ ولن نغيرها أبداْ. مر شهر كامل منذ قدوم المدرس سمير وبعد أول إمتحان شهري وجدنا أن كل الطلبة أعلنوا الإستسلام وألتحقوا بالدروس الخصوصية عندة ولم يبقي سوي نحن الثلاثة وبالرغم أننا كنا نجحنا بصعوبة بالغة ولكن المهم أننا نجحنا وهذا هو المهم. في إمتحان الشهر التالي كنا نعتمد علي الفهلوة وتبادل الأفكار بيننا لأن الهدف هو النجاح فقط وليس مهم التفوق ولكن في نتيجة ذلك الإمتحان إكتشفنا أن جميع الطلبة حصلوا علي الدرجات النهائية ماعدا نحن الثلاثة. عندما أعلن الأستاذ سمير درجات الإمتحان وهو ينظر إلينا بنظرة شماتة وإبتسامة ماكرة لكي يؤثر علينا لكي نعلن الإستسلام وننضم إلي باقي الفصل وبدأ في الإستفزاز العلني لنا نحن الثلاثة قائلاْ : (إية موش ناويين تفلحوا السنادي ولا عاوزين تجيبوا ملحق وتذاكروا في الأجازة دة كل الفصل بقي شاطر مافضلش غيركم إنتم) لم أتحمل تلك الكلمات بسبب روح القيادة التي تتملكني فأجبتة قائلاْ : (أصل الفصل ربنا كرمة وبياخدوا درس خصوصي وإحنا لسة بندور علي الشارع اللي فية الدرس دة وربنا يكرم ونلاقية في آخر السنة) صمت المدرس لوهلة وتجاهل كلامي كأنة لم يسمعة وأكمل إبتسامتة الخبيثة وأكمل الحصة بدون النظر إلينا كأننا لسنا مع باقي الفصل. بعد أسبوع تقابلت معة مرة أخري خارج الفصل وأخبرتة أننا سنواصل مسيرتنا التعليمية بدون أي دروس خصوصية فرد قائلاْ : (طيب حاتعمل إية يافالح لو سقط في الإمتحان اللي جاي وبقي شكلك وحش في الفصل إنت وجوز المعيز التانيين اللي معاك؟) أجبتة قائلاْ: (يا أستاذ سمير التلت معيز دول عباقرة والعبد لله إنشتين البلد ولية علامات في كل مسائل الرياضة دة لو دورت شوية في الكتب حتلاقي نظريات باسمي في الكتب) رد قائلاْ : (ياسلام نظريات !!!!! ....... طيب إنجح الأول بدل ما إنت ماقضيها علي الحركرك طول السنة) فنظرت إلية قليلاْ وأجبتة بكل ثقة قائلاْ : (إية رأيك يا أستاذ سمير نعمل تحدي بسيط بينا وبينك في الإمتحان اللي جاي عشان تشوف العبقرية كلها من الثلاثة العظماء وعشان تحكي قصتنا لكل الطلبة من بعدنا لتكون درس في الحياة) قطب حاجبية في نظرة عميقة إلي قائلاْ : (إية هوا التحدي ياعم فيثاغورس يامتعلم؟) أجبتة قائلاْ : ( لو تفوقنا في الإمتحان اللي جاي حناخد الدرجة دي في باقي الإمتحانات اللي جاية واللي فاتت ويبقي كدة خلصنا درجات أعمال السنة ولو فشلنا يبقي ليك عندنا حق عرب وياباشا أصعب إمتحان هاتة وإحنا بإذن الله متفوقين دايماْ علي طول علي رأي الأستاذ عبد الحليم) وبالفعل قبل الأستاذ سمير التحدي وعُدت إلي الفصل وأنا في قمة السعادة والثقة وأخبرت محمد ومجدي بهذا الإتفاق ولكن كان رد فعلهم مختلف حيث أجابني مجدي قائلاْ : ( الله يخرب بيت أبوك مين قالك أنا عاوز كدة دة أنا بكتب إسمي بالعافية تقولي تحدي ومذاكرة وموش عارف إية...... لا ياعم أنا حاطلعلة وأقولة أنا عيل ماليش دعوة وأنا مبسوط بالحركرك دة يعتبر إنجاز في حد ذاتة) وأجابني محمد أيضاْ قائلاْ : ( هوا إنت لازم كل مرة تلبسنا بلوة ونتفضح فضيحة العانس في الفرح ..... بقولك إية إنسي أنحنا أصحاب وأنسي أمي والرز باللبن اللي بتتطفحة عندنا) فأمسكت بيد محمد متوسلاْ : ( إلا أمك يامحمد دة أنا أموت فيها دا هية الحنية كلها دة أنا ماعرفتش عيد الميلاد غير علي إيديها وكدة عاوز تحرمني من الرز باللبن بتاع أمك دة يبقي عيب وحرام علي أمك يافقري) أكملت كلامي لهم قائلاْ : ( مافيش قلق بعد النهاردة وسيبوا الموضوع دة عليا أنا حاتصرف وحاباصيلكم الإمتحان لما أحلة أول بأول بس يامحمد قول لأمك تزود المكسرات شوية علي الرز باللبن وقولها محمد نفسة هفاة علي أم علي اليومين دول) في تلك اللحظة لم أكن أملك حلاْ لتلك المشكلة العويصة وخاصتاْ عندما وجدت التهديدات القادمة من كل من محمد ومجدي وإعتمادهم الكلي علي ذكائي في حل الأمتحان والإعتماد علي في تحقيق أعلي الدرجات في إمتحان التحدي. ذهبت إلي مكتبة تبيع الملخصات والكتب الخارجية ولم أكن أعلم شيء عنها فطلبت من صاحب المكتبة أن يحضر لي جميع الملخصات والكتب الخارجية الخاصة بمادة الرياضة لكي أختار منها كتاب ولكن في نهاية الأمر لم أستطع إختيار ملخص بعينة فسألت صاحب المكتبة قائلاْ : ( ياعم الحاج قولي إية أكتر كتاب بيتباع في الكتب دي عشان أنا بحب الجماعة خير الأعمال أعمال الجماعة ) فأجاب صاحب المكتبة قائلاْ : ( هوا يابني إنت داخل جامع تصلي ولا جاي تشتري كتاب وإنت موش عارف إنت عاوز إية ) فنظرت إلية وأنا غاضب قائلاْ : ( ياعم الحاج إنجز وقولي إشتري كتاب إية أنا عاوز ملخص خلاصة يعني أخلصة في يومين بالكتير يا عم الحاج ) فنصحني صاحب المكتبة بكتاب معين وبالفعل شعرت أنني وجدت الحل وسوف أفجر مفاجأة ضخمة وأجتاز الإمتحان بتفوق شديد لدرجة أن وزير التربية والتعليم سوف يمنحني شهادة الذكاء الخارق. وقد بدأت المذاكرة لأول مرة في الرياضة وجدت أنني يجب أن أذاكر أكثر من نصف الكتاب في أسبوع واحد فقط وهذة معجزة أخري تحتاج أكثر من طبق أرز باللبن. مر الأسبوع سريعاْ وجاء يوم الإمتحان وكنت اشعر بالزهو والفخر والتحدي ووجدت كلاْ من مجدي ومحمد ينظرون إلي بقلق وتوتر لإعتمادهم علي في حل هذا الإمتحان ولكني نظرت إليهم بإبتسامة عريضة حيث سألني محمد سؤال غبي مثلة قائلاْ : ( عملت إية يابني الفقرية شكلك حاتودينا في داهية النهاردة دة سمير مستنيك يافالح وبيقول فين ديك البرابر بتاعكم فين؟) حتي مجدي شعرت أنة فقد الثقة في وفي ذكائي الخارق حيث وضع رأسة علي الديسك وأغمض عينية في حزن مما أثر في نفسي تأثير بالغ حيث أمسكت كتفة بيدي قائلاْ : ( مجدي ماتخافش إنت موش واثق فية طيب التاني أهبل وعارفين لكن إنت بالذات كل الناس كوم وإنت الوحيد اللي لازم يثق في قدراتي الخارقة ....... قوم يامجدي ماتخافش ) نظرمجدي إلي نظرة عميقة كأنة يراني لأول مرة في حياتة قائلاْ : ( إنت بتعمل إية في بيتنا ياد وأمي راحت فين هيا نزلت وسابت باب الشقة مفتوح زي كل مرة مافيش فايدة في الولية دي المرة اللي فاتت لقيت كلب نايم جنبي علي السرير وأنا كنت بابوس مارلين مونرو في الحلم وكنت مفتري في البوس طلع في الآخر الكلب اللي نايم جنبي) أجبتة قائلاْ : ( يابني فوق إحنا في المدرسة وعندنا إمتحان فوق يابتاع الكلب عشان سمير حايجيبلك الكلب بجد بعد الإمتحان ) ظهر الأستاذ سمير عند باب الفصل يتهادي وإبتسامتة العريضة كأنة ينتظر النصر علينا ولكن هيهات أن يحدث ذلك دة أنا كلت الكتاب الخارجي أكل وبلعتة بطبق رز باللبن كمان. جلست في مكاني بجواري مجدي ومحمد خلفي وبدأ الأستاذ سمير بتوزيع الأمتحان وأنا الإبتسامة تملأ وجهي بالكامل وجدت محمد يمسك قميصي من الخلف قائلاْ : ( الإمتحان عامل إية فقري حاتودينا في داهية وأنا قلبي حاسس بكدة ) لم أهتم بهم وبدأت في قراءة أول مسألة وشعرت أنني أول مرة أشوف هذة النوعية من المسائل وأغلب الظن أنها مسألة هيروغيليفية من الأسرة السادسة عشر. لم أهتم ونظرت لباقي الإمتحان فوجد أنة تقريباْ كلها أشياء تعود للتاريخ الفرعوني من أيام الهكسوس وأنة ربما قد أشتريت كتاب خارجي لعام دراسي مختلف ربما لدبلوم تجارة لأنني لأول مرة أشاهد هذة الطلاسم وتلك الألغاز التي لا أعرف عنها شيئاْ بالمرة. مضي القليل من الوقت ومجدي متسائلاْ : ( قولي حل المسألة الأولي عشان أكتبها بسرعة ) كنت في حالة غيبوبة تامة شعرت أن جهاز الإستقبال بداخلي قد تعطل ولا يشعر بأي شيء. تكررت إستغاثات مجدي بجواري وكذلك محمد الذي إنهال علي قفايا لكي أستيقظ من تلك الغيبوبة العميقة ولكن بدون فائدة. مر الوقت سريعاْ ولم أشعر بشيء سوي محمد يخطف كراسة الإجابة من أمامي حيث وجدها ناصعة البياض ماعدا إسمي في أول ورقة فقط. إنتفض محمد من الغضب موجهاْ كل السباب لي قائلاْ : (أستاذ سمير بقولك إية هوا عنوان البيت فين عشان أمي بتقولك إني عيل ومحتاج درس خصوصي ضروري وأنا أستاهل ضرب الجذمة لو شفتني ماشي تاني مع الواد الفقري دة تاني ) لم أستطع أن أنطق بكلمة واحدة ونظرت إلي مجدي وعيوني منكسرة فأمسك بيدي قائلاْ : ( ولايهمك أنا معاك ياننجح مع بعض يانسقط مع بعض بس وحياة أبوك ماتقول لحد علي موضوع الكلب دة أنا موش ناقص فضايح قول أنها كانت بنت عشان الواحد يحس إنة واد غلبوس كبير وياعم ماجتش علي الرياضة السنادي ....... كل سنة وإنت طيب ) تمت
تعود أحداث تلك الذكري إلي وقت عندما كنا في الصف الثاني الثانوي حيث مرحلة الشعور بالتباهي بالنفس وشعورنا أننا أكثر الشباب جاذبية في العالم بالرغم أن الواقع غير ذلك بالمرة ولكنة شعور يسيطر علينا نحن الثلاثة حيث كنا دائماْ نفعل كل شيء معاْ داخل المدرسة وخارجها وكان لكل منا شخصية مختلفة وسلوك مختلف ولكننا كنا نسير معاْ لشعورنا بأننا سوف نكون أصدقاء طوال العمر وأن المستقبل سوف يكون لنا مشرقاْ بدون شك.
في تلك السنة الدراسية لم نكن نهتم بالدراسة أو الدرجات لأننا كنا ندرك أن الثانوية العامة هيا الأهم وعندما تأتي يفعل الله مايريد لكن المهم الآن هو الإستمتاع بالحياة والضحك والتباهي بقوتنا العضلية بعد بعض التمارين بعصاية الغلية التي علي كل طرف منها علبة بلاستيك مملوءة بالأسمنت حيث كنا نتخيل أننا عندما نتمرن لمدة يومين أو ثلاثة أن عضلاتنا أصبحت ضخمة مثل الحاج أرنولد وكنا نقضي الكثير من الوقت أمام المرآة لنشاهد الورم الذي حدث في سواعدنا.
كنت أجلس أنا وصديقي مجدي في الديسك الأمامي وكان محمد يجلس خلفنا تماماْ وذلك لنكون قريبين من باب غرفة الدراسة حتي نستغل أي فرصة للخروج والتسكع في الخارج سواء مع مدرس الألعاب الرياضية أو في غرفة الكومبيوتر.
في ذلك العام جاء لنا مدرس رياضيات جديد يدعي سمير وشعرنا بعد أول حصة دراسية أننا لن نفهم منة شيء ومع مرور الوقت شعرنا أنة يضغط علي جميع الطلبة لكي يلتحقوا بالدروس الخصوصية لدية وكان هذا المبدأ مرفوض تماماْ مهما حدث فلنا مبادئ ولن نغيرها أبداْ.
مر شهر كامل منذ قدوم المدرس سمير وبعد أول إمتحان شهري وجدنا أن كل الطلبة أعلنوا الإستسلام وألتحقوا بالدروس الخصوصية عندة ولم يبقي سوي نحن الثلاثة وبالرغم أننا كنا نجحنا بصعوبة بالغة ولكن المهم أننا نجحنا وهذا هو المهم.
في إمتحان الشهر التالي كنا نعتمد علي الفهلوة وتبادل الأفكار بيننا لأن الهدف هو النجاح فقط وليس مهم التفوق ولكن في نتيجة ذلك الإمتحان إكتشفنا أن جميع الطلبة حصلوا علي الدرجات النهائية ماعدا نحن الثلاثة.
عندما أعلن الأستاذ سمير درجات الإمتحان وهو ينظر إلينا بنظرة شماتة وإبتسامة ماكرة لكي يؤثر علينا لكي نعلن الإستسلام وننضم إلي باقي الفصل وبدأ في الإستفزاز العلني لنا نحن الثلاثة قائلاْ :
(إية موش ناويين تفلحوا السنادي ولا عاوزين تجيبوا ملحق وتذاكروا في الأجازة دة كل الفصل بقي شاطر مافضلش غيركم إنتم)
لم أتحمل تلك الكلمات بسبب روح القيادة التي تتملكني فأجبتة قائلاْ :
(أصل الفصل ربنا كرمة وبياخدوا درس خصوصي وإحنا لسة بندور علي الشارع اللي فية الدرس دة وربنا يكرم ونلاقية في آخر السنة)
صمت المدرس لوهلة وتجاهل كلامي كأنة لم يسمعة وأكمل إبتسامتة الخبيثة وأكمل الحصة بدون النظر إلينا كأننا لسنا مع باقي الفصل.
بعد أسبوع تقابلت معة مرة أخري خارج الفصل وأخبرتة أننا سنواصل مسيرتنا التعليمية بدون أي دروس خصوصية فرد قائلاْ :
(طيب حاتعمل إية يافالح لو سقط في الإمتحان اللي جاي وبقي شكلك وحش في الفصل إنت وجوز المعيز التانيين اللي معاك؟)
أجبتة قائلاْ:
(يا أستاذ سمير التلت معيز دول عباقرة والعبد لله إنشتين البلد ولية علامات في كل مسائل الرياضة دة لو دورت شوية في الكتب حتلاقي نظريات باسمي في الكتب)
رد قائلاْ :
(ياسلام نظريات !!!!! ....... طيب إنجح الأول بدل ما إنت ماقضيها علي الحركرك طول السنة)
فنظرت إلية قليلاْ وأجبتة بكل ثقة قائلاْ :
(إية رأيك يا أستاذ سمير نعمل تحدي بسيط بينا وبينك في الإمتحان اللي جاي عشان تشوف العبقرية كلها من الثلاثة العظماء وعشان تحكي قصتنا لكل الطلبة من بعدنا لتكون درس في الحياة)
قطب حاجبية في نظرة عميقة إلي قائلاْ :
(إية هوا التحدي ياعم فيثاغورس يامتعلم؟)
أجبتة قائلاْ :
( لو تفوقنا في الإمتحان اللي جاي حناخد الدرجة دي في باقي الإمتحانات اللي جاية واللي فاتت ويبقي كدة خلصنا درجات أعمال السنة ولو فشلنا يبقي ليك عندنا حق عرب وياباشا أصعب إمتحان هاتة وإحنا بإذن الله متفوقين دايماْ علي طول علي رأي الأستاذ عبد الحليم)
وبالفعل قبل الأستاذ سمير التحدي وعُدت إلي الفصل وأنا في قمة السعادة والثقة وأخبرت محمد ومجدي بهذا الإتفاق ولكن كان رد فعلهم مختلف حيث أجابني مجدي قائلاْ :
( الله يخرب بيت أبوك مين قالك أنا عاوز كدة دة أنا بكتب إسمي بالعافية تقولي تحدي ومذاكرة وموش عارف إية...... لا ياعم أنا حاطلعلة وأقولة أنا عيل ماليش دعوة وأنا مبسوط بالحركرك دة يعتبر إنجاز في حد ذاتة)
وأجابني محمد أيضاْ قائلاْ :
( هوا إنت لازم كل مرة تلبسنا بلوة ونتفضح فضيحة العانس في الفرح ..... بقولك إية إنسي أنحنا أصحاب وأنسي أمي والرز باللبن اللي بتتطفحة عندنا)
فأمسكت بيد محمد متوسلاْ :
( إلا أمك يامحمد دة أنا أموت فيها دا هية الحنية كلها دة أنا ماعرفتش عيد الميلاد غير علي إيديها وكدة عاوز تحرمني من الرز باللبن بتاع أمك دة يبقي عيب وحرام علي أمك يافقري)
أكملت كلامي لهم قائلاْ :
( مافيش قلق بعد النهاردة وسيبوا الموضوع دة عليا أنا حاتصرف وحاباصيلكم الإمتحان لما أحلة أول بأول بس يامحمد قول لأمك تزود المكسرات شوية علي الرز باللبن وقولها محمد نفسة هفاة علي أم علي اليومين دول)
في تلك اللحظة لم أكن أملك حلاْ لتلك المشكلة العويصة وخاصتاْ عندما وجدت التهديدات القادمة من كل من محمد ومجدي وإعتمادهم الكلي علي ذكائي في حل الأمتحان والإعتماد علي في تحقيق أعلي الدرجات في إمتحان التحدي.
ذهبت إلي مكتبة تبيع الملخصات والكتب الخارجية ولم أكن أعلم شيء عنها فطلبت من صاحب المكتبة أن يحضر لي جميع الملخصات والكتب الخارجية الخاصة بمادة الرياضة لكي أختار منها كتاب ولكن في نهاية الأمر لم أستطع إختيار ملخص بعينة فسألت صاحب المكتبة قائلاْ :
( ياعم الحاج قولي إية أكتر كتاب بيتباع في الكتب دي عشان أنا بحب الجماعة خير الأعمال أعمال الجماعة )
فأجاب صاحب المكتبة قائلاْ :
( هوا يابني إنت داخل جامع تصلي ولا جاي تشتري كتاب وإنت موش عارف إنت عاوز إية )
فنظرت إلية وأنا غاضب قائلاْ :
( ياعم الحاج إنجز وقولي إشتري كتاب إية أنا عاوز ملخص خلاصة يعني أخلصة في يومين بالكتير يا عم الحاج )
فنصحني صاحب المكتبة بكتاب معين وبالفعل شعرت أنني وجدت الحل وسوف أفجر مفاجأة ضخمة وأجتاز الإمتحان بتفوق شديد لدرجة أن وزير التربية والتعليم سوف يمنحني شهادة الذكاء الخارق.
وقد بدأت المذاكرة لأول مرة في الرياضة وجدت أنني يجب أن أذاكر أكثر من نصف الكتاب في أسبوع واحد فقط وهذة معجزة أخري تحتاج أكثر من طبق أرز باللبن.
مر الأسبوع سريعاْ وجاء يوم الإمتحان وكنت اشعر بالزهو والفخر والتحدي ووجدت كلاْ من مجدي ومحمد ينظرون إلي بقلق وتوتر لإعتمادهم علي في حل هذا الإمتحان ولكني نظرت إليهم بإبتسامة عريضة حيث سألني محمد سؤال غبي مثلة قائلاْ :
( عملت إية يابني الفقرية شكلك حاتودينا في داهية النهاردة دة سمير مستنيك يافالح وبيقول فين ديك البرابر بتاعكم فين؟)
حتي مجدي شعرت أنة فقد الثقة في وفي ذكائي الخارق حيث وضع رأسة علي الديسك وأغمض عينية في حزن مما أثر في نفسي تأثير بالغ حيث أمسكت كتفة بيدي قائلاْ :
( مجدي ماتخافش إنت موش واثق فية طيب التاني أهبل وعارفين لكن إنت بالذات كل الناس كوم وإنت الوحيد اللي لازم يثق في قدراتي الخارقة ....... قوم يامجدي ماتخافش )
نظرمجدي إلي نظرة عميقة كأنة يراني لأول مرة في حياتة قائلاْ :
( إنت بتعمل إية في بيتنا ياد وأمي راحت فين هيا نزلت وسابت باب الشقة مفتوح زي كل مرة مافيش فايدة في الولية دي المرة اللي فاتت لقيت كلب نايم جنبي علي السرير وأنا كنت بابوس مارلين مونرو في الحلم وكنت مفتري في البوس طلع في الآخر الكلب اللي نايم جنبي)
أجبتة قائلاْ :
( يابني فوق إحنا في المدرسة وعندنا إمتحان فوق يابتاع الكلب عشان سمير حايجيبلك الكلب بجد بعد الإمتحان )
ظهر الأستاذ سمير عند باب الفصل يتهادي وإبتسامتة العريضة كأنة ينتظر النصر علينا ولكن هيهات أن يحدث ذلك دة أنا كلت الكتاب الخارجي أكل وبلعتة بطبق رز باللبن كمان.
جلست في مكاني بجواري مجدي ومحمد خلفي وبدأ الأستاذ سمير بتوزيع الأمتحان وأنا الإبتسامة تملأ وجهي بالكامل وجدت محمد يمسك قميصي من الخلف قائلاْ :
( الإمتحان عامل إية فقري حاتودينا في داهية وأنا قلبي حاسس بكدة )
لم أهتم بهم وبدأت في قراءة أول مسألة وشعرت أنني أول مرة أشوف هذة النوعية من المسائل وأغلب الظن أنها مسألة هيروغيليفية من الأسرة السادسة عشر.
لم أهتم ونظرت لباقي الإمتحان فوجد أنة تقريباْ كلها أشياء تعود للتاريخ الفرعوني من أيام الهكسوس وأنة ربما قد أشتريت كتاب خارجي لعام دراسي مختلف ربما لدبلوم تجارة لأنني لأول مرة أشاهد هذة الطلاسم وتلك الألغاز التي لا أعرف عنها شيئاْ بالمرة.
مضي القليل من الوقت ومجدي متسائلاْ :
( قولي حل المسألة الأولي عشان أكتبها بسرعة )
كنت في حالة غيبوبة تامة شعرت أن جهاز الإستقبال بداخلي قد تعطل ولا يشعر بأي شيء.
تكررت إستغاثات مجدي بجواري وكذلك محمد الذي إنهال علي قفايا لكي أستيقظ من تلك الغيبوبة العميقة ولكن بدون فائدة.
مر الوقت سريعاْ ولم أشعر بشيء سوي محمد يخطف كراسة الإجابة من أمامي حيث وجدها ناصعة البياض ماعدا إسمي في أول ورقة فقط.
إنتفض محمد من الغضب موجهاْ كل السباب لي قائلاْ :
(أستاذ سمير بقولك إية هوا عنوان البيت فين عشان أمي بتقولك إني عيل ومحتاج درس خصوصي ضروري وأنا أستاهل ضرب الجذمة لو شفتني ماشي تاني مع الواد الفقري دة تاني )
لم أستطع أن أنطق بكلمة واحدة ونظرت إلي مجدي وعيوني منكسرة فأمسك بيدي قائلاْ :
( ولايهمك أنا معاك ياننجح مع بعض يانسقط مع بعض بس وحياة أبوك ماتقول لحد علي موضوع الكلب دة أنا موش ناقص فضايح قول أنها كانت بنت عشان الواحد يحس إنة واد غلبوس كبير وياعم ماجتش علي الرياضة السنادي ....... كل سنة وإنت طيب )
تمت