صالون الأدب الروسي discussion
قراءات 2014
>
لوليتا - فلاديمير نابوكوف


فعلا
ذكرنا في التمهيد قصة منع الطبعة الاولى التي نشرتها دار أولمبيا بريس عام ١٩٥٥
لكنه منع بسلطة الرقابة
وليس كل ما تراه الرقابة ممنوعا هو في عرف المجتمع كذلك. المذهل في الأعراف انها تتغير بلمح البصر
أشكر الأديبان محمد الهاشمي وعائشة الكعبي على مقدمتهما المسهبة والنافذة والتي أضاءت الكثير من النقاط المهمة :
� الرواية ..على انها عمل أدبي مفصلي.. ولكنها أيضاً بلغت القمة من حيث تصوير الانحراف النفسي والشذوذ الجنسي.. ولعل نابوكوف أراد أن يختبر المجتمع بذلك..أراد أن يقيس بنفسه مدى صدق المجتمع مع نفسه وقدرة المجتمع أن يعترف بالمسكوت عنه
� النقطة الأخرى هي "أصلية الرواية" the originality and authenticity of the novel المعروف أن نابوكوف كان يستمتع بإعادة كتابة بعض أعمال الكتاب العمالقة أو على الأقل بعض الأجزاء من أعمالهم..
� أعجبت للغاية بما كتبه العضو أيفون، والحقيقة أن معلوماته صحيحة، ولا يعرفها إلا متابع دقيق لنابوكوف.. وبخاصة جزئية اعتماد نابوكوف على البطاقات البلاستيكية للكتابة بدلاً عن الورق العادي.
� وأقول للرفيق أيفون.. أتوقع أن نابوكوف كان يلعب مع اخلاقيات المجتمع، أراد أن يتحدى هدوء وتوافق المجتمع الظاهري مع نفسه...
� الرواية ..على انها عمل أدبي مفصلي.. ولكنها أيضاً بلغت القمة من حيث تصوير الانحراف النفسي والشذوذ الجنسي.. ولعل نابوكوف أراد أن يختبر المجتمع بذلك..أراد أن يقيس بنفسه مدى صدق المجتمع مع نفسه وقدرة المجتمع أن يعترف بالمسكوت عنه
� النقطة الأخرى هي "أصلية الرواية" the originality and authenticity of the novel المعروف أن نابوكوف كان يستمتع بإعادة كتابة بعض أعمال الكتاب العمالقة أو على الأقل بعض الأجزاء من أعمالهم..
� أعجبت للغاية بما كتبه العضو أيفون، والحقيقة أن معلوماته صحيحة، ولا يعرفها إلا متابع دقيق لنابوكوف.. وبخاصة جزئية اعتماد نابوكوف على البطاقات البلاستيكية للكتابة بدلاً عن الورق العادي.
� وأقول للرفيق أيفون.. أتوقع أن نابوكوف كان يلعب مع اخلاقيات المجتمع، أراد أن يتحدى هدوء وتوافق المجتمع الظاهري مع نفسه...

الرواية بالطبع مريبه! قد ذكر فيها انها قصة حب شاذه، لكن للادب غاية يصل إليها حتى لو بوسيلة غير محبذه
خير تقديم من رواد واهل الادب، شكراً لكم
أود أن أشكر لأديبين محمد الهاشمي وعائشة الكعبي على هذه المقدمة الرائعة. ورغم أنني سبق لي قراءة الرواية مرتين إلا أنني متحمس لخوض التجربة مرة ثالثة.
السؤال الذي تبادر إلى ذهني بعد أن قرأت النقاش أعلاه بين أعضاء الصالون: هل يمكن إعتبار هذه الرواية عملاً روسيا إذا كان نابوكوف أصدره أصلا بالإنجليزية؟
أعلم يقينا أن المحافظين الروس لا زالوا يحتقرون نابوكوف وقد قرأت مقالا قبل فترة ينقل كاتبه كلاما عن قس أرثذوكسي يطالب بحظر تداول هذه الرواية الخادشة للأخلاق والمحرضة على الشذوذ!
أي أن الرواية -كما قال الهاشمي- لا زالت تثير الجدل حولها منذ صدرت وحتى الآن!
أذكر أنني عندما قرأت الرواية لأول مرة تخيلت شكل نابوكوف بقرنين وذيل وفي يده شوكة، فكاتب يجعلك تتعاطف مع بطل الرواية رغم إنحرافه الأخلاقي، لا شك أنه كاتب شيطان!
السؤال الذي تبادر إلى ذهني بعد أن قرأت النقاش أعلاه بين أعضاء الصالون: هل يمكن إعتبار هذه الرواية عملاً روسيا إذا كان نابوكوف أصدره أصلا بالإنجليزية؟
أعلم يقينا أن المحافظين الروس لا زالوا يحتقرون نابوكوف وقد قرأت مقالا قبل فترة ينقل كاتبه كلاما عن قس أرثذوكسي يطالب بحظر تداول هذه الرواية الخادشة للأخلاق والمحرضة على الشذوذ!
أي أن الرواية -كما قال الهاشمي- لا زالت تثير الجدل حولها منذ صدرت وحتى الآن!
أذكر أنني عندما قرأت الرواية لأول مرة تخيلت شكل نابوكوف بقرنين وذيل وفي يده شوكة، فكاتب يجعلك تتعاطف مع بطل الرواية رغم إنحرافه الأخلاقي، لا شك أنه كاتب شيطان!
نابوكوف كتب هذه الرواية باللغة الإنجليزية...قبل أن يترجمها لاحقا بنفسه للغة الروسية...ولذا فإن هذه الرواية لا تنتمي بشكل كامل لﻷد� الروسي أو اﻷد� اﻷمريك�..يدعم هذا حقيقة أن نابوكوف احتفظ بإحساسه كونه أوروبي مهاجر في أمريكا...وحبه الحقيقي ﻷمريك� وأمتنانه لها على استضافته ورعايته

ثانيا لقد قرأتها بالامس واتفق مع الاستاذ محمد المرزوقي بأنك احيانا تتعاطف مع بطل الرواية.. حقيقة كاتب شيطاني..
واحيانا كنت اسأل نفسي وانا اقرأها كيف اتعاطف مع هذا المنحرف? ?
ولكنها بشكل عام تجربة جيدة..
وشكرا للجميع



ويسرني وجود الأستاذة عائشه الكعبي والأستاذ محمد الهاشمي لهم تحيتي ولجميع أعضاء الصالون.
حقيقةً كنت انتظر دائماً الوقت المناسب لإستكشاف الأدب الروسي الذي أسمع عن جماله كثيراً
لذلك لوليتا هي التجربه الأولى لي ..
والتي انهيت منها تقريباً الثلث الأول .. لا أخفيكم أشمئزيت كثيراً في اول الأمر لكن أدركت ان همبرت يعاني وبدأت أشعر بالشفقه تجاهه ..
انبهرت كثيراً من دقة الوصف وبراعته .. الكاتب يجعلك تعيش حتى التفاصيل الصغيرة التي غالباً لاتدركها في حياتك.
الى هنا ولي عودة.

اتذكر إنني قرأتها ولم أنفك عن التفكير بهكذا علاقة شاذة ,أنا لا أعتقد أن الاقبال عليها بسبب أنه دغدغ مشاعر البعض آمنت بكلماته الجميلة أكثر من إعجابي بمحور الرواية.
سأبدء بلوليتا من جديد الليلة بإذن الله
أنا معكم


السؤال الذي تبادر إلى ذهني بعد أن قرأت النقاش أع..."
نفس السؤال دار في بالي ... لماذا نصنف هذا العمل على انه من الادب الروسي ؟ لا أعلم

العمل : بطل هذه الرواية مغرم بالفتيات القاصرات ويهوى ممارسة الحب معهن، هذا هو باختصار موضوع هذه الرواية وهو موضوع شديد الانحراف بالدرجة التي تضمن نجاحه ومهما كان مستوى العمل الأدبي المقدم من خلاله فأكثر الكتب انتشارا بين العامة هي الكتب التي تتكلم عن الجنس والجريمة ومن يستطيع الخوض بلا خوف أو خجل في هذا المجال سيضمن حيزا من النجاح بلا شك ولكن إن اقترن هذا العمل بنتاج أدبي مميز وبطرح شيق وحبكة جميلة فان صاحبه سيضمن أقصى درجات النجاح مثلما هو الحال في قصة لوليتا.
استطاع نابوكوف باحتراف كبير من أن يتكلم عن هذا البطل الشاذ وقصصه مع عدد من محبوباته القاصرات ونالت لوليتا الجزء الأكبر من هذا العمل ولكن المميز في هذا العمل أن نابوكوف قد استطاع أن يستخدم إمكانياته الادبيه ليتكلم عن هذه العلاقات المعقدة وشعوره الجنسي من دون أن يستخدم أي كلمة خادشة للحياء، استطاع وصف اشد اللحظات حميمية بنقاء كبير لدرجة انك تحس بانجذاب إلى هذه العلاقة وبتعاطف أحيانا مع رغبات البطل الشاذة لأنك تحس إنها صادرة عن حب صادق وليس عن شهوة منحرفة وستجد نفسك لا شعوريا تحكم عليها من هذه الزاوية وهنا يبرز ذكاء نابوكوف عندما استطاع أن يغطي هذه الكمية الكبيرة من الدناءة في التفكير بثوب جميل ، مثلما ذكرت سابقا فإن مجرد امتلاك نابوكوف الجرأة للكتابة حول هذا الموضوع هو محل احترامي الكبير ومقدرته على كتابة العمل بطريقة خالية من الإسفاف والابتذال جعلتني ارفع له قبعتي احتراما وهو في قبره. هل أؤيد طرح مثل هذه الأفكار في كتب أدبية ؟ سؤال لا اعلم إجابته يقينا ولكنني متأكد بان وظيفة الكاتب أن يكتب حول كل ما يراه فالحياة البشرية ليست وردية .


يومين !! هذا إنجاز

If i come across it at the book store I'll consider it as a sign and read it


في التمهيد قلنا أن نابوكوف كان يلتمس العذر لكل من يرى في انحراف همبرت همبرت ما يمكن تبريره.
أعتقد أن ما أراده نابوكوف فعلا هو أن نرى الصورة من داخل عقل المنحرف. كيف يراها هو، كيف يبررها؟ كيف يمكن أن تستمر حاضرة عنده دون أن يتمكن ضميره من إشعاره أنه يجب أن يتوقف
هو يريدنا أن نفهم أنفسنا في نظري، وأصعب ما في أنفسنا أن ندرك كيف تحمي أنفسنا باطلها
هذين مقطعين لمقابلة مع نابوكوف حول رواية لوليتا في الخمسينيات
الجزء الأول
الجزء الثاني

لا اود ان اجزم الآن انه يتبع غريزته الشاذة وحسب
وصلت لمنتصفها تقريبا واشعر اني اراها بطريقة مختلفة عما سبق
هل ﻻحظت� لهجته الممتلئة بالنرجسية الطيبة والفردانية المنتفخة؟ :)
يقول نابوكوف بلهجة يقينية، أنه � يحب موسيقى الجاز أو فرويد أو اﻷفﻻم اﻻستهﻻكية الخفيفة أو المدارس الفكرية اﻻشتراكي�........الخ
يقول نابوكوف بلهجة يقينية، أنه � يحب موسيقى الجاز أو فرويد أو اﻷفﻻم اﻻستهﻻكية الخفيفة أو المدارس الفكرية اﻻشتراكي�........الخ

اشكركم للدعوة في مشاركة هذا النقاش حول رواية اثارت الجدل
في البداية اصبت بالاشمئزاز من الفكرة اذ كيف يعشق رجل مسن طفلة صغيرة و هممت بكل قوة ان انسحب من القراءة بدعوة القرف و انها أمور منحرفة لا يجب النظر إليها لكن بعد تناول صفحات أخرى تجلت لي أمور كثيرة
أولا كانت صورة الممثل القدير صلاح السعدني في مسلسل زواج القاصرات تتراى لي كل فترة بوجهه الملىء بالشهوة نحو الأطفال
لكن نحن هنا نتحدث عن حالة من العشق وقع تحت اثرها مراهق مع مراهقة في عمر ه و لم ينل مراده في ذلك الحين فظلت الفكرة متغلبة عليه حتى فشل في زيجيتن من بالغتين و هنا نتحدث كيف ان تركت الشهوة تصير على الانسان اضحى و حشا
هنا تذكرت مقولة للأمير المؤمنين علي
خلق الانسان بشهوة و عقل و خلق الحيوان بشهوة دون عقل و خلقت الملائكة بعقل دون شهوة
فإن سيطرت شهوته على عقله اصبح ادنى من الحيوان و ان سيطر عقله على شهوته اصبح اعلى من الملائكة
لي مداخلة اخرى

أسلوب الكتابة ممتع وجميل وبما أن الفكرة فريدة من نوعها ( على الأقل بالنسبة لي ) فإنني كنت اقرأ بتمهل وباستمتاع كبير لان الكاتب كان يستخدم نمطا أدبيا جميلا يغنيك عن قلة الإحداث والأشخاص في الرواية ولكن بصراحة أحسست بملل بعد قراءتي ل 200 صفحة (العمل يقع في 300 صفحة +) وجعلني اتسائل هل سأمتلك الحماس لأكمل ال100 صفحة الباقية خصوصا وان الفكرة قد اتضحت والعقدة في الرواية لم تكن من القوة بحيث تجذبك إلى أخر سطر فيها ولهذا فإنني اعتذر لنابوكوف لأنني قد سمحت لنفسي في هذه المرحلة من القراءة بتحسين وتنمية قدراتي في مجال القراءة السريعة حيث كنت اقفز فوق العبارات قفزا سريعا بحيث لا أتوقف إلا لقراءة كلمات قليلة ثم اقفز من جديد وأحط على مجموعة من الكلمات الأخرى لكي اضمن أن ابقي ضمن الإطار العام للعمل الفني وللأسف فانه وبالرغم من تهوري في هذا الفعل (القراءة السريعة ) وقلة خبرتي فيه إلا إنني لم افقد اي شيء من مجمل العمل في النهاية.
برأيي الكتاب جميل جدا ومميز بغض النظر عن قصته فما تم ذكره فيه هو جزء من الحياة البشرية شئنا ذلك ام أبينا , وليغفر لي نابوكوف وعشاق أعماله حماقتي وقيامي بتجربة القراءة السريعة في خلال قراءتي لأخر جزء من هذا العمل الأدبي العالمي .



قد آلمتني هذه النهاية البشعة جدا، همبرت همبرت يائس من الحياة منذ بداية الرواية، فلاديمير نابوكوف اتقنها بشكل يثير الدهشة ففي كل الاوقات كنت اتمنى ان يكن الحظ حليف همبرت رغم افعاله القذرة إلا ان كلمات نابوكوف كان وقعها شديد على القارئ بطريقة تثير عواطفنا ..
يبدو انه سيكون فيلم الليلة :)
استمتعت بالقراءة معكم .. شكرا جميعا


تبدأ الرواية من السجن حيث كتب همبرت الرواية و لكن همبرت حقيقة كان مسجون داخل أفكاره منذ وفاة أنابييل سجن حبه للمراهقات و سجن التمثيل امام المجتمع بأنه الشخص المثقف الاوروبي الذي يظهر بمظهر محترم امام الناس و سجن حبه ل لوليتا و تمثيله بانه الاب المثالي لها و عندما دخل السجن الحقيقي تحرر من سجنه الداخلي بالكتابة .. في اخر الرواية كتب يقول " و عندما بدأت قبل 56 يوما في كتابة لوليتا في هذا الإطار من النبضات الوجدانية و في جو من العزلة و الإنفراد, فكرت في إستخدام هذه القصة أثناء محاكمتي و لكن ليس لإنقاذ رأسي و انما بالطبع لإنقاذ روحي و خلاصها "
سؤال ألسنا نحن أيضا مسجونين داخل أفكارنا , مسجونين داخل رواسب وأفكار من الطفولة نمت معانا حتى أصبحت بالفعل كسجن؟
طوبى لمن يجد خلاصه بالكتابة
نقطة أخرى في الجزء الاول من الرواية كنت اعتقد ان نابكوف الروسي الهارب من الحكم الستاليني الى أمريكا كتب هذه الروية ليقترب من الامريكان بلغة و سرد و موضوع أمريكي بحت و لكن في الجزء الثاني من الرواية و التي بدأت برحلة همبرت و لوليتا على الطرق و التنقل بين الولايات الامريكية و رغم ان الهدف من هذه الرحلة الابتعاد عن اعين الناس الا انه انتقد نمط الحياة الامريكية الخالية من اي رُقي ثقافي ( عروض الافلام الهابطة. الاعلانات التجارية, عمر أمريكا القصير 300 سنة فقط, القوانين الخاصة بتعليم و تربية المراهقين تقول مديرة المدرسة لهمبرت " إننا غير مهتمين كثيرا بان نجعل طالباتنا من مدمنات القراءة, و لا يهمنا كثيرا ان يستظهرن أسماء عواصم أوروبية لا يعرفها أحد كما لا يهمنا ان يستظهرن أسماء و تواريخ معارك منسيّة و انما نهتم بتهيئة الفتاة لحياة الجماعة , برنامجنا التعليمي يركز على الدلات الاربعة : المسرح , الرقص, المناقشة و المواعدة. و ذكر أيضا قوانين الوصاية على الاطفال و اختلافها باختلاف الولايات
ربما أراد ان يقول ان مثل هذه الانظمة لابدّ ان تفرز جيل مثل لوليتا و همبرت
أخيرا جزيل الشكر لصالون الادب الروسي الذي طرح هذه الرواية للقراءة و المناقشة
شكرا كتير مروان, محمد المرزوقي , أيفون و الشكر الاكبر لمحمد الهاشمي و و عائشة الكعبي على تحميسهم لنقرأ الرواية بعين مختلفة

في التمهيد قلنا أن نابوكوف كان يلتمس العذر لكل من يرى في انحراف همبرت همبرت ما يمكن تبريره.
أعتقد أن ما أراده نابوكوف فعلا هو أن نرى الصورة من د..."
شكرًا. كان جميلًا أن أقابل نابوكوف شخصيًا :)

طرق الوصف اادقيق لوليتا و الدقائق معها دقائق عاشق ولهانو أناني
و كي تصبح عاشق لا بد ان تكون اناني فالعشق غابة تملك الروح الاخر و اهداؤ روحك اعندما لم تقبل لوليتا الهدية قتلها ثم من خطفها نحن نتحدث عن جندر متأصل في الانتقام للذات المهانة

الكاتب أراد أن يعالج قضية فهل نجح؟
الذي أراه حسب رأيي الشخصي أنه زاد الطين بلة ولو قرأ روايته شخص مهووس كهامبرت لوجد فيها السلوان وكأن الكلمات تربت على كتفه وتقول: لا بأس، أنت لم تخطئ
ولم تقدم حلولًا ولا يوجد فيها كلمات تقريع كافية لاستهجان هذا التصرف
هامبرت بطل الرواية إنسان سطحي التفكير، لا هدف له في الحياة سوى الوصول إلى رغباته الشيطانية وإن كان بالزواج من أم لوليتا التي هي قانونيًا ربيبته ليفعل بها ما يحلو له، وانتهى به الحال إلى القتل للانتقام ممن حررها منه، ثم يحاول أن يبين إنسانيته بامتناعه عن قتل لوليتا وقبلها أمها وهو الذي فعل ما هو أفظع من ذلك، عمومًا هذا مرض، وربما تفيد الرواية المهتمين بالتحليل النفسي لكنها لم تضف لي أي قيمة، حتى الأحداث كلها تدور في فلك الرغبات الشاذة ولا خروج عنها إلا في مشهد القتل، والمضحك أنه حتى وهو يُحمل على نقالة الإسعاف بعد اصطدامه بالبقر يسمع أصوات الفتيات الصغيرات ويطرب لها، كما أن السجن في حقه ليس عادلًا، وإن كانت لوليتا قد شاركته وقبلت منذ البدء لكنها كانت قاصر عمرًا وعقلًا، وفي النهاية أتساءل لماذا حازت هذه الرواية كل هذه المعلقات المدائحية، ربما لأن النهج العام للشهرة: خالف تعرف، أو أنني لست من النوع الذي تستهويه هذه الروايات.
ختامًا هذا رأي خاص ولا أعني بطرحه أنه حكم مطلق، الرواية حين تعالج قضايا خطيرة لا بد أن تقدم حلولًا ولو بالأحداث، ولا بد أن يصاحبها قيمة جمالية من أجل الأدب.
لماذا لا تقوم أيها الرفيق آيفون بقراءة النص الأصلي باللغة الإنجليزية؟ ..أعتقد أن الصورة ستتضح لك بالكامل :)

نعم يا مروان
ربما استخدم هذا " الإستعلاء الأوروبي" كغطاء او حاجز ليخفي حقيقة افعاله

العفو عائشة
الشكر لكم صدقا

الكاتب أراد أن يعالج قضية فهل نجح؟
الذي أراه حسب رأيي الشخصي أنه زاد الطين بلة ولو قرأ روايته شخص مهووس كهامبرت لوجد فيها السلوان وكأن الكلمات تربت على كتفه وتقول: لا بأس، أنت لم تخطئ..."
:)
طوال الوقت أتخيل لو يقرأها من هم مثل همبرت أو لديهم ميوله ويجدون فيها العزاء والتبرير وتزداد قناعتهم بأنهم مساكين مسيّرون مسلوبوا الارادة ولا يستطيعون اصلاح أنفسهم..
لم أنهها بعد وقد يكون الكاتب أرادنا أن نفهم كيف يفكر المنحرف لكن صيغة المتكلم التي صيغت بها الرواية بكل براءة وعفوية خنقتني.. طبعاً لا أريد أن تكون الرواية توعوية لكن نغمة التبرير فاقت المقبول.. يعني كثيراً ما نقرأ روايات فيها أشخاص غير أسوياء لكن على الأقل لا يوجد بها هذا الأسلوب..
مثلاً يقول في الجزئيات الأولى أنه شاعري ومرهف فهو ليس كالمغتصبين وإنما فقط يستمتع بلوليتا عندما تكون بجواره بدون أن تدري فهو لم يؤذها!! هل فعلاً هو أفضل منهم في هذه الحالة لأنها لا تدري!!
كُتِب كثيراً عن الرواية أنها قصة حب!! لكن أعتقد أن سلوك همبرت لا يمت للحب بصلة.. فبمجرد أن يجد من تشبهها سيرغب فيها وحتى لو تزوجها بمجرد أن تتعدى المراهقة سيرفضها ويرغب في من تشبهها.. وهو لا يهتم بشعورها وكان بقاءها معه خوفاً من تهديده لها وكل ما فعله من أجلها كان بهدف ابقاء جسدها بجواره فقط..
مبالغة الكاتب الزائدة في المدى الذي وصلت له بعض وساوس وأفكار هلبرت لم تعجبني فقد شعرت أنه يبذل جهده لادهاش القراء.. في البداية كنت أفتح عينيّ على اتساعهما من الدهشة لكن بعد فترة اعتدت على هذه اللعبة..
تلقيت دعوة الصديقين العزيزين محمد المرزوقي وسلطان الجروان بكثير من الفرح. وأشكرهما وكافة الأعضاء الكرام على اختياري وزوجتي الحبيبة عائشة الكعبي ضيفي شرف لتقديم تحفة نابوكوف "لوليتا"
المدة المفترضة لقراءة الكتاب للأعضاء هي اعتبارا من اليوم وحتى 6-مايو المقبل
الرابط الإلكتروني للكتاب PDF:
ترجمة: خليل حنا تادرس
تمهيد الضيفين:
لا تكاد "لوليتا" لفلاديمير نابوكوف تفرغ من جدل في شيء إلا ويحيطها الجدل في شيء آخر، فحتى الفيلم الذي اقتبس عنها كان قد انتظر سنتين لتوافق الرقابة الأمريكية على عرضه قبل أن يواجه غضبا ورفضا اجتماعيا كبيراً. الفيلم الذي أخرجه الأسطورة ستانلي كوبريك في 1962 كان قد تحول نصا للسينما عبر نابوكوف نفسه. هكذا ومنذ أن نشرت الرواية في الولايات المتحدة عام 1958 بعد ثلاث سنوات من منع طبعتها الأولى التي نشرتها مطبعة أولمبيا بريس، بقيت لوليتا صامدة في وجه كثير من العواصف، حتى تلك التي تعترك في ضمير قارئها ويظل يقاومها وهو يتناولها صفحة صفحة، فلا ينفك يتساءل لو أن إعجابه بها دليل انحراف فيه أم لا. إنها رواية تستمد من جدلها قوة عظمى، وهو بحد ذاته سبب لتختبر قوتك وجلدك من خلال خوض مغامرتها.
كانت أصلية الرواية هذه بحد ذاتها مثار جدل، فهناك أبحاث أشارت إلى أن قصة قصيرة في ثماني عشرة صفحة ظهرت في المانيا عام 1916 تحت الاسم والفكرة نفسيهما كانت هي ما استلهم نابوكوف روايته منها، وكانت تلك القصة ضمن مجموعة قصصية بعنوان "جيوكندا الملعونة" وباسمٍ يبدو مستعاراً لمؤلف ألماني يدعى هاينزفون ليخبرغ. نابوكوف ثبت أنه عاش في العشرينيات من القرن الماضي في برلين ما يقرب من 15 عاماً، وقد تكون القصة قد تسللت للاوعيه في قراءة عابرة. لكن من يدرِ فلعل ما حدث كان تكراراً لما كانت "هاملت" شيكسبير امتدادا فيه لـ "هاملت- أور" توماس كيد، المسودة الأولى لإحدى أشهر مسرحيات الأدب العالمي. يبقى أن سبب الجدل حول احتمال سرقة نابوكوف لحبكة لوليتا أن المؤلف لم يشر من قريب أو بعيد إلى النسخة التي ظهرت فيما بعد وبدا أنها سبقت نسخته بأكثر من 3 عقود. نابوكوف نفسه أشار لشيء من الاستلهام عندما سئل أول مرة عن لوليتا فقال: "نحن جميعاً نعيش في وقائع خاصة، وما نعتقد أنه حقيقة مدركة هو مجرّد قضبان أقفاصنا المدركة" لكنه ربما قصد النسخة الروسية الاولى التي كانت لبنة روايته "لوليتا" وقال إنه أهملها أول مرة، وقد ظهرت بعد وفاته باسم "الساحر" في حوالي 30 صفحة، بينما كان يشير أن الرغبة في تحويلها رواية لاحقته بعد نجاح روايته "كورنيل" التي كانت باكورة أعماله بعد انتقاله للولايات المتحدة. كما أن هناك سبباً آخر قد يكون هو الدافع لإخفاء نابوكوف لتأثير القصة الإلمانية على إلهامه، وهو النزعة النازية التي تملكت ليخبرغ آخر حياته فحملت شيئا من العار وخوف الارتباط لدى كثير ممن تأثروا به.
هناك عدة نسخ مترجمة للوليتا، وهي مشكلة معروفة عربياً، فكثير من الدور يقرر ترجمة الأدب غير العربي دون حاجة لأخذ الحقوق الفكرية بعين الاعتبار مع أنهم جميعا يقدمون لنسختهم بتذكير بالحقوق المحفوظة. عموما، ينتج أن يقع القارئ أحيانا في أسوأ النسخ ترجمة مع أن هناك نسخة أخرى أفضل ترجمة يمكن قرائتها. في حالة "لوليتا" مررت على 4 نسخ على الأقل، إحداها بترجمة خليل حنا تادرس عن دار الجيل، والأخرى بترجمة خالد الجميلي عن دار الجمل (ولدى عائشة نسخة ورقية منها)، والأخرى عن دار الآداب، والأخرى –وه� التي قرأتها- عن دار أسامة بدمشق وتبدو هي النسخة الأقدم وصفحاتها 299 وقدم لها "جوان راي الإبن" فأشار في مقدمته أن الرواية قضية نموذجية يجب الاتعاظ بها والتعلم منها لتفادي الانحراف، أي أنها العبرة الأخلاقية الشاذة التي يجب تفادي الوقوع فيها، حيث اعتبر أن هامبرت كان رمزاً فيها للانحطاط (الرفيع) الذي يتكشف عن شقاء نفسي وضيع في قيمته أيضاً، وهو ما قد لا يوافق عليه كثير من القراء، ذلك أنهم سيرون في القصة إشباعاً لأشد أسرارهم الدفينة التواءً، وسيتملكهم الرضى دون شك، أن نابوكوف كان يلتمس العذر لهم فيها.
إضاءات على الرواية:
-- (عائشة الكعبي)
اتمنى لكم قراءة ممتعة ومليئة بالثراء.. بانتظار قراءاتكم حولها، وبعد انتهاء المهلة يمكنني إضافة بعض الروابط المهمة لنابوكوف وقصته مع لوليتا