صالون الأدب الروسي discussion
قراءات 2014
>
القصص القصيرة - أنطون تشيخوف

شكراً لكم..
الصفحات التي قدم فيها د. أبو بكر يوسف "تشيخوف الفنان" و"تشيخوف الإنسان" زادتني تشويقًا لولوج عالم تشيخوف القصصي.
إذًا فتشيخوف كان طبيبًا قبل أن يكون أديبًا، فلا غرابة إذًا أنه استطاع أن يشخص أمراض المجتمع ببراعة، كما لو أنه يفحص مريضًا ويلتقط لصدره صورة بأشعة X ، ويصف له العلاج "الإنسان سيصبح أفضل عندما تظهرون له ما هو عليه" !
إذًا فتشيخوف كان طبيبًا قبل أن يكون أديبًا، فلا غرابة إذًا أنه استطاع أن يشخص أمراض المجتمع ببراعة، كما لو أنه يفحص مريضًا ويلتقط لصدره صورة بأشعة X ، ويصف له العلاج "الإنسان سيصبح أفضل عندما تظهرون له ما هو عليه" !
مقدمة المترجم جميلة جدا ووافية، ولم تمنعني دسومتها من التمتع بإعجاب المترجم بتشيخوف...أشعر اﻵ� بالشوق واﻹثار� وانا على وشك الدخول لعوالم أنطون تشيكوف.
رسالة إلى جاري العالم هي أول قصة كتبها تشيخوف وفيها تظهر ملامح قلمه الساخر / التهكمي.
مع أن هذه القصة كُتبت عام ١٨٨٠، إلا أن بطلها الجاهل لا يزال يعيش بيننا اليوم .. وإن بأقنعة مختلفة!
القصة (ولا أريد أن أحرقها عليكم) تسخر من موضوع تطفل الجاهل على العلم والعلماء، فتحكي عن رجل عجوز يرسل رسالة إلى جاره العالم يفنّد فيها بعض النظريات العلمية مثل نظرية النشوء والإرتقاء (المعروفة باسم نظرية التطور). أما الحجج التي يسوقها هذا الجاهل لا تختلف كثيرًا عن الحجج التي يسوقها أحفاده الجهلة اليوم لتفنيد نفس النظرية!
ولا يكتفي بذلك، بل يتطوع ويقدم تفسيرًا ساذجا للتفاوت بين طولي الليل والنهار في الشتاء، فالنهار -بحسب كلامه- قصير لأنه ينكمش بسبب البرودة أما الليل فهو أطول بفعل اليراعات المضيئة التي تمنحه الدفء!
رغم أننا لا نعرف إن كان العالم سيستقبل رسالة جاره العجوز، وما إن كان سيقرأها أو يرد عليها، إلا أن الفضول يقتلني لمعرفة كيف كان يمكن أن يكتب تشيخوف ردا باسم العالم!
مع أن هذه القصة كُتبت عام ١٨٨٠، إلا أن بطلها الجاهل لا يزال يعيش بيننا اليوم .. وإن بأقنعة مختلفة!
القصة (ولا أريد أن أحرقها عليكم) تسخر من موضوع تطفل الجاهل على العلم والعلماء، فتحكي عن رجل عجوز يرسل رسالة إلى جاره العالم يفنّد فيها بعض النظريات العلمية مثل نظرية النشوء والإرتقاء (المعروفة باسم نظرية التطور). أما الحجج التي يسوقها هذا الجاهل لا تختلف كثيرًا عن الحجج التي يسوقها أحفاده الجهلة اليوم لتفنيد نفس النظرية!
ولا يكتفي بذلك، بل يتطوع ويقدم تفسيرًا ساذجا للتفاوت بين طولي الليل والنهار في الشتاء، فالنهار -بحسب كلامه- قصير لأنه ينكمش بسبب البرودة أما الليل فهو أطول بفعل اليراعات المضيئة التي تمنحه الدفء!
رغم أننا لا نعرف إن كان العالم سيستقبل رسالة جاره العجوز، وما إن كان سيقرأها أو يرد عليها، إلا أن الفضول يقتلني لمعرفة كيف كان يمكن أن يكتب تشيخوف ردا باسم العالم!


خالد wrote: "المقدمة التي كتبها مكسيم غوركي عن تشيخوف تكشف الكثير عن شخصية تشيخوف وحياته وهي مدخل مثالي لفهم مايكتبه"
أتمنى أن تتحفنا بمقتطفات من هذه المقدمة يا خالد
أتمنى أن تتحفنا بمقتطفات من هذه المقدمة يا خالد
القصة الثانية في هذه المجموعة حملت اسم "فرحة" ورغم بساطتها المتناهية إلا أنها عالجت موضوع "السمعة" أو "حب الظهور" بطريقة بارعة.
تذكرت وأنا أقرأها مقالا للإيطالي إمبرتو إيكو بعنوان "ألا نشعر بالعار" يقول فيه -بتصرّف- بأن العادة جرت لكي يصبح شخص ما مشهوراً أن يقوم بفعل بطولة أو نيل جائزة أدبية مهمّة أو تمضية حياته في الاعتناء بالمصابين بمرض الجذام .. إلخ. ولأن هذه الأمور ليست في متناول معظم الأشخاص، يلجأون عادة لكي يصبحوا محط اهتمام شعبي إلى ارتكاب أفعال شنيعة مثل إقامة علاقة مع شخصية مشهورة أو من خلال اتهامهم باختلاس أموال.
والدليل على ذلك ظهور مجرم أو لص بفخر على نشرة الأخبار بعد أن تمّ اعتقاله. إذ تستحق لحظات الظهور على التلفاز -بالنسبة لهذا المجرم- وتشوّه سمعته عناء تمضية وقت قصير في السجن، ولهذا السبب يظهر المتهم مبتسماً.
تذكرت وأنا أقرأها مقالا للإيطالي إمبرتو إيكو بعنوان "ألا نشعر بالعار" يقول فيه -بتصرّف- بأن العادة جرت لكي يصبح شخص ما مشهوراً أن يقوم بفعل بطولة أو نيل جائزة أدبية مهمّة أو تمضية حياته في الاعتناء بالمصابين بمرض الجذام .. إلخ. ولأن هذه الأمور ليست في متناول معظم الأشخاص، يلجأون عادة لكي يصبحوا محط اهتمام شعبي إلى ارتكاب أفعال شنيعة مثل إقامة علاقة مع شخصية مشهورة أو من خلال اتهامهم باختلاس أموال.
والدليل على ذلك ظهور مجرم أو لص بفخر على نشرة الأخبار بعد أن تمّ اعتقاله. إذ تستحق لحظات الظهور على التلفاز -بالنسبة لهذا المجرم- وتشوّه سمعته عناء تمضية وقت قصير في السجن، ولهذا السبب يظهر المتهم مبتسماً.
تعاطفت كثيرًا مع بطل القصة الثالثة "موت موظف" ولكن الدرس الذي يجب أن يتعلمه المرء من هذه القصة هو ألا يتحول إلى حملٍ لطيف في مجتمعٍ من الذئاب!

أعجبتني: فرحة، المغفلة، وفاة موظف، وحلة النقيب
أما البقية فليست في المستوى هكذا شعرت
*فرحة: الشهرة ليست إنجازًا، وما أكثر المهووسين بالشهرة إلى درجة أنهم يلجئون للحيل من أجل الشهرةأو يظنون أن الدنيا ستأتيهم راغمة لمجرد ذكر الاسم في هامش جريدة، تذكرت شخصًا أعرفه غير اسمه وأُعلن ذلك في صفحة الإعلانات في جريدة، يعلن فلان أنه سيغير اسمه .. إلى آخره.، وبجانب الإعلان مكاتب استقدام وغيرها من الإعلانات، المضحك أن أسرته تحتفظ بهذه الصفحة وتريها كل الضيوف: "شوفوا فلان طلع اسمه" طيب؟! عجيب (:
*المغفلة: ليست وحدها المغفلة، ثمة مغفلون يتنازلون عن حقوقهم بصمت، ويشكرون الآخرين على الفتات، وما أكثرهم
*وفاة موظف: موظف عقليته مثيرة للشفقة، أمثال أولئك الذين يصنعون من الحبة قبة ويكررون الاعتذار مرات ومرات فقط لأن الشخص الذي يظنون أنهم أخطئوا في حقه شخص مخملي.
*حلة النقيب: هذا الخياط هو مثال للمطبلين الذين يلبسون أسيادهم حلل العظمة، ولو ضربوهم لطربوا وغنوا: زيدونا ضربًا زيدونا.
تقييمي المبدئي مرتفع نسبيًا وأظن أن بقية الصفحات مملوءة بالسخرية والعبر.
جميل يا بانة. أنا أقرأ القصص على أقل من مهلي، بل وأعيد قراءة بعضها مرة أخرى، لكي أتلذذ بكل تفاصيلها.
القصة الثانية - فرحة
عادية جدا..ولكنها جعلتني أفكر بأن الظهور في الصحف في ذلك الزمان كان كالظهور في التلفزيون
عادية جدا..ولكنها جعلتني أفكر بأن الظهور في الصحف في ذلك الزمان كان كالظهور في التلفزيون
القصة - وفاة موظف
قد تكون في غاية الجمال أو غاية الصفاقة، نهايتها مفاجأة..والقصة تروي ببرود تفاهة الموظف تشرفياكوف حتى وفاته الفجائية الغير متوقعة
قد تكون في غاية الجمال أو غاية الصفاقة، نهايتها مفاجأة..والقصة تروي ببرود تفاهة الموظف تشرفياكوف حتى وفاته الفجائية الغير متوقعة

القصة الرابعة - البدين والنحيف
هذه القصة عبارة عن "التقاطة" إنسانية جميلة وذكية من قبل تشيكوف لنفسيات أفراد الطبقة المسحوقة...قصة وراء اﻷخر� يثبت هذا التشيكوف ذكاءه وبراعته في مراقبة أعماق الحياة الروسية..رغم أنه يبدو للوهلة اﻷول� مصورا لسطحها فقط!!
هذه القصة عبارة عن "التقاطة" إنسانية جميلة وذكية من قبل تشيكوف لنفسيات أفراد الطبقة المسحوقة...قصة وراء اﻷخر� يثبت هذا التشيكوف ذكاءه وبراعته في مراقبة أعماق الحياة الروسية..رغم أنه يبدو للوهلة اﻷول� مصورا لسطحها فقط!!
القصة السابعة - المصيبة
انها مصيبة ذل العيش في مجتمع طبقي � يرحم... القصة تحتوي على مونولوغ رائع.
قد تكون أجمل قصة حتى اﻵ�..
انها مصيبة ذل العيش في مجتمع طبقي � يرحم... القصة تحتوي على مونولوغ رائع.
قد تكون أجمل قصة حتى اﻵ�..

ص ٥٥
"لم يكد يعيش مع عجوزه ويصارحها بما في قلبه، ويعطف عليها حتى ماتت.."
تعليق الزوج على موت زوجته المفاجىء لعطفه المتدفق بعد عجاف أربعين عام : "هذه الحمقاء كان ينبغي أن تعيش عشر سنوات أخرى !"


قرأت هذه القصة القصيرة والتي تقع في أربع صفحات منذ أكثر من عشرين عاما ولكنها مازالت عالقة في ذهني إلى اليوم والسبب أن تشيخوف قد استطاع أن بغوص في أعماق نفس بشرية مهانة وهي شخصية تشرفياكوف واستطاع أن يبين لنا من دون تكلف كيف خلق الله بعض الأرواح لتكون شديدة الحساسية وسريعة العطب وكيف إن هذه الشخصيات لاتعيش على هامش الحياة ولكنها اختارت العيش في قاعها ولتسحقها مرارا وتكرارا حوادث الحياة المتساقطة عليها ومن دون أن تمتلك خيارا سوى أن تستقبل هذه الضربات المتتالية بنفس خانعة حتى يحين اليوم الذي تقتلها فيه إحدى هذه الحوادث والتي قد تسقط بمحض الصدفة أو بفعل فاعل بشري ومن دون قصد تماما مثل ماحصل مع تشرفياكوف في النهاية.
قد يستغرب البعض من سخافة أحداث هذه القصة ولكنني متأكد تماما بأن أمثال تشرفياكوف يعيشون بيننا وبأن شخصيته حقيقة جدا وهذا هو أجمل مافي هذه القصة وهو المقدرة على اقتناص شخصيات غريبة في الحياة ولكنها حقيقية جدا وتتواجد في كل عصر، يبقى السؤال كيف تمكن تشيخوف من اقتناصها وكتابة قصة عنها؟ هل هي العبقرية والموهبة الأدبية والمخيلة الواسعة، أم إن تشيخوف قد عاصر مثل هذه الشخصية في حياته واقتبس أحداث هذه القصة منها، للأسف لا اعرف الإجابة ولكنني اعرف شيئا واحدا وهو إنني لن أنسى ما حييت هذه القصة بكل تفاصيلها.
لا اعرف كثيرا عن تاريخ روسيا القيصرية ولكن يبدو إن أسلوب الحياة في تلك الفترة قد شجع على تكون مثل هذه الشخصيات وتكاثرها تماما كما هو حاصل الآن في الكثير من دول العالم الثالثة والتي ينظر الكثير من البسطاء فيها نظرة تقترب من التقديس الإلهي إلى أصحاب المناصب الرفيعة في الدولة وقد تقتلهم كلمة ساخطة واحدة من احد هؤلاء المسئولين وتكون حياتهم مكرسة تماما لإسعاد سادتهم في الصفوف الأولى على أمل أن لا يأتي احدهم في يوما ما بفعل أحمق كأن يعطس في قفا أحد الجنرالات

تشيخوف سيفاجئ كل من لا يعرفه
سألحق بكم بإذن الله في القراءة فقد قرأت معظم القصص لكنني بحاجة لإعادة قراءة المجلدين
لكنني بحاجة لإكمال ما اقرأه الان من كتب اولا :))))

النسخة لدي تحتوي على مقدمة مكسيم غوركي رائعة هذه اقتباسات منها:
= وبالنسبة له كانت المآسي العظيمة تختبئ تحت طبقة سميكة من الواقع العادي..
= يخيل إلي أن أي شخص احتك بأنطوان بافلوفيتش كان يشعر لا إرادياً بالرغبة في أن يبدو أبسط وأصدق وأقرب إلى حقيقته..
وفي كل اﻷحوا�...فالسؤال هو : كيف يستطيع تشيكوف أن يبث الحياة في قصصه هكذا؟ .. كيف يجعلنا نشعر بقطع اﻻثاث� والحقول، والمدن الصغيرة الفقيرة؟ .......
نبتسم في بعض اﻻحيا� ثم نتألم في لحظة أخرى؟ ..نضحك قليلا ونشفق على أبطال القصص في أحيان كثيرة... هذا هو تشيكوف حتى اﻵ�
نبتسم في بعض اﻻحيا� ثم نتألم في لحظة أخرى؟ ..نضحك قليلا ونشفق على أبطال القصص في أحيان كثيرة... هذا هو تشيكوف حتى اﻵ�
جميل يا بوزايد... طريقة تعلم الكتابة اﻷدبي� تشبه طريقة تعلمنا ونحن أطفال للحياة... نقلد الكبار في أفعالهم وتصرفاتهم .. حتى نجد أنفسنا :)

قصة وفاة موظف بسيطة إلا أنها عميقة بما تحمله من معنى وجدت تشابهاً بينها وبين قصة البدين والنحيف..
السلطة هنا لم تغير من شخص الصديق القديم لكن التبجيل الذي قدمه بورفيري لصديق طفولته حالما علم منصبه مقرف جدا ومتكرر كثيرا في صور مختلفة.
قصة ابنة ألبيون، مثير حقا ارتباطهم بالصيد وكيف أن لغة الجسد تفوقت وأثارت كل هذا الكره دون كلمة مفهومة واحدة.. اختلاف اللغات قد يمحيك أحيانا.
المغفلة!
عجبي كيف استطاع تشيخوف اصطياد هذه العينة من البشر على الرغم من كثرة تواجدهم في المجتمعات رغم اختلافها.
سعدت بقراءة مراجعاتكم يارفاق

هذه النظرة السيئة التي كتب عنها تشيخوف قبل أكثر من قرن، رأيتها بعينيّ قبل سنوات معدودة. يا للأسف :(
استحضرت وأنا أقرأ قصة "دموع لا يراها العالم" المثل الإنجليزي: العشب في الضفة المقابلة دائمًا يبدو لنا أكثر اخضرارًا من العشب الذي يكسو الضفة التي نقف عليها!
ما الذي ميز تشيخوف عن غيره؟ وما الذي منح قصصه القصيرة هذا الخلود الزمني –المستم� حتى الآن-؟ يذكر بعض النقاد والكتاب الأسباب التالية :
1. إن كتابات تشيخوف استطاعت أت تصل لدرجة من التوافق والاتقان الفني واللغوي والسيكولوجي في تصوير نفسيات أبطاله ومواقع قصصه، الذي اتصفوا بما سماه البعض "ريفية القصص" حيث أن الكثير من هذه القصص تدور في الريف الروسي البعيد عن المدن الكبرى والغنية، ولكن الأهم من هذا أن تشيخوف استغل ووظف هذه الحقيقة الجغرافية البحتة لكي يستكشف ويغوص في شخوص وعقول أبطاله وبالذات شعورهم بالإهمال من قبل السلطة المركزية والعالم بشكل عام، وشعورهم بالمسكنة والمذلة والضياع وهو ما جعل أعمال تشيخوف محببة لدى شرائح واسعة من قراء الطبقة الوسطى والفقيرة.
2. احتواء قصص تشيخوف على النقد الاجتماعي والاقتصادي والسياسي الساخر لأوضاع روسيا آنذاك، بدون أن يعني هذا طغيان صوت الخطابيات والدعايات السياسية والوعظ الأخلاقي المباشر على القيمة الفنية والمتعة القرائية لقصص تشيخوف
ملاحظة : المدة المقترحة لقراءة الجزء الأول والثاني من أعمال أنطون تشيخوف (التي تحتويان على قصصه القصيرة) هو من اليوم حتى 30 يونيو 2014.
ملاحظة النسخة الإلكترونية لقصص تشيخوف :
الجزء الأول :
الجزء الثاني :
وتجدون أعماله مطبوعة لدى دار الشروق المصرية، وقد قام بترجمتها د. أبوبكر يوسف
مرحى تشيخوف �
مرحى يا رفاق �