كتب رهام محمود العدد 1615 - الاثنين - 11 اكتوبر 2010 روز اليوسف
مزج الكاتب الشاب أحمد عبد اللطيف الواقع بالخيال في روايته الأولي "صانع المفاتيح"، التي ناقشها مؤخرا في الصالون الثقافي لدار "العين"، بحضور كل من الدكتورة سحر الموجي، والكاتب والناقد الشاب طارق إمام، والدكتورة فاطمة البودي التي أدارت الندوة.
قال أحمد عبد اللطيف، الذي حرص علي التأكيد علي أن "صانع المفاتيح" ليست روايته الأولي، لكنها أول ما نشر: تستهويني فكرة الخيال في الكتابة؛ فهي تستطيع أن تصل لدائرة الواقع، و"صانع المفاتيح" خيال ممتزج بالواقع، كما أن الصورة لم تكن موجودة في النص، وهذه الرواية أعتبرها حدوتة بسيطة تحمل بعض القضايا، لكنني لم أكن معنيا بإبرازها، بل اهتممت بالأدب في حد ذاته، وتدور "صانع المفاتيح" حول فكرة الرجل الذي يحاول أن يبحث عن السعادة بشكل ما عن طريق إغلاق حاسة السمع.
أكدت الدكتورة سحر الموجي أن: الكاتب استطاع أن يبني مجاز الحواس من الصفحة الأولي في الرواية، باستدعاء البطل "صانع المفاتيح"، لما يفتقده في الزمن الذي يعيشه، ويتطور النص طول الوقت، ولا يعطي القارئ فرصة للملل، فالكاتب مهتم بقضية لكنه استطاع أن يغزلها بشكل رهيف وحساس دون أن يقع في منطقة الخطابة، أو الشكل المباشر الذي يهزم الأدب، بل ويصيبه في مقتل، لكن القضية لم تكن هاجسه الأساسي، بل كان هاجسه هو همه الحالي كمصري يعيش بمصر، وتحدث عبد اللطيف عن قرية صغيرة باعتبارها مجازا للوطن الأكبر، وعالجها بشكل جيد، ولم يخرج المجاز عن سيطرته في النص كاملا.
وأضافت الموجي: أما عن السرد فاختار الكاتب صياغة الراوي العليم الذي يحكي من أول لحظة عن "صانع المفاتيح"، ويمزج الكاتب ما بين صوت الراوي العليم وصوت تدوين البطل، في رواية تتميز لغتها بالبساطة، والتماسك، والصلابة، فجاءت قادرة علي حمل واقعية العالم، ولكن حينما ننتقل لمستوي التدوين، نجد أن اللغة ترتفع عن سطح الأرض، ولم أر أي نوع من التكرار وعدم الأمان الذي يجعل بعض الكتاب يلجأون للتكرار.
أما طارق إمام فقال: نحن أمام قصة خيالية أراد كاتبها أن يوهمنا بأنها قابلة للتحقق، أستطيع من خلاله أن أجد العالم الواقعي الذي أعيشه، فلا يوجد حالة تغريب حقيقية، كما أننا بشكل ما أمام عمل رمزي، فكل شطحات الخيال تعود لتوظف الواقع المعيش الذي نستطيع التعرف عليه، وبذلك أستطيع أن أتعرف علي الأماكن والشخصيات التي تكاد تكون في الرواية نمطًا أو دورًا، لا أستطيع أن أقيسها بمنطق الشخصية الحقيقية.
تابع إمام: تتعانق الأدوار مع المكان الذي أري أنه كان من المهم تعميق صورته في الرواية، فالقرية غير مسماة لكنها تختصر وطنًا وتنوب عنه، ولو تحدثنا بمنطق العلامات فقد يوجد تشويه للعلامة المتفق عليها، فالقرية بها فندق ومستشفي ومجموعة من البارات، وهنا ثمة تلاعب بالصورة الذهنية التي يمكن أن تكون صورة مجازية للمكان في القرية في حد ذاتها، فهي تبدو كالمدينة، كما أن الشخصيات تظل طوال الوقت في صراع مع نفسها قبل وبعد، ومن هنا كانت محاولة أولي لخلق دراما داخلية للشخصيات، كما اعتمد الراوي بشكل أساسي علي أبعاد الحلم عند الشخصيات، فكل شخص يكاد يمتلك لغة من الحلم أو غيابه عن الوعي.
وأوضحت الدكتورة هويدا صالح أن: الرواية تبدو كصرخة ضد الفساد والقبح الذي كان علي كل المستويات، فالخير والعطاء تحول إلي شر، وكأن الرواية تريد أن تفضح الواقع بهذا المستوي الرمزي.
روز اليوسف
مزج الكاتب الشاب أحمد عبد اللطيف الواقع بالخيال في روايته الأولي "صانع المفاتيح"، التي ناقشها مؤخرا في الصالون الثقافي لدار "العين"، بحضور كل من الدكتورة سحر الموجي، والكاتب والناقد الشاب طارق إمام، والدكتورة فاطمة البودي التي أدارت الندوة.
قال أحمد عبد اللطيف، الذي حرص علي التأكيد علي أن "صانع المفاتيح" ليست روايته الأولي، لكنها أول ما نشر: تستهويني فكرة الخيال في الكتابة؛ فهي تستطيع أن تصل لدائرة الواقع، و"صانع المفاتيح" خيال ممتزج بالواقع، كما أن الصورة لم تكن موجودة في النص، وهذه الرواية أعتبرها حدوتة بسيطة تحمل بعض القضايا، لكنني لم أكن معنيا بإبرازها، بل اهتممت بالأدب في حد ذاته، وتدور "صانع المفاتيح" حول فكرة الرجل الذي يحاول أن يبحث عن السعادة بشكل ما عن طريق إغلاق حاسة السمع.
أكدت الدكتورة سحر الموجي أن: الكاتب استطاع أن يبني مجاز الحواس من الصفحة الأولي في الرواية، باستدعاء البطل "صانع المفاتيح"، لما يفتقده في الزمن الذي يعيشه، ويتطور النص طول الوقت، ولا يعطي القارئ فرصة للملل، فالكاتب مهتم بقضية لكنه استطاع أن يغزلها بشكل رهيف وحساس دون أن يقع في منطقة الخطابة، أو الشكل المباشر الذي يهزم الأدب، بل ويصيبه في مقتل، لكن القضية لم تكن هاجسه الأساسي، بل كان هاجسه هو همه الحالي كمصري يعيش بمصر، وتحدث عبد اللطيف عن قرية صغيرة باعتبارها مجازا للوطن الأكبر، وعالجها بشكل جيد، ولم يخرج المجاز عن سيطرته في النص كاملا.
وأضافت الموجي: أما عن السرد فاختار الكاتب صياغة الراوي العليم الذي يحكي من أول لحظة عن "صانع المفاتيح"، ويمزج الكاتب ما بين صوت الراوي العليم وصوت تدوين البطل، في رواية تتميز لغتها بالبساطة، والتماسك، والصلابة، فجاءت قادرة علي حمل واقعية العالم، ولكن حينما ننتقل لمستوي التدوين، نجد أن اللغة ترتفع عن سطح الأرض، ولم أر أي نوع من التكرار وعدم الأمان الذي يجعل بعض الكتاب يلجأون للتكرار.
أما طارق إمام فقال: نحن أمام قصة خيالية أراد كاتبها أن يوهمنا بأنها قابلة للتحقق، أستطيع من خلاله أن أجد العالم الواقعي الذي أعيشه، فلا يوجد حالة تغريب حقيقية، كما أننا بشكل ما أمام عمل رمزي، فكل شطحات الخيال تعود لتوظف الواقع المعيش الذي نستطيع التعرف عليه، وبذلك أستطيع أن أتعرف علي الأماكن والشخصيات التي تكاد تكون في الرواية نمطًا أو دورًا، لا أستطيع أن أقيسها بمنطق الشخصية الحقيقية.
تابع إمام: تتعانق الأدوار مع المكان الذي أري أنه كان من المهم تعميق صورته في الرواية، فالقرية غير مسماة لكنها تختصر وطنًا وتنوب عنه، ولو تحدثنا بمنطق العلامات فقد يوجد تشويه للعلامة المتفق عليها، فالقرية بها فندق ومستشفي ومجموعة من البارات، وهنا ثمة تلاعب بالصورة الذهنية التي يمكن أن تكون صورة مجازية للمكان في القرية في حد ذاتها، فهي تبدو كالمدينة، كما أن الشخصيات تظل طوال الوقت في صراع مع نفسها قبل وبعد، ومن هنا كانت محاولة أولي لخلق دراما داخلية للشخصيات، كما اعتمد الراوي بشكل أساسي علي أبعاد الحلم عند الشخصيات، فكل شخص يكاد يمتلك لغة من الحلم أو غيابه عن الوعي.
وأوضحت الدكتورة هويدا صالح أن: الرواية تبدو كصرخة ضد الفساد والقبح الذي كان علي كل المستويات، فالخير والعطاء تحول إلي شر، وكأن الرواية تريد أن تفضح الواقع بهذا المستوي الرمزي.