
“إذا فارقت شيئاً فغادره بروحك وبصرك وذكرياتك. الالتفات يجدد مواجعك ولا يعيد فائتاً.”
―
―
“كانت قاعةُ الانتظار باردة جدًّا، غير أنّ نارًا لظى كانت في قلبها، فكان ذلك كفيلاً بأن يُنسيها برودة المكان، وجهٌ أشبه بخريطةٍ ممزّقة المعالم، سيلٌ من التّفاصيل الرماديّة تتزاحمُ في مُخيِّلتها...
مرّة أخرى، تُفلت الحبل الذي يربطها بالحياة، لتترك روحها ترتطم بقاع الذّاكرة، يتوقّف الزّمن، تتّكئ على أبردِ حائطٍ لتشرد في ذاتِ النقطة التعيسة، تبتلع الغصّة دون إحداثِ صوتٍ ودون أن تُسمِع قرقعةً في حنجرتها.
-تفكّر: حين تسألني الطبيبة ما بكِ؟ ماذا سأُجيبها؟
- هناك شرخٌ في الرُّوح يمتد بطول بحرٍ، خواء يتّسع على قدر عُمقه، وروحٌ تنكسر و تعيد ترميم ذاتها ثم تعود فتنكسر مرة أخرى ولا أدري إلى متى ستظلّ ترمّم ذاتها!
على حافّتَيْ البحر حفنةٌ أنبتت زهرًا يفوح عطره في بقايا العمرِ، وحفنةٌ أخرى من ذكرياتٍ تبلّلت بالدّموع إلى أن تصدّأت، و خيطُ أملٍ مقطوع من الطرف الآخر تمسكه يداي ترتجفان، تُعيدان ربطه بمنارةٍ تطلّ على الهاوية، يقتل الموجُ فضول المنارة، تتقدم خطوة إلى الأمام لتُلقي نظرة فتهوي ويهوي الخيط، ويهوي الأمل، وتترسّب جميعها في قعر البحر، وتبقى السّماء لأهل السّماء.
يسحبُها صوتُ الممرّضة تنادي: آنستي! حان دورك.
تتلفّظُ دموعها بُخارًا، تتبسّم لها ابتسامةً خافتة وتحثُّ خطواتها نحو الباب: عليَّ ألاّ أتأوّه وجعًا، ألاّ يعتريني أيُّ تغيير لا أستطيع ابتلاعه أو التخلّص منه، فالأمر لا يستحقُّ كل هذا العناء!”
―
مرّة أخرى، تُفلت الحبل الذي يربطها بالحياة، لتترك روحها ترتطم بقاع الذّاكرة، يتوقّف الزّمن، تتّكئ على أبردِ حائطٍ لتشرد في ذاتِ النقطة التعيسة، تبتلع الغصّة دون إحداثِ صوتٍ ودون أن تُسمِع قرقعةً في حنجرتها.
-تفكّر: حين تسألني الطبيبة ما بكِ؟ ماذا سأُجيبها؟
- هناك شرخٌ في الرُّوح يمتد بطول بحرٍ، خواء يتّسع على قدر عُمقه، وروحٌ تنكسر و تعيد ترميم ذاتها ثم تعود فتنكسر مرة أخرى ولا أدري إلى متى ستظلّ ترمّم ذاتها!
على حافّتَيْ البحر حفنةٌ أنبتت زهرًا يفوح عطره في بقايا العمرِ، وحفنةٌ أخرى من ذكرياتٍ تبلّلت بالدّموع إلى أن تصدّأت، و خيطُ أملٍ مقطوع من الطرف الآخر تمسكه يداي ترتجفان، تُعيدان ربطه بمنارةٍ تطلّ على الهاوية، يقتل الموجُ فضول المنارة، تتقدم خطوة إلى الأمام لتُلقي نظرة فتهوي ويهوي الخيط، ويهوي الأمل، وتترسّب جميعها في قعر البحر، وتبقى السّماء لأهل السّماء.
يسحبُها صوتُ الممرّضة تنادي: آنستي! حان دورك.
تتلفّظُ دموعها بُخارًا، تتبسّم لها ابتسامةً خافتة وتحثُّ خطواتها نحو الباب: عليَّ ألاّ أتأوّه وجعًا، ألاّ يعتريني أيُّ تغيير لا أستطيع ابتلاعه أو التخلّص منه، فالأمر لا يستحقُّ كل هذا العناء!”
―
“على هذه الأرض (الجزائر) ومنذُ سنوات لم نسمع خطابًا رئاسيًّا مزلزلاً ولا مؤثرًا ولا حتّى باهِتًا مملاًّ، نتابعه على مضضٍ، فما بالك الإنجازات.
ولن أقول وزاريًّا، لأن خطابات الوزارء صارت فصلاً من سيناريو كوميدي يؤدّيه عُصبة البلهاء تِباعًا؛ من "سلاّل" إلى "بن غبريط" و"أويحيى"، وهكذا... يُثيرون به الهرج والبلبلة في الأوساط الشعبيّة، ويستخفّون به من عقل المواطن البسيط. فصولٌ كالموج في كلّ مرّةٍ يعتليه أبله جديد وما علينا سوى مشاهدته حتّى ينتهي دوره ليخرج علينا غيره، وكلّهم في الرّكب سواء.
منذُ سنوات ونحنُ نشاهد المهزلة منّا من يُنكرها علنًا، ومنّا من ينكرها على حياءٍ وكأنه سيُجاهر بمعصية، وأمّا المطبّلون فما أكثرهم وأولئك لهم مزبلة التّاريخ وبئس المكان كالبلهاء الذين يتّبعونهم.
منذُ سنوات ولطفُ الله يُسيّرنا، لكن إلى متى ستستمرّ المهزلة وإلى متى سيصمد هذا الكيان القائم على مخالبِ ذئابِ النّظام الماكرة؟ لا نعلم...
فتبًا للعهدة الخامسة، وتبًا لنظامٍ بائس ولرئيسٍ مُقعد أو بالأحرى لإطارٍ مُبجّل يسيّره موكبٌ وينحني له الجُهّال طاعة كانحناء قوم موسى للعِجل.”
―
ولن أقول وزاريًّا، لأن خطابات الوزارء صارت فصلاً من سيناريو كوميدي يؤدّيه عُصبة البلهاء تِباعًا؛ من "سلاّل" إلى "بن غبريط" و"أويحيى"، وهكذا... يُثيرون به الهرج والبلبلة في الأوساط الشعبيّة، ويستخفّون به من عقل المواطن البسيط. فصولٌ كالموج في كلّ مرّةٍ يعتليه أبله جديد وما علينا سوى مشاهدته حتّى ينتهي دوره ليخرج علينا غيره، وكلّهم في الرّكب سواء.
منذُ سنوات ونحنُ نشاهد المهزلة منّا من يُنكرها علنًا، ومنّا من ينكرها على حياءٍ وكأنه سيُجاهر بمعصية، وأمّا المطبّلون فما أكثرهم وأولئك لهم مزبلة التّاريخ وبئس المكان كالبلهاء الذين يتّبعونهم.
منذُ سنوات ولطفُ الله يُسيّرنا، لكن إلى متى ستستمرّ المهزلة وإلى متى سيصمد هذا الكيان القائم على مخالبِ ذئابِ النّظام الماكرة؟ لا نعلم...
فتبًا للعهدة الخامسة، وتبًا لنظامٍ بائس ولرئيسٍ مُقعد أو بالأحرى لإطارٍ مُبجّل يسيّره موكبٌ وينحني له الجُهّال طاعة كانحناء قوم موسى للعِجل.”
―
“تَتقدم فتاة في اتجاه طاولة يتيمة في شِبْه مقهى غير مُصَنَّف. تُلْقِي بحقيبتها أرضًا، تَجلس، وتُطلق تنهيدة طويلة تَطرد عن سطح الطاولة ما عَلِقَ به من غبار وتُخَفِّف عن الروح ما آلَتْ إليه مِن شتات.
كانت ملامحها أشبه بقطرةِ حِبرٍ هائمة في ثنايا ذاكرة صفحة بيضاء أَجْهَزَ الشتاتُ على سطورها المترَنِّحَة الموشومة بصبّار الصبر ولعنة الخواء، أو كقطرة ماءٍ تحتضر في صحراء لم تَعرف يومًا معنى الرواء. وكان هدوء المكان يُداعِبُ فُصولَ ذاكرتِها الْمُتْعَبَة، الضّوء الخافِت، الطاولة الأخيرة...
على بُعدِ طاولتين، مجموعة من الفتيات يلتففن حول شمعةٍ، ينفخن فيها بنَفَسٍ عنيف علّها تنطفئ. فكان وهجها يخفت ويخفت حتّى صار باهتًا يعقبه سديم مِن الدخان، يُطلقن ضحكاتٍ مقيتة ويُغادرن المكان.
مِن الجانب الآخر شرودٌ عميقٌ يطوّق الفتاة التي كانت ترقب الشّمعة من بعيد بعينين قد خفت فيهما ألَقٌ كان متوهجًا!
تَلْتَقِطُ حقيبتَها، تَضَعُها على جانب الطاولة، تَفتحها، تَتَحَسَّسُ عُلْبة صغيرة تُخرجها، ثم تَترك الحقيبةَ مفتوحة جانبًا، تَستخرج عودَ ثقاب وتَستخدمه لإشعال الشمعة قبل أن تبلغ احتراقها الأخير.
طوّقَت فتيلها بيديْن مُترتجفتين وراحت تراقب اشتعالها ببطء، كانت أصابعها تذُوب كمُكَعَّبِ ثَلْجٍ، إلاّ أنّ لَهَب المسافة قد أنعشَ روحهَا من جديد.”
―
كانت ملامحها أشبه بقطرةِ حِبرٍ هائمة في ثنايا ذاكرة صفحة بيضاء أَجْهَزَ الشتاتُ على سطورها المترَنِّحَة الموشومة بصبّار الصبر ولعنة الخواء، أو كقطرة ماءٍ تحتضر في صحراء لم تَعرف يومًا معنى الرواء. وكان هدوء المكان يُداعِبُ فُصولَ ذاكرتِها الْمُتْعَبَة، الضّوء الخافِت، الطاولة الأخيرة...
على بُعدِ طاولتين، مجموعة من الفتيات يلتففن حول شمعةٍ، ينفخن فيها بنَفَسٍ عنيف علّها تنطفئ. فكان وهجها يخفت ويخفت حتّى صار باهتًا يعقبه سديم مِن الدخان، يُطلقن ضحكاتٍ مقيتة ويُغادرن المكان.
مِن الجانب الآخر شرودٌ عميقٌ يطوّق الفتاة التي كانت ترقب الشّمعة من بعيد بعينين قد خفت فيهما ألَقٌ كان متوهجًا!
تَلْتَقِطُ حقيبتَها، تَضَعُها على جانب الطاولة، تَفتحها، تَتَحَسَّسُ عُلْبة صغيرة تُخرجها، ثم تَترك الحقيبةَ مفتوحة جانبًا، تَستخرج عودَ ثقاب وتَستخدمه لإشعال الشمعة قبل أن تبلغ احتراقها الأخير.
طوّقَت فتيلها بيديْن مُترتجفتين وراحت تراقب اشتعالها ببطء، كانت أصابعها تذُوب كمُكَعَّبِ ثَلْجٍ، إلاّ أنّ لَهَب المسافة قد أنعشَ روحهَا من جديد.”
―
“في لحظةٍ ما أشاح بوجهِه عنها، فضَبْضبَت ما تبقّى لها من كبرياءٍ وغادرته.
هو ظنّها ستعود فتهرع إليهِ ليُظللها كما يفعلُ في كلِّ مرّة، في حين كانت تلك لحظة وداعِها الأخير.”
―
هو ظنّها ستعود فتهرع إليهِ ليُظللها كما يفعلُ في كلِّ مرّة، في حين كانت تلك لحظة وداعِها الأخير.”
―
Khawla’s 2024 Year in Books
Take a look at Khawla’s Year in Books, including some fun facts about their reading.
More friends�
Favorite Genres
Classics, Ebooks, Fiction, Horror, Memoir, Philosophy, Psychology, Science, Science fiction, and Travel
Polls voted on by Khawla
Lists liked by Khawla