إيمان started reading السيدة التي حسبت نفسها سوسة

"**** تطل بحذر على عالمه، تدخل بإرادتك من بابه، ثم تكتشف الخديعة الكبرى: أن الخروج ليس بيدك. ستظل أسيرًا حتى تبلغ الصفحة الأخيرة، وحتى هناك، ستجد نفسك تترقب المزيد... إنه عالم "د. أحمد خالد مصطفى".

**** رواية "ال��لكوت" آخر إصدارات سلسلة إجلاء الحقائق و الماورائيات للطبيب "أحمد خالد مصطفى" والذي بالطبع قد التهمت جميع أعماله الأدبية السابقة إذا ما أخرجنا بالطبع "مطرقة الساحرات "من تلك الأعمال باعتبار أنها مجرد ترجمة.

**** تكمن ريادة الطبيب "أحمد خالد مصطفى" في مجال الماورائيات، وتميزه عن غيره، في أمرين رئيسيين:
أولاً: قدرته الفريدة على النظر إلى العالم بعينٍ فاحصة، ترى ما وراء الستار. عبر أعماله الأدبية المختلفة، يرسم هذا العالم كما يرى حقيقته، قطعةً بعد أخرى، حتى تتكامل الصورة بين يدي القارئ، متضمنةً التاريخ والحاضر والسياسات والدول والحروب.

ثانيًا: جرأته العجيبة في طرح أفكار صادمة وغير مألوفة، كما فعل في روايته ال��لكوت، حيث عرض ببساطة مدهشة فكرة وجود أقوام "يأجوج ومأجوج" في باطن الأرض، مقيمين في الأراضي الست الأخرى.

**** "ال��لكوت" هي قطعة البازل الناقصة و حلقة الوصل بين الرؤية التاريخية و النظرة الأدبية و التفسير القرآني "لذي القرنين" و ماهيته و مروراً بفتوحاته و بالطبع وصولاً الي لغز الألغاز قوم "يأجوج و مأجوج وسكنهاهم .

**** التصنيف :

- شهد هذا العمل تطورًا ملحوظًا عن سوابقه، حتى أصبح يستحق لقب "رواية" بمعناه الكامل. فقد التزم الكاتب بكل أركان العمل الروائي، من بداية نارية، مرورًا بسرد متقن، وحبكة مشوقة، وصولًا إلى حبكات فرعية متعددة وتويستات درامية محكمة.

- الرواية تنتمي بامتياز إلى أدب الماورائيات، حيث تمزج بين التاريخ السحيق للأمم وبين خيال الكاتب الخصب، محاولًا إسقاط هذه الرؤية على آيات "ذي القرنين" في سورة الكهف. ومن خلال ذلك، يقدم الكاتب تفسيرًا جديدًا يسعى إلى التوفيق بين النص القرآني والمعطيات التاريخية، بما يشكل ردًا على محاولات التشكيك في مصداقية القرآن بدعوى غياب دلائل تاريخية على وجود "ذي القرنين" أو "يأجوج ومأجوج". .

**** السرد:

- أبدع الكاتب في سرده في احترافية التشويق و الاثارة التي تجبر القارئ للوصول إلى نهاية رحلته مع الرواية.

- اعتمد الكاتب على خطين سرديين في نفس الزمان و لكن مختلف مكانياً فكان يسرد الوقائع التي بطلها "سايروس" و "آرتي" حتى التقيا عند قوم "يأجوج و مأجوج" فصار السرد موحداً .

- كان الكاتب في السابق يعتمد في سرده على الشياطين أو حتى الملائكة كما في "القادمون" إلا أنه كعادته في التجديد كان السرد بطريقة الراوي العليم و الذي كان "العين" الغامضة التي تراقب كل شئ حتى نصل لمفاجأة لم تكن متوقعة عن ماهية العين في الخاتمة.

- قام الكاتب بالخروج من العين الناظرة لكل شئ و الدخول بسرده بذكاء إلى عين الطفل "سايروس" لتصوير بعض الأحداث من عين طفل رضيع على سبيل كسب المزيد من العواطف و المشاعر .



**** اللغة :

- اهتمام غير مسبوق بالحد من الأخطاء الإملائية مع الالتزام بقواعد اللغة العربية الفصحى السلسة سرداً و حواراً.

- لم يلجأ الكاتب في وصف الأحداث إلى الإسهاب في الحوار بل اعتمد على توصيف الأحداث برؤية "العين" الغامضة السابق ذكرها.



**** الحبكة:

- لم تكن هناك حبكة رئيسية بالمعنى الحرفي و لكن استبدلها الكاتب بحبكات عديدة متناثرة في طيات الرواية مما زاد من عنصر التشويق

- اعتمد الكاتب عنصر المفاجأة عدة مرات في كل الفصول و لكنه لعب بعنصر المفاجأة باحترافية في وسط الأحداث بسرده لقصة تاريخية من الماضي السحيق للأمم الغابرة ليصبح فجأة و بدون سابق إنذار أحد أهم الشخصيات التي يعلمها كل مسلم من القرآن الكريم.

**** الشخصيات:

- من الصعب في هذا النوع من الأعمال بناء الشخصيات درامياً و الاهتمام بها لأنها في النهاية هي شخصيات غامضة تاريخياً لم يتوفر عنها الكثير للبناء عليها .

- كان هناك "آرتي "و "ايما "و "ماندان "و "هارباك "و "ليزا" و "هرمز " ... الخ... شخصيات عديدة بدأت أغلبها في بداية الرحلة مع بطلنا "سايروس"مع نزول كل شخصية في محطتها او صفحتها المقررة.

- يمكن تصنيف تلك الشخصيات إلى أصنافٍ ثلاثة:

١- شخصيات حقيقية :

وهي شخصيات ثابتة تاريخياً و لكن تحتاج إلى الرسم الدرامى لها و قد أبدع الكاتب في رسمهم مثل: "سايروس"و "ايما - نصر"و بالطبع "الخضر" عليه السلام

٢- شخصيات خيالية :

احتاج الكاتب لرسمهم لاستكمال البناء الدرامى فنحن في النهاية أمام عمل أدبي يسمى (رواية ) مثل "آرتي "و "ليزا "و "بوينتا ".

٣- شخصيات خيالية ترمز للحقيقة :

و هذا أعجب ما صنع الطبيب "أحمد خالد مصطفى" في عمله بعمل شخصيات من خياله الواسع و لكن نكتشف في النهاية حقيقته الثابتة دينياً و على رأسهم "غريم الساحر".

**** الأحداث:

- مزيج متجانس من أحداثٍ دسمة خلط فيها الكاتب الطبيب بين التاريخ الثابت و الخيال الجامح واضعاً في النهاية تلك الخلطة تحت المجهر القرآني ليخرج في النهاية بوليمة شهية تسر القراء.

-- يمكن تقسيم الأحداث إلى جزئين :

١- أحداث ليست قرآنية :

-هي الأحداث التي سبقت بروز اسم "ذي القرنين" و فيها تركَ الكاتب العنان لخياله في تخمين ماهية هذه الشخصية التي كثرت الأقلام حولها ما بين باحث و مشكك.

-برغم هذا الخيال الواسع للكاتب إلا أنه استند إلى بضع نقاط ثابتة في التاريخ ليتمحور حولها هذا الخيال و أهمها :

أ- بالاستقراء السريع للتاريخ السحيق ثبت وجود الحضارة "الاخمينية" و ظهور تحالف بين أهم القوي العالمية وقتها "بابل و الفراعنة و اسبارطة و ليديا " ضد المد "الاخميني" المكون من "ميديا و فارس " و انضم لهم فيما بعد "بابل ".

ب- أغلب الأسماء المتداولة في هذا النصف من الرواية هي أسماء ملوك حقيقية مثل "كورش "و "كروسيوس "و "نبوخذ نصر"

٢- أحداث قرآنية :

-وهي التي كانت موضع اختبار الرواية لأنها أحداث تقاس على المقياس القرآني و القصص الممثل في سورة "الكهف" و لذا التزمَ الكاتب الدقة في السرد و الأسلوب الذي أوصل الكاتب أحياناً إلى الاقتباس من آيات القرآن الكريم مباشرةً.

*ملاحظات على الأحداث :

١- نجحَ الكاتب في تصوير المعارك العديدة بشكل رائع بل وقام بصنع صورة كاملة لأرض المعركة و خططها و أحداثها في ذهن القارئ.

٢- المبالغات التي ظهرت أحياناً في بعض الأحداث مثل قوة "غريم" الخارقة و التي تصل أحياناً إلى اللامنطقية كما كان في مشهد نظرته الي أبطال الشوجان "الخالدون" و تحولهم إلى قطع رؤوس بعضهم البعض.

٣- بعض المشاهد و الأحداث جاءت مبتورة رغم اهتمام الكاتب بالتفاصيل الصغيرة في أغلب الأحداث مثل الحدث الرئيسي في تحول دفة القوة لصالح "سايروس " و هو كيفية خطف الطاغية "شتاجا" عن طريق "آرتي " بمفرده.

٤- عند عودة "آرتي "و جماعته "الشوجان "من معركته ضد "غريم " علمَ بذهاب "سايروس" و جيشه إلى جابريسا "مشرق الشمس " و لكنه قابله عند جبال تيان شان "بين السدين " في وسط معاركه مع "يأجوج ومأجوج" فكيف عرف بذهابه إلى هناك!!! .

٥- تحدث الكاتب بلسان "الخضر" عليه السلام عن صندوق "آدم" و الذي يحتوي على صور أنبياء الله و المتبقي منهم كما أشار الكاتب "عيسى" عليه السلام و رسولنا الكريم "محمد" صلى الله عليه وسلم... و سواء كان يوجد هذا الصندوق فعلاً _كما أشار الكاتب في توارثه حتى "هرقل" عظيم الروم_ أو عدم وجوده إلا أن في هذا الزمان كان متبقي أنبياء آخرين لم يحن ظهورهم بعد مثل "يحيى" و "زكريا" عليهما السلام.

مسرح الأحداث :

- توصيف رائع مجسم لمواقع تاريخية و ممالك من التاريخ القديم فكان أشبه بمن يرسم بريشته لوحات لتلك الأماكن و برغم تعددها إلا أن الكاتب استطاع أن يضع لمسة مختلفة لكل مكان فكانت "بابل" مثلاً مختلفة كلياً عن "ليديا" و عن "فارس" و غير ذلك.

- تنوع كبير في المعالم الطبيعية للبلاد المختلفة فهناك جبال "تيان شان" و صحراء "جابريسا" و مباني و زينة "بابل"... و غير ذلك مما يضيف صبغة جمالية للرواية و كأن القارئ في رحلة عبر الزمان و المكان بصحبة الكاتب.

- ملاحظات على مسرح الأحداث :

قام الكاتب بتسمية المواقع التاريخية بأسمائها القديمة دون الإشارة إلى ماهية تلك الأماكن حالياً أو حتى الإشارة إليها على خريطة ما و كنت أتمنى الإشارة إلى المقصود بمطلع الشمس و مغربها الحالي بالرغم من إشارته الواضحة بمكان "بين السدين" الخاص بقوم "يأجوج و مأجوج".

**** النهاية :

- قسمَ الكاتب الخاتمة إلى نهايات صغري و تشمل صدمات متتالية بموت أبطال هذا العمل ممن ساعدوا "سايروس" في تحوله إلى "ذي القرنين" و نهاية كبري للعمل ككل و هي الخاتمة المتوقعة كما ذكرها الله سبحانه وتعالى في قرانه الكريم.

- لم تخلُ النهاية من الإثارة و المفاجأة أيضاً عند إسدال الستار عن ماهية العين الشاهدة على الأحداث و عودتها لصاحبها.... و بالطبع كانت الإثارة في النهاية الغامضة "لآرتي" عند شعب "يأجوج و مأجوج".

**** إجمالاً رحلة ممتعة مليئة بالتشويق في كل سطورها و محطاتها و تخلو من الملل و التطويل.... كان الكاتب كعادته فوق مستوى توقعاتي... لغة سلسة وأسلوب مشوق... بالطبع مجهود كبير في صياغة تلك الأفكار الجريئة الصادمة في قالب روائي ملتزماً هذه المرة بمكونات الرواية وأركانها.... أنتظر بفارغ الصبر المزيد مما في جعبة الكاتب من أفكار جديدة."

"رواية خطيرة 🤩
حلوة جدا ومشوقة وسريعة ومترابطة ومنضبطة الإيقاع. صعب جدا تسيبها من ايدك قبل الوصول للصفحة الأخيرة.
حبيت فيها البداية غير التقليدية اللي بتلاقي فيها الطبيبة أليكس مقيدة إلى طاولة العمليات ويهددها قاتل مجنون. بعد كده تتوالى الأحداث وجرائم القتل الغامضة ونتأرجح بين فرضية أن أليكس تتخيل وفرضية وجود قاتل سادي طليق.
حبيت شخصية أليكس❤️. الشخصيات الثانوية كمان مرسومة حلو. حبيت جدااا التفاصيل الطبية الدقيقة بدون تفريط ولا إفراط.
قرأت الرواية على أبجد."