ŷ������

“في كل عام بعد أن ينتهي موسم قطف البرتقال في يافا، وفي أواخر شهر تموز، يقام احتفال سنوي بموسم النبي روبين، حيث يوجد مقام للنبي روبين يقع بين نهر روبين القريب من شاطئ البحر. لم يقتصر الاحتفال على المراسم الدينية، بل كان مهرجاناً اجتماعياً ترفيهاً شاملاً يشترك به المسلمون والمسيحيون؛ فتقوم آلاف العائلات من يافا وضواحيها بالتخييم في المنطقة المخصصة للإحتفالات، وتحضر كل عائلة معها جميع لوازمها من أوان وفرشات وغيرها مما يحتاجون إليه. وطبعا كان يتبع ذلك إقامة أسواق مؤقتة لتزويد الناس بالطعام والشراب. أذكر سباقات الخيل والجمال، وحماسنا ونحن نشاهدها تخبط الأرض بحوافرها بقوة فيتطاير الغبار في كل مكان. وفي المساء، كنا نشاهد حلقات الدبكة ونحاول، نحن الصغار، تقليد حركات الراقصين. كان هناك أيضا مبارزات للمصارعة بين الشباب من قرى مختلفة، وألعاب سحرية تخطف الألباب، إضافة إلى حكواتي يسرد لنا قصصا عن أبطال من التراث: عنترة وأبي زيد الهلالي بطريقته المشوقة وبصوته الجهوري فيشد السامعين ويأسرهم. أكثر ما كان يعجبنا أيضا مشاهدة مسرحية خيال الظل أو "كراكوز وعيواظ"، أما إخوتي الأولاد فكانت هوايتهم المفضلة التزحلق والتزلج على "تل السكر" أي على كثبان الرمل الناعمة الذهبية اللون.”
― تغريد النجار, لمن هذه الدمية

“لم تكن لتهتم قبل هذا اليوم بالنقاش الدائر حول فلسطين، فلطالما اعتبرته موضوعاً سياسياً مملاً بامتياز، فهو لا يعنيها شخصياً ولا حاجة لأن تفهمه أو تتفاعل معه؛ فهي كما كانت تقول لنفسها أمريكية المولد، ولكنها عندما استمعت لجدتها وهي تتحدث بشغف وقوة ويقين، شعرت لأول مرة بالانتماء إلى جذورها، وأيقنت أن ما تشعر به أكبر من مكان الولادة بكثير.”
― تغريد النجار, لمن هذه الدمية