محمد إبراهيم محروس's Blog
February 13, 2012
يقتله الشك ...
يقتله الشك.....
قتله الشك، منذ الأمس وهو يشعر بأن حياته كلها تمضي في وتيرة الشك، سحب السماء تبدو بعيدة جدًا، بينما يراهن هو ظله المعكوس أن يسبقه، مرر عينيه على واجهة المحلات المتتابعة أمامه، يريد أن يشتري لها شيئًا، يريد أن يدخل عليها اليوم وهو فارسها، معركته الأخيرة كانت خاسرة بالتأكيد، يتذكر كيف بدا لها وقتها طفلا، وكيف بدت هي كأنثى كاملة تنتظر من يفك شفرتها، بالتأكيد هو أجتهد من ناحيته في هذا، ولكن بعد انتهائه أحس أن هناك شيئًا ناقصًا في الموضوع، ليس كما هو متوقع له. أضواء النيون في المحلات تعاكس عينيه، هل هذه تناسبها ؟ ستبدو في غاية الجمال وهي ترتديها، قبعة جميلة حقًّا، سوف تشبه وقتها فتاة من الغرب، لقد أحب من قبل فتاة ترتدي هذه القبعة في فيلم سينمائي قديم، لا، سيحاول أن يجد شيئًا أشد جاذبيه، ما رأيها لو جلب لها هذه الزجاجة من العطر الفاخر، بالتأكيد ستعبئ جو الغرفة الرائحة، ولكن أي رائحة سوف تطغي على رائحة جسدها، الذي يشعر أنها تتخلل مسام جلده الآن، لحظات حالمة تقترب وتبتعد، يظن أنه سيظل كثيرًا واقفا أمام الواجهات، لن يختار بسهولة، يجب أن تكون الهدية مثيرة، فتاة تقف خلف طاولة ممتدة، ترتفع ابتسامتها إلى شفتيها تدعوه للدخول، ربما هي تكون أكثر منه خبرة ستقول له الهدية المضبوطة، المرأة لغز ولن يفهمها إلا امرأة مثلها، هكذا قال لنفسه وهو يتقدم ناحية الفتاة، التي اتسعت ابتسامتها أكثر، وكأنها تثبت لنفسها نجاحها في جذبه، ألقى التحية هكذا ظن، برغم أن صوته بدا ضعيفا متخاذلا، رأت ملامح الحيرة في وجهه، ساعدته قدر استطاعتها، عرضت عليه أصنافا متعددة من كل شيء موجود حولها تقريبًا، حاولت أن تفتح معه مجالا للحوار، ربما قالت إنها تسكن بجواره على الناصية، وإنها كثيرًا ما رأته وهو يجهز نفسه للعمل صباحًا من شرفة منزلها، وربما قالت إنها تابعته وهو يرشف فنجان قهوته الصباحية التي يدمنها، الدقائق تمر الآن في سهولة ويسر، وحديثه مع الفتاة فتح نفسه للحوار أكثر، جادلها وجادلته، ضحك عندما عرف أنها جارته بالفعل بل إنه يتذكر أنه لعب معها في الصغر، وتذكر شكل أمها، كم كانت جميلة ومثيرة، الأم، هكذا قالها لنفسه، بينما الفتاة تبدو أمامه أكثر حيوية منها وحركة، تتحرك في انسيابية عجيبة، ملامحه المتوترة، وقلقه كلما أمسك هدية بيديه، جعلها تتعاطف معه، بعض الريبة انتابتها بعد مرور الوقت، ربما ظنت أنه يطيل الوقت حتى يحادثها ويبادلها الذكريات، الخطوات قليلة على المحل الآن فلا داعي لأن تشعره أنها تحس بالضجر، بل بالعكس أصبحت تميل أن تطيل الحديث، ولكن أزعجها أنه يبدو ساذجًا أكثر من اللازم وليس كما تخيلته، سحبت كرسيًا وصعدت أمامه لتتناول شيئًا من رف علوي، ظهرت ساقاها له جذابتين، وملفوفتين، بلع ريقه وهو يضم كلمات كادت أن تهرب من بين شفتيه فضغطها تحت لسانه، جلبت له الهدية، فتحتها أمامه في بساطة، أقشعر شعر يديه، واحمر وجهه، بينما ضحكت هي، وهي تعرض أمامه " البيبي دول" الذي جذب نظره ، طلب في آخر الأمر أن تلفه في شنطة وعلى شكل هدية، وشكرها، ولم يلحظ ملامح الضيق التي خالجت وجهها وهي تلف الهدية، على باب المحل كان عليه الانتظار، فصديقه سيمر عليه الآن ويجب أن يكون يقظًا حتى لا يجيء ويذهب دون رؤيته، المشكلة أنه بدا لنفسه شخصا آخر، شعر برجفة ما تستولي على جسده، لحظات، ورفع هاتفه المحمول، وطلب صديقه، الذي لم يرد في أول مرة، ولكنه واصل محاولته، فجاء صوت الصديق. إنه سيمر على صيدلية لجلب دواء ما، وسيكون أمامه خلال دقائق، بدت الدقائق بطيئة، رأى فتاة المحل تقف أمام بابه قبل أن تغلق المحل، وترمي له بسلام وابتسامة وهي تغادر الرصيف الذي جمعهما لثوان.. وكأنه تقول له لاحقني، ولكن ربما لم يفهم أو لم يحاول الفهم..
أخيرا بدت سيارة صديقه تدخل الشارع مسرعة، بينما كاد الشك أن يقتله أنه لن يأتي، أشار له الصديق بالركوب، تبادل بينه وبين نفسه حوارا طويلا والسيارة تمضي، أخيرا بدت له العمارة قريبة، ركن صديقه السيارة، ودعاه للنزول، صعد الطوابق الخمس وكأن هناك ملاكا يرقص بين صدره، وقف أمام الشقة ورن الجرس، فتحت له، وابتسمت وأفسحت له الطريق، لم تمر ثوان حتى وجد يد صديقه تسحبه لجانب وهو يتمتم له
: بص يا جميل المرة دي فيه توافيق وتباديل ، انت هتأخد البت اللي كنت انا معاها المرة اللي فاتت ، وانا هاخد اللي كانت معاك ، أوك .. قشطة "
شعر بسحابة سوداء تطبق على عينيه، وضع الهدية جانبا، وهو يرى صديقه يسحب فتاته ويمضي إلى إحدى الغرف الشاغرة، بينما وقف هو ذاهلا يقتله الشك.........
September 6, 2010
لون واحد ..
تتذكر فجأة أباها وهو يشتري لها أول فستان تتذكره ، وهي تميل في حذر و تهمس أحمر
يلتفت أبوها للثوب ولونه شديد الحمرة وقتها، ثم يهزّ رأسه بالرفض ، تعود للأثواب الأخرى تتأمل فيها ، ثم ترجع لنفس الثوب من جديد وهي تهمس : أحمر
يأخذها من يدها بعد أن يضع الثوب أمام البائع شاكرا وينصرف ، لم يحب اللون الأحمر قط ، وهذا ما لم تفهمه الصغيرة ، التي كادت أن تقاوم دفعه ل...
November 11, 2009
آدم ...
آدم ...
الوحدة ذلك الشعور القاسي الذي يشملني ، لا يفصلني عن الواقع سوى التفكير فيه .
أشعر برغبة ملحة في فعل جنوني ، أذهب للمطبخ ، أضع البراد على النار ، أعود لجهاز الكمبيوتر
الذي يجعلني أكثر وحدة ، أمرر عينيّ على بعض صفح الإنترنت ، أتجول سريعا ، يصيبني الملل .. أكرر بيني وبين نفسي أنني مجنون .. أعود للمطبخ ، أصب كوب الشاي ، وأعود مرة أخرى لوحدتي .
أقرر أن أفعل شيئا خاصا ، لا أدرك طبيعته ، أتساءل بيني وبين نفسي هل أصبحت مدمنا للانترنت؟!!
أرمي هاجس الإدمان جانبا ؛فكم ندمن من...
October 21, 2009
اعتزال بائع الروبا بيكيا ..
اعتزال بائع الروبابيكيا
تنتابني حالة من الهدوء لرؤيتها ، ملامحها الطفولية ، ابتسامتها العذبة ، الشفتان المكتنزتان عن صفين من الأسنان التي تعتني بهما اعتناء خاصا ، فتشعر بصفاء الضحكة ولمعانها ، أرى وميض عينيها لثوان قبل أن أبتسم في وجهها :- عاملة إيه يا حبيبة ..
تضحك فتتسع ابتسامتها : كويسة ..
حبيبة إحدى بنتين لعم أحمد الشامي ، الأخرى سماح .
البنتان لديهما ما يشبه الإعاقة الذهنية .
حبيبة هي التي تجلب لي السعادة بطريقة ما ، وهي تحمل أشياء في يديها عندما يمر بائع...
September 9, 2009
أيام خريفية !!
منذ فترة أعيش في حالة خمول ، أشعر بأن كل شيء في الحياة قد توقف ودون سبب ، مما أعطاني إحساسا خاصا بالانعزال عن البشر ؛فجأة جاءتني مكالمته لتخرجني من حالتي تلك ، جاء صوته دافئا وهو يقول :-
رأيتها اليوم ، وجدتها ..
استمعت إليه دون أن أصغي تقريبا سوى لوشيش سماعة التليفون ، الذي حاولت إصلاحه منذ فترة وفشلت .. ولكني قلت :- والمطلوب ؟!.
قال من وسط فرحته :- أن تأتي معي إليها ..
حاولت أن أتحجج له بانشغالي في رواية كبيرة أطمح في كتابتها منذ سنوات ، ولكنه ضرب على وتر...
July 29, 2009
July 1, 2009
غبي !!
ألمح ملامح الخوف التي ترتسم على وجهه ، والذي يطالعني به كل صباح ، بعد نظرة مقرفة مني له ، وهو ينظر باتجاهي في بلاهة ، وعيناه نصف مغمضتين وقد شحب وجهه من طول السهر أدقق في وجهه أكثر ، وأكثر ، بعد لحظة أعود من تلك الغيبوبة النفسية لأدرك أنني انظر لنفسي في المرآة ، أضحك ، لعل وجهي المنعكس يضحك بالمثل ، ولكنه يكتفي بنصف ابتسامة غبية ، وكأنه يستخسر الضحك فيّ ، لتكن أنت وأنا وانعكاس ظلي ، ولأحدثك عن نفسي قليلا ربما يوما ، ربما تطالعني صورة أخرى لي في مرآة حياتي ، التي أصابها التشقق، كل ما أنا يعود...
June 7, 2009
رجل لا تعرفه الشوارع ..
كان يمشي وكأنه يطارد الأرض والسماء، يرقص بين نفسه وحول نفسه يدور في خيالات متعددة لا أراها.. أحاول أن أجتذب شيئا من وعاء الذاكرة الخربة، أجده هناك منزويا في ركن مرّ عليه تسع سنوات.. إنه هاني ..
هكذا رحت أؤكد لنفسي برغم أن ما يلبسه من ملابس لا يمت بصلة لهاني الذي أعرفه .. فقد كان يرتدي قميصا متسخا بشدة، وبنطلونا شبه ممزق، ويبرز جزء من كرشه الضخم وسط قميصه الذي تمزقت أزراره وبدت بطنه عارية أمامي وكرشه كأنه يناطح العالم.. أردت أن أتوقف.. أن أسير.. ولكنه كان ما يزال يواصل الرقص حول نفسه في...
May 28, 2009
أي نيران تطفئ لهيب !!!
تطوف كما النحلة، تطوف كما الخيال الناضج في دائرة عبثية أحكم حلقاتها أنا.. هي من تكون بداخلي عندما أنوي أن أشرد بعيدا عن كل تعريف أو مسمى ملفوظ بالكتابة، هي من تتغزل حولها كل أشياء، سجائري، ولاعتي، قميصي القديم، حذاء جديد وآخر بال.. هي من ترتسم في ظلها كل الأشياء ، وتهرب من بين جوانبها كل الأشياء سمراء ، بيضاء ، حالمة ، شاردة ، عاقلة ومتغلبة على أموري ، غاضبة وقاتلة ، عاشقة مبتهلة بالدعاء ، وأنثى تتمرد بين جوانحي ، هي اللحظة الآتية الغبية ، واللحظة الماضية الآثمة ، هي أنثاي ، وهي امرأتي ، هي...
May 8, 2009
شات...

لم تكن هيلين هي الوجه المنتظر لي الآن ، فبعد خمس سنوات من تعارفنا خلال "شات" غريب ، لم أتوقع قط أن تقول لي : أنا جاية مصر بكرة ..
توقعت أن أقول كلمة قبيحة ، ولكنني منعت نفسي وقتها وأنا أقول : مفيش مشاكل تشرفي ..
ندمت بعدها أنني أعطيت لها كل المعلومات الضرورية عني من قبل ،وأنني وصفت لها حياتي وصفًا غريبًا ، فما كانت هيلين سوى انبعاث لفكر خاص بيّ ، يدور حولها فلك خاص بها ، ودوما أجد المبرر الكافي لكي لا أقطع علاقتي بها ؛يكفي أن أطرح لنفسي فكرة المنظومة العالمية وأننا في عالم العولمة ، وكنت...