شهرزاد! من هي هذه المرأة التي يبعث اسمها على الحلم ولماذا تجعلنا نحلم؟. تمثل قصة شهرزاد هذا الانتصار العجيب للبريء والضعيف الذي ينجح في تغيير مصيره بمداهنة جلاّده محولاً الحقد إلى حبّ، حيث يصبح التهديد بالموت الخاطف كالبرق سلسلة طويلة من ليالي الحب. إن مأثرة شهرزاد ما كانت لتتم لو لم تختزن شهرزاد كمّاً هائلاً من الأخبار التي استخدمتها لتبني قصصها حيث التفاصيل الواقعية المدهشة تنمّ عن معرفة استثنائية وإلمام عميق بالعالم والكائنات. الأمر لا يتعلق بقصة أو قصتين أو ثلاث بل بألف قصة وقصة، أي بسنتين وتسعة أشهر من ثلاثين يوماً ويوم. هل كان بمقدور فتاة شجاعة، ابنة أحد الفلاحين الأميين في عاصمة شهريار أن تقوم بهذا الإنجاز؟ هنا يكمن الجواب الوحيد المهم ونستطيع العثور عليه في الكتاب، المرجع نفسه، في ألف ليلة وليلة، الكتاب الذي اعتدنا قروناً على التهامه دون التنقيب فيه برويّة بحثاً عن الآلية الطبقية التي تتحكم بالقصة الخرافية.
آن الأوان للبدء بتحليل ما يسحرنا ويجعلنا نحلم. من خلال هذا الطرح تنطلق الباحثة فاطمة المرنيسي في رحلة فكرية استقصائية للبحث في عالم المجتمعات المغربي لرصد موقع المرأة المغربية وتحولات فعاليتها والنظرة إليها على الصعيدين الفكري والاجتماعي خلال فترات زمنية متعاقبة في محاولة ومن وحي شهرزاد، لفت نظر المجتمع المغربي والمرأة فيه بصورة خاصة، إلى وجوب لعب ورقة العصر؛ أي عدم فقدان دقيقة واحدة في التحسر على كل ما يملكه هذا المجتمع (لا نملك التكنولوجيا التي ينبغي، ليس لدينا المناخ المناسب أو العملة المناسبة...) على العكس، يجب استثمار هذه الدقيقة الثمينة في تصور كيفية تغيير التوزيعة، يمكن انتزاع المعرفة التكنولوجية: الإجازة، التدريب، البرنامج التلفزيوني الناجح، المقال في الصحيفة، الاستماع خبير... وليس بالضرورة من خلال القضاء على الشريك وإنما لمجرد اللعب بمهارة خصوصاً عندما تكون اللعبة هي الحياة ببساطة.
فاطمة المرنيسي كاتبة و عالمة اجتماع (سوسيولوجية) مغربية و نسوية علمانية. تهتم كتاباتها بالأسلام والمرأة وتحليل تطور الفكر الأسلامي والتطورات الحديثة. بالموازاة مع عملها في الكتابة تقود كفاحا في اطار المجتمع المدني من أجل المساواة و حقوق النساء، حيث أسست القوافل المدنية و تجمع "نساء,عائلات,أطفال". في ماي 2003 حصلت على جائزة الأدب من طرف أمير أستورايس مناصفة مع سوزان سونتاغ. وُلدت فاطمة عام 1940 بفاس وسجلها أبوها العالم المتدين في أوائل المدارس العربية الوطنية الخاصة التي أنشئت لكي لا يدرس أبناء الوطنيين في مدراس فرنسا الاستعمارية. تابعت دراستها بالرباط ثم فرنسا، فالولايات المتحدة ومنذ الثمانينات أصبحت مدرّسة في جامعة محمد الخامس بالرباط. تكتب بالفرنسية و قد ترجمت عدة كتب لها إلى الإنجليزية و لغات أخرى بما فيها العربية منها:
السلطانات المنسيات شهرزاد ليست مغربية أو شهرزاد ترحل إلى الغرب (بالإنجليزية: Scheherazade Goes West) الإسلام و الديمقراطية . شهرزاد ترحل إلى الغرب . أحلام النساء الحريم ( حكايات طفولة الحريم )
رغم الثلاثة نجوم إلا أنه قد أعجبتني أجزاء كثيرة من الكتاب، وكنت أحاول ربط الأجزاء المتعلقة بتمكين المرأة المغربية من التعليم والعمل بواقع المرأة الخليجية فوجدت أوجه تشابه بسيطة. أحسب للكتاب أنه يشجعني على القراءة أكثر لفاطمة المرنيسي فقد أحببت أسلوبها في الطرح.
الفضول للعنوان قادني لاقتناء الكتاب على أنه رواية أو بحث عن شهرزاد التي نعرفها من ألف ليلة وليلة، لكنه كان مختلفًا في مضمونه عن الرواية والتاريخ. فاطمة المرنيسي، ما بين افتتاحية شهرزاد وختامية اليابان، تستعرض لنا احصائيات وأرقام عن نساء المغرب العاملات وعن مستويات التعليم والفروق بينها وبين الدول شرق الآسيوية المنتجة. نظرتها مستقبلية، نظرة واعية جاءت سابقة لعصرها كامرأة وعربية تؤمن بضرورة التعليم والتدريب للجميع للنهوض بالدولة بشعبها وكوادرها الشباب. الكتاب يغلبه الأرقام والمقارنات كملف اقتصادي، لكنه ملهم ومهم ليس للمغرب وحدهم، بل لجميع الدول العربية لاسيما النساء، كما أنه مكتوب بأسلوب شيّق وبسيط.
# اسم شهرزاد مقتبس من كتاب ألف ليلة وليلة، والهدف منه هو إبراز كيف أنجت نفسها بسبب ماكان في جعبتها من علم أنقذها من ملاقاة نفس مصير من سبقوها. #يعرض الكتاب إشكالية التحصيل العلمي للنساء على مر التاريخ المغربي من سنوات الثلاثينات والأربعينات إلى سنوات التسعينات. # يعرض معاناة المرأة الريفية في غياب المصانع للعمل وغياب المدارس للتعلم وتمركزها في المدن. # عدم تعليم البنات لم يقتصر على الفقراء فقط ، بل على بنات الأغنياء أيضا. # محمد الخامس رحمه الله هو أول من أخرج المرأة المغربية من الجهل إلى نور المعرفة ووضع أول اللبنات لتعليم البنات.
أثّرت شخصية وقصة شهرزاد في العديد من الفنانين والأدباء حول العالم، من بينهم الفنان ريمسكي كورساكوف الذي ألف سيمفونية شهرزاد، وكانت شهرزاد أيضًا منبعًا لإلهام الكثير من المؤلفين الذين تناولوا قضيتها من زوايا مختلفة، فمؤخرا قرأت كتاب اختراع العزلة لپول اوستر والذي تحدث فيه عن "عزلة شهرزاد".
والمرنيسي في كتابها هذا تناولت قصة شهرزاد بتحليل مختلف، اذ استطاعت شهرزاد تغيير مصيرها بالمعرفة، لم تكن شهرزاد لتتمكن من النجاة من الموت لو لم تختزن كمّاً هائلاً من الأخبار التي استخدمتها لتبني قصصها حيث التفاصيل الواقعية المدهشة تنمّ عن معرفة استثنائية وإلمام عميق بالعالم والكائنات. الأمر لا يتعلق بقصة أو قصتين أو ثلاث بل بألف قصة وقصة.
وهنا يتدخل الانتماء الطبقي لبطلتنا: شهرزاد فتاة ارستقراطية أمضت طفولتها ومراهقتها في القراءة، بنت الوزير التي تنطق بكل هذه القصص الخارقة وليس بنت النجار او الحداد.
هذه المقدمة عن شهرزاد هي موضوع الكتاب الأساسي ومدخله لأهمية سلاح العلم والمعرفة للمرأة المغربية، وكذا عن علاقة النساء بالمعرفة وحتما بالسلطة.
من خلال هذا الطرح تنطلق المرنيسي في رحلة فكرية لمعالجة الازمة الناتجة عن فرص التحصيل العلمي غير المتكافئة وماتطرحها من رهانات لايجاد البدائل، وترى بأنه من أولويات التنمية الناجحة وجوب الحد من التفاوت الطبقي، وهذا الحد يمر حتما عبر توصيل المجتمع، والنساء بوجه خاص، الى العلم والمعرفة دون تمييز طبقي.
لتنطلق بعدها في دراسة المجتمع المغربي في فترة الثمانينات وعلاقته بمشكلة الهوية القومية (علاقتنا بالخارج، بالغرب) و مشكلة الهوية الجنسية (علاقة الرجل بالمرأة).
يمكن اعتبار هذا الكتاب مجموعة من المقالات الاقتصادية المعززة بالعديد من الأرقام والإحصاءات عن نسب تعليم الإناث والذكور وإحصاءات عن الصناعات اليدوية التي تشكل النساء فيها نسب تصل الى 60٪ في صناعات مثل صناعات النسيج. هذا التحول في قطاع الصناعة أحدث تغيير أكيد في الهوية الجندرية عند الطبقات العاملة لكن هذا التغير لم يكن بدافع دعم النساء أو تغيير الأدوار الإجتماعية بل كان هدف الشركات المتعددة الجنسيات تشغيل عمالة بتكلفة أقل.
تحدثت أيضا عن النشأة التاريخية لتعليم النساء في المغرب وخاصة التعليم الثانوي الذي أحدث ثورة جنسية عميقة في مغرب الاربعينات، عن دور الملك محمد الخامس و زعماء الحركة الوطنية في "تحرير المرأة المغربية".
انطلاقا من وجهة النظر الطبقية، قدمت المرنيسي في كتابها الشهادات التي ادلت بها نساء "أميات": السيدة الشرايبي وهي امرأة برجوازية من فاس والتي لم يمنحها انتمائها لهذه الطبقة الدخول للمدرسة وفي الجانب الأخر الرسامة الشعيبية من الدار البيضاء التي استطاعت ان تنعتق من طبقتها العاملة بفضل موهبتها.
كما قدمت مجموعة من المقابلات مع العاملات للحديث عن أجورهن ومستقبلهن، وتطورهن في وظائفن الذي كان ينتهي عند المرحلة التقنية المتطورة التي تحتاج شهادة ابتدائية على الأقل لتستطيع العاملة أخذ دورة تقنية تؤهلها للعمل في مستوى أعلى. وقد كانت نسبة النساء دون شهادات في مجال الصناعة ما يقارب 60٪ ولم تكن النسبة أقل عند الرجال العاملين في الصناعة، فالنسب متقاربة إلى متساوية بين الرجال والنساء في طبقة البروليتاريا.
طرحت فاطمة سؤال مهم عن مستقبل العاملات في ظل تحول هذه الشركات لصناعات تعتمد على رأس المال أكثر من اعتمادها على الأيدي العاملة، وعن أهمية وجود مشروع وطني قادر على تعليم النساء العاملات وفي الأماكن النائية وتطوير دورهم داخل اقتصاد وطني.
في مقدمة الفصل المخصص لميزانية التربية الوطنية، تتساءل المرنيسي عن سبب انخفاض المستوى العلمي لاغلبية النساء المنتميات الى الطبقات الفقيرة في الأرياف والمدن بالرغم من مرور ثلاثين عاما على الاستقلال؟
لقد مر أكثر من ذلك بكثير يا فاطمة وما زال الحال كما هو... انها السخرية السوداء اننا فعلا مازلنا في هذا الوقت نتحدث عن انخفاض نسبة التعليم، عن الأمية وعن هزالة ميزانية التربية الوطنية.
كخاتمة للكتاب تحدثت عن نموذج اليابان وأهمية المشروع الاقتصادي والتعليم عامة والتقني خاصة في تطوير المجتمع، والدور الذي تلعبه النساء في المجتمع الياباني رغم الرؤية الغربية لتقليدية الأسرة اليابانية.
بدات الكتاب في تكلمها عن حرب الخليج انتقدت سياسه في ذاك الوقت اللي مااشبها بوقتنا هذا ..لكن الفكره الاهم في هذا جزء من الكتاب هو انها واعتقادي مثل اعتقادها ان الشعب القوي فعلاً هو اللي يتثقف ويتدرب وفق التكنلوجيا المتطورها وايمانها ان التحصيل العلمي حق للجميل ان مافي حاكم قوي اذا ماكان شعب قوي .. استعملت قصة شهرزاد كرمز شرحت فيه علاقة النساء بالمعرفة والسلطه والاقتصاد مثلت القصه وكانها انتصار للشخص البريء الضعيف اللذي ينجح في تغير مصيره قدر يحول الحقد لحب وتهديد الموت ل ليالي من الحب مع شخص ناقم على النساء .. اذا صنفنا شهرزاد اجتماعيا هي ارستقراطية عاشت طفولتها ومراهقتها في القراءه تكدس العلم تجمع المعلومات هذا الشي اللي ميز الطبقات الحاكمه على هذا الكوكب .. المعرفه كانت سلاح لها لم يكن جمالها بقدر ثقافتها من انقذها من الموت ..المعرفه كسلاح للاستمرار ..اذا بالمقابل الجهل وتجهيل هي المشكله الاساسيه للظلم للاستراتيجيات اللي يستخدمها الطغاه الجبابرة ضد الضعفاء <النساء..اكثر الضعفاء الريفيات ساكنات القرى والمناطق النائيه اكثر ضعف ..الفقيرات اكثر واكثر > تكلمت عن المجتمع المغربي اثناء وبعد الاستعمار اللي فينا نفتح اي كتاب تاريخ ونقرأ عنه لكن اللي يهمني هو ان المستعمر حرص (ليوطي) ع ان المرأة المغربيه ماتتعلم ان كان مدرك خطر توعيه المرأه لساطتهم حرص ان تعليم يكون حكر ع ناس وناس لكن رغم ولكن محمد الخامس ساعد ان المرأه تكون متعلمه ووقف ضد كل شخص حاول يلصق جهل بالعاده والدين .. كثيييييييير تكلمت عن اهميه عمل المرأة عملت مقارنات جميله بين سنغافوره والصين والشركات الاوربيه تكلمت عن الايدي العامله اغلبها نسائيه مساهمتهم في اقتصاد المغرب ... ايضا تكلمت بشكل عام عن دور التعليم في وصول المرأة المغربيه لمناصب كبيرة ..اخر جزء في كتاب تعمقت في طبيعة وشخصية الياباني كفرد انضباطه ليس كقيد بل كرغبة وهدف بحد ذاته بعكس بعض ناس !!ناس اللي هنا طريقة تعليمهم ماقبل المدرسه ان التعليم الاجباري الزاميته من سن 9سنوات انعدام الرسوب ..(بينما الاطفال بالمغرب مجرد عدم اتجيازه يرسب مع وقت يطرد ويكون مكانه الشارع والضياع .. النقطه الثالثه او السر الثالث اللي كان سبب في نهضة اليابان هو الفرص المتساويه للنساء والرجال ان الشي الوحيد الخارق فيهم هو ايمانهم العميق ب اننا انت وانا وكل الكائنات البشرية مخلوقات رائعة يجب تنميتها وتثقيفها وانضاجها ..التقدم في طريق حيث لاحدود للكمال ..كتاب ممتع صارلي بقرأ فيه من شهر
بداية ومن عنوان الكتاب ، أعجبت كيف تناولت المرنيسي قصة شهرزاد وألف ليلة وليلة، بتحليل مختلف. نعرف أن حكايا شهرزاد هي التي أنقذتها من الموت، لكن تحليل المرنيسي بأن هذه الحكايا لم تكن شهرزاد لتتمكن من سردها لو لم تكن متعلمة مثقفة تملك المعرفة! المعرفة = النجاة .... هذه المقدمة عن شهرزاد هي موضوع الكتاب الأساسي ومدخله لأهمية سلاح العلم والمعرفة للمرأة المغربية والريفية تحديداً، فصول الكتاب الأخرى تناولت هذا الموضوع من زوايا اجتماعية واقتصادية. وأخيرا فصل عن اليابان كنموذج تسلح ��العلم والمعرفة ليكون في مصاف الدول المتقدمة مع تمسكه بتقاليده . فصول الكتاب متنوعة لا رابط بينها لوهلة، سوى موضوع العلم والمعرفة فأولا هو المنقذ من الموت وثانياً هو الطريق لاقتصاد ناجح ومنافس وثالثا هو طريق للتقدم. كتاب خفيف وممتع ومثري
كتاب فاطمة مختلف قليلا عن باقي كتبها التي تناقش فيها التراث وقضايا المرأة المتعلقة بالمجتمعات التقليدية والإمكانات داخل التراث، بل تدرس المجتمع المغربي في فترة الثمانينات والكتاب مجمله إحصائيات عن نسب تعليم الإناث والذكور وإحصاءات عن الصناعات اليدوية التي كانت تشكل النساء فيها نسب تصل الى ٨٠٪ في صناعات مثل صناعات النسيج. هذا التحول في قطاع الصناعة أحدث تغيير أكيد في الهوية الجندرية عند الطبقات العاملة لكن هذا التغير لم يكن بدافع دعم النساء أو تغيير الأدوار الإجتماعية بل كانت مصانع لشركات عابرة للجنسيات هدفها تشغيل عمالة بتكلفة أقل.
انتقلت بعدها فاطمة لإجراء مقابلات مع السيدات العاملات للحديث عن أجورهن ومستقبلهن، وتطورهن في وظائفن الذي كان ينتهي عند المرحلة التقنية المتطورة التي تحتاج شهادة ابتدائية على الأقل لتستطيع العاملة أخذ دورة تقنية تؤهلها للعمل في مستوى أعلى. وقد كانت نسبة النساء دون شهادات في مجال الصناعة ما يقارب ٨٤٪ ولم تكن النسبة أقل عند الرجال العاملين في الصناعة، فالنسب متقاربة إلى متساوية بين الرجال والنساء في طبقة البروليتاريا. طرحت فاطمة سؤال مهم عن مستقبل العاملات في ظل تحول هذه الشركات لصناعات تعتمد على رأس المال أكثر من اعتمادها على الأيدي العاملة، وعن أهمية وجود مشروع وطني قادر على تعليم النساء العاملات وفي الأماكن النائية وتطوير دورهم داخل اقتصاد وطني.
تنتقل في النهاية للحديث عن نموذج اليابان وأهمية المشروع الاقتصادي والتعليم عامة والتقني خاصة في تطوير المجتمع، والدور الكبير الذي تلعبه النساء في المجتمع الياباني رغم ما تورده الدول الغربية عن تقليدية الأسرة اليابانية.
هل نحن بحاجة لحركة نسوية في بلداننا العربية؟ بالطبع، حضور ووجود قضية المرأة، بداية من التعليم، في أي حركة سياسية أمر أساسي لأن الحركات السياسية عبر التاريخ لم تجلب بالضرورة حقوق للنساء، لكن ما تحتاجه الحركات النسوية فهم أكثر للمجتمع وتركيبه وعدم اعتماد التحليل الجندري وحده في قضايا المرأة وربطها بقضايا متعلقة بحقوق أولية كحقوق العمال ومسألة الفقر. تحتاج الحركة النسوية لذكاء أكبر في تحالفاتها وانتقاء أجدى لمعاركها، لكن بالتأكيد محافظتها على وجودها بشكل راسخ بالحركات السياسية أمر أساسي ولا يتنازل عنه.
قراءتي الثالثة في إطار الأدب النسوي : شهرزاد ليست مغربية للدكتور فاطمة المرنيسي ، ترجمة ماري طوق و عن المركز الثقافي و نشر الفنك. العمل يستحضر شهرزاد تلك المرأة الموسوعية المعرفة التي تسيطر على شهريار بقوة معرفتها و سحر كلامها أكثر من جمالها و على هذا حدث الدكتورة المرنيسي عن المرأة المغربية التي لم تستطع بعد و ان كانت قد وضعت رجلها على أول الطريق ان تتخلص من الأمية خصوصا في البوادي و ان تجد لها مكانا في العمل السياسي. العمل هو قراءة إحصائية لواقع المرأة المغربية من الاستقلال إلى ثمانينات القرن العشرين على مستوى التعليم(مقارنات بين الطبقة الغنية و الفقيرة ) و على مستوى سوق الشغل(صناعات الإليكترونيات و النسيج مثلا). العمل يتحدث عن دور المرأة في الرقي باقتصاد المغرب مقارنة مع دول جنوب شرق آسيا و يستحضر نموذج اليابان الرائدة في المجال الاقتصادي . عموما هو عمل يقرأ في سياقه الزمني باعتباره مرجعا لمقارنة الإحصائيات حول ومدرس المرأة المغربية و كذا حول ميزانيات وزارة التعليم . أسلوب الدكتورة المرنيسي مميز حيث المزاوجة بين ماهو علمي رصين محايد و ماهو تجربة شخصية ذاتية الشئ الذي يمنح أعمالها تفردها الخاص. 8/10
المدخل الذي ابتكرته الكاتبة لموضوعها و المتمثل بالعنوان ( شهرزاد ليست مغربية) ذكيّ و يصبغ الحديث المليء بالأرقام متعة يستأنس بها القارئ الذي يكره الأرقام كحضرتي ، دائما ما يبهرني كتاب المغرب برصانة ما يقدمون و عمقه ، المرنيسي واحدة منهم ، أوصلت فكرتها التي تتلخص بالتالي ( الاهتمام بتعليم المرأة الفقيرة الريفية عامل مساهم في رفعة اقتصاد البلد و تطوره صناعيا ) بطريقة تجعل الفكرة تتسرب بشكل غير مرئي لعقل القارئ ، فبعد أن انتهيت من الكتاب لم أستطع أن أحصر الأفكار بشكل محدد أو مسلسل ، طريقتها في الطرح مبتكرة و كأنها شخص مقرب يجبس قبالك و يتحدث لك عن فكرة كبيرة بطريقة مبسطة و كأنها أحاديث صديق دون تقسيم و تحديد و تسلسل .. . إلخ و هذا الأسلوب ربما يكون أكثر تأثيرا من الطريقة المباشرة المحددة .
فحوى الكتاب رائع وملهم..يضم احصائيات وارقام وردت عبر التاريخ لمسيرة المرأة المغربية.. كل ما يدور بالكتاب من تشجيع للمرأة ومكانتها يمكن تطبيقو عكل نساء الارض وليس فقط المغربيات. العنوان ليس مطابقا تماما للفحوى ولكنه جميل وجذاب للقارئ حتى يشتري الكتاب
"أجل، شهرزاد ليست مغربية وإلا لكانت موظفة! أو ربما أستاذة أدب في إحدى جامعات العاصمة، أو أجيرة عادية في وزارة التربية الوطنية ولكن فخورة بأن تكون كذلك. في الواقع، إن المرأة في المغرب الحديث التي توازي شهرزاد معرفة، المرأة المثقفة ذات المواهب الإستثنائية، لن ترضى بأن يتمتع زوجها وحده بهذه المواهب وتبقيها في إطار حميميّ ضيّق. إن المغربية التي توازي شهرزاد اليوم ثقافة تنمّي في داخلها توقا لتحقيق ذاتها ولممارسة مهنة تسمح لها بتوظيف ثقافتها في خدمة الجماعة والشعب".
أمثالي من عُشّاق ومُحبّي المرنيسي يعرفون جيدا حبّها وكلفها بقصة شهرزاد وشخصيتها، يعرفون كيف أثرت ألف ليلة وليلة على مسارها وتفكيرها بشكل عام، كما أن لها كتاب آخر بعنوان" شهرزاد ترحل إلى الغرب". شهرزاد في كتابنا هي المرأة المغربية، وشهريار أو كما تطلق عليه المرنيسي "الجلاّد" هو المجتمع. تحدثت الكاتبة في البداية عن حرب العراق، حرب الخليج الأخيرة، وأطروحتها بخصوص الأمر تشير لكون انتصار أمريكا غير راجع لقوة هذا البلد العسكرية بل هو راجع لسببين هما : السلطة الديموقراطية في اتخاذ القرار، والتحصيل العلمي بشكل عام، وبشكل خاص تكوّن الجيش الأمريكي من رجال ونساء(من كافة الطوائف والألوان) متكافئين من حيث التعليم وحس المسؤولية والعقلانية. انتقلت بعد ذلك للحديث عن التحصيل العلمي للنساء في المغرب، بدءا بالمبادرة الأولى التي بها انكشحت سلاسل الأنساب الذكورية وهُدّمت صروح الجهل في عقل الرجل المغربي بعد أن أُطيح بأسس المغرب القديم المسجون داخل رفض بدائي للعالم الخارجي،المبادرة هي عندما قام محمد الخامس سنة١٩٤٧ بانتداب ابنته " الأميرة عائشة" وعهد إليها بسلطته لتقرأ خطابا سياسيا أمام الجمهور المغربي الذي كان مصعوقا، مندهشا بهذا الرمز المنبوذ عادة، الصامت دائما. بعد ذلك وفي سنة ١٩٤٨ تم اتخاذ قرار فتح جامعة_مسجد القرويين بوجه النساء بعد أن كان حكرا على الرجال فقط، دُهشت كبقية من يظن أن المدارس فتحت للنساء بفضل الإستعمار الفرنسي بعد أن عرفت من الكاتبة أن صاحب القرار هو الملك محمد الخامس وغيره من دعاة الوطنية الذين جفّت أقلامهم بالدعوة لتعليم المرأة كعلال الفاسي وكتابه المعروف "النقد الذاتي". بعد استعراض تاريخ المرأة وإشكالية التعليم من الثلاثينات والأربيعات وقوفا عند التسعينات، استطردت في طرح معاناة المرأة الريفية والطبقات الفقيرة في غياب المصانع وغياب المدارس للتعلم،فكانت الفصول الموالية عبارة عن صرخة في وجه المسؤولين ليصبح العلم عاما وليس نخبويا. الفصل الأخير كان رائعا،حكت فيه المرنيسي تجربة سفرها إلى اليابان،إمبراطورية الشمس الطالعة، لِتُطلعنا بذلك على سر هذا الشعب المبهر المُعجز الذي أعاد إحياء دولة من الخراب بعد الحرب العالمية2، دولة أصبحت منافسا قويا، وخطرا مهدّدا للدول التي اعتادت التقدم على نظائرها. الكتاب في مجمله محلّي، أي أن غير المغربي لن يستمتع إلا بالخمسين صفحة الأولى، وبعد ذلك أرقام وإحصائيات لمختلف المواضيع التي قد تهم من يريد الإطلاع على مغرب التسعينات فقط. المرنيسي في كتابها تحدثت عن تعليم المرأة وأثره على تقدم الدولة بشكل عام، ولم تطل الحديث عن هذا الموضوع "اجتماعيا" مشيرة لكون الشاب المغربي يتواجه مع العالم الداخلي (المرأة) بصفتها طاقة ضرورية في مسار سيطرته على الكون ونضوجه هو بالذات أعرف كما تعرف الكاتبة طبعا أنه دائما ستكون هناك فئة ناقمة، ساخطة، تحنّ لمغرب الأجداد والحريم،وتطلب منا ��لعودة للمطابخ وكأننا قوارير غاز، هذه الفئة الفاشلة راغبة في عودة زمن كانت الرجولة فيه تُقاس بعدد النساء المحصورات المحبوسات في البيت للخدمة والإذعان.لأن مغرب اليوم والعالم اليوم يطلب من هذه الفئة طرقا أخرى لإثبات رجولتهم وأفضليّتهم"الواهمة" بعد أن أثبتت النساء جدارتهن واستحقاقهن وقدراتهن العقلية والجسدية التي كانت مضمورة محبوسة خلف أبواب الحرمان وجدران القمع . 《وأدر� شهرزاد الصباح فلم تسكت عن الكلام المباح》� 💙 فشهرزاد اليوم تقول كل ماتريده وليس فقط ماهو مباح 💙
شهرزاد ليست مغربية لفاطمة المرنيسي. كتاب مشحون بالافكار والإحصائيات والوقائع والتواريخ. كتاب لازلت غير متأكدة عن ماهية موضوعه بالتحديد، من مقدمة عن حرب العراق الى خاتمة عن اليابان، يمكن القول انه تقييم لحالة البلدان العربية والمغرب بالتحديد ومكانه في سياق التقدم التكنولوجي لدى دول العالم الأول. ورغم انني لم اتفاجأ بمعظم المعلومات والحقائق المقدمة، فهذا الكتاب في الأخير تمت كتابته في نهاية القرن الماضي فكنت اتمنى لو كان بروعته يحمل ارقاما اكثر حداثة لكنني لم امانع حقا لأن ذلك لن يغير المضمون والفكرة. لكن ما ادهشني واثار انتباهي هي الفصرل الوسيطة للكتاب (من الفصل ٨ إلى ١٥) حيث تطرقت المرنيسي الى تاريخ المغرب وكيف اصبح تعليم الفتيات ممكنا. صدمت حين قرات ان الملك محمد الخامس اعطى لإبنته لاله عائشه قراءة خطاب سياسي مهم في ١٩٤٧ وكم اثر ذلك في تغيير اذهان المغاربة المحافضين لكي يرسلو بناتهم لإستكمال الدراسة بعد المدرسة القرءانية. جعلني ذلك ان اعيد النظر في حكمي المسبق على تاريخ المغرب في تمكين نسائه الذي، وأعي الآن، لم يكن مبنيا على حقائق واقعية
This entire review has been hidden because of spoilers.
The book had one aim only. which is emphasizing the consequence seen in the industrial sector in Morocco due to lack of education provided to Moroccan women. It was a good insight into women's situation in Morocco in the 80's/90's, yet it did not drive my interest as her other books did.