كتاب حول إطار البحث الإجتماعي وفهم الطبيعة البشرية المترفة وكذلك تحليل لبعض الأمور ذات الطابع الإجتماعي ويتناول الكتاب أيضا أحداث التاريخ الإسلامي في ضوء المنطق الاجتماعي الحديث وموقف قريش من الدين الجديد وتطورات المفاهيم الإجتماعية بعد ظهور الدين واثره على قريش وتلاها من صراع على الخلافة الإسلامية بعد وفاة محمد بن عبد الله وأيضا مقتل عثمان بن عفان وما رافق مقتله من صراع ما بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان وخلاف قائم بين السنة والشيعة إلى يومنا هذا حول هذا الأمر.
كتاب وعاظ السلاطين وهو عنوان كتاب للباحث الإجتماعي العراقي الدكتور علي الوردي صدرت الطبعة الأولى من هذا الكتاب سنة 1954م
علي الوردي وهو عالم اجتماع عراقي، أستاذ ومؤرخ وعرف باعتداله وموضوعيته. حصل على الماجستير عام 1948م، من جامعة تكساس بمدينة اوستن، بالولاية الامريكية تكساس الامريكية. حصل على الدكتوراه عام 1950م من نفس الجامعة. قال له رئيس الجامعة عند تقديم الشهادة له: (أيها الدكتور الوردي ستكون الأول في مستقبل علم الاجتماع). أكثر من 150 بحثا مودعة في مكتبة قسم علم الاجتماع في كلية الاداب جامعة بغداد. كان الوردي متأثرا بمنهج ابن خلدون في علم الأجتماع. فقد تسببت موضوعيته في البحث بمشاكل كبيرة له، لأنه لم يتخذ المنهج الماركسي ولم يتبع الأيدلوجيات (الأفكار) القومية فقد أثار هذا حنق متبعي الايدلوجيات فقد اتهمه القوميون العرب بالقطرية لأنه عنون كتابه" شخصية الفرد العراقي" وهذا حسب منطلقاتهم العقائدية إن الشخصية العربية متشابهة في كل البلدان العربية. وكذلك إنتقده الشيوعيون لعدم اعتماده المنهج المادي التاريخي في دراسته.
ولد في بغداد في مدينة الكاظمية عام 1913م.ترك مقاعد الدراسة في عام 1924 ليعمل صانعاً عند عطار وطرد من العمل ولكنه طرد من العمل لانه كان ينشغل بقراءة الكتب والمجلات ويترك الزبائن وبعد ذلك فتح دكان صغير يديره بنفسه، وفي عام 1931 التحق بألدراسة المسائية في الصف السادس الابتدائي وكانت بداية لحياة جديدة. واكمل دراسته وأصبح معلما. كما غير زيه التقليدي عام 1932 وأصبح افندي.وبعد اتمامه الدراسة الثانوية حصل على المرتبة الثالثة على العراق فأرسل لبعثة دراسية إلى الجامعة الأمريكية في بيروت وحصل على البكلوريوس وارسل في بعثة أخرى إلى جامعة تكساس حيث نال الماجستير عام 1948 ونال الدكتوراه عام 1950.
عام 1943 عين في وزارة المعارف مدرسا في الاعدادية المركزية في بغداد. عين مدرسا لعلم الاجتماع في كلية الآداب في جامعة بغدادعام 1950 ،أحيل على التقاعد بناء على طلبه ومنحته جامعة بغداد لقب (استاذ متمرس) عام 1970. كتب وألف العديد من البحوث المهمة والكتب والمقالات ولم يلتفت إلى مستقبله الشخصي، وإنما كانت حياته معاناة وتعب وأجتهاد وأختلف مع الحكام في بعض الأمور، وفي هذه المعاناة وحدها رأى المستقبل يصنع بين يديه. كتب عنه: سلامه موسى, عبد الرزاق محيي الدين, ومئات الصحف والموسوعات والكتب ورسائل الماجستير والدكتوراه, ومنذ أواخر السبيعينات انشغل بكتابة مذكراته لإخراجها في كتاب.
هو بحث مهم في تاريخ الكتاب العربي ومن أشهر الكتب المتناولة وأقلها شأنًا للدكتور علي الوردي. تناول فيها دور رجال الدين الوعاظ والصراعهم النفسي وازدواجية شخصيتهم ودروهم في إصلاح المجتمع وكذلك العكس حيث يتناول دورهم في إفساد المجتمع من ناحية تغليب مصلحة السلطة على الشعب خصوصًا بتركيزه علي عهد الصحابة كعادته ثم ينتهي موضوع الكتاب في فصوله الأولى ويتناول بقية الكتاب في غير موضوعه.. يبدأ الوردي في مناقشة شخصية رجل الدين الوعاظ أولئك قريبي الصلة من بلاط السلطة حيث تناولهم منذ بداية قيام الدولة الإسلامية في المدينة المنورة ثم تعمق في دورهم فترة الحرب الأهلية بين جماعتي علي ومعاوية وما كان من إفرازاتها كلمحة خاطفة حيث كان تركيزه أكثر الأمر في الدور التأسيسي أي القرن الأول.
مقدمة علي الوردي في كتابه تعطيك التصور العام للكيفية التي سوف تكون نهجه في الكتاب فعندما يخبرك في المقدمة "من السهل أن يغري الشيطان إنسانًا اعتاد على الوقار المصطنع والتزمت الشديد" ص 9 (*) فأنت تعرف ماطبيعة الدراسة التي سوف يتناولها والتي قد وفق فيها وليت نهج علي نفس المنوال بقية الكتاب.
في طيات الكتاب مناقشة علمية لرجل الدين والسلطة وأثر المال والمنفعة في خلق الهوة بين العامة وبعض الصحابة ضد (عثمان) وحتى موعد قتله وكذلك استمرار (بعض) الأصوات باسم الدين في عهد (علي) من بعده في تسيس مصالحهم على (دم) عثمان. وكذلك الحديث عن حالة الغنى والفقر وأثر ذلك في عهد عثمان وعلي وصولًا لقيام الأموية مع (معاوية)، والدور الخطير الذي قام به (أبي ذر الغفاري) في عهد عثمان في مسألة كنز المال حتى إنقاطعه عن الناس لغاية وفاته والذي يراه الوردي طردًا بينما هو من خرج للربذة. تناول (علي الوردي) لمثل هذه الشخصيات وهذه الحساسية فاق (هادي العلوي) بسبب نظرية الأول التطبيقية ويقابلها على العكس جدلية التاريخ المادية / الماركسية عند الثاني. إلا أن جدلية هادي العلوي كانت أعدل منه وكان موضوعيًآ أكثر منه.
بعد ذلك يتناول الوردي مفهوم العنصر الأحنبي أو الخارجي صاحب الوجود الخفي مثالًآ لما هو في التوراةو وهو هنا يناقش ذلك في شخصية عبد الله بن سبأ في عهد علي بن أبي طالب وأثر الرواية المغرضة في هذه الشخصية والوردي ينكر هذه الشخصية وللأمانة هي شخصية مقلقة في البحث الإسلامي مابين منكر لوجودها ومثبت والمؤلف يتحدث عن دورها في مسألة نهوض السبئية وماذا حدث منها من فتن ويرد ذلك لدور الدعاية للفريق المنتصر. ص 95 � 116 (**).
مابين المبحث السادس والسابع المؤلف يركز على دور النبي في طريقه تعاطيه مع قريش ودور قريش ما بعد وفاته، وفي هذين الفصلين استشهاد من الوردي من مراجع حديثة عربية وأجنبية الكثير منها أعتمد في الأساس على روايات هشة تعادي بعضها الصحابة في القرن الأول. لم يحسن مناقشتها الوردي مثلما فعل هادي العلوي وهذه تحسب على الوردي. رغم أن لا ضير في الرجوع للمراجع الحديثة وكتابات المستشرقين لكنه كان يختار وفق نهج معين.
عن الكتاب : 1 أولًا : قبل ما سيأتي من نقاط أنا معجب بالكاتب الوردي الذي قرأته في موسوعته (ملامح المجتمع العراقي)، وكتابه هذا من أشهر المؤلفات العربية معجب بجملة (40 %) أي أعترض على نقاط لا تمس رجل الدين ولكن تمس تفسيراته لبعض الصحابة فلم يهبني حولها مصدر يستسقي معلوماته فيها ولكنه عوّل علي مراجع وليس حتى مصادر كمراجع جرجي زيدان، وطه حسين في كتبه عن الفتنة وغيره.
2 ثانيًا : أتفق مع من يقول بأن لا أحد فوق القانون أو لا يطاله نقاش التاريخ وضد تقديس ما عرفناه بالمقدسات الإسلامية بإستثناء محمد صلى الله عليه وسلم فذلك عندي فوق أي شبهة وهو كذلك عند غيري.
فيما بعد : 3 شهرة هذا الكتاب منحته هالة من التقديس لا تمكّن أي باحث من تقديم شكوك حوله وهذه من سلبيات القارئ العربي الذي يمنح القداسة لكثير من الأمور، وربما مرض هذا التقديس للنقطة التالية.
4 سر إقبال العرب على هذا الكتاب هو شبه الإجماع على كره عنصر (رجل الدين السياسي) من وصفهم الوردي بوعاظ السلاطين وهذا أمر طبيعي لكرهنا نحن العرب من يمثل ضدنا دور الوصاية وهو أمر موروث لدينا يتغلغل في جيناتنا الوراثية، وغير دور الوصاية عدم تقبل هذا النموذج الكريه من الذين يستغلون اسم الله لمصالحهم الشخصية.
5 إستمرارية نموذج (وعاظ السلاطين) ليومنا هذا خصوصًا في الخليج العربي (السعودية الكويت العراق مصر) وبقية الدول العربية ليست في معزل عزز من قيمة هذا الكتاب ومنحه صفة الديمومة وبقائه متناولًا حتى الآن لأنه صالح جدًا للرجوع إليه، ومن يدري ربما مرت أجيال بعدنا ستجد حاجتها في الرجوع إليه.
6 يجتهد الوردي في البعد عن الطائفية فهو بعيد كل البعد � كما تُلمّح كتاباته � عن كل الفرق رغم جذوره لأحدها لكنه يتضح في بعض التناولات موضوعيته ويحسب على الإعتدال ولكن هذا الإعتدال لا يلغي طريقة مناقشته للكثير مما هو ضعيف مردود. لكن الُمسلّمين لما يقله يرون نقد الوردي ضد إيمانهم به وما إيمانهم به إلا إيمانًا بحرية ينادي بها (في مجملها جميلة) لكنها تحمل الكثير من التشويه للحقيقة التي يبحثها.
7 الوردي، أصبح بفعل التقديس العربي � وهذه حقيقة � صنمًا صنعه القارئ الذي لا يريد قراءة التراث لكن يريده أن يأتي إليه وقد نُقّح. بينما كتب التاريخ والتراث وكل كلاسيكيات القرون الأولى مشاع ومتداول وبكثرة وبتحقيقات عدة أي أن المتن موجود ولم يحرف. ولاأقول لك : اقرأ المصدر فقط بل اقرأ المصدر والمرجع والدراسات الحديثة. لكن يجب أن نحترم عقولنا كجزء من إحترامنا لأنفسنا، ونكتفي من ظاهرة أن يخرج لنا كل بضع سنين من نطير خلفه ونؤمن بكل ما يقول.
8 تخبط الوردي كثيرًا في طرح عندما تناول إنتشار الإنحراف الجنسي وعممه دون تخصيص على المجتمعات التي "يشتد فيه حجاب المرأة� وليته حدثنا عن المجتمع الذي يقول أنه درس فيه في الولايات المتحدة وليته حدثنا عن أوروبا فكيف سيقارن فيه أن هذا سيقول به كما قال (الطهطاوي) عندما أمتدح علاقة الرجل بالمرأة في فرنسا وبعد الرجل عن الرجل (المثلية) والغريب إنتقاده للطهطاوي في هذه النظرة في كتابه (تخليص الإبريز : رحلته لفرنسا). لكن وقع في التعميم. وليس هذا دفاعًا عن الحجاب بقدر ماهو نظرة الوردي الغريبة.
9 الفكرة الأم للكتاب لم تكن وعاظ السلاطين بالمقام الأول بل الفتنة في القرن الأول بينما الحديث عن الفئة الفاسدة من رجال الدين تلاشت بعد الفصول الأولى ولم يبقى منها غير رتوش في بقية الكتاب لو أستمر في طرحها لكنا أمام كتابٍ كتب له أن يكون عظيمًا، وبخصوص (بعض) من ((يتوهّم)) أن كتاب الوردي فقط لمناقشة وعاظ السلاطين (مشائخ السلطة) وتجده يتحدث عن مناقشته فقط لهؤلاء (الوعاظ) فأعلم أن هذا القارئ أحد صنفين :
ربما لم يقرأ الكتاب كاملًا. ربما قرأ الكتاب كاملًا وخشي مناقشة الجزء الأكبر لبقية الكتاب. فسلم لها وأكتفى بطرح رأي حول جزء من كل.
10 يتكرار فكر هذا الكتاب مع كتابه الآخر : (مهزلة العقل البشري) بل التكرار بين الكتابين يقع في تكرار الكثير من الأفكار ومحاولة طرحها بطرق مختلفة في قرابة (5) فصول.
11 مناقشة الوردي في (مهزلة العقل البشري)، و(وعاظ السلاطين) جزء (كبير) من تداخلات ثقافة الكتاب موجهة للفرد العراقي، ولا يعني هذا إلغاء عنايته بالفرد العربي.
12 لو عمد أحدهم للنقاط التاريخية التي ذكرها الوردي وفندها فقط بين الصواب والخطأ دون نقاش لكانت كارثة بكل المقايس ومفجعة هذا غير لو تم طرح الروايات الضعيفة التي يعتمد المؤلف ولا أعلم أين الموضوعية في الطرح.
مباحث كتاب (وعاظ السلاطين) : الوعظ والصراع النفسي / الوعظ وازدراج الشخصية / الوعظ وإصلاح المجمتع / مشكلة السلف الصالح / عبد الله بن سبأ / قريش / قريش والشعر / عمار بن ياسر / علي بن أبي طالب / طبيعة الشهيد / قضية الشيعة والسنة / عبرة للتاريخ.
ĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶ
* / وعاظ السلاطين ، علي الوردي، دار كوفان، لندن، ط 2، 1995م، ص 9. ** / الكتاب، الفصل الخامس.
أولا جعلنا التاريخ بقدم واحدة ثم سطحنا الحق و الباطل فأصبح الأول أبلج و الثانى لجلج مش عارف بيجيبوا الألفاظ دى منين بصراحه
ما العلاقة إذاً بين الوعاظ و السلاطين من يحمل من و من هو العائل
هل يرتفع البلاء بالدعاء أم يرتفع بالديموقراطية و حقوق الإنسان و استئصال العملاء ليحل محلهم العلماء و أهل التخصص
هل العيب دائما في الشعب الذى يفتقد الضمير أم أن العيب في من يتحدث بضمير الشعب فإذا قال أنا فقد قال الشعب و إن أراد فقد أراد الناس بل ما هو الضمير أصلا
الخلاصة
حاسس باحباط كبير ان الكتاب ده متألف سنة خمسين و لسه الواقع زي ما هو أتردد كثيرا في الذهاب إلى صلاة الجمعة و سماع الخطبة و لكنى أضطر للذهاب لأداء الفريضة ثم أتردد في اصطحاب أولادى معي و في النهاية أصطحبهم ثم أتردد كثيرا في نصيحتهم بالإصغاء للخطبة و محاولة فهمها ثم أتلعثم و أنا أحاول أن أجيب على أسئلتهم الصعبة بعد الخطبة رغم أن أكبرهم لم يتجاوز التاسعة بعد
منذ ان صدر الكتاب وحتى الان اربع وخمسون عاماً تشعر ان العالم العربي لم يتغير كثيراً، الكتاب يستعرض الجدل لأحداث التاريخ الإسلامي في ضوء منطق علم الاجتماع ، من خلال تحليله ، بوجود فريقين يتنازعان البقاء: فريق السلاطين من جانب، وفريق الثوار على الطرف الآخر. يدخل الكتاب في مواضيع حساسه وحللها بجرأة مثل موضوع الطائفيه والنزاع بين الشيعه والسنه و دور رجال الدين في ذلك.
اعطي الكتاب اربع نجمات لكن ماأعطاني اياه الكتاب أكثر هو تجربة قرائته ومناقشته مع الوالد،تلك كانت النجمه الخامسه له ،لانه اثار فضول ابي ممادعانا للجلوس اوقات طويله لأب وابنته يتجذبان اطراف الحديث ويتقاسمونا رغيف ثوره بوعزيزي على بن علي . انهينا الكتاب على اتفاق بين جيلين مختلفين ان رجال الدين ووعاظ السلاطين يلعبون دور اساسي في تغيب الشعوب واعطاء صفه الشرعيه على التناحر الطائفي والمذهبي لمصلحه الحكام والفاسدين.
* في البداية أود أن أشير إلى إختلاف مضمون الكتاب بشكل كبير عن العنوان، لم أجد فيه سوى صفحات ولمحات قليلة عن مايسميه الوردي بـ " وعاظ السلاطين " ، لقد وفق برأيي في مواضع عديدة في تبيان أثر هؤلاء مشيخة السلاطين في فساد الدول وفشلها على الصعيد الديني والمجتمعي...
* الكتاب في معظمه هجوم شرس على التاريخ الإسلامي وخلفاء المسلمين جميعهم ، في حين أنه ذكر في بداية كتابه أنه ضد المثالية والأفلاطونية في رؤية التاريخ إلا إنه يريد من التاريخ أن يكون كما يشتهي ، فأي خروج عن النظام الذي أبتكره الوردي يعتبر ظلماً وجوراً وكل واحد من الخلفاء يزل قليلاً عن منهج الوردي يعتبر ضالاً مضلاً إبن ستين كذا، تناقض فج مع مبدأه هو وإنقلابه على مفهمومه الذي صدع به رؤوسنا وهو أن النفس البشرية ميالة للظلم والميل عن العدل، ثم تجده لا يقبل أي خطأ عن العالمين ويحاكم الجميع على هواه ومزاجه السطحي، تناقض فج ومستفز لا أدري كيف لم يلفت إنتباه القراء ومحبي الوردي هذا التناقض الواضح..
* جعل الوردي من الثقافة الإشتراكية ديناً وعقيدة وكأن الإشتراكية شئ منزل من السماء، ما جعله يلعن كل الأغنياء وأصحاب الثورات، وكل إنسان لا يكون إشتراكياً مثله فهو ظالم ومغضوب عليه الى يوم الدين!! تناقض آخر لا يقل سوء عن سابقه...
* يتكلم بنبرة متعالية وكل من يخالفه يعتبره إماً ساذجاً أو خبيثاً، في حين يصم الفقهاء بضيق التفكير والتعصب!!
* أساء كثيراً لبعض الصحابة من دون حتى دراسة تاريخية موثقة وبحث موضوعي، فقط يقتبس لك من كتب طه حسين وأمثاله ويطعن في هذا وينتقص من ذاك بلا حجة ولا دليل تاريخي قوي بشفع له...
* يركز على الأخذ من مصادر مجهولة كلها منسوبة لـ طه حسين وأحمد أمين والعقاد، ويأتي بروايات من كتب هؤلاء من غير ذلك المرجعية التاريخة لهذه النصوص، فقط يسرد لك من كتب هؤلاء ويريدك أن تصدق كل يقوله وهدا بحد ذاته هدم لكل ما ذكره في كتابه..
* يركز في حديث وإستنتاجاته كثيراً على الظن وتحليل المواقف والكلام وإستنطاق بواطن النفوس بغير دليل ولا حجة سوى أنه يحلل بطريقته،، يقول لك مثلاً : فلان كان يحتقر فلان في نفسه، وفلان كان لا يحب فلان وفلان لا يطيق فلان.. واغلب كلامه هذا عن الصحابة !!
* يميل إلى الكلام العاطفي و الشحذ النفسي وإطلاق الأسلوب الساخر في تحليل المواقف والشخصيات ، لا منطق ولا علم ولا تاريخ، ثم يحدثك عن أهمية العلم الإجتماعي !!
* يصر على ذكر العلماء وشيوخ السلاطين، من دون أن يذكر العلماء المخلصون الذين ضحوا بحياتهم وسمعتهم ضد كلمة الباطل من الخلفاء، هل نسيهم أن تناساهم عمداً لكي يجعل من التاريخ الإسلامي كله علماء سلاطين ومفتين للولاة ..
* ذكر نماذج سيئة من التاريخ الإسلامي وظل يكرر فيها، في حين لم يذكر حسنة واحدة من كل نفس التاريخ الحافل بكل معاني القيم والأخلاق التي شهد لها كبار المثقفين والمؤرخين الغربيين، في حين أن كل همه كان في تحقير تاريخنا وجعلها مجرد خلفاء وسلاطين مترفين وجوراي تسكن بين القصور..
* نبرة التشيع واضحة عند الكاتب ، يعني أحياناً كان يجعلني أعتقد أنه " آية الله السيد علي الوردي " وليس علي الوردي عالم الإجتماع!! نقد أهل السنة والجماعة بقدر ما يسمح له تحمل القارئ، ولا يكاد ينتقد التشيع وتاريخ بشئ بل مجرد تطبيل وزخرفة لنشأته وإنجازاته!!
* الأخ علي الوردي يتورع عن الصلاة على نبينا عليه الصلاة والسلام، على عادة أهل الثقافة والمتنورين لا يقول لك إلا محمد ، وفي أفضل الحالات النبي محمد!!
* لا شك أن الكتاب سلط الضوء على موضوع حساس ومهم جداً وقد أتفق معه في ذكر مساوء عبيد السلاطين ومفتيهم، وهذا ما تعانيه الأمة خاصة في عصرها الحديث، إلا أن الكتاب جاء غطاءً فقط لما يسمى بـ وعاظ السلاطين، أما ما يحتويه فهو قدح وتحقير لتاريخ الإسلام لا أكثر.. ضرر الكتاب أكثر من نفعه بإختصار..
تقديم مبتكر للتاريخ , أو لنقل (فتح بطن للتاريخ ) فالكاتب فتح بطن التاريخ وأخرج ما بداخله أمامك , ليترك لك الحكم مطلقًا.
عمل عظيم من كل الجوانب , عمل إنسانى , يقدم لك البشر مجردين من أى ارتباط (دينى أو عقائدى أو طائفى ) بشر مجردين مما جُبلنا عليه من تبجيل وتعظيم ليترك لنا الحكم بحرية مطلقة على أحداث وشخصيات مذكورة فى تاريخنا.
حديث الكاتب عن عقلية الشعوب الرازخة تحت حكم الطغاة كان من البراعة منقطعة النظير , براعة عالمية تصلح لأى شعب فى أى مكان و أى زمان كان من سوء حظه الوقوع تحت حكم ديكتاتور ما.
حديثه عمن يدعون (رجال الدين) كان فى صميم النقد الموضعى البناء وكشف عنهم غطاء السخف والادعاء (وإن كنت أرى أنه كان على درجة ما من التطرف فى التعميم)
حديثه عن الخلفاء المسلمين فى مختلف الأزمان كان مفيد و مثرى . وقد تكون عندك المعلومة المذكورة من قِبل الكاتب ولكنك قد تكون غفلت عن الزاوية التى نظر بها الكاتب لتجد نفسك أمام عرض جيد وسرد جديد للتاريخ.
من الملاحظ تركيز الكاتب فى معظم مصادره على كتب المحدثين (أمثال جرجى زيدان و طه حسين و العقاد و أحمد أمين و عبدالحميد السحّار و خالد محمد خالد ) بالاضفة لكلام المستشرقين
ورغم كثرة ما قرأت عن فترة الفتنة الكبرى إلا أنى قابلت عرض مميز لأحداث تلك الفترة فى هذا العمل , فقد قابلت عالم اجتماع رفيع الطراز يحاول أن يُلم بكل أطراف الفترة المنكوبة , فقدم لك الشخصيات بصفاتهم الإنسانية المجردة و بالظروف المحيطة بكل شخصية ليرسم لك أبعاد ثلاثية للشخصية ,
قد يكون انبهارى بكتابته عن تلك الفترة لهوى فى نفسى وأنى كنت مقتنع و أؤيد ما ذُكر فى الكتاب قبل أن أقرأه (فأرى أن البشر قابلين للنقد بغض النظر عن سابق أى فعل كريم قاموا به) و كالعادة كان لذكر ( علي وعمار وسلمان و أبو ذر ) مفعول السحر فى نفسى , كما تأكدت أن عثمان بن عفان من أكبر مظاليم التاريخ الإسلامي كله , وفى المجمل تلك الفترات من أكثر الفترات متعة فى قرائتها مؤلمة فى أحداثها , ولا نملك فى النهاية إلا أن نقول رحمة الله على من مات وغفر الله لمن أساء ورضى الله عن صحابة نبيه الأبرار .
إنسانية الشخصيات من قِبل الكاتب كانت ممية جدًا : فعلى وعمار كانوا نماذج حيّة للثوار طالبى الحق , و معاوية و عمرو من الدهاة عارفى من أين تؤكل الكتف .
و رغم اعجابى الشديد بطريقة عرض الكاتب لا يملكنى إلا أن أقول أنى لم أسترح لبعض فقرات الكتاب . لم أسترح فقط.
حديث الكاتب عن شخصية (عبدالله بن سبأ) كان مميّز وإن كان متأثر جدًا بكلام العميد طه حسين .
حديث الكاتب عن السنة والشيعة كان حديث متخصص جدًا و بسيط العرض .
الكتاب مُقسم إلى إثنا عشر (12) فصلًا , وفى شئ من التجاوز نقدر أن نقول أن أول ثلاث فصول و آخر فصل هو عرض أكاديمى ممتع نابع من تخصص الكاتب , وما بين ذلك وذاك , قدم عرضه للتاريخ الإسلامى من وجهة نظره .
فى المجمل : الكتاب عبارة عن عرض مميّز لوجهة نظر علمية اجتماعية لباحث فى تاريخ طائفته .
" ان شر الذنوب هو ان يكون الانسان في هذا البلد ضعيفاً فقيراً"
وعاظ السلاطين , من اكثر الكتب الاجتماعية - الدينية - السياسية انتشاراً في العراق , نشره الباحث الاجتماعي الدكتور علي الوردي في خمسينيات القرن الماضي , لاقى استنكاراً و نقدا ً شديداً آنذاك , لكنه اليوم ينال استحساناً جمهورياً لدرجة يمكن ان يوصف بأنه اعمى , لان الاجيال هذه ماهي الا اجيال غاضبة على ماضيها تجهل الكثير و تحتاج للتمسك بأي رأي مختلف ينقذها من دومات التيه. نظراً لان الكتاب نشر قبل اكثر من نصف قرن , في وقت سادت افكار مختلفة تماماً عن افكار هذا العصر و اقل انفتاحاً , لابد و ان اشيد بالكتاب و افكار الدكتور الوردي , و احترم كل الاحترام ذلك الموقف الوسطي الذي يتخذه ليثبت ان طوائف المسلمين ماهي الا كتلة واحد يجب ان تتوحد تحت لواء و مسمى و قلب واحد . ما احوجنا لمثل هذه الكتب , اظن ان جيلي و الاجيال التي سبقتني ان كان نصفها قد اطلع على هذا الكتاب لاصبح وضعنا افضل بكثير مما نحن عليه اليوم .
لكن في الكتاب بعض النقاط السلبية لابد و ان اشير اليها : � الوردي - كما هو الحال بالنسبة لمعاصريه العرب - منبهر بحضارة الغرب اشد الانبهار , فنراه يقترح حلولا لا تخلو من التطرف , فهو يعزي ظاهرة انتشار اللواط في الدول العربية بسبب الكبت , وينسى انتشار اللواط و السحاق لدرجة الزواج الرسمي في دول الغرب التي لا تمارس اي نوع من الضغط الاجتماعي , وهو لا يستطيع اخفاء اعجباءه بانتشار المراقص و الاختلاط الزائد بين الشباب و البنات في الغرب , و يدعوا الى نبذ الحجاب , نفس الدعوة التي يكررها في كتب اخرى. � ينتقد من آمن بنظرية المؤامرة , لكن يمكن التماس نظرية المؤامرة بين سطوره لكن الجهه المتآمرة تختلف عن الجهة التي اعتدناها . � يلوم السلاطين و وعاظهم و حاشيتهم اشد اللوم , و يترك انطباعاً انه يبرر للفرد انحرافه و سرقته .. الخ , غافلاً حقيقة ان الحاكم ما هو الا فرد , و ان الفرد من الممكن ان يصبح حاكماً , لذا اخلاق الفرد يجب تقوّم كما هو الحال بالنسبة للحاكم . اجد ان الوردي يحابي الفرد لدرجة كما تحابي الام ابنها المدلل لدرجة تفسد بها اخلاقه ."كيفما تكونوا يولَّ عليكم ." نعم فأن من اسباب فساد الحكام هو فساد الافراد , فالحاكم لن يأتي من كوكب آخر . � الوردي متعصب جداً ضد الاجيال السابقة لدرجة مبالغ بها , نرى في ��طابه نكران لفضل الاجداد و رؤية سواد الماضي فقط , و ادرج في مقدمة كتابه عبارة فيها كمية هائلة من الجحود قائلا: "يجب ان يدرك الانسان بانه مقبل على عصر جديد لا تصلح فيه الافكار المحدودة التي كان يتباهى بها اجداده المغفلون" اولا اجد ان مغفلين اصح من مغفلون , و ثانياً اجد ايضاً تحاملاً كما يتحامل الشاب تجاه والديه حين يبلغ من العمر ما يجعله يستحقر افكارهم و لا يتوقف عن انتقادهم , حتى يصل الى عمر الاربعين فيجد انه كان مخطئاً في الكثير . � يرى الخلاص في الانتخابات , و الانتخابات ما هي الا ثورة متحضرة , و ها نحن ننتخب منذ عقود , مالذي تغير ؟ لا الوم الدكتو�� الوردي فكانت النظرة مختلفة في زمنه , لكن الوم السطحيين و انصاف المثقفين اليوم حين يكررون مثل هذه العبارات كالببغاوات جاهلين حقيقة ان الانتخابات في الدول العظمى ماهي الا نتائج معدة مسبقاً و لكن بطريقة اكثر تحضراً من الطريقة الصريحة في الدول العربية . لك عزيزي المعترض ان تقرأ كتاب ( الاغتيال الاقتصادي للامم لـ جون بيركنز) و ستفهم ما اعني .
الاجزاء الاولى كانت متناقضة, تخلو من الموضوعية و ماهي الا خواطر لشخص مبهور بصورة سطحية بحضارة الغرب , و اعيد ان السبب هو اختلاف الفترة الزمنية , و فقر الانفتاح الثقافي .اما الاجزاء الاخرى فهي جيدة و بعضها الاخر ممتاز . ازعجني تكراره لكلمة جلاوزة و صعاليك , و ازعجتني كمية الغضب و الفوقية في لغته . لكن الكتاب قيم و يستحق التفكر . "لقد ضعفت نزعة التدين في أهل العراق وبقيت فيهم الطائفية ، حيث صاروا لا دينيين وطائفيين في آن واحد ، وهنا موضع العجب"
عموماً , الدكتور علي الوردي ذكي و متمكن في اقتناص ورصد المشاكل التي يعاني منها المجتمع , لكن الحلول التي يقدمها عادة حلول لا منطقية ,يحتاج الى من يحاوره لايجاد حلول افضل بدل ان ينتقد و يوصف باوصاف رافضي ,ملحد .. الخ . . كتاب قيم و يستحق القراءة , انصح به . "ان النفس البشرية تهوى الايمان بدين فاذا فقدت ديناً جاءها من السماء التمست لها ديناً يأتيها من الارض "
وعاظ السلاطين دعونا نعترف بأن قراءة كتب التاريخ وآثار السابقين قراءة صعبة لما تتطلبه من فحص وتمحيص لاراء الكاتب بغية عدم اصدار أحكام قطعية خاطئة واعترف اننى وقعت فى هذا الفخ مسبقاً حتى اصبحت غير متعجل لاصدار احكام قد اندم بعد الدرس والتحليل على اتخاذها او تبنيها. بداية اقول اننى كنت اتوقع ان الكتاب يؤرخ لوعاظ عاشوا فى الماضى لخدمة الحكام والسلاطين مغيرين أراؤهم وافكارهم ومبدلينها تحقيقاً لاغراض الحكام والسلاطين يلوون عنق الحقائق والبراهين الدامغة كى ينالوا مقربة الحكام ورضاهم، لكن وعلى النقيض لم أجد فى هذا الكتاب ما يفى بهذا الغرض ولكن الحال يتبدل إذ ينتقد الكاتب الحكام والسلاطين ويقرع الوعاظ تقريعاً مستتراً لعدم تدخلهم فى هذا الشأن بتوجيه النصح والارشاد أو بإعلان الثورة على السلاطين. الفصل الاول عبارة عن مجموعة من تعليقات الكاتب على أراء وردت فى كتب التراث لا تحس ان رابطاً يربط كل هذه الافكار استطيع ان اقول انه بعض مظاهر الاعتلال السياسى فى التاريخ لاسلامى جمعها الكاتب على غير هدى وعلق عليها وجمعها فى فصل واحد كان جديراً بالكاتب تسمية الفصل فى دفع تهمة النفاق والشقاق عن أهل العراق. الفصل الثانى تحت عنوان الوعظ وازدواج الشخصية كان من المفترض تسميته فى ذبح وسلخ هارون الرشيد فلم يتحدث الكاتب فى هذا الفصل الا عن انتقاد هارون الرشيد وعرض مثالبه واخطاؤه ولسنا فى مقام تفنيد هذا الآن الفصل لم يعجبنى على الاطلاق وتشعر بعد قراءة ٦٠ صفحة من الكتاب أنه لا فائدة من القراءة أكثر. الفصل الثالث واخيراً يورد الكاتب فكرة عنوان الكتاب بالشرح ولكن بدون أية استشهادات أو اقتباسات مما يضعف العرض والتحليل أو لا يفى بالتوقعات من الكتاب كى لا نظلم الكاتب. يتناول الفصل الرابع ما يشبه مقارنة بين النهج الاقتصادى لسيدنا عمر وسيدنا عثمان فيعرض لقوة سيدنا عمر فى فرض العدل والمساواة بين المسلمين حتى لايجوع طفل ولا امرأة من أهل المسلمين ولو تتطلب ذلك ان يأخذ من أموال الاغنياء ليطرح على الفقراء وينتقد سياسة سيدنا عثمان المالية وإدارته لاموال بيت مال المسلمين على وجه يخالف ما جاء به سلفيه رضى الله عنهم جميعاً أعتقد أنه أقوى فصول الكتاب حتى الآن. ويستعرض لمبادئ العدالة الاجتماعية ويدلل عليها واعتبر ان هذا الفصل هو الفكرة الرئيسية للكتاب وافضل فصوله. ينتقل الكاتب للحديث عن عمار ابن ياسر ويضعه فى مقارنة ابى ذر الغفارى تبين ثورية ونضال رضى الله عنهما ويعدد أوجه القوة ودور عمار بن ياسر فى فتنة قتل سيدنا عثمان. لم أكن أتوقع أن أجد فصلاً بعنوان على ابن ابى طالب فى كتاب بعنوان وعاظ السلاطين فلا على عاش عيشة السلاطين ولم يكن بحاجة لنفاق الوعاظ والمتسلقين لكن على أية حال أهم ما يعيب هذا الفصل هو الاستشهاد المبالغ بآراء المستشرقين والتعليق عليها ويورد الكاتب هنا فكرة أن صفات الصحابة والتى خلعها على كل منهم أشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم لم تكن الا للتشجيع ولا تدل على مكانة خاصة فى الاسلام فهذا حبر الأمة وذاك سيف الله فهؤلاء ليس لهم أى مزية عن غيرهم من الصحابة الذين لم يخلع عليهم النبى مثل هذه الصفات متناسياً أن النبى لا ينطق عن الهوى وهذا تقرير قرآنى فى هذا الفصل أيضاً يتهم الكاتب بصيغة التقرير سيدنا على بتهمة كبيرة حتى أننى لم استسيغ مبرراتها وهى أنه ما من رجلاً أحدث فرق جماعة المسلمين كعلى ابن ابى طالب وهى من الاحكام والتهم التى سقط الكاتب فى فخاخها ورأى شاذ أخر من الكاتب يدعى فيه أن الفتوحات الاسلامية لا تختلف عن نظيرتها من الفتوحات التتارية وغيرها وأن كل منها من الناحية الانسانية يعد ظلماً فى نهاية الكناب يدعى الوردا ان اهل السنة والشيعة هم فى الاصل ثواراً ثار أهل السنة بألسنتهم برواية الحديث عن سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم وثار الشيعة بأيديهم وبرفعهم السلاح فى وجه أعداء ثورتهم وأن الذى فرق بين السنة والشيعة هم السلاطين ووعاظ السلاطين ويدلل الكاتب على ذلك بحب الائمة الاربعة لآل البيت واستشهد بتعديدهم ميزات وصفات وأخلاق ومآثر سيدنا على كرم الله وجهه
توقفت قرائتي عند الصفحة 183 , فلا أعلم حقيقة كيف استطعت أن أنهي هذا الكم الهائل من الكذب والافترائات والأحاديث الضعيفة رغم أن الكاتب وصف نفسه بالحيادية والصدق !!..
كثيراً مايردد الكاتب كلمة يقال ويقولون دون التبين بحقيقة القول والعجيب في الأمر أنه يبني رأيه من القول الذي " يقال " وكأنه سلّم بصحته .
"مثل قوله " يقال أن الرشيد طرب ذات يوم فنثر على الحضور ستة ملايين درهم
"وقوله: " ويقولون من خرج على السطان فقد كفر
**
والأكثر استفزازاً هو التحدث عن الغيبيات والتحدث بألسنة الغير وعن نواياهم وكأنه شق صدورهم وعلم مافي قلوبهم !!
يقول " وإني لأظن أنا أبا بكر كان يضمر لقبيلة قريش شيئاً من الكراهية "
كيف يمكن لشخص أن يكشف عن نية شخص مات من أكثر من ألف سنة !!
وقوله ( هل قال أبو سفيان هذا القول حقا , لا ندري لكننا لا نسبعد أن يتفوه أبو سفيان به وهو إن لم يتفوه به فعلا فقد كان يشعر بمعناه في أعماق نفسه ) !!!
وأحياناً يذكر لك أن الرواية لم تتأكد لكنه يواصل ويبني عليها رأيه ثم يقول " إن هذه رواية تروى ونحن لا ندري مبلغ ما فيها من صدق لكنها على أي حال قصة ذات مغزى بعيد "
**
يستهزئ, ويلقي اتهامات كثيرة على الوعاظ بدون مصدر أو دليل
" وعاظنا يستسيغون الانحراف الجنسي بين الناس ولا يستسيغون انتشار السفور ولعلنا لا نغالي إذا قلنا إن الانحراف الجنسي منتشر بين الوعاظ أنفسهم أكثر من انتشاره بين غيرهم "
" الواعظين لايزالون يعيشون على فضلات موائد الأغنياء والطغاة فكانت معائشهم متوقفة على رضاء أولياء الأمور "
" لقد صار الوعظ مهنة تدر على صاحبها الأموال وتمنحه مركزا اجتماعيا لا بأس به وأخذ يحترف مهنة الوعظ كل من فشل في الحصول على مهنة أخرى "
" يستحسن في الواعظ أن يكون ذا لحية كبيرة كثة وعمامة قوراء "
**
مابني على باطل فهو باطل , وأعوذ بالله من كتاب كهذا
يقول د. علي الوردي: "إني لا أريد بهذا البحث أن أقنع إلا من يريد أن يقتنع، أما الذي لا يريد أن يقتنع فليس لنا إزاءه أية حيلة"
. وهذا ما ستواجهه عند قراءة هذا الكتاب قد تقتنع أو لا تقتنع، ولكنك بالتأكيد ستقف على كثير من الأفكار التي وردت فيه وتجعلك تتأمل وتعيد التفكير من جديد بشكل مختلف
وعاظ السلاطين هو تجربتي الأولى مع كتابات د. علي الوردي، كاتب من طراز رفيع، مفكر يريدك أن ترى التاريخ من وجهة نظر مختلفة حتى وإن إختلفت معها فكما قال: "لقد آن للعرب اليوم أن يفتحوا عيونهم و يقرؤوا تاريخهم في ضوء جديد . لقد ذهب زمن السلاطين , وآن أوان اليقظة الفكرية التي تستلهم من التاريخ عبرة الإنسانية الخالدة."
. وعاظ السلاطين يتكون من 12 فصل، لكل فصل عنوان يميز محتواه لن نختلف أن الكتاب قيم جدًا ولكن هناك بعض النقاط التي وقت عندها بعض الشئ . أولًا: نبدأ بالعنوان والمحتوى جاءت الفصول الأولى ف�� الكتاب مرتبطة بالعنوان بشكل مميز فكرة الوعاظ ومحاولة تغيير طبائع الانسان بالكلام فقط، وطبيعة العلاقة بين الحاكم والمحكومين ودور الوعاظ فيها وكيف ينظر لتلك العلاقة، وأن الوعظ وحده لا يكفي إذا لم نعرف ما جُبلت عليه الطبيعة البشرية التي لا تغير بسهولة، كانت هذه الفصول من أفضل ماجاء في الكتاب، وينطبق الكلام بشكل كبير على واقعنا الحالي ولكن في الفصول التالية نجد ان الكتاب اتجه إتجاه اخر وابتعد بعض الشئ عن العنوان وإن كان كما قال في الفصل الأخير : "استقرأنا في هذا الكتاب حوادث التاريخ الاسلامي في ضوء المنطق الاجتماعي، فوجدنا فيه فريقين يتنازعان البقاء فريق السلاطين من جهة وفريق الثوار من جانب أخر"
ولكن طوال تلك الفصول لم اجده يظهر دور وعاظ السلاطين في هذا النزاع ولكن اصبح كل التركيز على فترة الفتنة مع بعض الامور التي جعلتني أرى أن الكتاب اصبح بعيد عن الموضوعية بعض الشئ وهذا ينقلنا للنقطة الثانية
ثانيًا : من الأمور التي لم أقتنع بيها محاولته الفصل بين من أسلم قبل فتح مكة ومن أسلم بعدها، وعلى هذا الاساس بنى الكثير من الأراء على ماحدث بعد ذلك، ولكن اذا حاولنا تطبيق هذا المبدأ مثلًا على العصر الحالي فنقارن بين شخص أجنبي دخل الاسلام حديثًا، وبين شخص اخر مسلم منذ ولادته، هل نستطيع ان نقول ان المسلم الحديث أقل إيمانًا او ان إيمانه غير حقيقي لمجرد ان إسلامه جاء متأخرًا ؟! ربما أثار في هذه النقطة بعض الأمور الأخرى تجعلنا نفكر ولكن لم اقتنع بالمبدأ نفسه وبالتالي أثر على إقتناعي بما بُني عليه بشكل كبير
ثالثًا : تركيزه على فترة الفتنة وتحامله (الواضح) على بني أمية في مقابل اكثاره من إظهار مناقب سيدنا علي والتي لا يختلف عليها أحد، ولكن كان التحامل واضحًا جدًا ومن الاجزاء التي جعلتني أتأكد من ذلك عندما تحدث عن عمر بن عبد العزيز وبدأ في ذكر مناقبه وأعماله وأنه يختلف عن أجداده من بني أمية، وقبل أن ينتهي من هذا الجزء وجدته يقول : "إن دين المساواة الذي جاء به محمد بن عبد الله دفن مع علي بن أبي طالب في قبره"
ولكن ماذا عن فترة عمر بن عبد العزيز الذي كنت تتحدث عنها منذ بضعة أسطر !!
إن الكتاب فيه الكثير من الأمور التي جعلتني افكر كثيرًا فيها وربما يحتاج لقراءة ثانية وبحث عن بعض الأمور فيه ولكن على الرغم من إحساسي بعدم الموضوعية والحيادية في بعض أجزاءه إلا أنه من الضروري قراءته ومحاولة التفكير في التاريخ من وجهة نظر مختلفة تلك العقلية المفكرة ليست هينة وبالتالي لن تكون تجربتي الأخيرة مع كتاباته
- وعاظ السلاطين عنوان جذاب أو سارق إن صح التعبير لا يمت لثلاثة أرباع الكتاب بصلة.. وهو يعني فيه - في ربعه المعني- بالوعاظ الدينيين بشكل عام وليس فقط وعاظ السلاطين..
- أجاد الكاتب في بعض التحليلات الاجتماعية والتعبيرات في بدايات ونهايات الكتاب فقط وهي فنه وعلمه وهي ما استحق عليها النجمتين..
- عدا ذلك فالكاتب قفز من تخصصه الاجتماعي إلى مؤرخ !! ومحلل ديني يجير كل التاريخ والظروف ليثبت بها صحة نظريته.. تارة باستخدام الاحاديث الضعيفة وتارة بفرض نظرياته الخاصة التي تساق بلا دليل أو دراسة لتصبح بعد فقرتين حقيقة لا مراء فيها !!
- ادعى بأن السفور والاختلاط وعدم عشق الصبيان أمران متلازمان.. ودلل بذلك على فرنسا.. وكأن الغرب ليس مصدر الشذوذ الجنسي !!
- يقول بإن الاسلام اخرج العرب من اللامرجع في الأفكار والحياة للمرجع القرآن والسنة.. ولكن الوردي أعادنا في كتابه للامرجع.. فلا العقل ولا النقل محترم عنده..!
- في ذكر الصحابة وأحوالهم ونياتهم بالدين والجهاد تتسائل بغرابة ما إن كان قد عاش بينهم..؟! من أين لك ما حوته صدورهم يا وردي !؟! أفتشت عن قلوبهم ؟!؟
- روايات تاريخية عن مواقف وأقوال بدون مصادر وعبث آخر في التاريخ من مصادر ساقطة تاريخياً كالأغاني وجرجي زيدان وأحمد أمين والطبري (الطبري في التاريخ) وكتب أدبية غير محققة لطه حسين والعقاد والسحار..
- يبني تاريخنا بما يعزز نظريته مستخدماً: يقال، وأظن، ولربما، وقد يكون، ولعله، قد تصح،ولا تصح، وتنسب له، ولا استبعدها..!! ارحم عقولنا يا وردي..
- بعد أن يجزم ويبني نظريات حول أن عمار بن ياسر هو ابن سبأ يختم فصله بأن هذا ظنه وإن بعض الظن إثم !!
-أتسائل: لِم لَم يستخدم المراجع السنية - مادام يعرفها ويعرف طريقها- التي استخدمها في تفضيل مكانة علي لاستخراج فضائل معاوية أيضاً بدل السينارست السحار !!
- خطير جداً على العوام.. والمبتدئين في التاريخ لأنه يبث أفكار يفرضها كواقع بدون أي دليل.. لا ينصح بقراءته..
- يا لهذا الهذيان..! لا احترام للعقل ولا للنقل..
- براغماتية نفعية تدعي المنطق بشكل مزعج..!!
- يقول الوردي � الحق بلا قوة تسنده لا خير فيه والسكوت عنه أفضل� وأقول بأن السكوت عنك أفضل فقد أضعت في قراءة كتابك من الوقت ما لا أريد إضاعته في نقده..
لقد ذهب زمان السلاطين وآن أوان اليقظة الفكرية التي تستلهم من التاريخ عبرة الإنسانية الخالدة .* * د\الوردي
يكتب الدكتور علي الوردي بقراءة عميقة للوضع الاجتماعي ويطرح رأيا مجرداً ليترك لذهن القارئ التفكير و تمحيص الأدلة بعد أن يبين لنا منهجاً للتفكير بطريقته العميقة الساخرة أحياناً. عالج بجرأة عدة قضايا حساسة ترتبط بعقائد البعض الذين يعتبرون المساس بها خطأ لا يغتفر، انتقد (الوعظ الأفلاطوني) الذي هو ديدن الوعّاظ منذ العصور القديمة والأولى للإسلام وقال انه طريقة الظلمة المترفين، وعالج الكثير من القضايا التاريخية التي مرت على المسلمين باستخدام المنطق الاجتماعي الحديث وحاول تفسير كثير من الإشكاليات القديمة مستنداً على أكثر من 300 مرجع (1) , * تحدث عن الازدواج الذي يعيشه العربي بين طبيعته وموروثاته وبين التعاليم الإسلامية التي جاءت لنشر العدل في مجتمع تربى على وجود طبقات اجتماعية شيء مرفوع وآخر مستحقر . * الصراع النفسي الذي نمر به كمجتمع مسلم وعّاظه لم يعوا حقيقة التقدم الحضاري الذي نعيشه، ولم يطوروا طرق الوعظ لتتماشى مع تفكير مسلمي هذا القرن . * وفند بداية الخلافات بين الشيعة والسنة و كيفية منشئها وتطورها وخروجها عن أهدافها الأساسية لتخدم السياسة قبل الدين والنتيجة كما قال : "نزل الدين بذلك ولم ترتفع الدولة"
(1) فقط كنت وددت القول ان أسلوب علي الوردي بالكتابة يفتح آفاق جديدة للتفكير، ومن جهة أخرى كان ذكر بعض الحقائق بلا مصادر أو بمصادر مشكوك بمصداقيتها
منه :
فإن الذي ينشأ في بيئة اجتماعية معينة ويربى على تقاليدها ومقاييسها الفكرية يصعب عليه أن ينظر في الأمور نظراً مجرداً
لا يستطيع أن يدنو من الحقيقة الكاملة إلا ذلك المشكك الذي ينظر في كل رأيي نظرة الحياد
لم يكن الشيعة ( روافض ) في أول أمرهم وكذلك لم يكن أهل السنة ( نواصب ) إنما هو التطرف أو ما سميناه بالتراكم الفكري الذي أدى بهما إلى هذه النتيجة المحزنة .
إن هدف الدين هو العدل الاجتماعي وما الرجال فيه إلا وسائل لذلك الهدف العظيم .
التاريخ لا يسير على أساس التاريخ المنطقي إنه بالأحرى يسير على أساس ما في طبيعة الإنسان من نزعات أصيلة لا تقبل التبديل
إن الأخلاق ما هي إلا نتيجة من نتائج الظروف الاجتماعية فالغربيون لم تتحسن أخلاقهم بمجرد أنهم أرادوا ذلك لقد تحسنت ظروفهم الحضارية والاقتصادية فتحسنت أخلاقهم تبعاً لذلك
هذي القراءة الثانية لي لهذا الكتاب .. اول ما قراته كان عمري 16 او 17 .. والحين عمري 19 .. طبعا حسيت بفرق شاسع بين القراءتين .. بالمرة الاولى حسيت الكتاب ممل لما تحدث عن عثمان والثورة .. بالاضافه الي امور اخرى كنت متعصبه لها .. الآن لا .. ما حسيت الكتاب ممل ابدا .. يمكن لان اهتمامي للتاريخ الاسلامي ازداد .. بالاضافة الي التغير الي طرئ بافكاري الامور الي ما كنت اؤيده فيها صرت اؤيده فيها الحين .. الكتاب جدا ممتع ورائع .. عطيته بالمرة الاولى ثلاث نجوم والحين راح اعطيه 5 نجوم لانه يستحق فعلا ..
الكتاب ينتقد الوعاظ في كونهم يوعظون الانسان بما يخالف طبيعته البشرية مثل ان يطلبون من الانسان بترك مغريات الحياة والتوجه للزهد بينما الانسان في طبيعته يحب الحياة وهذا ما يسبب له نوع من الصراع النفسي الي راح يؤدي في النهاية الي ازدواجية الشخصية .. وانتقد الوعاظ ايضا في كونهم يركزون على اخطاء العامة ولا يهتمون لاخطاء الحكام بل بالعكس يبروونها لهم ..
"ان الطبيعة البشريه لا يمكن اصلاحها بالوعظ المجرد وحده فهي كغيرها من ظواهر الكون تجري حسب نواميس معينه . ولا يمكن التأثير في شي قبل دراسة ما جبل عليه ذلك الشيئ من صفات اصيله"
"ان مشكلة الوعاظ عندنا انهم يأخذون جانب الحاكم ويحاربون المحكوم فتجدهم يعترفون بنقائص الطبيعة البشرية حين يستعرضون اعمال الحكام فاذا ظلم الحاكم او القى بها في مهاوي السوء قالوا انه اجتهد فاخطأ وكل انسان يخطئ والعصمة لله وحده اما حين يستعرضون اعمال المحكومين فتراهم يرعدون ويزمجرون وينذرونهم بعقاب الله الذي لا مرد له وينسبون اليهم سبب كل بلاء ينزل بهم ."
" المشكله الكبرى آتية من كون الانسان لا يستطيع ان يترك عاداته واعتباراته القديمه بارادته واختياره . فهذه العادات والاعتبارات مغروزه في اعماق عقله الباطن ولذا فهو يتأثر بها ويندفع بتيارها اندفاعا لا شعوريا لا سيطره للتفكير او المنطق او الاراده عليه ."
" يحكى في الامثال : ان رجلا أخذ ذئبا فجعل يعظه ويقول له : اياك واخذ اغنام الناس لئلا تعاقب والذئب يقول : خفف يا اخي واختصر فهناك قطيع من الغنم اخشى ان يفوتني
وهذا المثل يضرب لمن يريد ان يعظ انسانا بامر يخالف طبيعته التي جبل عليها"
وتحدث عن ازواجية الشخصية التي اصابت المسلمين بعد الدخول في الاسلام .. وتعارض مبادئ الاسلام مع مبادئ البدوية في نفوسهم .. وتحدث عن الزعامة وكيف انها صعب ينتج لنا مجتمع مصاب بالازواجية شخصية الزعيم بسبب ان المجتمع هذا متأثر بالوعظ الافلاطوني مما جعل المقياس الاخلاقي المطلوب صعب المنال وبالتالي ما فيه تربة خصبه لنمو بذرة الزعامة لان مجتمع من هذا النوع يقتل البذرة وهي في مهدها .. وتناول قضية تقديس الصحابة وانتقد عقلية بعض المؤرخين في اعتقادهم بأن الانسان السيئ الظالم ممكن يصبح انسان عادل و صالح لمجرد ان قال لا اله الا الله .. وهذا يخالف الطبيعه البشرية وان هالظالم ممكن يستمر على ظلمه لكن يطليه بطلاء الاسلام وتكلم عن الثورة على عثمان من زاوية جديدة وانكر وجود شخصية ابن سبأ وقال بأن اي فتنه او ثورة تحصل في البداية دائما يعزوها الناس الى سبب خارجي .. وقال بأن ما حصل كان امر طبيعي وكان يجب ان يحصل عاجلاً ام آجلا وذكر اسبابه .. بالاضافة الى ربطه بين ابن سبأ و عمار بن ياسر وحديثه شخصية ابو ذر .. وتكلم عن الامام علي بن ابي طالب الشخصية الي اختلفت الامة عليها ولماذا وصل البعض الى تأليهها بينما لم يصل احد الى تأليه حتى النبي الاكرم (ص) وتكلم ايضا عن قضية السنه والشيعه .
الي احبه في علي الوردي هو انه كاتب مميز وممكن يجتهد ويكتب افتراضات من عنده يمكن تكون بعيدة كل البعد عن الصحة لكن مع هذا يكون هذا شي رائع لانه على الاقل يقدم شيئ جديد عن غيره ويحفز العقل على التفكير .. انا اوافق علي الوردي تقريبا في غالبية الامور الي كتبها في هذا الكتاب .. فيه امور ما اوافقه عليها لكن مع هذا احتر�� فيه تفكيره .. ومثل ما قلت يكفي انه يقول لنا كلام جديد لان ملينا التكرار ..
وهذي بقية الاقتباسات التي اقتبستها من الكتاب :
ان شر الذنوب هو ان يكون الانسان في هذا البلد ضعيفا فقيرا
قال لي احد الباحثين الغربيين ذات يوم وهو يحاورني : لماذا شرع دينكم شرعة الحرب وفرض عليكم الجهاد ؟ وما هو السبب الذي جعلكم تفتحون العالم بحد السبف وتسفكون الدماء ؟ ثم عقب على ذلك قائلا : انكم لم تفعلوا شيئا غير ان اقمتم امبراطورية مكان اخرى وقضيتكم على كسرى لتضعوا كسرى آخر محله قال هذا وتركني خائرا اضرب اخماسا باسداس , ان هذا هو الواقع الذي لا مراء فيه . فامير المؤمنين لم يكن يختلف عن امير الكافرين الا من حيث المظاهر والطقوس والشعائر الشكلية فتجد الخليفة يتهجد ويركع ويسجد ويكثر من البكاء والعويل وتراه يحج سنه ويغزو سنه وهذه كلها امور ظاهرية لا تمس جوهر الواقع بشيء .. فالجباة هم الجباء والجلاوزة هم الجلاوزة ولن تجد لطبيعة هؤلاء تبديلا . ان الخليفة كان يعبد الله وينهب عباد الله
وكثيرا ما يكون الحاكم ظالما وهو لا يدري انه ظالم , انه يجد لنفسه عذرا في جميع ما يفعل . فاذا جاءه واعظ يقول له : ان الظلم يغضب الله , اومأ السلطان برأسه ايماءة القبول وقال له : احسنت بارك الله فيك !
ان قولك للظالم ان يكون عادلا كقولك للمجنون ان يكون عاقلا فالمجنون يعتقد انه العاقل الوحيد بين الناس فاذا قلت له : يجب على الانسان ان يكون عاقلا , قال لك : احسنت , ان العقل زينة الرجل , وهو يعني بذلك نفسه طبعا
يقول توماس بين : ان الفقر ليتحدى كل فضيلة وسلام , لانه يورث صاحبه درجة من الانحطاط والتذمر تكتسح امامها كل شي .. ولا يبقى قائما غير هذا المبدأ : كن او لا تكن ومشكلة الوعاظ عندنا انهم يحاولون تقويم السلوك البشري بمجرد قولهم للانسان : كن .. ولا تكن .. كأنهم يحسبون السلوك طيناً يكيفونه بأيديهم كما يشاؤون
-------------------------------------------------------------- يرى ويلز : ان الافكار الخفية التي تساور نفوسنا لا يعرف الناس عنها شيئا اذ اننا لا نملك القدرة على تحقيقها وبذا يعتبروننا من الصلحاء الاتقياء , ولو كنا محاطين بظروف كظروف نيرون لكنا مثله طغاة ادنياء , ان نيرون كان محاطا بزمرة من الجلاوزة والجلادين يأتمرون بأمره ويسوغون له ما يفعل , فكل فكرة سوداء تخطر على باله يجد حوله من ينفذها ويؤيدها , ان نيرون يختلف عنا بكونه يشتهي فيحقق شهوته اما نحن فنشتهي من غير ان تقدر على تحقيق تلك الشهوة . ان كل احد منا هو نيرون على وجه من الوجوه وكل انسان يطغى ان رآه استغنى ----------------------------------------------------------
ان الانسان يريد ان يأكل فاذا لم يجد ما يأكله اكل لحوم البشر , اما اذا شبع واترف وحفت به مظاهر النعيم فانه يتطلع آنذاك الى الفسق والفجور
--------------------------------------------------------- ان كل مبدأ جديد يعزو المترفين الى تأثير نزعة اجنبيه غريبة
----------------------------------------------------------- "ان الاعمال العظيمة التي تنسب إلى عبد الله بن سبا لا يمكن ان يقوم بيها الا عبقري او ساحر او منوم مغناطيسي من طراز فذ ,فهو لا بد ان يكون ذا عيون مغناطيسية تكسر الصخور او ذا قوه نفسية خارقة تجعل الناس امامه كالغنم يتاثرون باقواله من حيث لا يشعرون
يكرر الوعاظ قول القرآن : " واطيعوا الله ورسوله واولي الامر منكم " وهم بذلك يأمرون الناس بطاعة السلطان مهما كان ظالماً . ان القرآن يأمر باطاعة ثلاث : الله ورسوله وأولي الامر . اما الوعاظ فينسون طاعة الله ورسوله ويصبون جل اهتمامهم على طاعة اولي الامر - اي طاعة السلاطين . ان طاعة الله ورسوله اولى طبعا من طاعة اولي الامر فاذا تناقضت الطاعتان كان الامر الاول اجدر بالاتباع من الامر الثاني وقد جاء الحديث النبوي : لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق
ان من افظع الاخطاء التي يقترفها المؤرخون هو انهم يتصورون المسلمين الاولين انقلبوا اخياراً بعد ان كانوا أشراراً - فجأه واحدة انهم اغفلوا بهذا مفهوم الشخصية البشرية , فليس من المعقول ان ينقّي الانسان قلبه فجأة من العقد النفسية والقيم الاجتماعية ويصبح ملاكاً طاهراً بمجرد قوله : لا اله الا الله قال النبي : الناس معادن خيارهم في الجاهليه خيارهم في الاسلام ولعله كان يقصد بهذا القول ان الشرير الظالم العاتي لا ينقلب خيرا تقيا بمجرد دخولة في الاسلام فهو قد يبقى ظالما عتيا ولكنه يطلي ميوله الظالمه بطلاء من الصوم والصلاة او من التسبيح والتكبير
قال الحكماء : ليست المشكله هي في ان نكون بجانب الله انما هي بالاحرى في ان يكون الله بجانبنا . فكل واحد منا يدّعي انه مع الله ونريد ان نعرف هل يرضى الله ان يكون معه -----------------------------------------------------------------
ليس غريبا ان يشجب الثورات رجل عاش في القرون الوسطى .. انما الغريب كل الغرابة ان يشجبها رجل يعيش في القرن العشرين
------------------------------------------------------------- تقص لنا الاساطير ان غرابا رأى زميلا له من نوعه , فهاله ما وجد في وجه زميله المحترم من سواد كالح , انه امتعض مما وجد في وجه زميله من سواد , وهو لو نظر وجهه في المرآه لرآه لا يقل سواداً وقبحاً عن وجه زميله .
والمشكله آتيه من كون الغراب لا يملك مرآه يرى وجهه في فيها وهذه هي مشكله البشر جميعاً فكل فريق يرى مساوئ غيره ولا يدري انه مبتل بمثل تلك المساوئ على وجه من الوجوه
كنت اشهد ذات يوم اثرا دقيق الصنع من بقايا مجدنا الذهبي فهتف صاحب لي كان بجانبي قائلا : انظر الى عظمة الاجداد فقلت له : انظر بالاحرى الى ظلم الاجداد ----------------------------------------------------------------- يرى البعض في هذا العصر ان الدين يدعو الشعوب الى الخضوع والاستسلام لحكامهم الظالمين وهذا الرأي ينطبق على الدين المستأجر الذي يستخدمه الطغاة .. اما الدين الذي يأتي به الانبياء المنذرون فهو دين الثورة بأحلى معانيها .
اننا يجب ان نفرق بين الدين والكهانه - كما يقول الاستاذ خالد محمد خالد , وكل دين يصير كهانه اذا استأجره السلاطين وجعلوا اربابه وعاظاً لهم
ان من النادر ان نسمع بحدوث ثورة مسلحة في بلد من بلاد الديمقراطية الحقه وليس معنى هذا ان اهالي البلاد من طراز الخرفان الذين لا يشعرون , انهم لا يثورون لان في ميسورهم ان يجدوا للثورة طريقاً آخر - هو طريق التصويت الهادئ الذي لا يتلاعب به الحكام الادنياء .فهم يبدلون حكامهم حيناً بعد آخر فلا تحدث فتنه ولا تسيل دماء والحكومة التي لا تدرب رعاياها على اتباع طريق الثورة السلمية الهادئة سوف تجابه من غير شك ثورة دموية عنيفة في يوم من الايام
كان الاسهل يسميه علي ومعاوية السنة والشيعه وصراع الحكم كان هيبقي اوقع من اسم وعاظ السلاطين ف كتابه الاول اللي قريته ليه
كان دائما يتشهد انه بالتفصيل اتكلم علي الموضوع دا الا وهو وعاظ السلاطين بينما ف الكتاب فعلا كان ال 12 فصل عبارة عن ايجاد اي مبرر للصراع ما بين السنة والشيعة وموقف قريش الطبقي والخلافة والاخطاء للجيل الاول من الصحابة طيب فين الدور لوعاظ السلاطين؟ فين الامثلة؟ لا يوجد طيب ف كتابه الاول اللي انا قريته اكتر نقطة هو كان مميز فيها الا وهي البحث الاجتماعي المفصل للمجتمع هنا غاب العنصر دا تماما اللهم بس كلام عام مايع انا لم استمتع بالكتاب خالص وانا مش بعرف أقرا كتاب علشان كام اقتباس ممكن اجبيهم من علي جودريدز الكتاب سئ لم يقدم المنتظر من عالم كبير
انا فعلا كل يوم لما بقرأ ف موضوع السنة والشيعة الموضوع بسيط جدا صراع سياسي بقي صراع ديني لمجرد نشره علي قطاع اوسع انا مؤمن باسلام واحد نبي الله بعث به وشكرا غير كدا معرفهوش ربنا يبقي يفصل فيه وكل انسان حر يؤمن او يعتقد فيما يشاء
لن اعلق على كتاب بهذا الروعة .. فما لدى لا يسمح بذلك .. لكنى سأقول ما قالته امى لى عندما ناقشتها فى بعض قضايا هذا الكتاب "يبنى اللى بين الايمان والكفر شعرة .. ربنا يهديك ويعقلك وتبطل الحاجات دة"هههه .. ليست اول مرة .. لكن غضب امى هذه المرة لم يكن اعتياديا ! هذا الكتاب يعمق فكرة قديمة نبعت عندى عندما كان الحزن هوايتى المفضلة "الاطلاق لا يشمل سوى الله والرسول والدين .. لكن الثقة المطلقة .. والوفاء المطلق والعطاء المطلق واشياء من هذا الطراز تؤدى بالانسان الى قبره الذى يعيش فيه حيا" هذا الكتاب يعتد على الاسس ويشكك فى كل شىء بعقل المعى وباسلوب ادبى فريد .. اعجبنى جدا جدا .. واعتقد انه والدكتور محمد عمارة والدكتور طه حسين والدكتور مصطفى محمود .. يمثلون دائرة الفكر الاسلامى الذى يجب ان نتبعه .. لكن دون اطلاق بالطبع :D الثوابت التى تمتلكها هراء .. حدد ماتعلم قبل الخوض فى هذا الطراز من الكتب .. حتى لاتنتهى الى ما انتهى اليه صديق لى حين قال"يعنى انت مش مؤمن بربنا يا كومى ؟؟" فثورة الفكر لن تكون اجندة او عمالة او او ولكن .. تعتبر كفرا ! وهذا مالقيه عظماء الفكر الاسلامى دوما .. الاتهام بالزندقة .. لذلك حدد ماتؤمن به وانطلق ! وربنا معاك يا صديقى
اقشعر بدني وأنا أقرأ هذا الكتاب أكثر من عشرين مرة... عندما انتهيت من هذا الكتاب, ترحمت على الرافعي... فما كان رحمه الله ليسكت عن هذا اللغط والتشويه لصورة الإسلام والمسلمين دون أن يرد على هذا "الوردي" كما رد على طه حسين من قبل... ولكنه رحمه الله ذهب وترك لنا أشباه الكتاب الذين يسمون أنفسهم إسلاميين.... أين أنتم، أيها الكتاب الإسلاميون، من أمثال هؤلاء الذين تجرأوا على دين الله بهذه الطريقة البشعة, ثم لم يجدوا من يقف لهم بالمرصاد؟ عنوان الكتاب "وعاظ السلاطين" وفي الحقيقة هو لا يتحدث عن ذلك إلا في بداية الكتاب... والأصح أن يسمى الكتاب: الهجوم العنيف على الخلفاء المسلمين في عصر الفتنة وما بعدها....فالكتاب يقع تحت فئة: تكلم كما يحلو لك فلا أحد سيحاسبك...ثم إني لا أرى ما سماه الوردي بوعاظ السلاطين يقع تحت فئة واحدة؛ فقد جمع المتملقين للملوك والمنافقين والدعاة وعلماء الدين في صعيد واحد...
الكاتب من الذين بهرتهم حضارة الغرب فعزا تخلف المسلمين إلى تمسكهم بالدين وعاداته البالية القديمة... بل هو يخلط الأمور حتى إنه لينسب أمر الحجاب إلى الوعاظ � على حد قوله � ونسي أنه أمر إلهي.. فيقول في الصفحة 8: لقد دأب وعاظنا على تحبيذ الحجاب!! ثم إن الكاتب يذكر الرسول صلى الله عليه وسلم باسمه المجرد هكذا: محمد، بلا صلاة ولا سلام..بل إنه يتكلم عن أمر الإسلام والمسلمين وكأنه تاريخ سياسي بحت لا دخل للوحي فيه.. اللهم صل وسلم وبارك على محمد وعلى أزواجه وذريته...
نأتي إلى أمر الفتنة الذي هو موضوع الكتاب الحقيقي... لقد رتع الوردي في أعراض وذمم الصحابة والخلفاء كما رتع غيره ... وكان من الخير له أن يدع أمر الفتنة إلى أهل الاختصاص.. بدل أن يأخذ التاريخ عن المستشرقين والكتاب الأجانب المغرضين والمستفيدين من تشويه صورة الإسلام في عقول الناس....أتعجب من أمر هؤلاء وحقدهم على الدين بهذا الشكل الكبير... يا أخي إذا لم يعجبك أمر الدين فدعه واعتنق ما شئت... ولكن لا تسم نفسك مسلما ثم تهاجم الإسلام وتلبس على المسلمين دينهم... وهجومه هذا لا يقتصر على الصحابة والخلفاء بل يتعدى ذلك إلى ما هو أعظم وأقبح؛ فهو يدعي مثلا بأن تحويل القبلة إلى مكة كان قرارا اقتصاديا من السول صلى الله عليه وسلم من أجل أن يسترضي قريشا..صفحة 120 وأيضا يقول في الصفحة 118 أن حظ أبي جهل السيء هو الذي جعله يموت على الكفر، ولو أنه عاش لكان من كبار الصحابة.. ثم إن كثيرا من معلوماته وأحكامه ليست دقيقة أبدا... بل وتأتي هكذا اعتباطا وكله في سبيل دعم نظرياته الخبيثة التي تقدح في شخوص الخلفاء... فهو � مثلا � يذكر في الصفحة 248 أن الفرس كانوا من أهل الصفوة والجماعة قبل ظهور الصفويين وأن من يقرأ تراجم المحدثين والفقهاء الأولين ليجد فيها أسماء فارسية أو تنتسب إلى بلدان إيرانية ويذكر منهم: النيسابوري والبخاري والترمذي والرازي والطبري والغزالي.... إلى آخره.. والواقع إن كثيرا من هذه الأسماء والألقاب لم تكن بلدانا فارسية ولا إيرانية... وهو يذكر هذه المعلومة دون الرجوع إلى مرجع، بالمناسبة....
أكملت قراءة الكتاب إلى آخره حتى أتمكن من كتابة هذه الأسطر وأنا على دراية تامة بما جاء فيه.... وهناك بالطبع الكثير الكثير من الجوانب التي لم أذكرها... إن كل جملة في هذا الكتاب تحتاج إلى وقفة ومراجعة ونقد ونقض ونقاش... أتمنى ممن يقرأون هذا الكتاب - وكتب الوردي بشكل عام - أن ينتبهوا إلى تلك الأهداف الخبيثة المغلفة بغلاف خادع من حرية الفكر والانفلات من التبعية والعبودية للسلاطين.. بينما تحمل في طياتها أهدافا هدامة، يراد بها تقويض مرتكزات العقيدة، بهدم كل ما هو جميل ومشرف في تاريخ المسلمين..
عذرًا لتأخري أولًا و أتمنى منكم قراءة مراجعتي للنهاية لأن فكرة المراجعة استلزمت تطويلًا مقيتًا ولكن ما أسعدني بفرصة كتابة مراجعة عن كتاب رائع كهذا الكتاب شكرًا لمن نصحني به كأول مشوار في عالم الوردي سررت لإتباع نصحكم ////
١- الكثير منّا يستنكر ظاهرة الوعظ المحسوب لمصلحة السلاطين لأنها ظاهرة غير سوية ، و من منا لا يودّ ويتمنى أن تتشافى مجتمعاتنا من هذه الظاهرة ، من لا يتمنى أن تكون له يد في خنق مثل هذه الظواهر وتقليصها لحجومها التقليدية فيواجه و يقوّم واعظ سلطاني واحد كخطوة أولى .. واحد فقط ؟
و لكن أن تثور بوجه تُبّاع السلاطين أمر غير عقلاني إذا لم تحدد مسبقًا الجهة التي يمثلونها ( أي السلطان الذي يمثلونه ) و مدى استفحال قوته .. و اعتدال رؤيته من عدمها .. و درجة قناعتهم بما يتصايحون به و هل هم أنفسهم ممن ( يتبعون أحسن القول ) الذين يطالبون العامة بالاستماع إليه ؟ أو سيكتفون بدور السلطة المُشرّعة التي تتوقع تنفيذ الأوامر دون مماحكة لفظية تذكر .
صعبٌ تقويض ظاهرة إجتماعية ( تقليعة ) لازمت المجتمع الإسلامي منذ نشأته و تمترست بمصالحها لإرضاء وتعميم سياسة السلاطين لا سياسة العامة التي لا تلوي على شيء و ذلك لسهولة التلقين المهني الذي تتلقاه في مهنة الوعظ كغطاء شرعي و سخاء مردودها المادي ناهيك عن الوجاهة التي تتسم بها مثل تلك المهن التي تدعي محاربة التفسخ الإجتماعي و تطهير الناس و بنزوح هذة الفئة من الوعاظ عن خدمة الدين لم تعد مفعّلة مهنيًا و مخولّة للقيام بواجبات المؤسسة الدينية المرجو منها المحافظة على روح الإسلام الأصيل لأنها لسان سياسي بامتياز ، الوردي لا يكتفي بطرح الوعظ الأفلاطوني كظاهرة و ينثني عن نقاش مولدات مثل هذه الظواهر .
٢- الدكتور علي الوردي ككاتب و عالم إجتماع عراقي جنّس الكثير من الآراء المتباينة مسبقًا لدى القراء حول إمكانية العدول عن التصديق أو أحقية الثبات على الموقف عمّا نتناقله تاريخياً حول أمرين شائكين الأول : الشخصيات المفصلية في تكوين الفكر الإسلامي برمّته .. ( القدوة المستحيلة ) و ذلك بناءًا على سير الكتاب و نظرًا للخط البياني الذي رسمه لنا الوردي عبر مبررات وجود وعاظ السلاطين و مسوّغات استمرار هذه الظاهرة ( بهذا لخص الوردي دور الوعاظ في تسيس الدين لمصالح السلاطين أولاً و ثانيًا في بثّ استراتيجية اللامعتدل ( القدوة المستحيلة ) في شخوص مهمة بالنسبة للمجتمع الإسلامي ألا وهم الخلفاء الراشدين وبهذا صعّبت على الإنسان العادي التحلي بخلقهم الذي هو أساسًا صعب لأنهم كخلفاء لرسول الله (ص ) نهلوا من خُلقه وتعاليمه السمحة ) فتغرق العامة في مأساة المقارنة بعد اخفاق محاولاتهم للتحلي بتلك الخلق و تجرّ أذيال الذنوب اللامتناهية ، و قد تبتكر لها ظاهرًا دينيًا يتماشى مع مبادئ الوعظ الأفلاطوني و يتنافى باطنه الدنيوي مع ظاهره ، لا شك إن ذلك سيتمخض عن نفاق الفرد لنفسه و لمجتمعه على المستوى الفردي و لكن على مستوى المجتمع الذي خِيرته تُمجّد مصالحها و أفراده كما أسلفنا يعبّون الملذات في الخفاء فلن نتوقع مجتمع يستقيم صراطه بطبيعة الحال ، هنالك تفاوت ولابد أن يزلزل ذلك طبيعة المجتمع ، تخيل مجتمع كامل مصاب ببرود جنسي مثلًا لا يقوى على التعبير عن غرائزه الفطرية و التوفيق بينها وبين تعاليمه الدينية بات أمر محال لرفع سقف القدوة نحو مثالية لا تُطال ، كيف سيكون طراز تفكير النشء الذي بعهدة هذا المجتمع ؟ ألن يكون ذلك خذلان للقيم الإسلامية كان الوعظ الأفلاطوني مسببه الأول و أساس هـناته ؟ الاسلام دين الوسطية ( دين الجسد والروح والعقل ) هذا ما لا يرجح كفته الوعاظ و بهذا تتفاقم المعصية فهل سنكتفي في هذه الحالة بتبرير المعصية و تأويل القصد من ورائها عوضًا عن الكشف عن السببية الدورية التي توالدت منها المعاصي ، ابتعد المجتمع الأسلامي عن روحه السمحة والمعتدلة لأن الوعظ ثابت على مقياس لا متجدد امتدّ بذات الهيئة لأجيال وأجيال الزمن تغير لكن الوعظ عالق هناك يلقي الضوء على السنن التي تخدم بقاءه فقط متجاهلاً السنن التي ترقى بالمجتمع مع مراعاة تحضّر المجتمع فهو يجاهد نفسه بأساليب أقوى نظرًا لازدياد المغريات و اختلاف مسمياتها ، حين نتخد موقفًا عدائياً و متزمت من سلوك ما يجب مراعاة خامة السلوك و تأثيره قبل ذلك
و ثانيًا : بعد الشخصيات يأتي دور الأحداث و الصراعات التي شسعت المجتمع الإسلامي لتكتلات حزبية تتسم بالتعصب المذهبي والتي لا تليق بالطبع بمجتمع جاء معاديًا لقبائل كدّها التعصب القبلي في ظلامات الجاهلية وجاهد ما استطاع ليترفّع بمبادئه السامية عليها ، تلك الأحداث والصراعات التي خلفتها فترة ( ما بعد التعصب القبلي و ما قبل التعصب المذهبي و الحزبي ) كانت ممهدة لتنور مستعر من الإنشقاق كما يوضح لنا الوردي عن سر تواجد الصراع بين البداوة و الإسلام ، هي فترة النقلة النوعية التي ضمّت تلك الباقة من شخصيات ( القدوة المستحيلة ) التي تفشت صورتها التي تتنافى أحيانًا مع طبيعة النفوس البشرية و ترتقي لناموس الملائكة كما ذكر الوردي ، لدور الوعاظ الأفلاطونيين فأحاطتها بوعظهم بتلك الهالة التبجيلية التي تناقلاتها الأجيال و بلّورها بشكل رئيس أولئك الوعاظ الذيت امتهنوا اليقينة فأورثوها لمن خلفهم في الوعظ و فرضوها على رؤوس الخلائق في مجتمعاتهم و أدرجوها ضمن المسلّمات الغيبية و الموروثات التراكمية مستثنين الأثر السلبي المرهق الذي سيصب بثقله و تبعاته على كاهل الإنسان الخطاء بفطرته و الذي يصبو للتوبة و رحمة الله رغم كل ماتهفو له نفسه من حب الدنيا فيغدو مربوطًا و دائرًا في ساقية الضغوط التي خلقها له الوعظ الأفلاطوني ، و اليقينة التي شابت مجتمعات سبقتنا والتي تعود لمحدودية الرؤية كانت معقولة ومنطقية آنذاك ، ولكنها ستتحول للايقينة و لاتأكيدية في ال هُنا الراهن وهو بالمناسبة معيار حركي يسبر بفضل التنوير العلمي الذي يحفّ أجيالنا و الثورة الجدلية والنزعة نحو منطق مستحدث منير بعد عهود من الشلل اللساني وخرس المناقشات .
الوردي يحثّ القارئ على فتح الحُجّة المغلقة ب منطقه المحاجج والجدلي القائم على ( الربما ) لأن - الربما - هي قمة اللايقينية و ربيبة الإحتمالات المتناقضة ، زارعة الشك و الإنقسام في كل رأي وتوجه حتى تثبت وجهة الصواب وما أصعب مقياس الصواب ، من يستطيع أن يتبوأ دور الجازم ؟ أي واعظ بمقدوره أخبارنا عما جرى في حقبة الصراعات تلك وهو غائب عنها معتمدًا على مانقله أسلافه فقط التي نجهل أهوائهم و إيدلوجياتهم ، أي واعظ بمقدوره تنزيه إي كان عن الأخطاء و هنا تجلى قدر كبير من الجرأة لدى الوردي فهو يشمل شخصيات الخلفاء الراشدين بذلك ، و يتطرق لإيجابيات و سلبيات كل خليفة منهم على حدة ، و ( الإيجابيات والسلبيات ) معسكرين لا قنطرة تصل بينهما فكان قدر القارئ ( الحيرة بين هذين المعسكرين ) فمن يصدق بإيجابيات أحد الخلفاء الراشدين لن تروقه سلبياته و الأمر ينطبق على كل خليفة للنبي ( ص ) تلك السلبيات تجلت في سمات فطرية مثل نبذ الحمية و التعصب و الرغبة بدحر القبلية التي تعتبر أهم مغذيات البداوة بتغيير طباع المسلمين فيكون نبي الرحمة قدوته وهو الذي نشأ في مجتمع قريش وأخلاقه لا تمت لأخلاقهم بصلة ، كذلك نسب الوردي لخانة السلبيات الإنتصار للأهل و التمسك بالثورات ، و لاشك مع الحيرة بين معسكر الإيجابيات و معسكر السلبيات ستختلف وتتباين آراء القراء و بذلك كان هدف الوردي في هذا الكتاب صنع شقاق فكري الذي تغذيه الحيرة بين معسكرات الإيجابيات والسلبيات و ليس هذا توحيد الأفكار الذي يرجوه القارئ من أي كتاب ،وعملية صنع الشقاق الفكري تعادل حالة الفضفضة و الهذر المتناقض التي تسبق العلاج النفسي ، و هنا الوردي يلعب دور المعالج النفسي باتقان على القراء ، نزل قرآننا محمّلاً ب عبرٍ عن أنبياء أغواهم الشيطان وغرّتهم الدنيا عن الطريق القويم كنبي الله يوسف مثلًا حين لبث في سجنه بضع سنين حين طلب وساطة من عبد من عباد الله لتفريج كربته و غفل عن معبود عليم مطلع على كل هم في صدور البشر ، وغيرها من القصص والعِبر التي تنتهي بشمول الله أنبياءه بالتوبة بعد الذنب لأنه إينما وجدت نفس بشرية وجد الصراع بين الخير والشر بين الصواب والخطأ( و هذا ما يختلف عليه القراء و يتخندقون في معسكرات الإيجابيات والسلبيات ) خندق ما يجوز و مالا يجوز كما أسهب الوردي في طرحه دون غلظة فالانفتاح على كل المعقولات كان حاضرًا . لتبرير هذا الصراع كان لابد من اختلاق شخصية كشخصية ابن سبأ ، وهو مكب كل التهم التي تهزّ أمن المجتمع ، و لا تزال كل المجتمعات تختلق ابن سبأ في أثواب مختلفة ، ففي كل صراع وثورة هناك ابن سبأ المسبب لكل القلاقل و الأجنبي الذي يعيق أمن المجتمع
٣- الحيرة بين المعسكرين ( الإيجابيات و السلبيات ) والتخندق في إحداهما ذلك ما يجعلنا نحن القراء تلقائيا نستحسن جانبنا الآمن والمصيب و نُخطِّئ المعسكر الآخر و نصب جام غضبنا على اختلافه و تأليهه لرأيه ، حجتنا مقنعة بالنسبة لنا مؤكد و مما لاغبار عليه ( سلطاننا أقوى ) نحن الآن ( وعاظ لسلطان حجتنا ومنطقنا ، ذات الواعظ السلطاني الذي كنا نستنكره في البداية ) و الذي رغبنا بتقويم واحد منهم كخطوة أولى .. القارئ لكتاب الوردي يتحول لواعظ و المخالف لرأيه المبني على توجهه الديني مرتد وملحد ، سلطاننا قوي فهو مبني على منطق ديني لا نقبل فيه الجدل و لا نعترف به بمرحلة التجاوز لسلطاننا ، هكذا كان الوردي كالمعالج النفسي للقراء عبر هذا الكتاب الجدلي عبر خطة محكمة و هي :
١- تعريف القارئ بوعاظ السلاطين و من الطبيعي أن يندد القارئ بتلك الفئة المنحازة لغير دينها .
٢- العودة لأصل صراع المنتصرين للآل و المنتصرين للصحب ( السنة و الشيعة ) في المجتمع الإسلامي والذي تزامن ظهوره بعد كل اغتيال لثلاثة من أصل أربعة خلفاء راشدين مما خلف مذاهب وتوجهات سارية المفعول لوقتنا هذا ، تقسيم القراء في معسكر الإيجابيات والسلبيات لكل خليفة من الخلفاء الراشدين على حسب توجه و خلفية القارئ الدينية .
٣- انطلاقاً من توجهك الديني ستكون قارئ واعظ دون منبر ، واعظ لسلطان رأيك وعقلك ومنطقك و هو سلطانك النسبي المخدِّر ، ستتفنن في المناورة خشية تقبل وجهة نظر معاكسة لما في ذلك من مساس بمعتقداتك ، ستتناسى فكرة الوعظ من وجهة نظر الدين المحض ، فالدين يطلب التمسك بتعاليمه الحرة و ذلك لوحده يشجع الآخر للانظمام لمعسكرك ، دين عدم الانحياز لرأيك دون حق و تقبل إختلاف الآخر إن وجد وعدم حظر رأيه وحريته و التعايش السلمي مع الأديان ، دين الطوية السمحة المناهض للتشدد والحمية ، دين الانعتاق من ( السلطان ) مهما تحوّر ، فالوعظ و السلطان إسقاط على ما حولنا و على جوهر صراعنا النفسي .
أكثر ما تناهى لمسامعي عن جدلية الكتاب كان بسبب عنوانه المضلل ، فالفصول الثلاثة الأولى فقط التي تتحدث عن الوعظ لا تقنع القراء بجواز تسميته ب ( وعاظ السلاطين ) على ما يبدو ، فباقي الفصول تتحدث عن الخلفاء الراشدين و أيجابياتهم وسلبياتهم ، أتمنى أن أكون شرحت لماذا لم أجده مضللًا ، بل قراءة متعددة الأوجه لتاريخنا الإسلامي ترفض أغلال الجزم وتحتمل الصواب و الخطأ ما دام تاريخنا مبني على نفوسنا البشرية .
( لقد آن الأوان لنحدث انقلاباً في أسلوب تفكيرنا ، فلقد ذهب زمن السلاطين و حلّ محله زمن الشعوب ، وليس من الجدير بنا ونحن نعيش في القرن العشرين ، أن نفكر بذات النمط الذي فكر به أسلافنا من وعاظ السلاطين ) ( آن لنا أن نفهم الطبيعة البشرية كما هي في الواقع ، ونعترف بما فيها من نقائض غريزية لا يمكن التخلص منها ، ثم نضع على ذلك خطة الإصلاح المنشود )
( الفجوة بين الحاكم و المحكوم تنبعث في كثير من الأحيان من ما يكمن في داخل النفس من نزاع بين نظامين متعاكسين من القيم )
( إن الطبيعة البشرية لا يمكن إصلاحها بالوعظ المجرد وحده )
" فتنة طهر الله منها سيوفنا و أيدينا فلا نخوض منها بألسنتنا "
لعل هذه الفتوة هي أول ما افتى بها وعاظ السلطان , انها دعوة لكم الأفواه و اغضاء الطرف و اهمال العقل و المرور بالقضايا الحساسة و نحن " ماشيين الحيط الحيط " فلا عجب إذاً أنها ظهرت مع بداية ظهور أول ملك يحكم باسم الله .
كتاب أحدث في عقلي ما يشبه اعصاراً صغيراً اختلطت بعده كل الأوراق و تم ترتيبها من جديد , فأنت حين تتابع أحداث التاريخ من منظور علي الوردي , يكون له وقع أخر . الاختيار الموفق لاسم الكتاب " وعاظ السلاطين " يخبرك أن الكاتب حين ينقد الوعاظ و الدين الذي يمثلونه فهو انما ينقد الدين المستأجر الذي يستخدمه الطغاة , لا الدين الذي أتى به نبينا المنذر . لذا قبل الخوض في هذه النوعية من الكتب عليك أن تحدد ثوابتك , من هو المطلق و من هو المتغير بالنسبة لك . اعرف الحق تعرف اهله , و اعرف الباطل تعرف اهله . حين تضع هذه الحقيقة في رأسك ستتمكن من قراءة الكتاب بموضوعية دون أن يثير فيك نفوراً أو استهجاناً .
بأسلوب سلس و ممتع و جريء و ثري و مثير للإنتباه يحلل الكاتب الوقائع التاريخية بمنظور عقلاني و يقيسها بمنطق واقعي لا يعبر إلا عن وجهة نظر الكاتب و قد يحتمل الصواب و الخطأ . إلا أن الكتاب يتيح لك مساحة من التفكير و التأمل . فالكاتب يبدأ أولاً بطرح البديهيات ثم ينتقل لطرح الأحداث التاريخية الشائكة و طرقها من زاويتين مختلفتين و يقدم وجهتي النظر المتضادتين و كأنه يستدرجك بلطف لاستخلاص رأيك الخاص بعد التفكير . يدفعك للتأمل في تاريخنا الذي اعتدنا أن نقرأ عن أمجاده و انتصاراته . نحن لم نبحث يوماً عن الناحية الاجتماعية الملاصقة للتطورات السياسية , لذا جاء فهمنا منقوصاً مبتوراً لم يمكنا من استخلاص العبر و تعلم الدروس . تاريخنا المشرف انتهى بانتهاء الخلافة الراشدة , و ما اتى بعده لم يكن الا امبراطوريات و دول استغلت الاسلام و المسلمين باسم الله , الا ما ندر . فالدول التي ستقام باسم الاسلام ستقام على اساس انه دين ورسالة ومبدأ لعمارة الأرض و تحقيق العدل لا لإنشاء كسراويات غنية و قوية تستبيح الأخضر و اليابس .
فاذا سلمنا بأن التاريخ يستنسخ نفسه , و اذا سلمنا بأننا كمجتمع مسلم لم نرتقي درجة واحدة أو نتقدم خطوة واحدة بعد كل الفتن التي مررنا بها . و إذا سلمنا بأن الاستبداد السياسي , مع تغير الأشخاص و الأسماء , لا يزال مرتبط بالدين . و لا يزال وعاظ السلاطين يغضون الطرف عما يقوم به هؤلاء من ظلم ونهب وترف , و لا يصبون اللعنات الا على الشعب الفقير المعتر . و إذا سلمنا بأننا نقرأ التاريخ بحيث يكون الحق جلي واضح , و الشر جلي واضح لا لبس بينهما . اذا سلمنا بكل ما سبق نستنتج أن قرأتنا للتاريخ ينقصها العمق و الفهم ربما كون التاريخ لا يكتبه إلا المنتصرون فهو يصلنا مبتوراً ناقصاً . فإذا لم نقرأ التاريخ بعيون جديدة تهدم أوثان كل عظماء التاريخ التليد , و إذا لم نخلع النظارة التي ألبسوها لنا , فإننا لن نسير إلا في نفس الطريق الذي ساروا فيه . لن نستخلص من التاريخ عبراً لفهم واقعنا المعاصر ثم المضي قدماً للمستقبل المشرف . أتفق مع الكاتب في كثير من النقاط و أختلف معه في كثير . في الحقيقة اذا اتبعت نظرية علي الوردي التي يطرحها في كتابه على كتابه ستستنتج أنه ليس المطلوب منك الموافقة على كل ما كتب ، بل ابحث و ناقش و تأمل ثم توصل لنظريتك الخاصة المستندة الى الادلة التي ترتاح لها .
مآخذي على الكتاب :
- الحيادية التي توخاها الكاتب نالت في بعض الأحيان من عصمة نبينا محمد. و بما أنني مسلمة عن اعتناق لا بالوراثة فالمطلق الذي يحد تفكيري هو الله و قرأنه و نبيه و سنته الصحيحة . - استشهاد الكاتب بأحاديث موضوعة أو ضعيفة , و بروايات تاريخية لم تثبت صحتها لتدعيم فرضياته في النفس البشرية , يدل على جهل أو تجاهل بعلم الحديث وعلم الرجال اللذين بهما تًعرَف أحداث التاريخ ويحدد صحيحها من مكذوبها . ما أفقد الكاتب بعض المصداقية . - استشهد الكاتب بمصادر مشكوك بمصداقيتها , بالنسبة لي على الأقل , كطه حسين و جرجي زيدان و محمد عبده . والاستدلال بالضعيف من القول لبناء نظرية ما يفقد الكاتب العمق وتوخي الحقيقة . - استخدم الكاتب ألفاظ غير لائقة و لا تتناسب مع الكتاب باعتباره بحثاً علمياً , كوصفه السلطان العثماني بالحمار بن الحمار !
#تحديث2019# قرأت هذا الكتاب في 2012 وأجزم أنه كان أول كتاب هز الكثير من ما كنت اعتبره ثوابت ، وما أصبحت عليه الآن بدأ معه (بطريقة او بأخرى ) الان تغير لدي مفهوم "السنة الصحيحة" بالكلية، وأصبح محمد عبده شخصا عظيما وأصبح طه حسين كاتبا أحتاج أن أقرأ له مرة أخرى ولا يزال جرحي زيدان كاتبا غير موثوق!
كنت جريئة كفاية لأكتب عبارة"جهل او تجاهل" في تقييمي لكتاب لعلي الوردي!
خلفاء الله في الأرض وأصياء الدين من خلفوا أنفسهم خلفاء لله عز وجل هم موضوع هذا الكتاب ...هولاد الذين نصبوا أنفسهم دعاة يجلون بوعظهم من تنطبق عليهم مواصفات الحكم كي يضمنوا لأنفسهم مكانا اجتماعيا مرموق هم من يتحدث عنهم على الوردي في كتابه هذا ..يعريهم ..يفضحهم ويدحض حججهم الواهية..لمن أراد المزيد فليقرأ كل كتب الوردي إنها بحق كتب تستحق القراءة.
هناك 3 أنواع من الكتب التي تحدث عما وقع بين الصحابة من خلاف الأول وهو مدرسة كتاب العواصم من القواصم والذي أعطى صفة "الهبل" للصحابة وكأنهم أطفال تم خداعهم والمؤامرات والسبأية و و و والنوع الثاني يمثله هذا الكتاب الهابط الذي اعتمد على روايات معينة من مؤرخين محددين، للأسف علي الوردي لم يدرس وقائع الفتنة بجميع الجوانب، فهو قرأ من جانب واحد فقط وقام بنقد الوقائع بناءً على هذا الجانب. فالوردي صور الصحابة على انهم جميعًا همج سفاكين للدم محبين المال فقط ولم يترك صحابي إلا وقد هاجمه
بدأت في قراءة الكتاب بعد أن لمع اسمه بين جمهور القرّاء ولا أخفي عليكم تأثري بعبارات الثناء والإطراء التي حاز عليها الكتاب وشعرت بأني أمام عمل ضخم لا يمكن إهماله وهذا بالفعل ما وجدته ، ولكن مهلاً فقد وجدت أيضاً شوائب كثيرة عكرت صفو قراءتي للكتاب وليس هذا فحسب بل جعلتني قاب قوسين أو أدنى من التخلي عنه وهذا مالا أُحِب القيام به فأكملت القراءة على مضض وتساقطت أمامي كل تلك الأراء التي أشادت بالكتاب دون أن تُلفت نظر القارئ القادم إلى محتوى الكتاب الحقيقي ، فإن كان عنوان الكتاب وعاظ السلاطين فإن باطن الكتاب هو حياة الصحابة والخلفاء الراشدين التي للأسف تعرضت الكثير من الظلم في الكتاب ولا أدرى فعلاً ماهي الغاية من نشر مثل هذه القصص ولا أعلم إن كان الدكتور علي الوردي يسعى بهذا للدفع بالقارئ للشك بكل ما يؤمن به ليبدأ بنفسه رحلة البحث والمعرفة ويصل بعدها للإيمان ، ربما العلم عند الله .
حاولت أن تحتوي المراجعة على شيء مما جاء في فصول الكتاب بشكل واضح وصريح ليس من أجلي بل من أجل القارئ القادم الذي سيفتش عن الكتاب وكلي أمل أن لا يقف عند حدود المكتوب أمامه في الصفحات ويسلم بما جاء تسليماً فيقبل كل تلك الإتهامات فيه من دون بحث .
الكتاب الذي صدر عام 1954 جاء محتواه موزعاً على إثنى عشرة فصلاً بدأت في الحديث عن الصراع النفسي وعلاقة الوعظ به وانتهت بقضية الشيعة والسنة وعبرة للتاريخ . ولعل من الإنصاف أن أذكر إيجابيات الكتاب قبل التطرق للسلبيات فمن إيجابيات ماجاء به تعرية الوردي لوعاظ السلاطين أولئك الذين يسخرون الدين لخدمة أسيادهم فلا يراعون شرعاً ولا عرفا وإنما يكون جل إهتمامهم مجاراة السلطان والحاكم بما يُحِب مُستغلين بذلك عباءة الدين وإحترام المجمتع لهم ، وربما كان وعاظ السلاطين بهذا أكثر ظلماً من السلاطين أنفسهم لأن أفعالهم ومواعظهم تصب في مصلحة الطغيان و أصحاب المال وتهمل ما للفقراء والعامة من حقوق فإن شاء السلطان شاؤوا وإن غضب السلطان غضبوا وبين الوردي الدور الذي تلعبه البطانة المحيطة بالحاكم التي تعمل عمل الحاجز تفصل الراعي عن رعيته فلا يرى منهم إلا ما أرادت ولا يسمع منهم إلا ما سمحت به وبالنهاية الحاكم إنسان يخطئ ويُصيب والبطانة إن كانت صالحة صلح حكمه وإن كانت العكس فلا صلاح بحكمه أبدا . وهذا ما أتفق به مع الدكتور علي الوردي رغم إنزعاجي من كثرة تكراره . ولكن مالذي لم يعجبني أو لنقل مالذي دفعني للتفكير بترك قراءة الكتاب ؟ الجواب هو الكم الهائل من القصص والأحاديث المستندة على روايات ضعيفة لمصادر لا يُعتد بها لدى جمهور العلماء والتي نالت بدورها من الفتوحات و الشخصيات الإسلامية من الصحابة والخلفاء الراشدين فقد اعتمد الدكتور علي الوردي على كتب لأُدباء من مثل طه حسين وجرجي زيدان وأحمد أمين مُهملاً كتب التاريخ التي يؤخذ بها وقد حاول الوردي الأخذ ببعض النصوص التي جاءت في كتب لابن عربي وابن الأثير و ابن خلدون إلا أنه كان ينتقي ما يناسب هدفه فقط . كانت لخلافة لعثمان بن عفان رضي الله عنه وأحداث الفتنة نصيب الأسد بالتشويه اذ جاء بالفصل الأول بالصفحة ثلاثين إدعاء الوردي بأن فترة خلافة عثمان رضي الله عنه توقفت بها الفتوحات الإسلامية ولكن الحقيقة عكس ذلك فالخلافة في عهده شهدت توسعاً في الشرق والغرب في أسيا وأفريقيا وقبرص وأرمانيا _ انظر في كتاب تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان _ وبعدها جاء الحديث عن زمن هارون الرشيد فنال الرشيد ما ناله عثمان رضي الله عنه فاتهمه الوردي بإزدواج الشخصية و فساد الأخلاق والركض خلف الملذات وتضيع مال الأمة على الجواري مُستندا بهذا على ما نقله جرجي يزدان ، وفي كتاب -هارون الرشيد الخليفة المظلوم - تقرأ : فالمتتبع لسيرة الرشيد يجده مُتزناً في عواطفه مستقيماً في أحواله يجلس إلى العلماء والفقهاء ويسمع منهم ولم يبطش بواحد منهم أبداً بل كانوا عنده محل إكرام وتقدير ". ويقول عنه الإمام الذهبي كان أنبل الخلفاء وأحشم الملوك ولم يسلم كلاً مِن الفاروق عمر بن الخطاب ولا الإمام علي ابن أبي طالب من هذا التشويه بل أن الأمر إمتد ليصل إلى النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام . طرح أيضا الوردي وتبنى قول الأديب المصري طه حسين فيما يتعلق بشخصية عبدالله بن سبأ الشخصية الوهم كما يراها طه حسين ولم يكتفي الوردي بهذا فقط بل قال بأن الصحابي الجليل عمار بن ياسر هو عبدالله بن سبأ وشتان مابين الإثنين .
لقد كان الكتاب مُهماً لما جاء به من تشويه يستوجب على المسلم الغيور توضيحه وتبيانه وعلى الرغم من زعم بعض القراء بأن طرح الوردي هنا مُنصف ومُحايد إلا أنني لم أجد الحيادية والموضوعية هنا ولازلت حتى كتابة هذا المقال أُفتش عنها ولا أجد لها أثر . إن كنت تنوي قراءة الكتاب فاحرص على أن تبحث بنفسك عن محتوياته وأدعوك للشك بكل مافيه لأن الشك كما يقول الدكتور علي الوردي ذاته مفتاح البحث .
#أبجديةفرح
.......
مراجعتي للكتاب منشورة على موقع منارة الشرق
� �
الرابط /:
صديقتي العزيزة زهراء بن عراب حولت المراجعة لمقال صوتي :
يقرأ التاريخ الإسلامي بنظرة عالم إجتماع لا بنظرة سياسية أو دينية تحليل مثير للإنتباه ويدفعك للتأمل كثيراً في تاريخنا السابق الذي مجدناه كثيراً
يوماً بعد يوم، كتاب بعد آخر، يزداد عندي يقين وشعور بأن تاريخنا الإسلامي بوجهه المشرف انتهى مع الخلافة الرشدة ولم تكن الدول سواء الأموية أو العباسية أو غيرهما سوى كأي دولة اخرى في التاريخ سياسياً واجتماعياً ودينياً
الثائر علي الوردي ❤️ الثائر بقلمه وكتاباته وفكره ❤️ وعاظ السلاطين هو إعادة قراءة للتا��يخ الإسلامي من خلافة سيدنا أبي بكر رضي الله عنه وحتى الدولة العباسية .. إعادة تحليل .. إعادة نظر وكأنك تقرأ هذه الأحداث لأول مرة وكأنك لأول مرة لا ترى الأمور من زاوية واحدة وكأنك لأول مرة ترى سنة الله ف الخلق التي لن تجد لها تبديلاً ❤️ انه لا شر محض ولا خير محض وان كل شئ مهما كان به من الخير والمميزات لابد أن ينطوي ع شر ما ..
رأيت في الصحابة جوانب إنسانية وبشرية وأحسست بقربهم مني كما لم أحسه من قبل ❤️ بكيت مع سيدنا عثمان رضي الله عنه وهو لا يفهم لماذا لا يتقبل الناس منه أشياءاً تقبلوها من سيدنا عمر ! بكيت مع سيدنا عمار بن ياسر الذي ترك تعذيب سادة قريش له ندوباً في روحه وقلبه وفكره أكثر من جسده 💔 وأحببت سيدنا علي وثوريته وفهمه لروح الإسلام وأحببت صدقه الذي لا يتلاءم مع هذه الدنيا وبالأخص في عالم السياسة القذر أحببت تفهمه وتقبله لسيدنا عمار وأحكامه التي يؤثر عليها ما لاقاه وإن اختلف معه .. أحببت فكرة الصراع نفسها وانه حتمي لأن الشئ الوحيد الثابت في الدنيا هو التغيير اتفقت معه في رؤيته لمعظم الفتوحات الإسلامية وانها لم تكن خير محض وليست كما يتصورها البعض وانما انطوت ع كم من المخالفات التي نهى عنها الإسلام ومن القسوة والوحشية !
أحببت تحليله لظهور الشيعة وكيف تحولوا للمبالغة في تقديس سيدنا علي كرد فعل لسبه ع منابر المساجد !!!!! وقالك خلافة إسلامية 😏 كانت رؤيته منصفة ولم ينحاز لأي طرف وانما قام بتوضيح وجهات نظر كل فريق في ضوء علم المنطق الحديث .. كان منصفاً لدرجة لم أتخيلها وأنا معرفش هوا سني ولا شيعي 😃 فهو ليه تعليقات ع الطرفين وكان حديثه خالياً من المظلومية وموضوعي إلى حد كبير .. وعجبني اقتباساته من كتب السنة والشيعة معاً والتعليق عليها ..
الشئ الوحيد الذي لم أتفق معه عليه هو المبالغة في التقليل من الإرادة الإنسانية لدرجة الإحساس اننا مقيدون فعلاً بظروفنا الاجتماعية ولا خلاص لنا منها .. اتفق ان الإنسان هو تفاعل لعدد من العوامل لا نتخيلها ولا أحد يقدر ع تحليلها ومعرفتها الا الله سبحانه وتعالى لذلك لا يمكن لأحد ان يتخيل كيف سيكون الحساب .. ولكن لا أحب مبدأ الحتمية هذا والتقليل من إرادتنا بهذا الشكل ..
الكتاب أمتعني وأضاف لي ورأيت نفسي فيه في بعض المواضع وهذا ما أعشقه في القراءة للأسف في أجزاء منه قرأتها من قبل في كتابه " مهزلة العقل البشري " أعتقد انهم بيكملو بعض وقرأتله قبل كده انه من تكراره لأفكاره وبيعيد ويزيد فيها أسموه أستاذ صاقولة 😃
من غير ما تجرب مش هتعرف انت بتحب إيه .. انا عارفة اني بحب أقرأ في التاريخ الإسلامي لكن مكنتش أعرف اني ممكن أحب علم الاجتماع .. وهو له فضل في ده لأن أسلوبه ممتع مهما استفاض في الشرح ربنا يرحمك رحمة واسعة يا أستاذنا ❤️❤️❤️ " والمصيبة أنهم يريدون أن يفتحوا العالم ولا يريدون أن يفتحوا بلادهم أو ينقذوها من براثن المرض والجهل والفاقة " 💔💔💔
لقد آن للعرب اليوم أن يفتحوا عيونهم و يقرؤوا تاريخهم في ضوء جديد . لقد ذهب زمن السلاطين , وآن أوان اليقظة الفكرية التي تستلهم من التاريخ عبرة الإنسانية الخالدة.
كنت قد قررت قراءة كتاب "مهزلة العقل البشرى", لكن مقدمة الكاتب جاء فيها إنه بمثابة رد على كتاب "وعّاظ السلاطين " .. فنحيت الكتاب الأول جانبا و بدأت فى هذ الكتاب
كتاب مهم جدا .. قد تتفق مع الكاتب أو لا تتفق و لكنك لابد و أن تقف كثيرا لتتأمل ما يقول
من أكثر الكتب الفكرية التى دفعتنى للتأمل و التفكير .. فهذا الكاتب لا يخاف فى فكره لومة لائم و لا يوارى أو يزين خطابه .. يقذف فى وجهك الفكرة تلو الفكرة , يدعوك للشك و للتأمل و عدم التسليم بالفكرة لمجرد إن قائلها من عظماء التاريخ .. يدعوك لهدم أسطورة الشخصيات المثالية التى لا تخطىء أبداً .. و يشدد على أهمية ذلك فى أنه هو السبيل الوحيد لإكتساب العبرة من السابقين و عدم الوقوع في أخطائهم
لقد آن لنا أن نفهم الطبيعة البشرية كما هى فى الواقع و نعترف بما فيها من نقائص غريزية لا يمكن التخلص منها . ثم نضع على أساس ذلك خطة الإصلاح المنشود
قبل أن أقرأ الكتاب كنت أعتقد أن عصر الصحابة و السلف من بعدهم كان عصر جنة الإسلام على الأرض وأنهم ما كانوا ليختلفوا أو يتنازعوا .. لكنني أكتشفت أن الصحابة قد اختلفوا وتنازعوا بل وقتل بعضهم بعضا ! .. كنت أعرف بالطبع بعض الحكايات عن ما حدث من فتن فى أيام الإسلام الأولى و لكني دائما كنت ألقى باللوم على "الطرف التالت" ! وكأن هؤلاء الصحابة ليسوا بشر فيهم ما فينا من مشكلات نفسية و إجتماعية قد تؤدي للخطأ فى بعض الأحيان
يمكن تقسيم الكتاب لـ 3 أجزاء الجزء الأول يتحدث فيه الكاتب عن "الوعّاظ" أداة الحكام و السلاطين فى كل عصر لشغل الشعب عن ظلم الحاكم أهلِ الكروشِ القابضين على القروشِ من العروشِ لقتل كلِّ فدائي الهاربين من الخنادق والبنادق للفنادق في حِمى العُملاءِ القافزين من اليسار إلى اليمين إلى اليسار كقفزة الحِرباءِ المعلنين من القصورِ قصورَنا واللاقطين عطيّةَ اللقطاءِ أحمد مطر -
والجزء الثاني يحدثنا فيه الكاتب عن الأسباب النفسية و الإجتماعية التى أدت لحدوث الفتن والتى انتهت بقتل المسلمون بعضهم بعضاً
أما الجزء الثالث و الأخير فقد تحدث فيه الكاتب عن الشيعة و السنة و نشأتهما وأسباب الخلاف بينهما
مآخذ على الكتاب : إستشهاده بأحاديث وضعية أو ضعيفة اللجوء لرويات لم تثبت صحتها أو منسوبة لقائلها مباركته فى مقدمة الكتاب للغرب و ثناؤه عليهم و كأن مجتمعاتهم تخلو من المشكلات الإجتماعية التى نعاني منها
ان هذا الكتاب جذاب وغير مطروق كثيرا بالاضافة الى ان مؤلفه هو عالم الاجتماع الدكتور علي الوردي ، وقررت قراءة هذا الكتاب بناء على ما ذكر بالاضافة الى اهتمامي بكل ما نتج عن المؤلف الرائع .
في هذا الكتاب يتناول المؤلف إجمالا طريقة الوعظ الديني في العصور الاسلامية بطريقة ناقدة (وبحدة احيانا) والتي اعتمدت في غالبهاعلى الترهيب والوعيد وعدم مراعاة الطبيعة البشرية للإنسان وما لديه من رغبات دنيوية ، مما نتج عن ذلك تناقض في شخصية المتلقي البسيط . كما طرح أيضاً ما سماهم بوعاظ السلاطين ممن كانوا تبعا لسلاطينهم يحرفون الشريعة كما يريدها السلاطين دون مراعاة للشعوب .
يأتي الكتاب في مقدمة واثنا عشر فصلا : ١. الوعظ والصراع النفسي ٢. الوعظ وازدواج الشخصية ٣. الوعظ واصلاح المجتمع ٤. مشكلة السلف الصالح ٥. عبدالله بن سبأ ٦. قريش ٧. قريش والشعر ٨. عمار بن ياسر ٩. علي بن ابي طالب ١٠. طبيعة الشهيد ١١. قضية السنة والشيعة ١٢. عبرة التاريخ
يتناول في الفصول الثلاثة الاولى اثر طريقة الوعظ المنفرة على الفرد البسيط وما انتجت من تناقضات وصراعات داخلية أثرت على شخصية الانسان المسلم واضعفتها كثيرا
ويتناول في الفصل الرابع : ما نسمعه كثيرا بالحث على الاقتداء بالسلف الصالح دون مراعاة لظرف الزمان البعيد جداً عن عصرهم ، وما يتم طرحه من تاريخ منقوص لعهد السلف الصالح مما رسخ صورة مشرقة جداً لدى العامة دون انتباه للتجارب المستقاة من الأخطاء التي حدثت في ذلك العصر
وبقية الفصول يتناول فيها أحداثا مختلفة في تاريخ الخلافة الاسلامية وما حدث فيها من اخطاء ، كما يجلي صورة واضحة عن احداث محورية في تلك الفترات
وأروع فصل (في نظري) هو قضية السنة والشيعة ، شرح ممتع وواضح لقصة الصراع المُفتعل بينا ما يسمى بالشيعة والسنة وكيفية تنامي هذا الصراع
الكتاب إجمالا يحوي الكثير من النظريات والأطروحات الاجتماعية والتاريخية الجديرة بالقراءة والدراسة ، وان كان هناك شيء من عدم التسلسل في ترتيب الكتاب لكن الفحوى ممتعة ورائعة .
كالعادة ظل هذا الكتاب قابعاً في مكتبتي منذ عامين ويؤسفني لتأخري في قراءته. هذا الكتاب بالنسبة لي تأشيرة الدخول إلى عالم علي الوردي الأدبية، يتضمن حوادث التاريخ الاسلامي في ضوء المنطق الاجتماعي الحديث، فوجدنا فيه فريقين يتنازعان البقاء، فريق السلاطين من جانب وفريق الثوار من الجانب الآخر. اسس معاويه الملك الوارثي في الاسلام واسس علي على ازاءه الثورة الجامحة. واخذت هاتان النزعتان المتضادتان تتفاعلان جيلا بعد جيل. . بإختصار: الكتاب عبارة عن عرض مميز لوجهة نظر علمية اجتماعية لباحث في تاريخ طائفته. . كتاب شيق باسلوب ممتع لأديب عريق. ملاحظة: الكتاب لأصحاب الفكر الناضج.