“كان العدل أصل العمران وبه قامت الأرض ودامت الدولة، وكان أهم ما ينشأ عنه صفتين إن هما تحققتا سعدت الأمة ودام بقاؤها الى وهما : الحرية والأخوة.
فإن الحرية إن لم يكن معها عدل ذبلت حتى تساقط إلى الحضيض؛ إذ حقيقتها أن يأخذ المرء بكل حقوقه وأن يفي بحقوق غيره، وأن يصدع بآرائه، وهذا كله لا يكون بغير العدل [...]
أما التآخي فضروري أنه لا يحصل ما دامت الأمة متنافرة، هذا يسلب حقا والآخر يسترجعه، وثالث يرى سلب الأول إياه ملكا، فيثأر وبحب أخذه من يد مسترجعه، وكذلك يكون أمرهم تنازعا حتى يفشل وتذهب ريحهم ...”
―
محمد الطاهر بن عاشور,
تحقيقات وأنظار في القرآن والسنة