“ولعل السذاجة في هذا الحلم تثير الآن الابتسام -ربما من أبناء جيلنا أكثر من أي أحد آخر-
ولكن ما هو أقسى كثيراً ،فيما أظن، حظ أجيال لم يتح لها أبداً أن تعرف أحلاماً كبيرة، ومن أجل هذا كتبت عن حلمنا المجهض، لأنه لم يكن سراباً كله كما يلذ لكثيرين منا الآن أن يصفوه ليذلوا ماضيهم -إمعاناً في رد الفعل على غرورهم السابق فيما أحسب. ولكنه كان تاريخاً أيضاً تبقى منه أشياء حقيقية، غريب أن نهدرها لأننا نحن هُزمنا بسهولة أهانتنا.
وبالنسبة لي فقد احتفظت من هذا التاريخ بذكرى زمن شهدت فيه شعبنا ومثقفينا أحياء ما يزالون- رغم المواجع، وبيقين : أن هناك أياماً أخرى في التاريخ غير مظلمة.”
―
أروى صالح,
المبتسرون: دفاتر واحدة من جيل الحركة الطلابية