ŷ������

“يا من خصني بهذا القلب العاشق الذي يتألم ويضطرب حتى عندما ألمس كتاباً أعرف أن فيه قصة حب وهو مع ذلك يتكبر على كل آلامه ولا يخضع أبداً إلا جواباً على خضوع آخر فكأنه لا يدنيني ممن أحبهم إلا لأعرف ما أكرهه فيهم، وهو من فرط رقته آلة إحساس جامدة لا قلب حي”
― مصطفى صادق الرافعي, أوراق الورد

“كان خاضعاً ذا رأس مطأطئة ونظرةٍ منكسرة ..
كان خاضعاً لدرجة أن ثياب النوم ترتديه ، والطعام يُشبعه ..
كان مفعولاً به على طول الخط !”
― أحمد صبري غباشي

“اتخذ فوكو من منظار بنثام (البانوبتيكون) مجازا دالا على علاقة السلطة بالمواطنين في المجتمع الحديث وتغلغلها في حياتهم بما يجعلها جزءًا من تكوينهم، فتحكمهم من داخلهم كما تحكمهم من الخارج.

يبدأ فوكو كتابه بصور التعذيب فيما قبل القرنين الثامن عشر والتاسع عشر: السحل والحرق وقطع الأوصال والتمثيل بالجسد قبل إعدامه وبعده، دائما على مشهد من الناس. ثم ينتقل إلى ذلك الإصلاح المستجد الذي مكّن السلطة من الهيمنة دون اللجوء لمشاهد التعذيب المروّع
التي كانت تلجأ إليها في السابق، وبالتالي دون حاجة إلى أن تكون مرئية متصدّرة. ويستفيض فوكو في شرح تلك التكنولوجيا السياسية التي طورتها السلطة للتحكم في أجساد البشر وصولاً لتطويع هذه الأجساد وإخضاعها والاستفادة من طاقتها؛ اقتصاد سياسي موضوعه جسد المواطن، وأداته أشكال مدروسة ومحسوبة ومنظّمة، قادرة دون عنف ظاهر أو إرهاب ملموس أن تنجز وظيفتها بدقة أكبر وتكلفة أقل. فمن مزايا هذه التكنولوجيا أنه يصعب إرجاعها إلى عنصر واحد من عناصر السلطة أو جهاز بعينه أو مؤسسة محددة من أجهزتها ومؤسساتها، فهي تتخلل نسيج المجتمع وتتوزع فيه وتغوص عميقا في تربته، حتى تتحول إلى وظيفة منتظمة مستمرة من وظائفه.

ولأن المجتمع الحديث في رأي فوكو، مجتمع تقييد وعقوبة، يصبح البانوبتيكون المجاز الدال على هذا المجتمع ومختلف مؤسساته. يقول فوكو : "ما الذي يدهش في أن يشبه السجن المصانع والمدارس وثكنات الجنود والمستشفيات التي تشبه كلها السجون؟" (ص82)”
― رضوى عاشور, فرج