ثاني تجاربي مع غسان كنفاني حيث أتعرف على فلسطين التى لم أعرفها ... كتبت الرواية في العام 1962 لتحكى واقعاً حدث في الخمسينات و يتجدد في الألفية الجديدة ...ثاني تجاربي مع غسان كنفاني حيث أتعرف على فلسطين التى لم أعرفها ... كتبت الرواية في العام 1962 لتحكى واقعاً حدث في الخمسينات و يتجدد في الألفية الجديدة ................................................. تحكي الرواية عن مأساة لجوء الفلسطينيين عقب نكسة 1948 في صورة ثلاث رجال هم (أبو القيس, أسعد, مروان) من أجيال مختلفة و ظروف مختلفة يجتمعون معاً في خزان شاحنة المهرب (أبو الخيزران) الذي كان يهربهم عبر الحدود (بين الكويت و العراق) و هو يعلم كمّ المخاطر التي قد تواجههم متاجراً بأرواحهم كل ذلك ليكّون حفنة من المال كانوا يحاولون الهروب من جحيم الحياة لصنع واقع أفضل و مستقبل مشرق في الكويت لكنهم لا يعرفون أنهم يهرعون إلى الموت بأرجلهم في الصحراء على الحدود الكويتية العراقية مشاطرين المئات و ربما الآلاف نفس المصير تاركين أحلامهم و آمال أسرهم بهدوء دون صراخ أو وعيل يذكر
ربما ماتوا قبل تلك اللحظة آلاف المرات فلم يظنّوا أنّها النهاية
رواية مكتوبة بالألم و القهر و الدموع و هذا ما أحسسته بالفعل .............................. احتملوا الحياة بعد النكبة و التشريد و التهجير و لم يصرخوا احتملوا ظروف التهريب العصيبة لم يصرخوا حتى عندما واجهوا الموت لم يصرخوا فماتوا و لم يصرخوا ........................................ تذكرت مقولة (نوجين مصطفى)كرهت العبور إلى المجر بسبب موت بعض السوريين في شاحنة عبر الحدود..كنت أشعر و كأني أشم رائحة الدم مأساة تتوقف عند وصفها جميع الكلمات و ها هى القصة لم تعد قصة أو ذكرى فقط بل أصبحت واقعاً يتجدد بإستمرار واقعاً عربياً مراً مع استبدال فلسطين بسوريا و العراق و ليبيا و الصومال و كل من يريد الهروب إلى أوروبا و ليكون المثوى الأخير البحر المتوسط أو حددود أوروبا بدلاً من الصحراء العربية يا ترى ما هو مصيرنا ومن هو الشعب العربي القادم الذي سيلاقي نفس المصير!!!...more
كانت أول قرائاتي لغسان كنفاني و من بعدها أنطلقت بحثاً عن جميع مؤلفاته أعجبني إسم الرواية (عائد إلى حيفا ) و عندما أنتهيت منها لم أتوقع ما تركته في نفسكانت أول قرائاتي لغسان كنفاني و من بعدها أنطلقت بحثاً عن جميع مؤلفاته أعجبني إسم الرواية (عائد إلى حيفا ) و عندما أنتهيت منها لم أتوقع ما تركته في نفسي و عقلي و فكري من أثر راجعتها كثيراً في مخيلتي التي ستحتفظ بها قبل أن أبدأ في كتابة أى كلمة و أعتقد أنني مهما كتبت فربما لن أوفيها حقها ها هى فلسطين التى لم أراها و لم أعش معها أو أشاطرها أسوأ أيامها و أصعب أحداثها ها هى القضية و ها هي المسألة و ما أسهل الإجابة حتى و إن صعب السؤال!! .............. هل أعود إلى حيفا ...إلى المنزل ..إلى الولد...هل أعود و ماذا سيعود هل تركنا الأرض و هربنا أم أننا قاتلنا حتى آخر طلقة و قتلونا حتى آخر رجل هل الحل يكمن في عودة خلدون إلينا أم إنضمام خالد إلى الفدائيين و ها هم لم يكتفوا بسرقة الأرض و البيوت بل سرقوا التاريخ و زيفوه و سرقوا الولد .... وجردوه من هويته و وجوده و ما الفرق بين الطفل الذي قتلوه و الطفل الذي جردوه من هويته كلاهما مات هل علينا أن نبكي على ما فات؟؟؟ ...بين خلدون و خالد....بين الماضي و المستقبل ...بين ما فقدناه و أرغمنا على تركه..و ما يتوجب علينا إستعادته ............................................................... وماذا عن الوطن ... هل الوطن ذاكرة و ما هو الوطن بالنسبة لخالد : "فلسطين التي هي أكثر من ذاكرة ، أكثر من ريشة طاووس ، أكثر من ولد،� أكث� من خرابيش قلم رصاص على جدار السلم . وكنت أقول لنفسي : ما� ه� فلسطين بالنسبة لخالد ؟ إنه لا يعرف المزهرية ، ولا الصورة ، ولا� السل� ولا الحليصة ولا خلدون ، ومع ذلك فهي بالنسبة له جديرة بأن يحمل� � المرء السلاح ويموت في سبيلها ".......... و ما هو الوطن بالنسبة لسعيد: الوطن هو ألا يحدث كل هذا يا صفية ! ......اما خلدون فلم تعد قضيته الوطن !!! و ماذا عن الإنسان ؟؟ ....سأكمل كتابة الريفيو غداً...more