تحديث: العقلية الأمريكية أو الرأي الأمريكي المفروض على العالم هو أن المذهب الشيوعي والمذهب الاشتراكي وأي مذهبٍ شبيهٍ بنجمة واحدة نظير جمال الترجمة فقط.
تحديث: العقلية الأمريكية أو الرأي الأمريكي المفروض على العالم هو أن المذهب الشيوعي والمذهب الاشتراكي وأي مذهبٍ شبيهٍ بهما والذي جوهره يدعو إلى محاربة سياسة أنظمة الرأسمالية والوقوف مع الشعوب ودعمها هي شر مُطلَق وليست نصيرة للشعوب كما تزعم، في حين أنه -المقصود الرأي الأمريكي والغربي- يُثني باستمرار على بعض الأنظمة الأوروبية والأمريكية لأنها ديمقراطية! ولكن القول الصريح المستتر هو لأنها اتخذت من الرأسمالية أساسًا لحكمها وإدارتها على الشعوب لأنها -ومجددًا- ديمقراطية أو بشكلٍ آخر تكون تحولت إلى ديمقراطية بتبنيها الرأسمالية وتخلصها من الأنظمة السابقة ما لم تكن تلك الدول ديمقراطية سابقًا (فعلوا هكذا مع دول أوروبا الشرقية مثلًا)، باعتبار أن الفكر الشيوعي أو الاشتراكي لا خير له للشعوب. والحقيقة الفعلية المتمثلة بمحاربتها الشرسة لهذه الأنظمة -الاشتراكية والشيوعية وأشباههما- وتشويه صورتهم باستمرار واستماتة ناجمٌ عن تهديد هذه الأنظمة لها وفضح حقيقة ديمقراطيتهم المزيفة وفضح حقيقة الرأسمالية التي لا يهمها الشعوب وإنما تتاجر بمجاعاتهم وأرواحهم ومستقبلهم وغيرها الكثير وتتخذ من الشعوب والأمم عبيدًا لها. وهذا الكتاب يقول لك (ومؤسف لمن لم ينتبه لهذا): أن أي فئة لا تختار نظام الرأسمالية أساسًا لها - فهي على الأرجح تمتلك حكمًا ليس ديمقراطيًا- وسينتهي بها المطاف إلى تحولها إلى وحش لا يرحم ضد الشعوب والإرث وغيره!
في مراجعة سابقة لي حول كتاب: "السياسات الخارجية الأوروبية"، تحدثت عن وضع مشابه لهذا الكتاب من ناحية فرض التأثير الأمريكي ودوره بكل الأشكال بما فيها السيطرة على التأثير من خلال الكتب -دور الإعلام المقروء-. وبمعنى آخر فإن حتى الكتب لا يعني فعليًا قدرته على وضع سدًّا للقارئ يقيه من الكذب والخداع أو أن تكون كفيلةً بمعرفة الشخص للحق والباطل بالاكتفاء بعدد كبير من الكتب تحمل الفكر ذاته أو بطرفٍ واحدٍ منها وإلخ.
وهذه الكاتبة تُعَد مثالًا حيًّا على أن الثقافة وقراءة الكتب -وهي باحثة- لم يأمنها من تسلل الحقيقة الزائفة في الكتب والمتمثلة بالسيطرة الإعلامية، وربما هي فضّلت أن تأوي بالعِصمَةِ إلى جبلِ هذا الطرف فقط مقبِلةً على الجهل المتعمَّد. وأحسب هنا يقينًا دون منازع في الريب أن هذه الكاتبة كانت ومنذ الأزل انتقائية في اختياراتها للقراءة -أو ربما منهم!- بحيث يتناسب مع آرائها التي تؤمن بها وجعلها قدسيةً كما لو أنها لم تتعلم معنى الحيادية ومقارنة الأطراف عند الباحثين والمنطق وبذلك اكتفت بأخذ الجانب الذي تنتمي إليه فقط وينتمي إليه سياسات حكومتها -والشعوب الغربية عامةً لا تختلف عن العرب في الجهل والتخلف من خلال تمسكهم بسياسات حكوماتهم وتصديق مزاعمها مهما كانت ساذجة أو مضحكة أو حقيرة أو غير ذلك، فالعبودية تتعدد الأسماء والصور وتنتهي بالنتيجة ذاتها-.
يعيب عليها هذا، كما يعيب علينا أن نمتلك ترجمةً لكتابها هذا لزخره بالكثير من التبريرات اللامنطقية والمبنية مجددًا على سياسات الغرب العنصرية المنافقة وما غير ذلك مما تشتهر به.
شيءٌ آخر، من يعرفني سيعرف أنني لا أطيق ذكرًا من أحدٍ يتحدث أمامي ولو لحرف واحد وثانية واحدة فقط عن مظلومية يهود أوروبا وأمريكا -بالذات- بشيءٍ ما أو عن محرقتهم الكاذبة وخرافة الستة ملايين وإلخ. وابتليت منذ بداية قراءتي للكتاب بذكر (خرافة) المحرقة اليهودية و(خرافة) يهود مساكين دون انقطاع، حتى وصلت إلى الاعتقاد بأن الكاتبة لابد أنها يهودية، فقد اعتدنا طابع حبهم للتحدث عن أنفسهم والظهور بمظهر المحبين للخير وكثيرًا ما ظُلموا لبراءتهم وأنهم ذووا طيبة وكل هذا زور طبعًا إلا من رَحِمَ ربي القليل جدًا منهم فقط. شعرت بتقزز مستمر عجزت على تقبله أو تحمله على الأقل، ولا أعلم كيف للمترجم تقبّل قراءة وترجمة كل هذا، وأتمنى أن لا يكون وضع المترجم من بركات اتفاقية العار للسادات بحيث حنَّ قلبه عليهم أو أحبهم ونَسِيَ سوءتهم بفلسطين و٤٠ جارًا لها أيضًا لم يسلم منهم!
أستطيع القول أن البعض ممن لم يحتمل إتمام قراءة الكتاب كان لهذا السبب نفسه ربما. فأنا أوشكتُ على ترك الكتاب ملايين المرات لولا صبري لأجل النهاية وصبري الآخر لأنه تحول لي هذا الكتاب لمرجع شامل أرجع إليه بفضل سرده لقائمة كاملة من التبريرات السخيفة التي تمر علينا أمثالها ولكنها مقتطفات متفرقة بكل مكان وبشتى الطرق خلال محاربتهم بالإعلام والسياسة للأنظمة المناهضة للرأسمالية. وبعض تلك التبريرات انتظرتُ ذكرها إبان قراءتي!
وقد يقول أحدكم، وماذا عن محتوى الكتاب من دراسة تحليلة أو من (مزاعم) أحداث الحرق وإبادات الكتب وغيرها؟ لا أعرف مدى دقة التحليل لأنتقد أو أتفق. أما عن المزاعم تلك؛ عن نفسي لا أصدق الكثير منها ولا أستطيع الأخذ بها لعدة أسباب، أحد الأسباب كما ذكرت سابقًا أنها أقوال السياسة الأمريكية وإعلامها المسيطر. ولكن هناك أمرًا آخرا أن هنالك إبادات أبشع للثقافة والكتب والشعوب والإرث وإلخ صنعتها الصهيونية بفلسطين، وأخرى أمريكية صنعتها بحق الشعب الأصلي وبحق شعوب كثيرًا احتلتها بما فيها العراق الحبيب، وهناك إبادات -الكلمة بمعناها الشامل- فرنسا وبريطانيا لثقافات وإرث وأرض شعوب احتلتها واستعمرتها. وكل ما ذكرته أثرها بعضها باقٍ ومستمر وبعضها يتكرر بحق آخرين جدد وبعضها يتجدد بحق الشعوب ذاتها وكل هذا إلى اليوم، وهذه الأمثلة بأيدي دول مدَّعية للديمقراطية وبأنظمة رأسمالية ولكن غضَّت الكاتبة بصرها عنها جميعًا بكل جرأة رغم قوة الأدلة وكثرة مرصوديتها وليست مجرد أقوال منقولة وشهود عيان مزعومة ومشكوك مصداقيتهم. لولا أنها لم تُخرَج هذه الحقائق أو تروَّج لها بالكتب بكثرة وبالطبع لا يمكن أن تتوفر هذه بحرية وهذه الكثافة لدول صاحبة هذه المنجزات القبيحة مثل بعض من ذكرتهم. لهذا السبب ومنذ البداية وجدت أن هذا الكتاب كتابًا سخيفًا في الأخذ بمصداقيته، ووجدت نفسي كذلك أسبق الحجج التي ستحجج بها الكاتبة حول هذه الفئة وتلك، لأنها مماثلة لما يقوله الإعلام الصهيوأمريكي المسيطر بل وكتب ومقالات وغيرها حظيت بالاطلاع عليها!
من سوء حظي أنني بدأته ببداية شهر ديسمبر ٢٠١٩ وهي بداية غير مبشرة وسببت لي إحباط وبطء وتضييع للوقت والأيام أثناء مكافحة قراءته قبل التوقف عنه أخيرًا لفترة، ثم عدت إليه عازمةً على إنهائه في نهاية الشهر ذاته قبل أن تنتهي السنة. مؤسف أن السنة انتهت باختتامية كتاب مثل هذا فوق ما سببه ببداية الشهر....more
تحديث: لأنني مهتمة بشدة بالأدب الفارسي، وأعرف مدى جماله وبراعته، سعيت جاهدةً لاقتناص كتب تتحدث عنه لتُطلِعني عليه قبل الدخول فيه بعمق مستقبلًا بإذن اللتحديث: لأنني مهتمة بشدة بالأدب الفارسي، وأعرف مدى جماله وبراعته، سعيت جاهدةً لاقتناص كتب تتحدث عنه لتُطلِعني عليه قبل الدخول فيه بعمق مستقبلًا بإذن الله.
ورغم أن هذا الكتاب كُتِبَ بأواسط سبعينيات القرن الماضي، وقبل الثورة الإسلامية تحديدًا. إلا أنه فعلًا كما قال المترجم كتاب ثري ويستحق القراءة حتى هذا اليوم. خاصةً مع افتقارنا إلى ترجمات هذا الأدب الرائع رغم كوننا جيرانًا لأهل فارس الأحبة.
وخلال فترة كتابة هذا الكتاب فإن الأدب الفارسي حينها ما يزال يخطو أولى خطواته نحو الفن الروائي، أما فيما يتعلق بأدب القصة فقد أظهر براعته رغم قِصَر عمره. لا يعني أن التأريخ القديم للعصر الفارسي فاقدًا لها بل يمتلك ولكنه قليل ولأزمنة محدودة أُشتُهِرَ بها.
الفرس كالعرب، لديهم تأريخ عريق بالشعر، ومن المعروف أن فن الشعر أخذه الفرس عن العرب في سالف الأزمان وأبدعوا به بشدة (تأريخيًا كان بعض ملوك فارس يرسلون أبناءهم للبادية العربية ليتعلموا فن الشعر من بين علوم العرب). لا يُقَارن عمر الشعر العربي بالشعر الفارسي ولكن إبداعه لا يقل عنه كثيرًا، فهو ينافس بطريقته الخاصة وجماليته المتمثلة بالإرث والطبيعة الفارسية وما إلى ذلك من مميزات بالشعر العربي القديم.
لذلك، وخلال تقسيم الكاتب الرائع لكتابه هذا تِبَعًا للعصور، نجد أن الشعر قد هيمن على معظم ما دُوِّن من آثار أدبية فارسية باستثناء أعمال قليلة مثل بعض الملحميات الشهيرة وكتب الرحلات وإلخ. بل وحتى في أشهر الملحميات خرجت جزئيًا فقط وليس كليًا عن فن الشعر. أي أن الملحميات ذاتها تخللتها مقتطفات شعرية كثيرة يشابه ذاك الوضع الموجود بالمدونات العربية لقصص ألف ليلة وليلة حيث الشعر زُخرُفِ القَصَص.
وأكثر ما أعجبني في أسلوب الكاتب هو طريقة سرده لتأريخ الأحداث ومدى تأثيرها على الأدب والأدباء فيها أو العكس بدورها في إمكانية تحييد المسارات من الأحداث أو القناعات وإلخ. استمتعت جدًا بقراءة تأريخ كل عصر وما واكبه من أثر.
كما أنني عشقت تحليلات الكاتب ونقده الرائع والعميق لنوع وكتابات وتأثيرات وإلخ للأدب بمختلف عصوره. صُدِمت من مقدار دقته للتراكيب اللغوية التحليلية ومستواها واختلاف الآراء على مدى العصور أو على ما بين النقّاد السابقين والعصريين والأذواق الشعبية والكثير. هذا الكتاب لم يترك شيئًا للإضافة، وليته أعاد كرة هذا الأمر بكتاب آخر عن فترة ما بعد الثورة الإسلامية وحتى اليوم. فترة قصيرة ولكنها ستكون زاخرة جدًا.
أحببت بشدة إنصاف الكاتب أثناء حديثه عن بعض الأدباء سواء أكانوا كتَّاب بالمعنى الشامل أو شعراء فقط بالنسبة للقرن الماضي من ناحية القومية، العنصرية وغيرها.
سُعِدت بمعرفة شعراء وكتَّاب ومؤلفات كثيرة عَلَّمت كثيرًا منها بعلامات لقراءات مستقبلية لهم.
نجح الكاتب في اختزال هذا الكم من المعرفة بكتاب واحد ولكنه عميق وغطَّى تأريخ طويل من الأدب الفارسي وصنّاعه.
الترجمة كانت عظيمة. وبانتظار المزيد من ترجماته. في بعض الهوامش لهذا الكتاب ذكر امترجم أن ترجمةٍ لكتابٍ ما تحت الطبع أو تحت الترجمة، وهذه الترجمة من إصدارات ٢٠٠٩، لا أعلم ماذا حصل لتلك الترجمات التي قيلت عنها قريبًا؟! بحثت كثيرًا عنها وغالبها لم يتغير شيء حتى عندما دخلت صفحة المترجم....more
قرأتها بترجمة محمد التهامي العماري ولم أجد نسخة باسمه هنا، وشككت بذلك! المركز الثقافي العربي
تحديث: لا أرى حاجةً للتعليق حول جمال القصة، وإن كنت في مرحلةقرأتها بترجمة محمد التهامي العماري ولم أجد نسخة باسمه هنا، وشككت بذلك! المركز الثقافي العربي
تحديث: لا أرى حاجةً للتعليق حول جمال القصة، وإن كنت في مرحلة ما منها استطعت التخمين ولكن يظل تخمين محدود فقط. الحبكة رائعة، وتصوير الكاتب للنفس في الشخصيات كان عظيمًا بحق، لا سيما التي لها دور مؤثر بالرواية. أبدع الكاتب في رسم شخصية الشرير إبداعًا جبارًا، ببساطة لم يرحمنا من الغضب والحنق منه وانتظار أمل أخذ عقابه لنستريح!
هذه الرواية بالنسبة لي لها قصة طويلة، انتهت بشكلٍ جميل ذلك بأن حصلت عليها مجددًا هديةً لميلادي من أختي العزيزة. كون أن نسختي أختفت منذ سنوات ولم أجدها حتى لشككت بابتياعي إياها لولا ذكرى الحلطمة حينها! باشرت بقراءتها بعد انتهاء الكتاب الذي كان بين بيدي في ذلك الوقت، وأنهيتها في زمنٍ قصير.
إنها فعلًا تستحق القراءة. وما زلت أستشعر بذلك الغضب يتملكني كلما تذكرت إحدى الشخصيات بالرواية لعظم ما أغاظني....more
إذا عُرِفَ السبب (لحصوله على هذا الكم من الجوائز وعلوها) بَطُلَ العجب...
هي ليست سيئة بل جميلة مجملًا وأشبه بسيرة ذاتية ومبدع، لكن استخدام أو ذِكر المحإذا عُرِفَ السبب (لحصوله على هذا الكم من الجوائز وعلوها) بَطُلَ العجب...
هي ليست سيئة بل جميلة مجملًا وأشبه بسيرة ذاتية ومبدع، لكن استخدام أو ذِكر المحرقة اليهودية كتشبيه في مأساة أو في أحوال الأبرياء بالحرب عدة مرات وبمعنى آخر تشبيههم بمعاناة اليهود في الحرب العالمية الثانية كان سببًا كافيًا لكل هذه الجوائز التي هي بالواقع جوائز مبالغ فيها لرواية مثل هذه، ونحن نعلم مدى السيطرة اليهودية وتأثير اللوبي اليهودي (الصهيوني في حقيقة الأمر) بالإعلام والسياسة وغيره وصل بهم إلى تحكمهم بمن يستحق الجوائز ولمختلف المجالات بمن فيها جوائز نوبل). وسبب كافي لي أنا أيضًا أن أمقت هذه الرواية أشد المقت وكافحت لإنهائها!
اعتبروني عنصرية، أو اعتبروا أن لدي حساسية اتجاه ذِكرهم تحت خانة/وصف مساكين.
قراءتي لها توقفت كثيرًا وباستمرار، وحقيقةً لم أشعر أنني أستوعبها طوال فترة القراءة، وانتهى بي الأمر أقرأ فقط لإنهائها، هل هو عيب مني لأنني لا (أهضم) السير الذاتية أم هي حقًا مشكلة الترجمة التي تمت عن ترجمة وسيطة أفقدها تماسكها؟ ...more
يبدأ الكاتب بالتحدث عن تأريخ ظهور المخطوطات المزوقة والمصورة عند العرب، تطوراته وأسبابه. ثم يذكر مجموعة متنوعة من المخطوطات بدءًا من أقدمها في كل مجاليبدأ الكاتب بالتحدث عن تأريخ ظهور المخطوطات المزوقة والمصورة عند العرب، تطوراته وأسبابه. ثم يذكر مجموعة متنوعة من المخطوطات بدءًا من أقدمها في كل مجال ساهم فيه العرب بالتأليف أو الترجمة، من خلال مشاهداته وزياراته لدول مختلفة وبحثه المضني لسنوات، أي منذ نهاية القرن التاسع عشر وحتى بداية القرن العشرين.
هذا الكتاب نتاج جهد جبّار وحثيث لإخراجه بهذا المستوى بالنسبة لذلك الزمن، كمية الوقت والجهد والصبر والتكلفة كذلك المقدّمة من الكاتب (رحمه الله) يستحق تقديره تقديرًا جليلًا حتى اليوم، على هذا الكتاب القيّم وغيره من مؤلفاته.
استمعت به رغم بساطته واكتفائه بمحتوى مكتوب فقط، كنت أقرأه كما لو أنني أقرأه بذاك الزمن لأستشعر ما يعطيه لي من أهمية وقيمة ومتعة. أما من ناحية أهميته بهذا الزمن فهو أهميته بالحفاظ على ذكر المخطوطات (التي قد تكون ضاعت بعضها نتيجة السرقة والحرق وإلخ) والحفاظ على الإرث المكنوز عند العرب والبعيدين عنه، وأيضًا هذا الكتاب يُعرّفنا على مخطوطات مفيدة غابت عنا أو جهلناها بل ويفيد الدارسين والباحثين المتخصصين والباحثين الهواة مثلي.
وهناك أهمية جلية ورائعة وهي أنك تقرأ لغة عربية نقية باهرة، كتبه مسيحي خالص لم يعرقل مسيحيته امتلاكه كل هذا اللسان العربي الفصيح والبديع ولم يخالطها تأثيرًا بالسريانية أو الآرامية أو الآشورية التي يُلزَم المسيحي هناك بتعلم أحدها منذ الصغر رمزًا لهويته رغم شدة تطابقها مع العربية مما يسهل الغلط أو إدخال مرادفاتها في شيء، أؤكد أنه ليس غريبًا في ذلك الزمن وإنما الغريب هو أن هذه الفصاحة مُحافَظ عليها رغم وجود وتناوب الاستعمارات والاحتلالات على الشام والتي لم تتوقف الحروب عليها لاغتنامها وفرض لغاتها بالقوة والترهيب....more
تحديث: فعلًا من النِعَم الإلهية أن تكون على إطلاع بعدة أطراف ومصادر ليكون نجمة واحدة نظير جمال الترجمة فقط.
الكتاب انتهيت منه بتاريخ ١ ديسمبر وليس الآن.
تحديث: فعلًا من النِعَم الإلهية أن تكون على إطلاع بعدة أطراف ومصادر ليكون عقلك مُحررًا من فرض آراء الآخرين عليك واستغلال جهلك، ولا سيما التأثير الإعلامي الصهيوأمريكي بكل أشكاله.
قرأت مسبقًا آراء أطراف متعددة وحتى أطراف مخالفة لسياسات أمريكا ووجدت الكثير من الحقائق التي تفنِّد المزاعم لأمثال هؤلاء التابعين بعرض أدلة منطقية وليست ساذجة وسخيفة كتلك التي تملأ هذا الكتاب أو الإعلام المسيطَر. ومن المؤسف أن معظم العالم العربي لا يصل إليه أو يصل بنفسه إليها إلا لآراء وتأثير هذا الطرف المسيطر بحكم اللغات المتقنة.
لا تمر صفحة دون تسخيف للعقل، بعضها نحن شهدنا حقيقتها ونشهد حقيقتها مجددًا حتى هذه اللحظة. أيضا هناك ذلك الإدعاء المبطَّن بالضحك أن أوروبا كسولة في المشاركة الفعّالة بالحروب أو جبانة وإلخ. نحن نعلم أن أوروبا أنانية وجبانة ولكن ليس إلى حد النأي بنفسها أو التنازل وتسليم مصالحها ومكاسبها لغيرها، وتأريخها الطويل شَهِدَ ويشهد مرارًا وتكرارًا الجهد المبذول والمبالغ المدفوعة والسلاح الموزّع لتجنيد مرتزقة لمصالحها الخاصة، فهل يصعب هذا لفرنسا مثلا على ما ادّعى كُتّاب هذا الكتاب؟ هذا غيض من فيض من الأمثلة والحديث يطول.
هذا الكتاب يمثل العقلية الأمريكية المتعالية في الرغبة لفرض سيطرتها على العالم من خلال العقول، ولديها وكلاء في كل مكان بمن فيهم من ينشر سياساتها وآرائها من الجهلة والسذج دون أن يعوا ذلك. وهنا لدينا شكل من أشكال فرض النظرة الأمريكية وهي من خلال الكتب.
تحملت صبرا كبيرا مع التبريرات (الأمريكية) ومزاعم إنسانيتها وتحريفٌ للحقائق وغيرها... أو محاولة إلقاء اللوم على سياسات شخصيات معينة كما لو أننا عميانًا عن تشابه دور الصهيونية العالمية المتكرر في تدمير العالم وسرقة ثروات الشعوب والكثير على مر التأريخ وما شخصياتها المنصَّبة إلا دمى لها. وهي بالمناسبة عقلية محتل تنتهي فقط بسقوط هذا الاحتلال مهما طال الزمن وتجاوزت العقود والقرون، فلا غرابة في تفنن أمريكا حتى هذه الدقيقة بتدمير الشعوب والدول كما هو الحال مع أي محتل آخر لأرض أخرى أمثال الكيان الصهيوني واستراليا وكندا وغيرهم.
في فترة من الفترات توقفت عن استئناف قراءته، وأعدت استكماله في نهاية الشهر التالي. آخر ثلاث أشهر من سنة ٢٠١٩ انتهت بكتب أفسدت حُسن ختامها.
آخر الأمر، رغم سوء هذا الكتاب وللأسف تحوَّل مرجعًا للعرب والدارسين والمهتمين، إلا أنني سأحتفظ به كونه جمع لي كل التبريرات (الأمريكية) المختلفة لأحداث ومواضيع كثيرة في كتاب واحد كمرجع لي أرجع إليه كلما احتجت لتذكر قائمة إدعاءاتهم لحدثٍ أو موضوعٍ ما....more
من الكتب التي ما زالت عالقة بقلبي وعقلي رغم مرور وقت مذ قرأته.
كنت وما زلت فخورة بوجود ترجمة لهذا الكتاب الرائع والمهم.
أنهيته ببطء، لا لأنه ثقيل أو به من الكتب التي ما زالت عالقة بقلبي وعقلي رغم مرور وقت مذ قرأته.
كنت وما زلت فخورة بوجود ترجمة لهذا الكتاب الرائع والمهم.
أنهيته ببطء، لا لأنه ثقيل أو به مشكلة وإنما لأنني كثيرًا ما أسرح فيه خيالاتي وأفكاري كلما تقدمت قراءتي في هذا الكتاب الرائع.
أرى أن هذا الكتاب مهم لنا نحن العرب وشعوب آسيا وأفريقيا لقراءته والإطلاع عليه لفرط أهميته وعمقه.
كلما ازددت توغلًا في تأريخ هذا السلاح ودور الدول فيها بما فيها الاحتلال الأمريكي (وأعني التسمية التي يُفتَرض لنا استخدامها كما هو الحال مع الاحتلال الصهيوني, فكلاهما بنفس التأسيس والاحتلال والمسار), كلما تطابقت مع وقائع أخرى كثيرة من تاريخنا المعاصر ويتكرر فيها نفس التسلسل والأحداث دون أن نعي غالبيتنا بها.
الكتاب لم يكشف التأريخ فقط وإنما كشف الكثير من نفاق وهمجية وأنانية وإجرام الاستعمارات والاحتلالات الأوروبية وأمريكا. كما يمكننا اقتران هذه الوقائع مع ما يفعله الكيان الصهيوني المحتل.
وما زلت عند رأيي القديم حول اليابان كيف تحارب من لم يضرها مثل روسيا وكوريا الشمالية وخروف مع أمريكا وطاعتها العمياء لها بإذلال مهين رغم ما فعلته بها دون ندم حتى اليوم. بل وصل حال أمريكا إلى الاحتفال بذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية بالتلميح لإنجازها بتفجير مدينتَين يابانيتَين بقنابل نووية.
أحببت أن الكاتب يفند كل الشائعات المتعلقة بحقيقة مسار الإرهاب النووي، الحرب العالمية الثانية وكيف انتهت؟ وكيف ومتى دخلت أمريكا؟ وماذا كان بنيتها؟ وكيف روّجت للعالم أن الحرب العالمية الثانية انتهت بعد إلقاء أمريكا لقنبلتَيها النوويتَين وأنها القوة التي لا تُقهر والتي بسببها استسلموا وتوقفوا عن القتال خوفًا منها؟ وما إلى ذلك من الأمور الكثيرة.
أود أن أجعل قراءة هذا الكتاب سنوية لإنعاش ومراجعة الماضي لولا أن عقلي وسرحانه المتكرر يُعسِّر عليَّ جدًا المضي في قراءته بسهولة دون تدخّل العواطف وانفعلات الغضب فيها....more
تحديث: القصة، الأفكار، الحبكة، الرسوم وغيرها... كل شيء فيها رائعًا.
عماد هذه الرواية هي تعليم الأطفال الأخلاق الحميدة والعمل المشترك وما إلى ذلك، بالطبعتحديث: القصة، الأفكار، الحبكة، الرسوم وغيرها... كل شيء فيها رائعًا.
عماد هذه الرواية هي تعليم الأطفال الأخلاق الحميدة والعمل المشترك وما إلى ذلك، بالطبع يمكن للقارئ أن يلاحظ إلى أي هدف سعى إليه الكاتب -بذلك الزمن والمكان- في بنائه لهذه الرواية؟ الترويج لمبادئ الشيوعية من عمل مشترك وتقاسم الجائزة وكلٌّ بجهده، لا أحد فوق الجميع وغير ذلك. الرواية ملآ بالدروس والعبر، وهي مناسبة لهذا الزمن أيضًا، فزمن دروسها لم يمت بعد وقابل لإحيائها مجددًا!
أحداث الرواية والخيال فيها كان ممتعًا بحق. وددت لو قرأت هذه الرواية في صغري لكان الوقع والأثر فيها عليَّ كما أحسب سيكون كبيرًا، خاصةً فيما يتعلق بالاجتهاد في العمل (على الأرجح لن يهمني مفهوم العمل المشترك فهو لا يناسبني!).
الشخصيات كانت رائعة جدًا والحوارات كذلك. الرواية عامةً لا تشعرك بالملل.
الممتع بالأمر أنني استمتعت جدًا بالأحداث عندما تخيلت نفسي صغيرةً أترقَّب مع الشخصيات كيف تخرج من مآزقها وتخيلت نفسي أتعلم دروسها. نعم النهاية ستكون متوقعة وكذلك بعض الأحداث، ولكن مع عودتك لعمرٍ أصغر ستجد الأمر مسليًا أن تستشعر لذة الطفل بداخلك حين يتفاعل مع الأحداث ويأمل آمالًا سعيدة للنهاية.
فخورة أنني أمتلكت هذه الرواية في مكتبتي رغم ما لحقها من ضرر في دفها الأمامي، وسعيدةً أنني لم أهدها لأختي التي شغفت بها من أول نظرة ورغبتها بشدة. كنت على وشك إهدائها إياها قبل قراءتها ههه.
مؤسف أن النسخة التي لدي دون غلافها الورقي :"(
الترجمة عظيمة كما هي عادة المترجمين القدماء.
لطالما سمعت وقرأت على جمال أدب الطفل واليافعين بروسيا بمختلف حقبه، ولذلك أتطلع مستقبلًا لقراءة المزيد من أدبهم هذا سواء أكان قديمًا أو حديثًا....more
من الروايات التي تحمست لها بشدة، وبخاصة مع الإشادة الشديدة لبعض القراء وموضوع النحل الذي أحبه. بل ظننت الحصول عليها كان حلمًا؛ لسعرها المبالغ به جدًا،من الروايات التي تحمست لها بشدة، وبخاصة مع الإشادة الشديدة لبعض القراء وموضوع النحل الذي أحبه. بل ظننت الحصول عليها كان حلمًا؛ لسعرها المبالغ به جدًا، لولا الصفقة التي مرت علي بالصدفة حسم ٥٠٪ وكان أمرًا خياليا، فاشتريت ٣ روايات من هذه الدار، أحدها أشترتها مني أختي.
حسنًا، لا أخفيكم الخيبة إبّان قراءتي عن الضياع والملل والمجهول الذي وجدت نفسي عليه، بدءًا بالخيال في المستقبل، وأنا لا أحسن الخيال أصلا فما بالكم بالخيال عن زمن لا أستطيع فهم كنهه باعتبراه غموض ومجهول لأتخيل بشكل واقعي أو منطقي على الأقل! حقًا لم أفهم في الفصول الأولية لقصة زمن المستقبل حتى وقت متأخر ما كان يُقصَد به خلال استمراري بالقراءة تحت وطء اليأس -رغم الشرح الموجود لحال المستقبل!-. لهذا أنا دائما ما أتجنب الخيال غير المقدور تخيله باختياراتي.
حسنًا، الرواية رائعة فعلًا، وتشمل ثلاث أزمنة مختلفة لثلاثة قرون وثلاثة دول: ماضيًا وحاضرًا ومستقبلًا. ولكن كغيري وجدت أن الكاتبة بالغت في تمديد الرواية بشكل لا يحتمل لمغزى الأحداث المهمة في الرواية. شعرت أن تمديدها الروائي للدراما بمقياس مدة التمديد الدرامي في الأفلام لتضييع الوقت! بغض النظر عن أن الكاتبة -أنثى- طبيعي لها القدرة علي وصف المشاعر باستفاضة ولكن الدراما كانت بخارج المشاعر، أي إنما بكثرة الوصف الذي قد لا أشعر بأهميته في تلك المرحلة، وبعض الأحداث تلك القصد منها مجرد لتضييع الصفحات.
اعتراني الحنق من الكاتبة في نهاية الرواية؛ رغم جمال أفكارها إلا أن تمديدها المبالغ هذا جعلتني أفقد متعتي وأُجِبر نفسي مرارًا لحملها على استمرار القراءة مما أخذ مني أيامًا كثيرة لإنهائها رغم جمال سردها، ففي مراحل كثيرة شعرت فعلا برغبة الاستسلام وتركها. وأكثرمن هذا وأغضب له أنها أبقتني معلقة حتى كشفها بالفصول الأخيرة.
الترجمة رائعة جدًا جدًا، وأحببت استخدام النقاط في المقاطع المحدودة المعيبة.
توجد اقتباسات رائعة بالرواية.
أعرف أن هناك فئة من القراءة قد تستمتع بمجريات الأحداث والسرد الجذّاب، ولكن ليس لمن هم مثلي صبرهم محدود لأمور معينة فقط....more
الحقيقة، كل الحقيقة أنني لا أعرف ماذا أكتب حول هذه الرواية وكم أقيمها حتى، لذلك آثرت ترك تقييم النجوم كوني لا أذكر أنني أحببتها بقدر ما أغضبتني وأرعبت الحقيقة، كل الحقيقة أنني لا أعرف ماذا أكتب حول هذه الرواية وكم أقيمها حتى، لذلك آثرت ترك تقييم النجوم كوني لا أذكر أنني أحببتها بقدر ما أغضبتني وأرعبتني. أرعبتني أفكار الكاتب، وجعلتني أرتجف من هذه الأفكار الأشبه بالسم! هل أنصح بها؟ لا أعرف، ربما أحذر منها أكثر من نصحها لمن تخيفه هذه الأفكار مثلي.
ترتيب الأحداث ومتابعتها أبدع الكاتب فيها، ولم يترك للملل فرصة الظهور أثناء القراءة. أي أنها ليست بالمتسارعة وليست بالبطيئة بل العكس تنقضي الفصول، كل فصل فيها مكتفي لينتقل لما بعد ذلك. لقد ساعد الكاتب في إفساح المجال للفضول حتى تستمر بالقراءة بسرعة البرق دون تركها حتى النهاية.
الرواية قصيرة وخفيفة وللترجمة فضل في إبقائها سلاستها هكذا، يُعتبر أنني أنهيتها بيوم واحد وليس يومين؛ نظرًا لأن اليوم الأول لم أقرأ فيه سوى فصلين يصل مجموعهما بحوالي أربعة صفحات فقط.
عند بدايتي فيها وظهور الشخصية الرئيسية بالتعريف باسم محرّم، ضحكت؛ شعرت أن الكاتب أراد ترجمة هذا العمل مهما تكن قيمته فقط لأنه يشترك معه بالاسم نفسه. مجرد مزحة وليس سببًا واقعيا لأن الرواية تستحق وليست سيئة.
الترجمة رائعة جدًا فصيحة وسلسلة، اسمتعت جدًا في رحلة القراءة معها دون الإحساس بأنها ترجمة. لن أتردد مطلقًا في قراءة روايات من ترجمة هذا المترجم الرائع.
أحببت واقتبست بعض الآراء التأملية في الرواية.
أتساءل، كيف لهذه الأفكار أن تخرج من هذا الشعب؟...more
كتاب خفيف لطيف، استمتعت بقراءته :) حصلت عليه هدية بسيطة وجميلة وقيّمة جدًا عندي لقِدَم عمره (كونه طُبِع كذلك في فترة حياة الموسيقار "محمد عبدالوهاب" رحكتاب خفيف لطيف، استمتعت بقراءته :) حصلت عليه هدية بسيطة وجميلة وقيّمة جدًا عندي لقِدَم عمره (كونه طُبِع كذلك في فترة حياة الموسيقار "محمد عبدالوهاب" رحمه الله) عند طلبي لمجموعة كتب.
تسلية جميلة في قراءته، خاصةً لمدمني الفن الموسيقي بالقرن الماضي مثلي....more
أعلم أنني تأخرت كالعادة عن كتابة مراجعة قراءاتي للكتب :/
- ... ولا تتولع بالحركة الأفقية أكثر من اللازم. - وبماذا يجب أن أتولع؟ - بالحركة العمودية (أجاب أعلم أنني تأخرت كالعادة عن كتابة مراجعة قراءاتي للكتب :/
- ... ولا تتولع بالحركة الأفقية أكثر من اللازم. - وبماذا يجب أن أتولع؟ - بالحركة العمودية (أجاب الكاهن وأشار إلى الأعلى). اقتباس عظيم وصف بشكل مختصر وأبسط شكل ما كنت أحاول إيصاله للآخرين بحديث طويل وبطريق غير مباشر.
بعد شرائي بفترة بسيطة وقبل بدئي بقراءتها، كنت قد اكتشفت حينها أن شغفي بالمزيد من استكشاف مفاهيم التصوف والتطلّع للاستمتاع بفلسفة الجمال الشاعري فيها وغيرها مما يميزهم به والخوض بها لامتلاك شرف تجربتها والوصول لهذه المرحلة، كل هذا اتضح أنه لم يفلح معي وفشلت في الوصول إليه واستشعاره على الرغم من كل جهودي المبذولة لأجل ذلك. توصلت لنتيجة مفادها أنني عاجزة تمام العجز عن القدرة لتذوق لذة التصوّف أو المشاعر الروحانية ولمس فلسفة الجمال بها لسبب رئيسي يحتكمه فوق كل شيء في حالتي تقريبًا وهو أنني مادية حد أنني لم أستطع يومًا الإحساس بالروحانيات حتى من جانب الدين، وبذلك فشلت في تقمص التصوف ذاته، فلطالما أخضِعَت قناعاتي بالمنطق والفكر والتطبيق وفشلت في إخضاعها بالروحانيات حتى وإن كانت شاعرية وتريد إخباري بجمال هذا وذلك، من مثل التأثير الروحاني بالزيارات الدينية. حتى أنني أتذكر يوما احتججت لأمي عن كيف أستشعر بشيء وأنا لا أراه أمامي لأعبّر عنه؟ (فهو ليس الله أستطيع استشعاره بطرق خاصة متمثلة بالتأمل مثلا وأتمكن من التعبير عنه لاحقا)، فقالت لي أمي:"لا يهم أن تريه، يكفي أن تستشعري به ليعطي النتيجة ذاتها بالرؤية -بمعنى روحانيًا-"، والواقع أنني عجزت تحقيق ذلك الإحساس الذي قصدته أمي لي يوما. ينتهي بأن التصوّف محمول على بساط الروحانية والشاعرية.
اكتشافي هذا أتى متأخرًا جدًا بعد شرائي لهذه الرواية وعند آخر تجربة لي بمحاولة الوصول لفلسفة الجمال في التصوف في رواية كُتِبَت بطابع التصوف الإسلامي. ورغم قراءاتي لبعض أفكار التصوف الإسلامي لابن العربي سابقًا وعدم قناعاتي بها مع الإقرار بجمال أفكارها وإبداعها والذهول من قوة الفلسفة والأحاسيس الشاعرية والخيال فيها، إلا أنني لم أنتبه بأنني لم أستشعر طوال تلك المدة بذلك الجانب من فهم التصوف كما توهمت أنني تمكنت من وصوله نظرًا لفقداني الأخذ بجانب التطبيق الروحاني حتى أنجح بالتوصل لوفاق مع أفكار ابن العربي التي تتطلب الروحانية والإحساس وليس المادية أو التطبيق الذي يغمرني لأعلى درجة.
وغدت لاحقا نظرتي للتصوف هو اللامادية بالتفسير أو المتطلب للإحساس المرهف والروحانية والخيال وبالتالي لا يناسبني أنا تحديدًا. وهي أسباب تشابه عقدتي من مسألة الفلسفة التي اعتقدت بصغري أنها تناسبني ثم اكتشفت بعد تجارب أن الفلسفة تعني سينتهي مطافي دائما تائهة لا محالة!
ومع امتلاكي لهذه الرواية (قبل اكتشافي ما سبق كما ذكرت)، أصبت باحباط ظهور مقالات أمامي مجددًا حول إبداع التصوف في الرواية ووجود محور التصوف فيها كلَبِنَة أساسية في البناء، ثم أنه في الوقت نفسه رواية طويلة وأنني دفعت ثمن رواية ربما سينتهي المطاف بعدم استكمالها أو فهمها أو قدرتي التحلي بالروحانية لأشعر بجمالها! لذا وجدت نفسي قد بدأتها بداية غير جيدة ووصلت لنقطة رغم بدايتها إلا أنني تثقالت لعدم استيعابي مغزى المجريات التي من المفترض أن تؤثر بي ربما روحانيا، ومن ثم شعرت أن الصفحات لا تمر حتى توقفت بعدها لفترة (تنقسم الرواية إلى تمهيد صفحتين لا تعتبر فصل فعلي ثم أربع فصول بعدها، وحلت مصيبتي المريعة مع قرب نهاية الفصل الأول ودخولي للفصل الثاني، شعرت حينها برغبتي في حذف هذه الصفحات والتخلص من قراءتها لأنها تعيقني باستكمالها!)، لاحقا استكملتها إجبارًا تحت ضغط لنفسي لإنهائها بعد استمرار التوقف طويلًا. كان على عاتقي حينها آمال المترجم لي بأن تعجبني هذه الرواية واختياراته. لهذا أصررت على عدم تأجيل قراءتها لوقت آخر.
مجددًا، بدأتها بشكل غير جيد، وتوقفات، وبعد صراع وجدت استمتاعي أخيرًا مع دخولي الفصل الثالث من الرواية، وبدأت بعدها بالتأمل بمدى جمال مجريات الأحداث والشخصيات التي تظهر باستمرار والحوارات والأفكار والكثير، استمتاعي استمر إلى آخر تفصيل من صفحة النهاية، أيضًا أصبت بملل في منتصف الرواية لرتابة الأحداث فيها. في الحقيقة، البداية لم تكن سيئة بالأصل، ولكن لأن الأفكار التي استهل بها الكاتب في بدايات روايته لم تكن ضمن ميولي، ومشكلتي الأبدية مع كرهي للبدايات في كل شيء بالإضافة إلى ما ذكرته سابقا حول التصوف والروحانية، ناهيك عن وصف بعض الأمور التي جعلتني في حالة ارتياب وتربص من القادم وإمكانية زيادة وصف هذه الأمور لاحقًا وإلى أي مدى قد يصله. كل هذه الأمور اجتمعت وأخرجت لي بداية غير جيدة بل ومشؤومة كذلك.
لا أستطيع وصف جمال تسلسل المراحل بالرواية، تفاصيلها كثيرة ونسيت الكثير منها بالتأكيد ولكن ما زلت أتذكر بعمق لحظاتي أثناء فترات التوقف بين قراءاتي لاسترجاع ما قرأته والتأمل به قبل الاستكمال، انبهاري وإعجابي الشديدَين بإبداع الكاتب في أفكاره وشخصياته وابتكاره لمجريات الأحداث والأزمان وكل شيء، ومن أين له هذا الخيال العظيم لسرد هذه الأفكار التي رغم غرابتها إلا أنها أعطت جمالًا غريبًا متمثل بالتصوف (حسب ما هو يعنيه ظاهريًا)، وأيضًا لو امتلكت الروحانية بالتأكيد كنت سأصل لأقصى مراحل جمال هذه الرواية وشخصياتها الرائعة.
كنت فخورة بنفسي أنني أستطعت قراءتها والاستمتاع بها رغم فقداني لعنصر الروحانية أو القدرة على امتلاك فلسفة روح التصوّف لأستشعر جمالها بعمق وجمال جوهر هذه الرواية كذلك. أحببت بشدة رحلة الشخصية الدينية الروحانية وكل تفصيل من مجريات أحداثها. أعني الفصل الثالث والرابع الأخير، وهما أقصى فترات استمتاعي بالرواية حد أنني أتوقف بعد كل مقدار قراءة لأبدأ استرجع الأحداث وأتأمل جمالها قبل العودة لاستكمال القراءة، وفي أحيانٍ أخرى كنت أعيد قراءة بعض الأحداث لأعيد التلذذ بها.
أتذكر أنني شعرت (وخاصة بالفصل الثالث) بأن هذه الرواية لابد أنها كُتبَت في زمن قديم، لا يْعقَل أن الكاتب كتبها بهذا الزمن واستطاع تقمّص كل هذا وذاك وكأنه بالزمن القديم لشدة انبهاري بدقة تفاصيله وشخصياته العميقة وتماسك مجريات الأحداث وأفكارها وغيرها الكثير من الأمور الرائعة!
المشاعر والتعابير في شخصيات هذه الرواية... عظيمة وعظيمة جدًا. أحببت لحظات إعادتي -مع نفسي- تمثيل تعابير الشخصيات وحواراتها حتى أتقمص أدوارها بعمق (من الأمور التي أعتدت على عملها في أي رواية، بل وحتى أثناء قراءتي للقرآن أنني أستمتع بإعادة تمثيل أدوار الشخصيات وحواراتهم وأتقمصها فأصل لاحقا لفهم أعمق بالشخصيات والنتائج المترتبة أو المتوقعة والكثير).
لاحظوا هنا أن كل مراحل استمتاعي أتت من جانب ما يستطيع عقلي استيعابه وتقمصه وما هو مادي وإن كان خيالًا إلا أنني يمكنني تخيله. مع استثناء جوهر التصوف والروحانية بالرواية لم أصل إليه مطلقًا ولا أعلم أين يفترض بي أن أجده وأستشعره به ضمن الأحداث (بخلاف فكرة الزهد بالتصوف)!
يوجد الكثير من الاقتباسات الرائعة في هذه الرواية العظيمة، وحقًا لقد استحقت جائزة "الكتاب الكبير"، ومن حسن حظنا امتلكنا مترجمًا رائعًا عرّفنا على هذه الرائعة البديعة وترجمها لنا.
بالمناسبة، ترجمة المترجم رائعة بشكل لا يوصف، نعم بشكل لا يوصف بحق. فصيحة وبديعة تنسى أنك تقرأ عملًا هو مترجمًا وليس نصًا أصليًا، أبدع المترجم في إيصال العمق والتفاصيل معه. إن كانت هذه الرواية وبهذه الترجمة أعطتنا كل مشاعر الجمال والتقمص فيها ولكأنه لم يبقى شيء لم يوصله لنا المترجم المبدع، فإنني أتساءل عن جمالها لو قرأناها بلغة الأصل ماذا سنحصل أكثر مما حصلنا عليه؟...more
تحديث: أنا في مِراء حول ما إن كنت قد كتبت مراجعتها مسبقًا ولم تستكمل فضاعت أم لا. صحيح أنني تأخرت كثيرًا في كتابة مراجعة حولها، إلا أن وقعها وتأثيرها ماتحديث: أنا في مِراء حول ما إن كنت قد كتبت مراجعتها مسبقًا ولم تستكمل فضاعت أم لا. صحيح أنني تأخرت كثيرًا في كتابة مراجعة حولها، إلا أن وقعها وتأثيرها ما زال مستمرًا بداخلي لجماليتها.
وما زلت حتى هذه اللحظة لا أعلم لِمَ التأخير في اقتنائها للاحتفاظ بها؟ قرأتها إلكترونيًا وليتني قرأتها ورقيًا.
لدي تناقض عجيب، هو أنني لا أميل للنمط الأشبه بالسير الذاتية إلا أنه في حال الأمر متعلق بقصة عن الوحدة أو العزلة بشكلٍ ما سأحبها!
طوال قراءتي للرواية كان هنالك عدة عناصر أبهرتني بالرواية، منها الحبكة والأحداث والأفكار والعمق بالوصف والكثير بما فيها الفئة المعنية بالرواية وهم الهنود الحمر، لدرجة كنت أردد باستمرار: هل من المعقول أن هذا كله من وحي الخيال فعلًا؟ وحالما انتهيت منها، قرأت في نهاية الصفحات أن هذه الأحداث الرئيسية مقتبسة عن قصة حقيقية وبعض الآثار والشخصية الرئيسية. القصة الحقيقية برمتها وكيف انتهت وما تبقى منها يدمي القلب. أكرر مجددًا، أن الكاتب أبدع بالحبكة تشعرك بأنه هو صاحب القصة الفعلية والتجربة.
أرغب حقًا في قراءة المزيد من أعمال هذا الكاتب وأسلوبه الرائع المشوق.
وللترجمة دور كبير في إيصال جمالية الرواية بلغتنا الجميلة. فقد أبهرني المترجم بفصاحة ترجمته وإخراجها بهذه النتيجة الرائعة.
من الكتب التي قد لا يرغب معظم المسلمين بقراءتها كونها تعارض الكثير من المسلمات التي يؤمن بها بالدين وهي ليست من صلب القرآن وإنما قد أُخِذَت من الإسرائمن الكتب التي قد لا يرغب معظم المسلمين بقراءتها كونها تعارض الكثير من المسلمات التي يؤمن بها بالدين وهي ليست من صلب القرآن وإنما قد أُخِذَت من الإسرائيليات وأُدخِلَت بالإسلام ضمن مسمى تفاسير للقرآن، أحاديث، تأريخيات، سير وإلخ.
هذا الكتاب ناقش الكثير من الأمور الدخيلة بالإسلام وقارنها مع الإسرائيليات واحدة واحدة، على ثمان فصول.
أحببت مقدماته وتعريفاته والتوضيحات بناءً على كل ما دُوِّنَ من إرث والمقارنات والتحليل. ويعج هذا الكتاب عمومًا بالكثير من المصادر والمراجع التي عاد إليها الكاتب الباحث، لقد كان أمينًا ودقيقًا في نقاشاته وقبل وضع التحليلات عليها. أبهرني مدى اتساع اطلاعه بهذا الموضوع واطلاعه الواسع بالمصادر القديمة والمترجمة كذلك أو الأبحاث، وكيف ربط وقارن بينها، مع الأخذ بالاعتبار هل يتطابق هذا مع ما بالقرآن أم لا.
ناقش كذلك الآراء المتباينة قديمًا وحديثًا، وعلّق على الكثير. كذلك ناقش كيف أمكن إدخال هذه الإسرائيليات في التفاسير والأحاديث وغيرها، وكيف تجاوزت كل هذه القرون بسلام دون نقدها. وهذا الجزء تحديدًا سيتعصب له الكثير من المسلمين ممن يرون أن التفاسير لا يمكن الاعتراض عليها كما هو الحال مع الأحاديث الإسرائيلية المنسوبة عن النبي ص والتي دخلت أيضًا بالتفاسير وغيرها، مما يشكّل فقدان للنقد والمنطق ويضعف الحجج الدينية بل ويسفّه الحجج القرآنية إن لم نتخلص مما ينتقص من القرآن أو النبي ص.
حتى أنه في بداية الفصول قارن الإرث المدون مع بعض المخطوطات والرِقَم القديمة الموجودة بالمتاحف العالمية تحت بند التساؤلات أكثر من اتهام دخولها ضمن الإسرائيليات المتأخرة والتي لا تحمل مثل هذه الأمور لتكون سبب دخولها بالمصادر الإسلامية.
أيضًا تحدث عن قضية مهمة وهي قضية فلسطين، تأريخيا وجغرافيًا ودينيًا وما إلى ذلك، وكيف أن تأريخ فلسطين أصبح مرتبط بالإسرائيليات مما يعني تشويه وتناقض مع الآثار الفلسطينية الظاهرة ومع الكثير، كما أنه ناقش كيف أن معظم المسلمون يأخذون من جغرافية التوراة دليلًا مسلّمًا ومن ثم البحث عما يطابقه بدل وضع فرضية أخرى هي أنه قد تكون جغرافية ليست صحيحة بالأصل وإنما مزيفة. لقد استُغِلَّت جغرافية التوراة ضد فلسطين الحقيقية وإرثها وضد الفلسطينيون أنفسهم وقبلها ضد القرآن دون أن يشعر بذلك أحد! نتيجة الإسرائيليات الدخيلة.
لقد سببت تلك الإسرائيليات الدخيلة في جعل الدين هشًا يسهل نقضه، وجعلت تفاسير القرآن بالقرآن ضعفًا كذلك ما دامت تلك التفاسير والمدونات التأريخية وغيرها مستمرة دون تنقيح وإخراج الخرافات والإسرائيليات منها.
باختصار، استمتعت به حرفيًا، واستمتعت بطريقة بحثه وتحليله، واستخدامه لمختلف المصادر التي من حسن حظه يستطيع الوصول إليها بعكسي!
تقييمي له كاملًا رغم اعتراضي على شيء بسيط تم ذكره بالكتاب لا أوافقه....more
رغم حماسي لهذه الرواية إلا أنها خيبت آمالي في عدة محاور؛ أخطاء إملائية ومطبعية وتلاصقات، رص المحتوى بالصفحات، بعض أحداث الرواية لم تكن منطقية كثيرا، بعرغم حماسي لهذه الرواية إلا أنها خيبت آمالي في عدة محاور؛ أخطاء إملائية ومطبعية وتلاصقات، رص المحتوى بالصفحات، بعض أحداث الرواية لم تكن منطقية كثيرا، بعض المقاطع المترجمة لم تكن واضحة ووددت لو وضع المترجم هوامش توضيحية مثل تلك المتعلقة بالإنجيل والمراسم الكنسية، ومثل البعض ممن قرأها يتضح فقدان الوضوح كان غالبه وأساسه في بدايات الرواية، التي من المفترض أنها الاستهلال لمعرفة الأمور الرئيسية والشخصيات التي يربطها هذا العمل الأدبي.
أخذت مني هذه الرواية وقتًا طويلًا لإنهائها، أكثر مما يستحق بالنسبة لحجمها المتوسط، وأتذكر أن هناك حدث بالرواية كان غير منطقي أن يمرره الكاتب طبيعيا بمجريات الأحداث لاحقا وكأن هذا الحدث لن يكون له أي تأثير قوي وفعلي على الشخصية الرئيسية. تلك الحادثة من غير المنطقي الاستخفاف بها والمزعجة فعليا إن حصلت على أرض الواقع كان السبب في فقداني الدافع لاستكمالها، ووجدت نفسي أتهرب من استئناف القراءة عدة أيام (استكملتها مُجبرَة لأحدد مصيرها وحتى لا أُضطَر لإعادة قراءتها من البداية مجددًا مستقبلا إن أعدتها للرف هربا منها وكنت قد استبدلت قبلها روايتَين حتى رسيت على هذه). صُدِمت كيف لهذا الكاتب أن يعتقد بهذا الاعتقاد البدائي الجاهلي أن هذا الحدث يمكن تجاوزه من خلال الشخصية ويمرره ببقية الأحداث كما لو لم يكن هناك أي تأثير فطري آخر يمكن للشخصية أن تصنعه وتحدثه وتغير مجرى بعض الأحداث بعدها. وكذلك عن الشخصية الدخيلة بذلك الحدث، حافظ الكاتب على جعله قريب منها رغم الحدث! حتى وإن كانت هذه الرواية من أوائل كتاباته إلا أنه لا يبرر لأحد الاعتقاد بهذا الشيء وهو صاحب ثقافة ليست بالتافهة تلك، لو غيّر الكاتب قليلًا من مجرى الحدث نفسه لوجدت أن روايته لن تكون بهذا السوء أبدًا.
وفي بعض المقاطع من الرواية أزعجني فيها بعض الألفاظ والأوصاف المترجمة.
مجمل الترجمة كانت على حد كبير منها رائع وفصيح، باستثناء المشاكل التي ذكرتها آنفا.
حقًا، هذه الرواية رغم استمتاعي بمجريات الكثير من الأحداث وسلاستها إلا أنها خيّبتني في بعض الأمور، وسببت لي تخوّف من اقتناء المزيد من روايات جورج أورويل مجددًا رغم رائعتَيه "مزرعة الحيوان" و "١٩٨٤"....more