لم أتخيل أن بين دفّتي هذا الكتاب الصغير يحمل الكثير من الجمال.
جميلة رغم بساطة الأفكار، أول رواية أقرأها للكتاب، تلذذت حد الكفاية من مجريات أحداثها وشخلم أتخيل أن بين دفّتي هذا الكتاب الصغير يحمل الكثير من الجمال.
جميلة رغم بساطة الأفكار، أول رواية أقرأها للكتاب، تلذذت حد الكفاية من مجريات أحداثها وشخصياتها، لقد ظلّت مجرياتها عالقة في ذاكرتي أيامًا مغمورة بالعواطف التي كوَّنتها لي هذه الرواية الرائعة. بعد انتهائي منها كنت مبهورة ومصدومة بهذا الجمال الذي جهلته ولم أتخيله هكذا أبدًا. والكثير من الاقتباسات الرائعة والعميقة.
الحقيقة، أنني أخشى قراءة روايات أخرى فيخيب ظني بها وأفقد بسببها لذتي التي تذوقتها في هذه الرواية، لدي هوسي الغريب والمضحك بالحفاظ على سمعة كتّابي المفضلين ألا يخدشهم عملًا مخيب، فأتوقف عن قراءة المزيد له في بعض الأحيان!
الأسلوب الروائي جميل فعلا، يعيبه فقط أن هناك بعض المصطلحات العامية لُبِّسَت بحركات الفصحى، مشكلة معتادة عند الكثير ممن لهجته الأم هي اللهجة المصرية. وهي بالمناسبة مشكلة قديمة كذلك ظهرت حتى في بعض طبعات ألف ليلة وليلة النسخة المصرية وغيرها، المعضلة مستمرة حتى اليوم في التأليف أو الترجمة إلا القليل ممن سَلِم.
أنصح بقراءة هذه الرواية بالتأكيد بعيدًا عن بقية أعماله المجهولة عندي للآن.
Merged review:
لم أتخيل أن بين دفّتي هذا الكتاب الصغير يحمل الكثير من الجمال.
جميلة رغم بساطة الأفكار، أول رواية أقرأها للكتاب، تلذذت حد الكفاية من مجريات أحداثها وشخصياتها، لقد ظلّت مجرياتها عالقة في ذاكرتي أيامًا مغمورة بالعواطف التي كوَّنتها لي هذه الرواية الرائعة. بعد انتهائي منها كنت مبهورة ومصدومة بهذا الجمال الذي جهلته ولم أتخيله هكذا أبدًا. والكثير من الاقتباسات الرائعة والعميقة.
الحقيقة، أنني أخشى قراءة روايات أخرى فيخيب ظني بها وأفقد بسببها لذتي التي تذوقتها في هذه الرواية، لدي هوسي الغريب والمضحك بالحفاظ على سمعة كتّابي المفضلين ألا يخدشهم عملًا مخيب، فأتوقف عن قراءة المزيد له في بعض الأحيان!
الأسلوب الروائي جميل فعلا، يعيبه فقط أن هناك بعض المصطلحات العامية لُبِّسَت بحركات الفصحى، مشكلة معتادة عند الكثير ممن لهجته الأم هي اللهجة المصرية. وهي بالمناسبة مشكلة قديمة كذلك ظهرت حتى في بعض طبعات ألف ليلة وليلة النسخة المصرية وغيرها، المعضلة مستمرة حتى اليوم في التأليف أو الترجمة إلا القليل ممن سَلِم.
أنصح بقراءة هذه الرواية بالتأكيد بعيدًا عن بقية أعماله المجهولة عندي للآن....more
كتاب خفيف ولطيف، بغض النظر عن ألوان الطباعة إلا أنني استمتعت بقراءة الأساسيات بشرح الكاتب المبسط. كما أنه ساعدني في تثبيت المصطلحات الفنية للمستقبل، وكتاب خفيف ولطيف، بغض النظر عن ألوان الطباعة إلا أنني استمتعت بقراءة الأساسيات بشرح الكاتب المبسط. كما أنه ساعدني في تثبيت المصطلحات الفنية للمستقبل، واختياره للمصطلحات كانت فصيحة جدًا.
إضافة جميلة للمبتدئين وذوي الخلفية المحدودة بعلم الألوان....more
قرأته عن الحلال والحرام فقط لا غير! وإلا، فقد وضعته مع الكتب المستعملة التي أنوي بيعها. التقليل من سعرها وهي جديدة والسبب وراء شرائي للكتاب هما ما دفعقرأته عن الحلال والحرام فقط لا غير! وإلا، فقد وضعته مع الكتب المستعملة التي أنوي بيعها. التقليل من سعرها وهي جديدة والسبب وراء شرائي للكتاب هما ما دفعاني لقراءته مجبرةً ثم إعادته إلى مكانه مع الكتب المستعملة لبيعها.
اشتريت هذا الكتاب قبل سنوات بسبب أن قبل عدة سنوات تسبقها سمعت عن هذا الكتاب في أحد الوثائقيات أو أحد البرامج الثقافية ربما لا أتذكر جيدًا، ولكنه بقي في ذاكرتي هذا الكتاب. وهذا الأمر ليس بجديد علي تكرر حدوثه ثم الندم لاحقًا.
فبعد سنوات من سماعي عن الكتاب، وجدته بالصدفة فاشتريته مباشرة بناءً على ذاكرتي، لذا لم أستوعب حينها للعنوان جيدًا ولا أعرت انتباهً لنوع المحتوى (تطوير ذات النوع الذي لا أميل له على الإطلاق). طوال السنين تخيلت الكتاب كنوع من الكتب التي تتحدث عن الفن والرسم فقط. عندما عدت للبيت اكتشفت الخيبة المنتظرة لي!
الكتاب ليس سيئًا على الإطلاق، بل مفيد للكثيرين من المقبلين على عالم الفن والرسم. ولكن محتوى الكتاب والنصائح ليست جديدة علي، بل إنني أطبّق معظمها منذ سنين وأعرف هذه الأسرار أو النصائح جيدًا.
أما بالنسبة لبداية الكتاب، الفصول الأولى التي تتحدث عن تاريخ الفن وتاريخ شخصية ليوناردو دافنشي وغيره كانت مقززة بالنسبة لي، المديح المبالغ من الكاتب لليوناردو دافنشي وغيره من الرسامين الأوروبيين كذلك وجعله وجعلهم كما لو كانوا وحدهم مؤسسو علم الفن والكثير لم أطيقه وضغطت على نفسي لإنهاء هذه الجزئية بسرعة. شعرت أنني أتابع وثائقي عن العلم في قناة دي دبليو الألمانية التي تزعم دائما أن العلم بدأ من أوروبا فقط ولا دور لغيرهم من الحضارات والشعوب في شيء. من تابع بعض الوثائقيات عن هذه المواضيع من هذه القناة سيفهم ما أعنيه. الغرب مغرور بمنجزاته ولا يخجل من نسف أو سرقة منجزات غيره ليتفرد بها وحده. والإنتاجات الأدبية حالها من حال الإعلام المرئي، لها دور في الترويج لمثل هذه الأمور. الحقيقة كنت أتعجب كيف للمترجم أن تحمل أو تجاوز هذه الأشياء بسهولة ليترجم هذا الكتاب بالذات؟!
هناك تقنية مما ذكرها الكاتب أن قلة من الدول طبقتها وحققت نتائج إيجابية، ثم ذكر من بينها الكيان الصهيوني. وددت حينها لو تعمد الكاتب حذف ترجمة ذكر هذا الكيان.د، نعم وإن كنت أنا أتسبب بإفساد حيادية الترجمة فلا أبالي، أرى يكفي أن يترجم الدول الأخرى ولا يتأثر المعنى.
حسنًا، لأن محتوى الكتاب بمجمله أعرفه جيدًا، كانت قراءتي للكتاب سريعة جدا وأشبه بالمراجعة. أما التمارين فلم أطبقها بصراحة، لا أحب تطبيق هذا النوع من التمارين.
استمتعت جدًا بهذا الكتاب، وتمنيت لو أن بقية الأجزاء متوفرة عندنا لأستكمل شراء السلسلة واستئناف المتعة معها.
كل صفحة بها لوحة تقابلها صفحة لحكايتها. مع استمتعت جدًا بهذا الكتاب، وتمنيت لو أن بقية الأجزاء متوفرة عندنا لأستكمل شراء السلسلة واستئناف المتعة معها.
كل صفحة بها لوحة تقابلها صفحة لحكايتها. مع لمحة بسيطة عن الرسام تستهلُ به الكاتبة في كل مقال.
الجميل في هذا الكتاب البسيط هو سرد أسباب الجمال في كل لوحة، ويسرد المقال كذلك وصفًا دقيقًا لتفاصيل للوحة. ثم يتذيل المقال بمدى تقدير اللوحة في ذلك الزمن أو ماذا كانت فكرة اللوحة وغير ذلك. وهو كتابٌ خفيفًا جدًا في قراءته.
حجم اللوحات والطباعة في الكتاب كان رائعًا جدّا بنظري، كما هو الحال في حجم الكتاب وخفة وزنه.
مؤسف أن فكرة استكمال السلسلة بالنسبة لي يعني دفع الكثير والمضاعف مقارنة مع الكتاب الذي اشتريته قبل عشر سنوات شاهدته بالصدفة ودون تخطيط فوقعت في غرامه وكان بها عرض خاص. لم أكن أتخيل أنني كنت أحملُ كنزًا طوال تلك السنون يَزِنُ أكثر مما أعتقدت....more
هذه الرواية، قصتها طويلة، لمن يحب قراءة قصتي التافهة فهي في الجزء الأول، ومن لا يرغب، فليتخطاها.
عندما وقعت هذه الرواية بين يدي في إحدى المكتبات، لم يكهذه الرواية، قصتها طويلة، لمن يحب قراءة قصتي التافهة فهي في الجزء الأول، ومن لا يرغب، فليتخطاها.
عندما وقعت هذه الرواية بين يدي في إحدى المكتبات، لم يكن لدي أي خلفية حول الكاتب أو الرواية. وما جذبني فيها هو العنوان والنبذة المدونة في الغلاف الخلفي للرواية، حتى اشتريتها ووضعتها بأحد أرفف الكتب. لتمر الأيام وأُصَادف بذكر اسم الكاتب على لسان أحد الأشخاص في اليوتيوب وهو من أصحاب نظرية الأرض المسطحة (والتي أشاهد مقاطعهم بين فترة وأخرى لتعذيب نفسي ورفع ضغطي باعتباري مجنونة ومريضة وليس تصديقًا بها!) بتهمة أن العالم الغربي أخذ ادِّعاءً من ادعاءات ذلك الكاتب الباطلة (بزعمه) وفرضوها علينا كحقيقة علمية. وأن هذا الكاتب ما هو إلا روائي خيال علمي فرنسي لا عالم ولا دخل له بالعلم. حسنا، لم أكن لأهتم بكلام الشخص ولا بمصداقية التهمة، بل ولم أُكلِّف نفسي عناء التأكد من الحقيقة لأنني ببساطة أستمع لشخص يؤسفني وصفه بالغبي، فلا يؤخذ عليه. فكيف تتوقع مني أخذ مزاعمه سواء صَدُقَت أم بَطُلَت؟ ولا أنسى أن ما اعترض عليه من ادعاء كان (هذا الادعاء) في الحقيقة صائبًا، وأيًّا يكن صاحب النظرية هذا الكاتب أم غيره.
ولكن ما نبهني من حديث الشخص هو شيء واحد، أن الكاتب ذو خيال علمي (ما قرأت له، هناك خيال لكن ليس علمي) وفرنسي، تذكرت حينها (من رواية شهداء التعصب) أي نوع من الأدب لذلك الزمن قد تورطت باقتنائه؟ الأدب الذي لا أحبه لعدم منطقيته! وهكذا، عجَّلتُ بقراءتها لتحديد مصيرها بين الأرفف كالمعتاد.
طوال قراءتي، كنت أترقّب الجزء الذي سيفسد الرواية من اللامنطق (الصواريخ كما نسميها) حسب ما أعرفه عن الأدب الفرنسي القديم. حتى عندما اقتربت من النهاية، اطمأنيتُ لنجاتها إلى ذلك الحين. وإذ بآخر صفحاتها أُبغَت بما لم يطب لخاطري ويُنهي مصيرها بين الأرفف!
أعترف، أن الرواية كانت بأحداث ممتعة ومشوقة، على الأقل بالنسبة لي. أحببتُ الأفكار وتسلسل الأحداث والوصف، اندمجت كثيرًا معها، وإن كان هناك الشيء المزعج في الأدب الفرنسي القديم حول كون البطل خارقًا في كل شيء، فيمكنه فعل كل شيء وكل مرة ينجح وينتصر كذلك وما إلى ذلك. الحقيقة، أنني لم أستشعر بهذا الانزعاج إبان قراءتي لرواية "شهداء التعصب"، كونها كانت تجربتي الأولى مع الأدب الفرنسي القديم حينها ولشد سذاجتي أنني لم أنتبه إلا بنهايتها!
لا أعتقد أن هناك الكثير من القراء سينزعج من ذلك الخيال، بل أرى أن الكثير سيستمتع بها إن أحب عنصر التشويق والإثارة والمغامرات ولا يهمه نوع النهاية كيف ستكون. أما بالنسبة لي، وكوني شخص شديد الواقعية، فمعروفٌ عني مقتي الشديد للخيالات اللا منطقية فيما يخص الروايات، إن استثنينا طبعًا روايات الأطفال واليافعين والروايات المُصنَّفة بالخيالية عنوةً. لست ضد هذا النوع من الروايات، وإنما أحترمها وأقدِّرها كما أقدِّر اختلاف الأذواق وأحسد ذواقها على حبهم للخيال، فَهم في نعمة وحس مرهف مقارنة بشديدي الواقعية أمثالي.
الرواية لا أعتبرها سيئة، ومن يراها شديد السوء فهو على الأرجح من القراء الذين لا يناسبهم قراءة بعض الأنواع الأدبية المتوارثة والمختصة بجنسيات معينة. ربما يناسبه الأدب الروسي القديم كونه حسب ما أعرفه لا يخرج عن اللامنطقية ويعيبه فقط نوع المحتوى المرتبط بالتأثيرات والأفكار السياسية والتحولات الاجتماعية عند بعض كتّابها.
حتمًا سأنصح بها محبي التشويق والمغامرات والبساطة ولا مانع لديه من عنصر الخيال فيها ولو كان مبالغًا....more
حسنًا، لدي مشكلة تتمثل في هوية الكاتب! ما أن يكون يهوديًا ولو كان بريئًا ومسالمًا، حتى أفقد بعدها القدرة على التركيز والتذوق! كما حدث لي مع رواية "دكتحسنًا، لدي مشكلة تتمثل في هوية الكاتب! ما أن يكون يهوديًا ولو كان بريئًا ومسالمًا، حتى أفقد بعدها القدرة على التركيز والتذوق! كما حدث لي مع رواية "دكتور جيفاكو" مثلا. نعم، هي متلازمة بُليتُ بها بسبب قضية فلسطين وما تعمقت به من كل زواياها منذ نشأتها وحتى ما وصل عليه حالها اليوم وما سيكون غدًا. وأزيدكم من الشعر بيت، اسمي هذا الذي سُمِّيتُ به أتى اشتقاقًا من قضية فلسطين، فالأمر كَبُر مع ما ورثته ...more
لا أستطيع الحكم على الرواية، سواء أكان هناك ما لم يعجبني فيها أو أعجبني، والسبب؛ أن رأيي سيكون غير حيادي بالأصل لأسباب خاصة أعجز معها في الحكم بمحتواهلا أستطيع الحكم على الرواية، سواء أكان هناك ما لم يعجبني فيها أو أعجبني، والسبب؛ أن رأيي سيكون غير حيادي بالأصل لأسباب خاصة أعجز معها في الحكم بمحتواها دون التدخّل الشخصي. فالرواية بالنسبة لي هي القربان الذي سأضحي به إن أدليت برأيَ الجائر!
لذا، أترك التقييم والمراجعة لغيري. فأنا لم أقرؤها عنوةً إلا لتحديد مصيرها بين الكتب....more
الحيرة أتعبتني في تقييم مُستَحَق هذا الكتاب، نجمة واحدة أم نجمتان؟
هذا الكتاب أفقد حماسي القرائي وأوقعني في كفاح للتخلص من فتور القراءة العسير بسببه. بالحيرة أتعبتني في تقييم مُستَحَق هذا الكتاب، نجمة واحدة أم نجمتان؟
هذا الكتاب أفقد حماسي القرائي وأوقعني في كفاح للتخلص من فتور القراءة العسير بسببه. بدأته في شهر أكتوبر من عام 2021 وأنهيته بصعوبة في آخر يوم من شهر يناير لعام 2022 وتحت جدول لإنهائه قسريًا. توقفات كثيرة وطويلة وصلت للشهر سببها ماذا؟ محتوى الدراسة الذي بدأ بخلط ومقارنة حادثتين أحدها منطقية والأخرى بحث عبثي على قاعدة رخوة لأن الحادثة مختَلَقة! فعندما اشتريت الكتاب، كنت في أوج حماسي له بعد قراءتي للفكرة التي بُنيَت عليها الدراسة وتخيلت أنني أحمل كنزًا بحثيًا إلى الحد الذي تعجٌلت بقراءته، وعندها فقط أُصبت بخيبة أمل شديدةٌ جدا قتلت معها كل حماسي القرائي لشهور بعدها، وما زلت أناضل لنسيان أجواء الكآبة التي غيَّمت فوق رأسي من هذا الكتاب!
أعترف، بأن الخيبة التي وجدتها في البداية، جعلت قراءتي لبقية الفصول وإلى نهايته عبارة عن "إسراء" تقرأ تحت تأثير التنويم المغناطيسي! استسلمت من محاولة استيعاب شيء، استسلمت من محاولة التركيز في المحتوى، الحجة التي استخدمها الكاتب في بداية كتابه خدَّر جُل أحاسيسي إلى حد أن خاطبت الكاتب بالقول: لا تحاول أن تقنعني بشيء مهما زيَّنتَه بالتفاصيل والبحث أو ذيَّلتَه بالحواشي والمراجع والمقارنات, لقد خاب ظني بك إلى أبدِ الآبدين، واسمك في قائمة المحظور قراءة لهم!
حسنًا، إن أكثر ما اقتبس أو استدل أو ناقش الكاتب هنا في دراسته هذه على كتابَين هما: كتاب "كبش الفداء" لرينيه جيرار وكتاب "إيخمان في القدس" لحنه آرنت. المصادفة أنني امتلك هذين الكتابين ولم أقرؤهما بعد، ما قد يُعد للبعض ممن يفعل مثلي ويملك الكتابَين لم يقرؤهما بعد، حرقًا للمسائل التي ناقش فيها الكاتب حولهما. أما بالنسبة لي، فقد جعلني أعيد النظر في الكتابَين، هل يستحق قراءتهما مستقبلا أم لا؟ لقد قدَّم لي الكاتب خدمة فضح نوع تلك الكتب، وأنقذني من احتمالية الكآبة التي ستصيبني جراءهما!
سيقول البعض أنني بالغت أو أن الدراسة ليست بهذا السوء وإلخ، ولكن بالنسبة لي وكوني ممن يقرأ بتنوع المصادر المنقولة إلينا وما إلى ذلك، وأطمح بقراءتها من لغاتها الأصلية مستقبلا، فليس من السهل اقناعي بأي شخص يكتب مهما كانت درجته العلمية والبحثية. لست بصدد القول أنني أفضل منهم في شيء ولكن لدي عقل يناقش ويجادل معي أثناء القراءة أكثر من مجرد وظيفة استقبال كل ما هب ودب وتصديقه أو التأثر به والوقوف في ركب أن الغرب يفهمون أكثر منا وما غير ذلك.
وأخيرًا، فالترجمة رائعة ولا غبار عليها، وقد أبدعت المترجمة في إيصال المعلومات بشكل دقيق....more
قرأت هذا الكتاب في السنة التالية من قراءتي لكتاب "مدافع آية الله", وبعد سنتين من قراءتي لكتاب "الأدب الفارسي". ورغم اختلاف المواضيع بينهم إلا أنهم أمد قرأت هذا الكتاب في السنة التالية من قراءتي لكتاب "مدافع آية الله", وبعد سنتين من قراءتي لكتاب "الأدب الفارسي". ورغم اختلاف المواضيع بينهم إلا أنهم أمدُّوني معًا بصورة أكثر عمقًا وترابطًا بما يتعلق بفهم تأريخ إيران السياسي والاجتماعي والاقتصادي وغير ذلك. فزاد من تشكيل أرضية إيران التأريخية والجغرافية والسياسية بعقلي لعهد الأسرة القاجارية ثم عهد الأسرة البهلوية وحتى سقوط الأخير، وأجاب على الكثير من الأسئلة ذات الإجوبة المختصرة مثل: كيف أنهت أسرة البهلوية أسرة القاجارية وكيف بدأ شكل عهدها؟ وكيف أدار كل أسرة و كل شاه دفة الحكم؟ ولماذا كانت العلاقات ما بين إيران وروسيا ما بين المد والجزر والبرود؟ والكثير من الأسئلة التي كشفها هذا الكتاب بكل تفصيل ودقة وحيادية كما أحسب. وقلما أجد كاتبًا عربيًا في هذا الزمن يحمل هذا الهم في إضافة مرجع مهم بشكل عميق ودراسة صادقة ليست عبارة عن أكاذيب وتحريف حقائق وما إلى ذلك كما هو تخريج مؤلفات بعيدة عن المصداقية تحت مسمى معهد دراسات الشؤون الإيرانية أو غيرها.
في الواقع، لم أكن لأتخيل أنني سأحمل كنزًا قيِّمًا مليئًا بالمعلومات الضخمة والتفاصيل المملة والتي ساعدتني في فهم نوع العلاقة بين البلدين على مر العصور ولماذا هي اليوم بهذا الشكل من الصداقة والثقة المتبادلة رغم الماضي؟
الجميل في هذا الكتاب، أنه بدأ دراسته بالعهدَين الصفوي والقاجاري، كونهما يحملان معلومات تعتبر كافية حول تأريخ الحكم المدون أو المؤرشف، أيًا كانت اللغة المستخدمة. وبهذا، يمكن تخمين أثرهما على من خَلَفوهما من بعدهما.
كما أن الكتاب وضَّح لي الرابط ما بينه وما بين كتاب آخر قرأته وهو عن الأدب الفارسي بمختلف عصوره، الذي درس تطور وضع الأدب خلال كل عصر أو حكم، درس عن اللحظات التي ارتفع فيها صيت الأدب واللحظات التي انخفض فيها دور الأدب واللحظات التي توقف فيها الأدب أو تطوره واللحظات التي وُئِدَ فيها الأدب وهو غض وما يتبعه من مطاردة الشعراء على يد الحاكم أو الشاه وما غير ذلك بذكر بعض الأسباب بشكل بسيط دون التفصيل. وأتى هذا الكتاب ليكشف واقع الأسباب التي تشرح الواقع السياسي والاقتصادي وغيره فيها من وضع الشعب أو التجار أو غيرهما أو عن متى وكيف حال الشعب من ثوران أو سكون وما إلى ذلك (لم يشرح هذا الكتاب واقع الأدب سوى في موضع واحد على ما أذكر، ولكن يمكنك إدخال دور الأدب وتخمين حاله طِبقًا لما يمليه الوصف. ففي نهاية المطاف ستجد تطابقًا تامًا بين ما وُصِفَ في كتاب "الأدب الفارسي" عند ذكره لبعض الأسباب المرتبطة به وبين ما وُصِفَ هنا بشرح غني).
ومما لاحظته أيضًا أن هناك علاقة خفية باطنية لنجاح الثورة الإيرانية الإسلامية فيما بعد نتيجة ما يملكه الشعب من معرفة عن تأريخهم القديم وتراكمات تأثير تطوراته المختلفة ما بين الجيد والسيء ونضوج عقلية الشعب المبكرة. وهناك أسباب أخرى ساعدت بالطبع غير ماضيهم ولكني لا أراها بالقوة الموازية لدور معرفتهم التأريخية لأحوالهم على مر العصور.
هذا الكتاب الكنز، سيظل مرجعًا مهمًا لي في فهم واقع إيران المعاصر، وسأظل بحاجة لتكرار قراءته ومحاولة الأحتفاظ بأكبر قدر من المعلومات فيه. للأسف أن هذا الكتاب يُعَد اليوم قديمًا نسبيًا، لا يحمل شيئًا للتطورات ما بعد سنة نشر هذا الكتاب ٢٠٠٥. وآسف أنه لم يأخذ حقه من استكشافه وتقدير قيمته عند العالم العربي والقراء العرب.
وآخر ما اختتم به الكاتب الباحث في كتابه بهذا المقطع: "إن روسيا وإيران واللتين ستكونان الأكثر تضررًا، إذا تمكنت الولايات المتحدة الأمريكية ونجحت في تحقيق أهدافها، سيتعين عليهما، عاجلًا أم آجلًا وانطلاقًا من مصالحهما القومية العمل سوية على إنشاء محور أو حلف تكون الدولتان طرفَين فاعلين فيه؛ للتصدي وكبح جماح العنجهية الأمريكية وإفشال مخططاتها على طريق عالم متعدد الأقطاب. تكون فيه الأمم المتحدة هي المرجع الوحيد في حل المزاعات الدولية، وضمان للسلم العالمي".
هذا هو الباحث المجد الذي حين يدرس شيئًا دراسة صادقة، متأملة، مقارنِة وهمّة دون الألتفاف إلى ما ينفثه الإعلام. سيصل باستنتاج دقيق وبالأسباب والنتائج المنطقية قد تحقق بعدها بسنوات، حرفيًا!
العظيم نعوم تشومسكي، الذي أخرج مؤلفات سياسية فضحت الخفايا وإلخ، لا يلتفت لما يقوله الإعلام. وكل باحث ناجح مثله يفعل الشيء ذاته. وعليه لطالما قلت: تخلصوا من ثقافة استمداد المعلومات من الإعلام (قنوات، يوتيوب، جرائد وغيرها) إن كنتم لا تقرؤون وكما لا تستطيعون التفريق بين الصدق والكذب والاستغلال الإعلامي. ففلسطين وسوريا خيرا مثال على دور الإعلام في تزييف وإخفاء الحقائق والضحك على الشعوب التي تجهل حقيقتها وأمعنت لعبة التلاعب بالعقول....more
يعيب المترجم هذا هو أنه لا يكتب مقدمات على الأقل لتوضيح بعض الروايات التي قد لا يُفهَم سياقها مباشرةً أو تمامًا أو أنه نوع من الأدب الجديد على العالم يعيب المترجم هذا هو أنه لا يكتب مقدمات على الأقل لتوضيح بعض الروايات التي قد لا يُفهَم سياقها مباشرةً أو تمامًا أو أنه نوع من الأدب الجديد على العالم العربي كهذه الرواية.
واجهتني صعوبة في فهم هذه الرواية بادئ الأمر، حتى استَثقَلَها عقلي واستَطَابتها نفسي عن الإكمال؛ لفقدان الترابط فيها وضياعي معها. فقد ألفيتها كلامًا غير مفهوم ولا معنى له، ناهيك عن عدم اتفاقي معه. توقفت حينها لمدة، وقررت البحث عن مفهوم هذه الرواية، ليتضح لي لاحقًا كل شيء عنها ويبدأ جمالها بالانشراح.
الرواية في مفهومها البسيط عبارة عن أحاديث نوعا ما عبثية أو فلسفية. آراء، أفكار، نقاشات، ذكريات أو ما شئت لشخصيات الرواية. وفي نهاية كل حديث يختتمها بكلام أو تشبيه متعلق بالثلج، وهو المفهوم الفلسفي للرواية. نعم، تكرر ذكر الثلج معي طوال الوقت ولكن لا أملك قوة الملاحظة لأنتبه بالرابط بينها حتى قرأت عنها! أما قبل ذلك فكنت أقرؤها دون وعي مع بقاء تساؤلاتي حول: "ما علاقة الرواية بالثلج؟" بدل أن أتساءل: "ما علاقة الثلج بما قيل سابقًا؟" حتى أتمكن من فهم الرابط بينهما على الأقل!
حسنًا، من يعرفني سيعرف أنني لا أحب الفلسفة ولا أفهمها. كما أنني أجدها كلامًا تافه، فارغ، لا معنى له ومجرد مضيعة للوقت في بعض الأحيان، لذلك لا أقترب من هذا النوع. أما شرائي لهذه الرواية كانت مجازفة لا أكثر؛ لشح المعلومات حولها وثقتي المطلقة بالمترجم من تجربتي ومجازفاتي السابقة معه. المترجم مبدع ويختار أشياء جميلة لترجمتها إلينا، لكن أكرر: أنه مُقصِّر في توضيح بعض الترجمات التي نكون بحاجة إلى توضيحها قبل الدخول في عالمها. أما الدار، فتختصر أمورها دائما بأخذ مقطع بسيط من الرواية أو الكتاب ووضعه تعريف بدفة الكتاب الخلفية! رغم امتلاك الدار لإصدارات رائعة جدًا إلا أنها سيئة جدًا في جذب القراء من خلال النُبَذ المختصرة لكتبها.
لا أملك الكثير للتحدث حول هذه الرواية، ومن يرغب بقراءتها عليه أن يرى مدى استعداده وتقبله لمثل هذا النوع من الأدب والذي يمكِّنه من تقدير جمال هذه الرواية.
بالنسبة لي، فأنا بحاجة لقراءة أخرى حتى أتذوَّق طعمها جيدًا؛ لأنني أضعت الكثير من الوقت معها دون تذوقها جيدًا. وأظن أنني سأحبها أكثر بعد القراءة الثانية وإعادة ربط المفهوم الفلسفي للرواية بما يُحكى في داخلها مهما بلغ كرهي للفلسفة والكلام العبثي.
بالمناسبة، فواصل الرواية عبارة عن حروف، أعترف أن هذه الحروف أشغلتني طوال القراءة لمعرفة السبب في تقسيمها هكذا. نعم أريد بشدة معرفة هذا السر!...more