هذه الرواية قبل بدئي بقراءتها، صادفتني صدف أشبه بمحاولة استدراجي لقرأتها! فهذه الرواية كنت قد رغبت بقراءتها في الماضي والسبب كان عنوانها المحتوي على شخ هذه الرواية قبل بدئي بقراءتها، صادفتني صدف أشبه بمحاولة استدراجي لقرأتها! فهذه الرواية كنت قد رغبت بقراءتها في الماضي والسبب كان عنوانها المحتوي على شخصية تخيط أو حتى لو كانت تحيك شيئًا، فهذا أحد نقاط ضعفي بالروايات، لأنني من عشاق الخياطة والحياكة والتطريز بل وحتى صناعة المجوهرات، فأي رواية بشخصياتها أو بأفكارها حول هذه الأشياء بالتأكيد سأقتنيها وإن صَعُبَ الأمر قرأتها إلكترونيا هههه. وهذا هو حال هذه الرواية.
رغم حماسي لها سابقًا ورغبتي على قراءتها إلا أنني لم أبدأ بقراءتها مباشرة حينها، ومع مرور الوقت الطويل واختفائها المتكرر من قائمة الكتب في تطبيق القراءة بجهازي اللوحي كنت قد نسيتها نسيانًا تامًا.
حصل أن في أحد المرات، اشتريت مجلة ثقافية وبها كتيب مرفق مجموعة مقالات مترجمة عن "فن التأويل"، ومجددًا وضعته جانبًا لمدة طويلة. وفي أحد الأيام جِلت في رفوف مكتبتي وبرز أمامي هذا الكتيب الذي ضاقني ذرعًا مرارًا لإيجاد مكان مناسب له في الرفوف بحيث يمكن رؤيته بسهولة لشدة نحافته وصغره. أخذته وبدأت بتصفحه لأقرأ النبذة حول مقالاته، ولقد أثار فضولي محتوى مقدمة المترجم والكتاب وزاد عزمي لقراءة مقالات هذا الكتيب باليوم التالي، وحتى يحين اليوم التالي واصلت التصفح بالصفحات الأخيرة للبحث عن أي معلومات حول المترجم ومنجزاته بالترجمة، وقرأت ضمن منجزاته ترجمته لهذه الرواية، فعاد بي الزمن إلى الوراء نيتي السابقة لقراءة تلك الرواية. وحصل ذلك.
مؤسف أولًا أن هذه الرواية بجمالها قرأتها إلكترونيا ولم أمتلكها ورقيًا. أسلوب الكاتب بالإضافة إلى الترجمة البديعة (التي ظلّت تبهرني حتى نهاية الرواية) جعلتا من العمل ما يستحق امتلاكه فعلًا.
أحداث الرواية سلسة وتشدك فضولًا للآتي باستمرار، لا توجد أحداث كثيرة حد جعلك تنسى تماسك تسلسل الأفكار رغم وجود فترات زمنية بالمجريات والتحولات والتطورات، وهذا يساعدك في ترسيخ ثبات التسلسل حتى تكتفي من الاستمتاع بتفاصلها ثم بعدها ينقلك لتحول وتطور جديد تبدأ معه استكشاف تبعات التطورات بالأحداث والاستمتاع بتفاصيلها أيما استمتاع.
عند بدئي بها، لم يكن عندي أدنى تذكر سابق أو فكرة حول الرواية، بدأتها بجهل مطلق عما ستتحدث عنه باستثناء ما يوحي إليه العنوان.
شخصيات الرواية بديعة والحوارات والأحداث والتفاصيل كلها جميلة بحق. والمترجم الرائع كذلك نجح بنقل جمال هذه الرواية بترجمته الفصيحة والتي لا تُشعِرك بوجود جدار بين النص الأصلي والترجمة. ولو وجدت روايات أخرى لنفس المترجم، بالتأكيد لن أتردد بقراءة ترجماته الفصيحة. أحيي هذا المترجم اليمني الذي بات منافس شرس لترجمات المترجمين العراقيين والسوريين من حيث الجمال والفصاحة. ولو لم أعرف جنسيته لنسبته إلى سوريا على الأرجح متناسبًا مع اسمه!
هناك ملاحظة بسيطة، في أن هناك مقاطع قليلة جدًا ومحدودة عن الجنس (لا أتذكر عددها ربما مشهد أو مشهدين أو ما شابه ذلك من التي تحدثت عن التفاصيل فقط ولا أعني هنا مشاهد المرور السريع دون التفصيل فيها). كما هو معروف فالبعض لا يعتبرون أنفسهم كتّابًا إن لم يفصلوا بهذا الجزء! تمنيت أن المترجم تجاوزها عن الترجمة، أو أن الكاتب لم يضعها كونه نجح في كتابة عمل رائع دون الحاجة للخوض بالتفاصيل بل الاكتفاء بأنه قد حصل وانتهى الأمر.
رغم مرور عدة شهور منذ إنهائي قراءتها، وقراءتي كانت متقطعة حينها، إلا أنني ما زلت بين فترات وأخرى أتذكر بعض أحداثها وأتأمل جمال الأفكار والتحولات والنهاية كذلك فيها. ما زلت أستمتع بتذكر بعض أحداثها وأفكارها.
الرواية بالمناسبة قصيرة وليست طويلة، ولكنها تبهرك بأفكارها وتحولاتها ونهايتها فعلًا.
قبل شرائي لهذه المجموعة القصصية، كنت قد قرأت عنها ضمن موقع لكتابة نبذ كتب مختلفة، واهتم مشاركي الموقع بوضع نماذج وتعريفات لكتب قديمة كثيرة، وهناك تفاعقبل شرائي لهذه المجموعة القصصية، كنت قد قرأت عنها ضمن موقع لكتابة نبذ كتب مختلفة، واهتم مشاركي الموقع بوضع نماذج وتعريفات لكتب قديمة كثيرة، وهناك تفاعل قليل ومحدود ولكنه يكون رائعًا وبعضها مليء بالذكريات والحنين، كمثل بعض التفاعلات من الزوار حول الروايات والقصص السوفيتية القديمة وسرد بعض ذكريات جيل ذلك الزمن معها.
من بين هذا وكله، قرأت حينها عن قصة "جميلة" لجنكيز إيتماتوف وأيضًا حول قصص أخرى له، ولكن هذه أخذت شهرتها لجمالها، فقد كان أحد زوار الموقع علّق وتحدَّث باستفاضة عن روعة هذه حين قرأها قديمًا وكذلك روعة تلك الحقبة التي عاشها، وتعرُّف العامة حينها (من العراقيين) لأول مرة حول الأدب الروسي (السوفيتي بذلك الوقت)، وعن الذكريات الرائعة معها.
سلبت ٣ قصص تحديدًا كل شوقي لقراءتها، فقد عدَّت أجمل قصص الكاتب، لذا أردت قراءتها ورقيا. وكما هي العادة؛ المطبوعات القديمة توقفت طباعتها (لقد كانت ضمن مطبوعات الاتحاد السوفياتي، وتوقفت تقريبا مع سقوطه، ولا أعلم ما آلت إليه دار رادوغا/التقدم لاحقا التي اختصت حينها بترجمة أدبها للعربية والترويج له)، بالإضافة إلى عدم إعادة طبع الكثير منها ضمن أدوار أخرى كما حدث مع شراء حقوق الترجمات القديمة لدستويفسكي (داستايفسكي) وتولستوي (تالستوي)، وتم إعادة إحياء طباعتها بأدوار نشر حديثة.
المهم، وخلال بحثي وجدت هذه النسخة، مع شح في المعلومات حولها تماما. لا يوجد نسخة إلكترونية لها لأتأكد من معلوماتها أو اسم المترجم أو حتى ما تحتويه من كلمة "وقصص أخرى" ما هي تلك القصص تحديدًا؟ غامرت بطلبها على الانترنت، وانتظرتها طويلًا حتى وصلت، وكان يوم سعدي حين فتحت أول صفحاتها وآخرها لمعرفة معلومات عنها ومحتويات الفهرس. "جميلة وقصص أخرى" هي عبارة عن ثلاث قصص والأشهر للكاتب: قصة جميلة، قصة المعلم الأول، وقصة شجيرتي في منديل أحمر. المترجم: مجهول ولكن كُتِبَ بأن الترجمة مأخوذة عن طبعة دار التقدم ١٩٨١ ذاتها. وعودةً للمطبوعات القديمة لدار التقدم لمن هو مطّلع، فبعض إصداراتها لم تكن تكتب فيها اسم المترجم، والبعض الآخر كانت تكتبه، ولا أعلم السبب في عدم كتابة بعض أسماء المترجمين عندها.
الآن سأتحدث قليلًا عن الأسلوب والقصص وغيرها؛ أسلوب الكاتب كان مبهرًا بشدة، تجعلك تقرأ دون ملل على الإطلاق، ناهيك عن الترجمة الرائعة التي بفضلها كشفت لنا مدى إبداع الكاتب في كتاباته وإبداع اللغة العربية في قدرتها على إيصال هذا الجمال كله من لغة نصه الأصلي! تمنيت حقًا لو عرفت اسم المترجم الذي يستحق التقدير وبجدارة. تذكرت قول الكاتب "ميخائيل لاخفينتسكي" في مقدمة أحد كتبه بمناسبة الترجمة العربية لها: إنني لآسف لعدم معرفتي للغة العربية، إلا أنني على يقين من أن قوة التعبير والإيحاء فيها تسمح بالترجمة إليها من أية لغة أخرى دون تشويه. وهذا يمنحني الأمل بأن القارئ العربي سيفهم شخصيات أبطالي. بالطبع، لا نقول بأن مقولته دقيقة ١٠٠٪ في أن اللغة العربية يمكنها أن تنقل المشاعر كلها أو العمق ذاته كما تفعل اللغة الأصلية للنص، ولكن على الأرجح أن العربية هي الوحيدة من تملك هذا الكم العظيم من المرادفات العميقة لإيصال أكبر مقدار وأكثر قرب من دور النص الأصلي وهذه القدرة على تشكلها حسب ما يقتضيه النص دون الحاجة للتبديل. وبالتالي من حق اللغة العربية أن تتباهى بهذه الميزة من بين جميع لغات العالم.
قصة جميلة: هذه القصة فعلًا رائعة، أفكارها البسيطة والشخصيات وكيف يتم ربطها وتبديلها وإلخ، كلها رائعة وأبدع الكاتب بحق. لم تخيّب هذه القصة ظني في جمالها ولكن رغم ذلك تعجّبت من أنها لُقِّبَت بأنها من أجمل قصص الحب. أكرر، هي قصة رائعة جدًا ولكن لا تحتمل أن تأخذ هذا اللقب. ربما في ذلك الزمن وذلك المكان (روسيا) وأنها قصة وليست رواية وبالتالي يناسبها اللقب؟ لا أعلم. إلا أنه لا يمكن أن تكون الأجمل في مقارنتها مع قصص من آدب آخرى، حتى وإن كان من الزمن القديم أو في عهدها كما أعتقد. البعض يراها قصة عادية، بينما أنا أرى هناك ما بين السطور تحمل الكثير من تأمل الطبيعة البشرية أو الجمال بالأحداث وتطوراتها وشخصياتها وما آلت إليه أو الطبيعة التي تخبرك بأن لا تظن بأن كل شيء يمكن النجاح بتخمينه! قصة رائعة بشكل عام بالنسبة لي.
قصة المعلم الأول: أعترف بأن الكاتب أبدع جدًا في حبكه لسيرة شخصيته "المعلم الأول"، بعيدًا عن مجريات الأحداث الأخرى إلا أنني ما زلت معجبة بطريقة الكاتب في إدخال هذه الشخصية بالقصة بهذا التصميم المتسلسل ورموزه المتمثلة به بل وحتى النهاية المرتبطة به. القصة بنظري رائعة كذلك.
قصة شجيرتي في منديل أحمر: هذه القصة الأجمل عندي، ربما أفكارها ليست غريبة أو جديدة ولكن مجريات الأحداث والشخصيات فيها رائعة، أحببتها وبشدة. بالنسبة لي هذه القصة هي أكثرها التي ظلت راسخة بذاكرتي لكثير من أحداثها حتى اليوم. هي القصة الأطول بينهم، ولكنها الأكثر تلفًا للأعصاب! ولم أرغب بالتوقف لسببين: لفضولي بما ستؤول إليه الأحداث والسبب الآخر هو نفاد صبري وتحملي مما قد يتمخض عنه بالأحداث. ما برحت أردد حينها: أرأف بحالنا أيها الكاتب!
أخيرًا هنالك بعض الاقتباسات الرائعة، والقصص ذاتها تحمل الكثير من الآراء، الأفكار والرسائل. والحوارات أحببتها كثيرًا.
لم أرغب في وضع تقييم عالي خشية الاعتقاد بأن هذه الرواية تناسب الجميع أو ما إلى ذلك.
من المعروف أن حجم الرواية كبير جدًا، ولكن الواقع أنه بالإمكان تقليصلم أرغب في وضع تقييم عالي خشية الاعتقاد بأن هذه الرواية تناسب الجميع أو ما إلى ذلك.
من المعروف أن حجم الرواية كبير جدًا، ولكن الواقع أنه بالإمكان تقليص حجمها ربما للنصف أو أكثر نظرًا لأن محتوى الرواية مضيَّع عند كل حوار يفصل بينه وبين الآخر سطرًا فارغًا، وبالتالي تأتيك بعض الحوارات القصيرة غالبا بسطر واحد ثم بعدها سطر فارغ ثم سطر جديد مكتوب وهكذا فيزداد عدد صفحات الرواية، بل أعتقد أنها سياسة متعمدة للربح السريع ولست متأكدة مَن المستفيد؟ ربح كبير للمترجم أم للدار أو بالتعاون كليهما واقتسام الأرباح! بنهاية المطاف يمكنك إنهاء الرواية في وقت وجيز جدًا وقصير، فالأسلوب السلس والترجمة الجميلة تجعلك تقلّب الصفحات واحدة تلو الأخرى وباندماج دون أن تشعر بحجمها أو تأخذ منك وقتًا طويلا.
الترجمة بديعة جدًا وفصيحة، الرواية من النوع الساخر الطريف، ومن أجل التوضيح؛ نجد بعض الأمور المذكورة بالرواية تتلائم مع فترة كتابتها، أي ما قبل الثورة الإيرانية، بمعنى أن ما يمر عليك من مواقف مضحكة هي تحاكي ذلك الزمن، وخذ مثالًا في أحد المواقف زعِمَت بعض الشخصيات ادعاءات زائفة عن مناسبة عزاء لذكرى وفاة شخصية دينية طِبقًا للمذهب، فتنطلي تلك الحيلة على بعض الشخصيات الأخرى بالرواية ويصدقونها، في الحقيقة أن الجهل بهذه المناسبات الدينية وبقاء معرفتها ضحلًا إلى هذا المستوى الذي يسهل معها الخداع كان موجودًا بالفعل ونابع من فترة حكم الشاه حيث جعل معظم الشعب يرزح في أعلى مستويات الجهل بالدين أو المذهب ونجح قلة فقط من الفقراء بالحفاظ على المعرفة الدينية بشكلها الجيد، أما عن طبقة الأغنياء كما بالرواية فهو يمثل كذلك ذلك الواقع بعهد الشاه حيث لا يعرفون ولا يمثلون من دينهم أو مذهبهم إلا بالاسم فقط وبالتالي يسهل تمرير أي ادعاءات دينية مكذوبة ولو لم يكونوا متدينين حتى أو يهمهم أمر الدين، كما يكثر عندهم فعل تلك التي تعتبر محرمات بالدين وما إلى ذلك (كشرب الخمر أو التساهل بعلاقات خارج إطار الزواج كما هو في الرواية وغيرها باعتبارها أمور عادية في ذلك الزمن وفي تلك الفئات الغنية أو المتوسطة)، وبعض الأشياء الدينية انحلت ولم يبقى منها إلا جزء بسيط تحولت لاحقا إلى أشبه بالعادات ويحدث بها لغط واعتقادات زائفة (كما هو الحال بإقامة مآدب للمناسبات الدينية من مولد أو وفاة عند طلب أحدهم عشوائيًا ودون التأكد أو من باب التكفير! أو أن يُحتَفل ويُعزَى بمعلومة أتتهم من أحدهم صَدُقَ أو كَذُب). كذلك الأمر مع المنشدين حيث يتواطؤن مع من يقيم مأدبة دينية مزيفة لخداع الناس ويقبل المنشدون بأن يُطلَب منهم الحضور للإنشاد تحت اتفاق أن هذه مناسبة دينية لكذا (وهم عادةً يُدفَع لهم لينشدوا كما هو معروف) وعمل المنشدين على تأكيد ذلك للمخدوعين طمعًا بمال الإنشاد (مال إضافي لمناسبة بغير وقتها) الذي سيكسبوه. (ولمن لا يتخيل أين وصل المستوى في عهد الشاه الأخير من المبالغة بالتحرر وكان ذلك قبل الثورة بفترة قصيرة، من الأمثلة فقد وصل بهم الحال إلى إنتاج أفلام يمثّل فيها الممثلون شبه عُراة، أي بملابس داخلية فقط طوال الفلم ضمن ثقافة التحرر المبالغ - بعد نجاح الثورة تم منع ممثلي هذا الفلم من التمثيل وغيرهم كذلك-)
الكاتب أبدع بأفكاره في هذه الرواية، رغم أنه للأسف جعل جانب كبير من الرواية مربوط بالمواقف أو مصطلحات وتشبيهات مضحكة أو مجازية فقط وليست حقيقية للدلالة على الجنس وإن انعدم فيها الوصف تقريبًا، ولذلك أقول لا أرغب بتقييم الرواية من جانب أن يُفهَم منها رواية ساخرة عادية....more
أعلم أن مراجعات الكتب تراكمت علي وطال أمد كتابتها كثيرا، ولكن سأعود مجددًا لمحاولة كتابة مراجعات الكتب المنتهية.
كما هو معروف، في العهد السوفيتي المبكرأعلم أن مراجعات الكتب تراكمت علي وطال أمد كتابتها كثيرا، ولكن سأعود مجددًا لمحاولة كتابة مراجعات الكتب المنتهية.
كما هو معروف، في العهد السوفيتي المبكر، كانت هناك رقابة شديدة على ما سيُنشَر، بالأخص فيما يهدد بزعزعة سمعتها. والواقع أن الأمر ليس بجديد في عمر روسيا أو غيرها حول مسألة الرقابة، ما بين مدٍ وجزر فيما لا يُسمَح بنشره، أو يُسمَح ويُفسَح بعد أزمنة. ففي حال هذه الرواية؛ قيل وحسب التخمين، أن الكاتب ألّفها في مطلع الثلاثينيات، ولم يُسمَح بنشرها إلا قبل سقوط الإتحاد السوفيتي بعشرة أعوام تقريبا. أي بفترة المصارحة والتغيير عام ١٩٨٠م، بزعامة غورباتشوف. وسبب عدم السماح بنشرها كما يتضح هو كشف حقيقة ما يحصل من فساد في السوفخوزات وبؤس أوضاع العاملين فيها من الفقراء وضغوط الإيرادات منها دون توفير الاحتياجات الكافية لتحقيق ذلك، والسوفخوزات هي مزارع تابعة للحكومة السوفييتية. كتابات العهد السوفيتي كانت تعج بالنقاشات من مثل هذه المسائل.
عن الرواية؛ "ولأن الموسيقى تصدح الآن ليس في محراب الفنون فقط، بل وفي هذا المرعى من خلال عمل الفقراء الذين جيء بهم في كافة أرجاء الأرض البائسة."
من لديه اطلاع بترجمات الروايات السوفييتية القديمة من خلال دار رادوغا (دار التقدم) فترة سبعينيات وثمانينات القرن الماضي، سيلمع بذاكرته اسم هذا المترجم القدير. ربما أرى أن ترجماته القديمة أكثر جمالًا من الحالية لاستشعاري باستخدامه حاليا مصطلحات معينة أقرب إحساسًا للعامية منها إلى الفصحى، رغم أنها بالغالب مصطلحات فصيحة ولكن صوت اللهجات بالرأس اتجاه الكلمة تلفها حد الخنق! قد أُرجِع سببه إلى استقراره الطويل بروسيا.
المهم، الرواية قصيرة، وحسب ما أتذكر تُرجِمَت ضمن ثلاثية، لست متأكدة من ارتباطهم ببعضها. الرواية جميلة لطيفة تحمل الكثير من معاني العمل الدؤوب والصبر والتحمل بالإضافة إلى البحث المستمر عن سبل تحسين وجلب المفيد، وفي بعض الأحيان يصف واقع خفي قد يحدث باستمرار في الكثير من الشعوب في سبيل نيل مبتغاه.
لا أقول أنها تحمل أفكارًا جديدة ولكنها تُعلِّم الكثير، أي أنك لا يجب أن تنتظر خارج المألوف بأفكاره وإنما تتعلم كيف تفكر وكيف تبحث عن حلول بديلة وما إلى ذلك، بالإضافة إلى أنها تعلمك بعض الأساسيات الفيزيائية والميكانيكية. والحقيقة لقد أزعجني هذا، وكان السبب في عدم اقتنائي لبقية الأجزاء.
الحوارات فيها جميلة، والشخصيات بديعة.
نعم أتفهم ذم الكثير من القراء لهذه الرواية، نظرًا لقصر ذائقة البعض اتجاه هذا الأسلوب والمحتوى الروائي السوفييتي أو كون الرواية لا تحقق توقعات الكثير وذائقتهم.
قيّمتها تقييمًا عاليًا لأنها تستحق بغض النظر عما احتوته من أمور لا أميل لها، بل ولا أرغب بالقراءة حوله حتى!...more
هذا الكتاب غني بما يحتويه، كنت قد بدأته بأواسط سبتمبر العام الفائت وبفترات متقطعة وظننت أنني سأتمكن من إنهائه في نهاية ٢٠١٨ رغم الجهد والوقت المبذولَيهذا الكتاب غني بما يحتويه، كنت قد بدأته بأواسط سبتمبر العام الفائت وبفترات متقطعة وظننت أنني سأتمكن من إنهائه في نهاية ٢٠١٨ رغم الجهد والوقت المبذولَين لختام ذلك العام به، إلا أنني فشلت نظرًا لكمية المعلومات وضخامة الكتاب بالإضافة إلى الكثير من الفصول التي كنت أعيد قراءة بعض سطورها مرارًا وتكرارًا كوني لم أستوعب بعض الأمور لضحالة خلفيتي بهذه المواضيع مثل مسألة الانتخابات وكيف تجري حتى أفهم بعدها ما يقصده الكاتب من مدى الفساد أو التأثير وإلخ.
وكما هو في مقدمة الكتاب لأحد المترجمَين، ذكر بأن هذا الكتاب تكمن أهميته في مقدار المعلومات فيه على الرغم من (والتركيز على كلمة رغم) من أن كاتبه صهيوني متعصب وقد وجه هذا الكتاب لتوعية المحتلين بدافع تعصبه ودفاعه الشرس للاحتلال وللصهاينة أمثاله. أمانة المترجمَين اقتضت منهما أن يتم ترجمة الكتاب دون التدخل بتغيير أو تعديل المصطلحات أو التدخل بالنظرة الصهيونية العنصرية اتجاه الفلسطينيين والعرب والمسلمين مهما كانت تغيظ القارئ العربي وتفقده صبره ووجوب تحمله حجج الكاتب وأعذاره ونظرته الظالمة من زاوية صهيونية للأحداث في الكثير من الأحداث المتعلقة بحق الفلسطينون وغيرهم مما يُعتبَرون أعداءً حقيقيين للكيان الصهيوني وتشريع وجوده على أرض فلسطين.
الكتاب على جزئَين، وكل جزء بداخله فصول تناقش مختلف القضايا ومنظمة حسب الارتباط والحصر، وبناءً على الكثير من الأحداث منها ما يعود قبل إعلان قيام الاحتلال ومنها في لحظتها ومنها ما بعده، ناهيك عن الأحداث التي أثرت في سير سياسات كثيرة بعضها أفسدت مواقف دول، تحدث الكتاب عن خفايا قبل وإبان وبعد ١٩٤٨م من تلاعب وفساد وزيف الديمقراطية، وعن العنصرية العرقية (ومثل هذا الموضوع دائما يتكرر في الكتابات الحيادية وباستفاضة حوله ولأنه ما زال موجود وحي)، وعن الهجرات وتوفير الوحدات السكنية ومدى تماسكها أو ردائتها طِبقًا للحاجة أو السرعة أو الفساد أوغير ذلك، وعن أسعار السكن، وعن فساد البنوك وعلاقاتها بالحكومة ومشاركتها بالفساد مع المستثمرين ورجال الأعمال كذلك وهذا يحدث كثيرًا حتى اليوم، وعن البورصات والأسهم والأرباح الوهمية والتضخمات الناتجة من تراكم الأرقام الوهمية سببت في انهيارات اقتصادية كثيرة يشابه ما حدث في ٢٠٠٨م مثلا، وعن الصفقات بين الدول من صفقات تسليح أو صفقات تهريب أو الوساطات بالصفقات وغيرها، وتحدث عن الفساد المالي والسرقات واستغلال أموال الضرائب للمصالح الشخصية أو شراء الولاءات واستغلال التمويلات والتبرعات، وعن تجارة الدين ورجال الدين الفاسدين الذين تعج الأحزاب الدينية السياسية بهم وما زال حتى اليوم. وتحدث عن نجاح الثورة الإيرانية وخسارتهم لحليفهم الفوق مثالي شاه إيراني الأخير لُقِّبَ بالكثير من الألقاب من مثل شرطي الشرق الأوسط، الحارس للشرق الأوسط ،الحارس لبريطانيا ومصالحها والحامي لبقاء وجود الكيان غير الشرعي بفضل خدمات الشاه المجانية لصالحه وغيرها. وفشل الكيان بعد نجاح الثورة في كسب الحكومة الإيرانية الجديدة لصفهم رغم كل المحاولات والإغراءات والتودد وتقديم التنازلات أو الاستعدادات لدعمها مالًيا أو تسليحا وحتى استغلت حاجة إيران للسلاح وعرضت عليها الدعم أو وقف الحرب مقابل السلام معها في خضم حرب صدام حسين والمدعوم عالميا ضدها لإضعافها وإسقاطها، ناهيك عن الحصار الكوني عليها مما أعجزها التزود بالمؤن أو السلاح وإلخ، وانتهت بانتصار إيران بفضل صمودها وما سببته للعراق من انهيار اقتصادي وغيره، وبعد كل ما ذاقته إيران من ويلات حرب وحصار وبعد كل ما سعى الكيان لتقديمه لها وجاهد طوال تلك المرحلة فشل ولم يفده هذا بشيء.
ولا ننسى أيضًا خلال قراءاتك، أن من عادة الصهاينة إلقاء اللوم والتهم على غيرهم في أي حدث فاشل ليجنبوا أنفسهم دفع الثمن، كما فعلوا مرارًا اتجاه خساراتهم بالكثير من الحروب وإلقاء اللوم على الجنرالات أو الوزراء أو غيرهم تحت حجة تسرعهم أو عنادهم أو ضعف بصيرتهم أو أن تقديراتهم ودراساتهم خاطئة وناقصة للوضع ولنتائج الحرب وغيرها. الصهاينة جيدون في إبعاد أنفسهم عن المشاركة بالفشل أو الخسارة بوضعها على عاتق غيرهم أو تحديدًا من هو أعلى منهم، ولذلك ستجد الكثير من تبريرات الكاتب، وليس هو وحده، ففي كتب كثيرة قرأتها يتكرر ظهورهذه الصفة بهم، وحتى مع مقارنتي على أرض الواقع. بالمناسبة هذه الصفة المذمومة ذُكِرَت بقصص بني إسرائيل في القرآن والمقصود هنا أنهم يحافظون على هذه الصفة المذمومة بدل التخلص منها والقبول بالاعتراف وإصلاح الحال. ومنها مثلا تماديهم في جدالاتهم مع النبي موسى عليه السلام. والمضحك أنهم كذلك يستخدمون هذه الصفة لوصف أنفسهم في برامجهم الكوميدية بل وحتى في تمثيل القصص الدينية عند مواجهاتهم وجدالاتهم المستمرة مع النبي موسى عليه السلام مثلا بالطابع الساخر. كذلك الصفة المذمومة موجودة عند بعض غيرهم.
يحتوي في نهاية الكتاب على صور وتحتها تعليقات وتذكير لبعض الشخصيات وأبرز حدث لهم تم ذكره في الكتاب.
عن إسقاطي لنجمتَين: مجرد فقط لأنني لا أتفق مع الكاتب نفسه، بالنسبة لي إعطاء تقييمًا كاملا يجب أن يتوافق تمامًا مع ما أتفق معه أو يرضيني أو أن يعجبني الكتاب كاملًا، إذًا فليس انتقاص من قيمة الكتاب بقدر ما هو عدم توافقي مع تعصبه الصهيوني ونظرته من الزاوية الصهيونية، على مدى قراءتي لهذا الكتاب كظمت كثيرًا من غيظي، وفي بعض الأحايين فقدت صبري جراء تبريرات الكاتب واتهاماته ضد أصحاب الأرض والحق.
الترجمة كانت رائعة جدًا، لم تشعرني بوجود خلل بين الترجمة والنص الأصلي، وإنما ساعدتني كثيرا بالاندماج. ما زلت شكورة للمترجمَين وللمادة التي ترجموها لنا، حقًا يستحق قراءة هذا الكتاب رغم قِدَمِه إلا أنه كشف لي الكثير من الأسرار والخفايا بعضها ما زال مستمرًا. ما برحت أتذكر ما قرأته وما ربطته بالسياسة الحالية أو الواقع الحالي في الكيان الصهيوني، وحتى من فساد الانتخابات وتعيين الوزارات وإلخ، وكيف أنه يستمر المنتخب بالكنيست ويمارس السياسة مهما تصاعدت وبلغت فضائحه، وتنتهي مسيرته السياسية فقط باستقالته بنفسه أو موته! وهذا ما رأيناه مع أرئيل شارون وشمعون بيريز وغيرهم ممن أجبرهم الموت على ترك السياسة رغم التأريخ الأسود لهما وغيرهما الكثير. وهذا يعتبر أحد الأمثلة للقضايا التي ناقشها الكاتب وتم مطابقته مع أرض الواقع بالرغم من أن ظهور الكتاب للعلن كان عام ١٩٩٣م وترجمته كان عام ١٩٩٨م.
بعد كل هذا وأكثر في كتب أخرى أو عن طريق المتابعة الحقيقة للواقع كذلك، ينتهي الاستنتاج دائمًا بفضح حقيقة إلى أي مدى هذا الاحتلال أو هذا الكيان الصهيوني هو هشٌ وركيك للغاية، وفقط الصورة الإعلامية هي من ألبسته زي القوي الذي انتصر بكافة الحروب والذي لا يمكن أن يغلبه أحد في الشرق الأوسط على أضيق تقدير! وقد ثبت الواقع مرارًا وحتى اليوم زيف هذه الصورة عنهم ودحضها بالفعل....more
لا أستطيع إبداء رأيي بهذه المسرحية، لأنني لم أستطع الحصول عليها كتابًا ورقيًا أو إلكترونيًا، ومتوفر فقط كتاب صوتي.
لذا، استمعت لهذه المسرحية صوتيًا، وللا أستطيع إبداء رأيي بهذه المسرحية، لأنني لم أستطع الحصول عليها كتابًا ورقيًا أو إلكترونيًا، ومتوفر فقط كتاب صوتي.
لذا، استمعت لهذه المسرحية صوتيًا، ولم أشعر بجمالها وإبداعها للأسف، بل أشعرتني بالملل وأنها عمل لا يستحق القدير، مؤكد أن رأيي كان سيختلف وسأجد فيها الجمالية بالمسرحية لو أنني قرأتها بدلا من استماعي لها....more
خروج مراجعة لهذا الكتاب تأخرت كثيرًا لكتابتها، جزء منها هو هروبي الدائم منها لما فيها من كم هائل من الفائدة. أحاول جاهدة لأمد طويل البحث عن طريقتحديث:
خروج مراجعة لهذا الكتاب تأخرت كثيرًا لكتابتها، جزء منها هو هروبي الدائم منها لما فيها من كم هائل من الفائدة. أحاول جاهدة لأمد طويل البحث عن طريقة مناسبة لكتابة مراجعة عنه وحتى الآن ما زلت أشك في قدرتي على تلخيص تلك المعرفة الجمَّة.
هذا الكتاب عبارة عن دراسة وبحث عميقَين، وبدأ مقدمته بعنوان: "التاريخ يبدأ من البيت". بعد ظهور شخصية غير متوقعة أمامه في أحد المقاهي، تحولت هذه الشخصية إلى أداة تحيي أشكالًا جديدة من الماضي العائلي (فترة انضمام والده للاستخبارات منذ شبابه ودوره) والأصول العربية، فآلت بالكاتب إلى تساؤلات حول الكينونة العربية تبعًا للماضي العائلي المتعلق بتلك الأصول العربية ومكانتها وتأثيرها، ثم دَفعه لاحقًا للبدء بالبحث والتقصي عن حقيقة تشكّل وجود اليهود العرب الجدد في فلسطين في ذلك الزمن ومدى تأثيرها ونتائجها والوضع التأريخي وحالة التناقضات فيها وغيرها الكثير. لقد سرد الكثير من التناقضات في كتابه هذا.
الكتاب مقسَّم على خمسة فصول بالإضافة إلى المقدمة والخاتمة المتمثلة بالمزيد من الإضافات ومراجعة شاملة لكل فصل من الفصول الخمسة. يبدأ بكيف تشكّل الوجود اليهودي في الخليج وكيف كان دوره وأهميته في احتلال فلسطين وإلخ ثم يتشعب فيما ما بعد الوجود إلى الأحداث والتطورات والتحليلات والأرشيفات وغيرها الكثير في الفصول اللاحقة. كل فصل تقرأه يأتي في نهايته ملخص محتوى الفصل وإضافات تحليلية بسيطة، وهذا أفادني كثيرًا كما سيفيد غيري؛ فلكثرة المعلومات والتشعبات وغيرها قد يساعد في ضياع ما قرأته ولن تتذكره جيدًا، وبهذا الملخص في نهاية كل فصل (بالإضافة إلى ملخصات شاملة لكل الفصول بالترتيب في الخاتمة أيضًا) فإنه يثبِّت ما قرأته بترتيب وتنظيم.
الجميل في كتابه هذا هو الإمكانية الممنوحة له سابقًا في اطلاعه على الكثير من الوثائق المؤرشفة والممنوعة للعامة لما فيها من أسرار أو فضائح أو غير ذلك.
لم يكتفي الكاتب بالوثائق وإنما أضاف الكثير من التحليلات والاستشهادات ودور علمه مثل تخصصه المتمثل بعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا و التأريخ وغيرها الكثير، كان بحق كتاب ثري وجهد جبَّار على مدى سنوات خمس من البحث والتقصي. وتوثيق لكل جملة يستشهد بها الكاتب.
ساعدني هذا الكتاب منذ بدايته في معرفة أول أشكال الوجود اليهودي ضمن منطقة الخليج ودوره كذلك، وأعني هنا خلاف الاعتقاد السائد عن شكل وجودهم وشكل حياتهم بالخليج وإلخ.
أيضًا الكتاب مادة تأملية صرفة لي، حيث كثيرًا ما ربطت الماضي بالحاضر في أمور شتى تحدَّث عنها (أطبِّق الأمر ذاته مع الكتب التي تتحدث عن الكيان الصهيوني)، ناهيكم عن أنه كشف لي كم كانت أساليبهم المستخدمة حاليًا كانت تُستَخدم ذاتها أو تشابهها سابقًا، والصورة المرغوب فرضها سابقًا أصبحت حقيقةً اليوم عند الكثير من السذج كما في حال القصص الخرافية عن اضطهادهم التي لطالما يكررها اليهود المحتلون اليوم داخلًا أو خارجًا.
بالأخير، سعيدةٌ جدًا بامتلاكي هذا الكتاب وقراءته، رغم أنه أخذ مني وقتًا طويلا لإنهائه إلا أنه كتاب يستحق فعلًا. وسعادة أخرى تضاف إلى هذه السعادة وهي أنني اقتنيته بفضل صفقة نهاية السنة بخصم ٥٠٪، الواقع أن بسعره القديم قد لا أشتريه مطلقًا إلا بصفقة مماثلة ولو لكتاب مستعمل، دار مدار رغم جمال مطبوعاتها إلا أنها باهضة الثمن دائمًا واعتدت اقتنائها بصفقات فقط. وهذه الصفقة كانت سببًا في اقتنائي السريع لها مع عدم معرفتي بالكتاب قبل ذلك، وتحمست لقراءته بشدة بفضل طابع البحث والدراسة العميقة فيه.
الكثير من المعلومات اقتبستها، معظمها اتفق معها وبعضها لا أتفق عليه (مثال بسيط: التبريرات فيما يخص عدم التدخل البريطاني في الهجمات بين اليهود والعرب في العراق إبان الاستعمار البريطاني للعراق، حيادية الكاتب كانت أقرب لسذاجته البريئة! وتوجد أمثلة أخرى بالطبع). الجميل بالأمر هو المساحة الكبيرة من النقاش الحر للقارئ أتاحها الكاتب في كتابه هذا سواء نقد أو إضافة أو توضيح أو ما يشاء. كتبت بعض الهوامش في صفحات ما وبإمكاني كتابة المزيد وبكل صفحة لما فيه من بحث فيما يخص التأريخ المدوَّن بغض النظر عن مصداقيته أو زيفه.
الكتاب مليء بمعلومات كنت أجلها جهلًا مطلقًا، وبعضها كانت فرصة للبحث عنها أكثر هل تَصدُق أم لا.
الكتاب ظهر باللغة الإنجليزية، ويبدو أن محتواه الفاضح لم يكن ليُسمَح بنشر هكذا كتبًا بالعبرية.
أعشق تلك الكتب التي تُبذَل مجهودًا جبارًا من البحث والدراسة هكذا. وأنوي مستقبلًا بالتأكيد إعادة قراءته مجددًا ومرارًا. أجد أن تكرار قراءة هذا الكتاب مرارًا بين فترة أو سنوات وأخرى مفيدًا ومعلومات لا تنضب عن البحث فيها أو التثبُّت عليها بشيء أو شكلٍ ما. وهو مفيد بالأحرى لمن يتأثر بالإعلام كثيرًا كما هو الحال في إفادته لليهود العرب المحتلين علَّ وعسى يعرفون قيمتهم الحقيقة أكثر أمام استغلال حكومتهم لهم والضحك عليهم وضحايا هؤلاء هما الجيل الثاني والثالث.
الترجمة، ما أعظمها من ترجمة، لم يترك إبداعًا إلا وكشفه لنا المترجم ليدمج الإبداع بالفائدة. أشكر المترجم ياسين السيّد جزيل الشكر على ترجمة هذه المادة العظيمة....more
سأكتب مراجعة لاحقًا كما هي العادة نظرًا لأن كتابتها تحتاج مزاج وكذلك تفرقًا بالوقت لأجل كتابة شيء يستحق إبراز جمالية الكتاب
وأشكر جزيل الشكر الأخ العزيسأكتب مراجعة لاحقًا كما هي العادة نظرًا لأن كتابتها تحتاج مزاج وكذلك تفرقًا بالوقت لأجل كتابة شيء يستحق إبراز جمالية الكتاب
وأشكر جزيل الشكر الأخ العزيز Mohammad Aboomar على تكرمه بوقته وجهده لأجل تصوير هذا الكتاب النادر والجميل ورفعه. وقد أخذت إذنه بنشره ليستمتع به الجميع مثلي.
**spoiler alert** امرأة تعود فجأةً إلى أوفيرهيلز عند غروب الشمس، مثيرةً بذلك ما بين تساؤلات واستغراب عن مآل حاضر هذه المرأة لماضٍ لطالما أنعَشَت حنق ن**spoiler alert** امرأة تعود فجأةً إلى أوفيرهيلز عند غروب الشمس، مثيرةً بذلك ما بين تساؤلات واستغراب عن مآل حاضر هذه المرأة لماضٍ لطالما أنعَشَت حنق نساء أوفيرهيلز اتجاهها. ولكن أيًا من الحانقات لم تهم الشخصية الرئيسية (جاني) بهن. على الأقل هناك فقط توجد صديقتها العزيزة بجانب النسوة ولتبدأ معها لاحقًا وبانفراد سماع حكاية (جاني).
اقتباس: "هناك سنوات تقدم أسئلة، وسنوات تجيب"
أولًا؛ مؤسف أنني أكتب المراجعة متأخرًا جدًا، بالكاد فقدت كل الأحاسيس العميقة التي تملكتني بعد انتهائي من قراءتها.
ثانيًا؛ عن الرواية: أحب فاتحة الرواية التي تبدأ بإثارة فضولي وتساؤلاتي، كوني ممن يكره ويعاني صعوبة في تقبُّل البدايات كما تعلمون عني! ولابد من شعوري بالتشتت في بداية الرواية كذلك. حسنًا، البداية كانت مثيرة للاهتمام، ولأنني أنثى فوصف ثرثرة النساء وأفكارهن في بداية الأحداث أبدعت الكاتبة في رسمه بدقة. تسلسل الأحداث رائع، لا أجده مملًا كثيرًا، الحقيقة أن الكاتبة أوفت بكل فترة من حياة الشخصية الرئيسية (جاني) بما يكفي لتنقلنا إلى نقطة جديدة أو حدث جديد. أحببت سرد طفولة (جاني) بلسانها لتُطلِع القارئ على سبب تكوِّن شخصيتها بهذا الشكل، ناهيك عما بادر من انجلاء المزيد من تأثير الطفولة عليها في وقت لاحق من حياتها.
ما بين أقدار وَجَدَت نفسها مُجبَرة عليه إلى أقدار اختارتها بنفسها برضى، يكبر معها شيئًا فشيئًا الرغبة في عزوف كل شيء، وما بين محاولات واعتراضات يباغتها أحداث لم تكن لتتوقعها.
العنوان مع الحدث المقصود بالرواية زاد من جمال وعمق معناها الخفي.
هناك اقتباسات جميلة تصف الواقع بشفافية بالغة. أيضًا الرواية ترسم دور العنصرية وتأثيره في أبسط اللحظات وأصغرها في حياة المرء.
بعد انتهائي من الرواية، بدأت بقراءة ما كُتِبَ عنها وعن الأسلوب الروائي للكاتبة ومدى عمقه، وحقًا لامست الكثير مما حدَّثوه عن إبداعها وعمق نتاجها الأدبي
ثالثًا؛ الترجمة رائعة جدًا رغم ما يتضح من صعوبة لغة العمل الأدبي من ناحية لغة الزمن ولغة الكاتبة ولغة الأطراف الذي يمثله ذلك الزمن والأرض. باستثناء الأخطاء الإملائية المعتادة في أدوار النشر العربية كما هو الحال مع أخطاء الطباعة، أمران لا مفر منهما ووجودهما إثباتًا لعروبة دار النشر!
رواية أنصح بها لمن يحب الكلاسيك من هذا النمط....more
ملاحظة: كنت سأكتب مراجعة للرواية بكل الأحوال، ولكن صودِفَ وجود مسابقة بالإنستجرام عن فئة كتابة مراجعة، فكتبتها بوقت متأخر جدًا وشاركتُ بها بآخر لحظة. ملاحظة: كنت سأكتب مراجعة للرواية بكل الأحوال، ولكن صودِفَ وجود مسابقة بالإنستجرام عن فئة كتابة مراجعة، فكتبتها بوقت متأخر جدًا وشاركتُ بها بآخر لحظة. تم نشرها أخيرًا بعد إعلان النتائج مع تعديل طفيف.
تتحدث هذه الرواية عن فتاة تُدخَل دير الرهبنة قسرًا من قِبَل والدتها مع جهل الفتاة لدافع أمها من هذا حتى تكتشف لاحقًا السبب وتدفع ضريبة ذلك. فتقضي بقية حياتها الرهبانية نضالًا وعذابا طلبًا للخلاص.
دعوني أولًا أن أتحدث عن هذه المترجمة "روز مخلوف"، قرأت مرارًا اسمها في ترجمات العديد من الروايات، بعض من الروايات حملت ترجمات أخرى مكررة، وخلال بحثي عن جودة ترجمتها لإحدى الروايات وجدت الإشادة الكبيرة لمستوى ترجمتها بالإضافة لمقال حول ترجماتها. ولكن لم يحالفني الحظ بامتلاك أي رواية من ترجمتها إلا هذه الرواية فقط وأشكر الله على هذه التجربة الرائعة لقراءة ترجمتها. حقًا كانت ترجمتها مبهرة، لا تكاد تشعر أنك تقرأ عملًا مترجمًا، ويأخذك الاندماج مع أحداث الرواية مباشرة.
حسب ما كُتِب، فإن الجزء الرئيسي من هذه الرواية هي قصة حقيقية، وأن الكاتب كتبها مع إضافة التفاصيل والكثير من الأحداث من وحي خياله ثم خدع به صديقه في نهاية الأمر كمزاح؛ ولكن بالنسبة لي من خلال هذا السرد الرائع والحبكة العميقة في تسلسل الأحداث والحوارات البديعة المحمّلة بالمشاعر وسمات الشخصيات فيها ناهيك عن التفاصيل المذهلة بالرواية فقد تركتني مذهولة عاجزة عن تصديق بأن معظمها من خيال الكاتب وليست أحداث حقيقية اكتفى الكاتب بوضع التفاصيل والأحاسيس فقط!
الرواية صيغت بشكل سيرة ذاتية، وفوجئت من نفسي أن بدايتها وبترجمتها البديعة شدتني سريعا بالانغماس في القراءة والأحداث. ومن يعرفني مسبقا في تقييمات على موقع "جود ريدز" يعلم أنني كثيرًا ما أعاني من صعوبة تقبّل البدايات في كل شيء وعجزي عن الاندماج أو استيعاب أو حتى تذكر ما يُكتَب أولًا.
مجددًا، حبكة الرواية رائعة جدًا، اندمجت سريعًا في القراءة، كنت أقرأ بلهفة دون توقف، وأنهيتها بوقت وجيز جدًا. أتذكر أنني كنت أود بشدة قراءة المزيد خلال يومي لو أمكن، وفضولي القاتل لمعرفة النهاية والتي أملت حقًا أن تكون مرضيةً لي من خلال انتصار الشخصية الرئيسية نظرًا لأنني ناصرتها ووقفت بجانبها طيلة مدة قراءتي! لقد كانت تمثل ما يشبه حياتي الحالية وهذا ما جعلني ألبس لباس قهرها ونضالها المستمر.
ولأن القصة مبنية على أحداث رئيسية انتشرت في الصالونات الأدبية لعام ١٧٥٨م ولاكتها الألسن كثيرًا، بالإضافة إلى كون هذه القصة كشفت عن سر من أسرار واقع حياة الرهبنة الخفي في ذلك الزمن مما دعا بالكاتب لرفض نشر روايته بعد كتابتها وقد نُشِرَت بعد وفاته، فالكاتب حين كتابته عنها لم تنتهي فعليًا حياة الشخصية الرئيسية، وبالتالي جعل نهايتها من وحي خياله. وهذا الأمر قتلني فضولًا عن أحوال الشخصية ومآلها في الواقع بعد انتهائي من قراءة الرواية وشعوري بوجود فراغ يجب عليّ تعبئته بمعرفة كيف انتهت حياة الشخصية على أرض الواقع بعيدًا عن الرواية، لذلك شرعت في البحث عن قصتها الحقيقية بالإنجليزي ووقعت حينها على مدونة سردت الكثير من حياة الشخصية وحتى ما قيل عن نهايتها. وعلينا أن نأخذ بالحسبان أن ما انتهى عليه حالها هي أخبار أتت عن طريق أقوال وشائعات على الأكثر، نظرًا للوضع القائم بذلك الزمن في الأدير من سرية وتعنّت.
تُعَد هذه الرواية من الأدب الفرنسي، وهذه الرواية فتحت عيني على ما يحمله هذا الكاتب "دنيس ديدرو" من إبداع أدبي وجَّهني للبحث عن المزيد من أعماله لاقتنائها. ولم أفلح على الأغلب مجددًا لانقطاع الكثير من الترجمات العربية القديمة له أو توقف طباعتها أو انحصارها.
الترجمة هنا ليست فقط للرواية، وإنما أضيف كذلك ترجمة الرسائل التي كُتِبَت بين الكاتب وصديقه، وخطوة موفقة لإدراجها بعد جزء الرواية للتكملة ولو أنها لا تضيف شيئًا على الرواية أصلا وفقط تمثل الثقة الطريفة الناشئة من الصداقة بين الكاتب وصديقه ومدى قدرة الكاتب على تقمص شخصية أخرى دون أن يلحظ صديقه بذلك.
يعيبها عدم وجود أدنى فواصل في الرواية للتوقف عندها، مما ستضطر للتوقف عند انتهاء أي حدثٍ معين يكتمل....more