من الكتب التي ما زالت عالقة بقلبي وعقلي رغم مرور وقت مذ قرأته.
كنت وما زلت فخورة بوجود ترجمة لهذا الكتاب الرائع والمهم.
أنهيته ببطء، لا لأنه ثقيل أو به من الكتب التي ما زالت عالقة بقلبي وعقلي رغم مرور وقت مذ قرأته.
كنت وما زلت فخورة بوجود ترجمة لهذا الكتاب الرائع والمهم.
أنهيته ببطء، لا لأنه ثقيل أو به مشكلة وإنما لأنني كثيرًا ما أسرح فيه خيالاتي وأفكاري كلما تقدمت قراءتي في هذا الكتاب الرائع.
أرى أن هذا الكتاب مهم لنا نحن العرب وشعوب آسيا وأفريقيا لقراءته والإطلاع عليه لفرط أهميته وعمقه.
كلما ازددت توغلًا في تأريخ هذا السلاح ودور الدول فيها بما فيها الاحتلال الأمريكي (وأعني التسمية التي يُفتَرض لنا استخدامها كما هو الحال مع الاحتلال الصهيوني, فكلاهما بنفس التأسيس والاحتلال والمسار), كلما تطابقت مع وقائع أخرى كثيرة من تاريخنا المعاصر ويتكرر فيها نفس التسلسل والأحداث دون أن نعي غالبيتنا بها.
الكتاب لم يكشف التأريخ فقط وإنما كشف الكثير من نفاق وهمجية وأنانية وإجرام الاستعمارات والاحتلالات الأوروبية وأمريكا. كما يمكننا اقتران هذه الوقائع مع ما يفعله الكيان الصهيوني المحتل.
وما زلت عند رأيي القديم حول اليابان كيف تحارب من لم يضرها مثل روسيا وكوريا الشمالية وخروف مع أمريكا وطاعتها العمياء لها بإذلال مهين رغم ما فعلته بها دون ندم حتى اليوم. بل وصل حال أمريكا إلى الاحتفال بذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية بالتلميح لإنجازها بتفجير مدينتَين يابانيتَين بقنابل نووية.
أحببت أن الكاتب يفند كل الشائعات المتعلقة بحقيقة مسار الإرهاب النووي، الحرب العالمية الثانية وكيف انتهت؟ وكيف ومتى دخلت أمريكا؟ وماذا كان بنيتها؟ وكيف روّجت للعالم أن الحرب العالمية الثانية انتهت بعد إلقاء أمريكا لقنبلتَيها النوويتَين وأنها القوة التي لا تُقهر والتي بسببها استسلموا وتوقفوا عن القتال خوفًا منها؟ وما إلى ذلك من الأمور الكثيرة.
أود أن أجعل قراءة هذا الكتاب سنوية لإنعاش ومراجعة الماضي لولا أن عقلي وسرحانه المتكرر يُعسِّر عليَّ جدًا المضي في قراءته بسهولة دون تدخّل العواطف وانفعلات الغضب فيها....more
تحديث: القصة، الأفكار، الحبكة، الرسوم وغيرها... كل شيء فيها رائعًا.
عماد هذه الرواية هي تعليم الأطفال الأخلاق الحميدة والعمل المشترك وما إلى ذلك، بالطبعتحديث: القصة، الأفكار، الحبكة، الرسوم وغيرها... كل شيء فيها رائعًا.
عماد هذه الرواية هي تعليم الأطفال الأخلاق الحميدة والعمل المشترك وما إلى ذلك، بالطبع يمكن للقارئ أن يلاحظ إلى أي هدف سعى إليه الكاتب -بذلك الزمن والمكان- في بنائه لهذه الرواية؟ الترويج لمبادئ الشيوعية من عمل مشترك وتقاسم الجائزة وكلٌّ بجهده، لا أحد فوق الجميع وغير ذلك. الرواية ملآ بالدروس والعبر، وهي مناسبة لهذا الزمن أيضًا، فزمن دروسها لم يمت بعد وقابل لإحيائها مجددًا!
أحداث الرواية والخيال فيها كان ممتعًا بحق. وددت لو قرأت هذه الرواية في صغري لكان الوقع والأثر فيها عليَّ كما أحسب سيكون كبيرًا، خاصةً فيما يتعلق بالاجتهاد في العمل (على الأرجح لن يهمني مفهوم العمل المشترك فهو لا يناسبني!).
الشخصيات كانت رائعة جدًا والحوارات كذلك. الرواية عامةً لا تشعرك بالملل.
الممتع بالأمر أنني استمتعت جدًا بالأحداث عندما تخيلت نفسي صغيرةً أترقَّب مع الشخصيات كيف تخرج من مآزقها وتخيلت نفسي أتعلم دروسها. نعم النهاية ستكون متوقعة وكذلك بعض الأحداث، ولكن مع عودتك لعمرٍ أصغر ستجد الأمر مسليًا أن تستشعر لذة الطفل بداخلك حين يتفاعل مع الأحداث ويأمل آمالًا سعيدة للنهاية.
فخورة أنني أمتلكت هذه الرواية في مكتبتي رغم ما لحقها من ضرر في دفها الأمامي، وسعيدةً أنني لم أهدها لأختي التي شغفت بها من أول نظرة ورغبتها بشدة. كنت على وشك إهدائها إياها قبل قراءتها ههه.
مؤسف أن النسخة التي لدي دون غلافها الورقي :"(
الترجمة عظيمة كما هي عادة المترجمين القدماء.
لطالما سمعت وقرأت على جمال أدب الطفل واليافعين بروسيا بمختلف حقبه، ولذلك أتطلع مستقبلًا لقراءة المزيد من أدبهم هذا سواء أكان قديمًا أو حديثًا....more
من الروايات التي تحمست لها بشدة، وبخاصة مع الإشادة الشديدة لبعض القراء وموضوع النحل الذي أحبه. بل ظننت الحصول عليها كان حلمًا؛ لسعرها المبالغ به جدًا،من الروايات التي تحمست لها بشدة، وبخاصة مع الإشادة الشديدة لبعض القراء وموضوع النحل الذي أحبه. بل ظننت الحصول عليها كان حلمًا؛ لسعرها المبالغ به جدًا، لولا الصفقة التي مرت علي بالصدفة حسم ٥٠٪ وكان أمرًا خياليا، فاشتريت ٣ روايات من هذه الدار، أحدها أشترتها مني أختي.
حسنًا، لا أخفيكم الخيبة إبّان قراءتي عن الضياع والملل والمجهول الذي وجدت نفسي عليه، بدءًا بالخيال في المستقبل، وأنا لا أحسن الخيال أصلا فما بالكم بالخيال عن زمن لا أستطيع فهم كنهه باعتبراه غموض ومجهول لأتخيل بشكل واقعي أو منطقي على الأقل! حقًا لم أفهم في الفصول الأولية لقصة زمن المستقبل حتى وقت متأخر ما كان يُقصَد به خلال استمراري بالقراءة تحت وطء اليأس -رغم الشرح الموجود لحال المستقبل!-. لهذا أنا دائما ما أتجنب الخيال غير المقدور تخيله باختياراتي.
حسنًا، الرواية رائعة فعلًا، وتشمل ثلاث أزمنة مختلفة لثلاثة قرون وثلاثة دول: ماضيًا وحاضرًا ومستقبلًا. ولكن كغيري وجدت أن الكاتبة بالغت في تمديد الرواية بشكل لا يحتمل لمغزى الأحداث المهمة في الرواية. شعرت أن تمديدها الروائي للدراما بمقياس مدة التمديد الدرامي في الأفلام لتضييع الوقت! بغض النظر عن أن الكاتبة -أنثى- طبيعي لها القدرة علي وصف المشاعر باستفاضة ولكن الدراما كانت بخارج المشاعر، أي إنما بكثرة الوصف الذي قد لا أشعر بأهميته في تلك المرحلة، وبعض الأحداث تلك القصد منها مجرد لتضييع الصفحات.
اعتراني الحنق من الكاتبة في نهاية الرواية؛ رغم جمال أفكارها إلا أن تمديدها المبالغ هذا جعلتني أفقد متعتي وأُجِبر نفسي مرارًا لحملها على استمرار القراءة مما أخذ مني أيامًا كثيرة لإنهائها رغم جمال سردها، ففي مراحل كثيرة شعرت فعلا برغبة الاستسلام وتركها. وأكثرمن هذا وأغضب له أنها أبقتني معلقة حتى كشفها بالفصول الأخيرة.
الترجمة رائعة جدًا جدًا، وأحببت استخدام النقاط في المقاطع المحدودة المعيبة.
توجد اقتباسات رائعة بالرواية.
أعرف أن هناك فئة من القراءة قد تستمتع بمجريات الأحداث والسرد الجذّاب، ولكن ليس لمن هم مثلي صبرهم محدود لأمور معينة فقط....more
الحقيقة، كل الحقيقة أنني لا أعرف ماذا أكتب حول هذه الرواية وكم أقيمها حتى، لذلك آثرت ترك تقييم النجوم كوني لا أذكر أنني أحببتها بقدر ما أغضبتني وأرعبت الحقيقة، كل الحقيقة أنني لا أعرف ماذا أكتب حول هذه الرواية وكم أقيمها حتى، لذلك آثرت ترك تقييم النجوم كوني لا أذكر أنني أحببتها بقدر ما أغضبتني وأرعبتني. أرعبتني أفكار الكاتب، وجعلتني أرتجف من هذه الأفكار الأشبه بالسم! هل أنصح بها؟ لا أعرف، ربما أحذر منها أكثر من نصحها لمن تخيفه هذه الأفكار مثلي.
ترتيب الأحداث ومتابعتها أبدع الكاتب فيها، ولم يترك للملل فرصة الظهور أثناء القراءة. أي أنها ليست بالمتسارعة وليست بالبطيئة بل العكس تنقضي الفصول، كل فصل فيها مكتفي لينتقل لما بعد ذلك. لقد ساعد الكاتب في إفساح المجال للفضول حتى تستمر بالقراءة بسرعة البرق دون تركها حتى النهاية.
الرواية قصيرة وخفيفة وللترجمة فضل في إبقائها سلاستها هكذا، يُعتبر أنني أنهيتها بيوم واحد وليس يومين؛ نظرًا لأن اليوم الأول لم أقرأ فيه سوى فصلين يصل مجموعهما بحوالي أربعة صفحات فقط.
عند بدايتي فيها وظهور الشخصية الرئيسية بالتعريف باسم محرّم، ضحكت؛ شعرت أن الكاتب أراد ترجمة هذا العمل مهما تكن قيمته فقط لأنه يشترك معه بالاسم نفسه. مجرد مزحة وليس سببًا واقعيا لأن الرواية تستحق وليست سيئة.
الترجمة رائعة جدًا فصيحة وسلسلة، اسمتعت جدًا في رحلة القراءة معها دون الإحساس بأنها ترجمة. لن أتردد مطلقًا في قراءة روايات من ترجمة هذا المترجم الرائع.
أحببت واقتبست بعض الآراء التأملية في الرواية.
أتساءل، كيف لهذه الأفكار أن تخرج من هذا الشعب؟...more
كتاب خفيف لطيف، استمتعت بقراءته :) حصلت عليه هدية بسيطة وجميلة وقيّمة جدًا عندي لقِدَم عمره (كونه طُبِع كذلك في فترة حياة الموسيقار "محمد عبدالوهاب" رحكتاب خفيف لطيف، استمتعت بقراءته :) حصلت عليه هدية بسيطة وجميلة وقيّمة جدًا عندي لقِدَم عمره (كونه طُبِع كذلك في فترة حياة الموسيقار "محمد عبدالوهاب" رحمه الله) عند طلبي لمجموعة كتب.
تسلية جميلة في قراءته، خاصةً لمدمني الفن الموسيقي بالقرن الماضي مثلي....more
أعلم أنني تأخرت كالعادة عن كتابة مراجعة قراءاتي للكتب :/
- ... ولا تتولع بالحركة الأفقية أكثر من اللازم. - وبماذا يجب أن أتولع؟ - بالحركة العمودية (أجاب أعلم أنني تأخرت كالعادة عن كتابة مراجعة قراءاتي للكتب :/
- ... ولا تتولع بالحركة الأفقية أكثر من اللازم. - وبماذا يجب أن أتولع؟ - بالحركة العمودية (أجاب الكاهن وأشار إلى الأعلى). اقتباس عظيم وصف بشكل مختصر وأبسط شكل ما كنت أحاول إيصاله للآخرين بحديث طويل وبطريق غير مباشر.
بعد شرائي بفترة بسيطة وقبل بدئي بقراءتها، كنت قد اكتشفت حينها أن شغفي بالمزيد من استكشاف مفاهيم التصوف والتطلّع للاستمتاع بفلسفة الجمال الشاعري فيها وغيرها مما يميزهم به والخوض بها لامتلاك شرف تجربتها والوصول لهذه المرحلة، كل هذا اتضح أنه لم يفلح معي وفشلت في الوصول إليه واستشعاره على الرغم من كل جهودي المبذولة لأجل ذلك. توصلت لنتيجة مفادها أنني عاجزة تمام العجز عن القدرة لتذوق لذة التصوّف أو المشاعر الروحانية ولمس فلسفة الجمال بها لسبب رئيسي يحتكمه فوق كل شيء في حالتي تقريبًا وهو أنني مادية حد أنني لم أستطع يومًا الإحساس بالروحانيات حتى من جانب الدين، وبذلك فشلت في تقمص التصوف ذاته، فلطالما أخضِعَت قناعاتي بالمنطق والفكر والتطبيق وفشلت في إخضاعها بالروحانيات حتى وإن كانت شاعرية وتريد إخباري بجمال هذا وذلك، من مثل التأثير الروحاني بالزيارات الدينية. حتى أنني أتذكر يوما احتججت لأمي عن كيف أستشعر بشيء وأنا لا أراه أمامي لأعبّر عنه؟ (فهو ليس الله أستطيع استشعاره بطرق خاصة متمثلة بالتأمل مثلا وأتمكن من التعبير عنه لاحقا)، فقالت لي أمي:"لا يهم أن تريه، يكفي أن تستشعري به ليعطي النتيجة ذاتها بالرؤية -بمعنى روحانيًا-"، والواقع أنني عجزت تحقيق ذلك الإحساس الذي قصدته أمي لي يوما. ينتهي بأن التصوّف محمول على بساط الروحانية والشاعرية.
اكتشافي هذا أتى متأخرًا جدًا بعد شرائي لهذه الرواية وعند آخر تجربة لي بمحاولة الوصول لفلسفة الجمال في التصوف في رواية كُتِبَت بطابع التصوف الإسلامي. ورغم قراءاتي لبعض أفكار التصوف الإسلامي لابن العربي سابقًا وعدم قناعاتي بها مع الإقرار بجمال أفكارها وإبداعها والذهول من قوة الفلسفة والأحاسيس الشاعرية والخيال فيها، إلا أنني لم أنتبه بأنني لم أستشعر طوال تلك المدة بذلك الجانب من فهم التصوف كما توهمت أنني تمكنت من وصوله نظرًا لفقداني الأخذ بجانب التطبيق الروحاني حتى أنجح بالتوصل لوفاق مع أفكار ابن العربي التي تتطلب الروحانية والإحساس وليس المادية أو التطبيق الذي يغمرني لأعلى درجة.
وغدت لاحقا نظرتي للتصوف هو اللامادية بالتفسير أو المتطلب للإحساس المرهف والروحانية والخيال وبالتالي لا يناسبني أنا تحديدًا. وهي أسباب تشابه عقدتي من مسألة الفلسفة التي اعتقدت بصغري أنها تناسبني ثم اكتشفت بعد تجارب أن الفلسفة تعني سينتهي مطافي دائما تائهة لا محالة!
ومع امتلاكي لهذه الرواية (قبل اكتشافي ما سبق كما ذكرت)، أصبت باحباط ظهور مقالات أمامي مجددًا حول إبداع التصوف في الرواية ووجود محور التصوف فيها كلَبِنَة أساسية في البناء، ثم أنه في الوقت نفسه رواية طويلة وأنني دفعت ثمن رواية ربما سينتهي المطاف بعدم استكمالها أو فهمها أو قدرتي التحلي بالروحانية لأشعر بجمالها! لذا وجدت نفسي قد بدأتها بداية غير جيدة ووصلت لنقطة رغم بدايتها إلا أنني تثقالت لعدم استيعابي مغزى المجريات التي من المفترض أن تؤثر بي ربما روحانيا، ومن ثم شعرت أن الصفحات لا تمر حتى توقفت بعدها لفترة (تنقسم الرواية إلى تمهيد صفحتين لا تعتبر فصل فعلي ثم أربع فصول بعدها، وحلت مصيبتي المريعة مع قرب نهاية الفصل الأول ودخولي للفصل الثاني، شعرت حينها برغبتي في حذف هذه الصفحات والتخلص من قراءتها لأنها تعيقني باستكمالها!)، لاحقا استكملتها إجبارًا تحت ضغط لنفسي لإنهائها بعد استمرار التوقف طويلًا. كان على عاتقي حينها آمال المترجم لي بأن تعجبني هذه الرواية واختياراته. لهذا أصررت على عدم تأجيل قراءتها لوقت آخر.
مجددًا، بدأتها بشكل غير جيد، وتوقفات، وبعد صراع وجدت استمتاعي أخيرًا مع دخولي الفصل الثالث من الرواية، وبدأت بعدها بالتأمل بمدى جمال مجريات الأحداث والشخصيات التي تظهر باستمرار والحوارات والأفكار والكثير، استمتاعي استمر إلى آخر تفصيل من صفحة النهاية، أيضًا أصبت بملل في منتصف الرواية لرتابة الأحداث فيها. في الحقيقة، البداية لم تكن سيئة بالأصل، ولكن لأن الأفكار التي استهل بها الكاتب في بدايات روايته لم تكن ضمن ميولي، ومشكلتي الأبدية مع كرهي للبدايات في كل شيء بالإضافة إلى ما ذكرته سابقا حول التصوف والروحانية، ناهيك عن وصف بعض الأمور التي جعلتني في حالة ارتياب وتربص من القادم وإمكانية زيادة وصف هذه الأمور لاحقًا وإلى أي مدى قد يصله. كل هذه الأمور اجتمعت وأخرجت لي بداية غير جيدة بل ومشؤومة كذلك.
لا أستطيع وصف جمال تسلسل المراحل بالرواية، تفاصيلها كثيرة ونسيت الكثير منها بالتأكيد ولكن ما زلت أتذكر بعمق لحظاتي أثناء فترات التوقف بين قراءاتي لاسترجاع ما قرأته والتأمل به قبل الاستكمال، انبهاري وإعجابي الشديدَين بإبداع الكاتب في أفكاره وشخصياته وابتكاره لمجريات الأحداث والأزمان وكل شيء، ومن أين له هذا الخيال العظيم لسرد هذه الأفكار التي رغم غرابتها إلا أنها أعطت جمالًا غريبًا متمثل بالتصوف (حسب ما هو يعنيه ظاهريًا)، وأيضًا لو امتلكت الروحانية بالتأكيد كنت سأصل لأقصى مراحل جمال هذه الرواية وشخصياتها الرائعة.
كنت فخورة بنفسي أنني أستطعت قراءتها والاستمتاع بها رغم فقداني لعنصر الروحانية أو القدرة على امتلاك فلسفة روح التصوّف لأستشعر جمالها بعمق وجمال جوهر هذه الرواية كذلك. أحببت بشدة رحلة الشخصية الدينية الروحانية وكل تفصيل من مجريات أحداثها. أعني الفصل الثالث والرابع الأخير، وهما أقصى فترات استمتاعي بالرواية حد أنني أتوقف بعد كل مقدار قراءة لأبدأ استرجع الأحداث وأتأمل جمالها قبل العودة لاستكمال القراءة، وفي أحيانٍ أخرى كنت أعيد قراءة بعض الأحداث لأعيد التلذذ بها.
أتذكر أنني شعرت (وخاصة بالفصل الثالث) بأن هذه الرواية لابد أنها كُتبَت في زمن قديم، لا يْعقَل أن الكاتب كتبها بهذا الزمن واستطاع تقمّص كل هذا وذاك وكأنه بالزمن القديم لشدة انبهاري بدقة تفاصيله وشخصياته العميقة وتماسك مجريات الأحداث وأفكارها وغيرها الكثير من الأمور الرائعة!
المشاعر والتعابير في شخصيات هذه الرواية... عظيمة وعظيمة جدًا. أحببت لحظات إعادتي -مع نفسي- تمثيل تعابير الشخصيات وحواراتها حتى أتقمص أدوارها بعمق (من الأمور التي أعتدت على عملها في أي رواية، بل وحتى أثناء قراءتي للقرآن أنني أستمتع بإعادة تمثيل أدوار الشخصيات وحواراتهم وأتقمصها فأصل لاحقا لفهم أعمق بالشخصيات والنتائج المترتبة أو المتوقعة والكثير).
لاحظوا هنا أن كل مراحل استمتاعي أتت من جانب ما يستطيع عقلي استيعابه وتقمصه وما هو مادي وإن كان خيالًا إلا أنني يمكنني تخيله. مع استثناء جوهر التصوف والروحانية بالرواية لم أصل إليه مطلقًا ولا أعلم أين يفترض بي أن أجده وأستشعره به ضمن الأحداث (بخلاف فكرة الزهد بالتصوف)!
يوجد الكثير من الاقتباسات الرائعة في هذه الرواية العظيمة، وحقًا لقد استحقت جائزة "الكتاب الكبير"، ومن حسن حظنا امتلكنا مترجمًا رائعًا عرّفنا على هذه الرائعة البديعة وترجمها لنا.
بالمناسبة، ترجمة المترجم رائعة بشكل لا يوصف، نعم بشكل لا يوصف بحق. فصيحة وبديعة تنسى أنك تقرأ عملًا هو مترجمًا وليس نصًا أصليًا، أبدع المترجم في إيصال العمق والتفاصيل معه. إن كانت هذه الرواية وبهذه الترجمة أعطتنا كل مشاعر الجمال والتقمص فيها ولكأنه لم يبقى شيء لم يوصله لنا المترجم المبدع، فإنني أتساءل عن جمالها لو قرأناها بلغة الأصل ماذا سنحصل أكثر مما حصلنا عليه؟...more
تحديث: أنا في مِراء حول ما إن كنت قد كتبت مراجعتها مسبقًا ولم تستكمل فضاعت أم لا. صحيح أنني تأخرت كثيرًا في كتابة مراجعة حولها، إلا أن وقعها وتأثيرها ماتحديث: أنا في مِراء حول ما إن كنت قد كتبت مراجعتها مسبقًا ولم تستكمل فضاعت أم لا. صحيح أنني تأخرت كثيرًا في كتابة مراجعة حولها، إلا أن وقعها وتأثيرها ما زال مستمرًا بداخلي لجماليتها.
وما زلت حتى هذه اللحظة لا أعلم لِمَ التأخير في اقتنائها للاحتفاظ بها؟ قرأتها إلكترونيًا وليتني قرأتها ورقيًا.
لدي تناقض عجيب، هو أنني لا أميل للنمط الأشبه بالسير الذاتية إلا أنه في حال الأمر متعلق بقصة عن الوحدة أو العزلة بشكلٍ ما سأحبها!
طوال قراءتي للرواية كان هنالك عدة عناصر أبهرتني بالرواية، منها الحبكة والأحداث والأفكار والعمق بالوصف والكثير بما فيها الفئة المعنية بالرواية وهم الهنود الحمر، لدرجة كنت أردد باستمرار: هل من المعقول أن هذا كله من وحي الخيال فعلًا؟ وحالما انتهيت منها، قرأت في نهاية الصفحات أن هذه الأحداث الرئيسية مقتبسة عن قصة حقيقية وبعض الآثار والشخصية الرئيسية. القصة الحقيقية برمتها وكيف انتهت وما تبقى منها يدمي القلب. أكرر مجددًا، أن الكاتب أبدع بالحبكة تشعرك بأنه هو صاحب القصة الفعلية والتجربة.
أرغب حقًا في قراءة المزيد من أعمال هذا الكاتب وأسلوبه الرائع المشوق.
وللترجمة دور كبير في إيصال جمالية الرواية بلغتنا الجميلة. فقد أبهرني المترجم بفصاحة ترجمته وإخراجها بهذه النتيجة الرائعة.
من الكتب التي قد لا يرغب معظم المسلمين بقراءتها كونها تعارض الكثير من المسلمات التي يؤمن بها بالدين وهي ليست من صلب القرآن وإنما قد أُخِذَت من الإسرائمن الكتب التي قد لا يرغب معظم المسلمين بقراءتها كونها تعارض الكثير من المسلمات التي يؤمن بها بالدين وهي ليست من صلب القرآن وإنما قد أُخِذَت من الإسرائيليات وأُدخِلَت بالإسلام ضمن مسمى تفاسير للقرآن، أحاديث، تأريخيات، سير وإلخ.
هذا الكتاب ناقش الكثير من الأمور الدخيلة بالإسلام وقارنها مع الإسرائيليات واحدة واحدة، على ثمان فصول.
أحببت مقدماته وتعريفاته والتوضيحات بناءً على كل ما دُوِّنَ من إرث والمقارنات والتحليل. ويعج هذا الكتاب عمومًا بالكثير من المصادر والمراجع التي عاد إليها الكاتب الباحث، لقد كان أمينًا ودقيقًا في نقاشاته وقبل وضع التحليلات عليها. أبهرني مدى اتساع اطلاعه بهذا الموضوع واطلاعه الواسع بالمصادر القديمة والمترجمة كذلك أو الأبحاث، وكيف ربط وقارن بينها، مع الأخذ بالاعتبار هل يتطابق هذا مع ما بالقرآن أم لا.
ناقش كذلك الآراء المتباينة قديمًا وحديثًا، وعلّق على الكثير. كذلك ناقش كيف أمكن إدخال هذه الإسرائيليات في التفاسير والأحاديث وغيرها، وكيف تجاوزت كل هذه القرون بسلام دون نقدها. وهذا الجزء تحديدًا سيتعصب له الكثير من المسلمين ممن يرون أن التفاسير لا يمكن الاعتراض عليها كما هو الحال مع الأحاديث الإسرائيلية المنسوبة عن النبي ص والتي دخلت أيضًا بالتفاسير وغيرها، مما يشكّل فقدان للنقد والمنطق ويضعف الحجج الدينية بل ويسفّه الحجج القرآنية إن لم نتخلص مما ينتقص من القرآن أو النبي ص.
حتى أنه في بداية الفصول قارن الإرث المدون مع بعض المخطوطات والرِقَم القديمة الموجودة بالمتاحف العالمية تحت بند التساؤلات أكثر من اتهام دخولها ضمن الإسرائيليات المتأخرة والتي لا تحمل مثل هذه الأمور لتكون سبب دخولها بالمصادر الإسلامية.
أيضًا تحدث عن قضية مهمة وهي قضية فلسطين، تأريخيا وجغرافيًا ودينيًا وما إلى ذلك، وكيف أن تأريخ فلسطين أصبح مرتبط بالإسرائيليات مما يعني تشويه وتناقض مع الآثار الفلسطينية الظاهرة ومع الكثير، كما أنه ناقش كيف أن معظم المسلمون يأخذون من جغرافية التوراة دليلًا مسلّمًا ومن ثم البحث عما يطابقه بدل وضع فرضية أخرى هي أنه قد تكون جغرافية ليست صحيحة بالأصل وإنما مزيفة. لقد استُغِلَّت جغرافية التوراة ضد فلسطين الحقيقية وإرثها وضد الفلسطينيون أنفسهم وقبلها ضد القرآن دون أن يشعر بذلك أحد! نتيجة الإسرائيليات الدخيلة.
لقد سببت تلك الإسرائيليات الدخيلة في جعل الدين هشًا يسهل نقضه، وجعلت تفاسير القرآن بالقرآن ضعفًا كذلك ما دامت تلك التفاسير والمدونات التأريخية وغيرها مستمرة دون تنقيح وإخراج الخرافات والإسرائيليات منها.
باختصار، استمتعت به حرفيًا، واستمتعت بطريقة بحثه وتحليله، واستخدامه لمختلف المصادر التي من حسن حظه يستطيع الوصول إليها بعكسي!
تقييمي له كاملًا رغم اعتراضي على شيء بسيط تم ذكره بالكتاب لا أوافقه....more
رغم حماسي لهذه الرواية إلا أنها خيبت آمالي في عدة محاور؛ أخطاء إملائية ومطبعية وتلاصقات، رص المحتوى بالصفحات، بعض أحداث الرواية لم تكن منطقية كثيرا، بعرغم حماسي لهذه الرواية إلا أنها خيبت آمالي في عدة محاور؛ أخطاء إملائية ومطبعية وتلاصقات، رص المحتوى بالصفحات، بعض أحداث الرواية لم تكن منطقية كثيرا، بعض المقاطع المترجمة لم تكن واضحة ووددت لو وضع المترجم هوامش توضيحية مثل تلك المتعلقة بالإنجيل والمراسم الكنسية، ومثل البعض ممن قرأها يتضح فقدان الوضوح كان غالبه وأساسه في بدايات الرواية، التي من المفترض أنها الاستهلال لمعرفة الأمور الرئيسية والشخصيات التي يربطها هذا العمل الأدبي.
أخذت مني هذه الرواية وقتًا طويلًا لإنهائها، أكثر مما يستحق بالنسبة لحجمها المتوسط، وأتذكر أن هناك حدث بالرواية كان غير منطقي أن يمرره الكاتب طبيعيا بمجريات الأحداث لاحقا وكأن هذا الحدث لن يكون له أي تأثير قوي وفعلي على الشخصية الرئيسية. تلك الحادثة من غير المنطقي الاستخفاف بها والمزعجة فعليا إن حصلت على أرض الواقع كان السبب في فقداني الدافع لاستكمالها، ووجدت نفسي أتهرب من استئناف القراءة عدة أيام (استكملتها مُجبرَة لأحدد مصيرها وحتى لا أُضطَر لإعادة قراءتها من البداية مجددًا مستقبلا إن أعدتها للرف هربا منها وكنت قد استبدلت قبلها روايتَين حتى رسيت على هذه). صُدِمت كيف لهذا الكاتب أن يعتقد بهذا الاعتقاد البدائي الجاهلي أن هذا الحدث يمكن تجاوزه من خلال الشخصية ويمرره ببقية الأحداث كما لو لم يكن هناك أي تأثير فطري آخر يمكن للشخصية أن تصنعه وتحدثه وتغير مجرى بعض الأحداث بعدها. وكذلك عن الشخصية الدخيلة بذلك الحدث، حافظ الكاتب على جعله قريب منها رغم الحدث! حتى وإن كانت هذه الرواية من أوائل كتاباته إلا أنه لا يبرر لأحد الاعتقاد بهذا الشيء وهو صاحب ثقافة ليست بالتافهة تلك، لو غيّر الكاتب قليلًا من مجرى الحدث نفسه لوجدت أن روايته لن تكون بهذا السوء أبدًا.
وفي بعض المقاطع من الرواية أزعجني فيها بعض الألفاظ والأوصاف المترجمة.
مجمل الترجمة كانت على حد كبير منها رائع وفصيح، باستثناء المشاكل التي ذكرتها آنفا.
حقًا، هذه الرواية رغم استمتاعي بمجريات الكثير من الأحداث وسلاستها إلا أنها خيّبتني في بعض الأمور، وسببت لي تخوّف من اقتناء المزيد من روايات جورج أورويل مجددًا رغم رائعتَيه "مزرعة الحيوان" و "١٩٨٤"....more
سبق وأن قرأت رواية للمبدع إسماعيل قدري (كاداريه) اسمها الحصار، ويا لها من رواية رائعة أتلهف لإعادة قراءتها من جديد في المستقبل القريب ربما. بسببها، تشسبق وأن قرأت رواية للمبدع إسماعيل قدري (كاداريه) اسمها الحصار، ويا لها من رواية رائعة أتلهف لإعادة قراءتها من جديد في المستقبل القريب ربما. بسببها، تشوقت جدًا لقراءة هذه الرواية أيضًا، ويزيد حماسي هو فكرة وجود أسطورة فيها، فأنا أحب الأساطير حين تدخل في سير الوقائع والمعتقدات. أعتقد أنني أرغب بقراءة هذه الرواية مرة أخرى كذلك كوني لم أستمتع بها في بداية الأمر لتقطع وبطء قراءاتي بتلك الفترة.
هذه الرواية مبنية على قَسمٍ قد أُقسِم، من لسان شخص يموت بعد ذلك القَسم بزمن، فيتحول ذلك القَسم إلى أسطورة حين يحدث. وما بين الشاهد والراوي والمستمع، كيف أمكن للأسطورة أن تفرض نفسها في حاضر سكان تلك البقعة من الأرض وتُصارِعَ أذهانهم بين القبول بها أو الرفض وَسْطَ إشارات ملتبسة تتجلى تباعًا؟
حسنًا، لا أعلم كيف تحولتُ فجأة وسط الكتابة إلى معلِّق لحلقة تشويقية قادمة حين كتبت المقطع السالف! بالمناسبة، لست من محبي التلفاز ولكن يبدو أن عقلي ما زال يقبع في زمن الطفولة ...more
هذه الرواية قبل بدئي بقراءتها، صادفتني صدف أشبه بمحاولة استدراجي لقرأتها! فهذه الرواية كنت قد رغبت بقراءتها في الماضي والسبب كان عنوانها المحتوي على شخ هذه الرواية قبل بدئي بقراءتها، صادفتني صدف أشبه بمحاولة استدراجي لقرأتها! فهذه الرواية كنت قد رغبت بقراءتها في الماضي والسبب كان عنوانها المحتوي على شخصية تخيط أو حتى لو كانت تحيك شيئًا، فهذا أحد نقاط ضعفي بالروايات، لأنني من عشاق الخياطة والحياكة والتطريز بل وحتى صناعة المجوهرات، فأي رواية بشخصياتها أو بأفكارها حول هذه الأشياء بالتأكيد سأقتنيها وإن صَعُبَ الأمر قرأتها إلكترونيا هههه. وهذا هو حال هذه الرواية.
رغم حماسي لها سابقًا ورغبتي على قراءتها إلا أنني لم أبدأ بقراءتها مباشرة حينها، ومع مرور الوقت الطويل واختفائها المتكرر من قائمة الكتب في تطبيق القراءة بجهازي اللوحي كنت قد نسيتها نسيانًا تامًا.
حصل أن في أحد المرات، اشتريت مجلة ثقافية وبها كتيب مرفق مجموعة مقالات مترجمة عن "فن التأويل"، ومجددًا وضعته جانبًا لمدة طويلة. وفي أحد الأيام جِلت في رفوف مكتبتي وبرز أمامي هذا الكتيب الذي ضاقني ذرعًا مرارًا لإيجاد مكان مناسب له في الرفوف بحيث يمكن رؤيته بسهولة لشدة نحافته وصغره. أخذته وبدأت بتصفحه لأقرأ النبذة حول مقالاته، ولقد أثار فضولي محتوى مقدمة المترجم والكتاب وزاد عزمي لقراءة مقالات هذا الكتيب باليوم التالي، وحتى يحين اليوم التالي واصلت التصفح بالصفحات الأخيرة للبحث عن أي معلومات حول المترجم ومنجزاته بالترجمة، وقرأت ضمن منجزاته ترجمته لهذه الرواية، فعاد بي الزمن إلى الوراء نيتي السابقة لقراءة تلك الرواية. وحصل ذلك.
مؤسف أولًا أن هذه الرواية بجمالها قرأتها إلكترونيا ولم أمتلكها ورقيًا. أسلوب الكاتب بالإضافة إلى الترجمة البديعة (التي ظلّت تبهرني حتى نهاية الرواية) جعلتا من العمل ما يستحق امتلاكه فعلًا.
أحداث الرواية سلسة وتشدك فضولًا للآتي باستمرار، لا توجد أحداث كثيرة حد جعلك تنسى تماسك تسلسل الأفكار رغم وجود فترات زمنية بالمجريات والتحولات والتطورات، وهذا يساعدك في ترسيخ ثبات التسلسل حتى تكتفي من الاستمتاع بتفاصلها ثم بعدها ينقلك لتحول وتطور جديد تبدأ معه استكشاف تبعات التطورات بالأحداث والاستمتاع بتفاصيلها أيما استمتاع.
عند بدئي بها، لم يكن عندي أدنى تذكر سابق أو فكرة حول الرواية، بدأتها بجهل مطلق عما ستتحدث عنه باستثناء ما يوحي إليه العنوان.
شخصيات الرواية بديعة والحوارات والأحداث والتفاصيل كلها جميلة بحق. والمترجم الرائع كذلك نجح بنقل جمال هذه الرواية بترجمته الفصيحة والتي لا تُشعِرك بوجود جدار بين النص الأصلي والترجمة. ولو وجدت روايات أخرى لنفس المترجم، بالتأكيد لن أتردد بقراءة ترجماته الفصيحة. أحيي هذا المترجم اليمني الذي بات منافس شرس لترجمات المترجمين العراقيين والسوريين من حيث الجمال والفصاحة. ولو لم أعرف جنسيته لنسبته إلى سوريا على الأرجح متناسبًا مع اسمه!
هناك ملاحظة بسيطة، في أن هناك مقاطع قليلة جدًا ومحدودة عن الجنس (لا أتذكر عددها ربما مشهد أو مشهدين أو ما شابه ذلك من التي تحدثت عن التفاصيل فقط ولا أعني هنا مشاهد المرور السريع دون التفصيل فيها). كما هو معروف فالبعض لا يعتبرون أنفسهم كتّابًا إن لم يفصلوا بهذا الجزء! تمنيت أن المترجم تجاوزها عن الترجمة، أو أن الكاتب لم يضعها كونه نجح في كتابة عمل رائع دون الحاجة للخوض بالتفاصيل بل الاكتفاء بأنه قد حصل وانتهى الأمر.
رغم مرور عدة شهور منذ إنهائي قراءتها، وقراءتي كانت متقطعة حينها، إلا أنني ما زلت بين فترات وأخرى أتذكر بعض أحداثها وأتأمل جمال الأفكار والتحولات والنهاية كذلك فيها. ما زلت أستمتع بتذكر بعض أحداثها وأفكارها.
الرواية بالمناسبة قصيرة وليست طويلة، ولكنها تبهرك بأفكارها وتحولاتها ونهايتها فعلًا.
قبل شرائي لهذه المجموعة القصصية، كنت قد قرأت عنها ضمن موقع لكتابة نبذ كتب مختلفة، واهتم مشاركي الموقع بوضع نماذج وتعريفات لكتب قديمة كثيرة، وهناك تفاعقبل شرائي لهذه المجموعة القصصية، كنت قد قرأت عنها ضمن موقع لكتابة نبذ كتب مختلفة، واهتم مشاركي الموقع بوضع نماذج وتعريفات لكتب قديمة كثيرة، وهناك تفاعل قليل ومحدود ولكنه يكون رائعًا وبعضها مليء بالذكريات والحنين، كمثل بعض التفاعلات من الزوار حول الروايات والقصص السوفيتية القديمة وسرد بعض ذكريات جيل ذلك الزمن معها.
من بين هذا وكله، قرأت حينها عن قصة "جميلة" لجنكيز إيتماتوف وأيضًا حول قصص أخرى له، ولكن هذه أخذت شهرتها لجمالها، فقد كان أحد زوار الموقع علّق وتحدَّث باستفاضة عن روعة هذه حين قرأها قديمًا وكذلك روعة تلك الحقبة التي عاشها، وتعرُّف العامة حينها (من العراقيين) لأول مرة حول الأدب الروسي (السوفيتي بذلك الوقت)، وعن الذكريات الرائعة معها.
سلبت ٣ قصص تحديدًا كل شوقي لقراءتها، فقد عدَّت أجمل قصص الكاتب، لذا أردت قراءتها ورقيا. وكما هي العادة؛ المطبوعات القديمة توقفت طباعتها (لقد كانت ضمن مطبوعات الاتحاد السوفياتي، وتوقفت تقريبا مع سقوطه، ولا أعلم ما آلت إليه دار رادوغا/التقدم لاحقا التي اختصت حينها بترجمة أدبها للعربية والترويج له)، بالإضافة إلى عدم إعادة طبع الكثير منها ضمن أدوار أخرى كما حدث مع شراء حقوق الترجمات القديمة لدستويفسكي (داستايفسكي) وتولستوي (تالستوي)، وتم إعادة إحياء طباعتها بأدوار نشر حديثة.
المهم، وخلال بحثي وجدت هذه النسخة، مع شح في المعلومات حولها تماما. لا يوجد نسخة إلكترونية لها لأتأكد من معلوماتها أو اسم المترجم أو حتى ما تحتويه من كلمة "وقصص أخرى" ما هي تلك القصص تحديدًا؟ غامرت بطلبها على الانترنت، وانتظرتها طويلًا حتى وصلت، وكان يوم سعدي حين فتحت أول صفحاتها وآخرها لمعرفة معلومات عنها ومحتويات الفهرس. "جميلة وقصص أخرى" هي عبارة عن ثلاث قصص والأشهر للكاتب: قصة جميلة، قصة المعلم الأول، وقصة شجيرتي في منديل أحمر. المترجم: مجهول ولكن كُتِبَ بأن الترجمة مأخوذة عن طبعة دار التقدم ١٩٨١ ذاتها. وعودةً للمطبوعات القديمة لدار التقدم لمن هو مطّلع، فبعض إصداراتها لم تكن تكتب فيها اسم المترجم، والبعض الآخر كانت تكتبه، ولا أعلم السبب في عدم كتابة بعض أسماء المترجمين عندها.
الآن سأتحدث قليلًا عن الأسلوب والقصص وغيرها؛ أسلوب الكاتب كان مبهرًا بشدة، تجعلك تقرأ دون ملل على الإطلاق، ناهيك عن الترجمة الرائعة التي بفضلها كشفت لنا مدى إبداع الكاتب في كتاباته وإبداع اللغة العربية في قدرتها على إيصال هذا الجمال كله من لغة نصه الأصلي! تمنيت حقًا لو عرفت اسم المترجم الذي يستحق التقدير وبجدارة. تذكرت قول الكاتب "ميخائيل لاخفينتسكي" في مقدمة أحد كتبه بمناسبة الترجمة العربية لها: إنني لآسف لعدم معرفتي للغة العربية، إلا أنني على يقين من أن قوة التعبير والإيحاء فيها تسمح بالترجمة إليها من أية لغة أخرى دون تشويه. وهذا يمنحني الأمل بأن القارئ العربي سيفهم شخصيات أبطالي. بالطبع، لا نقول بأن مقولته دقيقة ١٠٠٪ في أن اللغة العربية يمكنها أن تنقل المشاعر كلها أو العمق ذاته كما تفعل اللغة الأصلية للنص، ولكن على الأرجح أن العربية هي الوحيدة من تملك هذا الكم العظيم من المرادفات العميقة لإيصال أكبر مقدار وأكثر قرب من دور النص الأصلي وهذه القدرة على تشكلها حسب ما يقتضيه النص دون الحاجة للتبديل. وبالتالي من حق اللغة العربية أن تتباهى بهذه الميزة من بين جميع لغات العالم.
قصة جميلة: هذه القصة فعلًا رائعة، أفكارها البسيطة والشخصيات وكيف يتم ربطها وتبديلها وإلخ، كلها رائعة وأبدع الكاتب بحق. لم تخيّب هذه القصة ظني في جمالها ولكن رغم ذلك تعجّبت من أنها لُقِّبَت بأنها من أجمل قصص الحب. أكرر، هي قصة رائعة جدًا ولكن لا تحتمل أن تأخذ هذا اللقب. ربما في ذلك الزمن وذلك المكان (روسيا) وأنها قصة وليست رواية وبالتالي يناسبها اللقب؟ لا أعلم. إلا أنه لا يمكن أن تكون الأجمل في مقارنتها مع قصص من آدب آخرى، حتى وإن كان من الزمن القديم أو في عهدها كما أعتقد. البعض يراها قصة عادية، بينما أنا أرى هناك ما بين السطور تحمل الكثير من تأمل الطبيعة البشرية أو الجمال بالأحداث وتطوراتها وشخصياتها وما آلت إليه أو الطبيعة التي تخبرك بأن لا تظن بأن كل شيء يمكن النجاح بتخمينه! قصة رائعة بشكل عام بالنسبة لي.
قصة المعلم الأول: أعترف بأن الكاتب أبدع جدًا في حبكه لسيرة شخصيته "المعلم الأول"، بعيدًا عن مجريات الأحداث الأخرى إلا أنني ما زلت معجبة بطريقة الكاتب في إدخال هذه الشخصية بالقصة بهذا التصميم المتسلسل ورموزه المتمثلة به بل وحتى النهاية المرتبطة به. القصة بنظري رائعة كذلك.
قصة شجيرتي في منديل أحمر: هذه القصة الأجمل عندي، ربما أفكارها ليست غريبة أو جديدة ولكن مجريات الأحداث والشخصيات فيها رائعة، أحببتها وبشدة. بالنسبة لي هذه القصة هي أكثرها التي ظلت راسخة بذاكرتي لكثير من أحداثها حتى اليوم. هي القصة الأطول بينهم، ولكنها الأكثر تلفًا للأعصاب! ولم أرغب بالتوقف لسببين: لفضولي بما ستؤول إليه الأحداث والسبب الآخر هو نفاد صبري وتحملي مما قد يتمخض عنه بالأحداث. ما برحت أردد حينها: أرأف بحالنا أيها الكاتب!
أخيرًا هنالك بعض الاقتباسات الرائعة، والقصص ذاتها تحمل الكثير من الآراء، الأفكار والرسائل. والحوارات أحببتها كثيرًا.