|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
my rating |
|
|
|
|
|
|
|
![]() |
|
|
||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
B0DN1DXVQX
| 3.67
| 43
| Jan 01, 2004
| 2004
|
liked it
| مجموعة قصصية ليست استثنائية لكنها قدّمت رموز الأدب في أمريكا اللاتينية! مُراجعتي الكاملة بشكل مُنسّق مع الصوّر على موقع عالم موازٍ على لطالم مجموعة قصصية ليست استثنائية لكنها قدّمت رموز الأدب في أمريكا اللاتينية! مُراجعتي الكاملة بشكل مُنسّق مع الصوّر على موقع عالم موازٍ على لطالما كان هناك سحر غامض بكل ما يتعلّق بأدب أمريكا اللاتينية، ربما كان ذلك بسبب الحماس تجاه تلك البلاد البعيدة والتي كانت معزولة عن العالم لفترة طويلة من الزمن، أو ربما نتج هذا الشعور تعاطفًا بسبب المآسي التي خاضتها شعوب تلك المنطقة منذ اكتشاف كولومبوس الشهير لها، معاناة مرير منذ ذلك الحين وربما إلى اليوم مع الاستعمار ثم الانقلابات السياسية العنيفة وسيادة الديكتاتوريات وغياب الحريات والقمع السياسي. لكن مما لا شك فيه أن أحد أسباب تعلقنا بأدب أمريكا اللاتينية الخلاّب، يعود إلى الراحل صالح علماني، والذي فتح أعيننا -بترجماته الرائعة- على ذلك العالم البعيد. ليطبع ذلك الأدب في عقول وقلوب القراء العرب بصمته الخاصة، مثلما طبع من قبل نفس البصمة على قُراء العالم أجمع. يجمع هذا الكتاب مجموعة كبيرة (حوالي 29) من القصص القصيرة، والتي تنوعّ كُتابها من دول هذه القارة، حيث جاءت القصص من تشيلي والبيرو وكوستاريكا وكولومبيا بويرتو ريكو والأرجنتين والأوروجواي والمكسيك والإكوادور وكوبا وجواتيمالا. لم تكن جميع القصص على نفس القدر من الجودة (وهو أمر طبيعي في المجموعات القصصية) لكن بالتأكيد كانت هناك قصصًا غاية في الجمال. سأكتب بشكل مقتضب أهم القصص التي أعجبتني في هذا الكتاب. لكن قبل أن أبدأ أود أن أتحدث عن هوارسيو كيروغا. ---- هوارسيو كيروغا - قصة مأساوية مثيرة للتأمل لفتت انتباهي الحياة الدرامية والمأسوية للكاتب هوارسيو كيروغا والذي يعتبره صالح علماني قائدًا لمسيرة التجديد الحقيقية في القصة القصيرة في أمريكا اللاتينية، ويعتبره أبرز مُلهمي الروح التجديدية في الإنتاج الأدبي الإسبانو أمريكي. قصة حياة هذا الكاتب مأساوية إلى درجة تدعو إلى الدهشة والتعاطف. عاش هوارسيو سلسلة من المآسي خلال سنوات حياته، والتي لا بد أنها تركت أثرًا عميقًا على كتابته كما هو واضح في القصتين المُختارتين من أعماله في هذا الكتاب. مات أبوه برصاصة طائشة وهوارسيو ما زال طفلًا، ثم انتحر زوج أمه بعد سنوات من ذلك. ومات أحد أصدقائه المُقربين فيما بعد في حادث إطلاق نار غريب تسبب فيه كيروغا نفسه! ثم مات أخواه في شبابهما. وانتحرت زوجته. ثم اشترى أرضًا ليزرعها قطناً فأخفقت تجربته وألحقت به كارثة مالية. ثم أخيرًا في عام 1937 مات مُنتحرًا بعد أن عرف أنه مُصاب بداء عضال لا شفاء منه. حياته درامية إلى أقصى حد! ---- قصص منتقاة سأكتب عن القصص التي أعجبتني والتي تستحق القراءة. وسأحرص على ألا أكشف أحداث أي قصة. قصة الابن - هوارسيو كيروغا - قصة رقيقة ومؤثرة ومليئة بالعاطفة، عن علاقة أب بابنه. الدجاجة المذبوحة - هوارسيو كيروغا - قصة مؤلمة ودامية تعتصر القلب. خمسة بحارة وتابوت أخضر - فرانسيسكو كولواني - قصة لطيفة متوسطة. عينا سيلينا - برناردو كوردون - قصة جميلة حقاً. قل لهم ألا يقتلوني - خوان رولفو - قصة ممتازة. عن ثقل الأعراف المجتمعية. نهاية الأسبوع - ماريو بينديتي - وهي أحدث قصص المجموعة حيث نُشرت في عام 1999 - أعجبتني القصة وهي تحكي عن علاقة طفل بصديقة والده. مصالحة الحلم - ماريو بينديتي - قصة ساخرة بامتياز. صندوق من الرصاص لا يمكن فتحه - خوسيه لويس غونثاليث - قصة مدهشة. بائعة الأحلام - غابرييل غارسيا ماركيز - أجمل قصص المجموعة في رأيي. المأدبة - خوليو رامون ريبيرو - قصة ساخرة اجتماعية ممتازة. القط - أرماندو ألمانثار رودريغيث - قصة مختلفة ومثيرة وموجزة بشكل رائع. زائر - ماريو بارغاس يوسا - ثاني أجمل قصص المجموعة - وهي قصة مثيرة على الرغم من موضوعها الاجتماعي المُثقل بالأسى. الجدّ - ماريو بارغاس يوسا - جميلة لكنني شعرت بصعوبة في فهمها. حبكتها كانت معقدة وغير مفهومة. كلمتان - إيزابيل الليندي - قصة ممتازة جدًا وأراها ثالث أفضل قصة في المجموعة، رغم أنها لم تخل من إسهاب إيزابيل المعروف. مع كل فروض الاحترام - إيزابيل الليندي - قصة ممتازة عن زوجين محتالين يرغبون أن ينضموا إلى مجتمع الأثرياء. ------ التقييم النهائي من النادر أن تكون حميع القصص التي تكوّن أي مجموعة قصصية ذات جودة واحدة. لهذا من الصعب الحكم على أي كتاب يجمع عدد من القصص القصيرة، فما بالك بكتاب يجمع قرابة الثلاثين قصة! ربما يكون هذا الكتاب متوسط المستوى، تتباين جودة الأعمال المُختارة فيه، لكن بلا شك هو يحوي بعض القصص الرائعة والممتازة. وهي تستحق القراءة وأزعم بأنها سترضي ذائقة مُحبي القصص القصيرة. تقييمي للرواية ثلاث نجوم ⭐️⭐️⭐️ معيار التقييم: نجمة = لم يعجبني - نجمتان = مقبول - 3 نجوم = أعجبني - 4 نجوم = أعجبني بشدة - 5 نجوم = استثنائي أحمد فؤاد الثامن من نيسان - أبريل 2025 ...more |
Notes are private!
|
1
|
Mar 24, 2025
|
Apr 02, 2025
|
Mar 24, 2025
| ||||||||||||||||||
9773138747
| 9789773138745
| 9773138747
| 4.13
| 62,959
| Aug 1968
| Jan 10, 2022
|
really liked it
| مجموعة قصصية عظيمة. ستأسرك إحداها بلا شِك! مُراجعتي الكاملة بشكل مُنسّق مع الصوّر على موقع عالم موازٍ على ربما كان سبب اختياري لهذا الكتاب مجموعة قصصية عظيمة. ستأسرك إحداها بلا شِك! مُراجعتي الكاملة بشكل مُنسّق مع الصوّر على موقع عالم موازٍ على ربما كان سبب اختياري لهذا الكتاب هو ظنّي أن قصصه القصيرة تنتمي للخيال العلمي. فأنا ما زلت مُتعلّقًا -بشكل طفولي رُبما- بالخيال العلمي. ما زالت الكلمة نفسها لها تأثير جذّاب ووقع فاتن على نفسي حتى هذا اليوم. أحيانًا أرى أن حماسي للخيال العلمي اليوم مثيرًا للسخرية في واقع الأمر. خاصة عندما تكون قصص أو روايات الخيال العلمي التي أقرأها كُتبت في فترة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي. عندما أتأمل حياتنا المعاصرة من حولنا بكل ما فيها من تقدم مُذهل للتكنولوجيا يصيبني نوعًا من الإحباط. ليس إحباطًا نابعًا من خيبة أمل في الاكتشافات والاختراعات التي نستمتع بها في حياتنا، بل إنه نابع من الاعتياد على وتيرة التطور بالغة السرعة والتي ربما لم تعد تثير فيّ الكثير من الحماس. في حقيقة الأمر بات كل شيء قابل للتوقع أو بالأحرى بات كل شيء قابل للتحقق! كيف يشرق الخيال فينا إن لم يبدُ مستحيلًا؟! خمس وعشرون قصة متنوعة ومختلفة ضمّتها دفّتي الكتاب. ومع تقدمي في القراءة، اكتشفت أن عدد قصص الخيال العلمي في الكتاب لم يتجاوز ربع عدد القصص كلها! ربما أشعرني ذلك بنوع من الإحباط في البداية، لكن الكاتب الأمريكي كورت فونيجت لم يخذلني. فمنذ قراءة مُقدمة الكتاب عرفت أن هذا الكاتب خفيف الظل وبارع في فنّ الكوميديا السوداء. وعلى الرغم من تفاوت جودة القصص - هذا بالأساس يرجع إلى أن تلك القصص كُتبت من أجل بيعها لتمويل كتابة رواياته- إلا أن أكثرها تراوح ما بين الممتاز والجيد. القصص تنوّعت ما بين القصص الإنسانية والاجتماعية وقصص الخيال العلمي والفانتازيا والديستوبيا (أدب المدينة الفاسدة). ---- قصص الديستوبيا الرائعة حسنًا� إن لم تُشعرك قصص الديستوبيا بشيء من القشعريرة أو الانزعاج من احتمالية أن يسير العالم في نفس مسار واحدة من تلك القصص، إذن فالقصة ليست جيدة. مجرد تردد مصطلح ديستوبيا ”أد� المدينة الفاسدة� لا بُد أن يخطر على بال القارئ إحدى قصصها الشهيرة، مثل: �1984� للكاتب جورج أورويل، أو ”نحن� للكاتب الروسي يفغيني زامياتين. أو ”عال� شجاع شجاع� لأدولس هكسلي. وتوجد أيضًا نماذج عربية ممتازة في هذا المجال مثل: ”عطارد� لمحمد ربيع، و”ف� ممر الفئران� و ”يوتوبيا� لأحمد خالد توفيق، وأيضًا رواية ”حار� سطح العالم� لبُثينة العيسى - مُراجعتي لرواية حارس سطح العالم على هذا الرابط ----- في هذه المجموعة القصصية تألقت ثلاث قصص من عالم الديستوبيا هاريسون بيرجيرون� قصة محزنة لكن بها لمحة من الكوميديا السوداء. وعلى الرغم من بساطتها وكونها ليست سوداوية إلا أنها ذكرتني بما يعيشه العالم هذا اليوم، وإن اختلفت المسميات والطُرق. سؤال اليوفوريا� قصة تدفعك إلى التفكير. ماذا لو أن السعادة صارت في متناول الناس؟ يُمكن شراؤها وبيعها؟ هل يمكن أن يدمنها الناس؟ غدًا وغدًا وغدًا - من أجمل قصص المجموعة. ديستوبيا بها جرعة مُكثّفة من الكوميديا السوداء. ومن يقرأ هذه القصة سيفهم لماذا قد أكون ساخطًا على جوزيه ساراماغو في روايته الشهيرة ”انقطاعا� الموت�. عدد محدود من الصفحات ممكن أن تغني عن 350 صفحة! - مُراجعتي لرواية انقطاعات الموت على هذا الرابط --- قصص الخيال العلمي: غير جاهز للبس� قصة مميزة وخفيفة تستحق القراءة. إبيكاك� عن الذكاء الاصطناعي. أيمكنك ألا تتعاطف مع إبيكاك هنا؟! تقرير عن تأثير بارنهاوس� قصة ممتازة وإن لم تأت بجديد. عن العلم والتطور ومحاولة استقطاب الساسة وجنرالات الجيش لأي تطور من أجل السيطرة على العالم. --- قصص متنوعة: كل أحصنة الملك - من أجمل قصص المجموعة. قصة مشوقة جدًا وبها جرعة توتر ممتازة تستمر إلى آخر كلمة في القصة. دبلوماسي شهير تسقط طائرته في مكان ما، وتجبره الأحداث على أن يلعب الشطرنج مع زعيم ما من أجل نيل حريته هو أسرته، على أن يكون وأسرته والمرافقين الشخصيين له هم قطع الشطرنج. وفي كل حركة ستخرج قطعة من اللعبة. كل قطعة تخرج من اللوحة تُقتَل! صواريخ ورجال - قصة إنسانية ممتازة تتناول حدث علمي هام تستغله الحكومات لفرض سيطرتها على العالم إعلاميًا. ---- الترجمة قصص هذا الكتاب مُصنّفة على أنها أدب أمريكي مُعاصر. وربما يُصنّف كـ (بالب فيكشن) أي أنه كُتب بلغة بعض منها ألفاظ أو مصطلحات شعبية بلهجة دارجة. بدا هذا لي من اختيار المُترجم محمد جمال لبعض المصطلحات والتشبيهات والتعبيرات في ترجمته، والتي جاءت بلهجة مصرية دارجة وعصرية ومعاصِرة جدًا، وإن اقتصرت فقط على لسان الأبطال في نسبة محدودة جدًا من حديثهم في تعبير ما من تعبيراتهم. لم أطّلع على النسخة الأصلية الإنجليزية من الكتاب، لكن أحدس بأن تلك التعبيرات كُتبت في لغتها الأصلية بلغة أمريكية دارجة. ترجمة محمد جمال ممتازة جدًا، وهو أمر ليس بغريب عليّ لأنني قرأت له من قبل كتاب ”البط� بألف وجه� وكانت ترجمته متميّزة. أسلوب الترجمة لدى محمد جدًا سلس وجذل في نفس الوقت. اختياراته للكلمات والألفاظ موفقة. وربما هذا تحديدًا هو ما أصابني بنوع من الانزعاج في هذه المجموعة القصصية، حيث كانت التعبيرات الدارجة القليلة جدًا في المجموعة أشبه بصدمات كهربائية بسيطة تأتي على حين غرّة أثناء القراءة. وإن كان بعضها لطيفًا. باستثناء هذه النقطة ضئيلة التأثير، فإن الترجمة كانت ممتازة ---- التقييم النهائي المجموعة القصصية ”أهلً� بك في بيت القرود� اختيار مناسب جدًا للقارئ مهما كانت تفضيلاته القرائية. سيجد فيها ألوان مختلفة سواء خيال علمي أو ديستوبيا أو رومانسية لطيفة خفيفة أو سياسية أو اجتماعية أو قصص حروب. والأكيد أنه سيجد في كل قصة منها فكرة ما تلمس روحه. تقييمي للرواية أربع نجوم ⭐️⭐️⭐️⭐️ معيار التقييم: نجمة = لم يعجبني - نجمتان = مقبول - 3 نجوم = أعجبني - 4 نجوم = أعجبني بشدة - 5 نجوم = استثنائي أحمد فؤاد الثلاثون من كانون الثاني - يناير 2025 ...more |
Notes are private!
|
1
|
Jan 2025
|
Jan 26, 2025
|
Jan 26, 2025
|
Paperback
| |||||||||||||||
B0DN8PWYQQ
| 3.96
| 229,134
| Apr 1976
| 2024
|
it was amazing
|
None
|
Notes are private!
|
1
|
Jan 25, 2025
|
Feb 22, 2025
|
Jan 25, 2025
|
Paperback
| |||||||||||||||||
B0DM1N1HBS
| 3.74
| 26,646
| Aug 20, 2004
| Mar 2017
|
it was ok
| حبكة مُفككة. مصادفات مُفرطة. إسهاب مزعج. أحداث مُبعثرة. ثرثرة بلا انقطاع.. يا لها من رواية مُراجعتي الكاملة بشكل مُنسّق مع الصوّرعلى موقع عالم موازٍ ع حبكة مُفككة. مصادفات مُفرطة. إسهاب مزعج. أحداث مُبعثرة. ثرثرة بلا انقطاع.. يا لها من رواية مُراجعتي الكاملة بشكل مُنسّق مع الصوّرعلى موقع عالم موازٍ على البداية المشوقة للرواية كانت السبب في حماس القارئ لها في البداية، وفي خيبة أمله بعد صفحات قليلة وإلى صفحة النهاية! يبدو لي أن باسكال مرسييه لم يكن يرغب في كتابة هذه الرواية. ربما كان هدفه الأساسي هو الكتابة عن أفكاره وتأملاته المُبهرة. إن الأفكار التي كتبها في روايته على لسان أبطال روايته كان الكثير منها مُبهرًا وعميقًا ويستحق التأمل. لكن لعلّ أحدهم نصحه بأن يُقدّم هذه الأفكار في شكل رواية، ربما كي لا يملّ منه القُراء أو ربما لاجتذاب جمهور أكبر لأمور لا تعني كثير من الناس أو للاحتماء وراء الأبطال بسبب الكثير من التجديف في كتابه. أيًا كان ما حدث فقد كانت فكرة سيئة. أو بالأحرى كان التنفيذ سيئًا. أظنني سأدلّل على هذا بتعديل بسيط على المقولة الشهيرة ”لي� في الإمكان أسوأ مما كان!� ---- إطار معيب لأفكار بليغة يخفي البناء السيئ للرواية عُمق التأملات البليغة التي تملأ الرواية. فالنص منذ بداية الرواية وحتى صحفة النهاية، له غاية واحدة فقط: التنقيب في النفس البشرية. قلم باسكال مرسييه كان بمثابة مجهر عملاق يكشف لنا الكثير من خفايا النفس التي لا نراها بالعين المُجردة. أو بالأحرى لا نشعر بها وسط ضجيج الحياة وانشغالنا بها. تلك الاكتشافات التي لم تتوقف حتى النهاية، لا بُد وأنها أصابت جميع القُراء. من شبه المستحيل أن يفلت قارئ من لطمة أو صدمة أو ثورة إنبات بشكل مُفاجئ مع كلمة أطلقها الكاتب بلا أي تمهيد. النص مليء بالتأملّات العميقة، وما يتبعها تساؤلات أشدّ عُمقًا أكثرها ربما نشأت داخلنا كقُراء! إنها دعوة مفتوحة للتفكير مليًّا في كل مفاهيمنا عن الحياة، وعن المعنى الحقيقي الذي لا بُد لنا أن نقول بتحديثه كل فترة عن الماضي والحاضر والصداقة والحُب والإيمان والعقيدة والأخلاق، والشجاعة والخيانة والألم، وخيبات الأمل. يُمكننا أن نطلق على النص أنه بركان ثائر انفجر داخل نفوس أبطاله، أو لعلنا نصف هذا الحدث بأنه كشف حساب للإنسان ربما يجب أن يخضع نفسه له في مرحلة ما من مراحل عمره. ---- من العيوب الملحوظة في الرواية أنا ومن بعدي الطوفان تعجّ الكثير من الروايات بل وربما الكثير من النصوص المختلفة في الفكر الإنساني بفكرة تؤرّقه، ألا وهي التغيير. اللحظة التي تكتشف فيها أنك ترغب في تغيير كل حياتك. تُعدّل أولوياتك وتُنهي علاقاتك بأشخاص ما. تبني عالمك من جديد في مكان آخر على هذه الأرض. إنها فكرة جذّابة للإنسان. فما أروع أن يتملّص الإنسان من مسؤولياته! لا أظن أن هناك إنسان على مرّ التاريخ البشري لم يراوده هذا الحلم. إنها أجمل أحلام اليقظة، فليس هناك من لا يحلم بأن يتراجع عن قرارات سيئة اتخذها وأثَّرت على مسار حياته، أو أن يختار خيارات أكثر جرأة تُمكنه من تحقيق ما لم يستطع تحقيقه. نعم يجب على الإنسان أن يتأمّل في حياته وأن يُعدّل ما يمكنه تعديله. لكن يجب أن يضع في الحُسبان ألا تؤثر قراراته على حياة من حوله. ترتكز الروايات والكتب والنصوص الغربية - وهذه الرواية منها- على الفردانية الشديدة للإنسان. وتدفعه للتفكير بهذا الاتجاه، مُقزِّمة من مسؤولياته تجاه أفراد دائرته التي تشاركه الحياة. شخص متزوج أو لديه أسرة أو متعاقد في العمل أو يأوي أبويه. يصحو يومًا ما ويُقرر أنه غير سعيد في هذا المكان. فيختفي ليبدأ الحياة في مكان آخر بكل أريحية. لا تُظهر هذه الأفكار الآثار الكارثية المُترتبة على مثل هذه الخطوة. بل تُقلل منها جداً إلى الحد الذي يصل إلى تجاهلها تمامً. وهذا لا يصنع مُجتمعًا متماسكًا. بل يهدم أي نوع من أنواع الثقة بين أي طرف في أي علاقة إنسانية. كل إنسان مُعرض أن يختفي من حياته فجأة وبدون أي مقدمات: زوجه أو زوجته أو ابنه أو ابنته أو أباه أو أمه أو صديق له. وما الغدر إذًا إن لم تكن هذه الخطوة تُعبّر عنه؟! عظيم رغم أنفك لم يكن البطل الحقيقي للرواية هو موندوس الذي بدأ الرحلة وأنهاها في محاولة لفهم نفسه، بعد أن جاءته لحظة التنوير على حين غفلة. وإنما كان البطل الحقيقي هو أمادو. صاحب الكتاب المثير والغامض. المُتمرّد الثائر المُحب الساخر الكاره المُتألّم البائس الوفيّ. نعم ربما لا يوجد إنسان ليس فيه كل هذه الصفات مجتمعة بمستويات مختلفة. لكن أمادو حقق العلامة الكاملة في كل هذه الصفات جمعاء! إنه الكامل في عيون من حوله. والمثل الأعلى الذي يحاول الجميع تقليده أو على الأقل أن يحسده من فرط أمنياتهم أن يكونوا مكانه! الكل يحب أمادو دا برادو ويُقدره ويُبجّله حتى من يكرهه! الحسد الذي يكنّه له بعض من حوله لمجرد أنه يستطيع أن يتمرّد على المجتمع وعلى العقيدة وعلى الإيمان. أنه يستطيع أن يجهر بكل سخطه من الله أو من إيمانه بعبثية الخلق بكل شجاعة! جاء التبجيل لشخص أمادو مُفرطًا إلى درجة مثيرة للحنق. وأصرّ الكاتب على أن يشعر الجميع بهذا التبجيل. الأب والأم والحبيب والزوجة والرهبان والخادم والمرضى والصديق وربما حتى الباعة الجائلين! وكأن لسان حاله يقول ”هي� أيها القارئ لماذا لا تُبجّل أمادو أنت أيضًا؟!� نعم أتفهم شعور الطالب المُراهق المتمرّد على كل شيء، والواثق في أفكاره ومُغتر بها خاصة مع وضوح فكرته وقوة حُجحه، خاصة إن كان أمام إناس نمطيين في الفكر سواء من أصدقاء أو مُعلمين أو رجال دين. شاب في مقتبل عمره، ثوري، تعميه فورة الشباب. هكذا يكون الشباب في أغلب الوقت، يثير في الجميع روح الثورة والإعجاب حتى ولو جاء بما يُعارضنا. لكن أن يستمر معارضيه خاصة من رجال الدين في الإعجاب به حتى بعدما تعدّى مراحل النضج والكهولة وهو على مثل آرائه.! يصوّر الكاتب أمادو وكأنه إله وبأن الآخرين مفتونون بحبّه، لكن يمنعهم خوفهم من التغيير أو خوفهم من المجتمع من حولهم من أي يتحوّلوا لنُسخ منه! ---- نقاط إيجابية في الرواية أعجبني تصوير شخصية أدريانا التي توقف بها الزمن للأحداث التي مرّت بها. أيضًا علاقة موندوس بيوحنا وجلساتهما في المستشفى، كانت في أغلبها رائعة. أخيرًا أعجبني تصوير مشاعر علاقة أمادو بوالده، والتي فيها بعض الأحاسيس المثيرة للاهتمام والاحترام والتقدير والشفقة على كليهما. وأكُرر: بعضها فقط؛ لأن الكثير منها كان مُبالغة؛ أو لعلنا نقول إنها من إنسان مُعتل نفسيًا بسبب التجربة السيئة مع والده. إنسان لم يستطع أن يتعدّى ألمه وبقي سجينًا له. إنسان يحاول أن يتخلص من الألم الذي يسكن داخله طوال رحلته منذ طفولته وحتى في أواخر أيامه. أمادو ساخط ولا يستطيع التخلص من هذا السخط داخله لهذا هو يشعر بتمرّد على كل ما جعله يعيش حياته بأكملها بهذا الألم. ---- الاقتباسات من الخطأ الاعتقاد بأن اللحظات الحاسمة التي يتغيّر فيها مصار حياتنا إلى الأبد، يجب أن تكون مأسويّة بشكل صارخ وقاسٍ. إن مظهرنا الخارجي لا يبدو للآخرين مثلما يبدو لنا شخصيًا� الخيال يُقوّم صورهم حتى تُلائم أمانينا وآمالنا الشخصية. أن تُقابل الكذبة بالكذبة هو تمامًا كأن تُقابل السرقة بالسرقة، وانتهاك الحرمات بتدنيس أخرى، والخيانة بالخيانة. أنا أرتجف لمُجرد التفكير في العُنف الذي لا يقاومُ ويترك الآباء بموجبه آثارًا شبيهة بآثار حروقٍ في نفوس أبنائهم، آثارًا لن تُمحى أبدًا. هل صحيح أن جُزءًا كبيرًا من أفعالنا يحكمه خوف من الوحدة؟ ----- تقييمي النهائي رواية ”قطا� الليل إلى لشبونة� للكاتب السويسري بيتر بيري (الاسم المُستعار: باسكال ميرسيي) رواية مليئة بالثرثرة التي تدفع القارئ إلى التوقف عن القراءة من فرط الملل في بعض مواضعها. ولكن بالمقابل فالرواية تحتوي على الكثير من التأملات العظيمة. إنه كتاب يعبر عن الإنسان وتساؤلاته التي لا تنتهي. سخطه وغضبه تجاه ما يراه عبثيًا في هذه الحياة من ألم وقسوة وظلم. عن الأمل وخيبات الأمل. وعن الحثّ على مراجعة النفس وإعادة تقييم كل شيء من حولنا. إن كان بطل الرواية ثائرًا مُتمرّدًا على المُسلّمات التي يتخذها الإنسان دون التفكّر فيها. لكنه بالأخير لم يصل إلى إجابات في نهاية رحلته في الحياة. ومن في الواقع يملك الإجابات أصلًا! ربما هذا هو الاختبار الحقيقي في هذه الحياة. اليقين أمر بالغ الصعوبة. ولك -كإنسان- مُطلق الحرية في الإيمان بما تريد. بل والتمرّد عليه أو العودة إليه في أي لحظة من اللحظات الممنوحة لك على هذه الأرض. فقط احرص أن يكون إيمانك نابعًا من داخلك، وليس من داخل الآخرين! تقييمي للرواية نجمتين ⭐️⭐️ معيار التقييم: نجمة = لم يعجبني - نجمتان = مقبول - 3 نجوم = أعجبني - 4 نجوم = أعجبني بشدة - 5 نجوم = استثنائي أحمد فؤاد السابع عشر من كانون الثاني - يناير 2025 ...more |
Notes are private!
|
1
|
Dec 2024
|
Jan 09, 2025
|
Dec 01, 2024
|
Paperback
| |||||||||||||||||
9953687269
| 9789953687261
| 9953687269
| 3.92
| 1,234
| Aug 04, 2014
| Jan 01, 2014
|
liked it
| إذن فهي الذكريات مرة أخرى. الذكريات التي لا نكفّ عن الحديث عنها، ولا نكتفي من القراءة أو الكتابة عن تفاصيلها. نقرأ ذكريات الآخرين. نكتب ذكرياتنا التي إذن فهي الذكريات مرة أخرى. الذكريات التي لا نكفّ عن الحديث عنها، ولا نكتفي من القراءة أو الكتابة عن تفاصيلها. نقرأ ذكريات الآخرين. نكتب ذكرياتنا التي تُلاحقنا. نشتاق إليها تارة ونلعنها تارة. نتباهى بها بنشوة أو نُخفيها بتصميم. هي حجر الأساس في شخصياتنا؛ مزيج يُشكّل ذواتنا من خليط ذكريات سعيدة وتعيسة، بريئة وآثمة. يلجأ البعض إليها كملاذ يجترّ منه سراب أمان قد ولّى منذ زمن بعيد... ويحاول آخرون الهرب من أثر ظُلمتها المُخيفة الباقية في أرواحهم. لكن لا أحد يستطيع أن يئد ذكرياته، وكأنها لعنة لا يُمكن التخلّص منها. إنها صندوق أسود غير قابل للإتلاف. كعدوّ رابض في الخفاء ينتظر اللحظة المُناسبة لِبَخّ وجعنا المنسيّ أو المُتناسى. لكن هل ستُصدق عقولنا تلك الذكريات حين مواجهتنا أنفسنا؟ لقراءة المُراجعة الطويلة كاملة بشكل مُنسّق وبخطّ أكبر وواضح مع الصوّر والفهرس - --- مواجهة غير متوقعة في رواية "ذكريات ضالة" للكاتب الكويتي عبد الله البصيّص، يروي سلمان بدر الراجي -بطل الرواية المنكوب- قصته في محاولة للهروب من أتون ذكرياته الذي اشتعل فجأة فحوّل حياته إلى جحيم. ينشد سلمان ببوحه الخلاص من حِمله المُرهِق بعد مواجهة غير متوقعة مع ألدّ أعدائه... نفسه! اختار الكاتب أن يتوارى وراء بطله في سرد الأحداث تاركًا القارئ في معيّة المُعذّب في تقنية موفقة من أجل ربط القارئ بالأحداث وإضفاء مصداقية على السرد. قد لا تُناسب هذه التقنية -التي جاءت في المُقدّمة- كُل القُراّء.. لكنني أظن أن ذلك يعود بشكل أساسي إلى شعور القارئ بريبة تجاه الأحداث حيث تتأرجح بوصلته بين الحقيقة والخيال لما سُرِدَ في الرواية. ---- رواية ليست بوليسية! يُخطئ من يظن أن رواية "ذكريات ضالة" هي رواية بوليسية رغم استخدام الكاتب هذا الطابع كهيكل يبني عليه الأحداث، لكن الرواية في الحقيقة تندرج تحت تصنيف الروايات النفسية الاجتماعية، وهي مُطعّمة بالتأملات الفكرية والفلسفية والوجودية وإن كانت بشكل غير مُتعمّق، حيث جاء بعضها واضحًا خاصة في مرحلة الطفولة، بينما جاء بعضها الآخر مخفيًا مُستترًا خاصة في الجزء الأخير من الرواية (سأقوم بتناول هذه النقطة لاحقًا). ذكّرني ذلك ببعض روايات ستيفن كنج المُصنّفة كروايات رعب رغم أنها في جوهرها روايات نفسية اجتماعية عميقة مثل تحفته البريق. لقراءة مُراجعة رواية البريق لستيفن كنج - اضغط على هذا الرابط أرى "عبد الله البصيص" بارعًا في الكتابة في هذا التصنيف، وقد رأيت أن موهبته قد صُقلت -فلسفيًا ونفسيًا- بشكل أعمق في رائعته رواية "قاف قاتل... سين سعيد". لقراءة مُراجعة رواية قاف قاتل سين سعيد لعبد الله البصيص - اضغط على هذا الرابط برع الكاتب في بناء شخصية سلمان، تلك الشخصية المليئة بمتناقضات بشرية خلقت صراعًا داخليًا بدأ في مرحلة الطفولة وتصاعد تدريجيًا بتقدّم العُمر. المشاكل الأسرية التي عاشها سلمان كانت السبب الرئيس في خلق حالة من عدم الاتزان النفسي داخله والتي نتجت من بيئة غير مستقرة بين أبيه وأمه. أب وأم في مشاحنات دائمة وأب يشعره بأنه لا يريد الارتباط به بل والتخلص منه هو وأمه في أقرب وقت. الأم التي تحاول الحفاظ على ابنها خوفًا من أن يُماثل أبيه في سلوكه، والأب الفجّ العنيف المُنعزل عن كل من حوله زوجته وأهلها وحتى الجيران. والذي ينفر من ابنه لارتباطه بها. يُخلق ذلك شعورًا بالضآلة لدى الطفل سلمان كونه لا يرى نماذج مُشابهة لحالته في مجتمعه الصغير المُحيط به، وكأنه مُجرد خطأ في هذا العالم. في بيئة مُضطربة كهذه تولد رغبة طفولية مذعورة لإثبات الذات ولفت الانتباه، رغبة متولدة من مزيج قاتم من الغضب والخوف. تخرج هذه الرغبة كما نرى في الرواية في صورة عُنف تجاه الكلاب أولًا (كائنات ضعيفة) ثم تجاه البشر بعد التحاقه بالمباحث (تحت سطوة سُلطة مُطلقة). العنف شديد الذي يمارسه سلمان يعكس مدى التشوّه الذي اعترى روحه وتغلغل داخله، حتى أصبح التعذيب وسيلة للانتقام من أي شخص سويّ تحت تبرير الدفاع عن الوطن. --- أحيانًا يكره الإنسان النور والجمال! يعيد الزمن نفسه ويُفاجئ سلمان بظهور غير متوقع لشخص اختفى من حياته من زمن بعيد. حميد شاكر... النور الذي بزغ في عتمة حياته عندما كان طفلًا غارقًا في اضطرابه. يشرق عليه مرة أخرى في الحاضر بسطوع صارخ، فيظهر لسلمان شناعة أفعاله ويكشف له خداع نفسه لنفسه! حميد هو رمز الأمل -لسلمان- في الرواية. جاءت شخصية حميد مثالية أكثر من اللازم كما أن الجُمل الفلسفية التي جاءت على لسانه أكبر من أن يحفظها طفل حتى وإن كان مصدرها والده -وهو أمر غير جيّد روائيًا- لكن شخصية حميد وظهوره ومواقفه وكلماته لو نظرنا لها بشكل رمزي فنجد أنها جاءت مُتألقة. عندما ننظر إلى حميد شاكر سنجد النموذج الذي يُجسّد كُل ما تمنّى سلمان أن يعيشه... الأسرة المُترابطة التي حلم بها: الأب المُحِب والأم الجميلة الحنونة والأخت الهادئة. أناقة حميد، ثقته واعتداده بنفسه، قدرته على الدفاع عن نفسه ضد المُتغطرسين والمتنمّرين، اعتزازه بأبيه، ذهنه الحاضر، تفوّقه الدراسي. إلا أن كل هذا خلق داخله بغضاً وغيره داخل سلمان تجاه صديقه في كثير من الأوقات كونه يُذكّره بنقصه وبروحه المشوّهة. --- الأمل الأخير (view spoiler)[ ولأن حميد كان يُمثّل الأمل لسلمان، ولأن الأخير كان يرى حميد الأمنية الوحيدة التي يبتغيها. وكأنه الجزء النقي في روحه الذي يحاول أن يتشبّث بالحياة. ظل سلمان يرفض خروج حميد من حياته (حتى بعد المشاجرة) فلاحقه في كل مكان، وكأن سلمان يشعر بأن مع خروج حميد من حياته ستكون نهايته. وبسبب هذا الهاجس رفض عقل سلمان -بشكل قاطع- موت حميد. وأخفى عقله هذه الواقعة وتعامل معها وكأنها لم تكن. وهذه حالة شهيرة في علم النفس تُسمى بحالة الإنكار (رفض الواقع دون وعي) وهي أحد الدفاعات النفسية اللاشعورية. الالتباس الذي حدث لسلمان عند مواجهة المنشار وتخيّله أنه حميد يوضّح مدى توق روح سلمان إلى الانعتاق من السرّ المكبوت في اللاوعي. مواجهة حاول عقله التهرّب الدائم منها. مواجهة مع ضميره، نرى هروبه الدائم من بشاعة أفعاله مع البشر وتعذيبهم، باللجوء إلى السُكر وممارسة المجون رغبة في نسيان أمر لا يذكره! لكن روحه التي ناءت بعذابها المخفي عن إدراكه، كانت تنتظر اللحظة المناسبة للتخلص من ذلك السر الدفين. أتت اللحظة المنشودة كلحظة انفجار كبركان خامد قرّر أن يقذف كل ما راكمته السنين. وحينئذ صدمته المفاجأة ففقد وعيه على الفور! (hide spoiler)] --- ما أصعب أن نكتشف أننا أسوأ مما نظن! (view spoiler)[لحظة الكشف التي أفشت لسلمان عن جانبه المُظلم كانت لحظة رهيبة على نفسه. لم يُصدقها في البداية فراح عقله يستعيد كل ذكرياته دفعة واحدة، في محاول لربط كل الأحداث، تملأه الرغبة في تكذيب كل الحقائق. لكن نور حميد الساكن فيه كان أقوى هذه المرة رُبما لأن روح سلمان وقتئذ كانت موصومة بآلاف الآهات لضحايا أبرياء. وعندها وقعت ورقة التوت التي كانت تُخفي سوءة أفعاله. بدا بشعًا فاحشًا كريهًا. فتملّكته رغبة عارمة في تدمير المكان الذي شارك وساهم في تطويره "الكازينو" والانتقام من القائمين عليه "الصهيوني وناصر" كسبيل أخير للتطهّر من شناعة أفعاله. (وهي من الدفاعات النفسية للتخلّص من عبء الإثم المُرتَكب". وأصبح مراده الأخير هو إنقاذ حميد من هذا السجن لأنه روحه البريئة لا تستحق أن تكون في هذا المكان الآثم. لكننا ندرك في النهاية أن سلمان لم يكن في حقيقة الأمر ينقذ حميد، وإنما كان يحاول إنقاذ نفسه أو بالأحرى كان يحاول أن يُنقذ ما تبقّى من ضميره. في مشهد النهاية يذعن سلمان لحقيقة موت حميد وأن عقله قد أخفى عنه هذه الواقعة. رُبّما تعمّد سلمان إيذاء نفسه بتعمّد وقوع الحادثة التي تسبّبت في عجزه. لكنه لم يقنع بأن العجز قضاء كافٍ لفعلته، لهذا قرّر كتابة قصته ونشرها في وسيلة أخيرة للتطهّر. (hide spoiler)] --- مشكلات الرواية هناك اختزال واضح في بعض الأماكن من الرواية. سواء على نطاق الشخصيات أو على نطاق الأحداث. الشخصيات الثانوية كان من الممكن أن تكون أكثر قوة. هناك مرور سريع جدًا لقضايا هامة مثل نقطة البدون فبدت باهتة كان من الممكن أن يتعمّق فيها بشكل أكبر ولو على سبيل وقعها على نفوس الشخصيات. شخصية حميد جاءت مثالية أكثر من اللازم. ---- لقطات رائعة من الرواية الرمزية في موقف مرزوق عندما لمس حنان أبويّ من والد حميد كان رائعًا في إشارة إلى أن مشكلة الطفل مرزوق هي مشكلة نفسية وكأنه محروم من حنان الأب. شخصية أبو سلمان مكتوبة بحرفية عالية، سواء في نزعته الغريبة وعقله المُشوّش وحتى في انقلابه النفسي أثناء فترة الغزو. شخصية سلمان رائعة جدًا وُمركّبة بتعقيد ممتاز. رمزية الكلاب الضالة وربطها بشخصية البطل ممتازة النهاية من أجمل النهايات التي قرأتها، وهي نهاية تليق برواية نفسيّة بامتياز. اللغة، اللغة، اللغة. لغة عبد الله البصيّص رائعة شاعرية شجيّة تستعذبها النفس وتقرأها على مهل. أعدت قراءة عدة فقرات من فرط جمالها. ---- اقتباسات العلاقات لا تُقاس بالزمن، لأنها شيء يحدث في الروح، والروح خالدة لا تعترف بتحديدنا لانقسامات الوقت وتشظّياته في الدهر والعقد والسنة واليوم والساعة والثانية، هي مسّ يقع في الأرواح، حيث لا زمان ولا مكان، وحيث تكون الذكريات حيوات أخرى! الموت ليس أن تمهد جثتك تحت كومة تراب، هذا شكل الموت وليس حقيقته. الموت في الحقيقة هي الوحدة، هو أن تواجه حقيقتك موتًا لموت. أمس على نحو جليّ مدى قدرة الإنسان على بناء السدود في رأسه ليحجب فكرة ما -كالشمس مثلًا- عن الرؤية. هذا ما جعلني أفقد ثقتي بعقلي، الذي -بدوره- فقد ثقته بحواسّي التي بدأت تشكّ بحقيقة العالم الذي لا نرى منه إلا ما نريد أن نرى، ولا نشعر منه إلا بما نريد أن نشعر، بحيث يكون لكل منّا عالمه الخاص المُختلف -بكل شيء فيه- عن عالم الآخر. العتمة تعطي الأشياء من حولنا زخمًا يُحفّز مخيلتنا على تصورها بنحو لم توجد عليه. كذلك العقل إذا فكّر في أشياء لا يفهمها فسيُترجمها على غير وجهها. إنها الطفولة حيث تبدأ لعبة الحياة نحب أصدقاء الطفولة لأنهم يُذكّروننا بنقائنا عندما كُنا صغارًا، قبل أن نفهم ونفكر وتتلوّث نفوسنا برغباتها في الفتن التي تبصقها الحياة. كانت الشمس عصرًا، والشمس كانت ستبدو لطيفة لولا كلمات أبي. لا أحد يمكنه تذكّر مرحلة كاملة من حياته بكل تفاصيلها، وبعموم لحظاتها، وبجميع أزمنتها. ما نذكره هو المُنعطفات فقط، الوقائع التي أحدثت فينا تغييرًا، واستحقت بهذا تقدير الذاكرة. فترة الطفولة تكون موجودة بصورة حلم صحونا منه للتو، لتمضي بنا السنون وتشُفُّها حتى تتحوّل في سن متقدمة إلى الوهم الذي لا نجد بُدًّا من مراوغته بالإضافة والتنقيص. إنهما يعيشان داخلي، لا أعرف كيف أُعبّر عن ذلك، كأنهما من الأشياء التي تجعل مني: أنا. تنبأت بأنني سأعيش بقية حياتي غريبًا وناقصًا، وبأن فراغًا في روحي سيتّسع، وسيُمهّد لروحي الحائرة أن تحار أمثر، وسيتّسع ويتّسع، حتى يشمل حياتي بأسرها، ولن تملأه أشياء الدنيا كلها، وسيستمر الفراغ بالاتساع إلى أن تتوقف آخر دقة من قلبي. ----- خاتمة رواية "ذكريات ضالة" تجربة روائية أولى ممتازة للكاتب عبد الله البصيّص. أعجبتني الرواية بكل تأكيد، لكن الألم المُنساب منها سبّب لي الضيق مما جعل تجربتي يشوبها الانزعاج، وهذا أمر يعود لي ولا يعيب الرواية ولا الكاتب. لكن ذلك لم يؤثر في إعجابي الشديد بالتركيب النفسي والفلسفة الممزوجة بعناية في الرواية. وأكرر إعجابي الشديد بفصليّ المُقدّمة والنهاية البارعة. واللتان جاءتا في أكمل صورة. سعيد بوجود قلم روائي عربي بهذا الجمال. تقييمي 3 نجوم معيار التقييم: نجمة = لم يعجبني - نجمتان = مقبول - 3 نجوم = أعجبني - 4 نجوم = أعجبني بشدة - 5 نجوم = استثنائي أحمد فؤاد الثالث من آذار/مارس 2022 Merged review: إذن فهي الذكريات مرة أخرى. الذكريات التي لا نكفّ عن الحديث عنها، ولا نكتفي من القراءة أو الكتابة عن تفاصيلها. نقرأ ذكريات الآخرين. نكتب ذكرياتنا التي تُلاحقنا. نشتاق إليها تارة ونلعنها تارة. نتباهى بها بنشوة أو نُخفيها بتصميم. هي حجر الأساس في شخصياتنا؛ مزيج يُشكّل ذواتنا من خليط ذكريات سعيدة وتعيسة، بريئة وآثمة. يلجأ البعض إليها كملاذ يجترّ منه سراب أمان قد ولّى منذ زمن بعيد... ويحاول آخرون الهرب من أثر ظُلمتها المُخيفة الباقية في أرواحهم. لكن لا أحد يستطيع أن يئد ذكرياته، وكأنها لعنة لا يُمكن التخلّص منها. إنها صندوق أسود غير قابل للإتلاف. كعدوّ رابض في الخفاء ينتظر اللحظة المُناسبة لِبَخّ وجعنا المنسيّ أو المُتناسى. لكن هل ستُصدق عقولنا تلك الذكريات حين مواجهتنا أنفسنا؟ لقراءة المُراجعة الطويلة كاملة بشكل مُنسّق وبخطّ أكبر وواضح مع الصوّر والفهرس - --- مواجهة غير متوقعة في رواية "ذكريات ضالة" للكاتب الكويتي عبد الله البصيّص، يروي سلمان بدر الراجي -بطل الرواية المنكوب- قصته في محاولة للهروب من أتون ذكرياته الذي اشتعل فجأة فحوّل حياته إلى جحيم. ينشد سلمان ببوحه الخلاص من حِمله المُرهِق بعد مواجهة غير متوقعة مع ألدّ أعدائه... نفسه! اختار الكاتب أن يتوارى وراء بطله في سرد الأحداث تاركًا القارئ في معيّة المُعذّب في تقنية موفقة من أجل ربط القارئ بالأحداث وإضفاء مصداقية على السرد. قد لا تُناسب هذه التقنية -التي جاءت في المُقدّمة- كُل القُراّء.. لكنني أظن أن ذلك يعود بشكل أساسي إلى شعور القارئ بريبة تجاه الأحداث حيث تتأرجح بوصلته بين الحقيقة والخيال لما سُرِدَ في الرواية. ---- رواية ليست بوليسية! يُخطئ من يظن أن رواية "ذكريات ضالة" هي رواية بوليسية رغم استخدام الكاتب هذا الطابع كهيكل يبني عليه الأحداث، لكن الرواية في الحقيقة تندرج تحت تصنيف الروايات النفسية الاجتماعية، وهي مُطعّمة بالتأملات الفكرية والفلسفية والوجودية وإن كانت بشكل غير مُتعمّق، حيث جاء بعضها واضحًا خاصة في مرحلة الطفولة، بينما جاء بعضها الآخر مخفيًا مُستترًا خاصة في الجزء الأخير من الرواية (سأقوم بتناول هذه النقطة لاحقًا). ذكّرني ذلك ببعض روايات ستيفن كنج المُصنّفة كروايات رعب رغم أنها في جوهرها روايات نفسية اجتماعية عميقة مثل تحفته البريق. لقراءة مُراجعة رواية البريق لستيفن كنج - اضغط على هذا الرابط أرى "عبد الله البصيص" بارعًا في الكتابة في هذا التصنيف، وقد رأيت أن موهبته قد صُقلت -فلسفيًا ونفسيًا- بشكل أعمق في رائعته رواية "قاف قاتل... سين سعيد". لقراءة مُراجعة رواية قاف قاتل سين سعيد لعبد الله البصيص - اضغط على هذا الرابط برع الكاتب في بناء شخصية سلمان، تلك الشخصية المليئة بمتناقضات بشرية خلقت صراعًا داخليًا بدأ في مرحلة الطفولة وتصاعد تدريجيًا بتقدّم العُمر. المشاكل الأسرية التي عاشها سلمان كانت السبب الرئيس في خلق حالة من عدم الاتزان النفسي داخله والتي نتجت من بيئة غير مستقرة بين أبيه وأمه. أب وأم في مشاحنات دائمة وأب يشعره بأنه لا يريد الارتباط به بل والتخلص منه هو وأمه في أقرب وقت. الأم التي تحاول الحفاظ على ابنها خوفًا من أن يُماثل أبيه في سلوكه، والأب الفجّ العنيف المُنعزل عن كل من حوله زوجته وأهلها وحتى الجيران. والذي ينفر من ابنه لارتباطه بها. يُخلق ذلك شعورًا بالضآلة لدى الطفل سلمان كونه لا يرى نماذج مُشابهة لحالته في مجتمعه الصغير المُحيط به، وكأنه مُجرد خطأ في هذا العالم. في بيئة مُضطربة كهذه تولد رغبة طفولية مذعورة لإثبات الذات ولفت الانتباه، رغبة متولدة من مزيج قاتم من الغضب والخوف. تخرج هذه الرغبة كما نرى في الرواية في صورة عُنف تجاه الكلاب أولًا (كائنات ضعيفة) ثم تجاه البشر بعد التحاقه بالمباحث (تحت سطوة سُلطة مُطلقة). العنف شديد الذي يمارسه سلمان يعكس مدى التشوّه الذي اعترى روحه وتغلغل داخله، حتى أصبح التعذيب وسيلة للانتقام من أي شخص سويّ تحت تبرير الدفاع عن الوطن. --- أحيانًا يكره الإنسان النور والجمال! يعيد الزمن نفسه ويُفاجئ سلمان بظهور غير متوقع لشخص اختفى من حياته من زمن بعيد. حميد شاكر... النور الذي بزغ في عتمة حياته عندما كان طفلًا غارقًا في اضطرابه. يشرق عليه مرة أخرى في الحاضر بسطوع صارخ، فيظهر لسلمان شناعة أفعاله ويكشف له خداع نفسه لنفسه! حميد هو رمز الأمل -لسلمان- في الرواية. جاءت شخصية حميد مثالية أكثر من اللازم كما أن الجُمل الفلسفية التي جاءت على لسانه أكبر من أن يحفظها طفل حتى وإن كان مصدرها والده -وهو أمر غير جيّد روائيًا- لكن شخصية حميد وظهوره ومواقفه وكلماته لو نظرنا لها بشكل رمزي فنجد أنها جاءت مُتألقة. عندما ننظر إلى حميد شاكر سنجد النموذج الذي يُجسّد كُل ما تمنّى سلمان أن يعيشه... الأسرة المُترابطة التي حلم بها: الأب المُحِب والأم الجميلة الحنونة والأخت الهادئة. أناقة حميد، ثقته واعتداده بنفسه، قدرته على الدفاع عن نفسه ضد المُتغطرسين والمتنمّرين، اعتزازه بأبيه، ذهنه الحاضر، تفوّقه الدراسي. إلا أن كل هذا خلق داخله بغضاً وغيره داخل سلمان تجاه صديقه في كثير من الأوقات كونه يُذكّره بنقصه وبروحه المشوّهة. --- الأمل الأخير (view spoiler)[ ولأن حميد كان يُمثّل الأمل لسلمان، ولأن الأخير كان يرى حميد الأمنية الوحيدة التي يبتغيها. وكأنه الجزء النقي في روحه الذي يحاول أن يتشبّث بالحياة. ظل سلمان يرفض خروج حميد من حياته (حتى بعد المشاجرة) فلاحقه في كل مكان، وكأن سلمان يشعر بأن مع خروج حميد من حياته ستكون نهايته. وبسبب هذا الهاجس رفض عقل سلمان -بشكل قاطع- موت حميد. وأخفى عقله هذه الواقعة وتعامل معها وكأنها لم تكن. وهذه حالة شهيرة في علم النفس تُسمى بحالة الإنكار (رفض الواقع دون وعي) وهي أحد الدفاعات النفسية اللاشعورية. الالتباس الذي حدث لسلمان عند مواجهة المنشار وتخيّله أنه حميد يوضّح مدى توق روح سلمان إلى الانعتاق من السرّ المكبوت في اللاوعي. مواجهة حاول عقله التهرّب الدائم منها. مواجهة مع ضميره، نرى هروبه الدائم من بشاعة أفعاله مع البشر وتعذيبهم، باللجوء إلى السُكر وممارسة المجون رغبة في نسيان أمر لا يذكره! لكن روحه التي ناءت بعذابها المخفي عن إدراكه، كانت تنتظر اللحظة المناسبة للتخلص من ذلك السر الدفين. أتت اللحظة المنشودة كلحظة انفجار كبركان خامد قرّر أن يقذف كل ما راكمته السنين. وحينئذ صدمته المفاجأة ففقد وعيه على الفور! (hide spoiler)] --- ما أصعب أن نكتشف أننا أسوأ مما نظن! (view spoiler)[لحظة الكشف التي أفشت لسلمان عن جانبه المُظلم كانت لحظة رهيبة على نفسه. لم يُصدقها في البداية فراح عقله يستعيد كل ذكرياته دفعة واحدة، في محاول لربط كل الأحداث، تملأه الرغبة في تكذيب كل الحقائق. لكن نور حميد الساكن فيه كان أقوى هذه المرة رُبما لأن روح سلمان وقتئذ كانت موصومة بآلاف الآهات لضحايا أبرياء. وعندها وقعت ورقة التوت التي كانت تُخفي سوءة أفعاله. بدا بشعًا فاحشًا كريهًا. فتملّكته رغبة عارمة في تدمير المكان الذي شارك وساهم في تطويره "الكازينو" والانتقام من القائمين عليه "الصهيوني وناصر" كسبيل أخير للتطهّر من شناعة أفعاله. (وهي من الدفاعات النفسية للتخلّص من عبء الإثم المُرتَكب". وأصبح مراده الأخير هو إنقاذ حميد من هذا السجن لأنه روحه البريئة لا تستحق أن تكون في هذا المكان الآثم. لكننا ندرك في النهاية أن سلمان لم يكن في حقيقة الأمر ينقذ حميد، وإنما كان يحاول إنقاذ نفسه أو بالأحرى كان يحاول أن يُنقذ ما تبقّى من ضميره. في مشهد النهاية يذعن سلمان لحقيقة موت حميد وأن عقله قد أخفى عنه هذه الواقعة. رُبّما تعمّد سلمان إيذاء نفسه بتعمّد وقوع الحادثة التي تسبّبت في عجزه. لكنه لم يقنع بأن العجز قضاء كافٍ لفعلته، لهذا قرّر كتابة قصته ونشرها في وسيلة أخيرة للتطهّر. (hide spoiler)] --- مشكلات الرواية هناك اختزال واضح في بعض الأماكن من الرواية. سواء على نطاق الشخصيات أو على نطاق الأحداث. الشخصيات الثانوية كان من الممكن أن تكون أكثر قوة. هناك مرور سريع جدًا لقضايا هامة مثل نقطة البدون فبدت باهتة كان من الممكن أن يتعمّق فيها بشكل أكبر ولو على سبيل وقعها على نفوس الشخصيات. شخصية حميد جاءت مثالية أكثر من اللازم. ---- لقطات رائعة من الرواية الرمزية في موقف مرزوق عندما لمس حنان أبويّ من والد حميد كان رائعًا في إشارة إلى أن مشكلة الطفل مرزوق هي مشكلة نفسية وكأنه محروم من حنان الأب. شخصية أبو سلمان مكتوبة بحرفية عالية، سواء في نزعته الغريبة وعقله المُشوّش وحتى في انقلابه النفسي أثناء فترة الغزو. شخصية سلمان رائعة جدًا وُمركّبة بتعقيد ممتاز. رمزية الكلاب الضالة وربطها بشخصية البطل ممتازة النهاية من أجمل النهايات التي قرأتها، وهي نهاية تليق برواية نفسيّة بامتياز. اللغة، اللغة، اللغة. لغة عبد الله البصيّص رائعة شاعرية شجيّة تستعذبها النفس وتقرأها على مهل. أعدت قراءة عدة فقرات من فرط جمالها. ---- اقتباسات العلاقات لا تُقاس بالزمن، لأنها شيء يحدث في الروح، والروح خالدة لا تعترف بتحديدنا لانقسامات الوقت وتشظّياته في الدهر والعقد والسنة واليوم والساعة والثانية، هي مسّ يقع في الأرواح، حيث لا زمان ولا مكان، وحيث تكون الذكريات حيوات أخرى! الموت ليس أن تمهد جثتك تحت كومة تراب، هذا شكل الموت وليس حقيقته. الموت في الحقيقة هي الوحدة، هو أن تواجه حقيقتك موتًا لموت. أمس على نحو جليّ مدى قدرة الإنسان على بناء السدود في رأسه ليحجب فكرة ما -كالشمس مثلًا- عن الرؤية. هذا ما جعلني أفقد ثقتي بعقلي، الذي -بدوره- فقد ثقته بحواسّي التي بدأت تشكّ بحقيقة العالم الذي لا نرى منه إلا ما نريد أن نرى، ولا نشعر منه إلا بما نريد أن نشعر، بحيث يكون لكل منّا عالمه الخاص المُختلف -بكل شيء فيه- عن عالم الآخر. العتمة تعطي الأشياء من حولنا زخمًا يُحفّز مخيلتنا على تصورها بنحو لم توجد عليه. كذلك العقل إذا فكّر في أشياء لا يفهمها فسيُترجمها على غير وجهها. إنها الطفولة حيث تبدأ لعبة الحياة نحب أصدقاء الطفولة لأنهم يُذكّروننا بنقائنا عندما كُنا صغارًا، قبل أن نفهم ونفكر وتتلوّث نفوسنا برغباتها في الفتن التي تبصقها الحياة. كانت الشمس عصرًا، والشمس كانت ستبدو لطيفة لولا كلمات أبي. لا أحد يمكنه تذكّر مرحلة كاملة من حياته بكل تفاصيلها، وبعموم لحظاتها، وبجميع أزمنتها. ما نذكره هو المُنعطفات فقط، الوقائع التي أحدثت فينا تغييرًا، واستحقت بهذا تقدير الذاكرة. فترة الطفولة تكون موجودة بصورة حلم صحونا منه للتو، لتمضي بنا السنون وتشُفُّها حتى تتحوّل في سن متقدمة إلى الوهم الذي لا نجد بُدًّا من مراوغته بالإضافة والتنقيص. إنهما يعيشان داخلي، لا أعرف كيف أُعبّر عن ذلك، كأنهما من الأشياء التي تجعل مني: أنا. تنبأت بأنني سأعيش بقية حياتي غريبًا وناقصًا، وبأن فراغًا في روحي سيتّسع، وسيُمهّد لروحي الحائرة أن تحار أمثر، وسيتّسع ويتّسع، حتى يشمل حياتي بأسرها، ولن تملأه أشياء الدنيا كلها، وسيستمر الفراغ بالاتساع إلى أن تتوقف آخر دقة من قلبي. ----- خاتمة رواية "ذكريات ضالة" تجربة روائية أولى ممتازة للكاتب عبد الله البصيّص. أعجبتني الرواية بكل تأكيد، لكن الألم المُنساب منها سبّب لي الضيق مما جعل تجربتي يشوبها الانزعاج، وهذا أمر يعود لي ولا يعيب الرواية ولا الكاتب. لكن ذلك لم يؤثر في إعجابي الشديد بالتركيب النفسي والفلسفة الممزوجة ب ...more |
Notes are private!
|
2
|
Feb 27, 2022
not set
|
Feb 28, 2022
not set
|
Nov 14, 2024
|
Paperback
| |||||||||||||||
6030407007
| 9786030407002
| 6030407007
| 4.44
| 225
| May 2022
| May 2022
|
it was amazing
| في أي لحظة من حياتك لا بُد أن تقرأ هذا الكتاب؟ الآن! مُراجعتي الكاملة بشكل مُنسّق مع الصوّر على موقع عالم موازٍ على هل تجاربنا مُتفرّدة وتخت في أي لحظة من حياتك لا بُد أن تقرأ هذا الكتاب؟ الآن! مُراجعتي الكاملة بشكل مُنسّق مع الصوّر على موقع عالم موازٍ على هل تجاربنا مُتفرّدة وتختلف عن تجارب بقية البشر؟ أم أنها جميعًا مُتشابهة؟ إن كل إنسان لديه يقين عظيم بأن قصته ستكون مُختلفة عن بقية من سبقوه. تجارب قصص الحُب والزواج والعمل والنجاح. تجارب الشراكة. تجارب تربية الأبناء. تجارب الكفاح ضد الفقر أو الظلم أو متاعب الحياة. إن كل إنسان منا يظن -وعلى الرغم من التشابه الكبير بين السواد الأعظم من البشر في هذه الأمور- أن تجربته ستكون مختلفة وناجحة. ربما مردّ هذا فِطرته التي تُحرّكه لرفض أي قيود تُفرض عليه. أو إلى إيمانه بالحق الذي كفله الله تعالى للإنسان بحريته في الاختيار. هناك عدة أسباب تدفع القارئ إلى قراءة كتب السِيَر الذاتية، منها أن لدينا رغبة دفينة في الاستماع إلى قصص الآخرين. وربما رغبة في التلصص على تفاصيل حياة الآخرين لمقارنتها بما نمر به. يبدوأننا نبحث في تفاصيل تجارب السابقين عن تفصيلة صغيرة يُمكنها أن تساعدنا على تعزيز تجربتنا ومحاولة الارتقاء بها. خطوة ما. طريق جديد. اقتراح مختلف. لا بُد أن هناك ما يمكننا اكتشافه ومحاولة تجربته. لكن الأهم ليس الاكتشاف في حد ذاته بقدر ما هو معرفة طريقة تنفيذها بحيث لا يكون الأمر مجرد نسخ ولصق. وإنما يكون بفهم الفكرة وتنفيذها بطريقة مُتفردة تناسب الفرد وتُعبّر عن شخصيته وتلائم معتقداته وأفكاره وأخلاقه. وربما ما يدفعنا إلى قراءة كتب السير الذاتية أيضًا؛ التماس الحكمة من شخص يكتب لنا بعد أن وصل إلى عُمر كبير لم نصله بعد في الغالب. شخص يحاول أن يفهم ويكتب رؤيته الخاصة. شخص يدرك -كما أدرك أغلب البشر من قبل- أن أغلب الأشياء التي مثّلت الاهتمام الأكبر في حياته، لا تهم في آخر المطاف. وأن الإنسان ساذج في أغلب أمنياته، وأن آماله لن يتحقق منها سوى النذر اليسير. وأنه مهما حاول أن يوصل حكمته لأبنائه فإنه في الغالب لن ينجح. وأن التاريخ سيمر به ويمضي مثلما مضى على من سبقوه. وأن سير الناس في الأرض لا تبقى مشهورة بجودة أعمالهم الصالحة فقط، بل ربما لكونها تُستخدم دعائيًا أو اقتصاديًا أو دينيًا أو اجتماعيًا أو سياسيًا. فما أكثر الأعمال أو السير التي اندثرت أو لم تحظ بأي نصيب من الشهرة حتى وهي موجودة بيننا لأسباب مختلفة ربما يعرفها البعض ويجهلها الكثير. بينما تتألق تحت أضواء الشُهرة أعمالًا وسِيَر لا تستحق أن تحظى بهذه الهالة. ------- فكرة جذابة ترشيح صديقي حمد، والفكرة المختلفة التي يُقدمها الكتاب هما ما شجعاني على قراءة كتاب ”الظ� والحرور�. جمع الكاتب ”فه� الجريوي� اختياراته الخاصة من نخبة من كتب السير الذاتية ثم عرضها في شكل فصول قائمة على مواضيع مُحددة. بحيث يكون الموضوع هو عنوان الفصل ومن ثم تأتي تحته اختيارات الكاتب من تلك الكتب. وهي فكرة جذابة حقًا، ولا أعرف إن كانت مطروقة من قبل أم لا. نعم رأيتها من قبل لكن كمقالات في الصحف المتخصصة. ولكن لم أرها من قبل في كتاب. الجميل في هذا الكتاب أن الفصول المختارة جاءت مناسبة جدًا وشديدة الارتباط بأهل المنطقة العربية المتشابهة لغويًا وثقافيًا واجتماعيًا وفكريًا إلى حد بعيد. وبمجرد الاطلاع على أسماء العناوين ستدرك أنها ترسم الأساسيات التي تُشكّل الإنسان بشكل عام: ”آبا� وأمهات - الطفولة والصِبا- مناصب ووظائف - التعلم - القراءة - الكتابة- الأعلام الشهيرة في الوطن العربي - الشعراء والشعر - الرواية - رفيق العمر ورفيقة العمر - الأبناء والبنات - بين التلاميذ - الصحة والمرض - خلف القضبان - وصايا� - من الصعب ألا يشعر القارئ أن الكتاب لا يُمثل أفكاره وهمومه وتكوينه واهتماماته بشكل أو بآخر. ----- نقطة مميزة وعيب محتمل! ما يميز هذا الكتاب نقطة -قد تعيبه أيضًا- وهي أن الاختيارات جاءت قصيرة وسهلة القراءة والتجزئة. وهذا يعني أن القارئ لن يشعر بالملل أثناء القراءة؛ كونه لن يجد تفاصيلًا لا بد أن تكون موجودة في الكتاب الأصلي المُقتبس منه. وأيضًا لها أثر بفتح أُفق القارئ على عدة أفكار وزوايا لكل موضوع من المواضيع بسبب تعدّد الآراء للموضوع الواحد. هذا التكثيف يساعد القارئ على التركيز وعلى الخروج بالفائدة وعلى القراءة السريعة، خاصة وأن القارئ المتململ يمكنه أن يقرأ بضع صفحات في الجلسة الواحدة فيما لا يتعدى ذلك ربع ساعة أو نص ساعة على الأكثر. لكن نفس النقطة قد تكون عيبًا في الكتاب في رأي القارئ الذي يبحث عن التعمق وعن ربط الأحداث وسياقها وتأثيرها على الكاتب الأصلي. فلا يمكن أن تنقل لي هذه الاختيارات الشعور الرائع الذي انتابني مع قراءة ”ذكريا� علي الطنطاوي� أو ”ماذ� علمتني الحياة؟ - أحمد أمين� أو ”سيرت� الفكرية - عبد الوهاب المسيري� و“الأيا� - طه حسين� وغيرها. تلك الكتب والتي تمثل التجربة الكاملة للكاتب بالشكل الذي يرغب في نقله للقارئ، والتي بسببها يتأثر القارئ بها ويتفهم سياق الأحداث وسبب الاقتباسات المختارة التي يقرأها في أماكن أخرى. دعونا نعتبر كتاب ”الظ� والحرور� فاتحًا لشهية للقارئ -الذي يهوى قراءة تلك الكتب- أو كنوع من المُقبّلات التي تدفعه إلى التهام الكتب المنقول منها. لكن أكثر فائدة في هذا الكتاب ”الظ� والحرور� - في رأيي - هي حثّ القارئ على الاطلاع على قراءة كتب السير الذاتية المُقتبس منها.، إن أكثر ما أبهجني هو أن الكتاب كان بمثابة كشّاف للآلئ أدبية في هذا اللون الأدبي جعلني أضع بعض الكتب -التي لم أقرأها بعد- على قائمة القراءة. بل أنني بدأت بالفعل بقراءة كتاب ”ماذ� علّمتني الحياة� لأحمد أمين. ----- سلبية واحدة أعترف أنني وعلى الرغم من إعجابي الشديد بالكتاب، وتأثري به. إلا أنني لا بد أن أعتبر الكاتب انتقائيًا في اختياراته. وهذا أمر أتفهّمه بكل تأكيد خاصة وأنه قد أشار إليه بنفسه في مُقدمته. الكاتب كان واضحًا في الإشارة إلى عدم ميله إلى المذكرات السياسية (وأنا أوافقه جزئيًا فيما ذهب إليه). وبأنه أُصيب بخيبة أمل في الكثير من كتب السير الذاتية التي نالت شهرة رأى أنها لا تستحقها ”وأن� أيضًا أوافقه جزئيًا في هذا الأمر�. وأخيرًا فإنه رأى أن أغلب المذكرات الغربية تحديدًا كانت بلا قيمة أو فائدة أو بها الكثير من والترويج للباطل وفساد الأخلاق. نعم قد أتفهّم الكاتب لكنني لا أتفق معه فيما ذهب إليه بشكل كامل، وقد رأيت في الكثير من المذكرات الغربية الكثير من الفائدة - وإن جاء كثير من المشهور منها مختلطًا بأفكار تخالف أفكارنا وتتعارض معها- لكن الأمر ليس الغرض منه ترويجًا ما من قِبَلِهم. وإنما هي مجرد خلاصات تجارب بشرية متنوعة، وتقييمنا في أهميتها أو قيمتها يتفاوت حسب قدرتنا على الاستخلاص والفهم والتأمل والتدبر والتفكير. فالمعايير تختلف باختلاف المبادئ والأصول والمعتقدات. وحرية الرأي مكفولة لجميع البشر، والإنسان السوي هو من يطّلع ويقرأ ويقارن ويصل إلى النتيجة التي يخرج بها بعد هذا التدبّر. لكن بالأخير الشكر للكاتب على النصيحة التي ارتآها وحاول أن يوفّر على القارئ ضياع وقته وأن يقيه شرّ الدعايات المُبهرة للأعمال السطحية، وذلك من وجهة نظره الشخصية. ------- تقييمي النهائي ستة عشر ساعة قضيتها في قراءة هذا الكتاب "الظل والحرور". غرقت في بحر مقتطفات السيّر الذاتية المُنتقاة بعناية. وأعترف أنني أبطأت من سرعة قراءتي من أجل أن أعيش وأشعر بكل مقتطف. انتزعني هذا الكتاب من واقعنا، وكشف لي -بقسوة- عن السطحية والتفاهة التي استشرت في مجتمعاتنا - عربيًا وعالميًا- بكل وضوح. وكيف لا وأنا في صُحبة المازني وطه حسين وعلي الطنطاوي وزكي مبارك وأحمد حسن الزيات ونجيب محفوظ والعقاد وجلال أمين وأحمد أمين، والكثير غيرهم. كتاب رائع رغم انتقائية المقتطفات المُختارة، وتجاهل بعض السير الغربية التي بها الكثير من الفائدة. تقييمي للرواية خمس نجوم ⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️ معيار التقييم: نجمة = لم يعجبني - نجمتان = مقبول - 3 نجوم = أعجبني - 4 نجوم = أعجبني بشدة - 5 نجوم = استثنائي أحمد فؤاد الخامس عشر من شباط - فبراير 2025 ...more |
Notes are private!
|
1
|
Nov 04, 2024
|
Dec 07, 2024
|
Nov 04, 2024
|
Paperback
| |||||||||||||||
B0DTRKZQWK
| 3.57
| 213
| 1904
| unknown
|
it was ok
|
None
|
Notes are private!
|
1
|
Oct 22, 2024
|
Oct 25, 2024
|
Oct 26, 2024
|
Paperback
| |||||||||||||||||
282510566X
| 9782825105665
| 282510566X
| 3.45
| 82
| 1937
| Oct 10, 1994
|
liked it
|
None
|
Notes are private!
|
1
|
Oct 26, 2024
|
Oct 30, 2024
|
Oct 26, 2024
|
Paperback
| |||||||||||||||
B0918JXXH4
| 4.55
| 7,505
| Sep 05, 2021
| Mar 28, 2021
|
it was ok
| عندما تكون أسباب نجاح الرواية هي أسباب ضِعفها! مُراجعتي الكاملة بشكل مُنسّق مع الصوّرعلى موقع عالم موازٍ على يتأثر الإنسان بالقصص. لهذا فهي د عندما تكون أسباب نجاح الرواية هي أسباب ضِعفها! مُراجعتي الكاملة بشكل مُنسّق مع الصوّرعلى موقع عالم موازٍ على يتأثر الإنسان بالقصص. لهذا فهي دومًا مُلهمة له. مُحمّلة بالدوافع الإنسانية التي يفهمها كونه واحد من جنس البشر. تاريخ وتراث وأمنيات ورغبات وخير وشر. عالم كامل يُنسج في شكل حكاية. لهذا فمن الطبيعي أن يحب القارئ قراءة روايات من هذه النوعية. والتي تتناول حقبة تاريخية غنية بالأحداث الدرامية المؤثرة على التاريخ. ورواية ”أورا� شمعون المصري� كانت نموذجًا من هذا النوع. لكن ما يثير القارئ العربي تحديدًا -أيًا كانت ديانته ومعتقداته- هو تصوير الرواية لحقبة غنية جدًا سواء على المستوى الديني أو المستوى السياسي أو الاجتماعي بل والجغرافي أيضًا. ---- نجاح يتحدث عنه الجميع قصة الخروج الكبير لقوم موسى عليه السلام من مصر، وما تبعها من أحداث عظيمة على رأسها التيه العظيم الذي حُكم به على بني إسرائيل في نطاق جغرافي محدد. هي قصة شديدة الارتباط بوجدان شعوب الشرق الأوسط خاصة في مصر. بالإضافة إلى ارتباطها وجدانيًا بنفوس معتنقي الرسالات الإبراهيمية جميعها ”الإسلامي� والمسيحية واليهودية� -مهما كانت لغتهم أو أصولهم. ربما لأنها القصة الوحيدة التي تتشابه أحداثها إلى حد بعيد بين هذه الرسالات الثلاث. خاصة أنها القصة الوحيدة التي ذُكرت وذُكر أهلها ”بن� إسرائيل� بكثافة في القرآن العظيم. هذه النقطة تحديدًا ربما هي السبب الأساسي في نجاح رواية ”أورا� شمعون المصري� ذلك لأن الكاتب لديه قارئ جاهز مُطلع على أغلب الأمور الهيكلية في هذه القصة بشكل لا يحتاج معها إلى أي مجهود لإعداد القارئ وتهيئته للدخول إلى القصة والتعريف بأبطالها. السبب الثاني في رأيي وهو سبب مهم؛ هو الاستعانة بالموروثات المختلفة وسردها للأحداث -بشكل مقنن ومحدود- واستخدامها في غزل نسيج الأحداث بشكل مشوّق أدبيًا. فعلى الرغم على الاعتماد الغالب على النص القرآني والمصادر الإسلامية في هذه الرواية، إلا أننا نلاحظ في أكثر من مكان استعانة الكاتب ببعض الإسرائيليات (والتي هي غير مؤكدة وغير مرفوضة) أو بالمصادر المصرية القديمة أو المصادر المسيحية؛ سواء من العهد القديم أو الجديد. وهذا الأمر كان له أثر بالغ أدبيًا وروائيًا لسد بعض فراغات في الأحداث التي لم تُذكر في بعض المصادر التي بنى الكاتب روايته عليها (خاصة أنها غير متعارضة معها). وهي في الغالب معلومات غير دارجة بين القراء العرب بشكل عام. رفع ذلك من نسبة تقبّل أي قارئ للنص مهما كان معتقده وذلك لأنه سيجد لا محالة جزءًا من مصادره التي ألفها. من النقاط الإيجابية في الرواية؛ تحوّل الأحداث إلى شبه الجزيرة العربية، وأجد في هذا الجزء تحديدًا تفوق واضح على صعيد النص والحوار والتحليل والشخصيات، مقارنة بالأحداث التي كان فيها شمعون مُصاحبًا لبني إسرائيل. وعلى الرغم من ذلك، نجد أنه من المفارقة أن تكون أسباب نجاح الرواية هي في نفس الوقت هي أسباب ترهّلها وانخفاض جودتها أدبيًا! ---- سلبيات الرواية الفئة المستهدفة� الجميع! أظن أن الكاتب قد وقع في فخ اختيار الفئة المستخدمة. ربما يكون طمعًا -مشروعًا لأي كاتب- في استهداف عدة فئات من القراء أو ربما جميع الفئات. لكن للأسف - من المستحيل أن يكون هناك نصًا يجمع عليه الجميع. لهذا فإن التوجّه إلى استهداف الجميع لا بُد وأن ينتج عنه تسطيح للنص. ليس فقط في شكله الأدبي وإنما في مضمونه وعُمقه وتأثيره المتوقع على القارئ. شعرت في كل خطوة من خطوات شمعون أو خطوات شهبور أو مع أي قرار محوري اتخذه أيًا منهما، أنها كانت تُمثل صراعًا لدى الكاتب يتمثّل في الهروب من الاصطدام بآراء القراء. مع مثل هذا التوسّع في إرضاء الجمهور يقع النص في حالة من الميوعة. حضور باهت ينأى كثير من الكُتّاب بالعادة الدخول في جدل تشخيص الشخصيات التاريخية الدينية. وهو أمر مفهوم. لكن الكاتب هنا وعلى الرغم من إيثاره الابتعاد عن هذا الأمر إلا أنه استعان بها في الأحداث بحضور مباشر، ولكن تأثير ذلك أن أظهر تلك الشخصيات بشكل باهت للغاية في الرواية. فالشخصيات الدينية مثل شخصية سيدنا موسى -على سبيل المثال- جاءت جدًا هامشية. نجده مرة مشاركًا في الموقف ولا يتكلم أو لا يشترك في الحوار، وكأنه وحيّ نوراني لا يناقش الناس الذين يتصارعون حوله ويطلبون رأيه، فيتجاهلهم وكأنه ينأى عن الكلام، ويتكلم على لسانه يوشع ابن نون!!! هذا الأمر شديد الاصطناع. إما أن تتفاعل الشخصية ولو بشكل محدود، وإما لا تظهر الشخصية مُطلقًا في الصراعات ويُنقل الأمر على لسان أحدهم. ويُمكننا أن نلاحظ الفرق الكبير بين أحداث شمعون وسط قومه، وبين أحداث شمعون في جزيرة العرب في مكة والمدينة. يُمكنن تمييز الفارق الملحوظ في الحوار، وأيضًا في انخراط الشخصيات الرئيسة في المشاركة في الصراعات التي دارت حولها في هذا الجزء من الرواية. هروب مستمر كلما تقدّمنا في القراءة، كلما شعرنا بهروب الكاتب المستمر من الانطباع الذهنية لدى القُراء تجاه حكاية التيه وحكاية سيدنا موسى عليه السلام. وكأنه يخشى أن يتعارض لفظ واحد في نص الرواية -حتى وإن كان خياليًا- مع انطباع ذهني مُسبق لدى القارئ! وهذا ما نراه على سبيل المثال في الاستخدام المُفرِط في تركيب الحوارات لتأتي بعضها بنفس النص القرآني بشكل متطابق. صحيح أن هذا يأتي في بعض الأحيان لحثّ القارئ على تذكّر النص. لكنه لا يجب أن يكون بهذا الشكل المُفرِط الذي ظهر النص معه مُصطنعًا هزيلًا. فبدا كنُسخٍ مُبسطة وسطحية من الحكايات الأعمق المكتوبة في المتن القرآني أو توراتي أو الإنجيلي أو في كتب التاريخ. وعظ مُفرط لم تنج الحوارات أيضًا من الوعظ المُبالغ فيه. فنتج عن ذلك حوارات نمطية سطحية لا تُقدم جديدًا ولا تناقش ولا تُظهر صراعات النفس البشرية ومجالات اختلافاتها الفكرية ومبرراتها التي تُفسّر اعتراضها على الدعوة إلى الله. وهذا يجعلنا نربط سطحية النص مع سطحية الشخصيات وضحالتها في الرواية، خاصة الشخصيات الثانوية، والتي هي جميع الشخصيات باستثناء شمعون المصري! هذا يعود بنا إلى نقطة الفئة المستهدفة. ربما التفسير الوحيد للجوء الكاتب إلى هذا الأسلوب، هو التردد في اختيار فئة القراء المُقدم إليها الرواية. فمثل هذا الأسلوب البسيط يُقدَّم بالعادة إلى فئة عمرية ما بين سن مُبكّر للطلبة إلى سن المراحل الأولى من سن المراهقة. نص شبيه بكتب قصص الأنبياء البسيطة. وهذا ليس ذمًا في هذا الأسلوب. على العكس من ذلك، فإن هذا الأسلوب هو أفضل الأساليب التي يُمكنها أن تجذب تلك الفئة للقراءة والاطلاع، وربما تجذب أيضًا إليها فئة الكبار الذين لا يقرأون بالعادة. تحولات غير مُقنعة من سلبيات الرواية أيضًا التحوّل في قرارات الشخصيات الرئيسة في الرواية -كشخصية شهبور على سبيل المثال - بدون أي دوافع مُقنعة. ربما سار الكاتب على أسلوب النصّ الديني الذي لا يخبرنا عن دوافع الشخصيات في القصص المذكورة فيه. لأن هدفه بالأساس ليس سرد القصة وإنما توضيح الموعظة. لكن هذا لا يصح أدبيًا وإلا فلِم نقرأ الرواية بالأساس ولم نكتفي بما جاء من تفسير وسيرة ومصادر سابقة تحكي لنا الأحداث دون التدخل فيها ولا فرض رأي عليها. ذلك لأن دورها كان إيصال المعلومة بشكل حيادي كمصدر، وليس كتجربة أدبية روائية تحاول أن تضع القارئ موضع الشخصيات المختلفة ومحاولة لتفسير مبرراته ودوافعه بشكل مُتخيَّل. ---- تحية وتقدير من أجمل النقاط الإيجابيات في هذا الكتاب؛ التفاصيل الجغرافية والاجتماعية، والتي أثراه بالمراجع في آخر الكتاب. أحيّي الكاتب على هذه التفاصيل الرائعة والاهتمام بعرض الخريطة والأماكن الهامة مثل أماكن الخروج ومناطق تجمّع بني إسرائيل وأسماء الأماكن في وادي بكة وغيرها، ولم بأسمائها القديمة مع توضيح الاسم الحالي للمنطقة في عصرنا الحالي. هذا بالإضافة إلى ذِكر الشخصيات الحقيقية التي جاءت في الرواية، والمصادر التي استعان بها الكاتب. أيضًا جاءت اللغة سلسة وفخمة وإن كانت لا تلائم لغة بني إسرائيل التي كانوا يحكوا بها في ذاك الوقت. خاصة وأنهم كانوا جزءًا من نسيج مصر لسنوات طويلة. ولم تكن -حسب ظني- بعض التعبيرات الفصيحة -الموجودة في تراث الجزيرة العربية- له وجود في لغتهم. مجهود يستحق كل التقدير للكاتب أسامة عبد الرؤوف الشاذلي. ---- تقييمي النهائي رواية ”أورا� شمعون المصري� رواية لطيفة للعيش في أحداث تاريخية غنية بشكل متصور وخيالي. فالحدث -أي حدث- يملك بريقًا عندما يتحوّل إلى حكاية. ربما ستجد نسبة كبيرة من القراء، كثير من المتعة في الرواية. خاصة وهي مكتوبة بلغة جميلة وسلسة بالفعل.لكنها لا تقدم جديدًا في حقيقة الأمر. وربما لم يكن هذا هو هدف كتابتها بالأساس. رواية للجميع� ليس أمرًا إيجابيًا بكل تأكيد! تقييمي للرواية نجمتين ⭐️⭐️ معيار التقييم: نجمة = لم يعجبني - نجمتان = مقبول - 3 نجوم = أعجبني - 4 نجوم = أعجبني بشدة - 5 نجوم = استثنائي أحمد فؤاد الثاني والعشرون من تشرين الثاني - نوفمبر 2024 ...more |
Notes are private!
|
1
|
Oct 07, 2024
|
Oct 21, 2024
|
Oct 07, 2024
|
Kindle Edition
| |||||||||||||||||
9770939072
| 9789770939079
| 9770939072
| 3.95
| 66
| Sep 01, 2024
| Sep 01, 2024
|
it was amazing
| الإنسان ليس أسير زمن يعيد نفسه. بل هو أسير نَزعة الشر داخله. مُراجعتي الكاملة بشكل مُنسّق مع الصوّر على موقع عالم موازٍ على نُشرت المراجعة الإنسان ليس أسير زمن يعيد نفسه. بل هو أسير نَزعة الشر داخله. مُراجعتي الكاملة بشكل مُنسّق مع الصوّر على موقع عالم موازٍ على نُشرت المراجعة في جريدة النهار العربي - التكرار ليس صدفة والزمن لا يتكرّر. لكن البشر هم من يجدّدون أفعالهم بأساليب مختلفة وأدوات متغيرة. التكرار ليس صدفة. والتشابه ليس عشوائيًا. منذ أن خُلِق الإنسان وهو يصارع ذاته قبل أن يصارع بني جِنسه. مسكون بشهوات لازمة لاستمرار حياته. منكوب بنزعة الشرّ داخله. مُعذّب حتى يوم الدين بكفاح عسير مع نفسه. ولكي يهرب الإنسان من مواجهة النفس ومنازعة الضمير. فإنه يخلق لنفسه حالة من التماهي مع الكذب. يكذب الإنسان على نفسه ويصدق مبرراته المصنوعة -ببراعة العقل الباطن- خصيصًا من أجله. ومن أجله فقط. يتفنن الإنسان في اختلاق مبررات لفظائع ما يرتكب من ظُلم وقتل وسرقة ومكائد ترفع من شأنه وتختصر طريق طويل من العمل السليم. يُفتن الناس بالنتائج ويرغبون من أعماقهم السير في نفس الطريق السريع. يزداد الجمع ويتقاطر عليهم مَن وَقع في شِباك الإغراء. ولإرساء أسس المجتمع المتكامل حسب إيمانهم -المنحرف- يؤسسون قانون العدل المشوّه. مُستهلّين فيه بدستور مبدأه الأول؛ هو أن الظُلم والاستغلال والجور مجرد أعراض جانبية لا بُد منها في سبيل خلق مُجتمع مستقر. في ظل مجتمع كهذا. من الطبيعي أن يشك المرء في نزعة الخير المفطور عليها. في الحق والعدل والمساواة والإنصاف والنزاهة. يدفع صخرة إيمانه على جبل واقِعَه، في محاكاة لأسطورة سيزيف. يعذبه ضميره إن حاد عن طريقه وتفتك به حاجاته وعوزه في حياته والتي يتحكم فيها من لا يريدون له أن يخرج من صراعه الأبدي. هكذا كان مساعد بطل الرواية. ----- الزمن تغوص بنا الرواية في بحر التاريخ لتنقلنا إلى ثلاثينيات القرن العشرين على أرض الكويت. اختيار الفترة الزمنية كان موفقًا لعدة أسباب: السبب الأول والأهم هو إقامة مقارنات غير مباشرة لا بُد أن تنشأ في عقل القارئ، بين الماضي والحاضر. يقيم عبد الوهاب الحمّادي هذه المماثلة ليلقي الضوء ببراعة على التشابه الكبير الذي يربط بين الحاضر والماضي فقط إن تغيّرت الأسماء والمراكز والأماكن. هذا التشابه الذي لم يقصد منه الكاتب إسقاطًا مُباشرًا وإنما رغب في إقامة معادلة دائمة � قابلة لتغيير مكوّناتها- يتكامل معها المجتمع. والأمر الذي برع فيه عبد الوهاب الحمّادي هو عرض المفارقة في وجود تشابه واضح بين الماضي والحاضر على الرغم من التناقض الصارخ بين الحال الاجتماعي والاقتصادي للدولة وأفراد المجتمع بين الفترتين. من فقر مُدقع لأغلب أفراد مجتمعه إلى رخاء وخير عميم. السبب الثاني هو التصوير الساحر لمدينة الكويت في تلك الحقبة الزمنية. تفاصيل شديدة العُمق، وبالغة الدقة توضح مدى اجتهاد عبد الوهاب الحمّادي ومدى رغبته الحقيقية في إحياء الجمال الخلّاب لمدينة الكويت المٌشرّب بشجن الحنين. رسم الكاتب ببراعة -تستحق الإعجاب- طرقات المدينة وحاراتها وأسواقها المختلفة ومقاهيها. المرقاب والقِبلة وبيت ديكسون والمستشفى الأمريكي وسوق واجف سوق الخبابيز وتل هبيتة وميناء الفرضة وربوع حولي وبيان. يخيط الاحداث مع الأماكن مع الشخصيات ليخرج نسيجًا يكون القارئ جُزءًا منه طوال الرواية، وربما صارت الرواية جزءًا منه بعد إنهائها. السبب الثالث وهو إبراز الجانب الثقافي المعروف عن الكويت. اجتماع المثقفين في أسواق ومقاهي محددة. الحرص على الاطلاع والثقافة من أدوات الثقافة في الماضي وعلى رأسها المجلات الثقافية الآتية من مصادر الثقافة حينها في مصر والعراق. هذا الجانب الثقافي تميّزت به الكويت وما زالت ولنا في هذه الرواية ذاتها كعمل أدبي خير مثال. --- صيد في بحر المصائب! تتعمّق الرواية في الجانب الاجتماعي للمجتمع الكويتي في ثلاثينيات القرن العشرين. ويُظهر الكاتب أثر الأحداث الجِسام التي مرّت على الكويت في تلك الفترة. سنة الجدري... سنة الهدامة... سنة الطفحة... عزوف مشتري اللؤلؤ عن شرائه -بعد أن استزرعته اليابان- وهو مصدر الرزق الأساسي للكثير من أفراد المجتمع. نرى الاهتمام في إيضاح أثر هذه الأحداث على أفراد المجتمع وطرق تعاملهم مع الأمر. الغرق في شباك الديون � رهن البيوت � فقدان ممتلكات. استغلال بعض التجار لهذه المآسي أغرق المجتمع في بحر الديون. ويستمر الكاتب في عرض انعكاس ذلك في تغيّر تراتيبية بعض أفراد المجتمع. ومدى الهيمنة التي تُستخدم فيها أساليب الضغط والأدوات دينية والعلاقات اجتماعية كأدوات ابتزاز-بعضها ناشئ عن ذلك الانعكاس- لفرض الهيمنة والسُلطة. ------ كاميرات متعددة للسرد. استخدم عبد الوهاب الحمّادي مزيجًا سرديًا في كتابة روايته. حيث يستعرض الكاتب حكايته بأسلوبين متضافرين، وكأن دراما الأحداث مُصوّرة لنا بكاميرتين مختلفتين. كل كاميرا منهما تنقل لنا الأحداث. ينسج عبد الوهاب حبكته بتصوير كل حدث من خلال زاوية -أو وجهة نظر- مُحددة تكون لبنة لقادم الأحداث. ومع تقدّم الرواية سنجد تلك الأساليب السردية تتداخل بشكل مُتقن لتصنع نصًا مُركبًا في باطنه مهما بدا بسيطًا. الأسلوب الأول - الكاميرا الأولى. هو أسلوب الراوي العليم. حيث ينقل لنا الكاتب الأحداث بشكل ظاهري من خارج الشخصيات. وكأنه يلقي الضوء على وجهة نظر محايدة يشاهدها القارئ. لكن في نفس الوقت يعطي الكاتب بعض الشخصيات مساحة محدودة للتصريح عن بعض ما يدور في عقولهم في الخفاء. يدسّ الكاتب تلك الأفكار الدائرة في عقول أصحابها بين الأحداث وبين الحوارات القائمة بين الشخصيات. الأسلوب الثاني - الكاميرا الثانية. هو نمط مُعدّل من أسلوب منظور الطرف الثالث POV - Prespective - وهو الأسلوب المُستخدم في أكثر الرواية. بدأ عبد الوهاب الحمّادي روايته بهذا الأسلوب وأنهاها به. لم يُستخدم هذا الأسلوب سوى مع شخصية مساعد بطل الرواية. وعلى الرغم من أن الكاتب ينقل لنا الأفكار الداخلية والأحداث من وجهة نظر مساعد. إلا أن الأسلوب كان أسلوب مُخاطَب. وكأن الرواي العليم يتحدث مع شخصية مساعد. استخدام هذا الأسلوب تحديدًا كان خطوة رائعة. لماذا؟ إن تأملنا هذا الأسلوب سنجد أنه يصوّر الصراع النفسي الداخلي لشخصية مساعد منذ بداية الرواية وحتى انتهائها .هذا الصراع يأتي عن طريق النزاع المُستمر بين الأنا Ego والأنا العُليا Super - Ego (حسب تقسيمات سيغموند فرويد). ولكل منهما شخصية مستقلة في الأحداث. يُمكننا أيضًا تسمية الراوي الذي يُخاطب مساعد دائمًا هو الضمير (في صورة متطرفة). يتعرض مساعد لهذا التقريع الداخلي على مدار الرواية. ويبرر هذا الصراع الكثير من العوائق التي مرّ بها مساعد ومدى تأثير تلك العواقب على مجريات حياته. يتنقّل الكاتب بسلاسة بين الأحداث باستخدام كأسلوب سردي مختلف (كاميرا تصوير مختلفة) مع كل حدث. فنرى استخدام الكاتب لتصوير أحداث الماضي التاريخية (فلاش باك) لا يتم بصورة واحدة. وإنما مرة يستخدم أسلوب الراوي العليم المحايد. ومرات يستخدم أسلوب منظور الطرف الثالث. هذا الأخير تحديدًا يستخدمه الكاتب بكثرة لأنه أراد إبراز انعكاس تأثير الماضي على شخصية مساعد بناء على تفسيره الشخصي للأحداث ودرجة تأثيرها عليه لأن هذه التفسيرات هي ما صنع شخصية مساعد مما يعطينا فكرة عن أسباب مخاوف مساعد ودوافع قراراته التي اتخذها على مدار حياته. لا يوجد تواجد كبير لبقية الشخصيات في الرواية. حيث جاءت بقية الشخصيات كشخصيات مُساندة لبطل الرواية دورها الحقيقي يتمثّل في بناء شخصية مساعد في عقل القارئ، مع هامش مُتغيّر بنسب مختلفة بين رؤية مساعد الشخصية للشخصيات وبين أفعال الشخصيات ذاتها المصورة بأسلوب الراوي العليم. ---- اللغة منذ أن تعانق الكلمات الأولى للرواية عين القارئ؛ يدرك الأخير أنه أمام عمل أدبي بليغ وكاتب فصيح. عبد الوهاب الحمّادي لديه قلم ساحر. يستخدم أدواته اللغوية ببراعة. يرسم الصور البلاغية بكل مهارة من استهلال مشوّق، إلى تشبيهات واستعارات ذكية، إلى إيجاز ومجاز حاذق. اهتمام ملحوظ بأصول الكلمات التراثية سواء على مستوى الفصحى أو على المستوى المحلّي الدارج. الصورة حاضرة في قلم عبد الوهاب بشكل مكثّف دون إسهاب. تفاصيل حاضرة في كل مشهد. دقيقة وافية ليس لوصف المشهد فقط، وإنما ليتكامل الوصف الحسّي مع الوصف النفسي مع الحالة الكليّة لمشهد متكامل يكاد القارئ يسمع منه أصواتًا هاربة منه! -------- التقييم النهائي هل الإنسان مُخيّر حقًا؟ وما عواقب اختياراته وسط مجتمعه؟ هل الإنسان حُرّ فعلًا؟ أو بالأحرى، هل يتقبّل البشر حرية أقرانهم في اتخاذ قراراتهم؟ الأب - الأم - الزوج - الزوجة - الأخ - الأخت - الابن - البنت - العائلة - العمل - المدير - الحاكم - القانون - العُرف. من يقبل بقرارات حُرّة شرّعها الله فيحظرها عباده بأعذار وذرائع ومسوغات تضمن لهم السيطرة وتجنبهم الخوف من فقدانها. الجميع يرغب في السيطرة. والكل يتشدق بالحرّية� شريطة ألا تُفقده التحكّم بالآخرين! يتفاخر المُهيمن بسطوته، ظنًا منه أن القوة هي الشجاعة. بينما الشجاعة الحقيقية هي فقط من نصيب أصحاب القرارات الحُرّة! رواية "سنة القِطَط السًمان" للكاتب الكويتي عبد الوهاب الحمّادي. رواية أدبية جذابة كُتِبَت بأسلوب جزل يثير الإعجاب. تقييمي للرواية خمس نجوم ⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️ معيار التقييم: نجمة = لم يعجبني - نجمتان = مقبول - 3 نجوم = أعجبني - 4 نجوم = أعجبني بشدة - 5 نجوم = استثنائي نُشرت المراجعة في جريدة النهار العربي - أحمد فؤاد الرابع والعشرون من تشرين الثاني - نوفمبر 2024 ...more |
Notes are private!
|
1
|
Sep 23, 2024
|
Sep 30, 2024
|
Oct 01, 2024
|
Paperback
| |||||||||||||||
9789772937646
| B08HSGJMLM
| 3.58
| 1,271
| Sep 2020
| Sep 2020
|
really liked it
| تُرى ألدينا الجُرأة كي نكتب رواية عن عائلاتنا؟ عن خمسة أجيال سبقت جيلنا الحالي؟ أيمكننا الصمود أمام الحقائق؟ أم تُكلّفنا المواجهة انكسارًا لا يزول؟ لقر تُرى ألدينا الجُرأة كي نكتب رواية عن عائلاتنا؟ عن خمسة أجيال سبقت جيلنا الحالي؟ أيمكننا الصمود أمام الحقائق؟ أم تُكلّفنا المواجهة انكسارًا لا يزول؟ لقراءة المُراجعة كاملة مُنسّقة مُطعّمة بالصور يُرجى قراءة المُراجعة على موقع عالم موازٍ لكل عائلة أسرارها. خفايا مدونة في سِجلّ غير مكتوب، مطبوعة في عقول وقلوب أفرادها. تتحاكى بها ألسنتهم في الليالي المُقمرة على ضوء الذكريات. كل فرد في كل أسرة له حقٌ معلوم. يتعاظم أو يتضاءل مع تناقل الأجيال لحكايات الماضي. ومع انقسام آراء الرواة تبهت الحقيقة وتتلوّن بلون المُبالغة تهويلًا أو تصغيرًا. ومع تقدّم الزمن تذوب الحقائق في جوف أساطير يتوارثها جيل بعد جيل، يتمسّك بها بعضهم خشية فقدان الهويّة، ويسخر منها بعضهم بغية التخلص من إرثٍ ثقيل. ويبقى القليل... فقط القليل؛ هم من يعرفون بخشوع أن الحقيقة لا يدركها سوى من يبحث عنها عارية تفاصيل تصنعنا! رواية "ورثة آل الشيخ" للكاتب أحمد القرملاوي، هي رواية مصرية بامتياز مليئة بتفاصيل الناس البسيطة وانعكاسات الزمن عليها خلال خمسة عقود دون إسهاب. مُفعمة بتفاصيل المُدن والمناطق والحارات والأزقّة. نعيش في واقع حيّ الجمّالية بمصر القديمة، ونزور مُبتهجين حيّ مصر الجديدة بأناقة ساكنيها. ونعرج إلى الريف أرض الفلاحين وأصل الحياة ونرى البلدة مهد الأسطورة في عهدة نعمات القوية آخر أوتاد العائلة. ثم نرحل بالقطار إلى حلوان على أطراف القاهرة في رحلات متواصلة، لكنها أبدًا لا تكون في حلاوة رحلات نشأت إلى مدينة بورسعيد. قد تكون كثرة التفاصيل لها جانب سلبي على قدرة القارئ على الإلمام أثناء رحلة قراءته الرواية، لكن بعد كل توقف أو حتى بعد الانتهاء من القراءة، ومع قليل من التفكّر ومحاولة هضم ما قرأناه، نمتن إلى مثل تلك التفاصيل الدقيقة التي تسبح في سياق الأحداث فتعطيها عُمقًا يتخفّى بين السطور. وندرك أن بدون تلك التفاصيل تبقى الأحداث شاحبة كسماء بلا زُرقة وغابات بلا اخضرار. خمسة أجيال متتابعة، تبدأ بالجدّ "الشيخ" وتنتهي بالراوي "أحمد" الذي يرغب في كتابة رواية تحكي تاريخ عائلته، فيبحث عن تفاصيل كثيرة في ذكريات من حوله، ويكاد يشعر أثناء رحلته أن هذه الذكريات التي يلملمها تصنع ذاته من جديد، وكأن توثيق الأحداث وكتابتها ترسّخ وجوده في أرض الوطن وتنفي أي احتمالٍ جديد لتسرّب الحقيقة في مجرى الزمن. الشخصيات شخصيات رواية "ورثة آل الشيخ" مُفعمة بالحياة. تستقل كلٌ منها بطابعها شديد الخصوصية. أغلب الشخصيات بسيطة وواضحة، وقليل منها ذات طبع رمادي في عيون الآخرين! قد يعجز القارئ عن اتخاذ موقف محدد تجاه بعض الشخصيات. وأرى أن هذا قد جاء مُنسجمًا مع استقصاء البطل ومحاولة استكشافه لحقيقة هويّات أفراد عائلته من خلال مصادر تتباين آرائهم وذكرياتهم عن أولئك الأفراد. لكن مهما كان موقفك؛ فإنه لن يمنعك من التعلّق بالشخصيات المُحاكة بمهارة وتمكّن وإحكام. صدقي بيك، حسين، زبيدة، حسن، نشأت، نعمات، فاضل أفندي. قد ينتابك إحساسًا بأنك قد قابلتهم من قَبل في حياتك، بعد أن بِتَّ تعرف أسرار بيت الخرُنفِش، وصرت مُطّلعًا على خفايا حياتهم فيه. بالتأكيد ستشعر بافتقادهم عندما تنتهي الرواية. وسيصعب عليك فراقهم بعد رحلة جميلة جمعتك بهم، أو لعلها العِشرة التي ألّفَتْ بينكم في ضَفتّي كتاب. السرد واللغة أسلوب السرد في الرواية يميل إلى أسلوب الواقعية السحرية الذي يعتمد على اللهجة السردية الهادئة البعيدة عن المُحسّنات، وقد نجح الكاتب في تقديم تجربة سردية سلسلة بسيطة ممتعة. ومن الواضح تأثّر الكاتب بأسلوب الأديب الكبير نجيب محفوظ. ولابد أن القارئ سيشعر بروح محفوظ -الساكنة في قلم القرملاوي- تجوب في أثير صفحات الرواية. ورغم ذلك إلا أن الكاتب قد نجح بكفاءة في الاحتفاظ بشكل مُستقل مميز للنص حتى ولو كانت به لمحة محفوظية. من أجمل الأشياء التي لاحظتها واستمتعت بها؛ حرص الكاتب على اختيار الألفاظ والتعبيرات المُناسبة لكل حقبة زمنية، وبرع في تطريز النبرات واللهجات وبعض المصطلحات الدارجة؛ في بنية النص لتمنح كل حقبة خصوصية تتفرد بها مما يسهل على القارئ الاندماج معها. لُغة الكاتب أحمد القرملاوي جاءت فصيحة أنيقة جزلة. حقًا شيء يستحق الإشادة سلبيات الرواية واجهت مشكلة في الرواية بكثرة التفاصيل وتداخلها رغم حجم القصة المتوسط. الرواية تصلح لأن تكون عملًا أضخم من حجمها الحالي. وشعرت كثيرًا بأحداث وتفاصيل مضغوطة لم تأخذ حقها في السرد فجاءت متتابعة لا تثبت -رغم روعتها- في نفس القارئ. في رأيي أن هذه السرعة قد أضرّت النص وجعلتنا نهرع لاهثين وراء أحداث تمنيّنا وجود وقت كافٍ لمعايشتها على صفحات الرواية. التنقل بين الحقب الزمنية وأسلوب الفلاش باك جاء مُرهقًا، ووجدتني -خاصة في البداية- لا أميّز بين الحاضر والماضي مما جعلني أشعر بالضياع في بعض الأحيان. لكنني بدأت أعتاد عليه في النصف الثاني من الرواية خاصة بعد أن فهمت أسلوب التتابع الذي وظّفه الكاتب في سرده. لا أعرف لماذا شعرت بأنني مُنفصلٌ عن زمن الحاضر في الرواية. منذ الصفحة الأولى وحتى الأخيرة أشعر وكأنه غير متجانس مع بقية أحداث الرواية. لا أقصد توظيفه فهو مُوظف بشكل متناسق مع ما قبله. لكن وعلى الرغم من محاولة الكاتب تطعيم أحداث هذه الحِقبة (الحاضر) بألفاظ مُعاصرة أو معالم حديثة أو أدوات عصرية مثل تطبيقات التواصل الاجتماعي واستخدام لوحة المفاتيح في الهاتف والرموز التعبيرية. إلا أنني فشلت في أن أندمج فيها. قد يكون ذلك بسبب حالة الإحباط أو التيه التي شوّبت حقبة الحاضر رغم تفاصيلها الممتازة وسردها المُتقَن. أو قد تكون السحر الذي سكن سرد الحِقَب السابقة قد فتنني، وكأن جمال السرد وقوته في سرد أحداث الماضي كان له قوة عارمة قطعت عنّي أي تواصل مع ما يخص الواقع المُعاصر في الرواية. وتبقى هذه النقطة الأخيرة نقطة شخصية، فمن يدري؛ لعل هذا الجزء قد لامس وجعًا ما في نفسي أحاول أن أختبئ منه! اقتباسات جيل يحصد ما أنتجه السَّلف.. نحن الجيل الحاص يا أبتاه، نحصد كل شيء؛ ليس المال فقط، ولا الأرض، ولا البيوت، بل الهزيمة.. وغِمامات الأعين، والهتاف الضائع في الفراغات عالمي يهرع إلى الخلف، لا يمكنني الإمساك به، كل ما أستطيعه هو النظر إليه عبر زجاج القطار الأصمّ؛ البيوت الشائهة تتكاثر، حالها حال البشر، مياه النيل تغور حتى تمسي لا مرئية، القمامة ترتفع كأنها علامات الطريق.. لا أعرف شيئًا يربطني بهذا العالم الممسوخ، إلا حاجتي للكتابة عنه.. هل ثمة رابط آخر لا أدركه؟ يمكن، ولا سبيل أمامي لاكتشافه غير الكتابة ندفن موتانا كي لا نتعذّب بتهديدهم لوجودنا المُفعم بالحياة ليتني أموت الآن مثلما ماتوا، فأتفادى ما يتربّص بي من مفاجآت. القدر يختبئ خلف الزوايا، خلف جذوع الشجر، تحت الصخور وبين شواشي النخل في جيب ذاكرتي ثقب آخذ في الاتساع، ترتقه الصور القديمة جميلة لا تزال.. أحبها كثيرًا من خلف الزجاج على الهامش 1- غُلاف الرواية جاء مميزًا وهو من تصميم الفنان كريم آدم 2- أعجبتني بعض التفاصيل مثل تفصيلة دار كسوة الكعبة ومراسم انتقالها في موسم الحجيج، ومثل وصف حلوان البعيدة ذات الشوارع الفسيحة. ومثل ذِكر متجر "سيموت آرزت" في مدينة بورسعيد والذي زُرته بنفسي في أواخر أيامه قبل إغلاقه. التقييم النهائي رواية "ورثة آل الشيخ" هي رواية عن الكنز والأسطورة، عن الحُب والفَقد، عن الانتصارات الصغيرة والهزائم المدوّية، عن الصراعات الخَفيّة والمُعلَنة، عن مآلات الأحوال وتبدّل الزمن، عن القصص الصغيرة التي تصنعنا؛ وتفاصيلها التي تحكينا... هي رواية قليل فيها مِنّا وكثير مِنّا فيها! تقييمي النهائي أربع نجوم أحمد فؤاد التاسع من تشرين الأول أكتوبر 2020 Merged review: تُرى ألدينا الجُرأة كي نكتب رواية عن عائلاتنا؟ عن خمسة أجيال سبقت جيلنا الحالي؟ أيمكننا الصمود أمام الحقائق؟ أم تُكلّفنا المواجهة انكسارًا لا يزول؟ لقراءة المُراجعة كاملة مُنسّقة مُطعّمة بالصور يُرجى قراءة المُراجعة على موقع عالم موازٍ لكل عائلة أسرارها. خفايا مدونة في سِجلّ غير مكتوب، مطبوعة في عقول وقلوب أفرادها. تتحاكى بها ألسنتهم في الليالي المُقمرة على ضوء الذكريات. كل فرد في كل أسرة له حقٌ معلوم. يتعاظم أو يتضاءل مع تناقل الأجيال لحكايات الماضي. ومع انقسام آراء الرواة تبهت الحقيقة وتتلوّن بلون المُبالغة تهويلًا أو تصغيرًا. ومع تقدّم الزمن تذوب الحقائق في جوف أساطير يتوارثها جيل بعد جيل، يتمسّك بها بعضهم خشية فقدان الهويّة، ويسخر منها بعضهم بغية التخلص من إرثٍ ثقيل. ويبقى القليل... فقط القليل؛ هم من يعرفون بخشوع أن الحقيقة لا يدركها سوى من يبحث عنها عارية تفاصيل تصنعنا! رواية "ورثة آل الشيخ" للكاتب أحمد القرملاوي، هي رواية مصرية بامتياز مليئة بتفاصيل الناس البسيطة وانعكاسات الزمن عليها خلال خمسة عقود دون إسهاب. مُفعمة بتفاصيل المُدن والمناطق والحارات والأزقّة. نعيش في واقع حيّ الجمّالية بمصر القديمة، ونزور مُبتهجين حيّ مصر الجديدة بأناقة ساكنيها. ونعرج إلى الريف أرض الفلاحين وأصل الحياة ونرى البلدة مهد الأسطورة في عهدة نعمات القوية آخر أوتاد العائلة. ثم نرحل بالقطار إلى حلوان على أطراف القاهرة في رحلات متواصلة، لكنها أبدًا لا تكون في حلاوة رحلات نشأت إلى مدينة بورسعيد. قد تكون كثرة التفاصيل لها جانب سلبي على قدرة القارئ على الإلمام أثناء رحلة قراءته الرواية، لكن بعد كل توقف أو حتى بعد الانتهاء من القراءة، ومع قليل من التفكّر ومحاولة هضم ما قرأناه، نمتن إلى مثل تلك التفاصيل الدقيقة التي تسبح في سياق الأحداث فتعطيها عُمقًا يتخفّى بين السطور. وندرك أن بدون تلك التفاصيل تبقى الأحداث شاحبة كسماء بلا زُرقة وغابات بلا اخضرار. خمسة أجيال متتابعة، تبدأ بالجدّ "الشيخ" وتنتهي بالراوي "أحمد" الذي يرغب في كتابة رواية تحكي تاريخ عائلته، فيبحث عن تفاصيل كثيرة في ذكريات من حوله، ويكاد يشعر أثناء رحلته أن هذه الذكريات التي يلملمها تصنع ذاته من جديد، وكأن توثيق الأحداث وكتابتها ترسّخ وجوده في أرض الوطن وتنفي أي احتمالٍ جديد لتسرّب الحقيقة في مجرى الزمن. الشخصيات شخصيات رواية "ورثة آل الشيخ" مُفعمة بالحياة. تستقل كلٌ منها بطابعها شديد الخصوصية. أغلب الشخصيات بسيطة وواضحة، وقليل منها ذات طبع رمادي في عيون الآخرين! قد يعجز القارئ عن اتخاذ موقف محدد تجاه بعض الشخصيات. وأرى أن هذا قد جاء مُنسجمًا مع استقصاء البطل ومحاولة استكشافه لحقيقة هويّات أفراد عائلته من خلال مصادر تتباين آرائهم وذكرياتهم عن أولئك الأفراد. لكن مهما كان موقفك؛ فإنه لن يمنعك من التعلّق بالشخصيات المُحاكة بمهارة وتمكّن وإحكام. صدقي بيك، حسين، زبيدة، حسن، نشأت، نعمات، فاضل أفندي. قد ينتابك إحساسًا بأنك قد قابلتهم من قَبل في حياتك، بعد أن بِتَّ تعرف أسرار بيت الخرُنفِش، وصرت مُطّلعًا على خفايا حياتهم فيه. بالتأكيد ستشعر بافتقادهم عندما تنتهي الرواية. وسيصعب عليك فراقهم بعد رحلة جميلة جمعتك بهم، أو لعلها العِشرة التي ألّفَتْ بينكم في ضَفتّي كتاب. السرد واللغة أسلوب السرد في الرواية يميل إلى أسلوب الواقعية السحرية الذي يعتمد على اللهجة السردية الهادئة البعيدة عن المُحسّنات، وقد نجح الكاتب في تقديم تجربة سردية سلسلة بسيطة ممتعة. ومن الواضح تأثّر الكاتب بأسلوب الأديب الكبير نجيب محفوظ. ولابد أن القارئ سيشعر بروح محفوظ -الساكنة في قلم القرملاوي- تجوب في أثير صفحات الرواية. ورغم ذلك إلا أن الكاتب قد نجح بكفاءة في الاحتفاظ بشكل مُستقل مميز للنص حتى ولو كانت به لمحة محفوظية. من أجمل الأشياء التي لاحظتها واستمتعت بها؛ حرص الكاتب على اختيار الألفاظ والتعبيرات المُناسبة لكل حقبة زمنية، وبرع في تطريز النبرات واللهجات وبعض المصطلحات الدارجة؛ في بنية النص لتمنح كل حقبة خصوصية تتفرد بها مما يسهل على القارئ الاندماج معها. لُغة الكاتب أحمد القرملاوي جاءت فصيحة أنيقة جزلة. حقًا شيء يستحق الإشادة سلبيات الرواية واجهت مشكلة في الرواية بكثرة التفاصيل وتداخلها رغم حجم القصة المتوسط. الرواية تصلح لأن تكون عملًا أضخم من حجمها الحالي. وشعرت كثيرًا بأحداث وتفاصيل مضغوطة لم تأخذ حقها في السرد فجاءت متتابعة لا تثبت -رغم روعتها- في نفس القارئ. في رأيي أن هذه السرعة قد أضرّت النص وجعلتنا نهرع لاهثين وراء أحداث تمنيّنا وجود وقت كافٍ لمعايشتها على صفحات الرواية. التنقل بين الحقب الزمنية وأسلوب الفلاش باك جاء مُرهقًا، ووجدتني -خاصة في البداية- لا أميّز بين الحاضر والماضي مما جعلني أشعر بالضياع في بعض الأحيان. لكنني بدأت أعتاد عليه في النصف الثاني من الرواية خاصة بعد أن فهمت أسلوب التتابع الذي وظّفه الكاتب في سرده. لا أعرف لماذا شعرت بأنني مُنفصلٌ عن زمن الحاضر في الرواية. منذ الصفحة الأولى وحتى الأخيرة أشعر وكأنه غير متجانس مع بقية أحداث الرواية. لا أقصد توظيفه فهو مُوظف بشكل متناسق مع ما قبله. لكن وعلى الرغم من محاولة الكاتب تطعيم أحداث هذه الحِقبة (الحاضر) بألفاظ مُعاصرة أو معالم حديثة أو أدوات عصرية مثل تطبيقات التواصل الاجتماعي واستخدام لوحة المفاتيح في الهاتف والرموز التعبيرية. إلا أنني فشلت في أن أندمج فيها. قد يكون ذلك بسبب حالة الإحباط أو التيه التي شوّبت حقبة الحاضر رغم تفاصيلها الممتازة وسردها المُتقَن. أو قد تكون السحر الذي سكن سرد الحِقَب السابقة قد فتنني، وكأن جمال السرد وقوته في سرد أحداث الماضي كان له قوة عارمة قطعت عنّي أي تواصل مع ما يخص الواقع المُعاصر في الرواية. وتبقى هذه النقطة الأخيرة نقطة شخصية، فمن يدري؛ لعل هذا الجزء قد لامس وجعًا ما في نفسي أحاول أن أختبئ منه! اقتباسات جيل يحصد ما أنتجه السَّلف.. نحن الجيل الحاص يا أبتاه، نحصد كل شيء؛ ليس المال فقط، ولا الأرض، ولا البيوت، بل الهزيمة.. وغِمامات الأعين، والهتاف الضائع في الفراغات عالمي يهرع إلى الخلف، لا يمكنني الإمساك به، كل ما أستطيعه هو النظر إليه عبر زجاج القطار الأصمّ؛ البيوت الشائهة تتكاثر، حالها حال البشر، مياه النيل تغور حتى تمسي لا مرئية، القمامة ترتفع كأنها علامات الطريق.. لا أعرف شيئًا يربطني بهذا العالم الممسوخ، إلا حاجتي للكتابة عنه.. هل ثمة رابط آخر لا أدركه؟ يمكن، ولا سبيل أمامي لاكتشافه غير الكتابة ندفن موتانا كي لا نتعذّب بتهديدهم لوجودنا المُفعم بالحياة ليتني أموت الآن مثلما ماتوا، فأتفادى ما يتربّص بي من مفاجآت. القدر يختبئ خلف الزوايا، خلف جذوع الشجر، تحت الصخور وبين شواشي النخل في جيب ذاكرتي ثقب آخذ في الاتساع، ترتقه الصور القديمة جميلة لا تزال.. أحبها كثيرًا من خلف الزجاج على الهامش 1- غُلاف الرواية جاء مميزًا وهو من تصميم الفنان كريم آدم 2- أعجبتني بعض التفاصيل مثل تفصيلة دار كسوة الكعبة ومراسم انتقالها في موسم الحجيج، ومثل وصف حلوان البعيدة ذات الشوارع الفسيحة. ومثل ذِكر متجر "سيموت آرزت" في مدينة بورسعيد والذي زُرته بنفسي في أواخر أيامه قبل إغلاقه. التقييم النهائي رواية "ورثة آل الشيخ" هي رواية عن الكنز والأسطورة، عن الحُب والفَقد، عن الانتصارات الصغيرة والهزائم المدوّية، عن الصراعات الخَفيّة والمُعلَنة، عن مآلات الأحوال وتبدّل الزمن، عن القصص الصغيرة التي تصنعنا؛ وتفاصيلها التي تحكينا... هي رواية قليل فيها مِنّا وكثير مِنّا فيها! تقييمي النهائي أربع نجوم أحمد فؤاد التاسع من تشرين الأول أكتوبر 2020 ...more |
Notes are private!
|
2
|
Sep 14, 2020
not set
|
Oct 04, 2020
not set
|
Sep 23, 2024
|
Kindle Edition
| ||||||||||||||||
9921808516
| 9789921808513
| 9921808516
| 3.70
| 2,023
| Sep 2024
| Sep 2024
|
it was amazing
| سمكة حمراء تُطالعنا من داخل حوضها الصغير، وحيدة وسط سكون مُطمئن مصبوغ بلون البحر. أهناك فخُّ ألطف من ذلك؟! قرار سهل مُراجعتي الكاملة بشكل مُنسّق مع الصو سمكة حمراء تُطالعنا من داخل حوضها الصغير، وحيدة وسط سكون مُطمئن مصبوغ بلون البحر. أهناك فخُّ ألطف من ذلك؟! قرار سهل مُراجعتي الكاملة بشكل مُنسّق مع الصوّرعلى موقع عالم موازٍ على رواية قصيرة (نوڤيلا)� قرار سهل للقارئ كي يخوض تجربة قراءة جديدة دون الانخراط في نص طويل يصعب التخلص منه إن لم يعجبه. لكن بمجرد القراءة تتبدّد هذه الفكرة تمامًا. من الصعب التخلّص من أفكار جادة تشغل حيزًا من تفكيرك بشكل أو بآخر. ----- التكثيف المُستفيض! ربما للوهلة الأولى نظن أن الكاتبة حشرت عدة موضوعات في نص قصير. لكن إن تَمَعّنّا النص وقرأنا الشخصيات جيدًا سندرك أن كل منها لها أحاسيسها المُركَّبَة والمُتشابكة. وهذا التشابك والتعقيد هو جزء أصيل في تركيب كل شخصية. أيضًا الشذرات المُقتبسة من أبيات شعر أو مقولات، هي لبنة جوهرية في شخصية البطلة. هذا المستوى من التعقيد النفسي البشري هو في الحقيقة ما يصنع فردانية الإنسان، وهو ما يجعلنا نفهم دوافع تصرفاته حتى وإن لم نفهم تفسيراتها! شخصيات الرواية شخصيات مُركّبة، ليست سوداء ولا بيضاء وربما ليست رمادية جدًا!!! نحن أمام نصّ مُكثّف مُتعدد الطبقات، متشابك الصراعات، متداخل الأساليب؛ على مستوى الحوار والألفاظ والمعاني، وما هو مخفيّ بين السطور. من الصعب إيجاد لفظ يوضح ما أقصده. ربما مصطلح”التكثي� المستفيض!� -إن جاز التعبير- يفي بالغرض! ----- كشف حساب التجارب الأولى! "خولة" الأم الغارقة في صراعات نفسية فرضتها عليها ظروف مختلفة: اجتماعية وسياسية وثقافية. تسلط بُثينة العيسى الضوء على لمحة من ظروف متعددة مرّت على بطلتها. وبعدما تهدأ أمواج الحياة المتلاطمة، وتسكن حياة خولة، يكون الوقت قد حان لرؤية أوضح لما كان مغمورًا في خضم رحلة العيش. كشف حساب التجارب الأولى في الأمومة والعمل واللقاءات الثقافية والتليفزيون. تلك التجارب المليئة بالانفعال والمبالغة في ردود الأفعال. إنها المحاولات التي يشوبها ضعف الخبرة، وحلاوة الأحلام التي لم ترتطم بالواقع بعد. والتي تخضع بشكل أو بآخر بتأثرنا بالمجتمع وعاداته وتقاليده. إن التجارب الأولى هي الأساس التي تُبنى عليها خبرتنا اللاحقة في الحياة، لكن كل شيء له ثمن. وثمن إنقاذها لابنها -في تقديرها للأمور- هو سبب ما تعانيه من وحدة! يختلف المنظور مع الأبناء سواء ناصر أو يوسف أو حمد. كل منهم بحسب عُمره. يختلف منظور كل ابن منهم ومدى إرهاقه ومشاكله مع خولة، حيث يرتبط عكسيًا بتجارب خولة وتطورها. فأر التجارب الأول كان ناصر، بينما كان الوضع أفضل مع يوسف، ويليه حمد. ----- منطقة الانكسار! تقع عذابات أغلب البشر في المنطقة ما بين ”أن� أفعل ذلك من أجلك، وستفهم دوافعي عندما تكبر� وبين ”أن� لم تفعل ذلك من أجلي، بل من أجلك أنت�. هذه هي منطقة الصمت عن كل تبرير لأفعالنا تجاه أطفالنا. نشعر بالمسؤولية تجاههم ونتخذ قرارات مصيرية لإنقاذهم من مصائر بعضها حقيقي وأغلبه ليس كذلك، دون أن نقدم تفسيرًا واضحًا لهم. ننتظر أن يفهموا بشكل تلقائي في يوم ما، ولكن وأثناء انتظارنا نتركهم في براثن الضلالات والتأويلات المغلوطة، دون أن يخطر على بالنا سؤال هام: ماذا إن لم يفهموا دوافعنا في اليوم المنتظر؟! يدور الإنسان مهما كبر ونضج وشاخ في دائرة مغلقة من المشاعر المُعلّقة من حقبة الماضي إن لم يجد لها تفسيرًا يشعره بأنه شخص يستحق. لكن بعد وقوع الضرر، لا تفسيرات تفلح ولا اعتذارات تجدي. هذه هي المعادلة يجب أن ننظر بها إلى النص ونقيس دوافع الشخصيات بها. ----- الصراع داخلك أنت! لا تتورط بُثينة العيسى في هذا التوتر الذي خلقته في نصّها. تدور كاميرا بُثينة الأدبية وسط دويّ صمت الاتهامات المتبادلة الذي يصمّ آذاننا. تاركة التأثير المُتراكم البادي على تصرفات شخصياتها يورطنا في دوامات أخلاقية لإصدار أحكامنا الشخصية على أصحاب الصراع! من يتفق مع خولة في بعض أو أغلب تصرفاتها؟ تُرى أهي من سممت حياة ناصر؟ أم أن ناصر هو من انتحر معنويًا كمُكافأة بغيضة لخولة؟ أم تُرى يوسف هو من يُحرّك خيوط الصراع بشكل خفي؟ أو لعلّه حمد من يسخر منهم جميعًا؟ تضعك الكاتبة في هذه المُعضلة الأخلاقية وهي تعلم أنك ستستنكر وتستاء وتمتعض وتتعاطف وتتفهّم وترأف. فأنت بلا شك ستجد في كُلٍ منهم بعضًا منك! ----- كبسولة زرقاء أم حمراء! قصتنا هنا قصة قصيرة ربما مشهد طويل واحد يتضمن بعض مشاهد من الذاكرة (Flashback) . وكأنني أرى النص كبسولة صغيرة مضغوطة. يتناولها القارئ بكل براءة مؤمنًا بقدرته الحكيمة على التفاعل معها. لكنه وقبل أن يدرك سذاجته، يكون أثر النص قد تمدّد داخل نفسه بشكل سرطاني. ينتزعه بقسوة من منطقته الآمنة المُزيّفة، ويحرمه من نعيم الاعتقاد بأنه خارج دائرة الهَمّ الإنساني المُشترَك! في الواقع نحن القُرّاء نجازف مع كل نص جديد نقرؤه. وكأننا نمارس لعبة الروليت الروسية. لا ندري إن كان النص المقروء سيصيب أرواحنا في مقتل أم سيمرّ فارغًا بلا تأثير على النفس. المشكلة في لعبة الاحتمالات أننا في الوقت الذي نعرف فيه نتيجة اللعبة تكون إصابتنا قد باتت بليغة! اقتباسات إن أسوأ ما يمكن أن يحدث للأطلال هو ألا يبكي عليها أحد بل إنها لجأت إلى الحُجَّة المُبتذلة التي يستخدمها كل من يحاول النفاذ إلى مُثقّف عانى إحساسًا بالإهمال: الساحة تفتقد صوتكِ، في تلميح خبيث ومدروس إلى ضرورة وجود المُثقَف في الميدان كان وجهها قد انغمس في حُزنٍ داكن، وشعرت بأنها شاخت عقدًا في دقيقتين ---- التقييم النهائي على مدار مئة صفحة نقبع تحت قصف القذائف المُستمرة بلا هوادة لتكشف عن كل الخراب الكائن والمُستتر خلف أقنعتنا المُزيفة. ومع ذلك، فإن من تأثّر بنص بُثينة العيسى في روايتها ”دا� خولة� ربما سيقع في حيرة من أمره عند محاولة تفسير الشعور الذي خلّفته كلماتها في نفسه. قد لا يدري حينها إن كان من المفترض أن يثمل باستعذاب وطأة تأثير النص على النفس، أم يندم كونه لم يكن مستعدًا لهذا القَدْر من الحقيقة المُرّة؛ حقيقة عوار المجتمع والروابط الإنسانية والوطن! لم أتوقع أن تعصف بي هذه الرواية القصيرة بكل هذا العنف! مع هذا المستوى من النضج الأدبي لقلم بثينة العيسى، صرت أترقب جديدها بحماس مشوّب بالقلق! وكيف لا وحروفها دومّا تنكأ الجرح. رواية ”دا� خولة� إضافة مميزة للأدب العربي المُعاصر. تقييمي للرواية خمس نجوم ⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️ معيار التقييم: نجمة = لم يعجبني - نجمتان = مقبول - 3 نجوم = أعجبني - 4 نجوم = أعجبني بشدة - 5 نجوم = استثنائي أحمد فؤاد الرابع عشر من أيلول - سبتمبر 2024 ...more |
Notes are private!
|
1
|
Sep 13, 2024
|
Sep 13, 2024
|
Sep 13, 2024
|
Paperback
| |||||||||||||||
977674379X
| 9789776743793
| 977674379X
| 3.91
| 310,393
| Aug 06, 2019
| Jan 26, 2022
|
liked it
| هدايا القدر تأتي أحيانًا مُفخَّخة! ---- تعجبني الروايات المكتوب في شكل رسائل. لها في نفسي وقع مُحبب. لهذا فقد أحببت أسلوب السرد في هذه الرواية. روان الم هدايا القدر تأتي أحيانًا مُفخَّخة! ---- تعجبني الروايات المكتوب في شكل رسائل. لها في نفسي وقع مُحبب. لهذا فقد أحببت أسلوب السرد في هذه الرواية. روان المسجونة في سجن تشارنورث الاسكتلندي للنساء. تكتب رسالة إلى المحامي الشهير ريكسام، في محاولة أخيرة لإثبات براءتها من تهمة القتل التي ثبتت عليها. تحكي روان عن بداية هذه الأحداث التي تسببت في أن تكون خلف أسوار السجن. تحاول أن تشرح وجهة نظرها كاملة للمحامي مكتوبة ومشفوعة بكل تبريراتها التي لم يستمع إليها محاميها السابق أو المحققين المسؤوليين عن قضيتها. ومع رحلة روان نبدأ في التعرف على عالمها البارد الذي حاولت بكل طريقة الخروج منه. تأتي هدية القدر لها في شكل وظيفة لا تحلم بها. ولا تتردد روان في استقبالها والموافقة عليها. تخطو خطوتها الأولى إلى بوابة النعيم المفتوحة على مصراعيها دون أن تدري أنها البوابة ذاتها المكتوب على لافتتها كلمة النهاية. نجحت الكاتبة في خلق جو من الإثارة والغموض، حيث استطاعت أن تخلق نوع من الترقّب في نفس القارئ. مما يجعلنا نستمر في القراءة مهما قابلتنا بعض المُنغصات في الرواية. كعادة دور النشر والصحف الأمريكية، جاءت المبالغات على صدر الكتاب. أرى أن هذا أتى بأثر سلبي على تقبّل القارئ للرواية. بعد أن وعدته هذه المبالغات بأن بين يديه رواية مخيفة ومثيرة بشكل استثنائي. هذا غير أنها وصفت روث وير بأنها هي أجاثا كريستي جيلنا! (حقًا!) الرواية فعلًا بها الكثير من الإثارة ولحظات التوتر. وربما بها لمسة مخيفة بين ثنايا الأحداث. لكن لا يمكننا أن نعتبر أن هذا أمر استثنائيًا. أيضًا الرواية بها الكثير من الإسهاب خاصة الوصفي. ربع الرواية تقريبًا تصف أشياء لا تضيف شيئًا إلى الرواية ولا حتى على سبيل الخداع. مجرد وصف متكرر بلا طائل لأماكن أو مشكلات تمت بالفعل وصفها ومناقشتها في أكثر من موضع. لكن الكاتبة ترضي القارئ بنهاية جيدة تعوضه عن كثير من الفجوات في حبكة الرواية الرواية جيدة لكنها ليست بوليسية. هي رواية تجمع بين الإثارة والغموض وبعض الجوانب الإنسانية الاجتماعية. تقييمي للرواية ثلاث نجوم أحمد فؤاد الرابع من تشرين الأول - أكتوبر 2024 ...more |
Notes are private!
|
1
|
Sep 08, 2024
|
Sep 18, 2024
|
Sep 08, 2024
|
Paperback
| |||||||||||||||
6144325573
| 9786144325575
| 6144325573
| 4.10
| 47,400
| 2009
| 2017
|
None
|
Notes are private!
|
1
|
Sep 08, 2024
|
Oct 06, 2024
|
Sep 08, 2024
|
Paperback
| ||||||||||||||||
9773138224
| 9789773138226
| 9773138224
| 4.17
| 278,662
| Jun 11, 2019
| Feb 2021
|
liked it
|
None
|
Notes are private!
|
1
|
Apr 13, 2024
|
Apr 30, 2024
|
Apr 13, 2024
|
Paperback
| |||||||||||||||
9789933521578
| 9933521578
| 3.95
| 13,888
| Apr 01, 1956
| Aug 01, 2008
|
really liked it
|
None
|
Notes are private!
|
1
|
Apr 06, 2024
|
Apr 12, 2024
|
Apr 06, 2024
|
Paperback
| ||||||||||||||||
B0DN8971RQ
| 4.43
| 163,793
| Feb 04, 2020
| Sep 21, 2023
|
liked it
|
None
|
Notes are private!
|
1
|
Feb 25, 2024
|
Mar 08, 2024
|
Feb 25, 2024
|
Unknown Binding
| |||||||||||||||||
B0DT2Q4R95
| unknown
| 3.79
| 4,402
| 1968
| unknown
|
liked it
|
None
|
Notes are private!
|
1
|
Feb 25, 2024
|
Mar 08, 2024
|
Feb 25, 2024
|
Unknown Binding
| ||||||||||||||||
9921730320
| 9789921730326
| 9921730320
| 3.89
| 1,240
| Mar 2016
| 2020
|
really liked it
|
None
|
Notes are private!
|
1
|
Feb 2024
|
Feb 20, 2024
|
Feb 01, 2024
|
Paperback
| |||||||||||||||
B0DN22VWSB
| 4.28
| 998,630
| 1866
| unknown
|
really liked it
|
None
|
Notes are private!
|
1
|
Jan 2024
|
Jan 24, 2024
|
Jan 06, 2024
|
Hardcover
|
|
|
|
|
|
my rating |
|
![]() |
||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
3.67
|
liked it
|
Apr 02, 2025
|
Mar 24, 2025
|
||||||
4.13
|
really liked it
|
Jan 26, 2025
|
Jan 26, 2025
|
||||||
3.96
|
it was amazing
|
Feb 22, 2025
|
Jan 25, 2025
|
||||||
3.74
|
it was ok
|
Jan 09, 2025
|
Dec 01, 2024
|
||||||
3.92
|
liked it
|
Feb 28, 2022
not set
|
Nov 14, 2024
|
||||||
4.44
|
it was amazing
|
Dec 07, 2024
|
Nov 04, 2024
|
||||||
3.57
|
it was ok
|
Oct 25, 2024
|
Oct 26, 2024
|
||||||
3.45
|
liked it
|
Oct 30, 2024
|
Oct 26, 2024
|
||||||
4.55
|
it was ok
|
Oct 21, 2024
|
Oct 07, 2024
|
||||||
3.95
|
it was amazing
|
Sep 30, 2024
|
Oct 01, 2024
|
||||||
3.58
|
really liked it
|
Oct 04, 2020
not set
|
Sep 23, 2024
|
||||||
3.70
|
it was amazing
|
Sep 13, 2024
|
Sep 13, 2024
|
||||||
3.91
|
liked it
|
Sep 18, 2024
|
Sep 08, 2024
|
||||||
4.10
|
Oct 06, 2024
|
Sep 08, 2024
|
|||||||
4.17
|
liked it
|
Apr 30, 2024
|
Apr 13, 2024
|
||||||
3.95
|
really liked it
|
Apr 12, 2024
|
Apr 06, 2024
|
||||||
4.43
|
liked it
|
Mar 08, 2024
|
Feb 25, 2024
|
||||||
3.79
|
liked it
|
Mar 08, 2024
|
Feb 25, 2024
|
||||||
3.89
|
really liked it
|
Feb 20, 2024
|
Feb 01, 2024
|
||||||
4.28
|
really liked it
|
Jan 24, 2024
|
Jan 06, 2024
|