بدايةً أسجل شكري الجزيل للصديقة آلاء المعيقل على إهدائي هذا الكتاب، وعلى وقفاتها الأخرى. هذا الكتاب جرعة مهدئة لأولئك اللواتي أصبن بالسرطان، ولذويهم كبدايةً أسجل شكري الجزيل للصديقة آلاء المعيقل على إهدائي هذا الكتاب، وعلى وقفاتها الأخرى. هذا الكتاب جرعة مهدئة لأولئك اللواتي أصبن بالسرطان، ولذويهم كذلك.. فيه ستعرف ما شعور المريض وما هي مخاوفه؟ يجيب على كل التساؤلات التي تنهش عقل المريض فتجعله حائر الفكر لا يهتدي إلى جواب، يكبله الخوف من الإجابة التي قد لا تكون كما يتمنى.. مؤلفة الكتاب تحدثت عن مشوارها العلاجي والتقلبات النفسية والصحية والاجتماعية التي مرت بها خلال تلك الفترة. وختمت الكتاب بالحديث عن طرق الكشف والتوعية بأهميتها، وشرح مراحل العلاج وآثاره الجانبية.. بلغة شفافة سهلة عفوية، تلامس القلب وتدلف إليه باعثةً فيه الرضا والأمل....more
قد تكون هذه هي المرة الأولى التي أجمع بها اقتباسات ٍ بهذا الكمّ الكبير، ولا عجب حينما تقرأ قصيدةً أحمد بخيت.. فتجدك مأخوذًا ببيتٍ أو بيتين، فما بالك حقد تكون هذه هي المرة الأولى التي أجمع بها اقتباسات ٍ بهذا الكمّ الكبير، ولا عجب حينما تقرأ قصيدةً أحمد بخيت.. فتجدك مأخوذًا ببيتٍ أو بيتين، فما بالك حينما تقرأ له أعمالا شعريةً كاملة! أورَدتُ فيما يلي الاقتباسات ما بين نصّ وشعر وشطر من بيت، حاولت جاهدةً ترتيبها حسب الأروع فالأروع حتى لا يملّ القارئ.. وضمّنت هنا (كل) ما راق لي حتى أعود إليه في أي وقت إن تعذر الوصول إلى دواوينه يومًا ما..
اقتبست من الكتاب:
صباح الخير والمقهى الصغير بنا يزيدُ سَعَة ويحفظ كل ركنٍ فيهِ منّا كل ما سَمِعَه أما كُنّا بكل الحب نقتسم الصباح معه!
/
خلَقْتَ الحبَّ ثم جرى علينا والمشيئةُ لك وأنتَ مقلب القلب الذي إن حادَ عنك هلك فإن تسألهُ عن ذنْبٍ فعن عفو الرضا سألَك!
/ أنادي في ليالي البعد: أيام الرؤى مرّتْ كأن القلب لم يسعد بها والعين ما قرَّتْ سواء بعدك الأيام إن ساءت وإن سرّتْ
/
معَاذَ الحب أن يشكو المحب حبيبه ويلوم فلم أسأل على شكٍّ، ولم أخرُج عن التسليم وليست غاية التسآل غير الأُنس بالتكليم!
/
وكم من مُدّعٍ في العشق كم من كاذبٍ وَصَفَهْ! ونحن ملوك أهل العشق نعرف وحدنا شرَفَه لقد ذقنا.. فصدَّقنا.. ومن ذاق الهوى عرَفَه!
/
أريد أبي ليهمس لي: لقد بيّضتَ وجهَ أبيك ولم تُخجِل عظام القبر لم تخذلب يقيني فيك فقبِّل رأس أمك يا بُنَيَّ وشُدَّ أزر أخيك
ووسِّع للبنات القلبَ قبل البيت يا ولدي وتوِّجْهُنَّ بالإعزاز يا عزّي ويا مدَدَي وقل يا أعيُني اتَّسِعي لهُنَّ غدًا وبعد غدِ!
/
لهُ قلبٌ بوِسع الكون كيف يضيق بالألمِ؟ وفي شريانه ماء الحياة يموتُ وهو ظَمِيْ
ويهتف زمَّلوني الآن قد ثقُلَ الجمال عليّ.. وما دكَّ الجبالَ حملتُهُ بالحُبّ في جنبَيّ فيا جَوعى لعيد الروح مائدةُ السماءِ لديَّ!
/
أغرّد ساطعا كالرمز لا متحجّبًا بظهور وأعرف أنه لا سور.. وهم الواهمين السور!
/
ولا يغويني التشبيه فخُّ الواصِفينَ (الكاف)!
شَكَكْتُ هناكَ في دنياك؟ في دنيا سوايَ شَكَكتْ ولا عتبٌ على أحدٍ أضأتُ سواي واحْلَوْلَكْت!
/
لماذا لم تمُت بالقدس وهي عروس كل شهيد؟ ألم تشتَق لها وهي اليتيمة في صباح العيد؟ أليس لحبها فينا وفيكَ حلاوة التوحيد؟
/
أرى قَدَمي أراقَ دَمي وهانَ دَمي وهَا نَدَمي!
/
وكانت عاقرًا دُنياي ربّي هب لنا حُبًّا!
/
أسافر في الدهور إليكَ متكِئًا على وَجْدي وأرواح الأولى عشِقوا الجمال تموجُ في بُردي كأنَّ الخلق أجمعهم معي لكنني وحدي!
/
وقلت: القلبُ مَسْكَنُهَا.. وكل جوارحي قلبُ أليس الحب أن يمضي المُحِبُّ ويَخْلُدَ الحبُّ؟
/
أهذي آخرُ الدمعات؟ لا، بل تلك أولها! وأول رحلة الشوق التي ما زلتَ تجهلها فأضعف ُ دمعةٍ في عينِ من فارَقتُ .. أقتَلُها!
/
أجل لا بد من حب كحبط ليس فيه ظلام نهاجر من مخاوفنا إليه يضمنا وننام ويأتي الصح مبتسما بغير علامة استفهام!
/
سيذبل ورد نافذتي ويجهش بالحنين الباب!
/
نرى لنحب أم أنّا نحب حبيبنا.. فنراه؟ ونُسْلِمُ نفسنا للبحر أم نختار شط نجاة؟ أليست زرقة البحر التفاني في عناق سماه؟!
/
أحبك لا مصادفةٌ هناك ولا ابتسامة حظ قطعنا رحلة المعنى، ولم نسكَر بخمر اللفظ إذن لا بد من فرحٍ ولو طال الزمان الفظ!
/
لماذا تلهث الدنيا وراء جراحي الأغلى وتغمس ظفرها بدمي، وتذرف دمعةً خجلى كفاتكةٍ بواحدها تُسمِّي نفسها الثكلى!
/
وقفتُ أمام باب الفجر لم أتجاوز العتَبات قصيراتٌ ليالي القُربْ .. قاسيةٌ هي العتمات!
/
أُطِلُّ عليكَ من حلمي تشدّ عليّ أغطيتي وتختبرُ الهواء قُبيلَ رحلتهِ إلى رئتي
/
أسيفٌ طاعنٌ في الشّجوِ بيت الحب وا أسفاه تغضّنَ قلبه بالحزن وابيضّتْ أسىً عيناه
/
ولا تحمل ضباب الأمس واحملها لصحو غدِ
/
/ على ماذا يخاصمني رعاة اليأس يا أملي؟ كأنّ جريمةً عشقي.. كأن خطيئتي غزلي!
/
إذا هجَرَتْهُ نارُ الشعرِ مات وإن دعَتْهُ .. يموت!
/
وأُتقِنُ لعبة الأشواق أعرف كيف أتّقِدُ وأعرف ما يحس الناس إن وُجِدوا ولم يَجِدوا!
/
هنالك حيث يفضي العابر اليومي للمطلق ولا نحتاج للكلمات والتنهيد إذ نعشق وحيث الجبهة السمراء أفصَحُ عندما تعرَقْ
/
هنالك حيث تعلو الروح في زهوٍ على الأوجاع وحيث فجاجة الأيام سافرةٌ بغير قناع وحيث تجابه الدنيا بقلبٍ أعزلٍ وذراع!
/
هنالك حيث تشربنا الحياة فننتشي وندوخ حيث طفولة الأحلام تبلغ رشدها وتشيخ
/
هنالك حيث يبدو العمر سعيا لاهثا وشتاتْ وتبدو الذات غائبةً دفاعا عن وجود الذات هنالك حيث عنف الموت يجعلنا هواة حياة /
تراقب ساعة الشمسِ التي تنمو على الجدران
/
وتلمح صورة الأم التي أغنَت دمي زهوا ترد يدًا تمد لطفلها الحلوى بلا شكوى فأشعر أنني لا زلت أكره قطعة الحلوى!
/
وكان أبي يطارد خبزنا في بلدةٍ أخرى يراني مرة ويحبني في لحظةٍ عمرا ويدرك أنني سهوا أضفتُ لقامتي شِبرا
/
بيوتٌ لا تراها الشمسُ لا تَنسى ولا تُنسى وأحزانٌ معتَّقةٌ وصبرٌ يهزم البؤسا وآمال مؤجلةٌ ولم تتعلم اليأسا!!
/
أنا من هؤلاء الناس أبناء التراب الحيّ وأبناء العذاب الفرضِ أبناءِ الأسى الجبريّ يمر السهم في دمهم، فترتدّ السهام إليّ!
/
هم الفقراء ملح الأرض ماء العالم الدافئ!
/
أهاجر من تفاعيل الخليل لحزني الرائع ألحّن ضحكة الأطفال أو تنويمة الجائع فهل علم البلاغيون أن الشعر في الشارع؟!
/
أليس الحب ممعجزة السماء وموسم النعمة؟ فكيف يصير في عُلب الأسى ومدائن النقمة حصانا عاجزا في القيد يطلب طلقة الرحمة؟!
/
تقول شُجيرة للريح: جرِّب مهنة الأشجار رضيتُ أنا بأن أرضى، وأنتَ اخترتَ أن تختار إذا أوغلتَ في الأعماقِ تعرف لذة الإثمار!
تقول الريح للأشجار: ذوقي لذة الإبحار رأيت ابن التراب يُقيم حول ثمارك الأسوار ضربتُ شراعه فمضى وجرَّبَ واصطفى وأنار
وتهمس وردة للشوك: ما أقساك! ما أقساك! أقابل زائري بالعطر .. تجرح أنت من يلقاك لماذا يصبح الوخز الأليم هواية الأشواك؟
يقول الشوك: يا أختاه لم تتفهَّمي لُغزي فليست حرفة الآلام شرًّا فاشكري وَخْزِي فبالقبح الجميلِ حرستُ عجز الحُسنِ.. لا عجزي!
/
كَبَرتُ بداخلي .. كَبَرَتْ على كتِفَيَّ أحلامي!
/
وهو يصول دون وصول!
/
وفيهِ عرفتُ أنّ "يكون" تعني أنه قد كان وأنّ "الآن" لا معنى لها في لعبة الأزمان وأني في غدٍ سأكون شخصًا لا أراهُ الآن!
/
وأن الحزن والألم العظيم هما مرايا الذات!
/
سنترُك مصرَ كم بلدٍ سيهدمنا لكي نبْنِيْه! وكم بلدٍ سنشكرُهُ وتشتُمُنا عيون بَنِيْه! سنخرج دائما من مصر أصبحنا "يهود التيه"!
أرى فيما أرى عُريَ الكلام على رصيف الصوت بياض الدمع حين يسيل مرتديا سواد الصمت!
/
عزائي أنه ما من عزاءٍ يُرتجى في الأرض!
/
لعلي في خريف الجَدبِ أُزهِر مرةً وأضوع!
/
وخذ من شاطئ الأهداب أصدقُ ما يبلّلها وخذ من جبهة الأيام أروع ما يكلّلها
/
سنمشي ما يزال القلب يعشق مجده وأساه وما زلنا نريد الحب حُبّا .. والحياةَ حياةْ !
سنمشي لا تقل إن الدروب لهَت بعابرها وإن الأغنيات تموت بعد غياب شاعرها
سنمشي تعرف الخطوات كيف تخط سيرتها وتعرف لذة الفشل النبيل أمام كبوَتها وتعرف أنها في الضعف تبلغ أوج قوّتها!
سسنمشي ربما وصل الكلام لشاطئ المعنى سنمشي.. سر معي في الدرب.. حسبك أننا سرنا!
/
أحبك فليسمّوا الحب وهما كذبةً إغراء أفي مقدور هذا الماء إلا أن يكون الماء؟ إذا امتلأ الزمان بنا تلاشَت فتنة الأسماء!
/
ولستُ أعاتب السكين في ضلعي الذي اختارتْ فلا أحدٌ يردّ الخطو للقدم التي سارَت!
/
على جمرٍ مشيتُ إليكِ قلبًا حافي القدمين! / لماذا لم نجد في الحزن ما يكفي من السلوان لماذا لم نجد في الحب ما يكفي من الغفران لماذا ليس في الإنسان ما يكفي من الإنسان؟
/
وماذا قد يضير الشمس إن هم أغلقوا الشبّاك؟
/
أدندن باسمها مطرا.. فأُزهِرُ بالسنينِ الجَدْب!
/ أغار على اسمك الضوئي يا وقّادة الإغراء أغار على أناقته النبيلة من فم الغرباء فيخفق قلبي: اكتبها! وضع ما شئتَ من أسماء
/ تنَهُّدُ مُوجَعٍ في الناي رفَّةُ طائرٍ مُجهَد!
/
أُخاصَمُ فيكِ: من ليلى؟ لماذا باسمها أذّنت؟ أتذكُرُها وقد رحلتْ تعيش حياتها.. عِش أنتَ! إذا كفروا بحبك لي فحسبي أنني آمنت!
/
هل ينبغي أن ندفن أسلافنا تحت التراب لكي نتأكد من حقيقة وجودنا فوقه؟!
/
في أوروبا كلما صُفِع مثقف عربي على قفاه أو مؤخرته بكى على الأندلس حتى ظنها الناس مرهما للأمراض الجلدية!...more
"هذه اللغة الناقصة التي تصوّر الطبيعو وتحدّها، هي في ذلك كالعين التي ترى الطبيعة لتصفها باللغة - وما اللغة في الحقيقة إلا نظر عقلي بل
اقتبست من الكتاب
"هذه اللغة الناقصة التي تصوّر الطبيعو وتحدّها، هي في ذلك كالعين التي ترى الطبيعة لتصفها باللغة - وما اللغة في الحقيقة إلا نظر عقلي بل هي ألفاظ النظر- وما العين من الطبيعة إلا كالمرآة التي تقابلك بالشيء كما هو لتفهمه أنت كما تريد"
/
"لولا النفوس التي تدرك قيمة الجمال ما وجدت على الأرض نفوس تدرك قيمة الخير، وهل هذا الخير إلا بعض جمال النفس؟"
/
"لله أنت أيتها الطبيعة الجميلة، ولله جمالك الفتان الذي يترك من حُسنه بقيّة في كل عين تحدق إليه فتجعل كل شيء تصادفه جميلا، كما يثبت المرء عينه في ساطع من النور هنيهةً ثم يلتفت يمنةً ويسرةً فإذا كل شيء فيه شعاع من ذلك النور
/
الحقيقة الخالصة كالصديق الخالص المخلص؛ يجد الإنسان من المال والمتاع ما يبذله ثمنا للدنيا فيحوزها ولا يجد ثمن الصديق إلا أن يبذل له ذات نفسه! ؛
/
يا من له إذ يرى الدنيا كما اشتبهت بقيةُ الحلم في أجفان يقظان
/
"اليأس داءٌ لنفس العاجز الواني"
/
"وليس يُطرب صوت الماء منحدرا كما نرى وقعه في سمع ظمآن"
/
فيا إلهي إذا أجريت في قَدر يوما بأن يلتقي في الناس ضدان فاجعل للطفك معنى في التقائهما كيلا يكون من الضدين زوجان"
/
"... كما تغيب الآن كل أحلام السعداء معك أيها القمر بعد أن طلع عليها الصبح كأنه أشعة الحياة التي جمعها الليل من أعين النائمين"
تمهّلتُ في قراءته .. كحلوى أتناولها على ملٍ تاركةً لبقية جوارحي الغرق في جمال الشعور .. لم يعد في جعبتي ما أقوله بعد انتهائي من هذا الديوان.. ولي معهُتمهّلتُ في قراءته .. كحلوى أتناولها على ملٍ تاركةً لبقية جوارحي الغرق في جمال الشعور .. لم يعد في جعبتي ما أقوله بعد انتهائي من هذا الديوان.. ولي معهُ قِصّة :
/
الاقتباسات بلا انتهاء، سأُورد منها ما لامس الذائقة:
ودّعتُك الله فاحفظ سرّنا أبدا واكتُم هواي ولا تخبر به أحدا
وغبتِ.. غبتِ إلى أن مات موعدنا والكون والله كالثقب الصغير بدا
ودمعتان اشتهيتُ اليوم نثرهما لطالما اشتاقتا أن تُسفحا بددا
وأجمل الصمت فيما بيننا لغةً فالصمت حرف بديعٌ بَعْدُ ما وُلِدا
/
يا خفي اللطف أدرِك غربتي أوشكت نفسي من نفسي تضيع
فأعِذ قلبيَ إنّي قاربٌ، ثقبَ الأمنَ به سوءُ الصنيع
/
تغانمي العُمرَ.. قلبي قُدَّ من ألمٍ فقطرةٌ من عذابٍ، هل تُكَدِّرُه
/
عشتِ في قلبي اشتهاءً أليمًا ربما .. يُذهِبُ المحبةَ حِرْصُ
/
أقسى الخسارة أن تؤمِّلَ في الهوى وتعودَ، كفُّكَ من حبيبك مُفْلِسَة
يا أجمل الأشياء حين تجيئُنا في حينها رغم الظنون المُبلِسة
تلقّيت نسخة مطبوعة مذيّلة بإهداء المؤلف فور صدورها، وقد أنهيتها في وقت مبكر لكن لم يتسنّى لي إبداء رأيي إلا الآن..
أما عن رأيي فيها فهو كما يلي:
1. تسارتلقّيت نسخة مطبوعة مذيّلة بإهداء المؤلف فور صدورها، وقد أنهيتها في وقت مبكر لكن لم يتسنّى لي إبداء رأيي إلا الآن..
أما عن رأيي فيها فهو كما يلي:
1. تسارع الأحداث بدأ مبكرًا، لم تكُن هناك قفزات سريعة ولا بطءٌ مُخلّ.. تشعُّب خيوطها وتوزع مشاهدها مرة هنا ومرة هناك أضفى نوعًا من التشويق الذي كلما ازداد ، ازدادت معه كمية الدهشة التي ستكون محشوّة في فم القارئ حين يرى كل الخيوط تنتظم من جديد لتُشكل نسيجًا مكتمل الملامح.
2. الأسلوب الوصفي فيها مُتقن لأبعد حد، وأتى على وصف كل شيء، المكان والزمان والأشخاص والمشاعر بل وحتى الأحلام.. كانت التفاصيل تضفي نوعا من الارتباط بين القارئ وأجواء الرواية.
3. لئن كان في الرواية نزرٌ من الخيالية في الأحداث إلا أن بعض الواقعية يشفع لنا بالتغاضي عنه .. إذ كان لا بد من التضحية ببعض الشخصيات الرئيسية لإضفاء جوّ نفسي مشحون، خلاف ما اعتاد عليه القارئ من أن الأبطال ينجون جميعا في النهاية .. لا مثالية في أدوار الأبطال، إذ ليس هناك من ينجح تمامًا في كل شيء.
4. امتازت الرواية بأنها جمعت بين الأسلوب الروائي البوليسي، والأسلوب السردي - إن صح التعبير - .. إذ تحفل بعض المشاهد الحركية المثيرة ببعض التأملات التي تدور في خلد الأبطال.. وإن أضعَف ذلك من قوة تصاعد الأحداث لكنك لا تلبث إلا أن تعود للاندماج مع الأحداث بمجرد عودته لوصف المشهد التالي.
5. من النادر أن تحفل الروايات بخاتمة تحمل رسالة مفيدة .. المشهد الختامي للرواية كان لفتةً جميلة توقظ في الأمة جذوة من أملٍ بأننا قادرون على النهضة بأمتنا من جديد.
6. لا أدري تحت أي باب أصنّف ملاحظتي، لكن خابت توقعاتي كثيرًا في بعض الشخصيات.. بمعنى: أني ظننت أن بعض الشخصيات تضمر عداوةً ما، ثم اتضح لي العكس.. والعكس صحيح مع البعض الآخر، وهذا مما أراه - في نظري - يُحسب للمؤلف إذ استطاع التنويع في المفاجآت التي أعدّها للقارئ في نهاية الرواية..
أتطلّع كثيرًا لرواية قادمة بقلم المؤلف، وأجزم أنه سيجد لقلمه فضاءً أرحب من فضاء الروايات البوليسية التي تجبر ذوي الموهبة الوصفية والسردية على التضحية بهما في سبيل إيصال القارئ إلى ذروة الحماس مع تصاعد الأحداث المتسارعة .. قلمٌ كهذا جديرٌ به أن يتيح لنفسه الفرصة في تجربة لون آخر .. وأجزم أنه سيلاقي أضعاف هذا النجاح....more
رواية تحكي آخر أيام الدولة الفاطمية ونهايتها على يد (صلاح الدين الأيوبي)، والتي كانت تُديرها (سيدة القصور) بدهائها.. في بيئة تضج بالدسائس والمغامرات. ورواية تحكي آخر أيام الدولة الفاطمية ونهايتها على يد (صلاح الدين الأيوبي)، والتي كانت تُديرها (سيدة القصور) بدهائها.. في بيئة تضج بالدسائس والمغامرات. وإن لم يكُن لسيدة القصور من حضور إلا بعد انقضاء نصف الرواية إلا أن لحضورها ثقلًا.. ساعده على ذلك سرد ما جرى محاولات الثأر والانتقام بين الحراني وعمارة الذي حظي بمكانة مرموقة لدى سيدة القصور.
أحداثها مختصرة، وإن كان هناك بعض القفزات بين الماضي والحاضر إلا أنها لا تُخلّ بالسياق.. شيقة وبعض أحداثها تحبس الأنفاس..
لغة السرد راقية جدًا، من الرائع أن أقرأ للمؤلف شيئًا غير أنشودة المحفوظات في الصف السادس الابتدائي: يا ابنتي إن أردتِ آية حسنٍ.. وجمالًا يزين جسمًا وعقلا فانبذي عادة التبرج نبذا .. فجمال الوجود أسمى وأعلى
يا للأدب العربي الباذخ! تحكي قصة الحب الذي جمع ابن زيدون بولادة بنت المستكفي، وما كِيد لهما من الدسائس -وهل تخلو القصور من الدسائس والوشاة؟- . تصور القصيا للأدب العربي الباذخ! تحكي قصة الحب الذي جمع ابن زيدون بولادة بنت المستكفي، وما كِيد لهما من الدسائس -وهل تخلو القصور من الدسائس والوشاة؟- . تصور القصة حياة الترف التي كانت تعيشها قرطبة في عهد ابن جهور.. ثم ما آل إليه هذا الترف والانشغال بالشراب واللهو والمجون من تفكك دولة الأندلس وانشغال شبابها عن النهوض بها حتى سقطت الأندلس، الجنة الوارفة التي اشرأبّت لها الأعناق في يومٍ ما..
رواية فاتنة، من طراز رفيع قلّ أن يُجاد مثله .. الوصف فيها بليغ، والإطناب لا يُملّ.. وخُضِّب كل ذلك بروائع أشعار ابن زيدون . ونزر قليل من شعر غيره. أنصح بها وبشدة، للنهوض بالذائقة الأدبية، وغسل الذوائق من الشوائب التي عَلِقَت بها من القراءة لمُدّعي الأدب....more
أنهيتها في جلستين .. أظنها عادة لدى الكاتب في رواياته أن يُخاطب الإحساس في المقام الأول، يُتقن بعثرة الأحاسيس فوق كل مشهد ووصف .. استوقفتني بعض المشاهأنهيتها في جلستين .. أظنها عادة لدى الكاتب في رواياته أن يُخاطب الإحساس في المقام الأول، يُتقن بعثرة الأحاسيس فوق كل مشهد ووصف .. استوقفتني بعض المشاهد كثيرًا .. بل كثيرًا جداً .. كتلكَ التي يصفُ بها شُعور من يعود لأماكن أقام فيها سنينا ثم ارتحل عنها، وصفه لما يرى وما كانت عليه في الماضي، وصف الشعور الآن وما كان يشعر به في الماضي .. حتى جاء ذاك التساؤل الذي لطالما تساءلتُ عنه كثيرًا في الواقع : " ما بالُ الطرقات وأماكن طفولته القديمة .. أما كانت أكثر اتساعا مما هي عليه الآن؟ ... ما بالها الآن صارت أضيق وجدرانها ازدادت قربا من بعضها والتصاقا؟؟ " ليجيب بإبداع عن هذا التساؤل : " لتخبرنا أنها لم تزدد مع السنين إلا قربا .. لا كما فعل ساكنوها الراحلون يوم لم يزدادوا مع السنوات إلا قطيعة وبعداً .. فكأن الجمادات بذلك أبقى للعهد منهم ... "
* * *
في الفصل الثالث والعشرين ، تبدأ هُنا اللعبة التي يجيدها (سعود الشعلان) .. إسقاطُ كلمات الأغاني على مشاعر أبطال الرواية وأماكنها شبرًا شبرًا بالمراوحة بين مشهدين ، وبتناغم تامّ ، أترك للقارئ فُرصة الاستمتاع بها :)
* * *
هناك مشهد رائع ارتعد له قلبي : "إلا أنه لم يكن يعلم وهو يسائل رفيقه.. أن الدنيا كانت تستمع إلى حديثه .. وهي تسند ظهرها إلى عمود إنارة قديم متدثرة برداء من السواد ... وما أن أنهى "مل" حديثه إلا وتبسمت الدنيا بركن فم مشئوم ثم سارت تتسربل بظلام الليل بخطة واثقة معتدة ، شأنُ من خطط أمرا لم يبقَ عليه سوى تنفيذه .. وبالفعل! "
هذا المشهد أنموذج بسيط لمَشَاهد أُخر يستثير بها مشاعر الترقّب والخوف لدى القارئ .. فهو يهيّئ للمفاجآت نفسيًا ..
* * *
الحوارات في الرواية كانت رائعة.. والرواية نفسها محبوكة، لكنها تحوي عيوبًا وإن كانت قليلة لكنها مهمة : - ( عقدة الرواية ) أو كما يسميها البعض (فكرة الرواية) كانت تقليدية جدًا .. وكذلك بعض الأحداث الجانبية أنقذها من الضعف بعض المشاهد النفسية والوصف البديع ، وإلا فالفكرة مكررة .. - الأخطاء الإملائية المزعجة جدا ؛ رغم أن ما بين يدي الآن هي ( الطبعة الثانية ) والتي يُفترض أن تكون مُصححة .. - بعض التراكيب اللغوية كانت تحتاج إلى عيادة صياغة (وهي قليلة جدًا) .. وبعض علامات الترقيم تأخرت عن مكانها وتقدمت فاختل المعنى..
هذه العيوب جعلت من روايته الأخرى (ومات الجسد وانتهت كل الحكايات) تتربع على عرش الصدارة في نظري ..
ورغم تلك العيوب إلا أن الرواية استحقت 4 نجمات عن جدارة .. وقلّ أن يتكوّن لدي انطباعان جيّدان لمؤلَّفَين أقرؤهما لنفس الكاتب .. انطباع يدومُ أثرهُ النفسي طويلا .. ...more