|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
my rating |
|
|
|
|
|
|
|
![]() |
|
|
||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
B08TMKV8XN
| 4.07
| 166,218
| 1883
| 2007
|
في كتابه هكذا تكلم زرادشت، يحدثنا نيتشة عن مأساة الانسان، يزيل طبقات الزيف والصراع والمعادلات الحسابية للاقنعة من علي الذات الانسانية، فهو بذلك يصل ال
في كتابه هكذا تكلم زرادشت، يحدثنا نيتشة عن مأساة الانسان، يزيل طبقات الزيف والصراع والمعادلات الحسابية للاقنعة من علي الذات الانسانية، فهو بذلك يصل الي اعمق نقطة في الانسان، فاحدث انقلابا كبيرا في منظومة الاخلاق، وفلسفة المعرفة، وما يعيه الفكر البشريمن ترسبات فكرية واخلاقية منذ فجر الانسانية.. هذه الشفافية المطلقة التي تسيطر علي نيتشة في كتابه هذا لا تعبر سوي علي بؤس الحياة والوجود، وتؤكد ان كل شئ ملئ بالصراع والزيف والالم، فمثلا يفكك فكرة الصديق او القريب، ويصفه بأنه ألد الاعداء وافضلهم للاحترام، فاصعب الحروب هي الحرب مع الصديق، ولديه المنطق السيكولوجي المهم، وهذا المنطق كان ممهد لتأسيس علم النفس والتحليل النفسي، ولذا هو يطلق علي نفسه اهم خبير سيكولوجي شهدته البشرية. وكان يحتاج نيتشة الي اداة عدمية ضخمة للوصول الي عمق الذات بهذا التصور الجديد والمفزع، ولكنه لا يكتفي عن حد العدمية، فينتقل من هذه النقطة ليصف بؤس الذات الممتدة من مراحل الداخل الي العالم الخارجي، فيؤكد ان الايدولوجيات مثل الاشتراكية والديمقراطية والليبرالية لا تعبر عن الذات البشرية، فهي اقكار حمقاء، فمثلا الليبرالية تعني المساواة، وهذا مفهوم مغلوط وفق نيتشة فالانسان الفرد حياته مبنية علي الصراع والتنافس، واذا احتكمنا الي الليبرالية فهو لاهداف سياسية كاذبة.. كما يؤكد ان الديمقراطية ايضا ضد ارادة الانسان الفرد، فكل انسان لديه مساحة من السلطة والارادة والتفكير والذاتية الفردية، لا يمكن ان يخضع لفكرة الديمقراطية، التي تعني المشاركة والتشاور.. فالارادات ستتصارع بين الشعب والسلطة، ليفوز واحدا منهم بسلطة اتخاذ القرار، فمثلا لا يمكن ان نتخيل وجود ديمقراطية بين شخصين علي الاقل، فهناك اراداتين يتصارعان. وبهذه الرؤية النقدية اللاذعة الشاملة الواعية، لا يمكن ان نصف نيتشة بأنه عدمي، او أنه تخريبي، او انه يدعو الي الحروب والانسان الاعلي والارتقاء، هو يفكك ويفسر الذات الانسانية وعمقها، وما انتجته من افكار وفلسفات سياسية واجتماعية واقتصادية، فهو ليس كالفيلسوف هيجل يدعو الي الدولة القومية ونهاية التاريخ بظهور الليبرالية وحرية الانسان، او ميكافيلي الذي كتب عن خبايا السياسية واسرار السلطة التحكم. فكل دعواته في هذا الكتاب الي كراهية الصديق، ونبذ المرأة، والانسان الاعلي، والاحتكام الي الشر والصراع ليست سوي تعبيرا عن واقع الانسان وبؤسه، فلا يمكن لكتابة نقدية وشفافة مثل كتابه نيتشة تعتبر دعوة لشئ، فهي يدعو لهذه الاشياء من باب السخرية بهذا الشكل العلني المستفز، وكل هذه الامور البائسة عبر عنها بشفافية وصدق وهو موجودة في الانسان فليس هناك حاجة لكي نؤكد ان نيتشة يدعو اليه.. ...more |
Notes are private!
|
1
|
not set
|
not set
|
Jan 24, 2017
|
Paperback
| ||||||||||||||||||
B07Y7C4KKG
| 4.12
| 9,401
| 1966
| 1990
|
يتطرق الفيلسوف الفرنسي ميشال فوكو في كتابة الكلمات والاشياء، الي النظم المعرفية الحاكمة للثقافة الغربية حيث يؤكد أن فعل التشابه، لعب دور مهم في تفسير
يتطرق الفيلسوف الفرنسي ميشال فوكو في كتابة الكلمات والاشياء، الي النظم المعرفية الحاكمة للثقافة الغربية حيث يؤكد أن فعل التشابه، لعب دور مهم في تفسير النصوص وتأويلها، وذلك حتي نهاية القرن السادس عشر، ويقول فوكو أنة فعل التشابه سمح بمعرفة الاشياء المرئية واللامرئية، وقاد فن تمثيلها، وتصورها، وكان يتبدي كعملية تكرار، معتبره مسرح الحياة، أو مرآة العالم. وبين فوكو أن هذا التشابه، تعلق بالصداقة بالمساواة، والتعاقد والزواج، والتشارك والتراضي، وثم قام بالتفصيل والشرح لأربعة اشكال جوهرية للتشابة. الشكل الاولي تعلق بصيغة التوافق: ويتطرق فوكو الي هذ الصيغة، بشكل نظري ثم امثلة وقعية توضح هذا المعني، ويقول أن الملائمات هي الاشياء التي حين تقترب الواحدة من الأخري تجد نفسها وقد تجاورت أنها تتلامس في أطرافها وتختلط اهدابها، ويشير إلي أن التشابه يفرض تجاورات تؤمن بدورها تشابهات، فالمكان والتماثل يتشابكان، ومن الامثلة الواقعية التي ذكرها مثلا نمو الطحلب علي ظهر القوقع، النبات يتواصل مع الحيوان، والارض مع البحر. الشكل الثاني، وهو المنافسة وعكس التوافق، حيث يتحرر من قانون المكان، ففي المنافسة شئ من الانعكاس، ومن المرآة، بواسطتها تتبادل الاشياء المبعثرة في شتي انحاء العالم، ووفق لذلك تستطيع، الاشياء ان تقلد بعضها من اقصي العالم إلي ادناه دون تسلسل او تقارب، بالتكرار في المرآة، التنافس هو نوع من التوأمية الطبيعية للاشياء، ويضيف فوكو أن التناافس يتبدي أولاً في شكل انعكاس بسيط، خفي، بعيد، ويطوف فضاء العالم في صمت، بيد أن المسافة التي يجتازها لا تلغيها استعارته الماهرة، وإنما تبقيه مفتوحة للرؤية والشكل الثالث من التشابه هو التماثل أو القياس، وفي هذا الاطار، يتراكب التوافق والتنافس، النقطتين السابقتين، ثم انتقل فوكو الي الشكل الرابع، الذي يعني التعاطف، الذي يقوم بوظيفته في حرية كاملة في اعماق العالم، هو تجاذبات الاشياء لبعضها البعض، وجعلها متطابقة مع بعضها مع البعض الأخر، التعاطف يغير ويبدل ولكن في اتجاه المطابق. ويؤكد فوكو أن فعل التشابه، ومكوناته الاربعة ( التوافق- التنافس- التماثل -التعاطف) تساعدنا في فك شفرات العلاقات، والوصول الي المعرفة، ويقول يجب أن يكون هناك علي سطح الاشياء ما يشير الي المتشابهات المدفونة في الاعماق وثمة حاجة لعلاقة مرئية عن التماثلات اللامرئية، ويشير فوكو الي أن التشابه يجب ان يتوافر فيه توقيع، فعالم التشابه، لا يمكن أن يكون إلا عالماً مطبوعاً بعلامة معينة، ويستند الي قول باراسيلوس، أن الله اذا أخفي بعض الاشياء، فأنه لم يترك شيئا بدون علامات خارجية مرئية مع علامات خاصة- شأن الانسان الذي دفن كثيراً ووضع علامة علي موضعه كي يتمكن من العثور عليه. وكأن فوكو يريد القول في عالم التشابه، "فككوا المتشابهات، ليعرفوا اين تكمن الحقيقة، جهد مبذول بشري، في تصحيح ذات العبارات، اشارات وعلامات ورموز، تود الكشف عنها، سيحتار الانسان اينما وجد، ليغير تكتيكه من فعل المتشابهات، الي افعال جديدة، ومعارف جديدة". ويصف فوكو التشابه بأنه شكل لا مرئي يجعل الاشياء من اعمق اعماق العالم مرئية. ويعطي عدة صفات للعالم وعلاقته التشابع، واصفاً أنه مغطي بالشعارات، والحروف والارقام، والكلمات الغامضة، ومثقل بالاشكال الخطية والرموز، وليس علينا سوي إلا أن نفك رموزها، لتقول كلمات فوكو علي نفسها بالأتي، "العالم يخاطب نفسه، احشاء الارض، تسيل عبر الرماد، رموز الظلال الخرساء تصاحبها كلمات تشير إليها، نغمات التشابه والأفق البعيد تطالب بالتحرر من السلطات، لتعلن عن معلومات جديدة عن اسرار الاختفاء، لتحاكي الفضائل الداخلية لصمت الطبيعة". ويصف فوكو التشابه، هو الاكثر عالمية وكلية في معرفة القرن السادس عشر، وهو أشد الاشياء مرئية، وفرق في هذا الاطار المعرفي التاريخي، بين علم التأويل واصفاً أنه مجموع المعارف والتقنيات التي تسمح للأشارات بأن تتكلم وأن تكتشف معانيها، وعلم السيمياء علي مجموع المعارف والتقنيات التي تسمح بأن نتبين أين توجد الاشارات، وتحديد ما يؤسسها كإشارات ومعرفة روابطها، وقوانين تسلسلها. ...more |
Notes are private!
|
1
|
not set
|
not set
|
Jan 24, 2017
|
Paperback
| ||||||||||||||||||
B0DTVZ6XY9
| 3.93
| 148
| Jan 01, 1920
| 1984
|
it was amazing
|
ملخصات كتاب تاريخ الفلسفة اليونانية، تأليف: وولتر سيتس، من طاليس حتي السوفسطائيون. محتويات الملخص 1- ملاحظات علي الفلسفة بشكل عام. 2- صفات الفلسفة. 3- الت ملخصات كتاب تاريخ الفلسفة اليونانية، تأليف: وولتر سيتس، من طاليس حتي السوفسطائيون. محتويات الملخص 1- ملاحظات علي الفلسفة بشكل عام. 2- صفات الفلسفة. 3- التفرقة بين العالم المادي، والعالم الذهني الباطني. 4- تحويل التفكير الحسي الي تفكيرغير حسي 5- طاليس. 6- انكسماندريس. 7- الفيثاغوريين. 8- التفسير الباطني الذهني للعالم- التفكير الأيلي. 9- افكار الفلسفة الايلية. 10- اكيسنوفان. 11- بارميندس. 12- زينون. 13- ملاحظات نقدية علي الفلسفة الأيلية. 14- يرقليطس. 15- أمبيدوكليس. 16- الذريون. 17- انكساجوراس. 18- السوفسطائيون. 19- سقراط. 20- ملاحظات علي الفلسفة بشكل عام صفات الفلسفة: � تختلف وجهات النظر الفلسفية من فيلسوف إلي أخر. � الفلسفة تتناول الكون ككل، وهي لا تأخذ شيئاً كقضية مسلمة، وهي تمس وتتعلق بمسائل لا يوجد بشأنها اتفاق عا دون شك. � الفلسفة هي محاولة للارتفاع بما هو حسي إلي الفكر اللاحسي المحض. � الفلسفة ليست مجرد خليط أعمي من الأراء والنظريات تتعاقب دون ترابط فهي تطور منطقي وتاريخ كل خطوة يتحدد بالخطوة السابقة. التفرقة بين العالم المادي، والعالم الذهني الباطني: � دائما في التفلسف نتضمن عالمين من الوجود: العالم الفيزيائي الخارجي، والعالم الذهني الداخلي، ولا يمكن القول بأن العالم الخارجي فيزيائي علي نحو محض، لأنه يتضمن العقول الأخري، وهناك مثال علي ذلك: أني علي وعي بعقلك وهذا يشكل بالنسبة لي جزءا من العالم الذي هو خارجي بالنسبة لي. � العالم الأكثر ألفة لنا، هو العالم المادي الخارجي، فعندما يولد طفل فأنه يستدير من اللحظة الأولي بعينيه نحو الصور الذي هو شئ فيزيائي خارجي. � أن كل تجاربنا الأولي تكون عن العالم المادي. � اللغة بنيت بشكل أكثر علي العالم المادي الفيزيائي عن طريق المماثلة. فمثلاً السعي نحو الرمز لتحويل شئ غير مادي إلي رمز مادي في العقل مثل "الله نور الأنوار". تحويل التفكير الحسي الي تفكيرغير حسي � صعوبة الفلسفة تكمن في محاولة التفكير علي نحو غير حسي دائما في الأمور والاشياء، فنحن نسعي للتفكير في الأشياء غير الحسية بطريقة حسية وليس العكس. � الفلاسفة يقعون في التناقضات بسبب التحول الي التفكير الحسي. � الانسان كائن مادي وطبيعي، ولذا الفلسفة بدئت في التفكير بشكل مادي وحسي. � الأنسان يبدأ بالنظر نحو العالم الخارجي لا نحو الداخل إلي نفسه، وذلك طابع الحقيقة الأولي للفلسفة. التفسير المادي للكون _ التفكير الأيوني طاليس � طاليس هو أول من فكر في أساس الوجود والكون، وذلك بشكل علمي ويسمي أب الفلسفة، ولكنه لم يعطي لذلك حل عقلي، فقد قال أن الماء هي أصل الكون والاشياء بخلاف السابقين عليه الذين فسروا الاساس الكوني دن تفكير علمي، ولكن فسروه علي أساس الاساطير والخرافات. انكسماندريس � المبدأ الأقصي للاشياء هو مبدأ مادي وهو ليس نوع خاص من أنواع المادة، بل هو بالأحري مادة بلا تشكيل ولا تحديد، وبلا ملامح بصفة عامة. � درس نظرية الانسان، وتحول الانسان من سمكة إلي جسم حي. الفيثاغوريين � فسروا العالم تفسيرا رياضيا، وأن العدد اصل الاشياء. � جميعة الفيثاغوريين هي جميعة دينية مغلقة علي نفسها سرية في تبادل العلم والمعرفة، تأثروا بالأورفية، وأخذوا منها الأيمان بتناسخ الأرواح، بما في ذلك تناسخ أوراح الناس إلي حيوانات. التفسير الباطني الذهني للعالم- التفكير الأيلي افكار الفلسفة الايلية: � يعتبر التفسير والفكر عن الفلاسفة الايليين ماديا بشكل ما، وليس مادياً في كليته، فلم ينضج الفكر الفلسفي في هذه المرحلة الي التفكير الباطني والمثالي بشكل كلي. � نظرية الوجود لا يجب أن تقوم علي الحواس، أنه الوجود لا يوجد إلا في العقل، أننا نكون فكرة الوجود بعملية التجريد. � الحقيقة المطلقة في فكرة وليس في شيئاً. � الأطروحة الأساسية للمثالية هي أن الحقيقة المطلقة هي اعتبار العالم تجلياً يوجد في الفكر وفي المفاهيم، وهناك فرق بين العقل والحس، وهذا التقريق يعتبر تطوراً مهماً في التفكيرا لفلسفي اليوناني، فلاول مرة يظهر. اكيسنوفان � الفيلسوف اكيسنوفان الأيلي هو أصل النزاع بين الفلسفة والدين، فقد هاجم الأفكار الشعبية عند اليونان وانتقد أن فكرة تعدد الألهة عند اليونان ايضاز � توصل إلي تصور أن العالم هو الله، والكل هو الواحد، والله كائن حساس، وبلا اعضاء حسية. بارميندس � بارمنيدس فيلسوف التغير، قال أن الحقيقة هي طريق الجهد لايجاد الدائم وسط التغيير، وايجاد الثابت وسط النقلات والحركة والاشياء. � فرق بين الوجود واللاوجود، فاللاوجود هو غير الحقيقي، واللاوجود ليس شيئاً علي الإطلاق. � اللاوجود يتساوي مع الصيرورة وعالم التغيير والأشياء المتغيرة. � الوجود ليس شئ ايجابي، فطابعه الوحيد ببساطة وجوده. زينون � زينون لا ينفي وجود العالم، ولكن ما ينفيه هو حقيقة الوجود، فالعالم حاضر أمام حواسنا، ولكنه ليس العالم الحقيقي، أنه مجرد مظهر، وهم، عرض خارجي، قناع زائف يخفي الوجود الحقيقي للأشياء. � الأشياء من حولنا لها وجود ولكنه ليس وجود ذاتياً، ليس جوهرية ذاتية. ملاحظات نقدية علي الفلسفة الأيلية � الانتقال من الفلسفة الأيونية إلي الفلسفة الأيلية هو أساساً انتقال من التفكير الحسي إلي التفكير المجرد المحض. � الوجود الآيلي هو فكر تجريدي تام. � الفيثاغوريين هو الفكر شبه الحسي وهم يعدون حجر الانتقال من الأيونيين إلي الأيليين. � النزعة الواحدية: الفلسفة الأيلية هي أول نزعة واحدية، وهي فلسفة تحاو أن تفسر الكون كله من مبدأ واحد، وعكس النزعة الواحدية، نزعة الكثرة، وهي ذلك النوع من الفلسفة الذي يسعي إلي تفسير الكون من مبادئ عديدة مطلقة ونهائية. � مقابل النزعة الواحدية النزعة الأتينية.د � الواحدية تؤثر في المجال الديني والعلمي والفلسفي. � المادة لا تفسر أي شئ علي الإطلاق لأن المادة ليست وجود مفسرا ذاته. � الواحدية المجردة للغاية مستحيلة، فإذا كان المطق هو ببساطة الواحد الخالي تماماً من ك سيرورة وكثرة، فإنه من قبل هذا التجريد لا يمكن أن تصدر السيرورة والكثرة، أن المطلق ليس ببساطة واحداً أو ليس ببساطة كثرة، بل يجب أن يكون كثرة في واحد. يرقليطس � الصيرورة وحدها موجودة، والوجود والثبات والذاتية يست إلا أوهاماً، فلا شئ يبقي ولا شئ يثبت ولا شئ يظل كما هو، فنحن ننزل في النهر، ولا ننزل فيه، فما من أنسان ينزل في النهر الواحد مرتين، فهو دائم التدفق والجريان. � الوجود يحتوي علي اللاوجود، وعلة الموت هي مجرد الأداة الألي. � كل شئ موجود هو تناغم من التوترات المتقابلة، وان التناغم يحتوي بالضرورة مبدأين متعارضين، وبالرغم من تعارضهما، يكشفان عن وحدة ضمنية. � الخير والشر والألم واللذة كل ذلك ضروري للعالم وتناغم الحياة. أمبيدوكليس � فلسفته مادية، تري أن الأشياء ككل تبدأ وتكف عن الوجود ولكن الجزئيات المادية التي تتكون منها غير مخلوقة ولا تستنفذ. � أمن امبيدوكليس بمذهب الدورات العالمية المنتظمة، لهذا فإن سيرورة العالم دائرية وليست لها بداية أو نهاية. � يؤمن امبيدوكليس بتناسخ الارواح كما أنه طرح نظرية عن الادراك الحسي جوهرها هي أن الشبيه يدرك بالشبيه فالنار نفسها تدرك النار الخارجية وكذلك الشأن بالنسبة للعناصر الأخري. الذريون � فلسفة الذريين، فلسفة مادية، فهم يرون أن لا يوجد شئ سوي المادة، والقوة المادية. � يري ليوقبيوس وديمقريطس أن المادة إذا كانت يمكن أن تنقسم فأننا يجب ان نصل إلي وحدات لا تنقسم. وهذه الوحدات التي لا تنقسم تسمي الذرات، ولهذا فإن الذرات هي المكونات النهائية للمادة، أنها لا متناهية في العدد وهي من الصغر بحيث يصعب أدراكها بالحواس. � يؤكد الذريون أن اللاجود أو المكان الخالي حقيقي شأن الوجود، ويقول ديمقرطيس، الوجود يس فيه شئ يجعله حقيقياً أكثر من العدم، ولما كانت الذرات بلا كيف فأنها لا تختلف عن المكان الخاي الا في أنها ممتلئة. انكساجوراس � أساس فلسفة انكساجوراس هو نفس أساس فلسفة امبيدوكليس والذريين، ولقد أنكر وجود أيه صيرورة مطلقة بالمعني الدقيق لانتقال وتحول الوجود إلي اللاجود، واللاوجود الي الوجود. � أن المادة غير مخلوقة ولا تستنفذ والصيرورة يجب أن تعد بخلط وتحليل أجزائها المركبة. � القوة المحركة هي قوة غير فيزيائية وغير جسمانية كلية، أنها تسمي العقل الكلي الذي هو ينتج الحركة في الاشياء التي تسبب في تشكيل العالم. � يري انكساجوراس أن هناك عقل واحد ينبت في كل الكائنات الحية الانسان والحيوان وبل حتي النبات، وهذه المراتب المختلفة للموجودات ينبت فيها العقل نفسه ولكن بدرجات مختلفة حيث أن النسبة أكبر عن الانسان. � العقل الكلي هو أساس الحركة، وبما أنه علة الحركة كلها، لا يمكن هو نفسه أن يتحرك، ويتصف هذا العقل أنه نقي تماما وغير مختلط بأي شئ أخر، أنه يعيش بمعزل وبذاته في ذاته. � والعقل مشكل للعالم وليس عقلاً خالقا للعالم، أن العقل لم يخلق المادة وكل ما هنا لك أنه ينظمه، ويقول انكساجورس " أن الاشياء جميعاً كانت معا متعددة بشكل لا متناه وقليلة بشكل لامتناه، ثم جاء العقل وبث فيها النظام. السوفسطائيون � اذا كانت المشكلة المطروحة في المرحلة الأولي من الفلسفة هي أصل العالم وتفسير الوجود وصيرورة الطبيعة، فإن المرحلة الثانية تبدأ بالسوفسطائيين بطرح مشكلة وضع الانسان في الكون. � العصر الذي تزامن مع ظهور السوفسطائيين كان عصر التفكير السلبي والنقدي والهادم، لقد قوضت الديمقراطية في ذلك الوقت مؤسسات الدولة الارستقراطية القديمة وقوض العلم التزمت الديني، وحدث نقد ورفض للاخلاقيات والعادات والسلطة والتقاليد كلها. وكانت تعاليم السوفسطائيين مجرد انتقا لقضايا النظرية لهذه الاتجاهات العملية. � يرجع ظهور السوفسطائيين الي الطلب المتزايد علي التعليم الشعبي الذي كان مطلباً اصيلاً من أجل الاستنارة والمعرفة. � لم يكن السوفسطائيون فلاسفة بالمعني الفني، فهم لم يتخصصوا في مشكلات الفلسفة، وكانت نزعاتهم نزعات عملية تماما وهم يعلمون أي موضوع مهما يكن عندما تكون هناك حاجة شعبية لتعلمه. � السوفسطائيين يركزون طاقاتهم إلي حد كبير علي تعلم البلاغة والخطابة وهذا شئ طيب. لقد كانوا اول من وجهوا الانتباه الي علم الخطابة الذي يعدون هم مؤسسينه. � برتاجوراس هو صاحب القول الشهير "الانسان هو معيار كل الاشياء، معيار ما هو موجود، فيكون موجوداً، ومعيار ما ليس بموجود فلا يكون موجودا، وهذا الحديث يحتوي علي شكل جنيني للفكر الشامل للسوفسطائيين. � ويري برتاجوراس أنه لا توجد حقيقة موضوعية، ولا توجد حقيقة مستقلة عن الذات الفردية، وما يبدو علي انه حقيقي هو حقيقي بالنسبة لهذا الفرد،و وهكذا فأن الحقيقة متطابقة مع الاحساسات والانطباعات الذاتية. � لا توجد أي حقيقة موضوعية وبذلك لا يوجد معرفة بها، ويري جورجياس وفق ذلك 1- لا شئ يوجد. 2- اذا وجد شئ لا يمكن معرفته. 3- اذا امكن معرفته فلا يمكن نقل معرفته الي الاخرين. � ساهم السوفسطائيين في تقدم المعرفة، ولقد كانوا أول من وجهوا الانتباه الي دراسة الكلمات والجمل والاسلوب والنثر الفني والايقاع، ولقد كانوا مؤسسي علم الخطابةن ونشروا التعليم والثقافة في جميع أنحاء اليونان. ...more |
Notes are private!
|
1
|
not set
|
not set
|
Jan 24, 2017
|
Paperback
| |||||||||||||||||
B0DLT7SGNC
| 4.03
| 106,770
| 1886
| 1994
|
ما وراء الشر والخير مع نيتشة فعل الشر والخير، في سياقها المعتاد، هي فوق التشريح والماروائيات، تقع ضمن فلسفة الأخلاق بكل وضوح، وجاء الفكر النيتشوي في تغ ما وراء الشر والخير مع نيتشة فعل الشر والخير، في سياقها المعتاد، هي فوق التشريح والماروائيات، تقع ضمن فلسفة الأخلاق بكل وضوح، وجاء الفكر النيتشوي في تغيير فهم الخير والشر، واضحي هناك شيئاً جديداً متعلقاً بالفقهية النفسية والتحليل النفسي لهذين الفعلين. نتسائل هل هناك فعل شر صرف، هل الشر يرفضه الانسان دائما، وقد يكمن الشر في الخير، والعكس صحيح، ما هي دوافع الشر والخير. لفهم هذه الاسئلة ليس أمامنا غير الاعتماد علي ثلاثة مداخل لذلك: المدخل الاول يتعلق بأن جدوي الفهم ترتهن الي التجريب والملاحظة، فكل فعل شر أو خير، هو كيان بذاته تفاصيله الكثيرة تفسره، ليس متشابهه مع الأخر، نحن نتحدث عن مفاهيم الشر والخير، هي مفاهيم كلية، كما أنها تصدر من نفس بشرية، لها خصوصيتها وتعقيدها، فالامثولة الواحدة لفعل شر هو ممتد للذاكرة من التفاعلات والاحداث، نحن بصدد فعل شر تاريخي، وليس لحظي. المدخل الثاني: مدخلنا الاول هوممهد جديد لهذا المدخل، هو أحد صوره اللحظية دون تفسير، فالتفسير من نصيب المدخل الثاني، خصوصية فعل الشر الواحدة هي التي تعقد الأمور، تفتح أمامنا تفسيراً بأن النفس البشرية مليئة بالدوافع والرغبات والذاكرة الحية لكل شئ يخصها. كل هذه الدوافع واعماق النفس البشرية، تحرك فعل الشر والخير، وليس التفريق الواضح بينهم هو الذي يفسر، أنما هذه الدوافع والتعقيدات والظروف هي التي تفسر، هناك مصفوفة وسلسلة طويلة من المداخلات والتعقيدات التي تصنع فعل الشر، وعدم وضوح فعل الشر والخير هو الذي يصنع واقع نفسي سئ لدي الاطراف، وهو الذي يجعل الفرد في حيرة واضطراب، يستمر الصراع بعد الحيرة حتي نصل الي تسوية مليئة ايضا بالتداخلات والتعقيد، نصل الي التصالح مع النفس ومع الاخر حتي نقبل هذا الفعل. لا يمكن اغفال مثلاً صفة السيطرة لدي فرد قام بفعل خير، هذه الصفة لها تأثيرها وقيادة الكبري في سير فعل الخير، قد يتحول إلي اقصي معاني الشر في احد اللحظات، ايضا صفة العطاء الزائد هي صفة خير بحت، ولكنها تتناقض مع الذات البشرية، فهناك اشياء سلبية ايضا وصفات خارج الخير، فالصفات التي يمتلكها الفرد الواحد ليس كلها خير، وليست كلها شر، واذا اقدم الشخص علي فعل خير دوافعه وتفاصيله نحو الشر تقف وتراقب هذا فعل الخير، وهو مما يؤدي الي التعقيد والحيرة وراء فعل الخير. الصفات والدوافع المتعارضة لدي الذات الواحدة هي التي تعقد فعل الشر والخير، وتجعله محير للغاية، وتجعل فعل الخير امثولة لوحدها بذاتها لا يمكن تفسيرها من واقعها الظاهري، الأمر يحتاج الي تتبع المصفوفة والتعقيدات التي تسبق فعل الخير، والأمر كذلك مع الشر. وهذا يوصلنا ما ماهية الدوافع والصفات والمدخلات للذات الي تتفاعل مع الخير والشر، نري بتفسير سريع أن العكس هو الذي يحدث. المدخل الثالث:: النصوص خارج اللامعقول والتي تتبع التعقيد للمشاعر والاحاسيس قد تساعد في تفسير فعل الخير والشر، فقد نقول:: "عندما افقد لذة الاجتماعي والانصهار مع الأخر دائما في اشياء ممتعة، وأتجرد بذاتي عن هذه التفاصيل والشعور، يصبح شعوري خالي من كل ذلك، تقف الرغبة في اللذة علي حدود المشاعر والأحاسيس لكي تملئها بتفاصيل وأبعاد اللذة، اكون جيش من الرغبات الخاملة، وملئ بالتأمل والاحاطة بالعالم والحياة". وقد نقول أيضا "عندما أقابل أي شخص أراه ينوي ويخطط لغرس أفرازاته الذاتيه وطموحه الشخصي في القول والفعل في رقبتي، ليسري كل ذلك في عروقي سريعاً، وأصبح أنا هو، وهو أنا، ولا أعرف هل هذا الاندماج معه يصب في مصلحة الخير أم داء الشر، أنه تمثل من تمثلات روح العالم". ...more |
Notes are private!
|
1
|
not set
|
not set
|
Jan 19, 2017
|
Paperback
| ||||||||||||||||||
B0DSZYG37G
| 4.05
| 387
| 1926
| unknown
|
وكتابه في التربية عالج فيه بأسلوب علمي وتفكير ناقد اخطر المواضيع التي تتصل بحياة الفرد والمجتمع، حتي ان بعض الجامعات قامت بتدريس هذا الكتاب في المواسم
وكتابه في التربية عالج فيه بأسلوب علمي وتفكير ناقد اخطر المواضيع التي تتصل بحياة الفرد والمجتمع، حتي ان بعض الجامعات قامت بتدريس هذا الكتاب في المواسم الدراسية، وذلك لأهميته الشديدة واتسامه بالموضوعية والجدية ووجود حلول ومقترحات لهذه المشكلة في هذا الكتاب. ويلاحظ ان رسل طبق مبادئ ومهارات التفكير الناقد بشكل مباشر في فنون التربية، لان سمات التفكير الناقد هي سمات تربوية وهي قدرة العقل علي توضيح وتحديد الاعتقاد لديه، وهي دلالات يتم ايضاحها من خلال البحث وايضا يمكن استخلاص دلالات اخري متعلقة باسلوب وطريقة تفكير رسل في كتابة الكتاب، وكيف تميز تفكيره وعقله بهذه المهارات، فرسل كفيلسوف منطقي وتحليلي في الاساس لديه مهارات مسبقة علي الكتاب وقبل كتابته بها هذه المهارات تحليلية ومنطقية وتتلامس بشكل كبير مع مهارات ومباديء التفكير الناقد، وهي علاقة متشابكة وجدلية الي حد كبير سيتم توضيحه في الدلالات والملامح التالية: الدقة والواقعية وقام بتحليل مشكلة التربية وذلك عن طريق تحليل دوافع الاباء في ارسال ابنائهم الي المدارس او تربيتهم عن طريق معلمين في المنزل، وسلبيات كل طريقة منها، وذلك بشكل واضح ودقيق دون لبس او غموض، فمثلا الاباء ذوي الدخول القليلة يكون من مصلحتهم اصلاح المدارس وذلك لعدم قدرتهم علي انفاق اموال علي تربية ابنائهم في المنزل، وذلك تحليلا دقيقا ومنطقيا من جانب رسل بتحليل المصلحة الشخصية للاباء والابناء، والظروف الاقتصادية والاجتماعية لهم. وهو تحليل مدروس ومتعلق بالواقع المادي والاجتماعي للمشكلة وليس تحليلا مثاليا بعيدا عن الواقع. وايضا تطرق الي خلافا واضحا بين الساعين نحو المعرفة قائلاً " هناك خلاف بين الساعين وراء المنافع المادية وبين الراغبين في المتع العقلية، فأصحاب المنافع المادية لا يتحمسون للفن والادب والفلسفة وانما يتحمسون الي زيادة الصناعه والرفاهية. وفي هذه النقطة يدعم وجهة نظر المادية للمنافع من التربية عارضا انها تساهم في كثير من المنافع الضرورية والاساسية للبشرية مثل القضاء علي البؤس والجوع ومكافحة الامراض وجعل السقم المزمن نادرا جدا، ومنع تكاثر السكان من أن يطغي علي التحسينات في التموين، والقضاء علي الظلم والحرب، وتحسين قيمة الحياة البشرية، كل ذلك يأتي من التربية ذات المنافع المادية، وفي هذا السياق قال رسل : " فبدون الطبيعة وعلم وظائف الاعضاء وعلم النفس لا نستطيع بناء العالم الجديد، ولكننا نستطيع بناءه بدون اللاتينية واليونانية، وبدون دانتي وشكسيبر، وبدون باخ وموزارت". مؤكدا ان هذه الحجة العظمي للتربية النفعية، مدعما لها رسل بشكل كبير. دلالة الاستقلالية والتربية ايضا حلل علاقة الاتجاهات السياسية للأباء بنظرتهم في طريقة تربية ابنائهم فالشيوعي موقفه مختلف عن الاب الليبرالي وهكذا، وفرق رسل بين التربية التي يجب ان تغرس في المتعلم القدرة علي الاستقلال في الحكم، والتربية التي تكون وسيلة لتلقين عقائد محددة بالذات، وأكد رسل علي أهمية الاولي ورفض الثانية، وذلك يؤكد علي اتسام فكر رسل واسلوبه في تحليل مشكلة التربية بالاستقلالية والموضوعية والمنطقية، والجرأة علي طرح ومناقشة والدعوة الي الحقيقة، وحق الانسان في العيش بسلام وتحقيق ذاته وأحلامه ورغباته. الوضوح ودعا رسل الي البحث عن كل هو جديد في علم النفس وفنون التربية من اجل اصلاح العملية التربوية والتعليمية، وذلك لمتابعه الجديد والحديث في الفروع الاخري التي تتكامل وتساند اسلوب التربية، وميز رسل بين التربية لتهذيب الخلق، والتربية لتحصيل المعرفة، واشار انه في كتابه سيفرق في التحليل والمناقشة والدراسة بين تربية الخلق، والتعلم المرتبط بزيادة المعرفة، وأعطي اولوية للتربية الخلقية لانها تكون مع السنوات الاولي للفرد، وايضا لاهميته فهي بالطبيعة تكون قبل التربية المعرفية، وهي بالاساس تكون مع الفرد دائما فهي معرفة وتربية ذاتيه داخلية يجب تحسينها الي الافضل دائما الديمقراطية والتربية وردت اشكالية لدي رسل تعلقت بمفهوم الديمقراطية والتربية، وقد سبقه جون ديون الفيلسوف الامريكي حول هذه المسألة الذي دعي الي ان الاطفال يجب ان يفكروا بأنفسهم حتي يكون له رأي، ومفهوم الديمقراطية هنا يمكن توسيعه في تطبيقه في التربية، مثلا علاقة الاهتمام بطالب ما هو ادبي وما هو علمي وهو التقسيم في مرحلة الثانوية، وهناك اشكالية للديمقراطية بعلاقتها مع التربية، هي تأثير علي مفهوم الديمقراطية، وهكذا من اشكاليات كثيرة، وفيما يتعلق بذلك لدي رسل، نري انه تمني بعد ان تحدث عن نظم التربية عند روسو ولوك، ان يكون التربية نظام يمنح كل ولد وبنت فرصة افضل لما هو موجود، وان النظام المثالي للتربية يجب ان يكون ديمقراطيا. وقد فرق بين وجهات نظر الديمقراطيين والارستقراطيين حول النفعية من التربية، الثانية كل انواع المعرفة والتربية اذا كانت نافعه ام لا للطبقة الممتازة والطبقة المسودة ما هو نافع، والثانية تري احقية الطبقة المسودة في المساواة مع الطبقة الممتازة. الدعوة نحو التجريب وأكد علي أهمية مبدأ التجريب في تطوير العملية التربوية، وهو مبدأ علمي ونقدي للغاية، فدعا الاباء الي قيامهم بتجريب طرق جديدة علي شرط ان تكون هذه الطرق مما يمكن تعميمه اذا احسنت نتائجها، لا ان تكون بطبيعتها مقصورة لا محال علي قليلين متميزين، ويجب اعطاء فرصة استثنائية لكل ذي قدرة استثنائية. مبدأ الصدق في التربية وتميز اسلوب رسل في الكتاب بالقدرة علي التميز بين الاشياء وبعضها البعض، وبين الاشياء الحقيقية والاشياء المزيفة، وذلك بشكل دقيق وقوي، فقد فرق بين، الزخرفي والاستقراطي في التربية، وفي تربية الذكور والاناث فرق وفاضل بين التربية القديمة والتربية الحديثة، وفرق في تربية البنات بين تربية البنت لتكون سيدة، وبين الرغبة في اعدادها لكسب عيشها، وميز بين ما ينفع الولد في التربية، وما ينفع البنت، وان المساواة في ذلك بلا فائدة ولا نفع. ازالة المغالطات المنطقية وأكد رسل علي ضرورة التخلص من الجدل الصوري الذي يثار في مشكلة التربية وذلك بتعريف الالفاظ وتحديدها، وازالة اللبس، وايضا التخلص من السلسلة المتعاقبة من التفسير النفعي لعملية التربية، وهذين الملاحظتين مرتبطين ببعضم البعض، ومن امثلة هذا الجدل الصوري في التربية اسئلة منها، فهل ينبغي ان تصبح التربية بأسرع ما يمكن تعليما فنياً يعد لتجارة او حرفة، هل يمكن اعتبار الآداب القديمة زخرفية والعلوم نفعية وهكذا، ورسل لما يرجح اجابات لهذه الاسئلة، وانما سعي لتحديد المفاهيم وازالة المغالطات المنطقية في المشكلات التربوية، ووتوضيح وجهات النظر والاراء والحجج، وازالة اللبس، وترك مزيد من المناقشات والحوار. الموضوعية واتصف بالموضوعية في عرض الاراء المختلفة حول مسألة التربية، وابتعد عن التحيز، فلم يرجح رأي علي رأي، انما سعي الي تحليل وعرض الاراء بدون اي غموض، فمثلا عرض موضوع الخلاف الحقيقي حول التربية قائلأ "هل علينا في التربية ان نرمي الي حشو العقل بمعرفة لها فائدة عملية مباشرة، او علينا أن نحاول تزويد تلاميذنا بهبات عقلية صالحة في ذاتها؟، فمثلا معرفة وتذوق قصة هاملت لن يكون له كبير فائدة في الحياة العملية، ولكنه يهب الرجل هبة عقلية يؤسفه أن يحرم منها ويجعله في بعض النواحي انسانا أكمل". ويضيف رسل "ان هذا النوع الاخير من المعرفة هو ما يؤثره الرجل الذي يحتج بأن النفعية ليست المرمي الوحيد من التربية". اراء وملاحظات رسل في اسلوب التربية وانواع المعرفة 1- "تعلم الرياضات والعلوم لم يكن ذا نفع كبير فحسب، بل كان ايضا ذا قيمة ذاتيه عزيمة اذا امد رسل بموضوعات التفكير والتأمل، لكي يتم التميز بين الحق وبين الباطل في الحياة المليئة بالخدع والنصب والزييف". 2- "المعرفة ذات النفع العملي الغير مباشر، يجب ان تعطي بطرق لا تتطلب انفاق وقت طويل وطاقة عظيمة في تعلم جانبها الآلي مثل علم النحو اللهم الا المتخصصين". 3- "مجموع المعارف الانسانية وتعقد المشاكل البشري في ازدياد مستمر، ومن ثم يتحتم علي كل جيل أن ينقح طرائقه في التربية اذا شاء أن يدبر الوقت لما هو جديد". 4- "العناصر الادبية في التربية يجب ان تبقي، لكنها يجب ان تبسط الي الحد الذي يفسح مجالا للعناصر الاخري التي بدونها لا يمكن ابدأ ايجاد العالم الحديث الذي اصبح ايجاده ممكنا بفضل العلم". 5- يقول رسل ان "الفلك وعلم طبقات الارض قد نفعاني في زيادة الخيال والحذق بالدنيا، اكثر من الاداب الانجليزية والفرنسية والالمانية التي قرأ معظمه روائعها". اسلوب التأديب والعقاب عرض رسل بعض الامثلة علي اساليب العقاب والثواب والتربية للاطفال، والتي تعتمد علي التخويف وطرق غير مجدية في تربية حديثة ومتقدمة للطفل، فيقول "مثلا يتم تأديب الطفل او الصبي بتأديه شئ يكرهه او بالامتناع عن شئ يحبه، فاذا عصي عوقب في بدنه أو كان في الاحوال الخطيرة يحبس وحيدا علي الخبز والماء". ودعم اساليب التربية في المدارس المنتسورية قائلأ "حيث كانت القواعد المدرسية كقواعد اللعب : تطاع كوسيلة للاستمتاع. فيتم تقسيم ما يجب تعلمه كالقراءه والكتابة مثلا الي مراحل ملائمة أمكن ان نجعل كل مرحلة محببة الي الطفل المتوسط، وعندما يكون الاطفال يفعلون ما يحبون لا يكون هناك بالطبع داع الي فرض نظام عليهم. والتأديب الصحيح يقوم لا علي القسر الخارجي ولكن علي عادات عقلية تؤدي من نفسها الي المستحب، لا الي غير المستحب من النشاط. والمدهش هو النجاح الباهر في ايجاد طرق فنية في التربية تمثل هذه الفكرة. ويجب ان تكون القوة الدافعة في التربية هي الرغبة الذاتية الموجودة عند كل طفل طبيعي كما تدل جهوده في سبيل المشي والكلام. واحلال هذه القوة الدافعة محل العصا". البيئة واثرها في تربية الطفل: اسلوب رسل المنطقي والواقعي والتجرببي الذي يؤمن بالتأكد في تحليل مشكلة التربية، يساهم في توضيح علاقة البيئة المحيطة بالطفل بطرق تربيته، فيقول "ان الاطفال ليسوا اخيارا ولا اشراراً بالفطرة، فهم يولدون وليس فيهم الا بعض غرائز وانعكاسات، ومن هذه تنتج العادات بتأثير البيئة والوسط" . البعد الحضاري والتأثير علي التربية يشرح رسل ساردا "التربية الصينية انتجت الاستقرار والفن، وفشلت في انتاج التقدم والعلم، ولعل هذا هو النتيجة المتوقعة لمذهب الشك، فالمعتقدات عن عقيدة نتنج ام تقدما واما وبالاً، ولا تنتج استقرارا، فالصيني المتربي كان التشكك السهل اللبق هو ما كان ينتظر ان يظهر به، فكان له ان يناقش اي شئ ولكن الوصول الي نتائج قاطعة كان يعتبر علي شئ من الابتذال". ويضيف "وهذا يدل علي ان خصائص الثقافة والحضارة تؤثر علي طرق التدريس والتربية، مما يخرج مواطنين متأثرين بهذه طرق التدريس، فمثلا اليسوعيين الحديثين وقعوا في غلطة اخضاع التربية لمصلحة هيئة هي في هذه الحالة الكنيسة الكاثوليكية، فلم يكن همهم الاول هو صالح التلميذ ذاته، ولكن جعله وسيلة لصالح الكنيسة، وذاا قبلنا نظريتهم اللاهوتية فانا لا نستطيع لومهم، لأن انقاذ الارواح من عذاب جهنم أهم من أي شئ دنيوي صرف ولا يحققه عندهم الا الكنيسة الكاثوليكية". الاربعة صفات والتربية. ويشير رسل اهمية صفات معينة يجب ان تتوفر في الافراد، فيقول "ان المجتمع الذي يتألف من رجال ونساء فيهم حيوية وشجاعة وحساسية وذكاء علي ارفع ما تستطيع التربية ان نتتجه يكون مختلفا جد الاختلاف عن كل ما وجد الي الان . فيه يقل التعساء، لان اسباب التعاسة الرئيسية في الحاضر هي : سوء الصحة والفقر وحياة جنسية غير مرضية، ولك هذه ستصير نادرة جدا في هذا المجتمع". ومن شرح صفة الحساسية، يقصد رسل بأن "الحساسية طيبة يحب ان يكون الانفعال العاطفي مما يليق، فمجرد الشدة في العاطفة ليس هو المطلوب. ان الصفة التي اقصدها هي تأثر الانسان ان سرور او مساءة، بأشياء كثيرة، وبالاشياء الصالحة. والرجل الممتلئ عطفاً ورفقاً في معاملاته الشخصية قد يكسب عيشه من الحض علي الحرب، او من تعذيب الاطفال في الامم المتأخرة"،. ويوضح رسل صفة الحيوية ويقول "صفة فسيولوجية اكثر منها عقلية، والمفروض انها دائما تكون حيث تكون الصحة التامة، وهي تسهل الانسان علي الانسان الاهتمام بما يدور حوله، وبذلك تساعد علي الانشغال عن النفس اللازم لاتزام العقل". ويتطرق رسل الي الصفة الثالثة وهي صفة الشجاعه ويقول فيها "ان الرجل يجب إلا يفر من الزحف، ويجب أن يكون خبيراً بألعاب ( الرجولة)، ويجب ان يحتفظ برباطة جأشه في الحرائق وعند انكسار السفن والزلازل . يجب عليه الا يقتصر علي عمل ما هو صواب، وانما عليه ان يتجنب اصفرار الوجه، او الارتجاف، او البهر، او ايه علاقة أخري سهل ملاحظتها من علامات الخوف. ويقول رسل ان "الرجل الذي يغضب ليس عنده اعلي أنواع الشجاعة والقسوة التي تتجلي باطراد في قمع الاضطرابات الزنجية او غيرها من الحركات التي تهدد الارستقراطية. هي وليدة الجبن وتستحق نفس الاختقار الذي نخلعه عادة علي هذه الرذيلة في صورها الاكثر ظهورا، ويجب تربية الرجال والنساء العاديين بحيث يستطيعون ان يعيشوا بلا خوف، وهذا ما لم يستطعه الي الان غير عدد قليل من الابطال او القديسين". وحول الصفة الرابعة المهمة في فنون التربية صفة الذكاء، ويقول رسل حولها، "انه من غير الممكن تربية الذكاء بغير اعطاء معلومات، او علي اي حال بغير تيسير تحصيل المعرفة، و بغير الذكاء لا يمكن للحياة الحديثة المركبة ان تقوم، ومن باب اولي ان تتقدم، لذلك يعتبر تنمية الذكاء من اعزم اغراض التربية. ويقول رسل بشكل اجمالي ان المجتمع الذي يتألف من رجال ونساء فيهم حيوية وشجاعه وحساسية وذكاء علي ارفع ما تستطيع التربية ان تنته يكون مختلفاً جد الاختلاف عن كل ما وجد الي الان. فيه يقل التعساء، لان اسباب التعاسة الرئيسية في الحاضر هي : سوء الصحة والفقر وحياة جنسية غير مرضية، وكل هذه ستصير نادرة جدا في هذا المجتمع". ...more |
Notes are private!
|
1
|
not set
|
not set
|
Jan 19, 2017
|
Paperback
| ||||||||||||||||||
9777048084
| 9789777048088
| 9777048084
| 3.57
| 14
| 2007
| 2012
|
يعد تنويعا جيدا للابعاد الاجتماعية والنقدية لمفهوم الثقافة واشكاليته، خاصة من الحزء النظري والمجرد، مع جزء ثالث في كتاب تطبيقي للجزء العملي، واذا نظرن
يعد تنويعا جيدا للابعاد الاجتماعية والنقدية لمفهوم الثقافة واشكاليته، خاصة من الحزء النظري والمجرد، مع جزء ثالث في كتاب تطبيقي للجزء العملي، واذا نظرنا للجزء النظري نجده مكتوبا في سياق منهاجية اكاديمية تتعلق بعرض وقراءة مصدرية لبعض الفلاسفة والمدارس الاجتماعية والفلسفية التي عرضت فكرة الثقافة ونظرياته الاشكالية، ونقدم هنا ثلاثة تصورات وثلاثة قراءات في للكتاب القراءة الاولي محاولة في النقد الثقافي المعاصر في افكار زيجمونت بومان من الممكن البحث عن بعض المحاولات الاولية لفهم ابعاد النقد الثقافي المعاصر لدي الفيلسوف وعالم الاجتماع البولندي زيجمونت بومان، وهي علاقة شائكة، فتحاول الورقة مثلا تطبيق مناهجية النقد الثقافي في افكار زيجمونت بومان، كأنه نص في ذاته خاضع للنقد وفهم الانساق المضمرة التي تختبيء في ثنايا افكاره وكلماته، وذلك بجانب الابعاد الثقافية التي تتضمن في افكار بومان، والتي يمكن استعراضها، مثل نقد العلاقات الاجتماعية بين الاشخاص التي تحولت الي فعل تعاقدي، وذلك خلال اهتمامه بتحليل تفاصيل الحياة اليومية. باومان والهولوكست هل يمكن القول أن كتاب زيجمونت باومان الحداثة والهولوكوست، وأيضا بباقية كتبه وافكاره التي تعلقت بنقد الحداثة بشكل عام له علاقة بالخليفة اليهودية لبومان، وأيضا للظروف التي مر بها هو وعائلته من قبل الحكم النازي ، حيث ولد في بوزنان، بولندا عام ١٩٢٥م لأبوين بولنديين، يهوديين بالاسم. واتجهت عائلته شرقًا إلى الاتحاد السوفييتي بعد الاحتلال النازي لبولندا في عام 1939م. وخدم في الجيش البولندي الأول الذي كان بقيادة سوفيتية كمدرس في العلوم السياسة. وشارك في معارك كولبرج (كولوبرزيج حاليًا) وبرلين. وقد تخلى عن جنسيته البولندية حتى يستطيع الخروج من بلده، فذهب أولًا إلى إسرائيل ليُدرّس في جامعة تل أبيب. ووهل هذه العلاقة هي رد فعل له ضد الحداثة والغرب وما هي مساحات التي توجد في افكاره ضد الغرب، وما هي المساحات في افكار في رؤيته للمحرقة التي تبتعد بشكل ما عن تحيزاته، وتقترب من فهم هذه المحرقة في اطار اجتماعي وثقافي، نحاول طرح بعض افكاره فى رؤية المحرقة، حيث تأثر بومان كثيرا بليفي ستروس وكاستورياديس، حيث أكد الاخير أن المحرقة ومعسكرات الاعتقال كانت هي ايضا نتائج الأبداع، والثقافة ابداع، كما انها استنساخ، ولكن هذا الادعاء في حد ذاته لا يقول لنا شيئا عن مضمون أو قيمة الثقافة. والثقافات عرضة للنقد، ولكن في صيغه الجمع، وهي في ترحال، أو هي في حركة أو في انتقال الذي هو محوري في الوقت الحاضر. الحداثة كمشروع حضاري والهولوكوست ومن خلال هذا الطرح النظري الذي تأثر به بومان، اوضح في كتابه الحداثة والهولوكوست أن هذه المحرقة، تأتي من خلال الابداع الغربي، والحداثة العلمية، ويرى أن الهولوكوست هو أحدى القنابل الموقوتة التي صنعتها الحداثة الغربية وأن الظروف التي قامت عليها الحادثة كنت ظروف طبيعية جداً تتوافق مع كل شئ نعرفه عن الحضارة الغربية، و يأتي باومان بكلام "فينجولد" عن معسكرات "أوشفيتس" و أن هذه المعسكرات كانت إمتداداً طبيعياً لنظام المصنع الحديث ، فبدلاً من إنتاج البضائع كان البشر موادها الخام و كان الموت نتاجها النهائي، و يوضح باومان كيف ترى الحداثة المجتمع في إطار البستنة، وأن الدولة الحديثة تتعامل مع المجتمع الذي تحكمه على أنه بستان يخضع للتخطيط و الفلاحة و مكافحة الحشائش الضارة و إبادتها، فالعالم العقلاني للحضارة الحديثة هو الذي جعلها ممكنة ، لم يكن قتل اليهود على أيدي النازيين نتاجاً تكنولوجياً أفرزه العالم الصناعي فحسب ، بل كان نتاجاً تنظيمياً أفرزه المجتمع البيروقراطي أيضاً." البيروقراطية والهولوكست يوضح باومان كيف لعبت البيروقراطية دوراً كبيراً في الحادثة يقول "الدور الكبير الذي تلعبه الهولوكوست في فهمنا للعقلنة البيروقراطية الحديثة لا يقتصر بالأساس على تذكيرنا بأن الهوس بفكرة الكفاءة هو مجرد اهتمام شكلي يفتقر إلى البصيرة الأخلاقية. بل أهمية هذا الدور لا تظهر بصورة كاملة بمجرد أن ندرك مدى اعتماد القتل الجماعي غير المسبوق على توفر مهارات عالية و متطورة للغاية ، و دأب على تنظيم العمل بصورة منظمة و مفرطة في الدقة ، و إلتزام بطاعة الأوامر ، فهذا كله بإختصار مجرد مهارات و عادات تنمو و تتطور في أفضل صورها في بيئة المكتب ، لكن الضوء الذي تسلطه الهولوكوست على معرفتنا بالعقلانية البيروقراطية يحيرنا أشد حيرة عندما ندرك إلى أى مدى كانت فكرة الحل النهائي للمشكلة اليهودية أحدى نتائج الثقافة البيروقراطية." و يرجع باومان السبب في ذلك ببراعة إلى نجاعة تنفيذ الهدف من خلال القتل المنظم و الذي لا يمكن إنجازه عبر إطلاق العنان للغرائز الحيوانية غير المنظمة فيقول " لم يكن من الممكن طرح فكرة القضاء على الرأفة الحيوانية و تنفيذها عن طريق إطلاق عنان الغرائز الحيوانية الدنيئة لأنها كانت ستفشل في أغلب الظن عند مقارنتها بإمكانيات العمل التنظيمي ، و ما كانت كثرة القتلة الهائجين لتضاهي فاعلية البيروقراطية المنضبطة ذات التنسيق الصارم . و لم يكن من الواضح آنذاك على الإطلاق إذا ما كان يمكن الاعتماد على غرائز القتلة و البطش لدى كل تلك الآلاف من الموظفين البسطاء و المتخصصين الذين لا بد و أنهم تورطوا في الجريمة في ضوء حجمها الهائل في المراحل الإجرائية المختلفة." اليهودية والهولوكست يوضح باومان المشكلة اليهودية و الذي يتمركز على الهوية اليهودية، و أن أن اليهود أمة غير قومية فهى منتشرة و متناثرة في أنحاء العالم ، و بالتالي كان اليهود هم العدو الدائم للدول العلمانية القومية و التي تطمح لسلطة مطلقة ونهائية ، فاليهود آنذاك هم جماعات يصعب تعريفها و تحديد هويتها ، و بالتالي فهم جماعات متجاوزة للقوميات. برزت هذه المشكلة في قمتها عندما تصارعت الأسر الملكية الحاكمة في بداية بناء الدولة القومية، حيث استخدم الحكام اليهود بإعتبارهم جماعة خارجة عن الصراع القومي في الوساطة مع أعدائهم و رعاياهم المدافعين بشراسة عن الأمة القومية ، و بمجرد أن تحولت هذه الأسر الملكية الحاكمة إلى دول قومية حقيقية تحكمها العصبية القومية ، أصبح هدف الحرب هو تدمير العدو ، و حلت الحمية الوطنية محل الولاء للملك ، فانقسم العالم باكمله إلى فضائات قومية لا غير. ولدت هذه الظروف الجديدة الشك و الريبة تجاه اليهود ، و أنهم أناس خونة ينقسهم الحمية الوطنية و الحماس اللازم لذبح أعداء الأمة ،و يظهر هذا في تحذير هيرنش ليو "إن البروز الملحوظ لليهود بين العالم يعود إلى إمتلاكهم عقل يصيب كل شئ بالصدأ و التآكل و التعفن." و يوضح باومان كيف استغلت الحداثة تعبير "الهوية العرقية اليهودية " لمنع اليهود من الإنسلاخ في المجتمع ، و تقول "هانا أرينت " صحيح أن اليهود تمكنوا من الفرار من الديانة اليهودية و الإهتداء إلى دين الحداثة الجديد ، لكن لا مفر من الهوية العرقية اليهودية. ملاحظات علي الهولوكست ويلاحظ ان بومان اعتمد علي تحليلات اجتماعية وانثروبولوجية في فهم حادثة الهولوكوست، حيث فهم اليهود بأنها جماعات يصعب تعريفها و تحديد هويتها ، و بالتالي فهم جماعات متجاوزة للقوميات، وهو بذلك يثبت افكاره باسانيد علمية محكمة، وايضا تكرر الامر مع الفكر البيروقراطي وعلاقته بالمحرقة، ويري الباحث ان هناك اشياء غير مصرح بها لدي بومان، في تحليل هذه الحادثة، وان هناك محاولات كثيرة لربط هذه الاسانيد والحجج بشكل مبالغ فيه، وذلك لصياغة ثقافية لمفهوم الهولوكست، وهي قدرات بومان في التنظير الاجتماعي والثقافي للاشياء، ورشاقته ووضوح في اثبات الافكار، ويتفق الباحث مع الفكرة في العموم، انه ليس شرطا ان الابداع والعقلانية والتقنية تكون في نفع البشر، ولكن ربط ذلك المشروع الحداثي بشكل مباشر بالهولوكست، مثل ما يربط الحروب العالمية بالحداثة، هي تفسيرات مباشرة وسريعة للامور، حتي وتم اصباغها بتريرات اجتماعية وثقافية مثل ما فعل بومان. زيجمونت بومان وتأثيره الثقافي زيجمونت باومان هو لاهوت نقد الحداثة لدي مثقفي الاسلاميين الوسطيين في مصر فتصوره واضح وبسيط، ويعتمد في نقده علي نقد الحداثه في ذاتها افعالها، تطبيقاتها، دون الخوض في ابعاد نظرية وفلسفية واكثر عمقا من الناحية الفلسفية، فهو اقرب الي النقد الاجتماعي للحداثة، توصيفات مثل الحداثة السائلة، الهولوكوست مخرج حداثي بدون تحديد هل الامر شرا ام خيرا، حتي قارئ بيجوفتيش من الاسلاميين الوسطيين، يمليون الي افكار بومان، ومنها المثقف الاكبر عبد الوهاب المسيري، الذي بني افكاره في نقد الحداثة علي بومان، هذه العلاقة المصدرية لافكار بومان وهؤلاء المثقفين، هو اشبه بالايديولوجية والبحث عن افكار تؤكد ان الحداثة فشلت وهي مصدر الشر، الا يلاحظ هؤلاء أن بومان نصف افكاره هي ما بعد حداثية تعتمد علي بنيوية ليفي شتروس من الناحية الثقافية والسياسية، وعلي مداخل فوكو في مصطلحات العقاب والسجن والسلطة، وايضا الم ينظرهؤلاء المثقفين ان بومان يدافع عن الحداثة بتفاؤله المفطر نحو هذا المشروع الحداثي بأنه قابل للتغيير، وايضا هناك اسئلة تتعلق بالنقد الثقافي وخليفات المؤلف هو علاقة هذا الغضب من جانب بومان تجاه الحداثي خاصة انه يهودي وكتب كتاب حول الحداثة والهولوكوست.. اسئلة كثيرة واشكاليات حول هذا اللاهوت البوماني لمثقفي الاسلام الوسطي. وكتاب زيجمونت باومن "الحداثة و الهولوكست" من ترجمة حجاج أبو جبر و تقديم الدكتورة هبة رؤوف عزت، وقد حصل حجاج أبو جبر على الدكتوراه في النقد الثقافي المعاصر من جامعة القاهرة، وأعد دراسات ما بعد الدكتوراه بألمانيا بجامعة هومبولت ومعهد الدراسات المتقدمة ببرلين، من مؤلفاته "نقد العقل العلماني: دراسة مقارنة لفكر زيجمونت باومان وعبد الوهاب المسيري" (المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات)، ومن ترجماته "الحداثة والهولوكوست" (مدارات، القاهرة 2014)، و"الحداثة السائلة" (الشبكة العربية للأبحاث والنشر، 2015). وفي كتب المسيري نجد تأثره بافكار زيجمونت بومان، مثل تحول المجتمع الغربي من مجتمع منتج إلى مجتمع يعيش حمى الإستهلاك أو ما يطلق عليه باومن الحداثة الصلبة التي قامت على فكر الإستنارة و تراجع سلطة الميتافيزيقيا و هيمنة النسق الرأسمالي و وصولا إلى الإعلان الشهير حول موت الإله و قد أنتجت هذه الأطروحة الفلسفية مؤسسات و قواعد غاية في التنظيم و الصلابة إلى أخرى سائلة بما تعنيه من إذابة و تمييع و صهر . فلعل أول من إلتقط هذا المصطلح المفكر عبد الوهاب المسيري الذي صاغ منها نماذج تفسيرية في نقد الحداثة الغربية و تحولاتها.و يمثل لفظ السيولة الكلمة المفتاح و يحاول باومن تتبع ذلك من خلال محاور تمثل مباحث الكتاب : التحرر، الفردية، الزمان/ المكان، العمل، الجماعة. وايضا وردت تعبيرات السائلة والتمييع والاذابة في النواحي الاجتماعية في افكار المسيري، وقد استعمل باومان كلمة “سائل� بالاستعارة من طبيعة المواد الفيزيائية، فالمواد السائلة تتميز عن المواد الصلبة بعدم قدرتها على الاحتفاظ بقوى التماسك بين مكوناتها في حالة السكون، وفي أنها لا يمكن أن تحتفظ بشكلها بسهولة. ويسرد بومان أن "الحداثة هي عملية إذابة لكل ما هو صلب وقد ظهر ذلك في محاولة التحرر من الدين والعادات والتقاليد وكل ماهو صلب قديم واستبداله بمواد صلبة جديدة ، وقد عبر عن ذلك ماكس فيبر بقوله “تحري� المبادرة والإقدام من قيود الواجبات العائلية ومن النسيج الكثيف الذي يميز الالتزامات الأخلاقية ولكن المواد الصلبة التي استحدثتها الحداثة تعرضت لسيولة غيرت من معالمها" . نقده الماركسي للحداثة أكّد باومان على كونه قد اعتنق الشيوعية أثناء وبعد الحرب العالمية الثانية وأنه لم يجعل من الأمر سرًّا. قد أُلغي بشكل مؤقت من المناهج الدراسيّة البولنديّة باعتبارها حقل معرفي برجوازي- ومن ضمن أساتذته في وارسو؛ ستينسلو أوسوسكي وجوليان هوتشفيلد . مبدئيًا، كان باومان قريباً من المذهب الماركسي الأرثدوكسي، ولكن كان أيضاً متأثراً بأنطونيو جرامشي و جورج سيمل، حيث عُرف بعد ذلك بشكل واسع بأنه ناقد للحكومة الشيوعية البولندية. ولهذا السبب لم يحصل أبداً على لقب الأستاذ حتى بعد أن اكتمل تأهيله لهذا. وأحد أول أعمال بومان باللغة الإنجليزية كانت دراسة عن الحركة العمالية في بريطانيا وعلاقتها بالطبقات الاجتماعية، حيث تم نشره في بولندا عام 1960م. واستمر بعد ذلك في النشر عن صراع الطبقات في المجتمع، حتى بدايات الثمانينات الذي نشر كتابه الأخير المتعلق بهذا الموضوع " ذكريات من الطبقية". وإن لم تكن كتبه اللاحقة تتحدث عن الطبقية بشكل مباشر، إلا أنه استمر بوصف نفسه كاشتراكي متأثراً بالماركسية وبنظريات ماركس وخصوصاً أنطونيو قراميزي الذي كان له التأثير الأعمق على بومان. ويقف بومان دائما في ظل ماركس، هذا واضح في موقفه من المسارات القوية للرأسمالية والاغتراب والتحقق، وبل في اللحظات الاكثر ايجابية في اعماله أو في القرائن الدلة التي يأتي بها، كما هو الحال في فكرة الطبيعة، ويتشابك علاقة بومان بماركس بكثير من الفلاسفة ذو الميول الماركسية مثل جورج لوكاتش ومدرسة فرنكفورت، وميشال فوكو، ولكن كانت ماركسية بومان انسانية للغاية، بدلا من ان تكون بنيوية، او علمية في دعواها، وقد استخدم بومان فكرة الذاكرة لابعاد مفهوم الطبقة، فمركزية الطبقة، وليس الثقافة، مسألة ينأي بومنا بنفسه عنها، وفي كتابه،يشير بومان الي ملاءمه المفهوم او وجوده، ولعله ينم عن الشعور بأن هذه الذكريات تثقل علينا مثل الماضي. ولا يزال ينظر لبومان بهذا المعني، الذي يرتبط بكتابة ماركس التاريخية، فنحن مسكونون بأشباح الماضي، والواقع أن هذه الاشباح مرتبطة أيضا بثقافتنا، سواء عادت بنا مرة أخري الي النضال الطبقي الرئيسي في القرن التاسع عشر او الي حياة المحرقة كشبح، والقضية الاعم هنا هو المعني الانثروبولجي بأننا مخلوقات تعمل بدافع من الذاكرة، من الثقافة، من اختراع التقاليد. ويشار إلي ان هناك ارتباط خاص بفوكو، في استخدام بومان لكتاب الانضباط والعقاب كمنهج في التفكير لا حول مؤسسات السجن بل المصنع، الذي هو في الواقع من منظور واحد مؤسسة للبحس والانضباط ذاته، ونتيجة لذلك، أن ما بين أيدي بومان، إذا جاز التعبير، فضول فوكوي بنبرة ماركسية، وكانت هذه المقارنة البحثية تعديناإلي كتاب رأس المال لماركس باعتباره دراسة اجتماعية للمصنع وانضباط العامل ذاتا وجسدا وروحا. فغاية الثقافة الرأسمالية هي توليد الناتج والنتائج، واخضاع العمل والاجساد والمهارات لنظام روتيني واستيعاب هذا النظام باعتباره طبيعة ثانية. بومان وتفسير الحياة اليومية نشر بومان كتاب "علم الاجتماع للحياة اليومية" باللغة البولندية عام ١٩٦٤م، والذي وصل إلى شريحة شعبيّة كبيرة في بولندا، والذي شكل لاحقًا أساسًا لمقرّر باللغة الإنجليزيّة "تفكير بشكل اجتماعي" عام ١٩٩٠م. وأجمل ما في كتب بومان أنها قريبة من القارئ غربيا كان أو عربي. تلك القدرة على شرح المفاهيم بطريقة بسيطة قريبة له. إذ يرصد الحداثة في أبعادها اليومية التي يتعرف فيها القارئ على نفسه بعيدا عن التعقيدات التقنية. بالاضافة الي الي تميز ثقافة بومان بالموسوعية مكنته على تناول الظاهرة من خلال مقاربات مختلفة في تعدد الإحالات إلى الروايات بالتحديد. وفي سياق تفسيرات بومان حول الحياة اليومية يشير الي أن الفرد في الحضارة الحديثة يستمر مهتماً بشؤون ذاته الخاصة عوضاً عن العامة، ويؤدي ذلك إلي أن يستعمر الفضاء الخاص الفضاء العام والمصلحة العامة، لذا يغدو الفضاء العام مليئاً بقصص الحياة الشخصية للشخصيات العامة ونشر وإذاعة الأمور الخاصة . مما يجعل الفضاء العام خلواً من القضايا العامة والحوار بشأنها. العلاقات الاجتماعية وبومان ويشير بومان في قوله حول المجتمع الحداثي أنه يفعل طاقات أعضائه باعتبارهم مستهلكين لا منتجين ، الاستهلاك الذي يهدف إلى تحقيق الوعد المضلل المتلاشي بحياة خالية من المتاعب فإنه لا ينتهي ما إن بدأ، لقد بدأ المستهلك السباق، لكن ربما لا يكمله لأن خط الوصول دوما يتحرك بسرعة تفوق أسرع العدائين. النزعة الاستهلاكية في شكلها الحالي جعلت الفرد يعبر عن نفسه من خلال ما لديه من ممتلكات حيث أننا نتسوق المهارات المطلوبة لكسب قوتنا، ونتسوق الوسائل اللازمة لاقناع أصحاب العمل بأننا نمتلك هذة المهارات، إننا نتسوق الصورة التي تبدو جميلة إذا ما ارتديناها، أو الطرق التي تقنع الآخرين أننا ما نرتدي، إننا نتسوق طرقا نصنع بها صداقات مع أشخاص جدد نريدهم وطرقا للتخلص من أصدقاء قدامي لم نعد نريدهم، إننا نتسوق طرقا لجذب الإنتباه وطرقا للتواري عن الأنظار، إننا نتسوق طرقا لكسب حب المحبوب ، إننا نتسوق أشهي أطعمة تسيل اللعاب، وأفضل نظام غذائي للتخلص من عواقب أكلها، إننا نتسوق أقوي مكبرات الصوت وأكثر حبوب الصداع فاعلية. وأعادت الرأسمالية صياغة وتشكيل طباع الناس وأذواقهم حتي صارت تتلاءم مع السلع والتجارب والملذات الحسيه وحتي صار بيعها وحده يعطي شكل ومعني لحيواتنا. صارت الروابط والعلاقات في عصر الحداثة السائلة أشياء نستهلكها لا ننتجها، إنها تخضع لمعيار التقييم نفسه الذي تخضع إليه موضوعات الاستهلاك الاخري، فلم تعد مهمه الشريكين العمل علي استمرار العلاقة ونجاحها بل صار الامر مسأله تتعلق بإشباع الرغبة من منتج جاهز للاستهلاك واذا كانت اللذه الحاصله لا تصل للمستوي الموعود ولا المتوقع، يمكن للمرء ان يقيم دعوي طلاق ويستشهد بحقوق المستهلك وقانون المواصفات التجارية. ومن ثم فان الطبيعية المؤقتة للعلاقات تتحول عادة الي توجه نحو إشباع الذات. ونتيجة لذلك يشدد باومن على ضرورة المقاومة من خلال تقوية التماسك الاجتماعي وخلق وعي اجتماعي وأهدافا للمسؤولية الاجتماعية و خلق روابط مشتركة و وعي جمعي و إجماع أخلاقي. ملاحظات في التحليل والنقد الثقافي لدي بومان الثقافة والحياة اليومية ظهر وتبلور مفهوم الثقافة لدي بومان في بواكير اعماله وذلك خلال عمله الباكر ( الثقافة كممارسة) 1973، وكتاب ( نحو علم اجتماع نقدي)، وتعتبر هناك اشارات عابرة لهذين الكتابين الي فوكو، واشارة خاصة لليفي شتروس. فوفقا لبومان الثقافة نشاط بنائي أحيانا ما تكون ناجحه، وسعيدة في بعض الاحيان، وأحيانا ما تكون خلاقة أو عادية أو ينجم عنها دمار مأساوي، وفي بعض الأحيان أكثر دلالة أنثروبولوجيا علي التكرار الإضافي والابتكار في الحياة اليومية. ويربط هنا بومان الثقافة بتفاصيل الحياة اليومية، وهو ما اهتم بفهمه بومان خلال بعض اعماله خاصة التي تعلقت بعلم الاجتماع وبعضها في كتبه حول نقد الحداثة، حيث نقد الحداثة خلال تطبيقاتها في الحياة اليومية. وايضا اوضح انها تعمل في اتجاهين او مسارين، سواء كانت تصب في سعادة الانسان، او شكل من الدمار المأساوي للانسان. الثقافة والتراث ويضفي بومان معني علي الثقافة عن طريق استغلال محتوياتها المباشرة ضد أكبر علامات وموجات عصرنا، بداية من الرأسمالية إلي الترشيد، وهو يتبع التقاليد الكلاسيكية في تمييز انماط او اتجاهات الثقافة، المنقولة بالقوة او الهيمنة، وكعملية يسعي الي تفسيرها، يبتكر في تحليله بالتوسط بين علامات الثقافة العصرية والإحساس بإن هناك ديناميكية اجتماعية أكبر أو منطقاً يقف من ورائها، فالابتكار هو عمل داخل التراث وخارجه، إذ تنبع الثقافة من التراث، ولكنها تخترع، والتقاليد الفكرية التي يعتمد عليها بومان متعددة وقوية ومتنوعة، وكذلك ابتكاراته. الثقافة والممارسة يري بومان ان الطبيعة والثقافة نتاج للممارسة الإنسانية، فاذا لم نتحقق في الحياة العامة للرأسمالية أو البيروقراطية يمكن ان نسعي الي التحقق أو الي العلاقات غير المغتربة، في البيت، أو في المجال الخاص. حيث تصبح الرأسمالية متجسدة داخل ثقافتنا ومنضوية داخل النفس، إلي حد أننا لا نستطيع أن نتصور او نعتقد ننا لا يمكن ان نتصور أن هناك سبيلا غيرها للعيش. ويري بومان ان الطبيعة والثقافة نتاج للممارسة الإنسانية. والثقافة هي مستوي الواقع الموجود بيننا وبين الطبيعة، فمشكلة علم الاجتماع، عند بومان هي الوصول إلي المرحلة التي تتحول فيها الـ "ثقافة" او المجتمع " إلي إله لا هم له إلا سحر عبادة السلعة. النخبة المثقفة يتحدث بومان عن النخبة المثقفة، والثقافة الرفيعة، موضحا أنه انتهى الوقت الذي كان من الممكن أن نميز فيه نخبة مثقفة، حيث كان ميراثها “الف� الرفيع”� وعادتها النظر بازدراء إلى المشترك العابر، بدء من أغاني البوب حتى الإشهار التجاري في التلفزيون. وانتهى أيضا الوقت الذي كان فيه الذوق الرفيع أو المألوف علامة دالة على فئة اجتماعية معينة. وأيضا يؤكد بومان أن هذا لا يعني أن لا وجود اليوم لنخبة مثقفة، بل على العكس، هي اليوم أكثر حيوية ونشاطا من أي وقت مضى، لكنها مشغولة جدا بمتابعة النجاحات الفنية والفعاليات الثقافية الشهيرة، بحيث لم يبق لديها الوقت لصياغة نماذج (مثالية) للاعتقاد، أو لتغيير أخرى. لم يعد هناك مثقفون متخصصون في مجالات تحتاج إلى بذل الجهد. بل ثمة مثقفون يلتهمون كل شيء (Omnivoros)، يستهلكون كل من الأوبرا، والموضوعات الدسمة، والقضايا المبتذلة وحتى السخيفة. القراءة الثانية ثانيا : فوكو وبورديار والتاريخ ارتكن الفيلسوف الفرنسي ميشال فوكو ونظيره بورديار، الي المنهج والبعد التاريخ بشكل حفري ومعرفي لتفسير مفاهيم وقيم تخص العالم والمجتمع، وسعي فوكو لتفسير السلطة والمعرفة عن طريق التاريخ وذلك لفهم اساليب ومظاهر الحداثة ومعاييرها، وبورديار الذي حلل العلامات والرموز في التاريخ الاوروبي، لرؤية ما يحدث في الواقع المعاصر، فهناك ارتباط منهجي بين الاثنين فمثلا بورديار خلال مقالتين الاول معنون بـ " نظم المحاكاة الزائفة"، ومقالة ثانية بعنوان " المحاكاة السيمائية"، وكانوا حول العلامة وعملياتها، ويتتبع المقال الاول التحولات المرجعية للعلامة منذ تحررها من العالم الرمزي في القرون الوسطي من عصر النهضة، مروراً بالعصر الصناعي، إلي عصرنا " المحكوم بالشفرة"، وتوليده لأشكال من نموذجها المتصورة وفقاً للاستنساخ في حد ذاته، ويكمن هذا الحفر التاريخي لبورديار، أنه رسم خارطة لتتابع التشكيلات الاجتماعية والاقتصادية من عصر النهضة مرورا بالحداثة إلي ما بعد الحداثة، وبهذا يتبع بورديار جينالوجيا مستوحاه من فوكو، لدراسة الاشكال السائدة للعلامة في كل عصر، والإنتاج المحاكاتي للواقعي. ويشير بورديار الي الواقع المرجعي نفسه باعتباره منتجا تاريخي، وانه كنتاج للمحاكاة، نتاج العلامات المنتجة بكل عصر وتأثيراتها المعرفية، وذلك فإن المحاكاة ليست ظاهرة ما بعد حداثة ولكنه مفهوم لاهوتي قديم، ويشير إلي ان المحاكاة في عصرنا المحاضر منتجات سيموطيقية، تتولد وتعمل وفقا لنماذجها المسبقة، باستبدال علامات الواقع محل الواقع، لانتاج واقعنا من تداولها وتحولها، وذلك يؤدي إلي أن تمحو المحاكاة إمكانية التمييز بين الحقيقة والزيف، مبتعدة عن أي اساس أو مرجعية موضوعية من الخارج أو قيمة مرجعية تكن لها بمثابة واقعها المؤثر فيها، وايضا يصبح الواقع مفرط في واقعيته، وقد كتب بورديار كتابا حول فوكو، معنون "انسي فوكو"، وصاغ فيه بورديار السميوطيقي باعتباره نظاما لانتاج مهد له السبيل للثورة علي انتقاده لصورة المجتمع الغربي والتأكيد علي إنتاج وتجسيد ما هو واقعي، وبالتالي يفترض بورديار أن الانتاج الصناعي جزء من عملية تاريخية واسعة يمتاز بها الغرب، فاليوم كما يقول تصبح التكنولوجيات الإخبارية والاتصالية المصدر الأساسي لهذا الدافع وراء البحث عما هو واقعي، وفي كتابه المجتمع الاستهلاكي للجسد والموضة والنشاط الجنسي حيث التأكيد علي الانتقال من الرمزي الي السيميوطيقي وزيادة الرقابة الاجتماعية، فالجسد علي سبيل المثال، يغدو مجردا كشئ يتطلب الاستثمار المستمر والتشغيل السيميوطيقي لكي يصقل إلي شئ سلس وأكثر كمالا، أكثر وظيفية للعالم الخارجي، وحال القيام بالتحكم فيه من أجل بناء الشخصية والتميز وإضفاء الهيبة، ينخرط الجسد في الاستهلاك باعتبار كون أرقي شئ استهلاكي، حيث يعمق ذلك عملية الضبط الاجتماعي ...more |
Notes are private!
|
1
|
not set
|
not set
|
Jan 18, 2017
|
Paperback
| ||||||||||||||||
9774903846
| 9789774903847
| 9774903846
| 3.73
| 1,375
| 2016
| 2016
|
تحكي الرواية عن حياة هاني محفوظ منذ الطفولة حتي شبابه، حياة فرويدية تحتوي على تفاصيل طفولية وجنسيه، وهواجس نفسيه، وتخيلات اعترافات متتالية لا تتوقف عن
تحكي الرواية عن حياة هاني محفوظ منذ الطفولة حتي شبابه، حياة فرويدية تحتوي على تفاصيل طفولية وجنسيه، وهواجس نفسيه، وتخيلات اعترافات متتالية لا تتوقف عن كل شئ حول الشخصية؛ بوح دائم عن حساسية محفوظ الطفل، واهتمام أهله به اهتماما خاصا، هذه الافتتاحيه لشخصية محفوظ تمهد لعالم ومعمار روائي لحياة شاب مثلي استطاع الروائي محمد عبد النبي تطويعها في روايته "في غرفة العنكبوت" من خلال سرد حكاية مليئة بالتفاصيل الداخلية النفسية والجنسيه لشخصية روائية تحكي بنفسها وتعترف عن نفسها دون حرج أو خجل. محفوظ في حكاياته المستمرة دائما يعترف ويتحدث عن الآخر حتي يقترب من نفسه، محفوظ يسرد الحكايات حول أسرته والآخرين، فعوالمه الخارجية تستحوذ علي سرده؛ يريد الكشف عن حياته عن عالمه عن جزيرة الخوف والقلق التي يعيش بها؛ من خلال البوح عن حياة الآخر. رمزية السلطة والخوف منها حاضرة في عالم محفوظ حيث أن الحاكية تفتتح بقصة القبض عليه وكيف مثلت هذه الحادثة استرجاعا لحكايات وأحداث قبلها، كأن السلطة وضعت حد لعالم محفوظ، والحكاية تتضمن سرديات حول طرق التعامل مع محفوظ داخل السجن، وتفاصيل عن شخصيات ذات الميول قابلها في الحبس، كان يحكي عن عنف السلطة ورفضها لعالم محفوظ ورفاقه، عالم الحبايب كما تذكر الرواية. السرد هنا لم يكشف عن دلالاته النفسية والفلسفية بنفسه، الكلمات لا تنضح بهذا الكشف سواء علي مستوي الحكاية بشكل مباشر أو علي مستوي التقنيات السردية والإبداع اللغوي والجمالي، ولكن الحكاية كما هي تسرد المضمون الفلسفي والدلالي والنقدي والنفسي، فالقارئ لا يمكن أن يلتقط ذلك كظاهر دلالي وفلسفي، ولكن يحتاج إلي تأمل النص الحكائي لمحمد عبد النبي لكي يتضح الأمر، وعبد النبي استخدم الحكاية كما هي دون إبراز أي مضمون دلالي وفلسفي بشكل مباشر، أو تعقيدات أسلوبية ولغوية. العنكبوت تعني في الرواية تشابك الأحداث وتناغم الخيوط وتعاكسها في السرد، فالأحداث تتداخل، فهناك تمازج بين عالم محفوظ والعوالم الخارجية، وأيضا رمزية العنكبوت تشير إلي إحساس محفوظ بتحوله إلي حشرة، وهو رمز كافكاوي تبعا لقصه المسخ الذي تحول فيها البطل إلي حشرة في بداية الحكاية، وهو إحساس دوني يعبر عن إحساس محفوظ بتضاؤل عالمه أمام العوالم الأخري، وهذا اتضح في كونه عبر بكثرة في السرد عن الأشياء والشخصيات الأخري أكثر من حديث هعن نفسه، وأيضا قيامه بإبراز مشاعر الخوف الملازمة له طوال الرواية. تشابكت الرواية مع أبعاد نفسية تحليلية لفرويد وإرهاصات لاكانية، فهناك خيالات نفسيه لمحفوظ، لعلاقته بالأب ودوره في حياته، وهي تتمثل في عدم حضور الأب، وهناك السرد حول أمه، وما يمثله من تعقيدات نفسية حادة، سرد نفسي ضد الشخصية؛ اجترار للذات لما هو شائك بصدد أقرب الشخصيات له أمه ووالده، وأيضا هناك تخيلات حول جده ودوره في حياته، وبجانب الحكايات الأخري حول الأفراد، وما تخللها البعد النفسي في السرد. عندما يكتب محفوظ ويسرد عن حكاياته فهو يعالج نفسه بالكتابة، يريد أن يخرج المخزون النفسي والكبت بكلماته، يريد التحرر من الألم والعالم الذي يجثو عليه، يريد التحرر فقط بالكتابة، وهذا أهم هدف وطموح لمحفوظ طوال الرواية، لا يريد شيئا آخر، لا يريد للعالم أن يعتدل معه، ويجد ضالته من ملذات، يريد الهروب فقط من عالمه الذي يعيش فيه بكلمات لا خجل منها. سرد يسحب سرد آخر؛ خيوط دائما تنفك، حكاية دون تفلسف أو زخارف لغوية وجماليه مكثفة، هي الحكاية الدائمة ببساطة عن عالم خوف محفوظ من كل شئ، الكلمات لا تتوقف عن البوح السردي العادي للحكاية، التأمل وحده لما وراء الحكاية أمر ضروري، رغم عدم توافر استفزاز القارئ لدلالات فلسفية ونفسية معقدة مباشرة، هناك شك في البحث عما وراء الحكاية وفيها وحولها، لكن التفرد بحكاية بسيطة تنم عن أعماق نفسية وفلسفية كبيرة أمر مدهش ويثير التساؤل الأدبي والخيالي. ...more |
Notes are private!
|
1
|
not set
|
not set
|
Jan 15, 2017
|
Paperback
| ||||||||||||||||
B0DNBNNP3Y
| 3.12
| 41
| Jan 01, 2014
| 2014
|
السير علي أنامل حافية مليئة بحروف عذبة، أحاديث داخلية للكشف عن المكنون النفسي، تكشف الكاتبة الشابه أريج جمال في مجموعتها القصصية الأولى وفي تجربتها ال السير علي أنامل حافية مليئة بحروف عذبة، أحاديث داخلية للكشف عن المكنون النفسي، تكشف الكاتبة الشابه أريج جمال في مجموعتها القصصية الأولى وفي تجربتها الادبية الأولى أيضا المعنونة "مائدة واحدة للمحبة" الصاردة عن دار روافد لعام 2014، وهي مكونة من إحدى عشر قصة قصيرة تمزج فيه الكاتبة النفسي بالآخر بالعالم، بموضوعات عن الحب والتعلق بالاماكن، وتنتقل إلى عوالم وشخصيات ثقافية تعيش في حياتها وتعبر عن تأثرها بها، وهنا يحاول هذا المقال إثارة شذرات نقدية عن بعض القصص والتعبير عن تدفق السرد والحكاية لدى الكاتبة. الحكي المستمر عن الذات، تخيل شخصيات تبادل هذا الحكي والحديث، البوح الداخلي الصادق الذي لا ينتهي، تخيل الذات والاشياء والاخر احياء يتحركون، التعبير عن الداخل بشكل دائم، الاخر الذي يلتبس بشخصيات فنية محببة للذات الساردة، الآخر يمثل بديل حي لهذا التمني لحضور هذه الشخصيات، جماليات الآخر عندما يكون ملجأ احتواء لرغبات الذات. تنقلنا الكتابة هنا إلى العوالم الخاصة للذات الساردة التي تستعين بهذه العوالم في مواجهة ما يؤرقها من الوحدة والفقد، والشعور بالاغتراب والرهبة من الأشياء، هذه عوالم فنية وثقافية تهرب لها الذات باستمرار لذا نجد تفاصيلها وحضورها المستمر، وهذا الاستدعاء والحكي عن الذات يتطلب لغه شاعرية حساسة وهو ما وجد بكثافة وبلياقة دون زيف وزخرفة. الهروب في الكتابة من ألم خاص، الاعتراف بذلك وليس هناك خجل، ويصبح بذلك الكلمات قطعة خالصة من الذات، كلمات صادقة تود أن لا تعبر عن نفسها فقط وأن تصمت أن يصبح مجازيا وشعوريا أكثر من قراءة نص وكلمات وتواصل بينها وبين القارئ، وهنا يصبح الأمر التقليدي للقراءة ليس موجودا، فاهتزاز الذات القارئه والاحساس بألم الكلمات شعوريا أمر حتمي، ليس هناك فصل في السرد، فالخيط متصل، فالكاتبه تجعل الكلمات تبوح لوحدها، تداعي مستمر، الكتابة مفتوحه علي نفسها ، ليس هناك حد تقليدي، وشئ يتم صناعته، فالتلقائية والعفوية ملامح اساسية. هناك أمر ما وحمل ثقيل تحاول الكاتبة تجاوزه، الازاحه الذاتيه لهذا الثقل تعبر عنه الكلمات بصدق، الازاحه الذاتيه شئ مزعج في الواقع، ومؤلم، يجعل الفرد دائما في حيرة وألم، يسير وهو يفكر في أمور ليس لها رابط أو ترتيب، عندما يتحول هذا الأمر في الكتابة، نجد انعكاسا صادقا للذات. التيه في فرحينيا وولف، رائحة ثقافية للخلاص، التوحد مع ظلال حروفها ورواياتها، التخلي عن سؤال الوحدة والعالم وتكوين مستقبل من اجل هذه الظلال، تخيلها تعيشي مع الساردة تستيقظ معها وتسير معها، اطياف فرجينيا لا يفارق عالمها الاثير، تكتب مثل ما تكتب فرجينيا، تفكر مثلها، تريد ان تنهي حياتها مثلها، الهيام والتيه. التعلق بالأماكن، عدم ترك ذكريات بيت عاشت فيه الكاتبة، تظل تراقب أطياف تفاصيل البيت، ولا ترحل عنها، تظل تحكي وتسرد لنفسها عن أدق همس البيت في خيالها، البيت كوعاء كامل للحياة، الميلاد والكبر والوعي والادراك، البيت كائن حي لا يموت يعيش ويشغل الذهن، ويتحرك في الأحشاء، ولا يتوقف عن النبض والالحاح للحديث مع الساردة، يحكي معها ويبكي معها، اذا تركته، يذهب ورائها ولا يتركها وهي ايضا تستقبله بحفاوه، البيت جغرافيا انثوية في ثنايا العشق، وتقول الساردة يا بيتنا، كان يمكن للدنيا ان تصير اجمل، ان تكون ملساء علي غربتنا، كان يمكن ان تصلح عوجاجنا من غير أن تقصمنا.. تري الحب اندفاع نحو الآخر، التعايش معه، الرقص والمرح بشكل غريب، كل شئ غير مفهوم ومريب تريده في الحب، تريد أن يقول عليها الجميع شاذة لا تماثل أحدًا، تريد حبا فريدا جديدا لم يظهر من قبل، تبحث عن الحب المفقود في العالم الذي لم يشعره أحد قبلها، تريد الخلود واللامرئي في الحب، الساردة تعيش حبًا مجنونا مشتعلًا كله جديد، ليس به هدوء أو روتين، لا تريد لشئ في الحب لا تتذوقه، تريد للحب أن يكون عالم جديدا من عوالمه الأخرى. ...more |
Notes are private!
|
1
|
not set
|
not set
|
Jan 15, 2017
|
Unknown Binding
| ||||||||||||||||||
B0DNBLJRH3
| 3.45
| 1,448
| Mar 08, 2020
| unknown
|
it was amazing
|
لا تولد قبيحا : عوالم رجاء عليش المرعبة المختبئة في جحور بعيدة ماذا لو لم تحل الشمس علينا في احدي الايام، بمعني أننا قد اختبئنا في جحورنا خوفا من الظهو لا تولد قبيحا : عوالم رجاء عليش المرعبة المختبئة في جحور بعيدة ماذا لو لم تحل الشمس علينا في احدي الايام، بمعني أننا قد اختبئنا في جحورنا خوفا من الظهور، هذه التقليد الغرائبي اتسم به اسلوب الاديب الراحل رجاء عليش، الذي يعتبر مفسر مصطلح اللاسواء في الادب المصري ورائد القبح، فكان يمدح ويذم عالم القبح، حيث وضع حدا فاصلا وواضحا بين الإنسان القبيح والغير قبيح في المجموعة القصصية لا تولد قبيحا، التي تعتبر رسالة مؤلمة وقوية وحادة لمعاناة الانسان القبيح. كان السرد مؤلماً مباشراً، رسائل للقبيح وللآخر وللعالم والي الله، رسائل مفتوحه لكل شئ حول الانسان القبيح، عالم من المناجاة المتتالية التي لا تنتهي، كلمات رسائلية تحمل كتل من الحزن والمأساة حول الفرد القبيح، حيث بني عليش عالماً نفسياً ووجودياً واضحاً لظاهرة القبح في الإنسان، سيكولوجيا محددة وذات أهمية لفهم هذا الإنسان الذي يعاني بإستمرار. حلل عليش علاقه القبيح بالأخر، وأوضح إنه إنسان لا يثق فيه أحد، يرفضه الجميع، لا يمكن الاعتماد عليه، وأيضا لا يمكن اعتباره فرداُ كاملاً، وبذلك أفرد حالة من الرفض السلبي الدائم للإنسان القبيح من العالم، نفى وجوده وقدرته على التعايش مع الأخر والأشياء وتأكيد هويته كإنسان له حقوق، وإشارة إلى المعاناة الداخلية للقبيح، وإن القبح عالم داخلي لا يترك صاحبه، يسير معه كظله، كان يتحدث رجاء عليش عن نفسه، فدائما يتذكر قبحه ويجعله يتألم ويرفض كل شئ، المرأة والرجل والمجتمع والنجاح والبهجه والسعادة ترفضه، الجميع يرفضونه ويعاملونه معاملة حقيرة لا إنسانيه فيه. في أول قصة في المجموعة يحكي عليش عن مأساة شاب يبدو منظره قبيح، ويحب فتاة، ويشعر بالقلق والخوف من المحيطين، ويمثل له هذا الحب طوق النجاة، فالجميع يكرهونه كثيرا، ولا يريدون وجوده مطلقاً في العالم، ويضحكون عليه دائماً ويستهزءون به، فهو بالنسبة لهم دمية لا حق لها في الوجود غير الضحك والمرح عليها، هذا جعله قلق ويفكر مع نفسه في كيفية التخلص من هذا الوضع الصعب له، عليش وضع الشخصية هنا في مأزق وجودي بسبب ذاته، فيكون الحل الامثل في مخيلة الشاب هو التخلص من نفسه، ولكنه يستمر في محاولة مقاومة هذا المأزق، وحقق انتقاما ضد شلة كانت تشتمه دائما وذلك بعراك قوي معهم. وفي أحد القصص الأخري يعبر عليش عن الاغتراب والسأم التي تعيشه الشخصية، وأنها خارج العالم، ولا تفهم منطقه، تعيش في ذاتها بعمق دون الالتفات لما هو خارج عنها، لا تستطيع على تحديد شئ، وأن تشعر به كما يشعر به الأخرون، إنه أحساس صعب، يزيد من ثقل الذات، ويمنحها فراغ داخلياً وألماً نفسياً شديداً، عدم الاحساس بالراحة في بيت الزوجية، والهروب إلى الخارج لمحاولة إيجاد أي معني للحياة دون جدوي. طقوس الموت تثير أرق أحد شخصيات المجموعة، هناك شعور بالإبتذال، والخوف الشديد، رفض لهذه الطقوس، وليس رفض الموت، التفاصيل الكرنفالية للدفن والجنازة، والحالة التي تحيط بالميت شئ مقزز مقلق، يخلق اسئلة غريبة ليس لها إجابة، الموت أفضل حالة من هذه الطقوس. دائماً في المجموعة هناك عالم داخلي للذات هش ضعيف لا يقوي علي التعامل مع العالم الخارجي الملئ بالصراعات والصيرورة، هذا العالم الداخلي يحدث نفسه عن كل شئ عن تفاصيل الموت، والاخر، والحياة، والمرأة، والزواج، والناس التى تسير في الشارع، وعن الوجه القبيح، والانسان الخائف، فليس هناك شئ لا يتحدث عنه، يتحدث مع الأشياء بخوف وترقب، ورجوع وكر وفر، هذه المساحات الداخلية المتخبئة للذات المليئة بالخوف والفراغ والقلق، تصنع عالم نفسيا مرعباً قاسياً، معبراً عن لحظات الإنسان الحائرة القلقة. دائماً العالم يحاصر الذات والشخصية في القصص لدي عليش، المراقبة والمحاصرة فعل خارجي ضد الذات التي تخاف من الأشياء، فيكون فعل الهروب والعيش في العالم الداخلي للذات أمراً محتوماً، خوفاً من الصراع المستمر مع الخارج، والذي يكون الخسارة من نصيب شخصيات عليش الهشة. وأحد أسباب الرئيسية للخسارة شخصيات عليش هو سمة القبح والدمامه والغرابة لدي الشخصيات، فتقول الشخصية القبيحة في أحدي القصص على لسانها، "الإنسان القبيح المكروه من كل الناس لن يصدقه أحد، حتى لو قال الصدق، إنه متهم من الكل بالكذب، مشكوك فيه دائما لأنه غريب وقبيح ومنفر"، هذا أكبر تجسيد رمزي لشخصيات عليش في المجموعة، إنه تجسيد الرعب والخوف والقلق والحزن والهروب. عندما يصاحب قبيح صديق وسيم، يكون هناك تفاصيل مرعبة بين الشخصين، القبيح لا يعيش كما يعيش الوسيم، تكون الكراهية مكنونة بداخل القبيح، لا يستطيع أن يقضي على هذه الكراهية، هذه علاقة شائكة مدمرة حزينة، لا ذنب القبيح في شئ، والوسيم يستغل امكانياته التي منحها الله له في الشعور بالسعادة وأهتمام الأخرين به والزهو والفرح، ويقف القبيح عاجزاً أمام هذه الميزة التي يفتقدها. وأخيرا يتميز اسلوب رجاء عليش بالصور والتعبيرات الأدبية البسيطة الواضحة والجميلة نسبيا، ليس الاسلوب الأدبي معقدا ومتقدما، ولكنه سلس وشيق، وتتميز هذه المجموعة بتفرد الموضوع والتركيز عليه وتكثيفه، وهو موضوع القبح لدي الفرد، وإثارة الأبعاد النفسية الداخلية بالأساس، بجانب توضيح العوالم الخارجية والأشياء المتعلقة به. ...more |
Notes are private!
|
1
|
not set
|
not set
|
Jan 14, 2017
|
Paperback
| |||||||||||||||||
B0DLT5VZY4
| 3.59
| 372
| Mar 2000
| 2005
|
None
|
Notes are private!
|
1
|
not set
|
not set
|
Oct 27, 2016
|
Paperback
|

10 of 10 loaded