Fatema Hassan , bahrain's Reviews > قصة حصار لشبونة
قصة حصار لشبونة
by
- هل كل الحروب التاريخية قائمة على أسباب دينية أو أسباب ممجدة للأوطان ؟ هل أرضية المصالح الشخصية لم تكن قوام كل تلك الحروب ؟
( قصة حصار لشبونه )
لشيخ الرواة / البرتغالي جوزيه ساراماغو
هذا القفل الأدبي المحكم كله ثقة بأن الرواية المريحة لا تستحق عناء قرائتها!..
انطلاقًا من عنوان الرواية تجد إزدواجية التركيب ( قصة ( مركب تخييلي ) حصار لشبونه ( مركب تاريخي ) ) بذلك يتجلى مكر ساراماغو بهذا المزيج الذي يحاصر القارئ .. ساراماغو هذا الشيخ يحاور شيخًا آخر أدهى منه / التاريخ / بل ويساومه على بعض حقائقه بإفتراضاته المتشعبة المبتغيات ، محاورة جادة للغاية و المحاورة بين شيخين فن عتيق .. ناتجهُ لا يطوى ولا يروى كما يُقال .. فالأمر شخصي للغاية بينهما..
وجهة نظر ساراماغو الأدبية الإفتراضية V الحقيقة التاريخية
في حين أن التاريخ يخبرنا عن قصة الحصار الشهيرة للشبونه أن الصليبين ساعدوا البرتغاليين في إنجاح الحصار و استعادة لشبونه بعد قرون من الحكم العربي لها وهذا بند تاريخي لا جدال فيه ، ساراماغو يقول : كيف نتأكد من ذلك ؟ المصدر التاريخي الواحد بات موضة العصور الغابرة ، و مامن مصدر تاريخي لم تخنه ولى قليل من التفاصيل جعلت روايته متزعزعة ناهيك حين تصدر أوامر عاجلة برفع الأقلام دون جدل من قبل الجهات العليا:) .. فهل سيخضع التاريخ لمخاض جديد على يديّ ساراماغو ؟
أثناء تصحيح رواية تاريخية لمؤلف تقليدي لا يحيد عن الإرث التاريخي قيد أنملة ، و بغية تجهيز الرواية التاريخية للنشر نجد المصحح -المحب لعمله - رايمندو سيلبا يضيق ذرعاً ب نعم التي تثبت المساعدة الصليبية للجيوش البرتغالية في حصار لشبونه في عهد الملك البرتغالي أفونسو ، فيقرر استبدالها بلا و كشط زيف لا يتقبله منطقه ! هذا العمل الجريء يجعل مهنته في مهب الريح حيث تقرر دار النشر - ممتنة لخدماته الجليلة - منحه فرصة أخرى تحت إشراف السيدة ماريا سارة ، التي سوف تشجعه على التمسك ب لا كحق مواطن بمقدوره السباحة ضد التيار و إن كان التيار سيجرفه في النهاية ، لا بأس بشرف المحاولة .. تبدأ الرواية التي سيكتبها رايمندو وبتشجيع من ماريا سارة ب- الفجر السّلمي الأخير و المؤذن يرفع صوته باطمئنان مناديًا لصلاة الفجر وتنتهي روايته ب فجر عبثي تُحزّ فيه رقبة المؤذن قبل إطلاق صوته المدوي بالإذان - و الفجر في الحالتين يرمز للوضوح و الخلود رغم غفلة التاريخ لهذا .
قراءة هذه الرواية قراءة تاريخية بحتة هو الظلم بعينه فلا أحد يزايد على ذاكرة التاريخ فمابالك بمن يحاول إفقادها إياه عمدًا . ولكن مهلاً فالبعد الافتراضي الذي أضافه ساراماغو عليه لم يغير المعادلة التاريخية ( فالنصر محتوم بمساعدة البرتغاليون أو بدونها / ناهيك أن الصليبيون انقسموا و شريحة منهم بقت وساعدت في الحصار ) فما فائدة إستبدال المصحح ريمندو سيلبا ( نعم ب لا ) ، البعد الافتراضي ب هو محاولة لإدارة عجلة القدر ومنحه استدارة المحارب المراوغة ؟ لإلقاء الضوء على النوايا و الدوافع كل من / الملك - الصليبيون - البرتغاليون / سبر ملعون من ساراماغو لبواطنهم و وساوسهم ، -مثلاً -
الصليبيون كتجمع ديني متعدد القوميات لا يمكن أن يجتمع على رأي واحد سواءًا المقاطعة أو الإنخراط في الحصار مع ملك البرتغال و هنا يقدم ساراماغو قراءة دقيقة لفكر المشاركين و المقاطعين ، والخزائن الخالية لملك البرتغال أفونسو لم تكن حافز حقيقي للصليبين لمساعدة البرتغاليين فلذلك تجده يعوّل على الرابط الديني بينهم بإستدعاءه الحثيث للرموز الدينية كمحرك مشترك لفرض الحصار على المسلمين ، والتباهي بتأييد المسيح بنفسه للبرتغاليين و الذي جاء في خطبة الملك كان سبب رفض جزء كبير من الصليبيون لمساعدتهم ، بينما تبقى شريحة قليلة منهم بعد تطميع الملك لهم بالحصول على حصة الأسد من الغنائم التي سيغنمونها بعد الحصار ، ولعلك تستشف من انتهازية الموقف السابق من قبل كل من الملك والصليبين .. أن هذا سيأتي على حساب البرتغاليين و ستتسائل ماهو الدافع الذي حرك البرتغاليون لفرض الحصار ؟ لم يكن الدفاع عن القومية البرتغالية و إلا لكانت محركهم منذ زمن عشش فيها الأسلام لعدة قرون في لشبونة؟
بل هو أن مسلمو لشبونه محدودو الثراء مقارنة بغيرهم من المسلمين في المناطق المجاورة كأشبيليه و غرناطة ! ما دام البرتغاليون هم الجيش الحقيقي - الذي لم يحركه استعادة مجد وطنه من البداية - فلن يرضى بإشراف مدعوم من قبل الصليبين دون اتفاق مسبق لمناصفة الغنائم معهم .. في النهاية تبدو ال ( لا )التي خطّها ساراماغو أقرب ل كمين ينتقد من خلاله الروح البرتغالية الخائرة في نظر ساراماغوأولاً ... ثم لمنحها حقها التاريخي في الإستقلال بنصرها دون مساعدة من أحد .. النصر = البقاء .. لم يحركهم مجد الوطن و لم يطمحوا لنصر ديني .. فقط الرغبة في البقاء .. و البقاء تاريخيًا هو التهميش و هذا ما لم يقلبه ساراماغو فتحدى بهرجة التاريخ ومنحه للنصر اعتبارات طنانة أكثر من الحقيقة
..
لنقل أن ساراماغو غيّر تفاصيل اللعبة وترك الأمور في نصابها في نهاية المطاف .
أحببت الرواية بعمق ، ف ثيماتها مغرية و سردها المشوش والمحفز مغر.. و تقنياتها مدمرة .
by

- هل كل الحروب التاريخية قائمة على أسباب دينية أو أسباب ممجدة للأوطان ؟ هل أرضية المصالح الشخصية لم تكن قوام كل تلك الحروب ؟
( قصة حصار لشبونه )
لشيخ الرواة / البرتغالي جوزيه ساراماغو
هذا القفل الأدبي المحكم كله ثقة بأن الرواية المريحة لا تستحق عناء قرائتها!..
انطلاقًا من عنوان الرواية تجد إزدواجية التركيب ( قصة ( مركب تخييلي ) حصار لشبونه ( مركب تاريخي ) ) بذلك يتجلى مكر ساراماغو بهذا المزيج الذي يحاصر القارئ .. ساراماغو هذا الشيخ يحاور شيخًا آخر أدهى منه / التاريخ / بل ويساومه على بعض حقائقه بإفتراضاته المتشعبة المبتغيات ، محاورة جادة للغاية و المحاورة بين شيخين فن عتيق .. ناتجهُ لا يطوى ولا يروى كما يُقال .. فالأمر شخصي للغاية بينهما..
وجهة نظر ساراماغو الأدبية الإفتراضية V الحقيقة التاريخية
في حين أن التاريخ يخبرنا عن قصة الحصار الشهيرة للشبونه أن الصليبين ساعدوا البرتغاليين في إنجاح الحصار و استعادة لشبونه بعد قرون من الحكم العربي لها وهذا بند تاريخي لا جدال فيه ، ساراماغو يقول : كيف نتأكد من ذلك ؟ المصدر التاريخي الواحد بات موضة العصور الغابرة ، و مامن مصدر تاريخي لم تخنه ولى قليل من التفاصيل جعلت روايته متزعزعة ناهيك حين تصدر أوامر عاجلة برفع الأقلام دون جدل من قبل الجهات العليا:) .. فهل سيخضع التاريخ لمخاض جديد على يديّ ساراماغو ؟
أثناء تصحيح رواية تاريخية لمؤلف تقليدي لا يحيد عن الإرث التاريخي قيد أنملة ، و بغية تجهيز الرواية التاريخية للنشر نجد المصحح -المحب لعمله - رايمندو سيلبا يضيق ذرعاً ب نعم التي تثبت المساعدة الصليبية للجيوش البرتغالية في حصار لشبونه في عهد الملك البرتغالي أفونسو ، فيقرر استبدالها بلا و كشط زيف لا يتقبله منطقه ! هذا العمل الجريء يجعل مهنته في مهب الريح حيث تقرر دار النشر - ممتنة لخدماته الجليلة - منحه فرصة أخرى تحت إشراف السيدة ماريا سارة ، التي سوف تشجعه على التمسك ب لا كحق مواطن بمقدوره السباحة ضد التيار و إن كان التيار سيجرفه في النهاية ، لا بأس بشرف المحاولة .. تبدأ الرواية التي سيكتبها رايمندو وبتشجيع من ماريا سارة ب- الفجر السّلمي الأخير و المؤذن يرفع صوته باطمئنان مناديًا لصلاة الفجر وتنتهي روايته ب فجر عبثي تُحزّ فيه رقبة المؤذن قبل إطلاق صوته المدوي بالإذان - و الفجر في الحالتين يرمز للوضوح و الخلود رغم غفلة التاريخ لهذا .
قراءة هذه الرواية قراءة تاريخية بحتة هو الظلم بعينه فلا أحد يزايد على ذاكرة التاريخ فمابالك بمن يحاول إفقادها إياه عمدًا . ولكن مهلاً فالبعد الافتراضي الذي أضافه ساراماغو عليه لم يغير المعادلة التاريخية ( فالنصر محتوم بمساعدة البرتغاليون أو بدونها / ناهيك أن الصليبيون انقسموا و شريحة منهم بقت وساعدت في الحصار ) فما فائدة إستبدال المصحح ريمندو سيلبا ( نعم ب لا ) ، البعد الافتراضي ب هو محاولة لإدارة عجلة القدر ومنحه استدارة المحارب المراوغة ؟ لإلقاء الضوء على النوايا و الدوافع كل من / الملك - الصليبيون - البرتغاليون / سبر ملعون من ساراماغو لبواطنهم و وساوسهم ، -مثلاً -
الصليبيون كتجمع ديني متعدد القوميات لا يمكن أن يجتمع على رأي واحد سواءًا المقاطعة أو الإنخراط في الحصار مع ملك البرتغال و هنا يقدم ساراماغو قراءة دقيقة لفكر المشاركين و المقاطعين ، والخزائن الخالية لملك البرتغال أفونسو لم تكن حافز حقيقي للصليبين لمساعدة البرتغاليين فلذلك تجده يعوّل على الرابط الديني بينهم بإستدعاءه الحثيث للرموز الدينية كمحرك مشترك لفرض الحصار على المسلمين ، والتباهي بتأييد المسيح بنفسه للبرتغاليين و الذي جاء في خطبة الملك كان سبب رفض جزء كبير من الصليبيون لمساعدتهم ، بينما تبقى شريحة قليلة منهم بعد تطميع الملك لهم بالحصول على حصة الأسد من الغنائم التي سيغنمونها بعد الحصار ، ولعلك تستشف من انتهازية الموقف السابق من قبل كل من الملك والصليبين .. أن هذا سيأتي على حساب البرتغاليين و ستتسائل ماهو الدافع الذي حرك البرتغاليون لفرض الحصار ؟ لم يكن الدفاع عن القومية البرتغالية و إلا لكانت محركهم منذ زمن عشش فيها الأسلام لعدة قرون في لشبونة؟
بل هو أن مسلمو لشبونه محدودو الثراء مقارنة بغيرهم من المسلمين في المناطق المجاورة كأشبيليه و غرناطة ! ما دام البرتغاليون هم الجيش الحقيقي - الذي لم يحركه استعادة مجد وطنه من البداية - فلن يرضى بإشراف مدعوم من قبل الصليبين دون اتفاق مسبق لمناصفة الغنائم معهم .. في النهاية تبدو ال ( لا )التي خطّها ساراماغو أقرب ل كمين ينتقد من خلاله الروح البرتغالية الخائرة في نظر ساراماغوأولاً ... ثم لمنحها حقها التاريخي في الإستقلال بنصرها دون مساعدة من أحد .. النصر = البقاء .. لم يحركهم مجد الوطن و لم يطمحوا لنصر ديني .. فقط الرغبة في البقاء .. و البقاء تاريخيًا هو التهميش و هذا ما لم يقلبه ساراماغو فتحدى بهرجة التاريخ ومنحه للنصر اعتبارات طنانة أكثر من الحقيقة
..
لنقل أن ساراماغو غيّر تفاصيل اللعبة وترك الأمور في نصابها في نهاية المطاف .
أحببت الرواية بعمق ، ف ثيماتها مغرية و سردها المشوش والمحفز مغر.. و تقنياتها مدمرة .
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
قصة حصار لشبونة.
Sign In »
Reading Progress
October 10, 2014
–
Started Reading
October 10, 2014
– Shelved
October 10, 2014
– Shelved as:
to-read
October 10, 2014
–
16.36%
"الحداد لا يستحق العناء
الفضيلة ليست شديدة السهولة مثل الرذيلة، لكن يمكن أن يستعان عليها"
page
79
الفضيلة ليست شديدة السهولة مثل الرذيلة، لكن يمكن أن يستعان عليها"
October 11, 2014
–
44.51%
"لقد استعار ساراماغو من التاريخ مكره.. مكر أدبي خلق ليقتات به القارئ
بعض النصوص الأدبية خلقت لتكمل نقصاً في أرواحنا بالفعل"
page
215
بعض النصوص الأدبية خلقت لتكمل نقصاً في أرواحنا بالفعل"
October 13, 2014
–
51.76%
"إن الترتيب الصارم للأشياء يمكن تحملّهُ فحسب لو كان يعكّره حضور إنساني"
page
250
October 14, 2014
–
75.57%
"- لقد فات الأوان ، الوقت ليس وقت ورود ، بل دم أخير و موت .
- كبرياء الذكر ، كبرياء بهيميّ.
- في سيمفونية بيتهوفن ، فحسب ينادي القدر ويعاود النداء ."
page
365
- كبرياء الذكر ، كبرياء بهيميّ.
- في سيمفونية بيتهوفن ، فحسب ينادي القدر ويعاود النداء ."
October 15, 2014
–
80.54%
"( الأثر على الرمال أكثر من الحيوان الذي تركه ، هؤلاء هم الحالمون )
( ربما لا يعجبك افتراضي القائل بأن الجنون في
الإنسان ناجم عن اصطدام الإنسان بذكاء ذاته )
( الأمجاد التي لا تجد لساناً يلهج بها تفقد كثيراً من الدوافع إليها )"
page
389
( ربما لا يعجبك افتراضي القائل بأن الجنون في
الإنسان ناجم عن اصطدام الإنسان بذكاء ذاته )
( الأمجاد التي لا تجد لساناً يلهج بها تفقد كثيراً من الدوافع إليها )"
October 15, 2014
–
99.79%
"إن المكان المناسب لا يشغله دائمًا الرجل المناسب .
لا يوجد في الدنيا شر لا ينطوي على خير.
الكلمات هناك يا سيدي، في الهواء ، و بوسع أي إنسان إلتقاطها ."
page
482
لا يوجد في الدنيا شر لا ينطوي على خير.
الكلمات هناك يا سيدي، في الهواء ، و بوسع أي إنسان إلتقاطها ."
October 29, 2014
–
Finished Reading
Comments Showing 1-12 of 12 (12 new)
date
newest »


/topic/show/..."
شكرًا للدعوة الجميلة عزيزتي
استمتعت بآرائكم الجميلة جدًا
:)
رائعة المراجعة يا فاطمة ، سلمت يداكِ

فأنتِ كما نثني وفوق الذي نثني
باتت قراءة مراجعاتك للروايات فرض عين على كل مشغوف بها مهتم بقراءءتها وإن بعد حين

فأنتِ كما نثني وفوق الذي نثني
باتت قراءة مراجعاتك للروايات فرض عين على كل مشغوف بها مهتم بقراءءتها وإن بعد حين"
عاجزة عن الرد يا عمر
شكرًا من القلب
أوصيكم برابط المناقشة للرواية في ( ألتراس ساراماغو ) فالأصدقاءهناك
جعلوا من هذا الشيخ ورواياته متعة بالغة
البعض ناقش صلب الرواية و البعض بعموم عطاء ساراماغو الأدبي جعل هذه المراجعة تصغر في عيناي
سعيدة أنها نالت إعجابك
/topic/show/...