ŷ������

بعد الانتهاء من الكتاب شعرت أنني تذوقت طعاما حلوا مما فتح شهيتي للاتهامه .. أريد أن أقرأه مرة أخرى قراءة متواصلة وبتأن ..
انتابني شعور أن دماغي مصفحة وعقلي محاط بالحوائط العالية التي من الصعب تدميرها .. أنا واقعية لدرجة مخيفة ومملة وأفتقر إلى الخيال .. وهذا شعور خانق .. الكاتب تثير مخيلته أبسط الأشياء .. وهو يساير أسئلته الداخلية وخواطره إلى النهاية حتى لو كان يعلم أنها لن توصله لشئ .. ولكن أليس هذا نوع من أنواع الحرية !
ناهيك عن آرائه في نواح متعددة من الحياة كالحب والزواج والعبادة وقدرة الله سبحانه وتعالى .. �� أعرف هل هو متحامل على زوجته جدا أم أن فعلا هذه هي حقيقتها .. ولا أعرف هل حاول إشراكها في أفكاره هذه وهي سخرت منه ومن خواطره أم أنه مع الوقت ومشاغل الحياة بعد الزواج نسي فعل هذا وتوقع رد فعل معين على أساسه تقوقع على نفسه وأفكاره وآثر كتابتها ونشرها على مشاركتها مع من يفترض أنها أقرب الناس إليه .. ولماذا يختفي تماما دوره كأب وتتلاشى أي مشاعر من الأبوة كانت من المفترض أن تظهر بقوة في حالته هذه كتعويض عن منغصات علاقته مع زوجته .. في حين أنني أندهش من صرف هذه العاطفة والخواطر على قط بدلا من أولاده ..
وتستمر دهشتي هنا ممن لهم قدرة عجيبة على سرد مشاكل حياتهم ويومياتهم الخاصة لعامة الناس بل ونشرها في الكتب !!
نهاية الكتاب تصيب القارئ بالإحباط والمرارة أو هكذا ما وصلني منها .. ولكن هذا لم يمنع رغبتي في قراءة الكتاب مرة أخرى ..
كما أنني تمنيت حقا أن أكون قادرة على الكتابة ووصف المشاعر كما تمنى هو في أحيان كثيرة أن يكون قادرا على كتابة الشعر .. الكتابة حقا نعمة من الله على من يمتلكونها .. كم أغبطهم.