ŷ������

انتهيت من مذكرات الطبيب الشهيد أحمد حجى وانا أحمل مشاعر الفخر الشديد نحو مقاتلينا المصريين فى حروب الإستنزاف .. تبدو المذكرات شديدة البساطة فمن يكتبها هو طبيب بيطرى وليس رجلاً عسكرياً، ولهذا هى مختلفة أيضاً . فما وصل الينا عن هذه الفترة هو ما استقناه من أفلام هزيلة لا تصلح بحال أن تجسد هذه الفترة العصيبة من تاريخ أمتنا العربية .. تبدو الذكريات مكررة أحياناً ، ربما لتعكس واقع الملل والاحباط الذى غالب جنودنا بعد النكسة ومشاعر الغضب الشديد التى كوتهم حتى نقوم باستعادة أرضنا مرة أخرى من المحتل الغاصب.
تتعرض هذه المذكرات القصيرة لحياة الفلاحين الذين أُجبرِوا على التهجير لإفساح الطريق للجنود ولنجاتهم بحياتهم ايضاً من قذائف العدو، الروح العامة المسيطرة على الجنود والضباط، واختلاف هذه الحياة القاسية عمّا يعيشه بقية الشعب المصرى الذى تسير حياته بشكل عادى ( كان هذا واضحاً فى لغة الحوار المتعالية للطلبة المتطوعين ثم انصهارهم تماماً مع جنود الجيش حتى البسطاء منهم).
حمل الكتاب انتقادات مهمة ومريرة للقادة ، للشعب .. والتى أعتقد كانت السبب فى منع ظهور هذه المذكرات لفترة طويلة.
ربما ما كان ينقص هذه المذكرات هو أن تكتمل حتى اقرأ عن فترة حرب أكتوبر - ولكنها جاءت مبتسرة كثيراً فتوقفت عند شهر ديسمبر لعام ١٩٧٠
الرسومات التى صاحبت الكتاب كانت لفنانى المفضل منذ الصغر (الرائع: محمد حجى) والذى كنت دوماً أستمتع بفنه على صفحات الكتب المترجمة وخاصةً كتب الجوائز الحاصلة على نوبل .. [ يمكنكم الإطلاع على رسوماته على هذه الصفحة]:


اقتباسات:
=======
- رأيت الحقيقة فى لحظات سريعة، العلم الإسرائيلى يرفرف على أرضنا .. تلك الليلة كان طولها ألف عام من حساب الزمن .. سقطت منى تلك الحماسة المتدفقة، وحضرتنى كلمات كنت قد قرأتها للشاعر السوفيتى "أبليا سيلفنسكى": فلتصمت الكلمات .. وليتكلم البارود .. البارود وحده.

- بعض كلمات چيفارا التى تقول: "ليس هناك جنود سيئون إلا وفوقهم قادة أسوأ.." وشعار آخر يعتز به الجنود وعلقونه فى أكثر من مكان : " الاشتراكى هو آخر من يأكل وآخر من ينام وأول من يموت"