ŷ

محمد حمدان's Reviews > الجحيم

الجحيم by Henri Barbusse
Rate this book
Clear rating

by
13060827
's review

liked it
bookshelves: novels

الجحيم - هنري باربوس

هي أول عمل لروائي للكاتب الفرنسي هنري باربوس نشرت عام 1908. باربوس هو الحائز على جائزة الغونكور على عمله الروائي الثاني النار الصادرة عام 1918 وقد قال عنه أوبريان أنه واحد من أكثر المميزين في مجال القصة من الفرنسيين. وهو كذلك عضو في الحزب الشيوعي الفرنسي.

قد تعرفت مثل الكثيرين على باربوس وعلى هذه الرواية بقراءتي لكتاب ويلسون "اللامنتمي" وكان جحيم باربوس أول ما أتى ويلسون على ذكره في كتابه مما جعلني أتوقف وأعكف على قراءتها قبل أن أكمل اللامنتمي.

تتحدث هذه الرواية عن رجل لا اسم له ينتقل من أحد المقاطعات إلى باريس من أجل وظيفة جديدة تحصّل عليها في بنك وتبدأ الحكاية بذلك الثقب في جدار الغرفة والذي مكّن الرجل الذي لا اسم له من التلصص على كل من سكنوا الغرفة التي في جواره.

المتلصص هو نكرة، لا اسم له.. لا قيمة له، هو كل شيء، ولا شيء.. وقد يكون في نهاية الأمر باربوس نفسه كما سأبيّن لاحقاً.

يطلّع المتلصص على إمرأة وحيدة، خيانة زوجية، مراهقين يتعرفان الجنس لأول مرة، سحاقيتين، وأخيراً: العجوز العليل وحكايته.. ولم يقصّر المتلصص في سرد تفاصيل كل ما اطّلع عليه من علاقات جنسية.. لدرجة من الممكن معها أن نقسم الرواية إلى قسمين؛ قسم أول يمكن الإستغناء عنه بكل بساطة والقسم الثاني يبدأ مع قدوم العجوز العليل حيث يبدأ ما تتمحور عليه كل الرواية.

أود أن أنوه عن أن فكرة الإسهاب في موضوع لا يضيف شيئاً للحكاية لا يمكن له سوى أن يدفع الملل في نفس القاريء.. وقد سبق أن تحدثت عن هذا الأمر.. فيما يخص ال 40 صفحة إياها في الجريمة والعقاب لدوستويفسكي وأول 20 صفحة من الغريب لألبير كامي.. و"الشمس تشرق مرة أخرى" لهمنغواي.. وحقيقة عليّ أن أشير إلى ذلك الإسهاب في الحوار بين إيميه وعشيقها في نقاش مخاوف إيميه من الموت والذي فاق 10 صفحات من الكآبة المحضة.. ولربما أضيف أنه يتوجب أن يكتب تحذير على الصفحة الأولى يحذر من قرائتها لمن تراودهم أفكار إنتحارية ! وثمة ذلك الإسهاب العجيب فيما يخص المقاربة الغريبة بين السل والسرطان وكل تلك المصطلحات الطبية وكيف لي أن أتفهم كيف لموظف قادم من أحد المقاطعات للعمل في بنك في باريس أن يفهم كل هذه المصطلحات بل ويسردها لنا كما هي ؟ خاصة إذا ما علمنا بأن هذه الرواية صدرت عام 1908 ولم تكن الثقافة الطبية في مثل إنتشارها اليوم.. ولا ننسى حقيقة أن ذلك الحوار بين الطبيبين زاد عن 15 صفحة أخرى في رواية لا تتجاوز 185 صفحة ! هي ليست حكاية تُروى، لا أبداً، إنما مجرد حوار طبي مقيت عن الشبه العجيب. نعم، فهمت المقاربة الأخيرة بين السرطان وتلك الأشياء التي تقتل البشرية لكنني لست مضطراً لقراءة كل ذلك الذي لن أفهمه -كقاريء ولستُ أقصد نفسي بما أني في المجال الطبي- فقط من أقل سطر في آخر صفحة من الحوار !

إن الماتروشكا التي تحدث عنها ماريو بارغاس تعني حكاية داخل حكاية.. لهذا أستطيع أن أتقبل أن يسهب الكاتب في حكاية ثانوية لأن الحكايا بطبيعتنها لن تدفع الملل في نفس القاريء إلا إن كان الأسلوب سيئاً. أما أن يكون الإسهاب مجرد حوار أو سرد لا معنى له من مثل: فعلتُ، فوجدتُ، ثم ذهبنا، وشربنا وجاء ففعلنا.. ثم قمتُ وتلك الأحاديث التي لا نهاية لها. لا، لا تعتبر من الماتروشكا المحببة. كما أنني واجهت مشكلة مهمة.. كيف كان لذلك الرجل التلصص من ثغرة في الجدار وتتلاقى نظراته مع نظرات من في الغرفة الأخرى دون أن يراه الطرف الآخر ؟ كما أن الراوي ومعرفته المستفزة بكل شيء وكأنه راوِ كلي القدرة كان أمراً لا يطاق.. فهو يصف لك ما يفكر فيه الأشخاص في الغرفة الأخرى وفيما إذا كان هذا يكذب أو تلك..

لفتني ذلك التناقض في شخص المتلصص؛ حيث أنه بدا وكأنه على وشط الإنفجار عندما كان يتلصص على المرأة العارية أو العاشقين.. لكن، وعندما اقتربت منه إحداهن أشاح بوجهه عنها ! ثم وبعدها مباشرة شعر بحاجته إلى قرب إمرأة، وقال إنه يريد النساء كلهن !! عفواً لكن هل هو لامنتمي أم مفصوم بالضبط ؟ أتفهم كون التناقض هو جزء لا يتجزأ من شخصية الإنسان لكن، ليس في هكذا سياق.. والأهم من ذلك كله، هو عدم وجود شيء في النص يبرر مثل هذا التناقض أو يفسره.

أتفهم ما أراد باربوس أن يصل إليه في نهاية الرواية من وقفة لهذا الرجل "اللامنتمي" في الغاية من الوجود بل والإندماج والتلاشي فيما هو كل شيء.. وكيف أن عملية إختيار الراوي هنا كانت عملية لا بد من أنها مهمة.. لكن، التلصص ؟ لا، أعتذر ليست المشكلة في التلصص.. لكن، المشكلة في أن تكون تلك الثغرة في الجدار تطل وبشكل ما على ما يدور في عقول من يسكن تلك الغرفة لا فقط على الغرفة وحسب. أتفهم في كون ذلك هو غالباً من ظن الرجل الذي لا اسم له. وعلى الأغلب هذا ما راهن عليه باربوس.. فمعظم المعرفة التي نحصل عليها عن الآخرين هي بالظن.. ثم نبني عليه حقائق أخرى حسب تقبلنا لهؤلاء الأشخاص. لكن، هل نقوم فعلياً بتخمين كل ما يفكر فيه الآخرون ؟ لا، لا نفعل ذلك.

لا يمكن إنكار كون ذلك القسم إنطلاقاً من قدوم العجوز العليل –باستثنا� الإسهاب الطبي المضني، وذلك الحديث عن الحشرات التي تأكل الميت- هو بحق مثال على قصة مثالية جيدة جداً.. ولكنها ولما سبق أرى أنها كرواية غير متماسكة الأركان.

وتبقى خلاصة الرواية؛ أنه ليس ثمة جنة ولا جحيم بالمعنى الديني.. إنما الجنة هي سعادة المرء في الدنيا والجحيم هو الخوف من الحياة.. ألا يتفق ذلك مع كون باربوس شيوعياً ؟ نعم، بكل تأكيد حتى أن بعض النقاد إعتبر هذه الرواية كنوع من السيرة الذاتية تقريباً وأن باربوس نفسه هو المتلصص بطريقة أو بأخرى.

أنا مؤمن جداً في علاقة القراءة بالحالة النفسية التي تشعر بها عند بدئك
بالقراءة.. وهذه الرواية لا تقرأ إلا عند مزاج معيّن ولربما لسوء حظها أو حظي أنني قرأتها في مزاج كما هو مزاجي الآن. هل هي رواية سيئة ؟ لا، أنا أكيد أنها ستكون رائعة لأحدهم.
10 likes · flag

Sign into ŷ to see if any of your friends have read الجحيم.
Sign In »

Reading Progress

October 27, 2014 – Started Reading
October 27, 2014 – Shelved as: to-read
October 27, 2014 – Shelved
October 27, 2014 – Shelved as: novels
October 27, 2014 –
page 16
0%
October 28, 2014 –
page 23
0%
October 28, 2014 –
page 34
0%
October 29, 2014 –
page 58
0%
October 29, 2014 –
page 69
0%
October 29, 2014 –
page 85
0% "أتفهم تماماً سبب نفور زوج إيميه منها.. يا إلهي !! لا بد من أن تلك المتعة عظيمة للغاية حتى يتحمل عشيقها كل تلك الكآبة التي تفيض منها !!"
October 29, 2014 –
page 100
0%
October 30, 2014 –
page 129
0%
October 30, 2014 –
page 137
0%
October 30, 2014 –
page 154
0%
October 30, 2014 –
page 154
0%
October 30, 2014 –
page 164
0%
October 31, 2014 –
page 175
0%
October 31, 2014 – Finished Reading

Comments Showing 1-3 of 3 (3 new)

dateDown arrow    newest »

message 1: by Lubna (new) - added it

Lubna Ah بدأت الآن بقراءة اللامنتمي و أول شيء خطر فبالي اقرأ الجحيم .. !! ههههه


محمد حمدان Lubna wrote: "بدأت الآن بقراءة اللامنتمي و أول شيء خطر فبالي اقرأ الجحيم .. !! ههههه"

هههههه ما بلتام إذن ؟ ههههه


محمد حمدان Bara'a wrote: "شكرا"

على الرحب والسعة..


back to top