أحمد's Reviews > فن الترجمة
فن الترجمة
by
مررت على هذا الكتاب مرارًا من قبل، ولكن بالأمس القريب وجدته أمامي، وفُتح بين يدي، بفعل العادة، على صفحة عشوائية:
وكان إبراهيم عبد القادر المازني من أفضل المترجمين وأبرعهم في هذا الصدد � كما كان العقاد يشهد بهذا دائمًا � فهو يترجم مثلا قصيدة لوليم شيكسبير كما يلي:
ابعدوا عنّيَ الشفاه اللواتي
كُنّ يطفئن من أوارِ الصادي
وابعدوا عنّيَ العيونَ اللواتي
هنّ فجرٌ يضلُّ صبح العبادِ
واستردّوا � إن استطعتمْ مَرَدّاً
قُبلاتي من الخدودِ النوادي
أما الأصل فهو كما يلي:
Take, O take those lips away
That so sweetly were forsworn;
And thos eyes, the break of day,
Lights that do mislead the morn;
But my kisses bring again,
Bring again,
Seals of love,
But sealed in vain.
Sealed in vain.
ويبدي د. محمد عناني ملاحظات عدة حول الترجمة المازنية وما بين معانيها وبين معاني الأصل الإنجليزي، ثم يقول:
ولإيضاح هذا أورد ترجمة قمتُ بها عام 1962، واخترت بحر المتقارب، وهو البحر الصافي الذي يعتمد على تكرار تفعيلة واحدة عدة مرات في البيت (فعولن)، وحاولت التقيّد بمعاني شكسبير، ومع ذلك فلم أصل إلى ما وصل إليه المازني:
إليكُنَّ عنّي فتلكَ الشفاه
عذوبتها حَنَثَت باليمينْ
وتلك العيونُ ضياءٌ مبينْ
وفجرٌ يُضِلُّ مسير الصباحْ
ولكن أعيدوا إليَّ: القُبَلْ
أعيدوا الرواءْ
طوابعَ حبٍ طواها الأجلْ
وضاعت هَبَاءْ
وأذكرُ إني كنتُ مسرورًا لأنني حافظت على عدد الأبيات والقافية الأخيرة، ولكنني عندما اكتسبت المزيد من الخبرة عدتُ إلى تفضيل المازني استنادًا إلى النظرية التي طرحتها
وعند ذلك أغلقت الكتاب، وأنهيت هذه القراءة المختلسة، وفي صباح اليوم التالي قرأته من الصفحة الأولى، هذه المرّة، إلى منتهاه
وقد أجاد كثيرًا
by

مررت على هذا الكتاب مرارًا من قبل، ولكن بالأمس القريب وجدته أمامي، وفُتح بين يدي، بفعل العادة، على صفحة عشوائية:
وكان إبراهيم عبد القادر المازني من أفضل المترجمين وأبرعهم في هذا الصدد � كما كان العقاد يشهد بهذا دائمًا � فهو يترجم مثلا قصيدة لوليم شيكسبير كما يلي:
ابعدوا عنّيَ الشفاه اللواتي
كُنّ يطفئن من أوارِ الصادي
وابعدوا عنّيَ العيونَ اللواتي
هنّ فجرٌ يضلُّ صبح العبادِ
واستردّوا � إن استطعتمْ مَرَدّاً
قُبلاتي من الخدودِ النوادي
أما الأصل فهو كما يلي:
Take, O take those lips away
That so sweetly were forsworn;
And thos eyes, the break of day,
Lights that do mislead the morn;
But my kisses bring again,
Bring again,
Seals of love,
But sealed in vain.
Sealed in vain.
ويبدي د. محمد عناني ملاحظات عدة حول الترجمة المازنية وما بين معانيها وبين معاني الأصل الإنجليزي، ثم يقول:
ولإيضاح هذا أورد ترجمة قمتُ بها عام 1962، واخترت بحر المتقارب، وهو البحر الصافي الذي يعتمد على تكرار تفعيلة واحدة عدة مرات في البيت (فعولن)، وحاولت التقيّد بمعاني شكسبير، ومع ذلك فلم أصل إلى ما وصل إليه المازني:
إليكُنَّ عنّي فتلكَ الشفاه
عذوبتها حَنَثَت باليمينْ
وتلك العيونُ ضياءٌ مبينْ
وفجرٌ يُضِلُّ مسير الصباحْ
ولكن أعيدوا إليَّ: القُبَلْ
أعيدوا الرواءْ
طوابعَ حبٍ طواها الأجلْ
وضاعت هَبَاءْ
وأذكرُ إني كنتُ مسرورًا لأنني حافظت على عدد الأبيات والقافية الأخيرة، ولكنني عندما اكتسبت المزيد من الخبرة عدتُ إلى تفضيل المازني استنادًا إلى النظرية التي طرحتها
وعند ذلك أغلقت الكتاب، وأنهيت هذه القراءة المختلسة، وفي صباح اليوم التالي قرأته من الصفحة الأولى، هذه المرّة، إلى منتهاه
وقد أجاد كثيرًا
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
فن الترجمة.
Sign In »
Reading Progress
December 5, 2014
– Shelved
Started Reading
December 6, 2014
–
Finished Reading