ŷ������

كتاب لطيف ينتهي في يوم ، يحاول فيه فرويد التعرض لما سماه بالوهم الديني ، ويأمُل بمستقبل خلوٍ منه ،
وهنا نبدأ مجددا قصة الطوبيا او المدينة الفاضلة التي كان افلاطون اول من خط كتابا فيها ، وتلاه من بعده من تلاه من فلاسفة ... الا ان فرويد يعترف بضعف حججه ، وهذه نقطة ايجابية لديه ، ويعترف انه ربما يحلم بهذا المستقبل

على كل حال ، خلاصة فرويد من الكتاب يمكن يمكن تلخيصها كالتالي : الإعتماد على الذات في التفسير لا الله او "اننا تاركون السماء للملائكة والعصافير" ... وهنا يتجلى فرويد كفيلسوف وجودي ، فيلسوف قوّة ، يريد انسانا يبني جنة ارضية بيديه ، لا جنات سماوية بخياله حيث يكتفي بالجلوس والكسل وانتظار امر ربه
ومن قرأ نيتشه ، سيظن ان فرويد سرق افكاره حرفا حرفا ،فهنالك تشابه رهيب بينهما ، ذاك الطابع الوجودي الممتلىء حماسا وقوة وغيظا من الكسل الديني
الا ان فرويد لم يأخذ سوى جانب واحد من المسألة ، اقصد الجانب السلبي من الدين ، واصر على هذه النقطة واعتقد ان الدين كله عصاب جماعي .. الا ان اريك فروم ، الفيلسوف وعالم النفس وتلميذ فرويد الناقد والمخلص ، يأتي بكتابه "التحليل النفسي والدين" ليصحح هذا الخطأ او الأخطاء لدى فرويد ، ويقول : "ليست المسألة هل الدين ام لا ، بل أي نوع من الدين ؟ " ... فعند اريك فروم لا يوجد دين (عصابي) ولا دين .. بل يوجد دين يسمو بعقل الإنسان ويحرره ويوجد دين يشله ، سمى الأول دينا انسانيا والأخير دينا تسلطيا ..بالتالي كان مفهومه اوسع ، اي انه بيّن ان الحالة التي اوردها فرويد صحيحة ولكنها جزء من مسألة اكبر ، والمقاربات التي يقدمها ممتازة ، وهي صادرة عن فيلسوف يعي ما يكتب على عكس فرويد الذي كان عالما لا فيلسوفا ، بالتالي كتاب التحليل النفسي والدين مهم في فهم فرويد وشكره على جهوده العظيمة ، وايضا ، وهذا هو المهم ، ضرورة تجاوزه