Fatema Hassan , bahrain's Reviews > شوق الدرويش
شوق الدرويش
by
رواية متعبة و متمنعة كتمنع ثيودرا على قلب درويشها بخيت منديل، بخيت الدرويش المعدم إلا من عشقٍ لا متكافئ لمعلمة البعثة التبشيرية الأرثوذكسية .. ثيدورا الفاتنة بشعرها البندقي و شفتيها اللواتي لم يخيب لهما نداء و هي الروح النابضة بالإختلاف كما يراها بخيت و تراه هي و إن أنكرت، ثيدورا العنصرية في رؤيتها و كتاباتها وحتى في هواها المثيرة للإمتعاض بإدعائها لتلك العواطف السامية و الأخوية خوفًا من الوقوع في حب عبدٍ أسود، كم راق لها الإهتمام المحبب الذي يوليه العشاق للمحبوبه فنجدها تدخل بخيت جيب أمانها دون طائل، مقابل وهج ثيودرا وتمسكها بقضية وفودها التبشيرية للسودان لآخر نفس.. يحول لنا حمور التصوف و الدروشة في سلوك بخيت لوجه حياةٍ قانط ، حيث الدروشة تفتك بأذهان ضحاياها لأنها الإنفصال الكامل عن العقلانية، يصل لذروته من خلال طلب الغفران من الحبيبة أو الإشراك، في البداية يكون هوس الإنتقام ممن قتلها مما يحدوه لتحمل ويلات السجن وثقل قيود المكية، قبل هزيمة الحركة المهدية وتحرير بخيت منديل من سجن الساير الذي حولّه حمور لفضاء حيوي في كل زواياه دهشة وحياة مؤلمة تصغي لها بصبرٍ وشغف، فوضى مشتركة أطلقت بخيت بجروحه و عزمه الجنوني نحو مريسيلة التي تنبع بأصالتها وصبرها للقارئ من بين السطور،، حية وواقعية ومعالجة للخيبة من سير الرواية رغم خبيتها الكبيرة في بخيت منديل، يحملنا بخيت منديل على جناح انتقامه لنعرف سببه مخالطًا لقصته بيعه و عبوديته و عتقه و أسره و دنسه الغرامي ، عابرًا بنا بلاد الواق الواق حيث نطّلع على قصة ثيدورا و رهبنتها إتقاءًا لشرور جمالها ثم رحلتها للسودان و عصفور الدوري الأول الذي آمنت بجماله ولم تأمن غدره ، إلى استقرارها و امتلاكها قبل تعرفها على العبد الصبور، فرارها المنحوس و خذلان بخيت لها بعد اطلاعه على قيمته في مذكراتها، مجرد عبد مختلف، حفار قبور مزعج يختم مسيرة حفره للقبور بحفر قبرها ، أي هوىً هذا؟ كان يعلم أنه في آخر القائمة التي أعدّها للإنتقام ، انتقم بتسليم نفسه للموت لأنها تجرأت أخيرًا على الثقة به، انتقم لأنه أهال على شفتيها التراب.
الشخوص متقنة لدرجة معرفة مقاس أحذيتهم! و التكهن بتوحد لونهم الأسود الذي جابه كل أبيض متكبر في ذهننا ، رغم يقيني أن هذا الشعور غادر عالمنا تمامًا و النبش الأدبي لا جديد يرجى من وراءه.
المكان ليس ببعيد عن براعة حوش بيوت القرية الذي تمنى الزين أن يقتل كل يوم في حوش منها على أمل التحصل على مبتغاه ، عرس الزين بقلم الطيب صالح حيث للمكان السوداني ثيمة السيد وكل الأزمنة عبيده، لم أجزع لبراعة المكان فالسودان تخلق أدب المكان ببراعة وتمنحه الشخصيات كضوء عابر و الزمان يتفرج فحسب!
الشوق بعد كل لقاء لي مع الأدب السوداني لم يسكن يومًا !
أعوام الجوع و الإنكسار و سمعة الذل التي يوصم بها ناس تلك الأعوام، و ذبول الإنتظار بعد ظهور كاذب، ليبدأ عهد انتظار جديد .. نقاشات الرواية أمعنت في أذيتي!
( أمتعت هولاء العارفين والنقاد بكل الأمزجة الشاذة التي طلعت من رأسي، أولئك الذين فهموها بشكل أقلّ أعجبوا بها اكثر )
دالي
هو الإعتماد الكلي على قلة الفهم أو قوته ما يجعل الإعجاب بهذه الرواية ذوق سائد، كي لا يحوّل فهمنا إعجابنا إلى خراب، و نتوه عن مزاج الروائي الذي زاوج بين قسوة التطرف في الثورة المهدية و قسوة التصوف في المجتمع السوداني، دعونا نتوقف قليلاً، هاتان قسوتان متناقضان من حيث المبدأ و الأولويات ولكن كل منهما دمرت بتغلغلها جزء من المجتمع السوداني في هذا الطرح الأدبي، هل حكم حمور زيادة بتصالح هاتان القسوتان في شخص بخيت والحسن الجريفاوي؟
هل دمرتا ما وطئتا عليه ثم تراضيتا بعد أن أيقنتا بعدم صوابية ما تفعلان؟ أثار اهتمامي تقابلهما وتصافيهما! تزعزع إيمان التطرف و زيادة توغل التصوف في غيّه جعل استنتاجي النهائي مربك، أهذا ما أراد حمور إيصاله ؟ أهي بيضته الفكرية إبعاد الإيمان الديني و التوجه الصوفي عن وجهيهما الحقيقي وتحميلهما فوق طاقتهما وإيصالهما للهاوية التي يراها منفاهما؟
أليس هذا إخفاء جزئي لوجههما؟أليس هذا تقليص لمعطياتهما؟ وكأنه يقول ثمة مجتمع قادر أن يفور من قاع السودان بعد التخلص من هاتين القسوتين، أليس هذا طرحه الشخصي الذي يتحمل الصواب والخطأ؟
من يؤكد لي أنه الصواب؟
خطورة الطرح الأدبي هو عرضه على القارئ كحقيقة مطلقة ومفروغ منها، وهذا ما سيؤيد و يعارض له المجتمع السوداني ولاشك، ليس الكل يرى ثورة المهدي بهذه الصورة التي جعلها الروائي حمور زيادة حقيقة مطلقة، ليس كل الإيمان تحيله التجربة الضنكة إلى رماد، البعض يعصف به إيمانه الخاطئ إلى المنون، وليس كل الإيمان هباء، رغم إن الفكرة تدور حول المهدي الذي إدعى أنّه الإمام المنتظر إلا أن حمور لم يجعل هذا الإدعاء محور الرواية، بل جاوز ماضيها القطعي كما يراه لإسقاط حقائقهاعلى صراعات لا تزال تدور ربما في المجتمع السوداني إن لم يقصد بها صراعات متفرقة في المناطق العربية، سقطة الماضي تعلمنا الحذر، و لكن الإدعاء لا يجوز مساواته بالحقائق ولا نسب آرائهما لبعض، فهمنا للصراع الديني في المجتمع السوداني قبل الرواية جاء معدوم و بعدها مشوش مما يجعل تدهور رأينا في العمل وارد، هو إستقراء حمور زيادة التاريخي لغد السودان إذا ما تناهبته قوى إدعاء جديدة
كما حدث في ثورة المهدي، و ماقبل الثورة وبعدها لم يكن بوضع أفضل يتمناه المرء لمجتمعه، حزّ في نفسي صعوبة الإندماج مع الرواية لعدة مرات، لتلك الصعوبة تركت محلّ النجمة الخامسة شاغرًا.
by

رواية متعبة و متمنعة كتمنع ثيودرا على قلب درويشها بخيت منديل، بخيت الدرويش المعدم إلا من عشقٍ لا متكافئ لمعلمة البعثة التبشيرية الأرثوذكسية .. ثيدورا الفاتنة بشعرها البندقي و شفتيها اللواتي لم يخيب لهما نداء و هي الروح النابضة بالإختلاف كما يراها بخيت و تراه هي و إن أنكرت، ثيدورا العنصرية في رؤيتها و كتاباتها وحتى في هواها المثيرة للإمتعاض بإدعائها لتلك العواطف السامية و الأخوية خوفًا من الوقوع في حب عبدٍ أسود، كم راق لها الإهتمام المحبب الذي يوليه العشاق للمحبوبه فنجدها تدخل بخيت جيب أمانها دون طائل، مقابل وهج ثيودرا وتمسكها بقضية وفودها التبشيرية للسودان لآخر نفس.. يحول لنا حمور التصوف و الدروشة في سلوك بخيت لوجه حياةٍ قانط ، حيث الدروشة تفتك بأذهان ضحاياها لأنها الإنفصال الكامل عن العقلانية، يصل لذروته من خلال طلب الغفران من الحبيبة أو الإشراك، في البداية يكون هوس الإنتقام ممن قتلها مما يحدوه لتحمل ويلات السجن وثقل قيود المكية، قبل هزيمة الحركة المهدية وتحرير بخيت منديل من سجن الساير الذي حولّه حمور لفضاء حيوي في كل زواياه دهشة وحياة مؤلمة تصغي لها بصبرٍ وشغف، فوضى مشتركة أطلقت بخيت بجروحه و عزمه الجنوني نحو مريسيلة التي تنبع بأصالتها وصبرها للقارئ من بين السطور،، حية وواقعية ومعالجة للخيبة من سير الرواية رغم خبيتها الكبيرة في بخيت منديل، يحملنا بخيت منديل على جناح انتقامه لنعرف سببه مخالطًا لقصته بيعه و عبوديته و عتقه و أسره و دنسه الغرامي ، عابرًا بنا بلاد الواق الواق حيث نطّلع على قصة ثيدورا و رهبنتها إتقاءًا لشرور جمالها ثم رحلتها للسودان و عصفور الدوري الأول الذي آمنت بجماله ولم تأمن غدره ، إلى استقرارها و امتلاكها قبل تعرفها على العبد الصبور، فرارها المنحوس و خذلان بخيت لها بعد اطلاعه على قيمته في مذكراتها، مجرد عبد مختلف، حفار قبور مزعج يختم مسيرة حفره للقبور بحفر قبرها ، أي هوىً هذا؟ كان يعلم أنه في آخر القائمة التي أعدّها للإنتقام ، انتقم بتسليم نفسه للموت لأنها تجرأت أخيرًا على الثقة به، انتقم لأنه أهال على شفتيها التراب.
الشخوص متقنة لدرجة معرفة مقاس أحذيتهم! و التكهن بتوحد لونهم الأسود الذي جابه كل أبيض متكبر في ذهننا ، رغم يقيني أن هذا الشعور غادر عالمنا تمامًا و النبش الأدبي لا جديد يرجى من وراءه.
المكان ليس ببعيد عن براعة حوش بيوت القرية الذي تمنى الزين أن يقتل كل يوم في حوش منها على أمل التحصل على مبتغاه ، عرس الزين بقلم الطيب صالح حيث للمكان السوداني ثيمة السيد وكل الأزمنة عبيده، لم أجزع لبراعة المكان فالسودان تخلق أدب المكان ببراعة وتمنحه الشخصيات كضوء عابر و الزمان يتفرج فحسب!
الشوق بعد كل لقاء لي مع الأدب السوداني لم يسكن يومًا !
أعوام الجوع و الإنكسار و سمعة الذل التي يوصم بها ناس تلك الأعوام، و ذبول الإنتظار بعد ظهور كاذب، ليبدأ عهد انتظار جديد .. نقاشات الرواية أمعنت في أذيتي!
( أمتعت هولاء العارفين والنقاد بكل الأمزجة الشاذة التي طلعت من رأسي، أولئك الذين فهموها بشكل أقلّ أعجبوا بها اكثر )
دالي
هو الإعتماد الكلي على قلة الفهم أو قوته ما يجعل الإعجاب بهذه الرواية ذوق سائد، كي لا يحوّل فهمنا إعجابنا إلى خراب، و نتوه عن مزاج الروائي الذي زاوج بين قسوة التطرف في الثورة المهدية و قسوة التصوف في المجتمع السوداني، دعونا نتوقف قليلاً، هاتان قسوتان متناقضان من حيث المبدأ و الأولويات ولكن كل منهما دمرت بتغلغلها جزء من المجتمع السوداني في هذا الطرح الأدبي، هل حكم حمور زيادة بتصالح هاتان القسوتان في شخص بخيت والحسن الجريفاوي؟
هل دمرتا ما وطئتا عليه ثم تراضيتا بعد أن أيقنتا بعدم صوابية ما تفعلان؟ أثار اهتمامي تقابلهما وتصافيهما! تزعزع إيمان التطرف و زيادة توغل التصوف في غيّه جعل استنتاجي النهائي مربك، أهذا ما أراد حمور إيصاله ؟ أهي بيضته الفكرية إبعاد الإيمان الديني و التوجه الصوفي عن وجهيهما الحقيقي وتحميلهما فوق طاقتهما وإيصالهما للهاوية التي يراها منفاهما؟
أليس هذا إخفاء جزئي لوجههما؟أليس هذا تقليص لمعطياتهما؟ وكأنه يقول ثمة مجتمع قادر أن يفور من قاع السودان بعد التخلص من هاتين القسوتين، أليس هذا طرحه الشخصي الذي يتحمل الصواب والخطأ؟
من يؤكد لي أنه الصواب؟
خطورة الطرح الأدبي هو عرضه على القارئ كحقيقة مطلقة ومفروغ منها، وهذا ما سيؤيد و يعارض له المجتمع السوداني ولاشك، ليس الكل يرى ثورة المهدي بهذه الصورة التي جعلها الروائي حمور زيادة حقيقة مطلقة، ليس كل الإيمان تحيله التجربة الضنكة إلى رماد، البعض يعصف به إيمانه الخاطئ إلى المنون، وليس كل الإيمان هباء، رغم إن الفكرة تدور حول المهدي الذي إدعى أنّه الإمام المنتظر إلا أن حمور لم يجعل هذا الإدعاء محور الرواية، بل جاوز ماضيها القطعي كما يراه لإسقاط حقائقهاعلى صراعات لا تزال تدور ربما في المجتمع السوداني إن لم يقصد بها صراعات متفرقة في المناطق العربية، سقطة الماضي تعلمنا الحذر، و لكن الإدعاء لا يجوز مساواته بالحقائق ولا نسب آرائهما لبعض، فهمنا للصراع الديني في المجتمع السوداني قبل الرواية جاء معدوم و بعدها مشوش مما يجعل تدهور رأينا في العمل وارد، هو إستقراء حمور زيادة التاريخي لغد السودان إذا ما تناهبته قوى إدعاء جديدة
كما حدث في ثورة المهدي، و ماقبل الثورة وبعدها لم يكن بوضع أفضل يتمناه المرء لمجتمعه، حزّ في نفسي صعوبة الإندماج مع الرواية لعدة مرات، لتلك الصعوبة تركت محلّ النجمة الخامسة شاغرًا.
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
شوق الدرويش.
Sign In »
Reading Progress
Comments Showing 1-10 of 10 (10 new)
date
newest »

message 1:
by
Zahra
(new)
-
rated it 4 stars
Apr 18, 2015 08:25AM

reply
|
flag

لقيت آراء مشابهة كثيرة لرأينا بها
الكثير من الأصحاب هنا استعصت عليهم في البداية ربما بسبب القفز الزمني و التركيب اللغوي الغير متوقع و الصعب
لا يجدر بلغته البسيطة هذا الترتيب المعقد
أهلًا بكِ

سلمتِ والله :)"
رأيك وتواجدك شيء يسعدني و أعتزّ به
الله يسلمك ياصديق
لا فض فوك فاطمة
مراجعة كتلك تتستحق أن توضع دون مجاملة كمقدمة للطبعات التالية للرواية
أحسنتِ فعلاً كالعادة :)
مراجعة كتلك تتستحق أن توضع دون مجاملة كمقدمة للطبعات التالية للرواية
أحسنتِ فعلاً كالعادة :)

مراجعة كتلك تتستحق أن توضع دون مجاملة كمقدمة للطبعات التالية للرواية
أحسنتِ فعلاً كالعادة :)"
اووووه هذا كثير يا حسام
شاكرة مرورك و شاكرة لحيرتك التي بتجاوزها شجعتني على المضي بقراءة الرواية
تحياتي يا صديق

شكرًا جزيلاً لك حاتم :)
وهي تستحق القراءة الثانية بالفعل