أغيد's Reviews > أوهام النخبة أو نقد المثقف
أوهام النخبة أو نقد المثقف
by
by

يبدو لي أن هذا الكتاب إنما كان محرك أفكاره ومفاهيهم ومواقف كاتبه الوجودية.. كان معايشة الكاتب لوقائع الحرب الأهلية اللبنانية في التسعينات، التي يبدو أنها فترة لحقت فورة المشاريع العربية القومية اليسارية التي انخرط فيها المثقف لتأتي فترة التسعينات وتضع الكاتب أمام دهشة وتفكر بكل الأساسيات التي يتبناها الخطاب والفكر العربي.. وهذا ـ حسب وجهة نظري ـ تفاعلٌ طبيعي بين المفكر والحرب؛ أن تعيد التفكير بكل شيء حتى الثوابت والمسلمات والمناهج.
لذا يواجه الكاتب بقوة أول مقولة وهي "المثقف" بمقولة "نهاية المثقف" لينتقل بعدها إلى سائر المصطلحات الأخرى المتداولة كالوحدة والتقدمية والديمقراطية والحرية والإسلام والاشتراكية، التي يتناولها المثقفون بشكل "تطابقي" يسعون لإنزال هذه المقولات إنزالاً على المجتمع والدول وفق طوباويات أو "أفلاطونيات" يعتبرها الكاتب أوهاماً، بل يعتبر بتفكره ومراجعته أن الخلل لايكمن بالتطبيق كما يردد دائماً دعاة هذه المقولات والمناهج، بل هي في تلك المقولات والمناهج عينها الموجودة في عقول المنادين بها، وفي الفكر الذي يريد إسقاطها فتنعكس، كما يقول الكاتب، مزيداً من الاستبداد أو الفرقة أو الظلم أو التعصب أو سلب الحريات.
الكاتب يرى المشكلة أيضاًَ في العقلية الأصولية التي تتعامل مع هذه المقولات بشكل تقديسي، ويشرح منطقه "التحويلي" و "الوجودي" الذي يفرض فهماً آخر لهذه المقولات، فهماً غنياً ويستمد غناه من تفاعله مع الواقع ومع طبائع كل زمان وكل مكان وكل مجتمع، أي فهماً يعتمد على إعادة التفكير بكل تلك الأسس بعيون تقرأ الحدث الذي أمامها بالدرجة الأولى.
يتناول أيضاً الكاتب صورة المثقف فيهاجمها معتبراً أن المثقف قد ولّا زمانه الذي يوجه في المجتمع أو يحدد الطريق الذي ستسير عليه الشعوب، أي يهاجم ذلك الموقف المتعالي ـ حسب نظره ـ للمثقف ويدعوه ليسارع إلى التفاعل مع الواقع ولكي يراجع أفكاره ومواقفه وفق عقلية فكرية تتناول المناطق التي يراها المثقف سليمة وأصيلة. كما يهاجم الطابع "العمومي" للمثقف الذي ينصب نفسه ذو عقلية واعية لكل المجريات والحوادث ويدعوه للتخصص في مجال ما من مجالاته الفكرية أو العلمية لينتج فيها ويغني الرصيد العالمي بما ينتجه ويخلقه من مفهوم أو طفرة في هذا المجال. يتناول الكاتب أيضاً موقف بعض المثقفين الذين ينصبون أنفسهم عارفين بالحقيقة الكاملة وقواد الميادين النضالية ليؤكد أن ليس هناك من حقيقة كاملة يمكن القبض عليها وإنما هناك حقائق جزئية لاتخرج حتى يتم قراءتها وتناولها وفهمها لتولد منها حقيقئة جزئية أخرى وهكذا تستمر الحقائق بالتوالد والغنا، أما المكانة القيادية فيؤكد الكاتب أن هذا ماجرى عند بعض المثقفين المنتجين بميدان الفكر في فرنسا خلال الثورات التي اندلعت هناك وكان هذا بعدد قليل من المثقفين، أما في العالم العربي فإن المثقفين يتهومون قيادتهم للنضال ليكتشفو لاحقاً انعزالهم في أفكارهم أو تماهيهم مع السلطة وليحطموا بأنفسهم تلك الشعارات التي أعلنوا النضال لتحقيقها.
ويؤكد الكاتب وفق هذا، أن مشكلة المثقف الأساسية ليست مع السلطة أو معاندة الواقع له، وإنما هي مع أفكاره بالدرجة الأولى، أي "في طرائقه العقيمة أو الفاشلة في التعامل مع الحقيقة التي يدعي النطق بها أو مع الحرية التي ينادي بها أو مع الشرعية التي يسعى إلى احتكارها".
يتناول الكاتب أيضاً عدداً من المفاهيم كالنقد والمثقف والمفكر (والفرق بينهما) وميدان عمل المفكر والمثقف ومهمة المفكر، والهوية وفق نفس الأسلوب الفكري التحويلي الذي يمكن الاطلاع عليه خلال قراءة الكتاب.
في سطرين يلخص الكاتب قراءته لواقع المثقفين العرب على جبهتي النضال السياسي من أجل التغيير والانتاج المعرفي في حقول التفكير : “فش� في تحويل الواقع، هو عجز عن إنتاج علاقة جديدة بهذا الواقع، بقدر ماهو عجز عن إنتاج أفكار أو مفاهيم خصبة وخارقة حوله، وذلك هو المأزق".
لاحظت في بعض المواقع تكراراً للأفكار أو عودة لشرح ماتم شرحه، كما ﻻحظ� في مواضع أخرى حدة في لهجة الكاتب ونقداً لاذعاً لمثقفين عرب معاصرين ( وهو ماجلب له نقداً ﻻذعا� بالطبع). وهذه ربما من سلبيات الكتاب (التي ﻻيراه� الكاتب سلبية في ملحق بالكتاب عبارة عن حوار أعّد معه).
أيضاً هذا الكتاب ﻻيحو� على إحالات كثيرة أو مراجع، وهذا ماأحبه في التأليف بعكس ماهو متداول من أن سمة الكتاب الجيد هو الإحالة والمراجع، فبنظري أن الأفكار القيّمة والغنية ﻻتحتا� إلى مرجعيات.
يمكن للقارئ أن يركز على تكرار الكاتب لأفكاره في أكثر من مكان فيجده سيء أو يجده ردة فعل وهجوماً على المثقفين، ويمكن له أن يتناول الكتاب ـ كما يريد صاحبه ـ بمنطق تحويلي استنطاقي، أي اقامة علاقة مع الكلمات لم يعتمدها الكاتب، واستنطاق أفكار ومفاهيم وعقلية فكرية تستطيع أن تمد الواقع بالغنا.
لذا يواجه الكاتب بقوة أول مقولة وهي "المثقف" بمقولة "نهاية المثقف" لينتقل بعدها إلى سائر المصطلحات الأخرى المتداولة كالوحدة والتقدمية والديمقراطية والحرية والإسلام والاشتراكية، التي يتناولها المثقفون بشكل "تطابقي" يسعون لإنزال هذه المقولات إنزالاً على المجتمع والدول وفق طوباويات أو "أفلاطونيات" يعتبرها الكاتب أوهاماً، بل يعتبر بتفكره ومراجعته أن الخلل لايكمن بالتطبيق كما يردد دائماً دعاة هذه المقولات والمناهج، بل هي في تلك المقولات والمناهج عينها الموجودة في عقول المنادين بها، وفي الفكر الذي يريد إسقاطها فتنعكس، كما يقول الكاتب، مزيداً من الاستبداد أو الفرقة أو الظلم أو التعصب أو سلب الحريات.
الكاتب يرى المشكلة أيضاًَ في العقلية الأصولية التي تتعامل مع هذه المقولات بشكل تقديسي، ويشرح منطقه "التحويلي" و "الوجودي" الذي يفرض فهماً آخر لهذه المقولات، فهماً غنياً ويستمد غناه من تفاعله مع الواقع ومع طبائع كل زمان وكل مكان وكل مجتمع، أي فهماً يعتمد على إعادة التفكير بكل تلك الأسس بعيون تقرأ الحدث الذي أمامها بالدرجة الأولى.
يتناول أيضاً الكاتب صورة المثقف فيهاجمها معتبراً أن المثقف قد ولّا زمانه الذي يوجه في المجتمع أو يحدد الطريق الذي ستسير عليه الشعوب، أي يهاجم ذلك الموقف المتعالي ـ حسب نظره ـ للمثقف ويدعوه ليسارع إلى التفاعل مع الواقع ولكي يراجع أفكاره ومواقفه وفق عقلية فكرية تتناول المناطق التي يراها المثقف سليمة وأصيلة. كما يهاجم الطابع "العمومي" للمثقف الذي ينصب نفسه ذو عقلية واعية لكل المجريات والحوادث ويدعوه للتخصص في مجال ما من مجالاته الفكرية أو العلمية لينتج فيها ويغني الرصيد العالمي بما ينتجه ويخلقه من مفهوم أو طفرة في هذا المجال. يتناول الكاتب أيضاً موقف بعض المثقفين الذين ينصبون أنفسهم عارفين بالحقيقة الكاملة وقواد الميادين النضالية ليؤكد أن ليس هناك من حقيقة كاملة يمكن القبض عليها وإنما هناك حقائق جزئية لاتخرج حتى يتم قراءتها وتناولها وفهمها لتولد منها حقيقئة جزئية أخرى وهكذا تستمر الحقائق بالتوالد والغنا، أما المكانة القيادية فيؤكد الكاتب أن هذا ماجرى عند بعض المثقفين المنتجين بميدان الفكر في فرنسا خلال الثورات التي اندلعت هناك وكان هذا بعدد قليل من المثقفين، أما في العالم العربي فإن المثقفين يتهومون قيادتهم للنضال ليكتشفو لاحقاً انعزالهم في أفكارهم أو تماهيهم مع السلطة وليحطموا بأنفسهم تلك الشعارات التي أعلنوا النضال لتحقيقها.
ويؤكد الكاتب وفق هذا، أن مشكلة المثقف الأساسية ليست مع السلطة أو معاندة الواقع له، وإنما هي مع أفكاره بالدرجة الأولى، أي "في طرائقه العقيمة أو الفاشلة في التعامل مع الحقيقة التي يدعي النطق بها أو مع الحرية التي ينادي بها أو مع الشرعية التي يسعى إلى احتكارها".
يتناول الكاتب أيضاً عدداً من المفاهيم كالنقد والمثقف والمفكر (والفرق بينهما) وميدان عمل المفكر والمثقف ومهمة المفكر، والهوية وفق نفس الأسلوب الفكري التحويلي الذي يمكن الاطلاع عليه خلال قراءة الكتاب.
في سطرين يلخص الكاتب قراءته لواقع المثقفين العرب على جبهتي النضال السياسي من أجل التغيير والانتاج المعرفي في حقول التفكير : “فش� في تحويل الواقع، هو عجز عن إنتاج علاقة جديدة بهذا الواقع، بقدر ماهو عجز عن إنتاج أفكار أو مفاهيم خصبة وخارقة حوله، وذلك هو المأزق".
لاحظت في بعض المواقع تكراراً للأفكار أو عودة لشرح ماتم شرحه، كما ﻻحظ� في مواضع أخرى حدة في لهجة الكاتب ونقداً لاذعاً لمثقفين عرب معاصرين ( وهو ماجلب له نقداً ﻻذعا� بالطبع). وهذه ربما من سلبيات الكتاب (التي ﻻيراه� الكاتب سلبية في ملحق بالكتاب عبارة عن حوار أعّد معه).
أيضاً هذا الكتاب ﻻيحو� على إحالات كثيرة أو مراجع، وهذا ماأحبه في التأليف بعكس ماهو متداول من أن سمة الكتاب الجيد هو الإحالة والمراجع، فبنظري أن الأفكار القيّمة والغنية ﻻتحتا� إلى مرجعيات.
يمكن للقارئ أن يركز على تكرار الكاتب لأفكاره في أكثر من مكان فيجده سيء أو يجده ردة فعل وهجوماً على المثقفين، ويمكن له أن يتناول الكتاب ـ كما يريد صاحبه ـ بمنطق تحويلي استنطاقي، أي اقامة علاقة مع الكلمات لم يعتمدها الكاتب، واستنطاق أفكار ومفاهيم وعقلية فكرية تستطيع أن تمد الواقع بالغنا.
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
أوهام النخبة أو نقد المثقف.
Sign In »
Reading Progress
January 17, 2015
–
Started Reading
January 17, 2015
– Shelved
February 6, 2015
–
Finished Reading