ŷ������

إن أردت التعرف على أبشع أنواع اللاإنسانية، إن أردت أن تشاهد نماذج لبشر يتخلون عن بشرتيهم لينزلوا إلى مرتبة إن قلت عنها حيوانية أهنت الحيوان، فعليك بهذا الكتاب.
ثمانية وخمسون سجينا، أقسموا على حماية الوطن، فشُكرت لهم وطنيتهم بالحكم عليهم بالموت البطيء في حجيم تزمامرت، حكم جائر، ظلم صارخ، لكن الأقوى في هذا الكتاب هوأن حبهم لله كان أكبر من كل ذلك.
عمل يحمل في طياته أعاصير هائجة من الأحاسيس: خيبة، أمل، يأس، ثم أمل مرة أخرى، فإيمان، فخيبة أخرى، فعجز، فألم، ثم أمل أبهى، فخيبة أكبر ..
يأس من الإنسان، خيبة ظن بالوطن، وخجل للانتماء لجنس البشر، لكن الأهم، يقين بديع بالله.
فرغم اختلاط الأمل بالألم، تبقى كلمة واحدة تصدح بأعلى صوت في كل صفحة .. كلمة الله.
هو كتاب لم يكتب يقينا لهذا، إلا أنه قربني من الله في وقت كنت في أمس الحاجة لذلك. فبعد أن كتب الله علي أمراكنت أكرهه، ألهمني يقين أبطال تزمامرت بالله طيلة ما يقرب عقدين من الزمن، فخجلت منهم .. خجلت من من ضاعت منه سنوات شبابه في جحيم شياطينه من الإنس، وهو صابر محتسب يحفظ كتاب الله وأحاديت نبيه متيقن أن كل ما كتب عليه إنما هو خير له. فجددت يقيني بربي الكريم، وارتحت إذ أوكلت إليه كل أموري.
فالحمد لله حمدا كثيرا على كل شيء.