ŷ������

هل تعلم أن تركستان مسلمة؟ هل تعلم أن لك إخوانا ذاقوا الأمرين من أجل أن يبقوا على الإسلام ؟
ضحكت على جهلي حتى بكيت .. ما عدت أنظر للجانب الأدبي لروايات نجيب الكلاني أبدا .. ما يهمني حاليا هو القصة .. الحكاية .. و تلك المعلومة المخفية في التاريخ .. هل تعلم أن تركستان مقسمة بين شرقية مسلمة و غربية غير مسلمة؟ .. هل تعلم أن أهلها بين سندان الشيوعية الصينية و الشيوعية الروسية ؟

تعرض هذه القصة أحداث الثورة الإسلامية في تركستان المسلمة منذ أن دخلها الصينيون عام 1930 م إلى أن تقاسمها الشيوعيون الصينيون مع الشيوعيين الروس و كيف قضوا على
الثورة الإسلامية فيها عام 1950 م ، و تصور بصدق و براعة الحقد الشيوعي الأسود على الإسلام ووحشيته الهائلة في القضاء على شعب مسلم ، و خنق الروح الإسلامية فيه ، كما تصور أعظم معاني الفداء و البطولة لدى المجاهدين .

يروي المؤلف القصة على لسان مجاهد تركستاني شارك في معارك الثورة كلها وشهد عن قرب أبطالها و أحداثها ، ثم هاجر إلى مكة و استوطن فيها بعد انتهاء الثورة ، و يصف بعض الحوادث بتفصيل دقيق ، فهو يجمع بين الحقيقة التاريخية و السيرة الذاتية للراوي في عرض قصصي حي ، يحس القارئ من خلاله حرارة الأحداث و قربها منه ، ويشعر بآلام الشعب التركستاني المسلم وهو يسحق بهمجية فظيعة ، و لاسيما في المواقف التي يسلط المؤلف فيها الأضواء على مشاهد التنكيل بالمتدينين و الشيوخ مشاهدة الاعتداء على المساجد و تحويلها إلى قاعات للمسارح و الرقص و الخمور و صور العائلة المسلمة يمزقها الكفر و تنتهك محارمها ، كما يحس حرارة الجهاد ، و يروي تسابق المجاهدين إلى الشهادة و استبسالهم في القتال المكشوف و براعتهم في حرب الاغتيالات ، و يصور المرأة المسلمة وهي تتمسك بعقيدتها على الرغم من كل الظروف الصعبة حولها إذ تأوي إلى الجبال مع المجاهدين زاهدة في العيش الناعم الرغيد .