ŷ������

ويحك يا عم قنديل ؟
ما الذي فعلته بُنا ؟
يالا زلزلة الأركان، وهمدة الكيان، وارتعاد الاوصال، ورعشة البهجة التي ترافقك مع طول القراءة، وخذ معها كُل ما يُمكن أن يشعر به الفرد عند قراءة هذا الكتاب الممتع للعقل، المُريح للنفس، المُفتح للعقول،

أقول كُل هذا، لان ذلك الكتاب هو من أفضل الكُتب التي قراتها هذا العام، بل إن استطعت ان اغلو وأقول أفضل ما قرات مذ اليوم الأول الذي بدأت القراءة فيه ، وهنا الغلو _ من نظري_ مقبول ويُمكن قياسه .

فالأستاذ قنديل يحدثنا في الفصل الأول عن الشخصية العظيمة أبو الفرج الأصفهاني، ويتساءل لو كان هو موجود في الوقت الحاضر ما الذي كان سيفعله؟ هل كان سيؤلف الكتاب الذي بلغ 24 جزءاً كاملاً ؟ هل سيظل طِيلة خمسين عاماً يُسافر، يتسمع الأخبار، ويتسقطها من هنا وهنالك حتي يظفر بنسب شاعر من الشعراء، أو بيت قاله أحدهم ولم يسمعه من قبل ؟ هل كان سيتكبد كل هذا العناء وتلك المشقة ؟

ثم بعد ذلك، لكي يجعل الأستاذ قنديل الكتاب يواكب العصر نسبياً _ علي الرغم من أن المعلومات التي لديّ أن الكتاب مكتوب في أواخر التسعينات _ جعل أبو الفرج وكأنه لديه من العمر المديد، والوفير الذي يجعله يعيش مع كل شخصياته كُتبه التي أختارها لنا الأستاذ قنديل، يسمع منهم دون عنعنة يعاصرهم، وأظن أنه فعل هذا ليُكسب الكتاب بريقاً جديداً ، يواكب العصر ويختلف عن الماض الذي كتبه الأصفهاني نفسه .

الشخصيات مُنتقاه بعناية فائقة وحِنكة ما بعدها حِنكة ، حيث تُحببك في الشخصية، تجعلك قريب منها، تُستأنس بها وتؤنسك في يومك وأثناء قرائتك .

ولابد من أن نتفق ان كُل أو معظم الشخصيات، فجيعتها واحدة، او محرك آلة الشعر عندها هو واحد ألا وهو "" الحب ""


لذا لن أتحدث عن شخصية بعينها لأن في هذا غير إنصاف للكتاب وأظن ظناً كبيراً أن الشخصيات ربما ستحزن، سيصيبها الضيق إن لم أتحدث عنها وأترككم مع بعض أبيات من الشعر مُنتقاه من قِبل الشخصيات الحية من الأغاني :

يقول الحطيئة :
من يفعل الخير لا يعدم جَوَازِيَه .... لا يذهبُ العُرفُ بين الله والناس

ويقول عمر بن أبي ربيعة الذي أحببته حباً جماً :
فلثمتُ فاها آخذاً بقُرونِها ...... شُرب النّزِيف ببرد ماء الحشرج

ويقول قيس بن الملوح :
تكاد يدي تَندي إذا ما لمستها ........ وينبتُ في أطرافها الورقُ النَّضر


الكتاب انجزته في يوم الأحد 12 / 7 / 2015 م