Araz Goran's Reviews > مصير صرصار
مصير صرصار
by
by

يقول توفيق الحكيم مقدمة مسرحيته :
" لا أريد أن اُدخل هذه المسرحية في نطاق المأساة أو الملهاة، إنها مجرد مسرحية وكفى "
إذن هي مسرحية لا يشترط فيها وجود المأساة، هي مسرحية مكتوبة ليحكم عليها القارئ نفسه قبل أن يضع الكتاب عليها حاحزاً يمنع بها عقل القاريء من الدخول إلى مغزى المسرحية تماماً ،، مكتوبة بدون قيود مسبقة.. دائماً ما يكون مفهومنا عن المأساة أو التراجيديا مفهوما نمطياً لا يكاد يخرج عن نطاق موت البطل أو البطلة أو حدوث الكارثة أو ما شابه ذلك في نهاية المسرحية يحدث ذلك طبعاً.. هنا يتدخل العبث وبقوة ليفرض سطوته ليشهد بولادة المأساة من قلب الحياة نفسها، إنها تراجيديا من الداخل تتعلق بالحياة نفسها بالإنسان نفسه مهما كان موضعه في خارطة الحياة.. يمكن من التراجيديا أن توجد في اللاشئ في الفراغ ،في العدم ،في الوجود.. تبرز هنا أقوى نقطة في تلك التراجيديا وهي أن الإنسان واقع في المأساة وهو لا يشعر بذاته بمأساته إلا في تلك اللحضة التي تُسمى لا عودة أو السقوط إلى الأعلى كما يسمى حيث لا جدوى من فعل شئ تجاه تلك المأساة..
أظن أن قمة العبثية والمأساة هي نهاية المسرحية ذاتها حينما صرخ ذاك التعيس : " أزيليني من الوجود "
حسناً، هذه هي المسرحية الخامسة التي أقرأها لـ هذا الكاتب الكبير ،، حيث تتجلى عبقريته الشديدة في البساطة، في اللغة وطرح الأفكار وصنع تجربة جديدة للقارئ.. توفيق الحكيم ممتع جداً بكل أمانة، يكتب لـ تسلية القاري أولاً ثم يمرر الفكرة عن طريق الحوار البسيط الشفاف .. من الصعب جداً أن تجد حواراً بهذه السلاسة والعبقرية بذات الوقت.. فكرة فلسفية وساخرة وعبقرية وبسيطة بنفس الوقت!! لن تجد ذلك إلا عند " الحكيم " ..
" لا أريد أن اُدخل هذه المسرحية في نطاق المأساة أو الملهاة، إنها مجرد مسرحية وكفى "
إذن هي مسرحية لا يشترط فيها وجود المأساة، هي مسرحية مكتوبة ليحكم عليها القارئ نفسه قبل أن يضع الكتاب عليها حاحزاً يمنع بها عقل القاريء من الدخول إلى مغزى المسرحية تماماً ،، مكتوبة بدون قيود مسبقة.. دائماً ما يكون مفهومنا عن المأساة أو التراجيديا مفهوما نمطياً لا يكاد يخرج عن نطاق موت البطل أو البطلة أو حدوث الكارثة أو ما شابه ذلك في نهاية المسرحية يحدث ذلك طبعاً.. هنا يتدخل العبث وبقوة ليفرض سطوته ليشهد بولادة المأساة من قلب الحياة نفسها، إنها تراجيديا من الداخل تتعلق بالحياة نفسها بالإنسان نفسه مهما كان موضعه في خارطة الحياة.. يمكن من التراجيديا أن توجد في اللاشئ في الفراغ ،في العدم ،في الوجود.. تبرز هنا أقوى نقطة في تلك التراجيديا وهي أن الإنسان واقع في المأساة وهو لا يشعر بذاته بمأساته إلا في تلك اللحضة التي تُسمى لا عودة أو السقوط إلى الأعلى كما يسمى حيث لا جدوى من فعل شئ تجاه تلك المأساة..
أظن أن قمة العبثية والمأساة هي نهاية المسرحية ذاتها حينما صرخ ذاك التعيس : " أزيليني من الوجود "
حسناً، هذه هي المسرحية الخامسة التي أقرأها لـ هذا الكاتب الكبير ،، حيث تتجلى عبقريته الشديدة في البساطة، في اللغة وطرح الأفكار وصنع تجربة جديدة للقارئ.. توفيق الحكيم ممتع جداً بكل أمانة، يكتب لـ تسلية القاري أولاً ثم يمرر الفكرة عن طريق الحوار البسيط الشفاف .. من الصعب جداً أن تجد حواراً بهذه السلاسة والعبقرية بذات الوقت.. فكرة فلسفية وساخرة وعبقرية وبسيطة بنفس الوقت!! لن تجد ذلك إلا عند " الحكيم " ..
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
مصير صرصار.
Sign In »
Reading Progress
September 13, 2015
– Shelved
September 13, 2015
– Shelved as:
أدب
September 13, 2015
– Shelved as:
أدب-المسرح
September 13, 2015
– Shelved as:
فلسفة
September 13, 2015
– Shelved as:
توفيق-الحكيم
September 13, 2015
–
0.52%
"حسناً دعوني أعترف بأنني لا أكره شيئاً في هذا العالم أكثر من كرهي للصرصور !! ....... على كل حال لأجل توفيق الحكيم ولأجل من رشح لي هذه المسرحية سأبدأ بقرائتها :) فلنبدأ"
page
1
Started Reading
September 14, 2015
–
Finished Reading
Comments Showing 1-10 of 10 (10 new)
date
newest »

message 1:
by
Zahraa
(new)
Sep 14, 2015 12:54PM

reply
|
flag


ومعك حق الأمر كله فلسفة .. واختيار الصرصار يا زهرة ليس جديداً علي الأدب والفلسفة .. ستجدين الأمر مع رواية التحول لكافكا .. وستجدينه مع الإنسان الصرصار ( أو رسائل من أعماق الأرض ) لديستويفيسكي ..


والشكر لك لقراءتك لهذه المسرحية بهذا التمعن ،،
وفعلا الحكيم تناول الموضوع الفلسفي برمزية جميلة للغاية ..
هل لاحظت الحوار بين الوزير والعالم والكاهن والملك ؟
لقد اختصر مجتمعاتنا ومناقشاتنا في حوار بسيط للغاية .. دون أي تعقيد ..
حقا الكاتب البارع هو من يستطيع تصوير أعقد الأفكار بأبسط الكلمات

جميل جداً عندما قالت الملكة للوزير : لولا وجود الملك لكنت الآن عاطلاً عن العمل..
لاحضي كيف ربط الوزير بالملك وربط العالم بالوزير والملكة بالملك وعلاقة الملك بالشعب من خلال الكاعم،، هذه كلها تدل على عبثية مجتمعنا وإن وجود هؤلاء في السلطة مجرد ربط مصالح لا أكثر، أما حين وجود مشكلة تخص الشعب فكل ينأى بنفسه ويستجدي الهروب..
كاتب بارع بالفعل ناهد.. تبقى مسؤولية القاري أن يقرأ بتمعن وليس هكذا بسطحية لأن هكذا عمل لم يُكتب للترفيه فقط..

وحقا للقارئ مسئولية خاصة مختلفة عن مسئولية الكاتب
يقول ميخائيل نعيمة
يقرأ القارئ من الكتاب علي قدر ما يقرأ الكتاب منه
(:

الأول : أن يكون الكتاب جزءاً من القارئ وليس مجرد علاقة سطحية..
الثاني : بناء حوار مع الكاتب بطريقة تجعل القارئ أن جالس مع الكاتب قبل أن يكون جالساً مع نفسه..