محمد قرط الجزمي's Reviews > سأخون وطني
سأخون وطني
by
by

من المؤسف أن الكتاب (بكاتبه الجميل وفحواه الرائع، وبطبعته السابعة) ويتم نشره بهذا الكم من الأخطاء المطبعية (خاصة في الهمزات).. رغم أن أول إصدار له كان عام 1987م.. لكن يظهر أن الوضع في الوطن العربي أكثر بؤساً مما تحدث عنه الكتاب، ليس فقط سياسيًّا، إنما ثقافيًّا كذلك.
دعونا من هذا ولندخل في دهاليز الكتاب:
الحوارات في الكتاب تذكرني بحوارات ياسر العظمة في مسلسله مرايا، بإسهاباته واستفاضاته في الوصف وخروجه عن السؤال بأجوبة عميقة، تجيب ولا تجيب على الأسئلة في ذات الوقت.
خلاصة الكتاب: الحرية في الوطن العربي، إذ يسخر الكاتب من حال العرب كيف أنه تدهور كثيراً، والسبب غياب الحرية، ويتحدث عن الأحزاب والجماعات والطوائف والملل الكثيرة لدينا، ثم تأتي إسرائيل (الواحدة) ونعجز عن صدها.. صرصورٌ في مقالة من مقالات الكتاب خرج من بالوعته كي يقول لأحد المواطنين العرب: لم تهزمكم إسرائيل لأن وراءها أمم، بل هزمتكم لأنكم لستم أمامها.
الماغوط يتميز في كتاباته أنه مجنون، بل لقد وصل حدُّ الجنون عنده إلى أبعد ما يمكن تصوره..
هو مجنون إذ يُسأل عمَّا سيقدمه لأمه هدية في عيد الأم، فيكون جوابه أنه يتمنى في صباح عيد الأم أن يوقظ أمه، ينظف لها وجهها، يُلبسها، يهيئها، يحملها على ظهره ليأخذها إلى المخابرات، وهناك يرفعون قدميها ويضربونها حتى تتشقق أخمص قدميها، لماذا؟ لأنها ولدته في هذا العالم.
هو مجنون حينما يقول أن لا شيء يحبه في هذه الدنيا، لا الفقراء، ولا الأغنياء، ولا السُّلطة، ولا الشعب، ولا اليمين، ولا اليسار، ولا الله.. الله لا يحبه، وإلاَّ فلماذا خلقه كاتباً في هذه المرحلة؟!
هو مجنون إذ يترجم كلمة (الحريَّة) باللغة الإنجليزية إلى (حذاء).
مجنون عندما يتحدث عن شخير المسؤولين أنه شخير هادف.
مجنون إذ يتحدث عن كراسي المسؤولين أنها تدور في جميع الاتجاهات تماشياً مع سياساتنا العربية التي لا تستقر، وهذا هو السبب الذي يجعل المسؤول يجلس عليه، يدور رأسه فلا يرى أحداً ولا يشعر بأحد من حوله إلاَّ نفسه.
مجنون إذ أراد ذات ليلة أن يراقص قضيته، لكنها نبذته، هي مشغولة جدًّا ولا تملك الوقت كي تحك شعاراتها.
مجنون إذ تحدَّث عن مواطن فقد معظم أعضاء جسمه، لكنه لم يكن يأبه لشيء كما كان يأبه لأنفه، فلما سئل عن السبب، قال: أريد أن أتنفس.. قيل له: في هذه المنطقة، لا شيء يذهب ويعود سوى الأمريكان.
مجنون إذ تريد حبيبته أن تختلي به، لكنه يعتذر أن الأمر متعذر، فهناك الأمن السياسي والأمن النسائي والأمن اللغوي والأمن التاريخي، والفني والتشكيلي والفتوغرافي؛ كلها تراقبهما.. تضجر منه حبيبته وتتساءل: أين نخبئ أنفسنا إذن؟ فيقول لها: في الأراضي العربية المحتلة.
مجنون إذ يتحدث عن رجل عربي أنَّ اسمه الحركي نمر بن صقر بن نسر بن عقاب، واسمه الحقيقي قطة.
مجنون إذ يتحدث أن الشعوب العالمية كلها تملك بصمات نعرفهم من خلالها، وأن بصمة المواطن العربي هو الخوف من حاكميه.. الحرية والأمل والشجاعة والمروءة والكبرياء والشوق والانتظار كلها أوهام، الحقيقة الوحيدة المتبقية على الأرض العربية هي الخوف.. دخل ذات يوم في طفولته تجويف قبر، فشعر وهو بين الجماجم المتناثرة والأسنان المكشرة بالأمان والطمأنينة والثقة بالمستقبل أكثر مما يشعر بها الآن.
مجنون هو الماغوط في مقالاته، لكنه جنون له وجهته، لم يأتِ من فراغ، وله رسالته السياسية القوية التي بها يخون كاتبنا وطنه.
دعونا من هذا ولندخل في دهاليز الكتاب:
الحوارات في الكتاب تذكرني بحوارات ياسر العظمة في مسلسله مرايا، بإسهاباته واستفاضاته في الوصف وخروجه عن السؤال بأجوبة عميقة، تجيب ولا تجيب على الأسئلة في ذات الوقت.
خلاصة الكتاب: الحرية في الوطن العربي، إذ يسخر الكاتب من حال العرب كيف أنه تدهور كثيراً، والسبب غياب الحرية، ويتحدث عن الأحزاب والجماعات والطوائف والملل الكثيرة لدينا، ثم تأتي إسرائيل (الواحدة) ونعجز عن صدها.. صرصورٌ في مقالة من مقالات الكتاب خرج من بالوعته كي يقول لأحد المواطنين العرب: لم تهزمكم إسرائيل لأن وراءها أمم، بل هزمتكم لأنكم لستم أمامها.
الماغوط يتميز في كتاباته أنه مجنون، بل لقد وصل حدُّ الجنون عنده إلى أبعد ما يمكن تصوره..
هو مجنون إذ يُسأل عمَّا سيقدمه لأمه هدية في عيد الأم، فيكون جوابه أنه يتمنى في صباح عيد الأم أن يوقظ أمه، ينظف لها وجهها، يُلبسها، يهيئها، يحملها على ظهره ليأخذها إلى المخابرات، وهناك يرفعون قدميها ويضربونها حتى تتشقق أخمص قدميها، لماذا؟ لأنها ولدته في هذا العالم.
هو مجنون حينما يقول أن لا شيء يحبه في هذه الدنيا، لا الفقراء، ولا الأغنياء، ولا السُّلطة، ولا الشعب، ولا اليمين، ولا اليسار، ولا الله.. الله لا يحبه، وإلاَّ فلماذا خلقه كاتباً في هذه المرحلة؟!
هو مجنون إذ يترجم كلمة (الحريَّة) باللغة الإنجليزية إلى (حذاء).
مجنون عندما يتحدث عن شخير المسؤولين أنه شخير هادف.
مجنون إذ يتحدث عن كراسي المسؤولين أنها تدور في جميع الاتجاهات تماشياً مع سياساتنا العربية التي لا تستقر، وهذا هو السبب الذي يجعل المسؤول يجلس عليه، يدور رأسه فلا يرى أحداً ولا يشعر بأحد من حوله إلاَّ نفسه.
مجنون إذ أراد ذات ليلة أن يراقص قضيته، لكنها نبذته، هي مشغولة جدًّا ولا تملك الوقت كي تحك شعاراتها.
مجنون إذ تحدَّث عن مواطن فقد معظم أعضاء جسمه، لكنه لم يكن يأبه لشيء كما كان يأبه لأنفه، فلما سئل عن السبب، قال: أريد أن أتنفس.. قيل له: في هذه المنطقة، لا شيء يذهب ويعود سوى الأمريكان.
مجنون إذ تريد حبيبته أن تختلي به، لكنه يعتذر أن الأمر متعذر، فهناك الأمن السياسي والأمن النسائي والأمن اللغوي والأمن التاريخي، والفني والتشكيلي والفتوغرافي؛ كلها تراقبهما.. تضجر منه حبيبته وتتساءل: أين نخبئ أنفسنا إذن؟ فيقول لها: في الأراضي العربية المحتلة.
مجنون إذ يتحدث عن رجل عربي أنَّ اسمه الحركي نمر بن صقر بن نسر بن عقاب، واسمه الحقيقي قطة.
مجنون إذ يتحدث أن الشعوب العالمية كلها تملك بصمات نعرفهم من خلالها، وأن بصمة المواطن العربي هو الخوف من حاكميه.. الحرية والأمل والشجاعة والمروءة والكبرياء والشوق والانتظار كلها أوهام، الحقيقة الوحيدة المتبقية على الأرض العربية هي الخوف.. دخل ذات يوم في طفولته تجويف قبر، فشعر وهو بين الجماجم المتناثرة والأسنان المكشرة بالأمان والطمأنينة والثقة بالمستقبل أكثر مما يشعر بها الآن.
مجنون هو الماغوط في مقالاته، لكنه جنون له وجهته، لم يأتِ من فراغ، وله رسالته السياسية القوية التي بها يخون كاتبنا وطنه.
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
سأخون وطني.
Sign In »
Reading Progress
November 7, 2015
– Shelved as:
قائمة-الانتظار
November 7, 2015
– Shelved
March 22, 2016
–
Started Reading
May 13, 2016
– Shelved as:
أستكملا-فيما-بعد
July 13, 2016
–
Finished Reading