ميقات الراجحي's Reviews > تخليص الإبريز في تلخيص باريز
تخليص الإبريز في تلخيص باريز
by
by

من أراد أن يعرف ماذا يعني (صدام حضاري / فكري) فعليه أن يقرأ كتاب تخليص الابريز في تلخيص باريز
رفاعة الطهطاوي (Rifa'a al-Tahtawy : 1801-1873).
لم أتناول الكتاب بصبغة دينية فلست أميل لصنف على صنف. لكن أن يُرسل شخص مع مجموعة طلبة ليذكرهم بالله ويأذن لهم في صولتهم ويكون رجلهم الديني أي مجرد رجل يؤدي دور الأب ثم يعود. لكن المفارقة العجيب وهذه أنسب مصطلح لوصف الحالة (المفارقة) أن يعود رفاعة الطهطاوي بعلم أغزر منهم وكأنه فقط أراد أن يمنح الفرصة أو أنه خلق لنفسه الفرصة.

منذ الوهلة الأولى للعنوان تعلم أن هذا الرجل لم ينسلخ مطلقًا من خلفيته العربية. هو يحاول أن يمنح كتابة حق العبور والدخول إلى العقلية العربية التي كانت مثل هذه العناوين تستهويها وتباركها لمن تحمله من هيمنة اللغة ومحاولات التذاكي على القارئ. السجع كان لمحة ذكية من صاحبنا منحه حق الدخول لكن محتوى النص لم تتم مباركته والسبب غضب قديم بين المؤسسة الدينية المتمثلة في المحافظة وبين التيار المنفتح � ثقافيًا � المتمثل في القادم من الغرب.
فرنسا بطريقة ما مرتبطة بتنوير الثقافة بهويتها الجديدة في مصر وتجربة الصدام الفكري نجدها عند مفكرين مصريين كانت فرنسا أو كما يحلو لهم تسميتها "الفرنجة� الشرارة الأولى لدمج الثاقفة الغربية مع الكلاسيكيات العربية وهذا واضح التأثير عند مفكر كبير مثل (طه حسين) وعند "ناقل معرفة" مثل (رفاعة الطهطاوي)، والمفكر (مصطفى عبد الرازق)، و(علي باشا مبارك)، و(مصطفى كامل)، و(قاسم أمين) صاحب كتاب تحرير المرأة .
طهطاوي الرجل الذي يعتبر من إفرازات الأزهر هو هو نفسه الذي عاد من فرنسا ليمدح علاقة الفرنسية بغير زوجها وهذا في رحلته التي صنفت أوربيًا كأحد أولى نتائج عصر النهضة العربية. ثمة مفارقات كبيرة في الكتاب ومازلت أصر على المصطلح لأن هذه المفارقات غريبة بعض الشيء عن ثقافة القرن التاسع عشر الميلادي في العالم العربي.
عندما شرع في كتابة رحلته التي خصصها للعلوم المعرفية والثقافية يخبرنا الأزهري أن هذا العالم مقسم لخمسة أقسام كما هو آت :
تكون "آسيا" أفضل الجميع � عنده بسبب مصدر الإسلام � بين كل الأقسام.
تليها "أفريقية" لعمارها بالإسلام والأولياء والصلحاء، خصوصاً بإشتمالها على مصر القاهرة.
تليها "بلاد "أوربا" لقوة الإسلام، ووجود الإمام الأعظم، إمام الحرمين الشريفين، سلطان الإسلام فيها" � يقصد العثمانية � في حينها .
ثم "بلاد الجزائر البحرية؛ لعمارها بالإسلام أيضاً مع عدم تبحرها فى العلوم كما هو الظاهر�.
ثم "أدنى الأقسام بلاد "أمريكة"؛ حيث لا وجود للإسلام بها أبداً�.
هذه وجهة نظر أزهري خالصة، وعندما تقرأ الكتاب تبدأ آثار الحضارة والانبهار واضحة المعالم في تفسيرة لظاهر الأشياء. وتجربته تذكرني بتجربة "فارس الشدياق" صاحب (الساق علي الساق) وكلاهما رغم ثقافته العربية وتمسكهما بها إلا أن رغبة التغيير تكاد تفتر من أحرفهما خلال الرحلة. لهذا كان إعجاب رفاعة لا يتوقف بل يذكر باريز � باريس بأن يقول في حقها "أعلم أن مدينة باريس هى اعظم مدن الإفرنج التى يرحل اليها الغرباء" ، ولاشك أن الطهطاوي توقف كثيرًا أمام السيدة الفرنسية وقارن بين إختلافات الثقافات العربية الإسلامية والغربية الفرنسية وهذا جلي في كتابه وترك لديه أثر لم يغفره له أصحاب الصوت الديني عندما عاد إلى مصر "�. كثيراً ما يقع السؤال من جميع الناس على حالة النساء عند الإفرنج كشفنا عن حالهن الغطاء، وملخص ذلك أيضاً : إن وقوع اللخبطة بالنسبة لعفة النساء لا يأتى من كشفهن أو سترهن، بل التربية الجيدة والحسيسة...." لكن مجمل الكتاب توضحه رغبته "�. استقر عزمي وأنا في باريس على خدمة بلادي عن طريق نقل علوم الإفرنج إلى مواطني مصر لتشع مداركهم وتسموا أفكارهم� الخ.
بهذا الكتاب وبعدة مؤلفات أخرى وبمشروع الترجمة الذي نهض به هذا الرجل جعل نفسه علامة فارقة في حركة التنوير في مصر والعالم العربي، وله شعر وجدته لا يعدو كونه مجرد نظم حسب ظني الذي يحتمل وجهي نظري.
رفاعة الطهطاوي (Rifa'a al-Tahtawy : 1801-1873).
لم أتناول الكتاب بصبغة دينية فلست أميل لصنف على صنف. لكن أن يُرسل شخص مع مجموعة طلبة ليذكرهم بالله ويأذن لهم في صولتهم ويكون رجلهم الديني أي مجرد رجل يؤدي دور الأب ثم يعود. لكن المفارقة العجيب وهذه أنسب مصطلح لوصف الحالة (المفارقة) أن يعود رفاعة الطهطاوي بعلم أغزر منهم وكأنه فقط أراد أن يمنح الفرصة أو أنه خلق لنفسه الفرصة.

منذ الوهلة الأولى للعنوان تعلم أن هذا الرجل لم ينسلخ مطلقًا من خلفيته العربية. هو يحاول أن يمنح كتابة حق العبور والدخول إلى العقلية العربية التي كانت مثل هذه العناوين تستهويها وتباركها لمن تحمله من هيمنة اللغة ومحاولات التذاكي على القارئ. السجع كان لمحة ذكية من صاحبنا منحه حق الدخول لكن محتوى النص لم تتم مباركته والسبب غضب قديم بين المؤسسة الدينية المتمثلة في المحافظة وبين التيار المنفتح � ثقافيًا � المتمثل في القادم من الغرب.
فرنسا بطريقة ما مرتبطة بتنوير الثقافة بهويتها الجديدة في مصر وتجربة الصدام الفكري نجدها عند مفكرين مصريين كانت فرنسا أو كما يحلو لهم تسميتها "الفرنجة� الشرارة الأولى لدمج الثاقفة الغربية مع الكلاسيكيات العربية وهذا واضح التأثير عند مفكر كبير مثل (طه حسين) وعند "ناقل معرفة" مثل (رفاعة الطهطاوي)، والمفكر (مصطفى عبد الرازق)، و(علي باشا مبارك)، و(مصطفى كامل)، و(قاسم أمين) صاحب كتاب تحرير المرأة .
طهطاوي الرجل الذي يعتبر من إفرازات الأزهر هو هو نفسه الذي عاد من فرنسا ليمدح علاقة الفرنسية بغير زوجها وهذا في رحلته التي صنفت أوربيًا كأحد أولى نتائج عصر النهضة العربية. ثمة مفارقات كبيرة في الكتاب ومازلت أصر على المصطلح لأن هذه المفارقات غريبة بعض الشيء عن ثقافة القرن التاسع عشر الميلادي في العالم العربي.
عندما شرع في كتابة رحلته التي خصصها للعلوم المعرفية والثقافية يخبرنا الأزهري أن هذا العالم مقسم لخمسة أقسام كما هو آت :
تكون "آسيا" أفضل الجميع � عنده بسبب مصدر الإسلام � بين كل الأقسام.
تليها "أفريقية" لعمارها بالإسلام والأولياء والصلحاء، خصوصاً بإشتمالها على مصر القاهرة.
تليها "بلاد "أوربا" لقوة الإسلام، ووجود الإمام الأعظم، إمام الحرمين الشريفين، سلطان الإسلام فيها" � يقصد العثمانية � في حينها .
ثم "بلاد الجزائر البحرية؛ لعمارها بالإسلام أيضاً مع عدم تبحرها فى العلوم كما هو الظاهر�.
ثم "أدنى الأقسام بلاد "أمريكة"؛ حيث لا وجود للإسلام بها أبداً�.
هذه وجهة نظر أزهري خالصة، وعندما تقرأ الكتاب تبدأ آثار الحضارة والانبهار واضحة المعالم في تفسيرة لظاهر الأشياء. وتجربته تذكرني بتجربة "فارس الشدياق" صاحب (الساق علي الساق) وكلاهما رغم ثقافته العربية وتمسكهما بها إلا أن رغبة التغيير تكاد تفتر من أحرفهما خلال الرحلة. لهذا كان إعجاب رفاعة لا يتوقف بل يذكر باريز � باريس بأن يقول في حقها "أعلم أن مدينة باريس هى اعظم مدن الإفرنج التى يرحل اليها الغرباء" ، ولاشك أن الطهطاوي توقف كثيرًا أمام السيدة الفرنسية وقارن بين إختلافات الثقافات العربية الإسلامية والغربية الفرنسية وهذا جلي في كتابه وترك لديه أثر لم يغفره له أصحاب الصوت الديني عندما عاد إلى مصر "�. كثيراً ما يقع السؤال من جميع الناس على حالة النساء عند الإفرنج كشفنا عن حالهن الغطاء، وملخص ذلك أيضاً : إن وقوع اللخبطة بالنسبة لعفة النساء لا يأتى من كشفهن أو سترهن، بل التربية الجيدة والحسيسة...." لكن مجمل الكتاب توضحه رغبته "�. استقر عزمي وأنا في باريس على خدمة بلادي عن طريق نقل علوم الإفرنج إلى مواطني مصر لتشع مداركهم وتسموا أفكارهم� الخ.
بهذا الكتاب وبعدة مؤلفات أخرى وبمشروع الترجمة الذي نهض به هذا الرجل جعل نفسه علامة فارقة في حركة التنوير في مصر والعالم العربي، وله شعر وجدته لا يعدو كونه مجرد نظم حسب ظني الذي يحتمل وجهي نظري.
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
تخليص الإبريز في تلخيص باريز.
Sign In »
Reading Progress
Started Reading
January 1, 2009
–
Finished Reading
December 29, 2015
– Shelved
March 11, 2016
– Shelved as:
دراسات-تاريخية
Comments Showing 1-4 of 4 (4 new)
date
newest »

message 1:
by
Ahmed
(new)
-
added it
Jun 25, 2016 11:39AM

reply
|
flag

تغيير الفكر أمر إيجابي لابد من ملازمة القارئ لهذه الفكرة فقط عندما يقتنع بها. هذا يعني أنني أخي لست ضد تغير الأُفكار من حال لحال وعلى العكس للفكر السابق. ومحمود شاكر كبير بنتاجه فيما يخدم به ما يؤمن به دون شك