نهى بسيوني's Reviews > الماركسية والإسلام
الماركسية والإسلام
by
by

أول إطلاع لي علي الماركسية كان من خلال هذا الكتاب والذي ظننت أنه قد يكون خير عرض لها ولعيوبها خصوصا أنه يرد علي هذه العيوب بما ورد في الإسلام ، هكذا ظننت أن الماركسية سوف تظهر واضحة جلية بكل نظرياتها وندوبها السوداء نتيجة لمواجهتها بنور الحق ، ولكني أخطأت التقدير. فكما قال مصطفي محمود أن الماركسية اقتبست من التاريخ الأحداث التي تدل وتثبت صلاحها ، شعرت أن مصطفي محمود اقتبس من الماركسية ما يثبت فشلها وأنه لم ينظر نظرة حيادية لها في البدء وعرضها عرضا خالصا ثم واجهها بثغراتها ، بل أنه ذكر الثغرات فقط ، ومن المؤكد أن هناك الكثير من بنودها مما لم يذكر يؤكد نجاح الماركسية في هذا الجانب أوذاك.
ما علينا ... أظن أنني الآن بحاجة إلي قراءة تفصيلية حيادية عن الماركسية.
.....
" الإسلام لم يأت لأمة بعينها أو لقوم دون قوم ، وإنما هو للناس كافة ، وهو صالح لكل زمان ومكان."
هكذا عرفنا عن الإسلام ، أنه دين شامل جامع قادم من أجل البشر جميعا ، والإسلام رسالة الله تعالي وهو -كما قلنا- دين شامل جامع ، وما يخلقه الله يستحيل أمام قدرة الإنسان وعقله الذي هو الآخر من مخلوقات الله ، وهذا بالضرورة يقودنا إلي فشل مذهب الماركسية القائل بأنها شاملة جامعة لكل ظروف الحياة والمجتمع ، وأنها غير قابلة للتجزئ نهائيا ، وغير ذلك إصرارها علي التدخل في كل شئ لتثبت هذا الشمول ولكنها سرعان ما تخفق ، هذا خطأ في النظرية من ناحية أن الإنسان لا يمكنه مهما أوتي من قوة العقل والعلم أن يخلق قانونا صالحا لكل الظروف وفي كل زمان ومكان.... أهو الله ؟!
بالطبع لا فهو ليس إلا مخلوق من مخلوقات الله ، كرمه الله بجزء في رأسه اسمه العقل.العقل ... وهل يحسن الأنسان استخدام هذا الشئ المميز؟ بل هل يستخدمه أصلا؟
أغلب الظن تكون الإجابة بلا
وهذه الغلبة جعلت مخلوقا كفرويد يجزم ب "بهيمية الإنسان" أي أن الإنسان ما هو إلا مجموعة غرائز وشهوات يسعي دائما إلي إشباعها مثله في ذلك كمثل الحيوان... وبس
وهذا الجزم الذي يغيب العقل يجعل من المادة شيئا أعلي من الإنسان مسيطرة عليه ومتحكمة فيه ، وجعل مخلوقا اخر مثل كارل ماركس يلخص الإنسان في عامل اقتصادي ، فهو يري أنه كي يكون الإنسان إنسانا فلابد أن يتوافر له مأكل ومشرب وملبس ومستوي معيشي محترم ، أهكذا يصبح الأنسان إنسانا ... أعتقد لا ففقدان أحد هذه الأشياء لا يقلل من ادمية الإنسان في شئ
"نحن نأكل لنعيش ولا نعيش لكي نأكل"
ولكن كارل ماركس لخص الانسان في ذلك تحت راية "حق عمال العالم المهضوم" ومع ذلك فقد نظر إلي الشيوعية وكأنها الطوفان التي ستهلك الرأسمالين الوحشين آكلي حقوق البشر وستأتي الحمامة بغصن الزيتون لتبشر العالم بعصر السيادة العمالية مستخدمين في ذلك الدكتاتورية التي يتلخص دورها في الإيقاع بالبرجوازية الرأسمالية ثم تنحل من تلقاء نفسها تاركة السيادة للعمال ... ألا تعتقد معي أن طول الفترة التي اضطهد فيها العمال قد خلقت طبقة كثيفة من الحقد والغل ملأت صدورهم وأعمت عيونهم وأنهم حين يمتلكون السيادة فسيتحركون بدافع هذا الحقد وسيفعلون في مجتمعهم الشيوعي الجديد ما كان يفعله الفرد في المجتمع الرأسمالي وكأنهم عادوا لينتقموا ؟
إن الدكتاتورية التي ستظهر للقضاء علي الرأسمالية البرجوازية لن تنحل من تلقاء نفسها مثلما تنبأ كارل ماركس ولكنها ستبقي خالقة مجتمعا برجوازيا اخر .
يبدو أن هذا الكارل كان "أعمي البصر والبصيرة" فلا أجد له نبوءة أو حتي توقع إلا ولم تتحقق بل ويتحقق العكس تماما وفي ظروف مناقضة جدا لما توقعه.
لكن هل مجرد كذب النبؤات دليل علي فشل النظرية الماركسية؟ أعتقد أنه بالنظر إلي الفكر الشمولي الماركسي نجد أن الإجابة نعم. هذا الفكر الشمولي خلق نوعا من الحتمية ... حتمية حدوث الشئ، وليس في الكون ما هو حتمي ، فكل شئ قابل للتغيير ، الظروف تتغير والعصور تتغير ورغم أن التاريخ يعيد نفسه فإن الظروف التي تؤدي إلي هذه الإعادة بالطبع تختلف وتتغير طبقا لطبائع البشر المعاصرين والتي بالطبع تختلف. وبناءا علي ذلك فإن الفكر الماركسي غير صالح لكل زمان ومكان ، وبالمقارنة بين ظروف عصرنا وظروف القرن التاسع العشر الذي وضعت فيه الماركسية نجد أنها فكرا رجعيا لا يصلح لأن يحكم العالم.
وإذا نظرنا إلي الجانب الآخر من الكتاب الذي هو الإسلام نجد أن ما سبق أن ذكرناه عن رجعية الماركسية لا يمكن تطبيقه علي الإسلام ، فلا يمكن اتهام الإسلام بالرجعية رغم أنه نزل من أكثر من أربعة عشر قرنا وكانت ظروف الحياة في شبه الجزيرة العربية تختلف كل الاختلاف عن الحياة فيها الان وفي أي مكان في العالم ... أتدرون لماذا؟
ببساطة لأن الإسلام لم يخلق لنا قانونا محددا صارما يجب علينا الالتزام به مثلما فعلت� الماركسي� ، بل أن الإسلام قد وضع لنا مجموعة من "الوصايا" التي تصلح لكل الأزمنة وتحت أي ظروف ، وكأن هذه الوصايا هي دعائم أي قانون أو دستور أو نظريات قد تفيد في تغير سلوك المجتمع ودفعه إلي الأمام ، وهذه هي إحدي ثغرات الماركسية التي أودت بحياتها أنها فصلت نفسها تماما عن الدين ولكنها لم تعلم أنها تناقض نفسها بذلك ، فالماركسية التي تدعو إلي السيادة العمالية الجماعية والتضحية من أجل الآخرين ، والتي أيضا لا ترتكز علي الدين الذي بدوره يعطي حافز روحي وحماس داخلي تناقض الدين الذي يدعو ايضا إلي التضحية من أجل الآخرين. أليس هذا التناقض بعينه؟
أوليس قابلا أن تتناقض الماركسية مع نفسها في مواضع أخري كثيرة؟
احتمال جايز وحتي نتأكد منه يلزم هذا الكثير من القراءات.
أخيرا وليس آخرا أكثر ما يروق لي أن معظم كتب مصطفي محمود متصلة اتصالا شبه وثيق ببعضها ، قد يأتي هذا من تكراره لبعض الموضوعات نتيجة لارتباطها الوثيق بما يتحدث عنه ، الأمر الذي اراه جيدا.
ما علينا ... أظن أنني الآن بحاجة إلي قراءة تفصيلية حيادية عن الماركسية.
.....
" الإسلام لم يأت لأمة بعينها أو لقوم دون قوم ، وإنما هو للناس كافة ، وهو صالح لكل زمان ومكان."
هكذا عرفنا عن الإسلام ، أنه دين شامل جامع قادم من أجل البشر جميعا ، والإسلام رسالة الله تعالي وهو -كما قلنا- دين شامل جامع ، وما يخلقه الله يستحيل أمام قدرة الإنسان وعقله الذي هو الآخر من مخلوقات الله ، وهذا بالضرورة يقودنا إلي فشل مذهب الماركسية القائل بأنها شاملة جامعة لكل ظروف الحياة والمجتمع ، وأنها غير قابلة للتجزئ نهائيا ، وغير ذلك إصرارها علي التدخل في كل شئ لتثبت هذا الشمول ولكنها سرعان ما تخفق ، هذا خطأ في النظرية من ناحية أن الإنسان لا يمكنه مهما أوتي من قوة العقل والعلم أن يخلق قانونا صالحا لكل الظروف وفي كل زمان ومكان.... أهو الله ؟!
بالطبع لا فهو ليس إلا مخلوق من مخلوقات الله ، كرمه الله بجزء في رأسه اسمه العقل.العقل ... وهل يحسن الأنسان استخدام هذا الشئ المميز؟ بل هل يستخدمه أصلا؟
أغلب الظن تكون الإجابة بلا
وهذه الغلبة جعلت مخلوقا كفرويد يجزم ب "بهيمية الإنسان" أي أن الإنسان ما هو إلا مجموعة غرائز وشهوات يسعي دائما إلي إشباعها مثله في ذلك كمثل الحيوان... وبس
وهذا الجزم الذي يغيب العقل يجعل من المادة شيئا أعلي من الإنسان مسيطرة عليه ومتحكمة فيه ، وجعل مخلوقا اخر مثل كارل ماركس يلخص الإنسان في عامل اقتصادي ، فهو يري أنه كي يكون الإنسان إنسانا فلابد أن يتوافر له مأكل ومشرب وملبس ومستوي معيشي محترم ، أهكذا يصبح الأنسان إنسانا ... أعتقد لا ففقدان أحد هذه الأشياء لا يقلل من ادمية الإنسان في شئ
"نحن نأكل لنعيش ولا نعيش لكي نأكل"
ولكن كارل ماركس لخص الانسان في ذلك تحت راية "حق عمال العالم المهضوم" ومع ذلك فقد نظر إلي الشيوعية وكأنها الطوفان التي ستهلك الرأسمالين الوحشين آكلي حقوق البشر وستأتي الحمامة بغصن الزيتون لتبشر العالم بعصر السيادة العمالية مستخدمين في ذلك الدكتاتورية التي يتلخص دورها في الإيقاع بالبرجوازية الرأسمالية ثم تنحل من تلقاء نفسها تاركة السيادة للعمال ... ألا تعتقد معي أن طول الفترة التي اضطهد فيها العمال قد خلقت طبقة كثيفة من الحقد والغل ملأت صدورهم وأعمت عيونهم وأنهم حين يمتلكون السيادة فسيتحركون بدافع هذا الحقد وسيفعلون في مجتمعهم الشيوعي الجديد ما كان يفعله الفرد في المجتمع الرأسمالي وكأنهم عادوا لينتقموا ؟
إن الدكتاتورية التي ستظهر للقضاء علي الرأسمالية البرجوازية لن تنحل من تلقاء نفسها مثلما تنبأ كارل ماركس ولكنها ستبقي خالقة مجتمعا برجوازيا اخر .
يبدو أن هذا الكارل كان "أعمي البصر والبصيرة" فلا أجد له نبوءة أو حتي توقع إلا ولم تتحقق بل ويتحقق العكس تماما وفي ظروف مناقضة جدا لما توقعه.
لكن هل مجرد كذب النبؤات دليل علي فشل النظرية الماركسية؟ أعتقد أنه بالنظر إلي الفكر الشمولي الماركسي نجد أن الإجابة نعم. هذا الفكر الشمولي خلق نوعا من الحتمية ... حتمية حدوث الشئ، وليس في الكون ما هو حتمي ، فكل شئ قابل للتغيير ، الظروف تتغير والعصور تتغير ورغم أن التاريخ يعيد نفسه فإن الظروف التي تؤدي إلي هذه الإعادة بالطبع تختلف وتتغير طبقا لطبائع البشر المعاصرين والتي بالطبع تختلف. وبناءا علي ذلك فإن الفكر الماركسي غير صالح لكل زمان ومكان ، وبالمقارنة بين ظروف عصرنا وظروف القرن التاسع العشر الذي وضعت فيه الماركسية نجد أنها فكرا رجعيا لا يصلح لأن يحكم العالم.
وإذا نظرنا إلي الجانب الآخر من الكتاب الذي هو الإسلام نجد أن ما سبق أن ذكرناه عن رجعية الماركسية لا يمكن تطبيقه علي الإسلام ، فلا يمكن اتهام الإسلام بالرجعية رغم أنه نزل من أكثر من أربعة عشر قرنا وكانت ظروف الحياة في شبه الجزيرة العربية تختلف كل الاختلاف عن الحياة فيها الان وفي أي مكان في العالم ... أتدرون لماذا؟
ببساطة لأن الإسلام لم يخلق لنا قانونا محددا صارما يجب علينا الالتزام به مثلما فعلت� الماركسي� ، بل أن الإسلام قد وضع لنا مجموعة من "الوصايا" التي تصلح لكل الأزمنة وتحت أي ظروف ، وكأن هذه الوصايا هي دعائم أي قانون أو دستور أو نظريات قد تفيد في تغير سلوك المجتمع ودفعه إلي الأمام ، وهذه هي إحدي ثغرات الماركسية التي أودت بحياتها أنها فصلت نفسها تماما عن الدين ولكنها لم تعلم أنها تناقض نفسها بذلك ، فالماركسية التي تدعو إلي السيادة العمالية الجماعية والتضحية من أجل الآخرين ، والتي أيضا لا ترتكز علي الدين الذي بدوره يعطي حافز روحي وحماس داخلي تناقض الدين الذي يدعو ايضا إلي التضحية من أجل الآخرين. أليس هذا التناقض بعينه؟
أوليس قابلا أن تتناقض الماركسية مع نفسها في مواضع أخري كثيرة؟
احتمال جايز وحتي نتأكد منه يلزم هذا الكثير من القراءات.
أخيرا وليس آخرا أكثر ما يروق لي أن معظم كتب مصطفي محمود متصلة اتصالا شبه وثيق ببعضها ، قد يأتي هذا من تكراره لبعض الموضوعات نتيجة لارتباطها الوثيق بما يتحدث عنه ، الأمر الذي اراه جيدا.
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
الماركسية والإسلام.
Sign In »
Reading Progress
April 25, 2011
– Shelved
Started Reading
April 26, 2011
–
Finished Reading
Comments Showing 1-1 of 1 (1 new)
date
newest »

message 1:
by
Osama
(new)
-
added it
Jun 02, 2023 03:56AM

reply
|
flag