Anaszaidan's Reviews > الأندلس من الفتح إلى السقوط
الأندلس من الفتح إلى السقوط
by
by

ماذا يعني أن يعرض لك المؤرخ بضاعته دون تسلسل تاريخي منطقي؟!
معناه أن الذي يكتب أو يحدثك عن التاريخ ليس بمؤرخ..بل ربما كان واعظا!
فالدكتور راغب السرجاني، شأنه شأن الجيل الذي عاش الهزيمة الحضارية والنفسية..يرغب في تقديم المواعظ في توكيد إسلامية الحل من خلال ما يهوى القراءة فيه..التاريخ.
وهو في هذا لا يختلف برأيي الشخصي عن زغلول النجار الذي يقلب الكتب العلمية الأجنبية حتى يفسر لك بضع آيات من القرآن، ثم يسميها الإعجاز العلمي. ولا يختلف عمن كتب كتابا عن خصائص الجلد بناء على آية ( إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب) فتجده يشرق ويغرب في خصائص الجلد بصفحات كثر ورسومات ملونة..ثم يأتي على تفسير الآية ليظهر فيها السبق العلمي للقرآن. ولو أردت تلخيص فكرته فلن يتعدى كلامه المفيد سطورا معدودة.
فهو - أعني السرجاني - كظاهرة لا يختلف عمن يؤكد على إسلامية الحل..من خلال التاريخ. حيث يظهر لك أن التاريخ يعج بالقمم الشوامخ، وعليك أن تلحق بالركب. وهي غاية شريفة ومقصد نفيس..ولكن قد يكون مثل هذا الوعظ متفشيا على حساب السرد التاريخي أو المنهج العلمي الجاد في التاريخ.
فكتابه هذا..وربما كل كتبه أقرب إلى الوعظ التاريخي..منه للسرد التاريخي التقليدي.. لا يكاد يسرد حدثا حتى يربطه مباشرة برأي شخصي وانطباع دون عزو أو إشارة إلى منبع هذا الانطباع أو الاستنتاج الذي قاله..فتعجز كمستمع لأشرطته أن تفصل ما بين انطباعه الشخصي وبين رأي المؤرخين في الموقف الذي يعظك فيه السرجاني.
بل إن الأحداث المختارة التي سردها السرجاني في محاضراته..لم تكن إلا لتوكيد العظة التي يريدك السرجاني أن تصل إليها. لذلك فإن سرده التاريخي منقطع التسلسل التاريخي وإن كان لا ينكشف ذلك للمبتدئ الذي يبحث عن الموعظة أولا وأخيرا..ومختصر كي يستعرض لك شرف البدايات في التاريخ الأندلسي..وسوء المنقلب في نهايات التاريخ العربي الأندلسي..دون التدقيق في المرحلة الوسيطة بما تقتضيه المهنية في البحث التاريخي.
وقد يكون لمثل أولئك الوعاظ المؤرخين أهمية مرحلية في زمننا هذا..فنحن كي نصل إلى المؤرخين العظام..وإلى فلاسفة المؤرخين كابن خلدون لا بد لنا أن نمر على مرحلة البدايات الهزيلة. فليس السرجاني امتدادا لابن خلدون..بل بينهما انقطاع يحتاج فيه السرجاني إلى التجربة والخطأ حتى يصل إلى مثل عبقرية ابن خلدون.
يذكرني السرجاني بالشيخ عبد الحميد كشك..الذي كانت خطبه تصدح في العالم الإسلامي كله. ولكن مع كل خطبة مؤثرة كانت الأحاديث الضعيفة والموضوعة تنتشر انتشار النار في الهشيم في عقول المستمعين. وفي المقابل لم يكن ليظهر مثل أبي إسحاق الحويني وغيره..لو لم يكن هناك واعظ ضعيف البضاعة في الحديث كالشيخ كشك رحمه الله.
ومما يؤكد وجهة نظري حول أهمية السرجاني كبداية لأي قارئ في التاريخ رغم إيماني بأن ما قدمه ليس تاريخا بقدر ما هو موضوعات ومواعظ من التاريخ..نوعية الحضور الذين يتوجهون بأسئلة بعد كل محاضرة للدكتور..فأسئلتهم في غاية البساطة..ويشتكون أيضا من كثرة الأحداث المذكورة على لسان السرجاني!
كل هذه المقدمة قد ذكرتها كي أصل إلى أن تقييم الكتاب عندي هو ضعف تلك المحاضرات التي تحولت بعد ذلك إلى كتاب عن الأندلس عن كونها تاريخا مقارنة بكتب المؤرخين. مع أهمية الاطلاع عليها للمبتدئين من غير المختصين بالتاريخ. فهم أولا وأخيرا لا يرغبون بسماع تاريخ..بقدر ما يرغبون في الموعظة المرتبطة بالتاريخ!
ملاحظة: هناك لزمة إن صح التعبير تظهر في بعض الأحايين في كلام السرجاني..فتجده يقول هذه الشخصية من أعظم الشخصيات..وهذا الحصن من أقوى الحصون..وهذا الشيء من أكبر الأشياء..هناك صيغة مبالغة في كلام السرجاني غير مرتبطة عنده بتوضيح سبب هذا التضخيم..وهذه قرينة عندي على أن السرجاني يعظ الناس ولا يؤرخ بشكل حقيقي. فهو ماهر في الأولى وليس ماهرا في الثانية.
قد لا تروق المراجعة لكثيرين..ولكن لا يهمني إلا أن أقول انطباعي الذي ذهبت إليه بعد سماع محاضرات السرجاني.
معناه أن الذي يكتب أو يحدثك عن التاريخ ليس بمؤرخ..بل ربما كان واعظا!
فالدكتور راغب السرجاني، شأنه شأن الجيل الذي عاش الهزيمة الحضارية والنفسية..يرغب في تقديم المواعظ في توكيد إسلامية الحل من خلال ما يهوى القراءة فيه..التاريخ.
وهو في هذا لا يختلف برأيي الشخصي عن زغلول النجار الذي يقلب الكتب العلمية الأجنبية حتى يفسر لك بضع آيات من القرآن، ثم يسميها الإعجاز العلمي. ولا يختلف عمن كتب كتابا عن خصائص الجلد بناء على آية ( إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب) فتجده يشرق ويغرب في خصائص الجلد بصفحات كثر ورسومات ملونة..ثم يأتي على تفسير الآية ليظهر فيها السبق العلمي للقرآن. ولو أردت تلخيص فكرته فلن يتعدى كلامه المفيد سطورا معدودة.
فهو - أعني السرجاني - كظاهرة لا يختلف عمن يؤكد على إسلامية الحل..من خلال التاريخ. حيث يظهر لك أن التاريخ يعج بالقمم الشوامخ، وعليك أن تلحق بالركب. وهي غاية شريفة ومقصد نفيس..ولكن قد يكون مثل هذا الوعظ متفشيا على حساب السرد التاريخي أو المنهج العلمي الجاد في التاريخ.
فكتابه هذا..وربما كل كتبه أقرب إلى الوعظ التاريخي..منه للسرد التاريخي التقليدي.. لا يكاد يسرد حدثا حتى يربطه مباشرة برأي شخصي وانطباع دون عزو أو إشارة إلى منبع هذا الانطباع أو الاستنتاج الذي قاله..فتعجز كمستمع لأشرطته أن تفصل ما بين انطباعه الشخصي وبين رأي المؤرخين في الموقف الذي يعظك فيه السرجاني.
بل إن الأحداث المختارة التي سردها السرجاني في محاضراته..لم تكن إلا لتوكيد العظة التي يريدك السرجاني أن تصل إليها. لذلك فإن سرده التاريخي منقطع التسلسل التاريخي وإن كان لا ينكشف ذلك للمبتدئ الذي يبحث عن الموعظة أولا وأخيرا..ومختصر كي يستعرض لك شرف البدايات في التاريخ الأندلسي..وسوء المنقلب في نهايات التاريخ العربي الأندلسي..دون التدقيق في المرحلة الوسيطة بما تقتضيه المهنية في البحث التاريخي.
وقد يكون لمثل أولئك الوعاظ المؤرخين أهمية مرحلية في زمننا هذا..فنحن كي نصل إلى المؤرخين العظام..وإلى فلاسفة المؤرخين كابن خلدون لا بد لنا أن نمر على مرحلة البدايات الهزيلة. فليس السرجاني امتدادا لابن خلدون..بل بينهما انقطاع يحتاج فيه السرجاني إلى التجربة والخطأ حتى يصل إلى مثل عبقرية ابن خلدون.
يذكرني السرجاني بالشيخ عبد الحميد كشك..الذي كانت خطبه تصدح في العالم الإسلامي كله. ولكن مع كل خطبة مؤثرة كانت الأحاديث الضعيفة والموضوعة تنتشر انتشار النار في الهشيم في عقول المستمعين. وفي المقابل لم يكن ليظهر مثل أبي إسحاق الحويني وغيره..لو لم يكن هناك واعظ ضعيف البضاعة في الحديث كالشيخ كشك رحمه الله.
ومما يؤكد وجهة نظري حول أهمية السرجاني كبداية لأي قارئ في التاريخ رغم إيماني بأن ما قدمه ليس تاريخا بقدر ما هو موضوعات ومواعظ من التاريخ..نوعية الحضور الذين يتوجهون بأسئلة بعد كل محاضرة للدكتور..فأسئلتهم في غاية البساطة..ويشتكون أيضا من كثرة الأحداث المذكورة على لسان السرجاني!
كل هذه المقدمة قد ذكرتها كي أصل إلى أن تقييم الكتاب عندي هو ضعف تلك المحاضرات التي تحولت بعد ذلك إلى كتاب عن الأندلس عن كونها تاريخا مقارنة بكتب المؤرخين. مع أهمية الاطلاع عليها للمبتدئين من غير المختصين بالتاريخ. فهم أولا وأخيرا لا يرغبون بسماع تاريخ..بقدر ما يرغبون في الموعظة المرتبطة بالتاريخ!
ملاحظة: هناك لزمة إن صح التعبير تظهر في بعض الأحايين في كلام السرجاني..فتجده يقول هذه الشخصية من أعظم الشخصيات..وهذا الحصن من أقوى الحصون..وهذا الشيء من أكبر الأشياء..هناك صيغة مبالغة في كلام السرجاني غير مرتبطة عنده بتوضيح سبب هذا التضخيم..وهذه قرينة عندي على أن السرجاني يعظ الناس ولا يؤرخ بشكل حقيقي. فهو ماهر في الأولى وليس ماهرا في الثانية.
قد لا تروق المراجعة لكثيرين..ولكن لا يهمني إلا أن أقول انطباعي الذي ذهبت إليه بعد سماع محاضرات السرجاني.
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
الأندلس من الفتح إلى السقوط.
Sign In »
Reading Progress
June 24, 2016
–
Started Reading
June 28, 2016
–
Finished Reading
July 3, 2016
– Shelved
July 3, 2016
– Shelved as:
audio-books
Comments Showing 1-9 of 9 (9 new)
date
newest »

message 1:
by
Aref
(new)
Jul 03, 2016 10:55AM

reply
|
flag

لاحظت كثرة الكلام في الكتاب ..
لا يمكنني قول أكثر من هذا في الوقت الحالي
بارك الله فيك على المراجعة